إنا لله وإنا إليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
إن مصائب الامة الاسلامية كلها تهون عند فقد مصيبتين الأولى الدين والثانية موت العلماء
فالعلماء هم ورثة الأنبياء ، و هم نجوم يهتدى بهم في الظلماء ، و معالم يقتدى بهم في البيداء ، أقامهم الله تعالى حماة للدين ، ينفون عنه تحريف الغالين ، و انتحال المبطلين ، و تأويل الجاهلين ، و لولاهم - بتوفيق من الله لهم- لطمست معالمه ، و انتكست أعلامه بتلبيس المضلين ، و تدليس الغاوين .
و لهذا كان من أعظم المصائب التي يبتلى بها الناس ، و تحرك نفوس الأكياس موت العلماء ، لأن هذا الأخير سبب لرفع العلم النافع ، و انتشار الجهل الناقع.
لعمرك ما الرزية فقد مال*** و لا شاة تموت و لا بعير
و لكن الرزية فقد حـــر*** يموت بموته بشر كثيـــر
فهذا الحدث الجلل شرط من أشراط الساعة كما قال عليه الصلاة و السلام : " إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يثبت الجهل " متفق عليه .
و المراد برفعه هنا موت حملته ، فإن العلم لا يرفع إلا بقبض العلماء انظر الفتح 1/213 ، و بقبضهم يقبض العلم كما في الحديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال :
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : " إن الله لا يبقض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " متفق عليه
اللهم آجرنا في مصيبتنا وارزقنا الصبر والسلوان وارحم شيخنا الفاضل عبد الله ابن جبرين رحمة واسعة واجزه عنا خير الجزاء والثواب اللهم اغفر لنا وله وارحمنا وإياه واجمعنا به في جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.