خلافته
عندما استشهد علي -رضي الله عنه- بالكوفة سنة أربعين للهجرة, اجتمع الناس على الحسن بن علي – رضي الله عنهما- وبايعوه بالخلافة, ولم يكن علي –رضي الله عنه- قد أوصى لأحد من بعده, وروي عن عبدالرحمن بن جندب قال: لما ضُرب علي قُلت: يا أمير المؤمنين أبايع حسناً؟ قال: لا آمرك ولا أنهاك. وروي أن القوم قالوا له: استخلف يا أمير المؤمنين، فقال: لا، ولكن أدعُكم كما ترككم رسول الله -صلى الله عليه وسلم -, يعني دون استخلاف, فإن يرُد الله بكم خيراً يجمعكم على خيركم كما جمعكم على خيركم بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . أما أهل الشام فبايعوا معاوية بن أبي سفيان –رضي الله عنهما- فكاد أهل كل فريق أن يقتتل مع الطرف الآخر؛ فسار معاوية إليهم من الشام، وسار الحسن ومن معه إلى معاوية، فلما تقاربا علم الحسن أنه لن تغلب إحدى الطائفتين حتى يقتل أكثر الأخرى، ورأى من بعض أتباعه الضعف والخيانة حتى أن بعضهم بدأ ينهب في مخيم الحسن بل أنه طعن –رضي الله عنه- من بعضهم؛ فأرسل إلى معاوية يبذل له تسليم الأمر إليه، على أن تكون له الخلافة بعده، وعلى أن لا يطلب أحداً من أهل المدينة والحجاز والعراق بشيء مما كان أيام أبيه، وغير ذلك من الشروط والبنود، فأجابه معاوية إلى ما طلب، فظهرت المعجزة في قوله صلى الله عليه وسلم فكان الصلح بين الفئتين. وسمي ذلك العام عام الجماعة, وكان ذلك في الأشهر الأولى من سنة إحدى وأربعين للهجرة, وقد كان هذا الصلح يعد فتحا وخيرا وبركة على المسلمين عادوا به للوحدة والدعوة والجهاد, ولا شك أن موقف الحسن –رضي الله عنه- موقف كريم نبيل يدل على تبصره وسعيه لما فيه صلاح أحوال المسلمين, وقد وقف بعض الجهلة والمتعصبين والمنافقين موقفا سلبيا من موقف الحسن فأبغضوا صنيعه بل كان بعضهم يناديه بمذل المؤمنين وحاشاه أن يكون كذلك وقد سماه النبي –صلى الله عليه وسلم- سيدا وهو يخبر بموقفه هذا.
انتهى بهذا الصلح زمن خلافة الحسن –رضي الله عنه- والتي دامت ستة أشهر وبضع أيام قال بعض العلماء بأنها أتمت الثلاثين سنة التي وصفها النبي –صلى الله عليه وسلم- بزمن الخلافة الراشدة
.
زوجاته وأبنائه
كان له رضي الله عنه عدد كبير من الزوجات وأمهات الولد؛ فكان كما وصفه بعض المؤرخين مزواجا مطلاقا, قل أن يبقى وليس تحته أربع زوجات, وقد روى بعض المؤرخين أنه تزوج سبعين امرأة وبالغ آخرون؛ فقالوا تسعين وقالوا ميئتين وقالوا أربعمئة بل أوصلوا عددهن إلى سبعمئة, وروي غير هذا إلا أنه من الشذوذ بمكان، وهذه الكثرة المزعومة موضوعة، كما أن الروايات التاريخية التي تشير إلى الأعداد الخيالية في زواج الحسن بن علي -رضي الله عنه- لا تثبت من حيث الإسناد وبالتالي لا تصلح للاعتماد عليها نظراً للشبه والطعون التي حامت حولها، وليس هناك دليل يثبت كثرة أزواج الحسن بن علي رضي الله عنه سوى تلكم الروايات المطعون فيها. ومن زوجاته أم كلثوم بنت الفضل بن العباس وخولة بنت منظور وزينب بنت سبيع بن عبدالله البجلي وغيرهن. وله أولاد كثيرون منهم محمد الاكبر والحسن المثنى وجعفر وحمزة ومحمد الأصغر وزيد وإسماعيل ويعقوب والقاسم وعبدالله وأبو بكر وحسين وعبدالرحمن وعمر وعبدالله الأصغر وفاطمة وأم سلمة.
صفاته ومناقبه وأخلاقه
إضافة إلى كونه سبط رسوله وحبيبه وريحانته وكونه صحابيا وكونه من آل البيت وشريف نسبه؛ فقد كان من أهل الكساء, ومن أهل المباهلة, وكان من أشد الناس شبها برسول الله, وكان كما ذكرنا سيدا مجاهدا, وخليفة مصلحا, وجمع إلى ذلك الفقه والعبادة فقد روي أنه حج خمسة عشر مرة ماشيا وقيل حافيا للبيت العتيق, وكان ورعا, حليما, كريما, حكيما, ملأت سيرته العطرة في هذا الأبواب كتب التاريخ والأخلاق وقد روي أنه خرج من ماله لله مرتين أو ثلاثا, وكم هي تلك المواقف التي تروى بأن رجلا جاءه فشتمه أو آذاه فعامله بحلم ولين
.
وفاته
بعد أن تم الصلح وتمت المبايعة لمعاوية –رضي الله عنه- أشار الناس على الحسن –رضي الله عنه- أن يترك العراق وينتقل إلى المدينة؛ ففعل, ومكث فيها بضع سنين, وهو في عبادة ونشر للعلم, وحسن وصال مع معاوية وبقية الصحابة –رضي الله عنهم أجمعين- ومع عامة المسلمين, حتى توفي رضي الله عنه وأرضاه سنة تسع وأربعين وقيل خمسين وقيل إحدى وخمسين للهجرة, واختلف في سبب وفاته وقيل أنه مات مسموما, ولكن لم يثبت شيء في سبب وفاته ولم يعلم يقينا من هو الشخص الذي أقدم على قتله بالسم؛ فقد روي أن الحسين دخل عليه وهو في مرض موته فقال له الحسن –رضي الله عنهما-: يا أخي سقيت السم ثلاث مرات لم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي، قال الحسين: من سقاك يا أخي؟ قال: ما سؤالك عن هذا؟ أتريد أن تقاتلهم؟ أكلهم إلى الله عز وجل.
ولما حضرته الوفاة أرسل إلى عائشة –رضي الله عنها- يطلب منها أن يدفن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه في حجرتها، فوافقت. ولكنه أوصى أنه إذا منع بني أمية من دفنه في ذلك الموضع بأن لا يراجعوا في ذلك وأن يدفن في البقيع. فلما توفي جاء الحسين إلى عائشة –رضي الله عنهما- في ذلك فقالت: نعم وكرامة، فبلغ ذلك بني أمية فقالوا: والله لا يدفن هنالك أبداً. فبلغ ذلك الحسين فلبس هو ومن معه السلاح، ولبس بنوا أمية السلاح، فسمع أبو هريرة –رضي الله عنه- بالأمر فقال: والله إنه لظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه! والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى الحسين فكلمه وناشده الله، وقال: أليس قد قال أخوك: إن خفت فردني إلى مقبرة المسلمين، ففعل، فحمله إلى البقيع بعد أن صلى عليه وشهد صلاته ودفنه خلق كثير.
الحسين بن علي رضي الله عنه
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهديه إلى يوم الدين.. وبعد: إنَّ من محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبة أهل بيته الطاهرين الطيبين فهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» رواه مسلم
ولاشك أن من أقرب الناس لقلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ريحانتيه وسبطية: الحسن والحسين رضي الله عنهما، كما أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بقوله : «هما ريحانتاي من الدنيا» رواه البخاري
هل تعرف الحسين؟؟
اسمه ونسبه وكنيته
هو الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي بن كلاب بن مرة .... ينتهي نسبه إلى معد بن عدنان.
صفته
قال أنس «كان أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مخضوبا بالوسمة » رواه البخاري
أباه
علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين ابن عم رسـول الله صلى الله عليه وسلم.
أمـــــــه
فاطمة الزهراء بنت رسول الله وحبه أم أبيها.
جدته لأمه
(أم المؤمنين) خديجة بنت خويلد أولى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم المبشرة ببيت في الجنة من قصب.
إخوته
هم درر ولآلئ: أضوؤها الحسن السبط الأول والريحانة الأولى ومحمد ابن الحنفية، ومن الإناث: زينب عقيلة بني هاشم وأم كلثوم وأمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنهم جميعاً.
مولده
ولد الحسين رضي الله عنه في السنة الرابعة من الهجرة في شهر شعبان لخمس خلوف منه على أشهر الأقوال في المدينة النبوية المشرفة.
أهــل بيتــــــه
علي زين العابدين: وكنيته ابومحمد وأمه فيما قيل شاه زنان بنت كسرى يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس والسؤال: من الذي أعطاها للحسين؟ إنه عمر الفاروق رضي الله عنه لما أتته غنائم الفرس، فليحذر الذين يسبونه، وفي علي العقب والنسل وهو الذي بقي من ولد الحسين رضي الله عنه بعد كربلاء.
علي (الأكبر) : وقد قتل في الطف.
جعفر: وقد توفى جعفر في حياة أبيه.
عبدالله: وقد قتل صغيراً في (كربلاء).
سكينة: ولها أقوال مشهورة معلومة منها قولها لأهل الكوفة لما جاءوا يسلمون عليها بعد واقعة كربلاء فقالت لهم: الله يعلم أني أبغضكم قتلتم جدي عليا وأبي الحسين وأخي علياً وزوجي مصعباً فبأي وجه تلقوني! أيتمتموني صغيرة، وأرملتموني كبيرة... فلا عافاكم الله من أهل بلد ولا أحسن عليكم الخلافة
فاطمة، وزاد بعض العلماء عليا الأصغر وزينب.
فيكون على هذا عدد الذكور خمسة والإناث ثلاثاً ولم تورد كتب السير من الأخبار شيئا عن علي الأصغر وزينب وربما ماتت زينب صغيرة في حياة أبيها وقتل علي في (الطف).
تحنيكه وتسميته
لقد حنك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين رضي الله عنه تفل في فيه ودعا له وسماه حسينا وقد نقل ابن كثير ذلك مما أخرجه الطبراني.
عن عائشة قالت : «عق رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين يوم السابع سماهما وأمر أن يماط عن رؤسهما الأذى» رواه ابن حبان.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوّذ الحسن والحسين ويقول: «إن أباكما كان يعوذ بهما إسماعيل وإسحاق: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامه» رواه البخاري
صعود النبي صلى الله عليه وسلم المنبر وهو يحمل الحسن والحسين رضي الله عنهما: عن بريدة قال: «خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين رضي الله عنهما عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر ثم قال: صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في الخطبة» رواه أبوداود وصححه الألباني
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن الأقرع بن حابس أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقبل حسينا فقال: إن لي عشرة من الولد ما فعلت هذا بواحد منهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لايرحم لا يرحم» رواه أبوداود وصححه الألباني
وهذه المنزلة والمكانة عرفها الصحابة حق المعرفة فأدركوا تلك المنزلة وجعلوا لها في نفوسهم رعاية خاصة، دل على ذلك مواقفهم مع الحسين رضي الله عنه
سيدا شباب أهل الجنة
عن حذيفة رضي الله عنه قال: «سألتني أمي: متى عهدك؟ تعني بالنـبي صلى الله عليه وسلم فـــقلت: مالي به عهد منذ كذا وكذا فنات مني، فقلت لها: دعيني أتي النبي صلى الله عليه وسلم فأصلي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال: من هذا حذيفة؟ قلت: نعم. قال: ما حاجتك غفر الــــله لــــك ولأمـــك؟ ثم قال: أما رأيت العارض الذي عرض لي قبيل؟ قال: قلت: بلى. قال: فهو ملك من الملائكة لم يهبط الأرض قبل هذه الليلة، فاستأذن ربه أن يسلم علي، ويبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» رواه الترمذي
أهــل الكساء
عن عائشة رضي الله عنها قالت : «خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } الأحزاب: 33» رواه مسلم
قال ابن تيمية:وهكذا أزواجه وعلي وفاطمة والحسن والحسين كلهم من أهل البيت لكن عليا وفاطمة والحسن والحسين أخص بذلك من أزواجه ولهذا خصهم بالدعاء
منزلته عند الصحابة
يعرف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل بيت نبيهم قدرهم، فيحبونهم لمحبة نبيهم لهم ووصيته بهم ومن دلائل هذه المحبة ما يلي:
روى الزهري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسى أبناء الصحابة ولم يكن في ذلك ما يصلح للحسن والحسين فبعث إلى اليمن فأتى بكسوة لهما فقال: الآن طابت نفسي.
روى الواقدي أن عمر ألحق الحسن والحسين بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل واحد خمسة آلاف.
روى ابن عساكر بسنده أن أبا هريرة ينفض التراب عن قدمي الحسين بطرف ثوبه فقال له الحسين: يا أبا هريرة وأنت تفعل هذا، فقال أبو هريرة: دعني فوالله لو يعلم الناس منك ما أعلم لحملوك على رقابهم.
أما ابن عمر رضي الله عنهما فمعلوم نصحه للحسين رضي الله عنه قبل خروجه لأهل العراق وقد قال له: «إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يريد منكم» رواه ابن حبان
أما معاوية رضي الله عنه فكان يكرم الحسين ويجله، وكان الحسين يقبل جوائزه. سير اعلام النبلاء 3/291
روى ابن عساكـر بسده عن رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس فــأتى علي بن الحسين فقال ابن عباس: مرحبا بالحبب ابـــن الحبيب. البداية والنهاية 9/106
ريحانة المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن ابن أبي نُعمٍ قال: كنت شاهدا لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض فقال: ممن أنت؟ فقال من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي صلى الله عليه وسلم وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا» رواه البخاري
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني الحسن والحسين » رواه احمد
ارتحال الحسن والحسين رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد
عن عبدالله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا وحسينا، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر للصلاة فسجد بين ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال الناس: يارسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه قد يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته» رواه النسائي
المكانة والمنزلة عند التابعين والمتأخرين
استهل ابـــن حـجـر ترجمته للحـسـين بقوله: الحسين بن عـلي الهاشـمي أبـو عـبدالله ســــبط رسـول الله صلى الله عليه وسلم وريحانته .
واستهل ابن الأثير علي بن محمد الجزري وقال بعد بيان ترجمته: وكان الحسين رضي الله عنه فاضلا كثير الصوم والصلاة والحج والصدقة وأفعال الخير جميعها .
ولابن تيمية الحَرَّاني رحمه الله قوله: ولا ريب أن الحسن والحسين ريحانتا النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا، وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أدخلهما مع أبويهما تحت الكساء وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وإنه دعاهما في المباهلة وفضائلهما كثيرة من أجلاء سادات المؤمنين.
وقال في موضوع آخر: وقاتل حتى قتل مظلوما شهيدا.
وقال في موضع آخر يبين مكانة الحسين رضي الله عنه والموقف من مقتله:
وأما من قتل الحسين أو أعان على قتله أو رضي بذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلا.
قال عمر بن عبدالعزيز لو كنت من قتلة الحسين وغفر الـله لي وأدخلني الجنة لما دخلتها حياءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
روايتـه للحـديث
1- «البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي » رواه الترمذي
2- «دعاني أبي علي بوضوء فقربته له فبدأ فغسل كفيه ثلاث مرات قبل أن يدخلهما في وضوئه ثم مضمض ثلاثاً واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث ثم اليسرى كذلك ثم قام قائما فقال: ناولني فناوله الإناء الذي فضل وضوئه فشرب من فضل وضوئه قائما فعجبت فلما رآني قال: لا تعجب فإني رأيت أباك النبي صلى الله عليه وسلم يصنع مثل ما رأيتني صنعت يقول لوضوئه هذا وشرب فضل وضوئه قائما» رواه النسائي.
المفضلات