لا تقولوا الوداع، لكن قولوا في أمان الله
بسم الله الرحمن الرحيم...
الحمد لله كما ينبغي له أن يحُمد، ثم الصلاة والسلام على خير عباد الله محمّد وعلى آله وأصحابه وكل موحد...
أما بعد:
أحييكم إخواني الكرام وأخواتي الفاضلات في المنتدى بتحية الإسلام وتحية أهل الجنّة، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسأل الله عز وجل بمنّه وكرمه كما جمعني بكم في هذا المنتدى، أن يجمعني بكم في الفردوس الأعلى من الجنّة إنه ولي ذلك والقادر عليه...
مضت مدة طويلة ومدة لم أنشئ فيها موضوعًا، أو أشارك في موضوع من المواضيع التي يطرحها المنتدى، سواءًا أكان موضوعًا من المواضيع الساخنة أم كان موضوعًا عاديًا، وذلك بسبب الأحداث المتلاحقة التي لا تعرف سرعتها الرحمة أبدًا، ولأسباب أخرى قد لا يسع المقام لذكرها الآن، لكنني أحببت في هذه الليلة أن أخرج عن "الروتين" - إن صح التعبير - وأن أكتب أمرًا كنت أفكر فيه منذ زمن، وأسررت به إلى بعض من أثق بهم في هذا المنتدى ممن لهم أو كان لهم حضورٌ فيه وتفاعل، ولذلك وبدون مزيد من الإطالة عليكم، أنا "إبن ليبيا الحرة" أعلن عن إعتزالي لمنتدى الدفاع عن الصحابة إلى أجل غير مسمى والإنصراف عنه لمدة لا أعلم هل ستطول أم ستقصر، وربما قد لا أعود أبدًا، ولكن يشهد الله العزيز الحكيم أنني قضيت بعض أفضل الأوقات على هذا المنتدى بصحبة أناس أحسبهم والله حسيبهم من أهل الخير والفضل، وقد إستفدت ورب الكعبة أيما إستفادة من هذا المنتدى القيّم، بحق لم أندم على الأيام الجميلة التي قضيتها بصحبتكم، فقد فتحت عيوني على آفاق جديدة وأمور عديدة من خلال التفاعل والمناقشات والمشاركات في هذا الصرح المبارك...
أشكركم جميعًا، جزاكم الله خيرًا، وبارك الله فيكم وفي علمكم ومجهوداتكم، جعلها الله في موازين أعمالكم، أشكر كل ذي فضل علي من جميع الإخوة والأخوات بدون إستثناء ممن تعلمت وإستفدت منهم وتفقّهت - بإذن الله - علي أيديهم في ديني، وأسأل الله أن يجعل نصرتكم لصحب الحبيب محمّد - صل الله عليه وآله وسلم - خالصة لوجه الله عز وجل وأن ترّجح بها كفة حسناتكم...
وفي الختام، أحببت أن أنقل إليكم هذه الأبيات:
سأظل أذكركم إذا جن الدُجى.... أو أشرقت شمس على الأزمانِ
سأظل أذكر إخوة وأحبة..... هم في الفؤاد مشاعل الإيمانِ
سأظل أذكركم بحجم محبتي... فمحبتي فيض من الوجدانِ
فلتذكروني بالدعاء فإنني...... في حبكم أرجوا رضى الرحمنِ
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، أترككم في حفظ الله ورعايته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
