الدين المجوسي ("مجوس" معربة الفارسية منچ گوش أي "صغير الأذن"[1])
أو الزرادشتي ديانة إيرانية ثانوية يعتقد معتنقوها بوجود إلهين رئيسيين أحدهما يمثل الخير والآخر يمثل الشر إضافة إلى ذلك
هناك عدة آلهة للخير في الديانة المجوسية وعددها إثنا عشر إله كذلك للشر عدة آلهة وهذه الديانة لم تنقرض بل لا تزال موجودة بأقليات صغيرة
أسس هذه الديانة زرادشت الذي بشّر بالقوة الشافية للعمل الصالح والقوة الخيرة.
النار والشمس هما رمزا المجوسية، ولذلك فإن النار مقدسة ويحرص الزرادشتيون على ألا تنطفئ في معابدهم
وهو ما جعل أصحاب الكثير من الديانات الأخرى يفسرونه على أن الزردشتيين يعبدون النار.
الأبستاق هو مختارات من الكتاب المقدس للمجوسية ولا تزال باقية إلى الآن. كتبت هذه المختارات بلغة الأبستاق
وهي لغة وثيقة الصلة بالفارسية القديمة والسنسكريتية الفيدية.
جمع هذا الكتاب بعد وفاة زرداشت بزمن طويل، وتعرض للضياع عدة مرات.
ويشمل خمس قصائد قديمة وتتحدث عن مناطق تقع تاريخياً غرب مدينة طهران حالياً بينما المجوسية كانت في مناطق العراق وشرق فارس اي شرق مدينة طهران.
اهورامزدا هو الاله الواحد الذي يعبده المجوس هو أله واحد بيده الخير وهو القادر على كل شيء ولا تخرج من بين يديه اية نجاسة أو عمل سيء.
ومن المجوس جاء الفقهاء الثلاثة الذين قدموا الهدايا للسيد المسيح عند مولده حسب الانجيل.
تقول هالة الناشف عن المجوسية في رسالة الماجستير التي قدمتها سنة 1972 التي عنوانها "أديان العرب ومعتقداتهم في طبقات ابن سعد"
بان سلمان الفارسي كان مجوسياً قبل تحوله للنصرانية ومن ثم للإسلام.
وانهم (أي المجوس) كانوا متواجدين في البحرين قبل الإسلام، تاريخيا عدّ فقهاء مسلمون المجوس أنجاسا والتعامل معهم بمحاذير خاصة.

بيت النار المجوسي في مدينة يزد الإيرانية


وهذا فارافاهار شعار الديانة المجوسية


زرادشت نبي الديانة المجوسية


المجوس في اللغة العربية

كلمة "مجوس" معرَبة عن لفظة مجوس (جيم مصرية) (بالفارسية: مگوس) والتي تعني مفسر الرؤى
وهي من الألفاظ التي دخلت إلى اليونانية كذلك، حيث وردت لفظة "ماجي"، فيها، وهي جمع "مجوس".
مجوس هي جمع لكلمة ماج وهي ديانتهم واصحاب الديانة هم مجوس.
معرب من کلمه ومنها کلمه مغاس - مغان وبگ وبیک.
مگوس کلمه فهلويه أو فارسی القديم ای شخص الذی يفسر الروئا والنوم ويخبر اخبار الغيب کالمنجم والتنجيم.
ومجوس ايضا هو اسم رب عند الفرس القديم وهور رب القدرة.
تواجد الديانة المجوسية المعاصر


1-انحسرت الديانة المجوسية بشكل كبير حيث قدر عددهم بين 124,00 إلى 190,000 نسمة حسب إحصاء عام 2004، ينتشرون في المناطق الاتية:
2- 69،601 زرادشتي في الهند حسب إحصاء 2001 يتكونون من قوميتين وهما بارسي وايراني.
3- 5,000 زرادشتي في باكستان يتركزون في مدينة كراتشي، وازداد عددهم في السنوات الاخيرة بشكل كبير بعد هجرة الكثير من زرادشتي إيران إلى باكستان.
ما بين 18,000 إلى 25,000 زرداشتي في قارة أمريكا الشمالية.
4- 21,400 زرادشتي في إيران، حيث يتواجدون بشكل خاص في مدن يزد وكردمان أضافة إلى العاصمة طهران كما يوجد لهم نائب في البرلمان الأيراني وهو من اصول كردية.
5- 10,000 زرادشتي في مناطق أسيا الوسطى وخصوصا في منطقة (بلخ الواقعة في شمال أفغانستان وفي جمهورية طاجيكستان) والتي كانت موطن الديانة المجوسية سابقا.
6-جالية كبيرة في أستراليا يقدر عددهم 3,500 وخصوصا في مدينة سيدني.
7- 40,000 نسمة في شمال سوريا بمنطقة تسمى عفرين في مدينة حلب
أعياد الديانة المجوسية


لدى الديانة المجوسية العديد من الاعياد من أشهرها النيروز، وهو عيد بداية العام وأوانه الاعتدال الربيعي
وقد عرفته الأقوام الإيرانية منذ القدم، ولا يزال يعد عيدا قوميا في إيران اليوم إذ هو بداية السنة الفارسية
وكذلك هو وبقية الدول التي يعيشون فيها العيد المجيد 21 آذار وهو أيضا من أهم الاعياد.


بارسي نافجوت، مراسم دخول المجوسية(التعميد)


بارسي جاشان وهو طقس مجوسي لتبريك البيت الجديد



الموت في المجوسية

يؤمن المجوس أن الروح تهيم لمدة ثلاثة ايام بعد الوفاة قبل أن تنتقل إلى العالم الأخر
يؤمن الزرادشتيون بالحساب حيث انهم يعتقدون أن الزرادشتي الصالح سيخلد في الجنة إلى جانب زرادشت في حين ان الفاسق سيخلد في النار إلى جانب الشياطين.
للمجوس طقوس خاصة للدفن، إذ يكرهون فكرة اختلاط الجسد المادي بعناصر الحياة
الماء والتراب والهواء والنار حتى لا يلوثها، لذا فهم يتركون جثامين الموتى للطيور الجارحة على أبراج خاصة
تسمى أبراج الصمت أو (دخنه) باللغة الفارسية حيث يقوم بهذه الطقوس رجال دين معينون
ثم بعد ان تاكل الطيور جثة الميت توضع العظام في فجوة خاصة في هذا البرج دون دفنها.
إلا أن الزردشتيين الذين يعيشون في مجتمعات لا يمكنهم فيها ممارسة شعيرة الدفن هذه - وعملا بنصيحة زرادشت في الانسجام مع المجتمعات التي يعيشون فيها -
يلجؤون إلى وضع جثمان الميت في صندوق معدني محكم الغلق ويدفن في قبر عادي مما يضمن عدم تلويثه لعناصر الحياة الثلاثة
بما لا يتعارض مع معتقدهم ولا مع القوانين المدنية في الدول التي يعيشون فيها
لغات المجوس
تعتبر اللغة الافستية وهي لغة ذات صلات وثيقة بالسنسكريتية (لغة هندية قديمة)
يستعمل المجوس حاليا لغة داري (مختلفة عن الداري الأفغانية)، كما أن المجوس في الهند يتحدثون اللغة الغوجراتية.



عقائد

الزردشتية هي عقيدة دينية تتمحور حول ألوهية إله واحد مطلق عالمي ومجرد خالق غير مخلوق اليه ترجع امور كل المخلوقات
حيث يقول زرادشت في الأفيستا: (إني لأدرك أنك أنت وحدك الإله وأنك الأوحد الأحد
وإني من صحة إدراكي هذا أوقن تمام اليقين من يقيني هذا الموقن أنك أنت الإله الأوحد..
اشتد يقيني غداة انعطف الفكر مني على نفسي يسألها: من أنتِ، ولفكري جاوبت نفسي؛ أنا؟ إني زرادشت أنا
وأنا؟ كاره أنا الكراهية القصوى الرذيلة والكذب، وللعدل والعدالة أنا نصير!)
وتؤمن المجوسية ان النفس الإنسانية تنقسم إلى قسمين:(القوة المقدسة)والتي تدعمها سبع فضائل عليا
(الحكمة والشجاعة والعفة والعمل والإخلاص والأمانة والكرم هذه الفضائل بمثابة الملائكة.
تدفع هذه الفضائل القوة المقدسة النفس البشرية إلى الخير والنور والحياة والحق.
و (القوة الدنيا)وتساند هذه القوة سبع رذائل هي النفاق والخديعة والخيانة والجبن والبخل والظلم وإزهاق الروح وهي بمثابة شياطين.
وتدفع هذه القوة الخبيثة المتكونة من النقص في النفس البشرية إلى الشر والظلام والموت والخداع
ويبقى هذا الصراع قائماً بين هاتين القوتين داخل النفس البشرية إلى أن يصل الإنسان إلى النقاء.
الديانة المجوسية تؤمن بالعقاب واليوم الاخر وبالروح ووجودها، ويعتقدون إن الفاني هو الجسد وليس الروح
وإن الروح ستبقى في منطقة وسطى بين النار والجنة في منطقة تدعى البرزخ
وأن اعتقادهم راسخ بالجنة والنار والصراط وميزان الاعمال أما بالنسبة للجحيم في الديانة الزردشتية فهي تختلف في وصفها عن الاديان الأخرى
فالديانة الزردشتية تقول بأن الجحيم عبارة عن منطقة باردة وفيها أنواع من الحيوانات المتوحشة التي سوف تعاقب المذنبين بما اقترفت أيديهم من أثم في الدنيا.
المجوسية تحث الإنسان على التمسك بالفكر الصادق والقول الصادق والعمل الصالح للوصول إلى ذاته وليضمن سعادته
فالإنسان كائن حر وعليه اطاعة الاله الوحد ،كما أن المجوسية تحرم الرهبانية بكل أنواعها.
للماء والنار أهمية في الطقوس المجوسية والنصوص المقدسة تعتبر ان الماء والنار يمثلان حياة مستقلة بحد ذاتها
ولا يخلو المعبد الزرادشتي من هذين العنصرين فالنار تعد الوسط الذي يزود الإنسان بالحكمة وان الماء يعتبر مصدر هذه الحكمة.


منقول....