حديث صحيح : أنا بريء ممن يقيم بين ظهراني المشركين !
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
قال الرسول الكريم-صلى الله عليه وسلم- حينما سئل عن الكِبْر وما هو :
((ولكن الكبر بطر الحق وغمط الناس)). رواه مسلم.
ومعنى (بطر الحق) أي: رد الحق.
ومن أخطرها رد حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبرا وجهلا ؛ والعجب أن بعض المشرفين هداهم الله تعالى أغلق موضوع هابيل على هذا الرفض لحديث رسول الله !!! من قبل المسمى هابيل !! فزاد ضغثا على إبالة ! وكان الحق أن يعطي فرصة لبيان أن هذا حديث صحيح ثابت عن رسول الله ! ولا أدري هل الإدارة تدري عن فعل هذا المشرف؛ لكن يكفي أن الله تعالى يدري عن فعله ورد الأهبل لحديث رسول الله !
والحديث الذي رده هو حديث صحيح ثابت ؛ ودونكم تخريجه من "سلسلة الأحاديث الصحيحة" للعلامة الألباني :
قال رحمه الله تعال في المصدر المذكور برقم (636) :
(( ... " أبايعك على أن تعبد الله و تقيم الصلاة و تؤتي الزكاة و تناصح المسلمين
و تفارق المشرك " .
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 2 / 230 :
أخرجه النسائي ( 2 / 183 ) و البيهقي ( 9 / 13 ) و أحمد ( 4 / 365 ) من طريق
أبي وائل عن أبي نخيلة البجلي قال : قال # جرير # : " أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم و هو يبايع فقلت : يا رسول الله ابسط يدك حتى أبايعك , و اشترط علي فأنت
أعلم , قال ... " فذكره .
قلت : و هذا إسناد صحيح , و أبو نخيلة بالخاء المعجمة , و قيل بالمهملة و به
جزم إبراهيم الحربي و قال : هو رجل صالح . و قد جزم غير واحد بصحبته كما بينه
الحافظ في " الإصابة " . و لهذا الحديث شاهد من حديث أعرابي , و يأتي بلفظ :
" إنكم إن شهدتم ... " . و الحديث أخرجه الطبراني أيضا في " المعجم الكبير "
( ج 1 ورقه 111 وجه 1 ) من طريق أبي وائل به . و قد رويت الجملة الأخيرة منه
من طريق أخرى عن جرير بلفظ : " أنا برىء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين ,
قالوا : يا رسول الله : و لم ? قال : لا تراءى نارهما " .
أخرجه الترمذي ( 2 / 397 ) : حدثنا هناد : حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله : أن رسول الله بعث سرية إلى خثعم
, فاعتصم ناس بالسجود , فأسرع فيهم القتل , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
, فأمر لهم بنصف العقل و قال ... " فذكره .
ثم قال الترمذي : حدثنا هناد : حدثنا عبدة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن
أبي حازم مثل حديث أبي معاوية و لم يذكر فيه عن جرير , و هذا أصح . و في الباب
عن سمرة , و أكثر أصحاب إسماعيل قالوا : عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية و لم يذكروا فيه عن جرير , و روى حماد بن
سلمه عن الحجاج بن أرطاة عن إسماعيل بن أبي خالد عن جرير مثل حديث أبي معاوية ,
و سمعت محمدا يقول : الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل , و روى
سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا تساكنوا المشركين و لا
تجامعوهم , فمن ساكنهم أو جامعهم فهو مثلهم " .
قلت : إسناد الحديث الأول الموصول رجاله ثقات رجال مسلم , لكن أعله الترمذي
تبعا للبخاري و غيره بالإرسال , و لولا أن في أبي معاوية - و اسمه محمد بن خازم
بمعجمتين - شيئا من الضعف من قبل حفظه لقلت " إنه زاد الوصل , و الزيادة من
الثقة مقبولة , على أنه قد تابعه في وصله الحجاج بن أرطاة كما ذكر الترمذي و قد
وصله البيهقي ( 9 / 12 - 13 ) مختصرا بلفظ : " من أقام مع المشركين فقد برئت
منه الذمة " و يأتي , لكن الحجاج مدلس و قد عنعنه . ثم أن الحديث أورده الهيثمي
( 5 / 253 ) عن قيس بن أبي حازم عن خالد بن الوليد . أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعث خالد بن الوليد إلى ناس من خثعم الحديث و قال : " رواه الطبراني
و رجاله ثقات " . ثم رأيت الحديث قد أخرجه الحافظ في " تخريج الكشاف " ( 4 / 55
رقم 457 ) فقال : رواه أبو داود و الترمذي و النسائي من حديث جابر .... وصله
أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس عنه , و أرسله غيره من أصحاب إسماعيل كعبدة بن
سليمان و وكيع و هشيم و مروان , و تابعه حجاج بن أرطاة , عن إسماعيل موصولا و
حجاج ضعيف , و رجح البخاري و غيره المرسل , و خالف الجميع حفص بن غياث فرواه عن
إسماعيل عن قيس , عن خالد بن الوليد : خرجه الطبراني " .
و هو عند أبي داود في " الجهاد " و أخرجه الطبراني أيضا في " المعجم الكبير "
( ج 1 ورقة 109 وجه 1 ) مخطوط المكتبة الظاهرية ( رقم 282 حديث ) عن أبي معاوية
به . و في معناه حديث : " لا يقبل الله من مشرك بعد ما أسلم عملا أو يفارق
المشركين إلى المسلمين " . و قد ذكر في محله ))اهـ.
والله الهادي.