شرب الخمر و لو قطرة واحدة
**********************
قال تعالى :
" إنما الخمر و الميسر و الأنصاب و الأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون "
/ سورة المائدة ، الآية : 90 /
و الأمر بالاجتناب هو من أقوى الدلائل على التحريم ، و قد قُرنَ الخمر بالأنصاب و هي آلهة الكفار و أصنامهم ، فلم تبقَ حجّة لمن يقول إنه لم يقل هو حرام و إنما قال فاجتنبوه !!
و قد جاء الوعيد في سنّة النبي صلى الله عليه و سلم لمن شرب الخمر ، فعن جابر مرفوعاً :
" .... إن على الله عز و جل عهداً لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال "
قالوا : يا رسول الله و ما طينة الخبال ؟
قال : " عرق أهل النار أو عصارة أهل النار "
/ رواه مسلم 3/1587 /
و عن ابن عباس مرفوعاً :
" مَن مات مدمن خمر لقي الله و هو كعابد وثن "
/ رواه الطبراني 12/45 و هو في صحيح الجامع 6525 /
و قد تنوعت أنواع الخمور و المسكرات في عصرنا تنوّعاً بالغاً و تعدّدت أسماؤها عربية و أعجمية ، فأطلقوا عليها :
البيرة ، و الجعّة ، و الكحول ، و العرق ، و الفودكا ، و الشمبانيا .. و غير ذلك .
و ظهر في هذه الأمة الصنف الذين أخبر النبي صلى الله عليه و سلم عنهم بقوله :
" لَيَشْرَبَنّ ناس من أمتي الخمر يسمّونها بغير اسمها "
/ رواه الإمام أحمد 5/342 و هو في صحيح الجامع 5453 /
فهم يطلقون عليها مشروبات روحية بدلاً من الخمر تمويهاً و خداعاً .. " يخادعون الله و الذين آمنوا و ما يخدعون إلا أنفسهم و ما يشعرون "
/ سورة البقرة ، الآية : 9 /
و قد جاءت الشريعة بالضابط العظيم الذي يحسم الأمر و يقطع دابر فتنة التلاعب و هو ما جاء في قوله صلى الله عليه و سلم :
" كلّ مسكر خمر ، و كل مسكر حرام "
/ رواه مسلم 3/1587 /
فكل ما خالط العقل و أسكره فهو حرام قليله و كثيره ، كما في الحديث :
" ما أسكرَ كثيره فقليله حرام "
/ رواه أبو داود رقم 3681 و هو في صحيح أبي داود رقم 3128 /
و مهما تعددت الأسماء و اختلفت فالمسمى واحد و الحكم معلوم .
و أخيراً ، فهذه موعظة من النبي صلى الله عليه و سلم لشراب الخمور ، قال عليه الصلاة و السلام :
" من شرب الخمر و سكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً ، و إن مات دخل النار ، فإن تاب تاب الله عليه ، و إن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً ، فغن مات دخل النار ، فإن تاب تاب الله عليه ، و إن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحاً ، فإن مات دخل النار ، فإن تاب تاب الله عليه ، و إن عاد كان حقّاً على الله أن يسقيه من رَدْغة الخبال يوم القيامة "
قالوا : يا رسول الله و ما ردغة الخبال ؟
قال : " عصارة أهل النار "
/ رواه ابن ماجة رقم 3377 و هو في صحيح الجامع 6313 /
و إذا كانت هذه هي حال الذين يتعاطون المسكرات ، فكيف تكون حال الذين يتعاطون ما هو أشدّ و يدمنون على المخدرات ؟!!
[glint]
المرجع :
كتاب : ( محرمات استهان بها الناس يجب الحذر منها )
للشيخ :
( محمد صالح المنجد )
[/glint]