سبق المأموم إمامه في الصلاة عمداً
*************************
الإنسان في طبعه العجلة ، يقول تعالى :
" و كان الإنسان عجولاً "
/ سورة الإسراء ، الآية: 11 /
و قال النبي صلى الله عليه و سلم :
" التأنّي من الله و العَجَلة من الشيطان "
/ رواه البيهقي في السنن الكبرى 10 / 104 و هو في السلسلة 1795 /
و كثيراً ما يلاحظ المرء و هو في الجماعة عدداً من المصلّين عن يمينه أو شماله ، بل ربما يلاحظ ذلك على نفسه أحياناً مسابقة الإمام بالركوع أو السجود و في تكبيرات الانتقال عموماً و حتى في السلام من الصلاة !
و هذا العمل الذي لا يبدو ذا أهمية عند الكثيرين قد جاء فيه الوعيد الشديد عن النبي صلى الله عليه و سلم بقوله :
" أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحوّل الله رأسه رأس حمار "
/ رواه مسلم 1/320 – 321 /
و إذا كان المصلّي مُطالَباً بالإتيان إلى الصلاة بالسكينة و الوقار ، فكيف بالصلاة ذاتها !
و قد تختلط عند بعض الناس مسابقة الإمام بالتخلّف عنه ، فليعلم أن الفقهاء رحمهم الله قد ذكروا ضابطاً حسناً في هذا و هو أنه ينبغي على المأموم الشروع في الحركة حين تنقطع تكبيرة الإمام ، فإذا انتهى من ( راء ) الله أكبر ، يشرع المأموم في الحركة ، لا يتقدم عن ذلك و لا يتأخّر ، و بذلك ينضبط الأمر .
و قد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم – رضي الله عنهم – في غاية الحرص على عدم استباق النبي صلى الله عليه و سلم ، فيقول أحدهم و هو البراء بن عازب – رضي الله عنه – إنهم كانوا يصلّون خلف رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فإذا رفع رأسه من الركوع لم أرَ أحداً يحني ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه و سلم جبهته على الأرض ، ثم يخرّ مَنْ وراءه سُجَّداً "
/ رواه مسلم رقم 474 ط . عبد الباقي /
و لما كبر النبي صلى الله عليه و سلم و صار في حركته نوع من البطء نبّهَ المصلّين خلفه فقال :
" يا أيها الناس إني قد بَدّنتُ فلا تسبقوني بالركوع و السجود ... "
/ رواه البيهقي 2/93 و حسّنه في إرواء الغليل 2/290 /
و على الإمام أن يعمل بالسنّة في التكبير إذا صلّى و هو ما جاء في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - :
" كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا قام إلى الصلاة يكبّر حين يقوم ثم يكبّر حين يركع ... ثم يكبّر حين يهوي ثم يكبّر حين يرفع رأسه ثم يكبّر حين يسجد ثم يكبّر حين يرفع رأسه ، ثم يفعل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ، و يكبّر حين يقوم من الثنتين بعد الجلوس "
/ رواه البخاري رقم 756 ط . البغا /
فإذا جعل الإمام تكبيره مرافقاً و مقترناً بحركته و حرص المأموم على الالتزام بالكيفية السابق ذكرها صلح أمر الجماعة في صلاتهم .
[glint]
المرجع :
كتاب : ( محرمات استهان بها الناس يجب الحذر منها )
للشيخ :
( محمد صالح المنجد )
[/glint]