تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

آخـــر الــمــواضــيــع

تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

  1. #1
    عضو
    الحالة : محمد السليماني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9610
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 1,617
    المذهب : سني
    التقييم : 13

     

     

    1 58 تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى


    بسم الله الرحمن الرحيم

    قال الله تعالى:

    { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ

    لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ

    مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ

    يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ

    وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ

    وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا

    وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }

    سورة البقرة { 255 }




    هذه الآية الكريمة أعظم آيات القرآن وأفضلها وأجلها،

    وذلك لما اشتملت عليه من الأمور العظيمة والصفات الكريمة،

    فلهذا كثرت الأحاديث في الترغيب في قراءتها

    وجعلها وردا للإنسان في أوقاته صباحا ومساء

    وعند نومه وأدبار الصلوات المكتوبات،



    فأخبر تعالى عن نفسه الكريمة بأن { لا إله إلا هو } أي:

    لا معبود بحق سواه،

    فهو الإله الحق

    الذي تتعين أن تكون جميع أنواع العبادة والطاعة والتأله له تعالى،

    لكماله وكمال صفاته وعظيم نعمه،

    ولكون العبد مستحقا أن يكون عبدا لربه،

    ممتثلا أوامره مجتنبا نواهيه،


    وكل ما سوى الله تعالى باطل،

    فعبادة ما سواه باطلة،

    لكون ما سوى الله

    مخلوقا ناقصا مدبرا فقيرا من جميع الوجوه،

    فلم يستحق شيئا من أنواع العبادة،




    وقوله: { الحي القيوم } هذان الاسمان الكريمان

    يدلان على سائر الأسماء الحسنى دلالة مطابقة وتضمنا ولزوما،


    فالحي من له الحياة الكاملة المستلزمة لجميع صفات الذات،

    كالسمع والبصر والعلم والقدرة، ونحو ذلك،


    والقيوم: هو الذي قام بنفسه وقام بغيره،

    وذلك مستلزم لجميع الأفعال التي اتصف بها رب العالمين

    من فعله ما يشاء من الاستواء والنزول والكلام والقول

    والخلق والرزق والإماتة والإحياء، وسائر أنواع التدبير،

    كل ذلك داخل في قيومية الباري،



    ولهذا قال بعض المحققين:

    إنهما الاسم الأعظم الذي إذا دعي الله به أجاب، وإذا سئل به أعطى،


    ومن تمام حياته وقيوميته أن { لا تأخذه سنة ولا نوم } والسنة النعاس


    { له ما في السماوات وما في الأرض }

    أي: هو المالك وما سواه مملوك


    وهو الخالق الرازق المدبر

    وغيره مخلوق مرزوق مدبر لا يملك لنفسه ولا لغيره

    مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض



    فلهذا قال:

    { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه }

    أي: لا أحد يشفع عنده بدون إذنه،

    فالشفاعة كلها لله تعالى،

    ولكنه تعالى إذا أراد أن يرحم من يشاء من عباده

    أذن لمن أراد أن يكرمه من عباده أن يشفع فيه،

    لا يبتدئ الشافع قبل الإذن،




    ثم قال { يعلم ما بين أيديهم } أي: ما مضى من جميع الأمور

    { وما خلفهم } أي: ما يستقبل منها،

    فعلمه تعالى محيط بتفاصيل الأمور، متقدمها ومتأخرها،

    بالظواهر والبواطن، بالغيب والشهادة،

    والعباد ليس لهم من الأمر شيء

    ولا من العلم مثقال ذرة إلا ما علمهم تعالى،




    ولهذا قال: { ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء

    وسع كرسيه السماوات والأرض }

    وهذا يدل على كمال عظمته وسعة سلطانه،

    إذا كان هذه حالة الكرسي أنه يسع السماوات والأرض

    على عظمتهما وعظمة من فيهما،

    والكرسي ليس أكبر مخلوقات الله تعالى،

    بل هنا ما هو أعظم منه وهو العرش، وما لا يعلمه إلا هو،



    وفي عظمة هذه المخلوقات تحير الأفكار وتكل الأبصار،

    وتقلقل الجبال وتكع عنها فحول الرجال،

    فكيف بعظمة خالقها ومبدعها،

    والذي أودع فيها من الحكم والأسرار ما أودع،

    والذي قد أمسك السماوات والأرض أن تزولا

    من غير تعب ولا نصب،



    فلهذا قال:


    { ولا يؤوده } أي: يثقله { حفظهما

    وهو العلي } بذاته فوق عرشه،

    العلي بقهره لجميع المخلوقات،

    العلي بقدره لكمال صفاته


    { العظيم } الذي تتضاءل عند عظمته جبروت الجبابرة،

    وتصغر في جانب جلاله أنوف الملوك القاهرة،


    فسبحان من له العظمة العظيمة والكبرياء الجسيمة

    والقهر والغلبة لكل شيء،


    فقد اشتملت هذه الآية على توحيد الإلهية

    وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات،

    وعلى إحاطة ملكه وإحاطة علمه

    وسعة سلطانه وجلاله ومجده،

    وعظمته وكبريائه وعلوه على جميع مخلوقاته،


    فهذه الآية بمفردها عقيدة في أسماء الله وصفاته،

    متضمنة لجميع الأسماء الحسنى والصفات العلا.





    «« توقيع محمد السليماني »»

  2. #2
    عضو
    الحالة : إلا الحبيب غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9614
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    المشاركات : 30
    المذهب : سني
    التقييم : 17

     

     

    افتراضي


    تسلم يديك أخي الفاضل

    والله لآ يحرمنا ثوابهآآ





    «« توقيع إلا الحبيب »»

  3. #3
    عضو
    الحالة : محمد السليماني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9610
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 1,617
    المذهب : سني
    التقييم : 13

     

     

    افتراضي


    جزاكم الله تعالى خيرا أخانا الكريم


    وأحسن الله إليكم




    التعديل الأخير تم بواسطة محمد السليماني ; 08-26-2011 الساعة 11:35 AM

    «« توقيع محمد السليماني »»

  4. #4
    عضو
    الصورة الرمزية محمد السباعى
    الحالة : محمد السباعى غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9108
    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 7,874
    المذهب : سني
    التقييم : 120

     

     

    افتراضي


    جزاكم الله خيرا





    «« توقيع محمد السباعى »»

  5. #5
    عضو
    الحالة : محمد السليماني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9610
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 1,617
    المذهب : سني
    التقييم : 13

     

     

    افتراضي


    وإياكم أستاذ محمد





    «« توقيع محمد السليماني »»
    الحمد لله تعالى
    كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

  6. #6
    عضو
    الحالة : محمد السليماني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9610
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 1,617
    المذهب : سني
    التقييم : 13

     

     

    افتراضي


    الحمد لله رب العالمين





    «« توقيع محمد السليماني »»
    الحمد لله تعالى
    كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

  7. #7
    عضو
    الحالة : محمد السليماني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9610
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 1,617
    المذهب : سني
    التقييم : 13

     

     

    افتراضي









    «« توقيع محمد السليماني »»
    الحمد لله تعالى
    كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

  8. #8
    عضو
    الحالة : محمد السليماني غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9610
    تاريخ التسجيل : Aug 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 1,617
    المذهب : سني
    التقييم : 13

     

     

    افتراضي


    اللهم صلِّ على نبينا محمد
    وعلى آله وصحبه أجمعين
    وسلم تسليماً كثيراً








    «« توقيع محمد السليماني »»
    الحمد لله تعالى
    كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك

تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تفسير المعوذات (للعلامه السعدى) رحمه الله تعالى
    بواسطة الوسيله في المنتدى قسم للقرآن الكريم وعلومه والأحاديث الشريفة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-27-2015, 11:04 PM
  2. تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-26-2011, 10:11 PM
  3. العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-01-2011, 10:13 PM
  4. تفسير معنى (شجرة الزقوم) للشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-26-2010, 10:10 PM
  5. الوسائل المفيدة للحياة السعيدة / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-10-2010, 10:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى

تفسير آية الكرسي / للشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى