تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام

آخـــر الــمــواضــيــع

تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام

  1. #1
    عضو
    الحالة : محمد اليافعي غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1345
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    المشاركات : 61
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف خلق الله اجمعين وعلى اله وصحبه الطيبين الطاهرين ..

    وبعد ...


    فهذا بحث في موضوع سب سيدنا معاوية لسيدنا علي عليه السلام ، وبيان ما حدث من وهم وسوء ظن من البعض في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


    فأقول وبالله التوفيق ومنه السداد :


    الاثر الاول انقله من بحث الشيخ التكلة مع بعض التصرف والزيادة :

    انا لم أجد حتى الآن خبرا واحدا صحيحا يفيد أن معاوية كان يشتم عليا أو يأمر بذلك، فضلا عن لعنه على المنابر، ولكن لما رأيتُ ما يحتج به الرافضة ومن تأثّر بأقوالهم رأيتُ أن أقوى ما عندهم في ذلك هو حديث سعد بن أبي وقاص :


    1) حديث سعد بن أبي وقاص الوارد في صحيح مسلم (2404) وفيه: أمر معاوية سعدا، فقال: ما متنعك أن تسب أبا تراب؟

    ونص الحديث هو كالتالي :
    حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا: حدثنا حاتم - وهو بن إسماعيل - عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه. قال (بكير): أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله r فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم. سمعت رسول الله r يقول له خلفه في بعض مغازيه. فقال له علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله r: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي؟ وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها. فقال: ادعوا لي علياً. فأتي به ارمد، فبصق في عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

    قلت : وهذا لا تصح نسبته إلى مسلم دون بيان أنه إنما أورده في الشواهد لا في الأصول ، أي أنه لم يخرجه احتجاجا ، فإنه على طريقته المعروفة – والتي نص عليها في مقدمة صحيحه - يقدِّم اللفظ الأصح، والمحفوظ في الرواية، ثم يتبعه بما هو دونه، وقد يُشير في ذلك لعلة في السياق المؤخر ، ونص على مثل ذلك في كتاب التمييز له - وهو في العلل - ومن أمثلته ما نحن بصدده الآن.

    فالإمام مسلم أورد أكثر من طريق للحديث، ليس فيها هذا اللفظ ولا حتى إشارة له، بل هذا اللفظ تفرد به بكير بن مسمار، وخالف بذلك جمعا من الرواة الثقات الذين لم يذكروا السب، فتكون روايته بذلك ضعيفة منكرة.
    قلت :
    1) فعلة الحديث بكير بن مسمار :
    قال عنه ابن حجر في التقريب : ( صدوق ) .
    وقال الذهبي في الكاشف : ( فيه شيء ) .
    و قال العجلي ( وهو متساهل ) : ( ثقة ) .
    و قال النسائي : ( ليس به بأس ) (يعني صدوق) .
    و قال أبو أحمد بن عدي : ( مستقيم الحديث ) .
    وقال البخاري : ( فيه نظر ) كما في تهذيب الكمال . وذكر له هذا الحديث في التاريخ الكبير ( 2 / 115 ) وقال : ( فيه بعض النظر ) ، وما روى له شيئاً .
    وذكره العقيلي في ضعفاءه (191) .
    وقال عنه ابن حزم في المحلى ( 9 / 47 ) : ( بكير بن مسمار ضعيف ) .
    وذكره الذهبي في الكاشف ( 1 / 276 طبعة دار القبلة للثقافة الإسلامية ، مؤسسة علو - جدة الطبعة الأولى ، 1413- 1992، بتحقيق محمد عوامة ) برقم ( 648 ) : ( بكير بن مسمار عن بن عمر وجمع وعنه أبو بكر الحنفي والواقدي فيه شيء توفي 153 )
    وقال عنه الذهبي في المغني في الضعفاء (1 / 180) : ( صدوق، لينه ابن حبان البستي وابن حزم وقال البخاري : فيه نظر ) .
    وهذا خطأ من الذهبي !
    واورده في الميزان ( 1 / 350 ) برقم ( 1310 ) .
    وضعفه أيضاً الذهبي في تعليقه على المستدرك ( 3 / 159 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ) حديث رقم ( 4708 ) فقال : ( علي وبكير تكلم فيهما )
    وقال الحاكم: استشهد به مسلم في موضعين !!..
    وهذا وهم من الحاكم !!

    فتبين انه ليس البخاري فقط من جرحه ..


    وعلى فرض أن اللفظ ثابت ، فليس صريحا في السب ، كما قال النووي في شرحه ، ولو ثبت أنه في السب ، فما حصل من الاقتتال بينهما أشد من السب !


    وعلى فرض صحة هذا الاثر :

    فقد قال النووي شرح صحيح مسلم ( 15 / 175) : ( قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه وانا سأله عن السبب المانع له من السب.
    كأنه قول: هل امتنعت تورعاَ أو خوفاً أوغير ذلك , فان كان تورعاً واجلالاً له عن السب فأنت مصيب محسن ، وان كان غير ذلك فله جواب اخر.
    ولعل سعد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم وعجز عن الانكار أوانكر عليهم فساله هذا السؤال.
    قالوا ويحتمل تاويلا اخر أن معناه : ما منعك أن تخطئه في رايه واجتهاده وتظهر للناس حسن راينا واجتهادنا وأنه أخطأ ) .

    وقال القرطبي في المفهم ( 6 / 278 ) معلقاً على وصف ضرار الصدائي لعلي رضي الله عنه و ثنائه عليه بحضور معاوية وبكاء معاوية من ذلك و تصديقه لضرار: ( وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي ومنزلته وعظيم حقه ومكانته وعند ذلك يبعد عن معاوية أن يصرح بلعنه وسبه , لما كان معاوية موصوفا به من العقل والدين والحلم وكرم الخلق وما يروى عنه في ذلك فاكثره كذب لا يصح, وأصح مافيه قوله لسعد بن أبي وقاص ما منعك ان تسب أبا التراب وهذا ليس تصريح بالسب وانما هو سوال عن سبب امتناعه ليستخرج ماعنده من ذلك اومن نقيضه كما قد ظهر من جوابه ) .

    وقال الدكتور ابراهيم الرحيلي في كتابه " الانتصار للصحب و الآل من افتراءات السماوي الضال " : ( والذي يظهر لي - والله أعلم - ان معاوية انما قال ذلك على سبيل المداعبه لسعد , واراد استظهار بعض فضائل علي رضي الله عنهم اجمعين , فان معاوية كان رجلا فطناً ذكياً يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم , فأراد أن يعرف ما عند سعد في علي فألقى سؤاله بهذا الاسلوب المثير.
    ومثل هذا قوله رضي الله عنه لأبن عباس : أنت على ملة علي ؟
    فقال له ابن عباس : ولا على ملة عثمان ,إنا على ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .


    ثم إن الحاكم قد روى هذا الاثر في مستدركة ( 3 / 117 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1411 - 1990 ، بتحقيق مصطفى عبد القادر عطا ) دون ذكر عبارة : ( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً ) برقم ( 4575 ) فقال : حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن سنان القزاز ثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي
    و أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا أبو بكر الحنفي ثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال : ـ معاوية لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب قال : فقال لا أسب ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه و سلم لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم قال له معاوية : ما هن يا أبا إسحاق قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا و ابنيه و فاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال : رب إن هؤلاءأهل بيتي و لا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له علي : خلفتني مع الصبيان و النساء قال : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي و لا أسبه ما ذكرت يوم خيبر قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله و رسوله و يفتح الله على يديه فتطاولنا لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال أين علي ؟ قالوا : هو أرمد فقال : ادعوه فدعوه فبصق في وجهه ثم أعطاه الراية ففتح الله عليه قال : فلا و الله ما ذكره معاوية حتى خرج من المدينة )

    قال الحاكم : ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه بهذه السياقة و قد اتفقا جميعا على إخراج حديث المؤاخاة و حديث الراية )

    وعلق عليه الذهبي قي التلخيص بقوله : ( على شرط مسلم فقط )


    فتبين أن آفة هذه الالفاظ هي الرواة ..

    وكفى الله المؤمنين القتال ..



    الاثر الثاني وهو من رد الشيخ التكلة بتصرف مع اضافات لبعض التراجم :

    ما رواه ابن ماجه (121) : حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا أبومعاوية، قال: حدثنا موسى بن مسلم، عن ابن سابط، وهو عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، قال: ( قدم معاوية في بعض حجاته، فدخل عليه سعدٌ، فذكروا علياً، فنال منه. فغضب سعد، وقال: تقول هذا لرجلٍ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من كنتُ مولاه فعليٌّ مولاه"، وسمعته يقول: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي"، وسمعته يقول: "لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله"؟ )


    قلت : ورواه الحسن بن عرفة (كما في البداية والنهاية 11/50 هجر، وهو خارج جزئه) ومن طريقه ابن عساكر (42/116) ثنا محمد بن خازم أبومعاوية الضرير به .


    ورواه ابن الأعرابي في معجمه (503) - ومن طريقه ابن عساكر (42/111) - نا محمد بن سليمان، نا أبومعاوية به مختصرا. ولفظه: عن سعد، قال: سممعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لأعطين الراية رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله . قال: فدفعها لعلي ) .

    ورواه ابن أبي عاصم في السنة ( 2 / 610 ): ثنا أبوبكر وأبوالربيع، قال: ثنا أبومعاوية به، إلا أن ابن سابط أرسله، فقال: قدم معاوية في بعض حجاته، فأتاه سعد.


    قلت : وهو بهذا السياق منكر شديد الضعف فيه علل وظلمات بعضها فوق بعض !! ، ولا باس ان نناقشها جرحا وتعديلا ان وجد :

    1) أبومعاوية ليس بحجة في غير الأعمش ، كما نص أحمد وابن معين وأبوداود وابن خراش وابن نمير وعثمان بن أبي شيبة ...

    قلت : وهذه ترجمته عند اهل الجرح والتعديل :
    ذكر الحافظ ابن حجر في ترجمة محمد بن خازم في تهذيب التهذيب : ( ع الستة محمد بن خازم التميمي السعدي مولاهم أبو معاوية الضرير الكوفي يقال عمي وهو بن ثمان سنين أو أربع
    قال أيوب بن إسحاق بن سافري سألت أحمد ويحيى عن أبي معاوية وجرير قالا أبو معاوية أحب إلينا يعنيان في الأعمش
    وقال عبد الله بن أحمد سمعت أبي يقول أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا
    وقال الدوري عن ابن معين أبو معاوية أثبت في الأعمش من جرير
    وقال النسائي ثقة
    وقال بن خراش صدوق وهو في الأعمش ثقة وفي غيره فيه اضطراب
    وقال النسائي ثقة في الأعمش
    وقال أبو زرعة كان يرى الإرجاء قيل له كان يدعو إليه قال نعم
    وقال بن أبي حاتم عن أبيه الناس أثبت في الأعمش سفيان ثم أبو معاوية ومعتمر بن سليمان أحب إلي من أبي معاوية يعني في حديث الأعمش ) انتهى مختصرا.

    قلت : اذا فهو اذا ثقة في روايته عن الاعمش فقط ، وهذه الرواية ليست عن الاعمش طبعا كما هو واضح !!!!...

    نعم، توبع أبومعاوية عند النسائي في الخصائص (12) : أخبرنا حرمي بن يونس، قال: حدثنا أبوغسان، قال: حدثنا عبد السلام، عن موسى به.

    ورواه أبوالقاسم المطرز ومن طريقه ابن عساكر (42/115) نا إسماعيل بن موسى، نا عبد السلام بن حرب، عن موسى به.

    وعبد السلام وإن كان ثقة فقد تكلم فيه غير واحد، وله مناكير، ورُمي بالتدليس، ولم يذكر سماعا من شيخه، فلا تثبت المتابعة.

    ولفظ النسائي : "كنت جالسا فتنقصوا عليا"، ولفظ المطرز: "كنت جالسا عند فلان فذكروا عليا فتنقصوه" !! .

    2) ثم ان عبد الرحمن بن سابط كثير الإرسال ، ونص ابن معين أن روايته عن سعد مرسلة ، كما ذكر الحافظ بن حجر في تهذيب التهذيب حيث قال : ( عبد الرحمن بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ويقال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو بن أهيب بن حذافة بن جمح الجمحي المكي تابعي أرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن عمر وسعد بن أبي وقاص والعباس بن عبد المطلب وعباس بن أبي ربيعة ومعاذ بن جبل وأبي ثعلبة الخشني وقيل لم يدرك واحدا منهم وعن أبيه وله صحبة وجابر وأبي أمامة وابن عباس وعائشة وعمرو بن ميمون الأودي وحفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر وغيرهم وعنه بن جريج وليث بن أبي سليم وفطر بن خليفة ويزيد بن أبي زياد وأبو خثيم وحنظلة بن أبي سفيان الجمحي وعلقمة بن مرثد وعبد الملك بن ميسرة الزراد .
    قيل ليحيى بن معين سمع عبد الرحمن بن سعد بن أبي وقاص قال لا قيل من أبي أمامة قال لا قيل من جابر قال لا هو مرسل .
    وذكره الهيثم عن عبد الله بن عياش في الفقهاء من أصحاب بن عباس قال الواقدي وغير واحد مات سنة ثماني عشرة ومائة وقال بن سعد أجمعوا على ذلك وكان ثقة كثير الحديث له في صحيح مسلم حديث واحد في الفتن قلت وقال بن أبي خيثمة سمعت بن معين يقول عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط ومن قال عبد الرحمن بن سابط فقد أخطأ وكذا ذكره البخاري وأبو حاتم وابن حبان في الثقات وغير واحد كلهم في عبد الرحمن بن عبد الله وقال تابعي ثقة ) تهذيب التهذيب الجزء السادس برقم ( 364 ) ...


    3) ومن أدلة نكارته أن في متنه مخالفة لرواية مسلم (4/1871 رقم 2404) من طريق عامر بن سعد عن أبيه، حيث عدَّ الثلاثة : أنت مني بمنزله هارون من موسى، وإعطائه راية خيبر ، والثالثة قوله في المباهلة لعلي وفاطمة والحسن والحسين : "اللهم هؤلاء أهلي".

    فجعلت رواية ابن سابط بدل الأخيرة: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وهي لا تصح من حديث سعد، إنما رُويت من حديث مسلم الملائي، عن خيثمة بن عبد الرحمن، قال سمعت سعد بن مالك، وقال له رجل: ( إن عليا يقع فيك أنك تخلَّفتَ عنه.. ) والحديث رواه الحاكم (3/116) وابن عساكر (42/118)، فذكر أن عليا أُعطي ثلاثا.

    وزد على ذلك ان الملائي واه !! ، وهو علَّتُه ، ولعل أبا معاوية أو ابن سابط تلقَّى هذا الحرف من رواية الملائي.

    ورواه ابن عساكر (42/119 وانظر تهذيب الكمال 5/278 وخصائص علي 60) من طريق أخرى تالفة عن سعد بمعناه .

    وههنا نكتة ، وهي أن الطعن لما نُسب إلى معاوية تشبث القوم به وطاروا ، فلما نُسب إلى غيره ما عرَّجوا عليه! وكلاهما لا يثبت على أية حال.

    5) ومع ضعف الحديث فلم يصرِّح أي مصدر بأن السابُّ هو معاوية إلا ما وقع عند ابن ماجة ، ولكن وقع التصريح في غيره أن السابَّ غيره ، وقد بينا ما في الروايات من اشكال .


    تنبيه :
    1) أما ما ذكره الإمام الألباني (الصحيحة 4/335) أن النسائي أخرج في الخصائص حديث الموالاة من طريق عبد الواحد بن أيمن !! ، عن أبيه ، عن سعد ، فهذا ذهول وتسرع منه رحمه الله ، فإنما أخرج بهذه الطريق حديث راية خيبر .

    وهذا وهم من الشيخ رحمه الله ..

    2) وكذا وهم الألباني في تصحيحه إسناد ابن ماجه التالف ، وسبقه في ذلك ابن كثير !!! ، حيث قال عن إسناد الحسن بن عرفة : ( إسناده حسن، ولم يخرِّجوه ) !!! ...

    قلت : وهذا عجيب ، فقد أخرجه ابن ماجه كما بينا سابقا بالاسناد التالف الذي بيناه .




    الأثر الثالث :

    روى الحافظ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ( 50 / 96 ) : أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إذنا وأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء مشافهة قالا أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بن علي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عروبة حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا خالد بن يزيد عن معاوية قال : كان لا يقوم أحد من بني أمية إلا سب علياً فلم يسبه عمر فقال كثير عزة:

    وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا ولم تقنع سجية مجرم
    وقلت فصدقت الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى راضيا كل مسلم

    قال محمد اليافعي : هذا الاثر ليس له دخل في سيدنا معاوية ، وانما هو يتكلم عن دولة بني أمية الظالمة ، والله تعالى يقول : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ..

    اريد فقط ان أوضح بعض اللبس في هذا الاثر :


    أولاً : حدث هناك تصحيف في تاريخ ابن عساكر لم يتنبه له المحقق ، فاسناد ابن عساكر هو كالتالي : ( اخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد المقرئ إذناوأبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء مشافهة قالا أنبأنا أبو الفتح منصور بن الحسين بنعلي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عروبة حدثنا عمرو بن عثمان حدثنا خالد بن يزيد عن معاوية )

    قلت : والصواب هو ( جعونة ) بجيم مفتوحة وعين مهملة مضمومة ثم واو ساكنة ثم نون مفتوحة ثم هاء كما في الحلية ( 5 / 322 طبعة دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الرابعة ، 1405 ) : ( حدثنا محمد بن علي ثنا الحسين بن محمد بن حماد ثنا عمرو بن عثمان ثنا خالد بن يزيد عن جعونة ) ، وليس معاوية كما عند ابن عساكر رحمه الله ..

    وجعونة هذا قد استعمله عمر بن عبد العزيز على الدروب ، وهو إخباري يروى الحكايات عن عمر بن عبد العزيز ..

    وقد عزله عمر بن عبد العزيز كما روى الحافظ ابو نعيم في الحلية ( 5 / 334 طبعة دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة الرابعة ، 1405 ) فقال : ( حدثنا أبو محمد ثنا أحمد ثنا منصور بن بشير ثنا أبو بكر يعني ابن نوفل بن الفرات عن أبيه أن عمر استعمل جعونة بن الحارث على ملطية فغزا فأصاب غنما ووفد ابنه إلى عمر فلما دخل عليه وأخبره الخبر قال له عمر هل أصيب من المسلمين أحد قال لا إلا رويجل فغضب عمر وقال رويجل رويجل مرتين تجيئوني بالشاة والبقرة ويصاب رجل من المسلمين لا تلي لي أنت ولا أبوك عملا ما كنت حيا )

    ثانياً : ان جعونة هذا هو مجهول ، وكل من ترجم له لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ، فروايته لا يؤخذ بها لجهالته ..

    وقد ترجم له الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق ( 11 / 242 ) ترجمة طويلة نوعاً ما برقم ( 1065 ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً البتة ..

    وذكره البخاري في التاريخ الكبير ( 2 / 250 طبعة دار الفكر ، بتحقيق السيد هاشم الندوي ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً برقم ( 2361 ) : ( جعونة : كتب إلى عمر بن عبد العزيز في البراذين، سمع منه عمرو بن ميمون ) ..

    وذكره ابن حبان في الثقات ( 6 / 157 طبعة دار الفكر الطبعة الأولى ، 1395 - 1975 ، بتحقيق السيد شرف الدين أحمد ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً برقم ( 7145 ) : ( جعونة شيخ يروى الحكايات عن عمر بن عبد العزيز روى عنه عمرو بن ميمون وأهل الشام )

    ثالثاً : واما خالد بن يزيد الراوي عن جعونة لم أتميزه ، ولم أجد له ترجمة فيما عندي من مصادر ! ، بل ان من ترجم لجعونة لم يذكر أن ممن سمع منه خالد بن يزيد !! ، الا اذا كان خالد بن يزيد من أهل الشام والله أعلم ..

    وبهذا فإن هذا الأثر لا يصح لجهالة ( جعونة ) على أقل تقدير دون ان نذكر خالد بن يزيد ..



    الاثر الرابع :

    وهو مثل السابق لا دخل لسيدنا معاوية فيه ، ولكن لا بأس من توضيح حال هذا الاثر للفائدة :

    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء ( 5 / 147 ) : ( ابن سعد: أخبرنا علي بن محمد، عن لوط بن يحيى قال: كان الولاة من بني أمية قبل عمر بن عبد العزيز يشتمون رجلا رضي الله عنه ، فلما ولي هو أمسك عن ذلك، فقال كثير عزة الخزاعي:
    وليت فلم تشتم عليا ولم تخف * بريا، ولم تتبع مقالة مجرم
    تكلمت بالحق المبين وإنما * تبين آيات الهدى بالتكلم
    فصدقت معروف الذي قلت بالذي * فعلت فأضحى راضيا كل مسلم



    قال محمد اليافعي : هذا الاثر لا يصح ، فهو من رواية ابو مخنف لوط بن يحيى الرافضي المحترق

    ولوط بن يحيى الأزدي الكوفي هذا:
    قال عنه الحافظ ابن حجر في لسان الميزان في الجزء الرابع برقم ( 1568 ) مانصه : ( لوط بن يحيى أبو مخنف اخبارى تالف لا يوثق به تركه أبوحاتم وغيره
    وقال الدارقطني ضعيف .
    وقال يحيى بن معين ليس بثقة . وقال مرةليس بشيء .
    وقال بن عدى شيعى محترق صاحب اخبارهم
    قلت : روى عن الصعق عن زهير وجابر الجعفي ومجالد روى عنه المدايني وعبد الرحمن بن مغراء ومات قبل السبعين ومائة انتهى ..
    وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا حاتم عنه ففض يده وقال أحد يسأل عن هذا - !! - .
    وذكره العقيلي في الضعفاء ) اهـ

    وذكر الذهبي في المغني في الضعفاء والتروكين ( 2 / 535 ) برقم ( 5121 ) فقال مانصه : ( لوط بن يحيى أبومخنف ساقط تركه أبو حاتم ..
    وقال الدارقطني ضعيف ) اهـ

    قلت : وقول الدارقطني هذا تجده في كتابه الضعفاء والمتروكين برقم ( 450 ) فقال ما نصه : ( لوط بن يحيى الكوفي أبو مخنف، إخباري، ضعيف.) اهـ

    وقال عنه الامام الحافط أبي أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال ( 6 / 93 ) مانصه : ( لوط بن يحيى أبو مخنف كوفي حدثنا محمد بن أحمد بن حماد ثنا عباس عن يحيى قال أبو مخنف ليس بشيء ، وهذا الذي قاله بن معين يوافقه عليه الأئمة فإن لوط بن يحيى معروف بكنيته وباسمه حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولا يبعد منه ان يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم وإنما وصفته لا يستغنى عن ذكر حديثه فإني لا أعلم له من الأحاديث المسندة ما أذكره وإنما له من الأخبار المكروه الذي لا أستحب ذكره ) اهـ .

    وقال عنه الذهبي في الميزان في الجزء الثالث برقم ( 6992 ) مانصه : ( لوط بن يحيى ، أبو مخنف ،أخباري تالف ، لا يوثق به .
    تركه أبو حاتم وغيره .
    وقال الدارقطني : ضعيف .
    وقال ابن معين : ليس بثقة . وقال مرة : ليس بشئ .
    وقال ابن عدى : شيعيمحترق ، صاحب أخبارهم .
    قلت : روى عن الصعق بن زهير ، وجابر الجعفي ، ومجالد . روى عنه المدائني ، وعبد الرحمن بن مغراء . مات قبل السبعين ومائة .) اهـ

    وقال عنه الإمام أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم في الجرح والتعديل ( 7 / 72 ) برقم (410 ) في ترجمة فضيل بن خديج مانصه : ( فضيل بن خديج روى عنمولى الاشتر روى عنه أبو مخنف لوط بن يحيى سمعت ابى يقول ذلك ويقول هو مجهول روى عنه رجل متروك الحديث.) اهـ




    الأثر الخامس :

    حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال حدثنا: عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا اسماعيل بن راشد ، قال: بايع الناس الحسن بن علي عليه السلام بالخلافة، ثم خرج بالناس حتى نزل المدائن، وبعث قيس بن سعد على مقدمته في اثني عشر ألفا، وأقبل معاوية في أهل الشام حتى نزل مسكن، فبينا الحسن في المدائن إذ نادى مناد في العسكر: ألا أن قيس بن سعد قد قتل، فانفروا، فنفروا ونهبوا سرادق الحسن عليه السلام حتى نازعوه بساطا كان تحته، وخرج الحسن حتى نزل المقصورة البيضاء بالمدائن، وكان عم المختار بن أبي عبيد عاملا على المادئن، وكان اسمه سعد بن مسعود، فقال له المختار وهو غلام شاب: هل لك في الغنى والشرف؟ قال: وما ذاك؟ قال: توثق الحسن، وتستأمن به إلى معاوية، فقال له سعد: عليك لعنة الله، أثب على ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوثقه! بئس الرجل أنت! فلما رأى الحسن عليه السلام تفرق الأمر عنه بعث إلى معاوية يطلب الصلح، وبعث معاوية إليه عبد الله بن عامر وعبد الرحمن ابن سمرة بن حبيب بن عبد شمس، فقدما على الحسن بالمدائن، فأعطياه ما أراد، وصالحاه على أن يأخذ من بيت مال الكوفة خمسة آلاف ألف في أشياء اشترطها. ثم قام الحسن في أهل العراق فقال: يا أهل العراق، أنه سخي بنفسي عنكم ثلاث: قتلكم أبي، وطعنكم إياي، وانتهابكم متاعي.

    ودخل الناس في طاعة معاوية، ودخل معاوية الكوفة، فبايعه الناس.

    قال زياد بن عبد الله ، عن عوانة ، وذكر نحو حديث المسروقي، عن عثمان بن عبد الرحمن هذا، وزاد فيه: وكتب الحسن إلى معاوية في الصلح، وطلب الأمان، وقال الحسن للحسين ولعبد الله بن جعفر: إني قد كتبت إلى معاوية في الصلح وطلب الأمان، فقال له الحسين: نشدتك الله أن تصدق أحدوثة معاوية، وتكذب أحدوثة علي! فقال له الحسن: اسكت أنا أعلم بالأمر منك. فلما انتهى كتاب الحسن بن علي عليه السلام إلى معاوية، أرسل معاوية عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة، فقدما المدائن، وأعطيا الحسن ما أراد، فكتب الحسن إلى قيس بن سعد، وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية، فقام قيس بن سعد في الناس فقال: يأيها الناس، اختاروا الدخول في طاعة إمام ضلالة، أو القتال مع غير إمام، قالوا: لا، بل نختار أن ندخل في طاعة إمام ضلالة.
    فبايعوا لمعاوية، وانصرف عنهم قيس بن سعد، وقد كان صالح الحسن معاوية على أن جعل له في بيت ماله وخراج دارابجرد على ألا يشتم علي وهو يسمع .
    فأخذ ما في بيت مال الكوفة، وكان فيه خمسة ألاف ألف ) .




    قال محمد اليافعي : وهذا الاثر فيه إسنادين وهما :

    الاسناد الاول : حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال حدثنا: عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا اسماعيل بن راشد .

    والاسناد الثاني : قال زياد بن عبد الله ،عن عوانة، وذكر نحو حديث المسروقي، عن عثمان بن عبد الرحمن هذا ..

    يعني ان الاسناد الثاني يلتقي بالاول في ( عثمان بن عبد الرحمن ) فمعناه انه سيكون هكذا :

    قال زياد بن عبد الله ، عن عوانة عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبدالرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا اسماعيل بن راشد .

    قلت : وفي الاسنادين جهالة اسماعيل بن راشد ، وهي كافية لاسقاط هذه الرواية والحكم بضعفها ..


    واما الاسناد الثاني ففيه ثلاث علل :

    العلة الاولى : عوانة بن الحكم بن عوانة ، وهو وضاع يضع الاخبار لبني أمية ..

    واما محاولات الشيعة اليائسة في توثيق ( عوانة بن الحكم بن عوانة ) فلا فائدة ترجى منها ، واليكم بيان حاله :


    قال عنه الحافظ في اللسان ( 4 / 386 طبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت الطبعة الثالثة ، 1406 - 1986 ، بتحقيق دائرةالمعرف النظامية - الهند ) برقم ( 1167 ) : ( عوانة بن الحكم بن عوانة بن عياض الأخباري المشهور الكوفي يقال كان أبوه عبدا خياطا وأمه أمة وهو كثير الرواية عن التابعين قلّ إن روى حديثا مسندا ، وأكثر المدايني عنه ، وقد روى عن عبد الله بن المعتز عن الحسن بن عليل العنزي عن عوانة بن الحكم أنه كان عثمانيا فكان يضع الأخبار لبني أمية مات سنة ثمان وخمسين ومائة ) !!..

    وذكره العجلي في ثقاته ( 2 / 196 طبعة مكتبة الدار - المدينة المنورة الطبعة الأولى ، 1405 - 1985 ، بتحقيق عبدالعليم عبد العظيم البستوي ) وسماه ( عوانة بن الحكم الكلبي ) ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً !! ، وهو معروف بالتساهل في توثيق المجاهيل ..

    واما قول الذهبي عنه في سير اعلام النبلاء ( وكان صدوقا في نقله ) !! ، فهذا غير صحيح ، فكيف يكون صدوقاً في نقله وهو يضع الاخبار لبني أمية ؟؟ ، فأين هذه الامانة ؟؟ ..

    وأظن أن الذهبي رحمه الله لم يصله حال الرجل ، والا لما قال فيه ما قال .

    والدليل على ذلك ؛ أن الذهبي قد ترجم لـ ( عوانة بن الحكم الكوفي ) في تاريخ الاسلام فقال عنه : ( عوانة بن الحكم : أخباري مشهور عراقي ، يروي عن طائفة من التابعين ، وهو كوفي عداده في بني كلب عالم بالشعر وأيام الناس ، وقلّ أن روى حديثا مسندا ، ولهذا لم يذكر بجرح ولا تعديل ، والظاهر أنه صدوق .
    روى عنه زياد البكائي وهشام بن الكلبي وغيرهما . وأكثر عنه علي بن محمد المدائني وأكبر شيخ لقيه الشعبي . مات سنة ثمان وخمسين ومائة )

    قلت : فظهر جلياً أن الذهبي رحمه الله لم يعرف بأن الرجل كان يضع الاخبار لبني أمية ! ، ولو علم ذلك لما قال ما قال ..


    بل أن الذهبي اعترف بأن الرجل ( لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً ) يعني أنه مجهول الحال كما هو معروف ، فلو سلم من الوضع ، ما سلم من جهالة الحال ، فأحلاهما مر ..

    واما ياقوت الحموي فقد قال عنه في معجم البلدان : ( كان عالما بالأخبار والآثار ثقة ) !! ..


    ولا أدري من اين جاء بهذا التوثيق !! ، وعلى كل حال فإن ياقوت الحموي ليس من أهل الشأن في الجرح والتعديل ، وكتابه معجم البلدان ليس من الكتب المعتمدة في توثيق الرجال ..

    وبالجملة ، فأقل ما يقال في ( عوانة بن الحكم ) أنه مجهول الحال ، هذا اذا اسقطنا عنه تهمة الوضع ، واعتمدنا توثيق العجلي والذهبي له ..


    ولو سلم هذا الاثر من هذه العلة فلن يسلم من العلة الثانية ..


    العلة الثانية : أن اسناد الثاني لهذا الاثر هو هو نفس الاسناد الاول ولكنه مروي من طريق عوانه ، وليس من طريق موسى بن عبد الرحمن المسروقي ..

    فيكون الاسناد كالآتي قال زياد بن عبد الله ، عن عوانة ، قال حدثنا: عثمان بن عبد الرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال: حدثنا اسماعيل بن راشد ..


    فتبقى جهالة حال أسماعيل بن راشد ، وهذه هي العلة التي اسقطت السند الاول ..

    العلة الثالثة : أن هذه الزيادة التي وقعت في القصة قد جاءت من أحد إثنين لا ثالث لهما :

    فإما أن يكون السبب هو : عوانة بن الحكم ! ، وهذا محال ، لان عوانة كان يضح الاخبار لبني أمية ، وليس عليهم ، وهذه الزيادة هي مذمة في سيدنا معاوية رضي الله عنه ! ، فكيف سيرويها من يضع لهم الاخبار لتحسين صورهم ؟؟؟ ..

    ولهذا استبعدنا أن تكون هذه الزيادة منه ..

    واما أن يكون السبب هو : زياد بن عبد الله وهو الراجح ، ولكن من هو هذا الرجل يا ترى ؟؟؟؟؟

    لقد بحثت فيه كثيراً لعلي أجد له ترجمة ولكن للاسف لم أجد له ترجمة لعلمي القاصر ..

    ولا أظنه هو نفسه : زياد بن يحيى بن زياد بن حسان بن عبد الله الحساني أبو الخطاب النكري العدني البصري ، والذي تجد اسمه في تفسير الطبري مختصراً بـ ( زياد بن عبد الله ) ، وهو من شيوخ الطبري في التفسير ؟؟؟ ..

    فـ ( زياد بن يحيى بن زياد ) الذي يسميه الطبري في تفسيره أحيانا بـ ( زياد بن عبد الله الحساني ) هو ثقة كما في التقريب ..

    ولكن لم يذكر أحد بأنه أخذ من ( عوانة بن الحكم ) لاستحالة ذلك ..

    فـ ( زياد بن عبد الله ) توفي سنة ( 254 ) ..

    و( عوانة بن الحكم ) توفي سنة ( 158 ) ..


    فيستحيل أن يكون زياد بن عبد الله قد أخذ شيئاً من عوانة لان بين وفاتيهما حوالي ( 96 ) عاماً !! فكم كان عمره عندما روى عن عوانة يا ترى ؟؟؟

    فالرواية ستكون مقطوعة ، قد سقط من اسنادها واحد أو اثنين ..

    هذا ان سلمنا بأنهما نفس الرجل !! ، وهذا محال ..

    ولهذا فإن الزيادة هذه جاءت من قبل ( زياد بن عبد الله ) وليست من جهة ( عوانة بن الحكم ) ..

    بل اذا اعدنا عبارة الطبري عندما قال : ( قال زياد بن عبد الله ،عن عوانة، وذكر نحو حديث المسروقي، عن عثمان بن عبد الرحمن هذا، وزاد فيه :

    فيفهم من هذه العبارة بأن الزيادة جاءت من قبل ( زياد بن عبد الله ) وليست من جهة ( عوانة بن الحكم ) ..

    قلت : وقد وردت قصة البيعة التي وقعت بين سيدنا الحسن وسيدنا معاوية بصيغ عديده خالية من هذه الزيادة المنكرة ، كما في تاريخ الطبري ، وتاريخ دمشق لابن عساكر ، وتهذيب الكمال للحافظ المزي وغيرها من المصادر التي تعتني بذكر الاسناد ..

    وأفضل ما وجدته في ذلك كنظرة سريعة رغم ما بها ، هي رواية الطبري بالاسناد السابق : ( حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي، قال حدثنا: عثمان بن عبد الحميد أو ابن عبد الرحمن الحراني الخزاعي أبو عبد الرحمن، قال : حدثنا اسماعيل بن راشد ) ..

    وكذلك اسناد الطبراني في الكبير باسناد حسن مرسل برقم ( 168 ) من طريق أحمد بن علي الأبار( قال عنه الخطيب : كان ثقة حافظا متقنا ، حسن المذهب ) ثنا أبو أمية عمرو بن هشام الحراني ( ثقة كما في التقريب ) ثنا عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي ثنا إسماعيل بن راشد

    قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ( رواه الطبراني وهو مرسل واسناده حسن ) ..



    قلت : وهذا بإختصار شديد ردي على هذه الاتهامات التي اتضح بأنه لا يثبت منها شيء البتة في ان سيدنا معاوية رضي الله عنه قد سب أو أمر بسب سيدنا علي عليه السلام ...


    وهذا آخر ما وجدناه في الباب ..



    وكما ترى ؛ لم يصح بأن سيدنا معاوية رضي الله عنه قد سب سيدنا علي رضي الله عنه أو أمر بسبه كما يدعي الروافض هدانا الله واياهم ..

    بل على العكس كان ينهى عن ذلك ..

    فقد روى الطبري في تاريخه ( 3 / 267 طبعة دار الكتب العلمية - بيروت الطبعة الأولى ، 1407 ) بإسناد صحيح : ( قال أحمد ( 1 ) قال علي ( 2 ) ( وهو أبو الحسن علي بن محمد القرشي المدائني الأخباري ) عن جويرية بن أسماء ( 3 ) أن بسر بن أبي أرطاة نال من علي عند معاوية وزيد بن عمر بن الخطاب جالس فعلاه بعصا فشجه ، فقال معاوية لزيد : عمدت إلى شيخ من قريش سيد أهل الشأم فضربته .
    وأقبل على بسر فقال : تشتم عليا وهو جده وابن الفاروق على رءوس الناس ، أوكنت ترى أنه يصبر على ذلك ، ثم أرضاهما جميعا )

    وذكر هذه القصة ابن الاثير في الكامل ..



    وهذا اسناد صحيح ورجال السند هم كالتالي :

    ( 1 ) وهو الحافظ أبو بكر بن أبي خيثمة ، وأسمه أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي الأصل البغدادي ، له ترجمته في الجرح والتعديل ( 2/25 ) ، الثقات ( 8/55 ) ، تاريخ بغداد ( 4/162 ) ، لسان الميزان ( 1/174)
    قال عنه ابن أبي حاتم : كان صدوقا.
    ووصفه ابن حبان بالاتقان.
    وقال الخطيب: وكان ثقة عالما متفننا حافظا بصيرا بأيام الناس راوية للأدب أخذ علم الحديث عن يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وعلم النسب عن مصعب بن عبد الله الزبيري وأيام الناس عن أبي الحسن المدائني والأدب عن محمد بن سلام الجمحي وله كتاب التاريخ الذي أحسن تصنيفه وأكثر فائدته .
    وقال ايضاً : ولا أعرف أغزر فوائد من كتاب التاريخ الذي صنفه ابن أبي خيثمة وكان لا يرويه إلا على الوجه فسمعه الشيوخ الأكابر كأبي القاسم البغوي ونحوه .
    وذكره الدارقطني فقال : ثقة مأمون .
    قال ابن قانع : ( .... وكان قد بلغ أربعا وتسعين سنة كثير الكتاب أكثر الناس عنه السماع. ) .
    مات آخر سنة ثمان وتسعين ومائتين.
    والامام الطبري توفي سنة 310 ، فيكون هذا الاسناد متصلاً ولله الحمد ..


    ( 2 ) وهو علي بن محمد أبو الحسن المدائني الأخباري صاحب التصانيف ، وله ترجمة في تاريخ بغداد ( 12/54 ) ، الكامل في التاريخ ( 6 / 516 ) ، ميزان الاعتدال ( 3 / 153 ) ، شذرات الذهب ( 2 / 54 ) .

    قال عنه الخطيب : كان عالما بأيام الناس وأخبار العرب وانسابهم عالما بالفتوى والمغازي ورواية الشعر صدوقا في ذلك وذكر غيره انه مات في سنة خمس وعشرين ومائتين وله ثلاث وتسعون سنة
    وقال يحيى بن معين : ثقة ثقة ثقة
    وقال أبو جعفر الطبري : كان عالما بأيام الناس صدوقا في ذلك.
    وقال ابن عدي : ليس بالقوي في الحديث.
    وقال الذهبي معقبا عليه : ما له من الروايات المسندة.
    وقال أحمد بن يحيى النحوي : من أراد أخبار الجاهلية فعليه بكتب أبي عبيدة ، ومن أراد أخبار الاسلام فعليه بكتب المدائني .
    وذكر الحارث انه سرد الصوم قبل موته بثلاث سنين ، وانه كان قد قارب مائة سنة ، فقيل له في مرضه ما تشتهي فقال اشتهي ان اعيش .
    وذكره الذهبي في العبر في أحداث سنة أربع وعشرين ومئتين فقال : ( وفيها - توفي - أبو الحسن علي بن محمد المدائني البصري الأخباري . صاحب التصانيف والمغازي والأنساب وله ثلاث وتسعون سنة ، سمع ابن أبي ذئب وطبقته . وكان يسرد الصوم . وثقه ابن معين وغيره )

    مات سنة أربع أو خمس وعشرين ومائتين ( 224 أو 225 ) ، وقد ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائة ( 132 ) .


    ( 3 ) وجويرية بن أسماء ، قال عنه الحافظ في التقريب : ( صدوق ) ، وهو من رجال البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجة .

    قال بن معين ليس به بأس .
    وقال أحمد ثقة ليس به بأس .
    وقال أبو حاتم صالح .
    وقال بن سعد كان صاحب علم كثير وذكره بن المديني في الطبقة السابعة من أصحاب نافع ..
    وقال الحافظ : ( أرخ البخاري وغيره وفاته سنة 173 وكذلك بن حبان في الثقات )
    وقال عنه الذهبي في الكاشف : ثقة .



    وقد أخرج يحي بن سليمان الجعفي بسند جيد عن ابي مسلم الخولاني انه قال لمعاوية : ( انت تنازع علياً أم أنت مثله؟
    فقال: لا و الله , أني لأعلم أنه أفضل مني و أحق بالأمر مني , ولكن ألستم تعلمون ان عثمان قتل مظلوماً , وأنا ابن عمه , والطالب بدمه , فأتوه , فقولوا له , فليدفع الي قتلة عثمان و أسلم له , فأتوا علياً ، فكلموه , فلم يدفعهم اليه ) .

    انظر سير اعلام النبلاء للذهبي ( 3 / 140 ) , وابن كثير البداية والنهاية ( 8 / 129 ) , ابن حجر في فتح الباري ( 13 / 92 )



    ونقل ابن كثير في البداية والنهاية ( 8 / 133 ) : ( عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة انه قال : لما جاء خبر علي الى معاوية جعل يبكي ، فقالت امراته : أتبكيه وقد قاتلته؟
    فقال : ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل و الفقه والعلم )









    وكتبه الفقير الى مولاه الجليل محمد اليافعي سامحه الله ..

    وكان الفراغ من صياغتة واتمام بقية الرد في صبيحة يوم الإثنين 19 من رمضان 1428 من هجرة سيد المرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ، والموافق 01 / 10 / 2007 ..

    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .

    والحمد لله رب العالمين .



    ملاحظة : الرجاء التنبيه على أي أخطاء في البحث لتعم الفائدة ..




    التعديل الأخير تم بواسطة محمد اليافعي ; 10-12-2007 الساعة 01:16 PM

    «« توقيع محمد اليافعي »»

  2. #2
    عضو
    الحالة : الهنـــوف غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1468
    تاريخ التسجيل : Nov 2007
    المشاركات : 445
    التقييم : 11

     

     

    افتراضي


    بارك الله فيك ,,

    وجزاك الله الفردوس الأعلى ,





    «« توقيع الهنـــوف »»

تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الخطبة الافتخارية ( غلو في سيدنا علي )
    بواسطة الفاروق في المنتدى حوار هادف مع المخالفين لأهل السنة والجماعة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-08-2017, 11:11 PM
  2. سيرة سيدنا الحسن رضي الله وارضاه
    بواسطة صقر الجنوب في المنتدى قسم سير اهل البيت رضي الله عنهم
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-13-2014, 11:07 AM
  3. شبهة تخلف سيدنا ابي بكر (رضي الله عنه) عن جيش اسامة بن زيد
    بواسطة bassamtalib في المنتدى قسم للأسئلة والاستفسارات الأعضاء
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-23-2008, 02:56 AM
  4. اقوال سيدنا علي في حب الشيخين
    بواسطة الفاروق في المنتدى حوار هادف مع المخالفين لأهل السنة والجماعة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05-20-2007, 11:57 AM
  5. الله يزور سيدنا علي
    بواسطة الفاروق في المنتدى حوار هادف مع المخالفين لأهل السنة والجماعة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 05-02-2007, 11:27 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام

تنبيه ذوي الأفهام ببطلان ما نسب الى سيدنا معاوية من سب سيدنا علي عليه السلام