من منابر الجمعة
الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حفظا ، يا من هو المحيط الجامع والنور الساطع ، لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا ونسبحك تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم ، وصلوات منك ربي ورحمة لحبيبك ومصطفاك .
هذه الفصول العظيمة في الخلق كانت وفق ترتيب وغاية محكمة ، و اتقان بديع بدأت بفتق السماوات بعناصرها ومكوناتها ، وما أودع سبحانه وتعالى بعلمه وحكمته في المادة المخلوقة بتفاعلاتها وطاقاتها وقواها وأسرارها الخفية .
وهذه المادة المخلوقة أخذت مكانها في هذا الكون بدقة مدهشة وفق تراتبية بديعة ومتقنة ، لتتفاعل مع عناصر أخرى لتنزل الى الأرض في مرحلة من مراحل خلق الحياة على الأرض ..
وهذه الحقيقة التي لا يعرفها الكثير هي أن الأرض كانت بوجود السماوات فسبحان الخالق ، فالعناصر الضرورية والموجدة للحياة والتي مهدت لظهور الانسان كلها صهرت في بواطن النجوم
وأنزلها الله تعالى بعلمه الى الأرض وفق ترتيب بديع كما تبينه آيات عديدة ..وأنزلنا الحديد الآية ...وأنزلنا من السماء ماءا ..الآية...وهذه الذرة وما دونها والتي تعتبر البذرة والنواة في هذا الخلق البديع والعظيم وهي بتفاعلاتها الطاقية وأسرارها المدهشة لتعد آية محكمة والله تعالى هو المتحكم في أسرارها والممسك لها والقادر أن يغير من صفاتها ويبدلها الى نشأة أخرى فيما لا نعلم .
والكون بأسراره ومجاهله وما يشمله من عجائب لم يخلق عبثا ، بل خلق بالحق والأجل المسمى وفيه ما يبدل هذه النشأة في الخلق الى نشأة أخرى ، أقلها شأنا ما يعرف بالحفر السوداء الموزعة في الكون باحكام وهي توجد في قلب كل مجرة ..الجوار الكنس ..الآية .. والغريب في الأمر اخوة الايمان أن الغرب بعلمائه يتسائل باستغراب عن حجم هذا الكون الهائل وما تكون حقيقته ؟ ويخوضون في خباياه بغير علم ولا هدى وأشكل عليهم الأمر وتملكهم الغرور ..
ويا ليتهم علموا ما يحدث للمادة عندما تجذبها هذه الحفر السوداء أو كما يسميها البعض مقابر للنجوم حيث تتغير صفاتها الى خلق آخر ولكل شيء أجل وهذه المادة المخلوقة أجلها مودع في ثنايا السماوات باحكام ، وكل ما في الكون يعرف مسبقا انه مسخر ويسير لغاية حكيمة، فانشقاق السماء ما هو الا شكل من تحطيم القوى التركيبية للالكترونات الذرية ، فيوم تطوى السماء لتتبدل الى خلق آخر فتبن على أسس أخرى مغايرة لما نعرف ، فسبحان من خلق السماوات والأرض بالحق والأجل المسمى .
سالم