الرد علي شبهة ان سيدنا محمد يشتهي زينب بنت جحش ...
الشبهة :
محمد (صلى الله عليه وسلم )يشتهي زينب بنت جحش
(امرأة ابنه بالتبني زيد بن الحارثة) و يتزوجها
زعم بعض أعداء الإسلام أن الرسول صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم اشتهى زينب بنت جحش وطلقها من زوجها زيد بن حارثة وتزوجها هو.
دليل الشبهة
استدل هؤلاء بما جاء فى تفسير الطبري فى تأويل قول الله تبارك وتعالى :ـ
[ وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إذا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ] ([أ])
وإليك النصوص التى استدلوا بها حرفيا
(أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ) وذلك أن زينب بنت جحش فيما ذكر رآها رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم فأعجبته، وهي في حبال مولاه، فأُلقى في نفس زيد كراهتها لما علم الله مما وقع في نفس نبيه ما وقع، فأراد فراقها
(أمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ) وهو صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يحب أن تكون قد بانت منه لينكحها
(وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ ) يقول تعالى ذكره: وتخاف أن يقول الناس: أمر رجلا بطلاق امرأته ونكحها حين طلقها،
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: كان النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم قد زَّوج زيدَ بنَ حارثة زينبَ بنت جحش، ابنة عمته، فخرج رسول الله صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يومًا يريده وعلى الباب ستر من شعر، فرفعت الريح الستر فإن كشف، وهي في حجرتها حاسرة، فوقع إعجابها في قلب النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم، فلما وقع ذلك كرِّهت إلى الآخر،([ب])
الـــــرَّد علـــى الشبهــــــة ...
قبل أن نجيب على تلك الشبهة أود أن أشير إلى أمر هام جدا هو أن علماء التفسير رضى الله عنهم حينما وضعوا كتب التفسير كان عندهم من الأمانة العلمية ما يجعلهم يوضحون كل الروايات التى تتعلق بتفسير الآية حتى يتعلم القارئ المسألة من كل ما يتعلق بها من جوانب ، ثم بين التفسير الراجح أو الصحيح من بين تلك الآراء التى سردها فى كتابه.
مثلا أصحاب العلوم الأخرى حينما يسرد بعضا من النظريات فى كتابه فهو لا يوافق كل تلك النظريات وإنما يسردها ليبين النظرية التى أخذ بها فليس معنى أنه ذكر نظريات خاطئة أنه أقر بها فى كتابه.
وعلى ما تقدم فإن القول بمثل تلك الشبهة لا يخرج عن كونه تعنتا فى اصطياد الأخطاء وليست بأخطاء فى الأصل فأعداء الإسلام حينما يدللوا على شبهة ما يقتصرون على ما أورده المفسر فى كتابه من الروايات التى تدعم ما يدعون به ولكنهم لا يذكرون ما رجحه هذا المفسر فى كتابه وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على عدم الأمانة العلمية فى نقلهم من المراجع.
ولأجل ذلك نقول:
إن هذه الروايات التى ذكرها هؤلاء المضللون إنما هى لا يعتد بها وليست من صحيح السنة فى شئ يذكر وهذا ما قال به أهل العلم والتأويل فى شأن تلك الرويات من أنها ذكرت على سبيل المثال وليس على سبيل اليقين وأنها روايات ضعيفة أى بها خلل فلا يعتد بها
يقول الإمام ابن كثير رحمه الله
( ذكر ابن أبي حاتم وابن جرير ([1]) هاهنا آثارا عن بعض السلف رضي الله عنه أحببنا أن تضرب عنها صفحا لعدم صحتها فلا نوردها) ([2])
وجه الدلالة :
يقصد الإمام ابن كثير عليه رحمة الله أن تلك الروايات التى ذكرها الإمام ابن جرير الطبري لا يعتد بها لعدم صحتها ولأجل ذلك فهو لم يذكر تلك الروايات.
أما عن القول المزعوم بأنه صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم لما رأى زينب افتتن بها فهو غير صحيح أيضا ...