كان لويس التاسع ملك فرنسا أسوأ حاكم علماني شجع علي تثبيت أقدام محاكم التفتيش في فرنسا لكي يرضي معاصريه من الباباوات لذلك سموه القديس لويس وأسند مهمة التفتيش والمحاكمة إلى رهبان الدومنيكان الذين بدأوا بإرهاب صغار القساوسة وبسطاء الناس بجبروتهم أرسلوا إلى المحرقة أعداد لا تحصي بتهمة الخروج على تعاليم الكنيسة بالإضافة إلى من امتلأت بهم جحور السجون وغياهب السبي.
وفي عهد الملك الفرنسي فيليب الرابع الذي تولي ما بين عامي 1285 – 1314 كلف وزيره وحامل أختامه بتلفيق التهم لجماعة رهبان الموعد الذين لعبوا دوراً كبيراً في الحملات الصليبية في فلسطين ومن هذه الاتهامات الانحلال الأخلاقي والفجور وبهذا تعرضوا لصنوف من العذابات داخل زنزانات سجونهم إلى حد أن واحداً منهم عندما بلغ العذاب مداه به صاح قائلاً أنني علي استعداد أن أعترف لكم بأنني قد قتلت الله شريطة أن تكفوا عن تعذبتي وترحموني من الحرق بالنار.
---
ثم أصدر البابا قرار بمصادرة أملاكهم في كل أنحاء العالم المسيحي ثم أمر بإقامة محكمه تفتيش خاصة للتحقيق معهم لأدانتهم.
وفي سنه 1310 صدر حكم محكمة التفتيش بإحراق 63 راهباً من رهبان الداوية بتهمة عبادة الشيطان والانحلال.
وفي سنة 1314 اكتملت المأساة حيث اقتيد رئيس رهبان الداوية جاك دي مولية وبعض رفاقه إلى المحاكمة وتقر إحراقهم جميعاً بتهمة ملفقة ومنذ ذلك التاريخ صار تلفيق الاتهامات ونشر الفضائح الكاذبة والإرهاب أكبر سمه للملكية الفرنسية تحت رعاية الكنيسة الغربية حتى قيام الثورة الفرنسية في عام 1789.....[19]
اي جنون هذا نصبوا أنفسهم ألهة علي الناس يقتلون ويحرقون وكل ذالك بيد القساوسة أدعياء السماحة ..!!!
وتابع الباباوات إرهابهم للفكر بواسطة محاكم التفتيش لكل صوت ينادي بالإصلاح وبالرغم من المذابح الرهيبة انتشرت دعوة الإصلاح الديني إلى بوهيميا وجنوب شرق ألمانيا.
---
وفي سنه 1229 عين البابا مفتشاً كنسياً عاما علي ألمانيا هو كوزاد الذي جر الآلاف من الأبرياء إلى المشانق أو المحارق وكان يكفي عنده أن يشار إلى جار من جاره بأي وشاية ضد الدين فيجر أهل البيت جميعاً إلى المشانق وقد ضج الناس من الإرهاب الذي اتبعه كونراد هنرا حتى أن بعض الأساقفة نصحوه بالاعتدال ولكنه لم يكن يطيع بل يزداد في طغيان تحت سمعهم وبصرهم.
وبعد أن استشري الغضب بالشعب هاجمة بعض النبلاء وقتلوه سنه 1233 فتنفس الألمان الصعداء. ...[20]
إبادة المسلمين في الاندلس علي يد
محاكم التفتيش
ـــــــــــــــــ
«=====================»
لايتسع لنا المجال هنا لذكركل الجرائم التي لحقت بالمسلمين أيام محاكم التفتيش في الاندلس المحتلة
فهي جرائم يخجل منها تاريخ البشرية وتمتليء بها كتب التاريخ ...
لو أنك قلبت صفحات التاريخ فلعلك لست بواقع علي صحف اسود من صحف ديوان التفتيش ولست تعثر بمن هو أشد قسوة واغلظ قلباً وابعد عن الرحمة والانسانية من رجال هذا الديوان ولن تجد من هم اقرب الي الوحشية والبربرية من تلك العصابات الآثمة الخاطئة
----
لقد كانت تلك العصابات التي دعت نفسها برجال التفتيش أدني من البهائم فهماً لشيء يُعرف بالانسانية والشفقة كانوا يعاقبون بالظنة ويأخذون بالشبهة ويحرقون الاطفال ويرهقون الشيوخ العجزة والنساء الضعيفات بصنوف العذاب والوان الاضطهاد وشتي
الوسائل الجهنمية من الاجرام ...[21]
إلي الله المشتكي ...
يصف مؤرخ اسباني عاش في هذا العصر نيات الكنيسة نحو المسلمين في قوله إنه منذ تولي فرناندو علي غرناطة كان الاحبار يطلبون إليه بإلحاح أن يعمل علي سحق طائفة محمد من أسبانيا .... [22]
صلي الله عليك يا رسول الله إعلموا يا أبناء الكافرات أن جيش محمد قد عاد ليملأ الارض توحيداً وعدلاً بعد ان ملئتوها جوراً وظلماً
وأن قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ....
كان دستور ديوان التحقيق يجيز محاكمة الموتي والغائبين وتوقع العقوبات عليهم كاحياء فتصادر اموالهم وتُعمل لهم تماثيل تُنفذ فيها عقوبة الحرق او تُنبش قبورهم وتُستخرج رفاتهم لتحرق في موكب الاوتودافي !!
هذه المحاكم الكنسية الشهيرة التي سودت بقضاءها المروع صحف التاريخ الاسباني زهاء ثلاثة قرون . ..[23]
أي جنون هذا !!!
وأي حقد علي الاسلام وأهله ....
وكل هذا يتم بأمر الباباوات وبمباركتهم من أجل تدمير العالم الاسلامي تحت راية صليبهم أو خـازوقهم المقدس ...
في القرن الحادي عشر تمكنت اسرة يهودية اسسها البير ليوثي من السيطرة علي العرش البابوي اكثر من مرة وكان اخر ما قدمته هذه الاسرة البابا أوربان الثاني الذي بشر بالدعوة إلي الحروب الصليبية ..[24] ...
ولك ان تتخيل كمية الحقد عندما تتمتزج اليهودية بالنصرانية فتنج لنا هذه الجرائم المخزية في حق الانسانية جمعاء والتي تمثلت في محاكم التفتيش ...
---
محاكم التفتيش التي احترفت في العصور الوسطي الاوروبية التفتيش عن العقائد وممارسة الحرق والخنق والاغراق ضد العلماء والمفكرين والفلاسفة والمخالفين وضد المسلمين بعد سقوط غرناطة واقتلاع الاسلام من الاندلس 1442 م والتي مارست اعدام هؤلاء المخالفين علي الخـازوق المقدس لمدة ثلاثة قرون والتي بلغ ضحاياها عدة ملايين .[25]
وبعد ان القينا نظرة سريعة علي محاكم التفتيش وتاريخها الاسود ضد الانسانية والاسلام خاصة ننتقل إلي سيرة أمـير اوروبي
أو شيطان مريد كانت هوايته المفضلة قتل البشر علي الخـازوق ...
أمـير الفـلاخ ( دره قـول ) الشيطان
ـــــــــــــــــ
«=====================»
كان يحكم رومانيا أيام الخلافة العثمانية وله عدة أسماء أشهرها في تاريخنا الحديث اسم دراكـولا...
صورة للهالك درة قول
من أين جاءت تلك الألقاب ومن أبدعها يقول المؤرخ شتيفان أندريييسكو
غالبا ما صنعت الألقاب في الديوان الأميري .. ولكن كان لعامة الناس أيضا دورهم في تلقيب الأمراء وأفضل مثال على ذلك الأمير فلاد الملقب تسيبيش وهذا اللقب منشق من كلمة تسيابا التي تعني بالرومانية خـازوق .. وقد أطلقه عليه الناس بعد انتشار أسلوب الإعدام بواسطة الخـازوق في عهده ..[26]
حفلات القتل علي الخازوق التي كان يتلذذ بها
وفي سنة 1433 اعترف فلاد امير الفلاخ الملقب دره قول اي الشيطان بسيادة الباب العالي عليه تخلصاً من الحرب التي كان يشك في وخامة عاقبتها عليه لاكن لم يكن هذا الخضوع الاظاهرياً فانه ما لبث ان ثار هو وامير الصرب بناء علي تحريض ملك المجر لهما فحاربهما السلطان وقهرهما ثم ثار الي بلاد المجر وخرب كثيراً من بلدانها وعاد منها في سنة 1438 بسبعين الف اسير ...[27]
وهكذا كان هذا الامير السفاح مثالاً للخيانة والدموية وخاصة ضد المسلمين برغم فضل الخلافة العثمانية عليه الا ان هولاء لاعهد ولا خلاق لهم وكثيراً ما كان يهاجم القوفل والتجار المسلمين ..
عملية الخوزقة للابرياء من الاسري
جهز السلطان جيشاً لمحاربة امير الفلاخ المدعو فلاد درقول اي الشيطان لمعاقبته علي ما ارتكبه من الفظائع مع اهالي بلاده والتعدي علي تجار العثمانيين النازلين بها فلما قرب منها ارسل اليه هذا الامير وفداً يعرض علي السلطان دفع جزية سنوية قدرها عشرة الاف دوكا بشرط ان يصادق علي الشروط الواردة بالمعاهدة التي ابرمت سنة 1393 بين امير الفلاخ اذك وبين السلطان بايزيد فقبل السلطان محمد الثاني هذا الاقتراح وعاد بجيوشه ولم يقصد امير الفلاخ بهذه المعاهدة الاالتمكن من الاتحاد مع ملك المجر ومحاربة العثمانيين فلما علم السلطان باتحادهما ارسل اليه مندوبين يسألانه عن الحقيقة فقبض عليهما وقتلهما بوضعهما علي عامود محدد من الخشب خـازوق .
واغاربعدها علي بلاد بلغاريا التابعة للدولة العلية وعثا فيها الفساد ورجع بخمسة وعشرين الف اسير فأرسل اليه السلطان يدعوه الي الطاعة واخلاء سبيل الاسري فلما مثل الرسل امامه امرهم برفع عمائمهم لتعظيمه وعند إبائهم طلبه لمخالفته لعوائدهم امر هذا الظالم بان تسمر عمائمهم علي رؤسهم بمسامير من حديد
فلما وصلت هذه الاخبار الي السلطان محمد استشاط غضباً وسار علي الفور بمائة وخمسين الف مقاتل لمحاربة هذا الشقي الظلوم فوصل في اقرب وقت الي مدينة بخارست عاصمة الاميربعد ان هزمه وفرق جيوشه لاكنه لم يتمكن من القبض عليه لمجازاته علي ما اقترفه من المظالم والمآسم لهروبه والتجائه الي ملك المجر فنادي السلطان بعزله ونصب مكانه اخاه راوول لثقته به وبهذا ضُمت بلاد الفلاخ الي الدولة العلية ويقال ان عند وصول السلطان الي ضواحي بخارست وجد حول المدينة جثث الاسري الذين اتي بهم امير الفلاخ من بلاد بلغارياوقتلهم عن آخرهم
بما فيهم الاطفال والنساء وكان عددهم جميعاً عشرين الفاً ..[28]
هذه الصورة مصغره ... نقره على هذا الشريط لعرض الصوره بالمقاس الحقيقي ... المقاس الحقيقي 1073x745 والحجم 273 كيلوبايت .
اللوحة الشهيرة غابة الخوازيق لدرة قول
وهكذا قضت الخلافة العثمانية علي ذالك الشيطان المدعوا داركولا او المخوزق
صاحب التاريخ الاجرامي في قتل الناس علي الخـازوق ...
وبعد ان مررنا علي هذه العصور الظلامية للكنيسة وكهنتها الذين ما ان آلت إليهم الامور حتي أصبحوا مثالاً مخزياً متجسداً للشر ..
ننتقل إلي
الدولة العبيدية الرافضية
أول من إستعمل الخـازوق لقتل المسلمين
ـــــــــــــــــ
«=====================»
حيث وُجد الروافض يوجد الشر
واذا نظرنا للفترة الزمنية التي واكبت الدولة العبيدية في مصر المحروسة سنجد ان العالم الاسلامي إبُتلي بسرطان الروافض في شتي الانحاء في هذه الفترة الحالكة من تاريخناالاسلامي ...
فكانت الدولة العبيدية في مصر والمغرب والجزيرة والشام
والدولة البويهية في العراق وخراسان وما والاها
والقرامطة يملكون البحرين وغيرها
وجماعة الحشاشين يحتلون القلاع في اعالي الجبال
ويغتالون كل نجيب يظهر في اهل السنة
كانت بحق من اصعب الحقب التاريخية التي مرت علي تاريخ الاسلام وكان الروافض كالخنجر المسموم
في خاصرة الامة الاسلامية ....
ونسوق هذه القصة مثالاً علي تاريخهم المخزي المليء بالشر تجاه امة الاسلام
فكم قتلو من العلماء ومن الابرياء علي مر تاريخهم الاسود ..
حوصرت غزة في عهد السلطان نور الدين محمود وكانت مصر لازالت ترضخ تحت زعامة الدولة الفاطمية وكان الحصار عن طريق خيانة وزيرين من وزراء مصر تآمرا مع صليبيي اوروبا علي هذا الحصار لتسقط غزة واستمر الحصار حوالي ثلاث سنوات وبضعة شهور وهي نفس مدة حصار الحبيب النبي عليه الصلاة والسلام مع من آمن معه في شعاب ابي طالب ولعلها سنة الله في حصار المسلمين
فلما ضاقت الدنيا بأهل غزة أكلوا القطط والكلاب وظلوا هكذا طوال فترة الحصار فعلم شاور وضرغام الوزيران الخائنان بهذا الامر فسلطا جواسيسهم ليجمعوا القطط والكلاب ويأتوا بها الي مصر وكانت محافظة الشرقية من اقرب المواقع علي طرق غزة في ذلك الوقت فكانوا يسرحون ماجمعوا من القطط والكلاب في هذه المحافظة حتي لاحظ اهل البلد هذا الامر فعلموا بحكاية الحصار وان اهل غزة يأكلون القطط والكلاب فتم حرمانهم منها والاتيان بها الي الشرقية
فقام رجل فلاح شهم مصري اصيل من الزمن الاصيل الجميل اسمه جلال الدين الشرقاوي واخذ بقرة وجاموسة هما كل ما يملكه وسار بهما الي غزة وكسر الحصار ودخل الي وسط المدينة ثم نحر بقرته وجاموسته واطعم اهل غزة حتي نفذ الطعام
علم جواسيس شاور وضرغام بالمسألة فابلغوا سادتهم في مصر فقبضوا علي جلال الدين الشرقاوي واتوا به الي مصر
ثم كان الامر الافظع
اجلسوه علي خـازوق امام الازهر حتي مات علي مرأي ومسمع كل الناس ليكون عبرة
علم نور الدين محمود بجلال الدين الشرقاوي وبقصته فأمر جيشه الذي كان في طريقه الي مصر لتحريها من الفاطميين وكان علي رأس الجيش صلاح الدين الايوبي وعمه فأمرهم بالتحول الي غزة اولا لفك الحصار عنها وقد كان بعد ثلاثة سنين وسبعة اشهر ..[29]
ليس غريب علي الرافضة العبيديين فعل ذالك بل وأكثر من ذالك بكثير
ورحم الله الامام السيوطي حين لم لم يؤرخ لدولتهم في سفره الجليل تاريخ الخلفاء حيث قال
ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور منها أنهم غير قرشيين وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام وإلا فجدهم مجوسي قال القاضي عبد الجبار البصري اسم جد الخلفاء المصريين سعيد كان أبوه يهودياً حداداً نشابة
وقال القاضي أبو بكر الباقلاني القداح جد عبيد الله الذي يسمى بالمهدي كان مجوسياً ..
ومنها أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام ومنهم من أظهر سب الأنبياء ومنهم من أباح الخمر ومنهم من أمر بالسجود له والخير منهم رافضي خبيث لئيم يأمر بسب الصحابة رضي الله عنهم ومثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة ولا تصح لهم إمامة.
قال القاضي أبو بكر الباقلاني كان المهدي عبيد الله باطنياً خبيثاً حريصاً على إزالة ملة الإسلام أعدم العلماء والفقهاء ليتمكن من إغواء الخلق وجاء أولاده على أسلوبه أباحوا الخمر والفروج وأشاعوا الرفض.
وقال الذهبي كان القائم بن المهدي شراً من أبيه زنديقاً ملعوناً أظهر سب الأنبياء وقال وكان العبيديون على ملة الإسلام شراً من التتر.
وقال أبو الحسن القابسي إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه من العلماء والعباد أربعة آلاف ورجل ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فاختاروا الموت فيا حبذا لو كان رافضياً فقط ولكنه زنديق.[30]
هذه هي دولتهم وحقيقتهم وياليت قومي يعلمون .
وننتقل الان للزود والدفاع عن تاريخ دولتين من اعظم دول الاسلام
حيث عوت عليهم الضباع وراحت السنة الشر من المنافقين تنالهم ....
دفع شبهة الُمتغربين عن دولة المماليك والعثمانيين
ـــــــــــــــــ
«=====================»
دفاعاً عن دولة المماليك
نتصدي الان للهجمة البربرية المقيتة التي يشنها للاسف الُمتغربيين من هم من ابناء جلدتنا وينتسبون الي الاسلام والعروبة زوراً وبهتاناً وكلمة الُمتغربيين انما عني بها التُغرب الفكري
والمعنوي وتبني الاطروحات الغربية واسقاطها علي الواقع الاسلامي العربي وهذه قسمة ما يُراد بها وجه الله انما يُراد بها تشويه حضارتنا وتسميم افكارنا
ولما لا وهؤلاء قد اعدوا العدة واشهروا اقلامهم في وجه الاسلام ارضاءاً لاسيادهم في الغرب الصليبي
ويسلقون المسلمين بالسنة حداد وتراهم ركعاً سجداً اما م اسيادهم الصليبيين لاينكرون عليهم منكراً ولايرون في تاريخهم الملييء بالجرائم المخزية في حق الانسانية جمعاء
الا وجه الحضارة والتقدم والرقي
في حين ينظرون الي تاريخنا الاسلامي علي انه تاريخ مظلم بربري همجي وكل ما يخطر ببالك من اوصاف النقص في تحدي سافر ولوي لاعناق الحقائق والنصوص
وصدق القائل اذ يقول يقول رمتني بدائها وانسلت .!!
وصدق فيهم الوصف بانهم جمع مخنث سالم ...
ومن هذه الشرزمة التي انتشرت في مجتمعنا الاسلامي العربي مثل الجراثيم
هذا الكاتب الروائي المسرحي السينمائي وسق عدداً من الالقاب التي لاحصر لها
الكاتب خيري شلبي
احد اساطين التغريب في مصر حصل علي العديد من الجوائز المحلية والدولية في مجال الكتابة الروائية الادبية وكان مرشحاً لجائزة نوبل والتي لايترشح لها الا من يرض عنه الغرب الصليبي
وكان من رموز وزارة الثقافة في عهد فاروق حسني الغابر
طالعنا هذا الكاتب المغوار بروايته القميئة الصفيقة صحراء المماليك التي تلقفتها الاوساط النخبوية في مصر والعالم العربي ونال بها بالطبع رضي الاسياد في الغرب الصليبي ..
وهي تنتمي في تصنيفها الادبي الي روايات ادب السجون
وتتناول بالذات فترة ثورة يوليو 1952 والتي حسب زعمه دمرت الإنسان المصري و عمقت النظام المملوكي و رفعت شعارات لم يتحقق منها شئ و كانت دولة المخابرات فلم يكن هناك جماهير تدرك مبادئ الثورة وتعمل على تحقيقها ويقفوا ضد من يخرج عنها لم تكن هناك ثقافة ثورية سياسية بل كان عبد الناصر يحاول تثقيف زملائه الذين أصبحوا الباشاوات الجدد كالمشير عامر و صلاح نصر
وتابع الكاتب في مقارنة ظالمة ومجحفة وتنم عن نظرة تملؤها السموم والكراهية نحو تاريخ هذه الامة الاسلامية وهذا ابسط ما يمكن ان يُقال حيث
قارب الكاتب بين عصر المماليك و عصر الثورة في مصر حيث تفنن المماليك حسب زعمه بأساليب التعذيب في ظل الحكم العثماني الذي ابتكر طريقة الخـازوق وسيلة للإعتراف والإعدام البطيء وكان معظم المماليك من الغلمان عملهم الوحيد في الحرب مهنة التجسس.!!
هكذا صور الكاتب دولة المماليك العظيمة والتي اعز الله بها الاسلام وقارن بينها وبين دولة الاشتراكية الناصرية بمنتهي البساطة او السذاجة والجهل التاريخي
خريطة توضيحية لدولة المماليك
الدولة المملوكية والتي هي من اغني الدول بحكامها الاقوياء امثال قظز وبيبرس وقلاوون والناصر محمد الذين اسسوا دولة واسعة الارجاء قضت علي بقايا الصليبين واوقفت الزحف المغولي علي بلاد المسلمين وخطب ودها ملوك اوروبا وآسيا وانتقل في عهدها مقر الخلافة العباسية من بغداد الي القاهرة ونظمت الدواوين وحددت اختصاصات كبار الموظفين واسست اول جيش نظامي في مصر في العصور الوسطي وحفل عهدها بقضاة ضربوا اروع الامثال في الاعتداد بالراي وبمؤرخين اغنوا المكتبة الاسلامية بنتاجهم الغزير .
والعصر المملوكي هو العصر الذي اضحت فيه مصر وبلاد الشام مركزاً للتجارة العالمية والطريق الرئيسي لتجارة الشرق وبوابة العبور الي اوروبا .
والعصر المملوكي لم يكن عصراً عادياً من العصور الهادئة وانما هو عصر تجلت فيه حركة دائمة علي مختلف الاصعدة حروب في الخارج وتوسع وانتصارات ترتب عليها تحصين الشرق الادني الاسلامي ضد اعتداءات المغيرين والمغتصبين وحياة داخلية
حافلة بالمنجزات الانشائية والعمرانية والاقتصادية والثقافية والدينية . [31]
وكان في نظرته لدولة المماليك كالذي ذهب الي راعي الغنم ليشتري شاة فاخذ باذن كلب الغنم ولايمكن ان نقول عنه اكثر من الذي قاله علي نفسه في احد حواراته الصحفية حيث قال
رغم أنني صاحب 70 كتاباً إلا أنني لا أزال إلى اليوم لا أستطيع التأكد من
أن ما أكتبه ينتمي حقاً إلى الفن أم أنه محض هراء . [32]
وصدق الرجل في الاخيرة .!!
ومن خلال بحثي في تاريخ دولة المماليك لم اقف سوي علي حادثتين تتعلقان بهذا الموضوع في استخدام الخـازوق في القتل وكانت احداهما في عصر الملك الناصر محمد بن قلاوون وكان صاحبها هو الامير عز الدين أيدمر القشاش احد الابطال الذين قضوا نحبهم في موقعة شقحب الشهيرة ضد التتار
قال عنه صاحب السلوك وهو يؤرخ لترجمة شهداء المعركة
ومات الأمير أيدمر الشمسي القشاش وكان قد ولى الغربية والشرقية جميعاً واشتدت
مهابته وكان يعذب أهل الفساد
بأنواع قبيحة من العذاب منها أنه كان يغرس خـازوقاً ويجعل محدده قائماً
وبجانبه صار كبير يعلق فيه الرحل ثم يرسله فيسقط على الخـازوق فيدخل فيه ويخرج
من بدنه و لم يجرؤ أحد من الفلاحين بالغربية والشرقية في أيامه أن بلبس مئزراً أسود
ولا يركب فرساً ولا يتقلد سيفاً ولا يحمل عصا محلية بحديد وعمل بها الجسور والترع
وأتقنها وأنشأ جسراً بين ملقة صندفا وأرض سمنود عرف بالشقفي فرآه بعد أن استشهد
بمدة قاضي المحلة في النوم فقال له سامحني الله وغفر لي بعمارة حسر الشقفي وكان قد فلج
واستعفي من الولاية ولزم بيته وخرج لغزوة شقحب في محفة إلى وقت القتال فلبس
سلاحه وركب وهو في غابة الألم فقيل له إنك لا تقدر فقال والله لمثل هذا اليوم أنتظر
وإلا إيش بتخلص القشاش من ربه بغير هذا وحمل على العدو وقاتل فقتل
ورأى فيه ست جراحات. [33]
وقال صاحب عقد الجمان في ترجمته
وكان له تقدم وسمعة في الولايات وحرمة كبيرة
وكانت له اختراعات في الأعمال
من جملتها كان يضرب في الأرض خوازيق ويضع على علوها صاري ببكرة فإذا
علق عليه أحد من المفسدين يجذبونه إلى فوق جداً ثم يُرخونه إلى أن يقع على خـازوق
من تلك الخوازيق فيخرج من جسده حيث يقع منه وكانت له مهابة في النفوس وكان في آخر عمره عرض
له وجع المفاصل فدخل على الأمراء أن يعفوه عن الولايات فأُعفي وأقام في بيته إلى أن
خرج السلطان إلى لقاء العدو فتجهز للسفر.
فقيل له إنك ما تحمل على الركوب
على الخيل فلم يسمع كلامهم وما زال راكب المحفة إلى أن قامت الحرب فركب فرسه
وهو في غاية ما يكون من الألم ورجلاه متورمتان فقيل له أنت ترمي نفسك للموت.
فقال ويلكم لمثل هذا اليوم كنت أنتظر وإلا كيف يخلّص القشاش نفسه من ربه.
فرفص فرسه وحمل عليهم ورمحه في يده ووصل إلى صدر العدو وكأنه ليس به ألم
فلم يزل يقاتل حتى قُتل ووجد فيه نحو من ست جراحات رحمه الله. [34]
وقال بن تغربردي نحو ذالك في النجوم الزاهرة [35]
هذه حادثة والاخري حدثت في عهد السلطان الغوري حيث يقول بن اياس
ومن الوقائع ان شخصاً من الفلاحين كان في طاحون ففعل
الفاحشة في ابن المعلم وكان عمره ست سنين فما طاق الصبي ذالك فمات بعد مضي
ثلاثة ايام فلما عُرض ذالك الفاعل علي السلطان ضربه بالمقارع ورسم بان يخوزقوه فتوجهوا به الي
المدابغ وخوزقوه هناك فكان له يوما مشهوداً ولم يرثي له احد من الناس . [36]
ورغم ان هذه الحوادث تعتبر حوادث فردية ولا تمثل دولة المماليك ورغم انها وقعت في حق اهل الفساد كما تم بيانه الا اننا لانقرها حيث ان الاسلام قد وضع الحدود وبينها وبين الحكم في مثل هذه الحالات
وقال الله تعالي
{ إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض}. [37]
قال بن كثير رحمه الله معلقاً علي هذه الاية المحاربة هي المضادة والمخالفة
وهي صادقة على الكفر وعلى قطع الطريق وإخافة السبيل وكذا الإفساد في الأرض يطلق على أنواع من الشر حتى قال كثير من السلف منهم سعيد بن المسيب إن قرض الدراهم والدنانير من الإفساد في الأرض.
والصحيح أن هذه الآية عامة في المشركين وغيرهم ممن ارتكب هذه الصفات كما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي قلابة عن أنس بن مالك أن نفرا من عكل ثمانية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا الأرض وسقمت أجسامهم فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبوا من أبوالها وألبانها؟ فقالوا بلى فخرجوا فشربوا من أبوالها وألبانها فصحوا فقتلوا الراعي وطردوا الإبل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث في آثارهم فأدركوا فجيء بهم فأمر بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم ثم نبذوا في الشمس حتى ماتوا .[38]
وقال بن العربي رحمه الله فيها قولان
الأول أنها على التخيير قاله سعيد بن المسيب ومجاهد وعطاء وإبراهيم .
الثاني أنها على التفصيل واختلفوا في كيفية التفصيل على سبعة أقوال
الأول أن المعنى أن يقتلوا إن قتلوا أو يصلبوا إن قتلوا وأخذوا المال أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف إن أخذوا المال أو ينفوا من الأرض إن أخافوا السبيل قاله ابن عباس والحسن وقتادة والشافعي وجماعة .
الثانيالمعنى إن حارب فقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله من خلاف وقتل وصلب فإن قتل ولم يأخذ مالا قتل وإن أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف وإذا لم يقتل ولم يأخذ مالا نفي وهذا يقارب الأول إلا في الجمع بين قطع الأيدي والأرجل والقتل والصلب .
الثالث أنه إن قتل وأخذ المال وقطع الطريق يخير فيه الإمام إن شاء قطع يده ورجله من خلاف وصلبه وإن شاء صلبه ولم يقطع يده ورجله وإن شاء قتله ولم يقطع رجله ويده ولم يصلبه فإن أخذ بالأول فقتل قطع من خلاف وإن لم يأخذ بالأول غرب ونفي من الأرض .
الرابع قال الحسن مثله إلا في الآخر فإنه قال يؤدب ويسجن حتى يموت
الخامس قال أبو يوسف ومحمد بن الحسن إن اقتصروا على القتل قتلوا وإن اقتصروا على أخذ المال قطعوا من خلاف وإن أخذوا المال وقتلوا فإن أبا حنيفة قال يخير فيهم بأربع جهات قتل صلب قطع وقتل قطع وصلب وهذا نحو ما تقدم وهذا سادس .
السابع قال ابن المسيب ومالك في إحدى روايتيه بتخيير الإمام بمجرد الخروج . [39]
وبعد ان تناولنا فيما سبق واستعرضنا بالتحليل تاريخ دولة المماليك الطويل والذي لم نجد فيه سوي هاتين الحادثتين لاستعمال الخـازوق في القتل واللتان لاتتناسبا مع كم الحقد والتشوية الذي يسوقه هؤلاء المرتزقة من المفكرين والكتاب لتاريخ دولة لها من الاصالة والعراقة والمكانة العظمي في تاريخ الاسلام .
المفضلات