قال محمد اليافعي : هذا مبحث بسيط للفقير انقل فيه اختلاف العلماء في تحديد موضع دفن سيدنا علي كرم الله وجهه وانه ليس كما تدعي الشيعة وتحاول ايهام الناس ان القبر الذي في النجف هو قبر سيدنا علي عليه السلام !! ، وان هذا الامر مجمع عليه !! ، فهذه بعض اقوال اهل العلم في الكلام عن موضع دفن سيدنا علي عليه ، فاقول وبالله التوفيق ومنه السداد :
أول من زعم أن قبر سيدنا علي في النجف :
أعلم وفقني الله واياك الى الخير ؛ بأن أول من ابتدع وزعم بأن قبر سيدنا علي في النجف هو السلطان عضد الدولةبن بويه الرافضي المعتزلي ..
قال الذهبي في سير اعلام النبلاء ( 15 / 249 – 250 – 251 – 252 ) في ترجمة بن بويه برقم ( 175 ) : ( السلطان عضد الدولة أبو شجاع فناخسرو صاحب العراق وفارس ابن السلطان ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي تملك بفارس بعد عمه عماد الدولة ثم كثرث بلاده واتسعت ممالكه وسار اليه المتنبي ومدخه واخذ صلاته قصد عضد الدوله العراق والتقى ابن عمه عز الدولة وقتله وتملك ودانت له الامم وكان بطلا شجاعا مهيبا نحويا أديبا عالما جبارا عسوفا شديد الوطأة وله صنف أبو علي الفارسي كتابي الايضاح والتكملة ومدحه فحول الشعراء وفيه يقول أبو الحسن السلامي واجاد
* اليك طوى عرض البسيطة جاعل * فصارى المنايا ان يلوح بها القصر * * فكنت وعزمي والظلام وصارمي * ثلاثة اشياء كما اجتمع النسر * * وبشرت امالي بملك هو الورى * ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر * وكان يقول الشعر فقال ابياتا كفريه * لسي شرب الراح إلا في المطر * وغناء من جوار في السحر * * مبرزات الكأس من مطلعها * ساقيات الراح من فاق البشر * * عضد الدولة وابن ركنها * ملك الاملاك غلاب القدر * نقل انه لما احتضر ما انطلق لسانه إلا بقوله تعإلى ^ ما اغنى عني ما ليه هلك عني سلطانيه ^ الحاقه 28 29 ومات بعلة الصرع وكان شيعيا جلدا
اظهر بالنجف قبرا زعم انه قبر الامام علي وبنى عليه المشهد واقام شعار الرفض ومأتم عاشوراء والاعتزال وانشأ ببغداد البيمارستان العضدي وهو كامل في معناه لكنه تلاشى الآن تملك العراق خمسة اعوام ونصفا وما تلقى خليفة ملكا من قدومه قبله قدم بغداد وقد تضعضعت وخربت القرى وقويت الزعار فأوقع جنده بآل شيبان الحرامية واسروا منهم ثمان مئة واحكم البثوق وغرس الزاهر عزم على تمهيد أرضه الف الف درهموغرس التاجي ومساحته الف وسبع مئة جريب وعمر القناطر والجسور وكان يقظا زعرا شهماله عيون وقصاد شغل وشغف بسرية فأمر بتغريقها واخذ مملوكا غصبا من صاحبه ثم وسطه ووجد له في تذكرة اذا فرغنا من حل اقليدس تصدقت بعشرين الفا واذا فرغنا من كتاب ابي علي النحوي تصدقت بخمسين الفا وان ولد لي ابن تصدقت بكذا وكذا وكان يطلب حساب ممالكه في العام فإذا هو ازيد من ثلاث مئة الف الف درهم فقال اريد ان ابلغ به حتى يتم في كل يوم الف الف قال ابن الجوزي وفي رواية انه كان يرتفع له في العام اثنان وثلاثون الف الف دينار كان له كرمان وفارس وخوزستان والعراق والجزيرة وديار بكر ومنبج وعمان وكان ينافس حتى في قيراط جدد مظالم ومكوسا وكان صائب الفراسة مات في شوال سنة اثنتين وسبعين وثلاث مئة ببغداد وعمل في تابوت ونقل فدفن بمشهد النجف وعاش ثمانيا واربعين سنة وقام بعدة ابنه صمصام الدولة وحلفوا له وقلده الطائع قال عبد الله بن الوليد سمعت أبامحمد بن ابي زيد يسأل ابن سعدي لما جاء من الشرق احضرت مجالس الكلام قال مرتين ولم اعدفأول مجلس جمعوا الفرق من السنة والمبتدعة واليهود والنصارى والمجوس والدهرية ولكل فرقة رئيس يتكلم وينصر مذهبه فإذا جاء رئيس قام الكل له فيقول واحد تناظروا ولا يحتج احد بكتابه ولا بنبيه فإنا لا نصدق بذلك ولا نقر به بل هاتوا العقل والقياس فلما سمعت هذا لم اعد ثم قيل لي ها هنا مجلس اخر للكلام فذهبت فوجدتهم على مثل سيرة اصحابهم سواء فجعل ابن ابي زيد يتعجب وقال ذهبت العلماء وذهبت حرمة الدين قلت فنحمد الله على العافية فلقد جرى على الاسلام في المئة الرابعة بلاء شديد بالدولة العبيدية بالمغرب وبالدولة البويهية بالمشرق وبالأعراب القرامطة فالامر لله تعالى )
قلت : فبان بوضوح أن هذا القبر لم يكن معروفاً حتى جاء بن بويه في القرن الرابع !! ، يعني بعد ثلاثة قرون من موت سيدنا علي رضي الله عنه !! ..
ولله في خلقه شئون ..
أقوال العلماء في قبر سيدنا علي رضي الله عنه :
قال الامام ابن حبان في مشاهير علماء الامصار في ترجمة سيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام برقم ( 5 ) : ( على بن أبى طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف أبو الحسن الهاشمي وأم على فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف وهاشم أخو هشام فاستخلف على رضه بعد دفن عثمان وبايعه الناس في السر والاعلان فجرد على أسباب الدين تجريدا واغضى عن التمويه والتبديل ولزم الطريقة الواضحة ورام رد الناس عن تمكنهم من الدنيا وتمتعهم بنزهتها وطيباتها على ما كان عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم فالتاثت عليه الأمور حتى كان من أمره ما كان من الحوادث على حسب ما ذكرنا تفصيل الأيام في خلافته في كتاب الخلفاء وهو مصر في ذلك كله على إظهار الدين والعزوف عن هذه الفانية القذرة على ما كان فيه ما كان من غير أن تأخذه في الله لومة لائم الى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي في مسجد الكوفة بسيف مسموم عند قيامه إلى الصلاة وذلك ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة مضت من شهر رمضان ومات رضه غداة يوم الجمعة وله يوم مات اثنتان وستون سنة وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما
واختلفوا في قبره وليس عندي فيه شيء صحيح فاذكره )
وقال الحافظ في التهذيب في الجزء السابع في ترجمته عليه السلام برقم ( 566 ) : ( وروي عن أبي جعفر
أن قبر علي جهل موضعه وقيل دفن في قصر الامارة وقيل في رحبة الكوفة وقيل بنجف الحيرة وقيل غير ذلك)
وقال الحافظ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد ( 1 / 146 – 147 – 148 – 149 ) ما نصه : ( أخبرنا بن بشران قال أنبأنا الحسين بن صفوان قال نا بن أبي الدنيا قال نا محمد ابن سعد قال أنبأنا محمد بن عمر قال نا علي بن عمر بن علي بن حسين عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال سمعت بن الحنفية يقول سنة الجحاف حين دخلت إحدى وثمانون هذه لي خمس وستون سنة قد جاوزت سن أبي قلت وكم كانت سنه يوم قتل قال ثلاث وستون قال محمد بن سعد
ودفن على بالكوفة عند مسجد الجامع في قصر الامارة .
أخبرنا بن رزق قال أنبأنا علي بن عبد الرحمن بن عيسى الكوفي قال نبأنا محمد ابن منصور المرادي قال
حدثني أبو الطاهر يعني أحمد بن عيسى العلوي قال حدثني أبي عن أبيه عن جده عن الحسن بن علي قال : دفنت أبي علي بن أبي طالب في حجلة أو قال في حجرة من دور آل جعدة بن هبيرة .
قلت : وهذا اسناد مسلسل بآل البيت وهم من أعلم الناس بأبيهم رضي الله عنهم أجمعين ..
ثم قال الخطيب ايضاً : ( أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق قال أنبأنا الوليد بن بكر الاندلسي قال حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي قال نا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي قال حدثني أبي قال وعلي بن أبي طالب قتل بالكوفة قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي وقتل عبد الرحمن الحسن بن علي ودفن علي بالكوفة
فلا يعلم أين موضع قبره .
أخبرنا محمد بن الحسين القطان قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال نبأنا أبو زيد بن طريف قال نبأنا إسماعيل بن موسى قال نبأنا أبو المحياة عن عبد الملك بن عمير قال لما حفر خالد بن عبد الله أساس دار يزيد ابنه استخرجوا شيخا مدفونا أبيض الرأس واللحية فقال أتحب أن أريك علي بن أبي طالب فكشف لي فإذا بشيخ أبيض الرأس واللحية كأنما دفن بالامس طري .
وزاد في الحديث إسماعيل بن بهرام فقال يا غلام علي بحطب ونار فقال الهيثم بن العربان أصلح الله الامير ليس يريد القوم منك هذا كله فقال يا غلام علي بقباطي فلفه فيها وحنطه وتركه مكانه .
قال أبو زيد بن طريف
هذا الموضع بحذاء باب الوراقين مما يلي قبلة المسجد بيت اسكاف وما يكاد يقر في ذلك الموضع أحد الا انتقل عنه !! .
أخبرنا إبراهيم بن مخلد بن جعفر المعدل قال نا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي قال نا أبو قلابة ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال نا عبد الملك بن محمد وهو أبو قلابة الرقاشي قال نبأنا الحسن بن محمد النخعي قال جاء رجل إلى شريك فقال أين قبر علي بن أبي طالب فأعرض عنه حتى سأله ثلاث مرات فقال له في الرابعة
نقله والله الحسن بن علي إلى المدينة .
هذا لفظ حديث البغوي قال : وقال عبد الملك وكنت عند أبي نعيم فمر قوم على حمير قلت أين يذهب هؤلاء قال يأتون إلى قبر علي بن أبي طالب فالتفت الي أبو نعيم فقال :
كذبوا ، نقله الحسن ابنه إلى المدينة .
أخبرنا محمد بن علي بن مخلد الوراق قال أنبأنا أحمد بن محمد بن عمران قال نا إسماعيل الصفار قال نا المبرد عن محمد بن حبيب قال : أول من حول من قبر إلى قبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حوله ابنه الحسن .
أخبرني الحسن بن أبي بكر قال كتب إلى محمد بن إبراهيم بن عمران الجوري من شيراز أن أحمد بن حمدان بن الخضر أخبرهم قال نا أحمد بن يونس الضبي قال حدثني أبو حسان الزيادي قال :
دفن علي بالكوفة عند قصر الامارة عند المسجد الجامع ليلا وعمى موضع قبره ،
ويقال دفن في موضع القصر ،
ويقال في الرحبة التي تنسب إليه ويقال في الكناسة .
وقال أبو حسان حدثني النخعي عن شريك أن الحسن بن علي حمله بعد صلح معاوية والحسن
فدفنه بالمدينة ،
ويقال حمله فدفنه بالثوية ،
ويقال دفن بالبقيع مع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليهما .
أخبرني الحسن بن علي الجوهري قال أنبانا أبو حاتم محمد بن عبد الواحد الرازي قال أخبرني أبو الحسين محمد بن عبد الله بن القاسم الاديب قال نا أبو الفيض صالح ابن أحمد النحوي قال نا صالح بن شعيب عن الحسن بن شعيب الفروي عن عيسى بن داب قال :
عمى قبر علي بن أبي طالب عليه السلام
قال وحدثني الحسن :
أنه صير في صندوق وأكثر عليه من الكافور وحمل على بعير يريدون به المدينة فلما كان ببلاد طيئ أضلوا البعير ليلا فأخذته طيئ وهم يظنون أن بالصندوق مالا فلما رأوا ما فيه خافوا أن يطلبوا فدفنوا الصندوق بما فيه ونحروا البعير فأكلوه !! .
حكى لنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت أبا بكر الطلحي يذكر أن أبا جعفر الحضرمي مطينا :
كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر علي ابن أبي طالب عليه السلام .
وكان يقول :
لو علمت الرافضة قبر من هذا لرجمته بالحجارة هذا قبر المغيرة بن شعبة .
وقال مطين :
لو كان هذا قبر علي بن أبي طالب لجعلت منزلي ومقيلي عنده أبدا )
وذكر محمد بن سعد : ( .... فأخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أَبو بكر أحمد بن علي الخطيب قال: أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر قال: أخبرنا الوليد بن بكر قال:حدثنا علي بن أحمد بن زكريا قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجل يقال: حدثني أبي قال: علي بن أبي طالب قتل بالكوفة قتله عبد الرحمن بن ملجم المرادي وقتل عبد الرحمن الحسن بن علي
ودفن بها ولا يعلم أين موضع قبره.
وفي رواية:
أنه دفن مما يلي قبلة المسجد.
وقيل:
عند قصر الإمارة.
وقال أبو نعيم الفضل بن دكن:
حوله ابنه الحسن إلى المدينة فدفن بالبقيع عند قبر فاطمة عليها السلام.
وفي رواية:
أنهم خرجوا به يريدون المدينة فضل البعير الذي هو عليه فأخذته طيء يظنونه مالًا.
فلما رأوه دفنوا الصندوق بما فيه.كان هذه الروايات رواها أبو بكر الخطيب.
وقال: حكى لنا أبو نعيم الحافظ قال: سمعت أبا بكر الطلحي يذكرأن مطينًا كان ينكر أن يكون القبر المزور بظاهر الكوفة قبر عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه وكان يقول: لو علمت ..
والله أعلم أي الأقوال أصح.) .
المفضلات