المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ

آخـــر الــمــواضــيــع

المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ

النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ

  1. #1
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذه رسالة صغيرة كتبتها في إثبات صحيفة همام بن منبه وأنها من أصح الأسانيد
    وذكرت ما استنكرته بعض المبتدعة في زماننا وردوه من أحاديثها

    ونسأل الله أن يجعلنا من المصلحين في جميع أعمالنا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كتاب: المنبِّهُ على صحِّة أحاديث صحيفة همَّام بن منبِّه
    المؤلف: المهندس محمد بن جهاد بن أحمد بن محمود بن أبو شقرة
    الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
    من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
    وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون
    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا

    يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما
    أما بعد
    إنَّ صحة الحديث النبوي تعتمد على خمسة شروط هي:
    1- عدالة الرواة (رجال صالحون ليسوا معروفين بالمعاصي ولا خوارم المروءة)
    2- ضبط الرواة (حفظ الحديث صدرًا أو كتابًا)
    3- اتصال السند (كل راوٍ أخذه عمَّن فوقه)
    4- عدم العلَّة (العلة سبب خفي يقدح في صحة الحديث، مع أن الظاهر سلامة الإسناد)
    5- عدم الشذوذ (الشذوذ مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه)

    فمتى توافرت هذه الشروط فإن الحديث يكون صحيحًا 99% ولا نقول 100% لاحتمال أن تكون هناك أسانيد اكتملت فيها الشروط لكن متنها منكر أو موضوع وهي أحاديث نادرة، وليس كتابنا هذا للحديث عليها، إنما نريد الكلام عن أحاديث تكلَّم عنها بعض المعاصرين، قالوا أنها إسرائيليات ليست من دين الإسلام، وهم لم ينكروها لعلمهم بالسند ولا المتن.
    إنما أنكروها بعقولهم – زاعمين – أنها تشوَّه صورة الإسلام، وتضرب عقيدة المسلمينَ
    وهم – لو كانوا يعلمون – أضرُّوا بكثيرٍ من المسلمين لأنَّ الناس أغلبها لا يقرأ ولا يدري ما في الكتبِ، فإذا رأى "فيديو" في “YouTube” أو “Facebook” أو غيرهما سارع بالتصديق دون تفكير ولا تمحيصٍ ولا سؤال أهل العلمِ، خاصة وأن هؤلاء الناشرين لديهم:
    1- جرأة في الطرح 2- قوة في أسلوب الخطاب 3- مدعومون من جهات صهيونية تدعم الضلالة.

    وعملي في هذا الكتاب هو عمل ترجمة لرواة الأحاديث التي اعترض عليها أولئك المعترضون، ثم تقوية هذه الأحاديث بالمتابعين لهؤلاء الرواةِ ، فإن لم نجد متابعين، فيكفينا توثيق الراوي، وأنَّ ما يرويه صحيح،
    لكنْ كما قال الله: (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قومًا اللهُ مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا، قالوا معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون) سورة الأعراف
    والله الموفق

    الفصل الاول: ترجمة الرواة
    الراوي الأول أبو هريرة الدوسي
    قال الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: أبو هريرة الدوسي الصحابي الجليل حافظ الصحابة اختلف في اسمه واسم أبيه قيل عبد الرحمن ابن صخر وقيل.................. إلى أن قال: ونقطع بأنه عبد شمس وقد غُيِّرَ بعد أن أسلم، مات سنة سبع وقيل سنة ثمان وقيل تسع وخمسين وهو ابن ثمان وسبعين سنة من رجال الجماعة

    رَوَى عَن:
    1- النَّبِيِّ صلى الله عليه وسَلَّمَ الكثير الطيب،
    2- وعَن أبي بْن كعب
    3- وأسامة بْن زيد بْن حارثة
    4- وبصرة بْن أَبي بصرة الغفاري
    5- وعُمَر بْن الخطاب
    6- والفضل بْن العباس
    7- وكعب الأحبار
    8- وأبي بكر الصديق
    9- وابنته عائشة زوج النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم.

    وروى عنه خلق كثيرون منهم
    1- أنس بْن مالك
    2- جابر بن عبد الله
    3- بشير بن نهيك
    4- وسَعِيد بْن المُسَيَّب
    5- وسُلَيْمان بن يسار
    6- وأبو وائل شقيق بن سلمة
    7- وعامر بْن شراحيل الشعبي
    8- عبد الله بن عباس
    9- وعَبْد اللَّهِ بن عتبة بن مسعود
    10- وعبد الرحمن بْن هرمز الأعرج
    11- وعُبَيد اللَّه بْن أَبي رافع مولى النَّبِيّ صلى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
    12- وعُبَيد اللَّه بْن عَبد الله بْن عتبة بْن مسعود
    13- وعجلان مولى فَاطِمَة بنت عتبة بْن ربيعة والد مُحَمَّد بْن عجلان
    14- عروة بْن الزبير
    15- وعطاء بْن أَبي رباح
    16- عطاء بْن أَبي مسلم الخراساني
    17- عكرمة مولى ابْن عباس
    18- وعلي بْن الحسين بْن علي بْن أَبي طالب
    19- القاسم ابن مُحَمَّد بْن أَبي بكر الصديق
    20- ومجاهد بْن جبر المكي
    21- ومحمد ابن سيرين
    22- ومُحَمَّد بْن كعب القرظي
    23- ومحمد بْن المنكدر
    24- ونافع مولى عَبد اللَّه بْن عُمَر
    25- وهمام بْن منبه ، وهو ما استشكله كثيرون من المبتدعة وزعموا أنَّما اختلقها على أبي هريرة
    26- وأبو إدريس الخولاني
    27- وأبو أمامة بْن سهل بْن حنيف
    28- وأبو بكر بْن عَبْد الرحمن بن الحارث بن هشام
    29- وأبو زُرْعَة ابن عَمْرو بْن جرير
    30- وأبو سَعِيد المقبري
    31- وأبو حازم الأشجعي
    32- وأَبُو سلمة بن عَبْد الرحمن بن عوف الزهري
    33- وأبو صالح السمان واسمه ذكوان
    34- وأبو عثمان النهدي
    35- أبو المتوكل الناجي

    قال البخاري: روى عنه نحو من ثمان مئة رجل أو أكثر من أهل العلم من أصحاب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ والتابعين وغيرهم.
    وَقَال عَمْرو بْن علي: نزل المدينة، وكان مقدمه وإسلامه عام خيبر، وكانت خيبر فِي المحرم سنة سبع.

    قال الذهبي في ترجمته في سير أعلام النبلاء: قال بُكَيْرُ بنُ الأَشَجِّ، عَنْ بُسْرِ بنِ سَعِيْدٍ، قَالَ:
    اتَّقُوا اللهَ، وَتَحَفَّظُوا مِنَ الحَدِيْثِ، فَوَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُنَا نُجَالِسُ أَبَا هُرَيْرَةَ، فَيُحَدِّثُ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَيُحَدِّثُنَا عَنْ كَعْبٍ، ثُمَّ يَقُوْمُ، فَأَسْمَعُ بَعْضَ مَنْ كَانَ مَعَنَا يَجْعَلُ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ عَنْ كَعْبٍ، وَيَجْعَلُ حَدِيْثَ كَعْبٍ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
    قلت المؤلف: قال محقق نسخة سير أعلام النبلاء "مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط" دار مؤسسة الرسالة - : إسناده صحيح!
    وهو كما قال، وهو سبب ترك بعض الرواة بعض أحاديث أبي هريرة إذ الآفة من الرواة عنه إذ ينسبون ما رواه عن كعب للنبي صلى الله عليه وسلم والعكس بالعكس، وهذا من ضعف الرواة لا من أبي هريرة فتأمَّلْ.
    بكير ابن عبد الله ابن الأشج مولى بني مخزوم أبو عبد الله أو أبو يوسف المدني نزيل مصر ثقة من الخامسة مات سنة عشرين وقيل بعدها من رجال الجماعة
    بسر ابن سعيد المدني العابد مولى ابن الحضرمي ثقة جليل من الثانية مات سنة مائة من رجال الجماعة

    قال الذهبي في سير اعلام النبلاء
    وَكَانَ حِفْظُ أَبِي هُرَيْرَةَ الخَارِقُ مِنْ مُعْجِزَاتِ النُّبُوَّةِ.
    قَالَ مُحَمَّدُ بنُ المُثَنَّى الزَّمِنُ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الحَنَفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بنُ أَبِي يَحْيَى، سَمِعْتُ سَعِيْدَ بنَ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ:
    أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (أَلاَ تَسْأَلُنِي مِنْ هَذِهِ الغَنَائِمِ الَّتِي يَسْأَلُنِي أَصْحَابُكَ؟) .
    قُلْتُ: أَسْأَلُكَ أَنْ تُعَلِّمَنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللهُ.
    فَنَزَعَ نَمِرَةً كَانَتْ عَلَى ظَهْرِي، فَبَسَطَهَا بَيْنِي وَبَيْنَهُ، حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّمْلِ يَدُبُّ عَلَيْهَا، فَحَدَّثَنِي حَتَّى إِذَا اسْتَوْعَبْتُ حَدِيْثَهُ، قَالَ: (اجْمَعْهَا، فَصُرَّهَا إِلَيْكَ) .
    فَأَصْبَحْتُ لاَ أُسْقِطُ حَرْفاً مِمَّا حَدَّثَنِي
    قلت المؤلف: وهذا إسناد صحيح متصل

    محمد ابن المثنى ابن عبيد العنزي بفتح النون والزاي أبو موسى البصري المعروف بالزمن مشهور بكنيته وباسمه ثقة ثبت من العاشرة وكان هو وبندار فرسي رهان وماتا في سنة واحدة [أي سنة اثنتين وخمسين] من رجال الجماعة

    عبد الكبير ابن عبد المجيد ابن عبيد الله البصري أبو بكر الحنفي ثقة من التاسعة مات سنة أربع ومائتين من رجال الجماعة
    عبد الله ابن محمد ابن أبي يحيى الأسلمي لقبه سحبل بفتح المهملة وسكون الحاء المهملة بعدها موحدة ثم لام وقد ينسب إلى جده ثقة من السابعة مات سنة اثنتين وسبعين ومائة من رجال أبي داود، وروى له البخاري في الأدب المفرد
    سعيد ابن أبي هند الفزاري مولاهم ثقة من الثالثة ، مات سنة ست عشرة ومائة من رجال الجماعة
    روى البخاري 7354 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنَ الأَعْرَجِ، يَقُولُ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُكْثِرُ الحَدِيثَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاللَّهُ المَوْعِدُ،
    إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مِسْكِينًا، أَلْزَمُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِلْءِ بَطْنِي، وَكَانَ المُهَاجِرُونَ يَشْغَلُهُمُ الصَّفْقُ بِالأَسْوَاقِ، وَكَانَتِ الأَنْصَارُ يَشْغَلُهُمُ القِيَامُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ، فَشَهِدْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ،
    وَقَالَ: «مَنْ يَبْسُطْ رِدَاءَهُ حَتَّى أَقْضِيَ مَقَالَتِي، ثُمَّ يَقْبِضْهُ، فَلَنْ يَنْسَى شَيْئًا سَمِعَهُ مِنِّي» فَبَسَطْتُ بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيَّ، فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا نَسِيتُ شَيْئًا سَمِعْتُهُ مِنْهُ
    ورواه مسلم عن سفيان به (2492)

    قال الذهبي في سير اعلام النبلاء: قَالَ الشَّافِعِيُّ: أَبُو هُرَيْرَةَ أَحْفَظُ مَنْ رَوَى الحَدِيْثَ فِي دَهْرِهِ.
    قال الوَلِيْدُ: حَدَّثَنَا سَعِيْدُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ، عَنْ مَكْحُوْلٍ، قَالَ:
    تَوَاعَدَ النَّاسُ لَيْلَةً إِلَى قُبَّةٍ مِنْ قِبَابِ مُعَاوِيَةَ، فَاجْتَمَعُوا فِيْهَا، فَقَامَ فِيْهِم أَبُو هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُهُمْ عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حَتَّى أَصْبَحَ .
    قلت المؤلف هذا اسناد صحيح
    الوليد بن مسلم ثقة يدلس تدليس التسوية وقد صرح بالتحديث مات سنة خمس وتسعين ومائة وهو من رجال الجماعة
    سعيد بن عبد العزيز الدمشقي ثقة إمام، لكنه اختلط في آخر أمره من السابعة مات سنة سبع وستين وقيل بعدها وله بضع وسبعون من رجال الجماعة عدا البخاري فقد أخرج له في الأدب المفرد
    قال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل ، عَن أبيه: ليس بالشام رجل أصح حديثا من سَعِيد بْن عَبْد الْعَزِيزِ، هُوَ والأَوزاعِيّ عندي سواء.
    قال ابو زرعة الدمشقي وقلت ليحيى بْن مَعِين، وذكرت لَهُ الحجة، فقلت لَهُ: مُحَمَّد بْن إِسْحَاق منهم؟ فَقَالَ: كَانَ ثقة، إنما الحجة: عُبَيد الله بْن عُمَر، ومالك بْن أَنَس، والأَوزاعِيّ، وسَعِيد بْن عبد العزيز.
    مكحول الشامي أبو عبد الله ثقة فقيه كثير الإرسال مشهور من الخامسة مات سنة بضع عشرة ومائة من رجال الجماعة عدا البخاري
    قال الذهبي" قال كَهْمَسُ بنُ الحَسَنِ: عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ شَقِيْقٍ، قَالَ:
    قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: لاَ أَعْرِفُ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحْفَظَ لِحَدِيْثِهِ مِنِّي."
    قلت المؤلف إسناد صحيح
    كهمس ابن الحسن التميمي أبو الحسن البصري ثقة من الخامسة مات سنة تسع وأربعين ومائة من رجال الجماعة
    عبد الله ابن شقيق العقيلي بالضم بصري ثقة فيه نصب من الثالثة مات سنة ثمان ومائة من رجال الجماعة عدا البخاري فقد أخرج له في الأدب المفرد
    قال الذهبي: قال سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ: عَنْ عَمْرٍو بن دينار المكي ، عَنْ وَهْبِ بنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَخِيْهِ هَمَّامٍ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُوْلُ:
    مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُوْلِ اللهِ أَكْثَرَ حَدِيْثاً مِنِّي عَنْهُ، إِلاَّ مَا كَانَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرٍو، فَإِنَّهُ كَانَ يَكْتُبُ، وَكُنْتُ لاَ أَكْتُبُ.
    قلت المؤلف وهذا اسناد على شرط الشيخين
    قال المعلقون على سير اعلام النبلاء في الحاشية: وهذا الحديث يدل على أن أبا هريرة كان يجزِمُ بأنه ليس في الصحابة أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم مِنهُ إلا عبد الله، مع أن الموجود المروي عن عبد الله بن عمرو أقل من الموجود المروي عن أبي هريرة بأضعاف مضاعفة.
    وقد قال العلماء: إن السبب فيه من جهات، أحدها: أن عبد الله كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتعليم، فقَلَّت الرواية عنه.
    ثانيها: أنه كان أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار بمصر أو بالطائف، ولم تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة، وكان أبو هريرة متصديا فيها للفتوى والتحديث إلى أن مات، ويظهر هذا من كثرة من حمل عن أبي هريرة، فقد ذكر البخاري أنه روى عنه ثمان مئة نفس من التابعين.
    ثالثها: ما اختص به أبو هريرة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بأن لا ينسى ما يحدثه به.
    رابعها: أن عبد الله كان قد ظفر في الشام بحمل جمل من كتب أهل الكتاب، فكان ينظر فيها ويحدث منها، فتجنب الاخذ عنه لذلك كثير من أئمة التابعين.
    قلت المؤلف:
    وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق ابن لهيعة عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد قال كان يقوم فينا أبو هريرة فيقول سمعت النبي (صلى الله عليه وسلم) يقول كذا كذا سمعت كعبا يقول كذا كذا،
    فعمد الناس إلى بعض ما روى عن كعب فجعلوه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) وبعض ما روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) فجعلوه عن كعب فمن ثم أنفي حديث أبي هريرة
    قال ابن لهيعة هو من الناس ليس من أبي هريرة
    قلت المؤلف وابن لهيعة سيء الحفظ لكنه لم يتفرد به
    ثم من طريق مسلم بن الحجاج نا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي نا مروان الدمشقي عن الليث بن سعد حدثني بكير بن الأشج قال قال أنا بسر بن سعيد اتقوا الله وتحفَّظوا من الحديث فوالله لقد رأيتُنا نجالس أبا هريرة فيتحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويحدثنا عن كعب،
    ثم يقوم فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كعب وحديث كعب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
    وهذا إسناد صحيح على شرط مسلمٍ وليس في مقدمة صحيحه

    ثم ذكر الحافظ أبو القاسم، هبة الله بن عساكر بإسناده عن الأعمش قال كان إبراهيم (النخعي) صيرفيا فقلَّ ما أتيته حدَّثتُ إلا انتبه لي وزاد فيه
    وكان أبو صالح يحدِّثنا عن أبي هريرة قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فكنت آتي إبراهيم فأحدِّثُهُ بها فلما أكثرتُ عليه قال لي: ما كانوا يأخذون بكل حديث أبي هريرة
    وذكر ابن عساكر مثله عن مغيرة عن إبراهيم قال كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة
    وهذا اسناد ساقط لأن مغيرة هذا كثير التدليس عن إبراهيم، وابراهيم بن يزيد النخعي فقيه جليل لكنه لم يلقَ أحدًا من الصحابة ولم يروِ عنهم، فكيف يكون عالمًا بكل أحاديث الحجاز والشام والبصرة والكوفة ومكة ؟
    فيبدو أن مادحيه قد غَلَو في شأنه، فلو قالوا أعلم أهل العراق سلَّمنا لهم بذلك، اما المدينة والشام ومكة في وجود سعيد بن المسيب ومكحول وقتادة والزهري وأبي الزناد عبد الله ابن ذكوان القرشي وجاهد بن جبر
    و يحيى ابن سعيد الأنصاري فهيهات هيهات.
    ومن طريق آخر عن سفيان عن منصور عن ابراهيم قال كانوا يدعون من قول ابي هريرة وهذا اسناد صالح
    ثم أخرج عن سفيان عن منصور عن ابراهيم قال كانوا لا يأخذون من حديث ابي هريرة إلا ما كان في ذكر جنة أو نار
    قال ابن عساكر" قول إبراهيم النخعي هذا غير مقبول منه ولا مرضي عند مَن حَكَى له عنه فقد قدَّمنا ذكر من أثني عليه ووثقه وذكرنا من روى عنه وصدَّقه"
    ثم قال ابن عساكر بإسناده (ح)
    والمزي في تهذيب كمال اسماء الرجال واللفظ له : إلى محمد بن يونس الكديمي ثنا يزيد بن مرة الدباغ نا عمر بن حبيب قال:

    حضرت مجلس الرشيد، فجرت مسألة فتنازعها الحضور وعلت أصواتهم، فاحتج بعضهم بحديث يرويه أَبُو هُرَيْرة عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فدفع بعضهم الحديث، وزادت المدافعة والخصام حتى قال قائلون منهم: لا يحلُّ هَذَا الحديث عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، فإن أبا هُرَيْرة متهم فِيمَا يرويه، وصرحوا بتكذيبه،
    ورأيتُ الرشيد قد نحا نحوهم، ونصرَ قولهم، فقلتُ أنا: الحديث صحيحٌ عن رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم، وأبو هُرَيْرة صحيح النقل صدوق فِيمَا يرويه عن نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم، وعن غيره.
    فنظر إلي الرشيد نظر مغضب، فقمت من المجلس، فانصرفت إِلَى منزلي، فلم ألبث حتى قِيلَ صاحب البريد بالباب، فدخل إلي، فَقَالَ: أجب أمير المؤمنين إجابة مقتول وتحنَّط وتكفَّن.
    فقلت: اللَّهم إنك تعلم أني دفعت عن صاحب نبيك وأجْلَلْتُ نبيِّكَ أن يُطعَن عَلَى أصحابه فسَلِّمني مِنْهُ.
    فأدخلت عَلَى الرشيد، وهو جالس عَلَى كرسي من ذهب حاسر عن ذراعيه بيده السيف وبين يديه النطع، فلما بصر بي، قال: يا عُمَر بْن حبيب ما تلقاني أحد من الرد والدفع لقولي بمثل ما تلقيتني بِهِ.
    قُلْتُ: يا أمير المؤمنين إن الَّذِي قلته وجادلت عَلَيْهِ فِيهِ إزراء عَلَى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وعلى ما جاء بِهِ، إِذَا كَانَ أصحابه كذابين فالشريعة باطلة، والفرائض والأحكام فِي الصلاة والصيام والطلاق والنكاح والحدود كله مردود غير مقبول.
    فرجع إِلَى نفسه، ثُمَّ قال لي: أحييتني يا عُمَر بْن حبيب أحياك اللَّه أحييتني يا عُمَر ابن حبيب أحياك اللَّه. ثُمَّ أمر لي بعشرة آلاف درهم. انتهى بتصرفٍ يسيرٍ
    عمر بن حبيب العدوي القاضي تولى قضاء البصرة أيام الرشيد ترجمته في تاريخ بغداد
    وهو راوٍ ضعيف وكذَّبه يحيى بن معين، واستنكر هذه القصة الدكتور بشار بن عواد في تعليقه على تهذيب كمال أسماء الرجال للحافظ المزي، فقال " صاحب الحكاية وراويها عُمَر بن حبيب ضعيف، فالله أعلم بصحتها. وفيها أيضا موافقة الرشيد في الطعن على أبي هُرَيْرة، وهو شبه محال، من الرشيد العالم التقي."

    قلت المؤلف: وكذلك قوله أن هارون جالس على كرسي ذهب وهذا لا يجوز كما هو معلومٌ.
    وقد نقلوا عن أبي حنيفة النعمان أقوال كثيرة أنه لا يرى الرواية عن أبي هريرة وهذا كلام فيه نظر
    فمسند الإمام المطبوع من رواية أبي نعيم الأصبهاني مليء بروايته عن أبي هريرة بهذا الإسناد
    1- عَنْ أَبِي الْعَطُوفِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    2- وعَنْ شَيْبَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنِ الْمُهَاجِرِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    3- وعَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    4- وعَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    5- وعَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    6- وعَنِ الْهَيْثَمِ الصَّيْرَفِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    7- وعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
    وهذا على سبيل المثال لا الحصر!

    قلت المؤلف وكذلك إخراج أصحابِ الكُتُب كلها عن أبي هريرة ولم يترُكْهُ أحدٌ، إنما كانت الآفة ممن يروي عنه

    ثم قال الذهبي قِيْلَ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ تُنْكِرُ مِمَّا يُحَدِّثُ بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ شَيْئاً؟
    فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنَّهُ اجْترَأَ، وَجَبُنَّا.
    فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَمَا ذَنْبِي إِنْ كُنْتُ حَفِظْتُ، وَنَسُوْا.

    قَالَ يَزِيْدُ بنُ هَارُوْنَ: سَمِعْتُ شُعْبَةَ يَقُوْلُ: كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يُدَلِّسُ .
    قُلْتُ الذهبي: تَدْلِيْسُ الصَّحَابَةِ كَثِيْرٌ، وَلاَ عَيْبَ فِيْهِ، فَإِنَّ تَدْلِيْسَهُمْ عَنْ صَاحِبٍ أَكْبَرَ مِنْهُمْ، وَالصَّحَابَةُ كُلُّهُمْ عُدُوْلٌ.

    قال شَرِيْكٌ: عَنْ مُغِيْرَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ: كَانَ أَصْحَابُنَا يَدَعُوْنَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَرَوَى: حُسَيْنُ بنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، نَحْوَهُ.
    الثَّوْرِيُّ: عَنْ مَنْصُوْرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيْمَ، قَالَ:
    مَا كَانُوا يَأْخُذُوْنَ مِنْ حَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلاَّ مَا كَانَ حَدِيْثَ جَنَّةٍ أَوْ نَارٍ.

    قُلْتُ (الذهبي): هَذَا لاَ شَيْءَ، بَلْ احْتَجَّ المُسْلِمُوْنَ قَدِيْماً وَحَدِيْثاً بِحَدِيْثِهِ، لِحِفْظِهِ، وَجَلاَلَتِهِ، وَإِتْقَانِهِ، وَفِقْهِهِ، وَنَاهِيْكَ أَنَّ مِثْلَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَتَأَدَّبُ مَعَهُ، وَيَقُوْلُ: أَفْتِ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ.

    وَأَصَحُّ الأَحَادِيْثِ مَا جَاءَ: عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيْدِ بنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَمَا جَاءَ عَنْ: أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَمَا جَاءَ عَنِ: ابْنِ عَوْنٍ، وَأَيُّوْبَ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ سِيْرِيْنَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَأَيْنَ مِثْلُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حِفْظِهِ، وَسَعَةِ عِلْمِهِ؟


    قال حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: عَنْ عَبَّاسٍ الجُرَيْرِيِّ، سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ، قَالَ:
    تَضَيَّفْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ سَبْعاً، فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَخَادِمُهُ يَعْتَقِبُوْنَ اللَّيْلَ أَثْلاَثاً، يُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوْقِظُ هَذَا، وَيُصَلِّي هَذَا، ثُمَّ يُوْقِظُ هَذَا.
    قُلْتُ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، كَيْفَ تَصُوْمُ؟
    قَالَ: أَصُوْمُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ ثَلاَثاً
    __________
    قال المعلق على سير اعلام النبلاء" قال الحافظ ابن كثير في " البداية " 8 / 109: وكأنَّ شعبة يشير بهذا إلى حديثه: " من أصبح جنبا فلا صيام له " فإنه لما حُوقِقَ عليه، قال: أخبرنيه مخبر، ولم أسمعهُ من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال ابن حبان في مقدمة " صحيحه " 1 / 122: وإنما قبلنا أخبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رَوَوْها عن النبي صلى الله عليه وسلم وإن لم يُبَيِّنوا السماع في كل ما روَوْا، وبيقينٍ نعلمُ أنَّ أحدَهُم ربما سمع الخبر عن صحابي آخر، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير ذكر ذلك الذي سمعه منه،

    لأنهم رضي الله عنهم أجمعين - وقد فعل - كلهم أئمةٌ سادةٌ قادةٌ عُدولٌ، نزَّهَ الله عز وجل أقْدار أصحابِ رسول الله صلى الله علي وسلم عن أن يلزَقَ بهم الوَهَنَ.

    وفي كتاب " العلل " ص 140 لأحمد: حدثنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: كان إبراهيم صيرفيا في الحديث أجيئُهُ بالحديث، قال: فكتب مما أخذته عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كانوا يتركون أشياء من أحاديث أبي هريرة.
    وقد انتصر الحافظ ابن عساكر لأبي هريرة، ورد هذا الذي قاله إبراهيم النخعي، وصرح الحافظ ابن كثير بأن صنيع الكوفيين مردود، والجمهور على خلافهم.

    تابع الذهبي في سير أعلام النبلاء:
    قَالَ الحَافِظُ أَبُو سَعْدٍ السَّمْعَانِيُّ: سَمِعْتُ أَبَا المَعْمَرِ المُبَارَكَ بنَ أَحْمَدَ، سَمِعْتُ أَبَا القَاسِمِ يُوْسُفَ بنَ عَلِيٍّ الزَّنْجَانِيَّ الفَقِيْهَ، سَمِعْتُ الفَقِيْهَ أَبَا إِسْحَاقَ الفَيْرُوْزَابَادِيَّ، سَمِعْتُ القَاضِي أَبَا الطَّيِّبِ يَقُوْلُ:

    كُنَّا فِي مَجْلِسِ النَّظَرِ بِجَامِعِ المَنْصُوْرِ، فَجَاءَ شَابٌّ خُرَاسَانِيٌّ، فَسَأَلَ عَنْ مَسْأَلَةِ المُصَرَّاةِ (1) ، فَطَالَبَ بِالدَّلِيْلِ، حَتَّى اسْتَدَلَّ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ الوَارِدِ فِيْهَا، فَقَالَ - وَكَانَ حَنَفِيّاً -: أَبُو هُرَيْرَةَ غَيْرُ مَقْبُوْلِ الحَدِيْثِ (2) .

    فَمَا اسْتَتَمَّ كَلاَمَهُ حَتَّى سَقَطَ عَلَيْهِ حَيَّةٌ عَظِيْمَةٌ مِنْ سَقْفِ الجَامِعِ، فَوَثَبَ النَّاسُ مِنْ أَجْلِهَا، وَهَرَبَ الشَّابُّ مِنْهَا وَهِيَ تَتْبَعُهُ.

    فَقِيْلَ لَهُ: تُبْ تُبْ.
    فَقَالَ: تُبْتُ.

    فَغَابَتِ الحَيَّةُ، فَلَمْ يُرَ لَهَا أَثَرٌ.
    إِسْنَادُهَا أَئِمَّةٌ.

    ----------------------------------------
    (1) المصراة: الناقة أو البقرة أو الشاة يصرى اللبن في ضرعها، أي: يجمع ويحبس، ثم تباع، فيظنها المشتري كثيرة اللبن، فيزيد في ثمنها، فإذا حلبها مرتين أو ثلاثا، وقف على التصرية والغرور.
    وحديث أبي هريرة الوارد فيها: هو في " الموطأ " 2 / 683، 684 في البيوع: باب ما ينهى عنه من المساومة والمبايعة.

    وأخرجه البخاري 4 / 309 عن عبد الله بن يوسف، ومسلم (1515) (11) عن يحيى بن يحيى، كلاهما عن مالك، عن أبي الزناد عبد الله بن ذكوان، عن الاعرج، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مَنِ ابْتَاعَ شَاةً مُصَرَّاةً فَهُوَ فِيهَا بِالْخِيَارِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، إِنْ شَاءَ أَمْسَكَهَا، وَإِنْ شَاءَ رَدَّهَا، وَرَدَّ مَعَهَا صَاعًا مِنْ تَمْرٍ "، أي: يردها بعيب التصرية، ويرد معها صاعا من تمر مكان ما حلب من اللبن، وهو قول مالك والشافعي والليث بن سعد وأحمد وإسحاق وأبي عبيد وأبي ثور.

    (2) في " أصول السرخسي " 1 / 341: ما وافق القياس من رواية أبي هريرة، فهو معمولٌ به، وما خالف القياس، فإن تلقَّتهُ الأمة بالقَبول، فهو معمولٌ به، وإلا فالقياسُ الصحيحُ شرعا مقدَّمٌ على روايته فيما ينسد باب الرأي فيه.

    وقال فخر الإسلام: راوي الخبر إما فقيه أو غير فقيه لكن عُرِفَ بالرواية، أو غير فقيه لم يُعرف إلا بحديث أو حديثين.
    فخبر الفقيه مقبول يجب العمل به وإن خالف القياس، وخبر غير الفقيه المعروف بالرواية أيضا مقبول يترك به القياس، إلا إذا خالف جميع الاقيسة، وانسدَّ باب الرأي بالكلية، وهو مُختارُ الامام عيسى بن أبان، والقاضي أبي زيد، وذهب الشيخ أبو الحسن الكرخي إلى أنه كالأول.

    وقال بعضهم وهو بصدد البحث في خبر أبي هريرة في " المصراة ": إن أبا هريرة غير فقيه، والحديث مخالف للأقيسة بأسرها: وفي قولهم: " أبو هريرة غير فقيه "، نظر ظاهر، فإنه رضي الله عنه فقيه مجتهد لا شك في فقاهته ]فقهه[، فقد كان يفتي في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، وكان يعارض ابن عباس وفتواه،

    كما جاء في الخبر الصحيح أنه خالف ابن عباس في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، حيث حكم ابن عباس بأبعد الاجلين، وحكم هو بوضع الحمل.

    وأبو حنيفة رحمه الله عمل بحديث أبي هريرة: " من أكل ناسيا فليتم صومه " مع أن القياس عنده أنه يفطر، فترك القياس لخبر أبي هريرة.
    وانظر ما كتبه العلامة محمد بخيت المطيعي في حاشيته " سلم الوصول " 3 / 767، 769.

    ----------------------------------
    قال الذهبي: وَأَبُو هُرَيْرَةَ: إِلَيْهِ المُنْتَهَى فِي حَفِظِ مَا سَمِعَهُ مِنَ الرَّسُوْلِ -عَلَيْهِ السَّلاَمُ- وَأَدَائِهِ بِحُرُوْفِهِ، وَقَدْ أَدَّى حَدِيْثَ المُصَرَّاةِ بِأَلْفَاظِهِ، فَوَجَبَ عَلَيْنَا العَمَلُ بِهِ، وَهُوَ أَصْلٌ بِرَأْسِهِ.

    وَقَدْ وَلِيَ أَبُو هُرَيْرَةَ البَحْرَيْنِ لِعُمَرَ، وَأَفتَى بِهَا فِي مَسْأَلَةِ المُطَلَّقَةِ طَلْقَةً ثُمَّ
    يَتَزَوَّجُ بِهَا آخَرُ، ثُمَّ بَعْدَ الدُّخُوْلِ فَارَقَهَا، فَتَزَوَّجَهَا الأَوَّلُ، هَلْ تَبْقَى عِنْدَهُ عَلَى طَلْقَتَيْنِ كَمَا هُوَ قَوْلُ عُمَرَ، وَغَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ، وَمَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَأَحْمَدَ فِي المَشْهُوْرِ عَنْهُ، أَوْ تُلْغَى تِلْكَ التَّطْلِيْقَةُ، وَتَكُوْنُ عِنْدَهُ عَلَى الثَّلاَثِ.

    كَمَا هُوَ قَوْلُ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي حَنِيْفَةَ، وَرِوَايَةٌ عَنْ عُمَرَ، بِنَاءً عَلَى أَنَّ إِصَابَةَ الزَّوْجِ تَهْدِمُ مَا دُوْنَ
    الثَّلاَثِ، كَمَا هَدَمَتْ إِصَابَتُهُ لَهَا الثَّلاَثَ.

    فَالأَوَّلُ مَبْنِيٌّ عَلَى أَنَّ إِصَابَةَ الزَّوْجِ الثَّانِي، إِنَّمَا هِيَ غَايَةُ التَّحْرِيْمِ الثَّابِتِ بِالطَّلاَقِ الثَّلاَثِ، فَهُوَ الَّذِي يَرْتَفِعُ، وَالمُطَلَّقَةُ دُوْنَ الثَّلاَثِ لَمْ تَحْرُمْ، فَلاَ تَرْفَعُ الإِصَابَةُ مِنْهَا شَيْئاً، وَبِهَذَا أَفتَى أَبُو هُرَيْرَةَ.

    فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: لَوْ أَفْتَيْتَ بِغَيْرِهِ، لأَوْجَعْتُكَ ضَرْباً.

    وَكَذَلِكَ أَفْتَى أَبُو هُرَيْرَةَ فِي دِقَاقِ المَسَائِلِ مَعَ مِثْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَقَدْ عَمِلَ الصَّحَابَةُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي مَسَائِلَ كَثِيْرَةٍ، تُخَالِفُ القِيَاسَ، كَمَا عَمِلُوا كُلُّهُمْ بِحَدِيْثِهِ:

    عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: (لَا تُنْكَحُ المَرْأَةُ عَلَى عَمَّتِهَا، وَلاَ خَالَتِهَا).

    وَعَمِلَ أَبُو حَنِيْفَةَ، وَالشَّافِعِيُّ، وَغَيْرُهُمَا بِحَدِيْثِهِ: (أَنَّ مَنْ أَكَلَ نَاسِياً، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ) ، مَعَ أَنَّ القِيَاسَ عِنْدَ أَبِي حَنِيْفَةَ أَنَّهُ يُفْطِرُ، فَتَرَكَ القِيَاسَ لِخَبَرِ أَبِي هُرَيْرَةَ.
    وَهَذَا مَالِكٌ عَمِلَ بِحَدِيْثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي غَسْلِ الإِنَاءِ سَبْعاً مِنْ وُلُوْغِ الكَلْبِ ، مَعَ أَنَّ القِيَاسَ عِنْدَهُ أَنَّهُ لاَ يُغْسَلُ؛ لِطَهَارَتِهِ عِنْدَهُ.
    وَقَدْ كَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَثِيْقَ الحِفْظِ، مَا عَلِمْنَا أَنَّهُ أَخْطَأَ فِي حَدِيْثٍ.
    وَقَدْ ذَكَرْتُهُ فِي (طَبَقَاتِ القُرَّاءِ) ، وَأَنَّهُ قَرَأَ عَلَى أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ.
    أَخَذَ عَنْهُ: الأَعْرَجُ، وَأَبُو جَعْفَرٍ، وَطَائِفَةٌ.
    وَذَكَرْتُهُ فِي (تَذْكِرَةِ الحُفَّاظِ) ، فَهُوَ رَأْسٌ فِي القُرْآنِ، وَفِي السُّنَّةِ، وَفِي الفِقْهِ.
    مُسْنَدُهُ: خَمْسَةُ آلاَفٍ وَثَلاَثُ مائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسَبْعُوْنَ حَدِيْثاً.
    المُتَّفَقُ فِي البُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ مِنْهَا: ثَلاَثُ مائَةٍ وَسِتَّةٌ وَعِشْرُوْنَ.
    وَانْفَرَدَ البُخَارِيُّ: بِثَلاَثَةٍ وَتِسْعِيْنَ حَدِيْثاً، وَمُسْلِمٌ: بِثَمَانِيَةٍ وَتِسْعِيْنَ حَدِيْثاً.
    =================================
    الراوي الثاني: عبد الرزاق
    عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري ، مولاهم، اليماني، أبو بكر الصنعاني.
    قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: ثقة حافظ مصنف شهير عَمِيَ في آخر عمره فتغير وكان يتشيع من التاسعة مات سنة إحدى عشرة ومائتين، وله خمس وثمانون من رجال الجماعة

    وقال أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي المزِّي في ترجمته:
    قال أبو بكر بْن أَبي خيثمة : سمعت يحيى بْن مَعِين وسئل عن أصحاب الثوري، فقال: أما عبد الرزاق، والفريابي، وعُبَيد الله بن موسى، وأبو أحمد الزبيري، وأبو عاصم، وقبيصة وطبقتهم فهم كلهم في سفيان قريب بعضهم من بعض، وهم دون يَحْيَى بْن سَعِيد وعبد الرحمن بن مهدي، ووكيع، وابن المبارك، وأبي نعيم.

    وَقَال محمد بن أبان البلخي ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ: جالسنا معمرا ما بين سبع سنين أو ثمان سنين.
    وَقَال أَبُو زُرْعَة الدمشقي، عَن أَبِي الحسن بن سميع، عن أحمد بن صالح المِصْرِي: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحدا أحسن حديثا من عبد الرزاق؟ قال: لا.

    قال أبو زُرْعَة ]الرازي[: عبد الرزاق أحدُ مَن ثَبَتَ حديثه.

    وَقَال محمد بن أَبي السري العسقلاني، عَنْ عَبْدِ الوهاب بن همام أخي عبد الرزاق: كنتُ عند معمر وكان خاليا، فقال: يختلفُ إلينا في طلب العلم من أهل اليمن أربعة: رباح بن زيد، ومحمد بن ثور، وهشام بن يوسف، وعبد الرزاق بن همام، فأما رباح فخليقٌ أن تغلب عليه العبادة فينتفع بنفسه ولا ينتفع به الناس،

    وأما هشام فخليق أن يغلب عليه السلطان، وأما ابن ثور فكثير النسيان، قليل الحفظ، وأما ابن همام فإن عاش فخليق أن تُضْرَبَ إليه أكبادُ الإبل.

    قال محمد بن أَبي السري: فوالله لقد أتعبها.

    وَقَال محمد بن أَبي السري أيضا: ودَّعت عبد الرزاق، فقال لي: أما في الدنيا فلا أظن إنا نلتقي فيها، ولكنا نسأل الله أن يجمع بيننا في الجنة.

    وَقَال أبو بكر الأثرم، عَن أحمد بن حنبل: حديث عبد الرزاق، عن معمر أحب إلي من حديث هؤلاء البَصْرِيّين، كان، يعني معمرا - يتعاهد كتبه وينظر فيها، يعني: باليمن، وكان يُحدِّثُهم حِفظا بالبصرة.

    وَقَال الأثرم أيضا: سمعت أبا عَبد اللَّهِ يسأل عن حديث النار جبار؟ فقال: هذا باطل ليس من هذا شيء.
    ثم قال: ومن يحدث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حَدَّثَنِي أحمد بن شبويه.
    قال: هؤلاء سمعوا بعدما عَمِيَ، كان يُلقَّنُ فلقَّنَهُ، وليس هو في كُتُبِهِ وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عَمِيَ.

    وَقَال حنبل بْن إِسْحَاقَ، عَنْ أَحْمَد بْن حنبل نحو ذَلِكَ، وزاد: من سمع من الكتب فهو أصح.

    وَقَال أبو زُرْعَة الدمشقي : قلت لأحمد بن حنبل: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر؟ قال: نعم، قيل له: فمن أثبت في ابن جُرَيْج عبد الرزاق أو محمد بن بكر البرساني؟ قال: عبد الرزاق.

    قال : وأخبرني أحمد بن حنبل، قال: أتينا عبد الرزاق قبل المئتين وهو صحيح البصر ومن سمع منه بعدما ذهب بصره، فهو ضعيف السماع.

    وَقَال عَباس الدُّورِيُّ، عَنْ يحيى بْن مَعِين: كَانَ عبد الرزاق في حديث معمر أثبت من هشام بن يوسف، وكان هشام بن يوسف في حديث ابن جُرَيْج أثبت من عبد الرزاق، وكان أقرأ للكتب، وكان أعلم بحديث سفيان الثوري من عبد الرزاق.

    قال: وَقَال يحيى: سمعت هشام بن يوسف يقول: كان لعبد الرزاق حين قدم ابن جُرَيْج، يعني: اليمن - ثماني عشرة سنة.

    وَقَال يعقوب بْن شَيْبَة، عَن علي بْن المديني، قال لي هشام بن يوسف: كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا.
    قال يعقوب: وكلاهما ثقة ثبت.

    وَقَال الحسن بن جرير الصوري، عن علي بن هاشم: قال عبد الرزاق: كتب عني ثلاثة لا أبالي أن لا يكتب عني غيرهم، كتب عني ابن الشاذكوني، وهو من أحفظ الناس، وكتب عني يحيى بن مَعِين وهو من أعرف الناس بالرجال، وكتب عني أحمد بن حنبل وهو من أزهد الناس.

    وَقَال أَبُو مُحَمَّد عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن ربيعة بْن زبر، عن جعفر بْن مُحَمَّدِ بْنِ أَبي عثمان الطيالسي: سمعت يحيى بن مَعِين يقول: سمعت من عَبْد الرزاق كلاما يوما فاستدللت بِهِ على ما ذُكِرَ عنه من المذهب،

    فقلت له: إن أستاذيك الذين أخذت عنهم ثقات، كلهم أصحاب سُنَّةٌ: معمر، ومالك بْن أنس، وابن جُرَيْج، وسفيان الثوري، والأَوزاعِيّ،
    فعمَّنْ أخذت هذا المذهب؟ فَقَالَ: قدم علينا جعفر بْن سُلَيْمان الضبعي، فرأيته فاضلا حَسَن الهدي، فأخذت هذا عنه.

    وَقَال أبو بكر بْنُ أَبي خيثمة: سمعت يحيى بن مَعِين وقيل له: إن أحمد بن حنبل قال: إن عُبَيد الله بن موسى يُرَدُّ حديثه للتشيع، فقال: كان والله الذي لا إله إلا هو عبد الرزاق أغلى في ذلك منه مئة ضعف، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف أضعاف ما سمعت من عُبَيد الله.

    وَقَال عَبد اللَّهِ بْن أَحْمَد بْن حنبل: سَأَلتُ أبي، قلت: عبد الرزاق كان يتشيع ويفرط في التشيع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، ولكن كان رجلا تُعجبه أخبار الناس، أو الأخبار.

    وَقَال عَبد الله أيضا: سمعت سلمة بن شبيب يَقُول: سمعت عَبْد الرَّزَّاقِ يَقُول: والله ما انشرح صدري قط، أن أُفضِّلَ عليًّا على أبي بكر وعُمَر، رحم الله أبا بكر ورحم الله عُمَر ورحم الله عثمان ورحم الله عليًّا، من لم يحبهم فما هو مؤمن، وَقَال: أوْثقُ عملي حُبِّي إياهم.

    وَقَال أبو الأزهر أحمد بن الأزهر النيسابوري: سمعت عبد الرزاق يقول: أفضل الشيخين بتفضيل عليٍّ إيَّاهما على نفسه، ولو لم يفضلهما لم أفضلهما، كفى بي آزرا أن أحب عليًّا ثم أخالفَ قوله.

    وَقَال أبو أحمد بن عدي : ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير، وقدر حل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه. ولم يَرَوْا بحديثه بأسا إلا إنهم نسبوه إلى التشيع.

    وقد روى أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات، فهذا أعظم ما ذمُّوه من روايته لهذه الأحاديث، ولما رواه في مثالب غيرهم، وأما في باب الصدق فإني أرجو إنه لا بأس بِهِ إلا أنه قد سبق منه أحاديث فِي فضائل أهل البيت ومثالب آخرين مناكير.

    قال أحمد بْن حَنْبَل، ويعقوب بْن شَيْبَة: مولده سنة ست وعشرين ومئة.
    وَقَال مُحَمَّد بْن سعد ، وخليفة بْن خياط ، والبخاري وغير واحد : مات سنة إحدى عشرة ومئتين.
    زاد مُحَمَّد بْن سعد: في النصف من شوال

    قال الحافظ أبو بكر الخطيب : حدث عنه المعتمر بن سُلَيْمان التَّيْمِيّ، وإسحاق بن إبراهيم الدبري وبين وفاتيهما ثمان وتسعون سنة. وحدث عنه ابن عُيَيْنَة وبين وفاته ووفاة الدبري سبع وثمانون سنة" انتهى
    __________

    وقال الذهبي في ميزان الاعتدال "قال: هؤلاء سمعوا منه بعد ما عمي.
    كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتبه.
    وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتبه كان يلقنها بعدما عمي.
    وقال النسائي: فيه نظر لمن كتب عنه بآخره.
    رُوِيَ عنه أحاديث مناكير.

    وقال ابن عَدِي: حدث بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد، ومثالب لغيرهم مناكير، ونسبوه إلى التشيع.
    وقال الدارقطني: ثقة، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث.

    وقال عَبد الله بن أحمد: سمعت يحيى يقول: رأيت عَبد الرزاق بمكة يحدث، فقلت له: هذه الأحاديث سمعتها ؟ قال: بعضها سمعتها، وبعضها عرضا، وبعضها ذكره، وكلٌ سماع.
    ثم قال يحيى: ما كتبت عنه من غير كتابه سوى حديث واحد.
    وقال البُخاري: ما حدَّث عنه عَبد الرزاق من كتابه فهو أصحُّ.

    قال أبو زرعة عبيد الله، حدثنا عَبد الله المسندي، قال: ودَّعت ابن عيينة قلت: أريد عَبد الرزاق ؟
    قال: أخاف أن يكون من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا.

    قال محمد بن عثمان الثقفي البصري، قال: لما قدم العباس بن عَبد العظيم من صنعاء من عند عَبد الرزاق أتيناه، فقال لنا، ونحن جماعة: ألستُ قد تجشَّمْتُ الخروجَ إلى عَبد الرزاق ودخلتُ عليه، وأقمتُ عنده، والله الذي لا إله إلا هو إن عَبد الرزاق كذاب، والواقدي أصدق منه.

    قلت الذهبي : هذا ما وافَقَ العباسَ عليه مُسلمٌ، بل سائر الحفاظ وأئمة العلم يحتجون به إلا في تلك المناكير المعدودة في سعة ما روى.

    قال العُقَيلي، سمعت علي بن عَبد الله بن المبارك الصنعاني يقول: كان زيد بن المبارك لزم عَبد الرزاق فأكثر عنه، ثم خرق كتبه، ولزم محمد بن ثور، فقيل له في ذلك، فقال: كنا عند عَبد الرزاق فحدثنا بحديث ابن الحدثان،

    فلما قرأ قول عمر رضى الله عنه لعلي والعباس فجئت أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وجاء هذا يطلب ميراث أمرأته من أبيها.

    قال عَبد الرزاق: انظر إلى هذا الأنْوَكِ يقول: من ابن أخيك، من أبيها ! لا يقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    قال زيد بن المبارك: فقمتُ فلم أعُدْ إليه، ولا أروى عنه.

    قلت الذهبي: في هذه الحكاية إرسال، والله أعلم بصحتها ولا اعتراض على الفاروق رضى الله عنه فيها فإنه تكلم بلسانِ قسمة التركات.

    قلت المؤلف: "

    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء :
    قُلْتُ: هَذِهِ عَظِيْمَةٌ، وَمَا فَهِمَ قَوْلَ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ عُمَرَ، فَإِنَّكَ يَا هَذَا لَوْ سَكَتَّ، لَكَانَ أَوْلَى بِكَ، فَإِنَّ عُمَرَ إِنَّمَا كَانَ فِي مَقَامِ تَبْيِيْنِ العُمُوْمَةِ وَالبُنُوَّةِ، وَإِلاَّ فَعُمَرُ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَعْلَمُ بِحَقِّ المُصْطَفَى، وَبِتَوقِيْرِهِ،
    وَتَعْظِيْمِهِ مِنْ كُلِّ مُتَحَذْلِقٍ مُتَنَطِّعٍ، بَلِ الصَّوَابُ أَنْ نَقُوْلَ عَنْكَ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الأَنْوَكِ الفَاعِلِ - عَفَا اللهُ عَنْهُ -

    كَيْفَ يَقُوْلُ عَنْ عُمَرَ هَذَا، وَلاَ يَقُوْلُ: قَالَ أَمِيْرُ المُؤْمِنِيْنَ الفَارُوْقُ؟ وَبِكُلِّ حَالٍ، فَنَسْتَغْفِرُ اللهَ لَنَا وَلِعَبْدِ الرَّزَّاقِ، فَإِنَّهُ مَأْمُوْنٌ عَلَى حَدِيْثِ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَادِقٌ."

    ثم رجع الحديث إلى ميزان الاعتدال

    وقال أَبو صالح، محمد بن إسماعيل الضراري: بلغنا ونحن بصنعاء عند عَبد الرزاق أن أحمد، وابن مَعِين وغيرهما تركوا حديث عَبد الرزاق وكرهوه، فدخلنا من ذلك غمٌّ شديد، وقلنا: قد أنفقْنا ورحلْنا وتعبْنا، ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة، فلقيت بها يحيى، فسألته، فقال: يا أبا صالح، لو ارتد عَبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه.

    وقال أَحمد بن صالح: قلت لأحمد بن حنبل: رأيت أحسن حديثا من عَبد الرزاق ؟ قال: لا." انتهى بتصرفٍ

    قلت المؤلف وقد ذكره الإمام الحافظ برهان الدين أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن خليل سبط ابن العجمي في كتاب الاغتباط بمن رُميَ بالاختلاطِ
    وعلَّق عليه : أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن النصيبي الحلبي الشافعي فقال:
    قلت: وعبد الرزاق بن همام أحد الحفاظ الثقات ومصنف شهير على تشيُّعٍ فيه ولكن يبدو أنه لم يكن من المغالين في تشيعه وقد احتج به أصحاب الكتب الستة جميعاً وكان تغيره واختلاطه بسبب العمى في آخر عمره.

    فعزَّ عليه النظر في كتبه فكان يُلقَّنُ فيتلقَّنُ فسماعُ مَن سَمِعَ منه بعدما عمي وذهب بصره إنما هو سماع في الاختلاط والتغير وليس بشيء.

    ولم يذكر ابن الصلاح في علومه أحداً ممن سمع من عبد الرزاق بعد تغيره إلا إسحاق بن إبراهيم الديري وسكت عن غيره، ولهذا تعقبه الحافظ العراقي فقال: لم يذكر المصنف أحدا ممن سمع من عبد الرزاق بعد تغيره إلا إسحق بن إبراهيم الدبري فقط.

    وممن سمع منه بعد ما عمي:

    1- أحمد بن محمد بن شبوية قاله أحمد بن حنبل

    2- وسمع منه أيضا بعد التغير محمد بن حماد الطهراني

    والظاهر أن الذين سمع منهم الطبراني في رحلته إلى صنعاء من أصحاب عبد الرزاق كلهم سمع منه بعد التغير وهم أربعة أحدهم:
    1- اسحاق بن ابراهيم الدبري الذى ذكره المصنف وكان سماعه من عبد الرزاق سنة عشر ومائتين وكانت وفاة الدبري سنة أربع وثمانين ومائتين (صدوق)

    2- والثاني من شيوخ الطبراني إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني (صدوق، فقيه).

    3- والثالث إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن سويد أبو إسحاق الشبامي الصنعاني.
    ولد سنة تسعين ومائة، وتوفي سنة ست وثمانين ومائتين، عن ست وتسعين سنة، (مجهول الحال)

    4- والرابع الحسن بن عبد الأعلى بن إبراهيم بن عبيد الله أبو محمد الأبناوي اليماني الصنعاني البَوْسِي.

    قال الذهبي: المسند المعمر ما علمت به بأسًا. وأخرج له الضياء.
    ولد سنة أربع وتسعين ومائة، ومات سنة ست وثمانين ومائتين، وقيل سبع وثمانين.
    قال المنصوري (لا بأس به ان شاء الله)


    وممن سمع من عبد الرزاق قبل الاختلاط
    1- أحمد بن حنبل (أحد الأئمة ثقة حافظ فقيه حجة)
    2- وإسحق بن راهويه (ثقة حافظ مجتهد قرين أحمد ابن حنبل ذكر أبو داود أنه تغير قبل موته بيسير)
    3- وعلي ابن المديني (ثقة ثبت إمام أعلم أهل عصره بالحديث وعلله)
    4- ويحيى بن معين (ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل)
    5- ووكيع بن الجراح (ثقة حافظ عابد)
    في آخرين أخرج لهم الشيخان من رواياتهم عن عبد الرزاق فممن اتفق الشيخان على الإخراج له عن عبد الرزاق مع إسحق بن راهويه
    6- إسحق بن منصور الكوسج (ثقة ثبت)
    7- ومحمود بن غيلان (ثقة)
    وممن أخرج له البخاري فقط عن عبد الرزاق مع على بن المديني
    8- إسحق بن إبراهيم السعدي ([لقبه زكار] صدوق)
    9- وعبد الله بن محمد المسندي (ثقة حافظ جمع المسند)
    10- ومحمد بن يحيى الذهلي (ثقة حافظ جليل)
    11- ويحيى بن جعفر البيكندي (ثقة)
    12- ويحيى بن موسى البلخي الملقب خت (ثقة)

    وممن أخرج له مسلم عن عبد الرزاق مع أحمد بن حنبل:

    13- أحمد بن يوسف السلمي، معروفٌ بحمدان (حافظ ثقة)
    14- وحجاج بن يوسف الشاعر (ثقة حافظ)
    15- والحسن بن علي الخلال الحلواني (ثقة حافظ)
    16- وسلمة بن شبيب (ثقة)
    17- وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم (ثقة)
    18- وعبد بن حميد (ثقة حافظ)
    19- وعمرو بن محمد الناقد (ثقة حافظ وهم في حديث)
    20- ومحمد بن رافع (ثقة عابد)
    21- ومحمد بن مهران الجَمَّال (ثقة حافظ)

    والله أعلم. انتهى كلام الحافظ العراقي.

    قلت المؤلف: وعند أهل السنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة دون ترتيبٍ
    22- إبراهيم بن موسى الرازي (ثقة حافظ)
    23- أحمد بن صالح المِصْرِي (ثقة حافظ)
    24- أبو مسعود أحمد بن الفرات الرازي (ثقة حافظ تكلم فيه بلا مستند)
    25- أحمد بْن مُحَمَّدِ بْنِ شبويه الخزاعي (ثقة - سمع بعد الاختلاط) وقد تتبعت أحاديثه في سنن أبي داود فوجدت الألباني صححها جميعًا لأنه : إما متابع عند أبي داودٍ، أو عند غيرهِ
    26- خشيش بن أصرم النَّسَائي (ثقة حافظ)
    27- أبو الأزهر أحمد بْن الأزهر النيسابوري (صدوق كان يحفظُ ثم كَبُرَ فصار كتابُه أثبتَ من حِفظِهِ)
    28- وأحمد بن سَعِيد الرباطي (ثقة حافظ)
    29- أحمد بن فضالة بْن إِبْرَاهِيمَ النَّسَائي (صدوق ربما أخطأ)
    30- أحمد بْن يوسف السلمي (ثقة حافظ) تكرر معنا
    31- بشر بن السري (كان واعظا ثقة متقنا طعن فيه برأي جهم ثم اعتذر وتاب)
    32- أبو بشر بكر بن خلف (صدوق)
    33- حاتم بن سياه المروزي (مقبول) يعني عند المتابعة، له حديث واحد عند الترمذي 1418 مُتابعًا
    34- الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي بْن أَبي الربيع الجرجاني (صدوق)
    35- والحسين بن محمد البلخي الجريري (مستورٌ) يعني لا يُعرفُ حاله في الرواية (1)
    36- والحسين بن مهدي الأبلي (صدوق)
    37- وزهير بْن مُحَمَّد بْن قمير المروزي (ثقة)
    38- وسَعِيد بن ذؤيب المروزي (وثقه النسائي) قلت المؤلف كذا قيَّده ابن حجر لتجهيل أبي حاتمٍ له
    39- وسلمة بن شبيب النيسابوري (ثقة)
    40- وسُلَيْمان بن معبد السنجي (ثقة صاحب حديث رحال أديب)
    41- وعباس بن عبد العظيم العنبري واتهمه بالكذبِ! (ثقة حافظ)
    42- وعُبَيد اللَّه بْن فضالة بْن إِبْرَاهِيمَ النَّسَائي (ثقة ثبت)
    43- ومحمد بن أبان البلخي (ثقة حافظ)
    44- ومحمد بن أَبي خالد - اسمه يزيد - أبو بكر القزويني (مقبول) له عند ابن ماجة حديث واحد 430 صححه الألباني
    45- ومحمد بن داود بن سفيان (مقبول) أحاديثه عن عبد الرزاق عند ابي داود صححها الألباني
    46- ومحمد بن المتوكل بن عبد الرحمن بن أَبي السري العسقلاني (صدوق عارف له أوهام كثيرة) وأحاديثه ضعَّفها الألباني عند أبي داودٍ
    47- ومحمد بْن سهل بْن عسكر التميمي (ثقة)
    ==============================================
    (1) له عند الترمذي خمسة أحاديث 748 و 2039 و 2285 و 2293 و 2689 ، وقد اعترض محقق تهذيب كمال أسماء الرجال الدكتور بشار بن عواد ، على قول الحافظ مستور، فقال: قال مغلطاي - وتابعه ابن حجر: قال الحافظ أبو بكر بن ثابت هو مجهول، كذا ألفيته في كتاب أبي إسحاق الصريفيني" (اكمال، 1 / الورقة 262، وتهذيب: 2 / 368) . قال بشار: كيف يكون مجهولا وقد روى عنه أربعة من المعروفين، منهم التِّرْمِذِيّ؟ فلعل الخطيب أراد شخصا آخر، وإلا فهذا معروف.
    وَقَال مغلطاي أيضا: وزعم بعض المتأخرين من المصنفين أن حديثه باطل". قال بشار: هكذا قال وهو يريد بقوله الإمام الذهبي في الميزان، وهذه طريقته المعروفة في ذكر الذهبي لبغضه إياه، على أن الذي ذكره الذهبي في الميزان (1 / الترجمة: 2046) : الحسين بن محمد البلخي. عن الفضل بْن موسى السيناني، لا يعرف، والخبر باطل"، فهذا لا يقتضي أن الذهبي قصد شيخ التِّرْمِذِيّ، بدلالة عدم ذكر المزي روايته عن الفضل ابن موسى البستاني، وعندي أن الذهبي لم لم يذكره أصلا في الميزان.

    قلت المؤلف: ولكنَّ عدم توثيق الرجلِ من أحد المعتبرين ولا ابن حبان! لا يجعلنا نجزم بتوثيقه وإن كان معروفًا، فوصف "مستور" أليقُ به، أي معروف لكنه مجهول الحال في الرواية ومع ذلك فقد صحح له الألباني بعض الأحاديث عند الترمذي.
    48- ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني (ثقة)
    49- أبو بكر مُحَمَّد بْن عَبد المَلِك بْن زنجويه الغزال (ثقة)
    50- ومخلد بن خالد الشعيري (ثقة)
    51- ومؤمل بن إهاب (صدوق له أوهام)
    52- ونوح بن حبيب القومسي (ثقة سني)
    53- وهارون بن إسحاق الهمداني (صدوق)
    54- ويحيى بن مَعِين (ثقة حافظ مشهور إمام الجرح والتعديل)

    قلت المؤلف: فيظهر من هذا أنَّ رواية عبد الرزاق في الصحيحين والكتب الأخرى صحيحة إذ أصحاب الكتب الستة رووا عن هؤلاء عن عبد الرزاق والله الموفق
    ثم بدا لي أن أنقل حُكم الحافظ ابن حجر في التقريب على هؤلاء الرواة فوضعته بين قوسين.





    «« توقيع موقن »»

  2. #2
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    ===========================================
    الراوي الثالث: معمر بن راشد
    هو شيخ عبد الرزاق الذي يُكثر عنه: مَعْمَرُ ابن راشد الأزدي مولاهم أبو عروة البصري نزيل اليمن، قال عنه الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب: ثقة ثبت فاضل إلا أن في روايته عن ثابت والأعمش [وعاصم بن أبي النجود] وهشام ابن عروة شيئا وكذا فيما حدَّث به بالبصرة من كبار السابعة مات سنة أربع وخمسين ومائة وهو ابن ثمان وخمسين سنة، من رجال الجماعة
    وقال المزي في ترجمته:
    "
    قال عَبْد الرزاق ، عَن معمر: خرجت مع الصبيان إِلَى جنازة الحسن وطلبت العلم سنة مات الحسن.
    وَقَال مُحَمَّد بْن كثير الصنعاني ، عَن معمر: جلست إِلَى قتادة وأنا ابْن أربع عشرة سنة، فما سمعت منه حديثا إلا كأنه منقش فِي صدري.
    وَقَال أَبُو الحسن بْن البراء : قال عَلِي بْن المديني: نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة، يعني بعد التابعين، فلأهل البصرة شعبة. وسَعِيد بْن أَبي عَرُوبَة، وحماد بْن سلمة، ومَعْمَر بْن راشِد
    وذكر باقيهم.
    وَقَال أَبُو حاتم : انتهى الإسناد إِلَى ستة نفر أدركهم معمر وكتب عنهم لا أعلم اجمع لأحد غير معمر، من الحجاز: الزُّهْرِيّ، وعَمْرو بْن دينار، ومن الكوفة: أَبُو إسحاق، والأعمش، ومن البصرة: قتادة، ومن اليمامة: يحيى بن أَبي كثير.
    وَقَال أبو الْحَسَنِ الميموني عن أَحْمَد بْن حنبل: لا تضم أحدا إِلَى معمر إلا وجدته يتقدمه فِي الطلب كَانَ من أطلب أهل زمانه للعلم.
    وَقَال أَبُو طالب : قال أَحْمَد بْن حنبل: لا تضم معمرا إِلَى أحد إلا وجدت معمرا أطلب للعلم منه، وهو أول من رحل إِلَى اليمن .
    وَقَال الفضل بْن زياد : سمعت أَبَا عَبد اللَّهِ يَقُول: ليس يضم إِلَى معمر أحد إلا وجدته فوقه، رحل فِي الحديث إِلَى اليمن وهو أول من رجل، يعني إِلَى اليمن.
    ================================================== ==========
    قال الدكتور بشار بن عواد في الحاشية : وَقَال الفضل بن زياد: وسئل (يعني أحمد بْن حنبل) عما روى معمر، عن ثابت، فقال: ما أحسن حديثه. ثم قال: حماد بن سلمة أحب إليَّ، ليس أحدٌ في ثابتٍ مثل حمَّاد بن سلمة.

    ثم قال المزي: وَقَال عَباس الدُّورِيُّ ، عَن يحيى بن مَعِين: أثبت الناس في الزُّهْرِيّ مالك بن أنس، ومعمر، ويونس، وعقيل، وشعيب بن أَبي حمزة، وابن عُيَيْنَة.
    قال يحيى : قال هشام بْن يوسف: عرض معمر أحاديث همَّام بْن منبِّه عليه وسمع منها سماعا نحو ثلاثين حديثا.
    وَقَال أَبُو بكر بْن أَبي خيثمة ، عَن يحيى بْن مَعِين: معمر، ويونس عالمين بالزُّهْرِيّ، ومعمر أثبتُ فِي الزُّهْرِيّ من ابْن عُيَيْنَة.
    وَقَال عثمان بْن سَعِيد الدارمي : سألت يحيى بْن مَعِين قُلْتُ: ابْن عُيَيْنَة أحب إليك في الزُّهْرِيّ أو معمر؟ قال: معمر.
    وَقَال الغلابي: سمعت يحيى بْن مَعِين يقدم مالك بْن أنس على أصحاب الزُّهْرِيّ ثم معمرا، ثم يونس بْن يزيد. قال: وكان القطان يقدم ابْن عُيَيْنَة على معمر.
    قال: وَقَال يحيى بْن مَعِين: وأثبت من روى عن الزُّهْرِيّ مالك بْن أنس، ومعمر، ثم عقيل، والأَوزاعِيّ، ويونس وكلٌّ ثبتٌ. ومعمرعَن ثابت ضعيفٌ.
    وَقَال أَبُو حاتم : ما حدث معمر بالبصرة فيه أغاليط، وهو صالح الحديث.
    وَقَال النَّسَائي: مَعْمَر بْن راشِد الثقة المأمون .
    وَقَال أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، عن عَبْدِ الرزاق : قال ابْن جُرَيْج: إن معمرا شرب من العلم بأنفع .
    وَقَال مُحَمَّد بْن رجاء ، عَن عَبْد الرزاق: سمعت ابْن جُرَيْج يقول: عليكم بهذا الرجل، يعني معمرا - فإنه لم يبق أحد من أهل زمانه أعلم منه.
    وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات" وَقَال: كَانَ فقيها متقنا حافظا ورعا." انتهى بتصرف
    قال الذهبي في ميزان الاعتدال "أحد الأعلام الثقات, له أوهام معروفة.
    احتُمِلَت له في سعة ما أتقن." انتهى بتصرفٍ
    وقد روى عن همام بن منبه صحيفة طويلة رواها أبو هريرة ساقها أحمد في مسنده بإسنادها ثم روى الأحاديث، وقد استنكرها بعض مبتدعة زماننا هذا وسياتي الرد عليهم ان شاء الله.
    ========================================
    الراوي الرابع:
    همَّام ابن مُنَبِّهٍ ابن كامل بن سيج اليماني الصنعاني أبو عقبة أخو وهب ثقة من الرابعة مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة من رجال الجماعة
    قاله الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب
    قال المزي في ترجمته " رَوَى عَن: 1- عَبد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر
    2- وعبد الله بْن عَبَّاس
    3- وعبد الله بْن عُمَر بْن الخطاب
    4- ومعاوية بْن أَبي سفيان
    5- وأبي هُرَيْرة
    رَوَى عَنه:
    1- أبن أخيه عقيل بن معقل بن منبه
    2- وعلي بن الحسن بن أتش
    3- ومَعْمَر بن راشِد
    4- وأخوه وهب بن منبه
    قال إسحاق بْن مَنْصُور، عَنْ يحيى بْن مَعِين: ثقة .
    وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات".
    وَقَال أبو الحسن الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول فِي صحيفة همام: إن معمرا أدركه، قد كَبُرَ ووقع حاجباه عَلَى عينيه، وأدرك أيام السودان (بنو العباس) ، فقرأ عليه همام حتى إذا ملَّ أخذ معمرٌ فقرأ عليه الباقي، وعبد الرزاق لم يكن يعرف ما قُرِئَ عليه ممَّا قرأَ هو.
    وَقَال فِي موضع آخر: قال لي أحمد بن حنبل: همام بْن منبه روى عنه أخوه وهب بن منبه، وكان رجلا يغزو، وكان يشتري الكتب لأخيه وهب، فجالس أبا هُرَيْرة بالمدينة،
    فسمع منه أحاديث - وكان قد أدرك المسوِّدَة وسقط حاجباه عَلَى عينيه - وهي نحو من أربعين ومئة حديث بإسناده واحد، ولكنها مقطعة فِي الكتب، وفيها أشياء ليست فِي الأحاديث.
    قال مُحَمَّد بْن سعد : مات سنة إحدى وثلاثين ومئة.
    وقَال البُخارِيُّ : قال علي: سألت رجلا قد لًقٍيً همام بن منبه: متى مات همام؟ قال: سنة ثنتين وثلاثين.
    قال ابن عُيَيْنَة : كنت أتوقع قدوم همام عشر سنين." انتهى
    قلت المؤلف: قول أحمد رحمه الله "وفيها أشياء ليست في الأحاديث" يعني أنه لم يُتابعْ عليها، وهذا مستنكرٌ في الرواة الضعفاءِ، غيرُ مستنكرٍ عندِ الثقاتِ
    فإن الثقات قد ينفردون برواية أشياء ليست عندهم ويسميها العلماء غريبة نسبيا، بخلاف ما ينفرد به الراوي الضعيف فهو منكر
    أمَّا الثقات فيكثر منهم رواية الغرائب لأسباب منها:
    1- كثرة ملازمتهم لراوٍ معيَّنٍ، فيُظَنُّ أنه خالف الثقات بأحاديثه، وإنما سمعَ منه ما لم يسمعه غيره
    2- كثرة حفظه للأحاديث وروايته لها، وروايته ما امتنع غيره عن راويته.
    3- قِلَّة الرواة عن الراوي ، وانفراد راوٍ براوية حديثٍ عنه، فيُعتَقَدُ انه أخطأ عليه، وإنما اللَّوْمُ على مَن لم يتتبع طرق الحديث فقد يجده عند غيره فتنتفي الغرابة في الحديث.
    ومع ذلك لا نُنكِرُ أن بعض الغرائب غير صحيحة، فنحن لا نزعم عصمة الرواة الثقات، إنما لا يُخطَّأُ الراوي إلا ببيِّنةٍ أو قرينةٍ، فمتى انتفتا فالرواية صحيحة والله الموفق
    قال الألباني في السلسلة الصحيحة "
    632 - " المختلعات والمنتزعات هن المنافقات ".

    أخرجه النسائي (2 / 104) والبيهقي (7 / 316) وأحمد (2 / 414) من طريق
    أيوب عن الحسن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: فذكره قال النسائي: " قال الحسن: لم أسمعه من غير أبي هريرة ".
    قلت: وهذا نص صريح منه أنه سمعه من أبي هريرة، وهو ثقة صادق فلا أدري وجه جزم النسائي رحمه الله تعالى بنفي سماعه منه! مع أن السند إليه صحيح على شرط مسلم،
    وقد قال الحافظ في " التهذيب " بعد أن ساقه في ترجمة الحسن:
    " وهذا إسناد لا مطعن في أحد من رواته وهو يؤيد أنه سمع من أبي هريرة في
    الجملة، وقصته في هذا شبيهة بقصته في سمرة سواء ".
    قلت الألباني: يعني أن الذي تحرر في اختلاف العلماء في سماع الحسن من سمرة أنه سمع شيئا
    قليلا، فكذلك سماعه من أبي هريرة ثابت، ولكنه قليل أيضا بدلالة هذا الحديث.
    والله أعلم.
    وبالجملة فهذا الإسناد متصل صحيح، فلا يتلفت إلى إعلال النسائي بالانقطاع، لأنه يلزم منه أحد أمرين: إما تكذيب الحسن البصري في قوله المذكور، وإما توهيم أحد الرواة الذين رووا ذلك عنه. وكل منهما مما لا سبيل إليه،
    أما الأول فواضح، وأما الآخر، فلأنه لا يجوز توهيم الثقات بدون حجة أو بينة وهذا واضحٌ بيِّنٌ." انتهى
    قلت المؤلف وهو عند أحمد: 9358 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمُخْتَلِعَاتُ وَالْمُنْتَزِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ»
    ولدى أحمد ما يقارب العشرين حديثا من رواية الحسن عن أبي هريرة وأكثرها صحيحة المتنِ.
    وقال المزي في ترجمة حرملة بن يحيى التجيبي المصري أحدُ شيوخِ الإمام مسلم: "
    قال ابْنُ عَدِيٍ: وقَدْ تَبَحَّرْتُ حَدِيثَ حَرْمَلَةَ، وفَتَّشْتُهُ الْكَثِيرَ فَلَمْ أَجِدْ فِي حَدِيثِهِ مَا يَجِبُ أَنْ يُضَعَّفَ مِنْ أَجْلِهِ، ورَجُلٌ تَوَارَى ابْنُ وهْبٍ عِنْدَهُمْ (1) ، ويَكُونُ حَدِيثُهُ كُلُّهُ عِنْدَهُ، فَلَيْسَ بِبَعِيدٍ أَنْ يُغْرِبَ عَلَى غَيْرِهِ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ وهْبٍ كُتُبًا ونُسُخًا وأَفْرَادَ ابْنُ وهْبٍ،
    وأَمَّا حَمَلَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ عَلَيْهِ فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ صَالِحٍ سَمِعَ فِي كُتُبِهِ مِنَ ابْنِ وهْبٍ فَأَعْطَاهُ نِصْفَ سَمَاعِهِ ومَنَعَهُ النِّصْفَ، فَتَوَلَّدَ بَيْنَهُمَا الْعَدَاوَةُ مِنْ هَذَا، وكَانَ مَنْ يَبْدَأُ بِحَرْمَلَةَ إِذَا دَخَلَ مِصْرَ لا يُحَدِّثُهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ومَا رَأَيْنَا أَحَدًا جَمَعَ بَيْنَهُمَا،
    فَكَتَبَ عَنْهُمَا جَمِيعًا، ورَأَيْنَا أَنَّ مَنْ عِنْدَهُ حَرْمَلَةَ لَيْسَ عِنْدَهُ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، ومَنْ عِنْدَهُ أَحْمَدُ لَيْسَ عِنْدَهُ حَرْمَلَةُ، عَلَى أَنَّ حَرْمَلَةَ قَدْ مَاتَ سنة أربع وأربعين ومئتين، ومَاتَ أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ سَنَةَ ثمان وأربعين ومئتين (2) .

    __________
    قال الشيخ الدكتور بشار بن عواد محقق تهذيب كمال المزي:
    (1) ذكر أبو عُمَر الكندي أن ابن وهب اختفى في منزل حرملة سنة وأشهرا من والي مصر عبَّاد بن ]محمد[ إذ طلَبَهُ ليُولِّيَه القضاء بمصر.
    (2) وَقَال هارون بن سَعِيد: سمعت أشهب ونظر إلى حرملة، فقال: هذا خير أهل المسجد. وَقَال العقيلي: كَانَ أعلم الناس بابن وهب وهو ثقة إن شاء الله تعالى"ووثقه ابن حبان، وابن شاهين،
    وَقَال الذهبي في "الكاشف": صدوق من أوعية العلم"، وَقَال في "المغني": صدوق يغرب"، وَقَال في الميزان: أحد الأئمة الثقات..يكفيه أن ابن مَعِين قد أثنى عليه وهو أصغر من ابن مَعِين.."وَقَال ابن حجر: صدوق".
    قال بشار: قد خبر ابن عدي حديثه ودرسه وفتشه وما وجد فيه مَا يَجِبُ أَنْ يُضَعَّفَ مِنْ أجله، فالقول قوله.
    ===============================================
    الفصل الثاني الأحاديث التي انتقدها بعض العقلانيين

    الحديث الأول:
    أخرج أحمد في مسنده
    8115 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا بِهِ أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا،
    وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ لَهُ فَهُمْ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، فَالْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غد" ثم ذكر الصحيفة بهذه الإسناد كله وسنقوم ان شاء الله بالبحث عن متابعين لهذه الأحاديث
    التي استنكرها القوم بزعمهم !
    وروى أحمد 10362 - حَدَّثَنَا بَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، مَوْلَى أُمِّ بُرْثُنٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا فَاخْتَلَفُوا فِيهَا، وَهَدَانَا اللَّهُ لَهَا فَالنَّاسُ لَنَا تَبَعٌ فَالْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»
    قلت هذا إسناد صحيح
    بهز ابن أسد العمي أبو الأسود البصري ثقة ثبت من التاسعة مات بعد المائتين وقيل قبلها من رجال الجماعة
    همام ابن يحيى ابن دينار العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة [المحلمي مولاهم] أبو عبد الله أو أبو بكر البصري ثقة ربما وهم من السابعة مات سنة أربع أو خمس وستين ومائة من رجال الجماعة
    وهو من أثبت الناس في قتادة
    قتادة ابن دعامة ابن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت يقال ولد أكمه وهو رأس الطبقة الرابعة مات سنة بضع عشرة ومائة من رجال الجماعة
    عبد الرحمن ابن آدم البصري صاحب السقاية مولى أم برثن بضم الموحدة وسكون الراء بعدها مثلثة مضمومة ثم نون صدوق من الثالثة من رجال مسلمٍ روى له حديثًا واحدًا مُتابعةً
    وأخرجه أحمد 10616 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ به
    وهذا إسناد صحيح
    يزيد ابن هارون ابن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي ثقة متقن عابد من التاسعة مات سنة ست ومائتين وقد قارب التسعين من رجال الجماعة
    ورواية أحمد 10643 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الْجُمُعَةَ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَاخْتَلَفَ النَّاسُ فِيهَا وَهَدَانَا اللَّهُ لَهَا فَالنَّاسُ لَنَا فِيهَا تَبَعٌ، فَالْيَوْمُ لَنَا وَلِلْيَهُودِ غَدًا وَلِلنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ، لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَلِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ»
    وهذا اسناد صحيح
    روح ابن عبادة ابن العلاء ابن حسان القيسي أبو محمد البصري ثقة فاضل له تصانيف من التاسعة مات سنة خمس أو سبع ومائتين من رجال الجماعة
    عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري نزيل بغداد صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في [فضل] العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة مات سنة أربع ويقال سنة ست ومائتين
    من رجال الجماعة سوى البخاري فقد روى له في كتاب خلق أفعال العباد
    وروى عن سعيد بن أبي عروبة وعرف بصحبته ورواية كتبه ، فروايته عنه صحيحة

    سعيد ابن أبي عروبة مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري ثقة حافظ له تصانيف [لكنه] كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة من السادسة مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ومائة من رجال الجماعة

    وهذان المتابعان لبعض يقوى بهما الحديث، أولًا عبد الوهاب سمع سعيدًا قبل اختلاطه، وعلى فرض أنه مدلس فإنه متابع من روح فيصح الحديث، إسنادًا، كما هو صحيح متنًا لمن أنصَفَ.
    أخرجه البخاري 876 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزَ الأَعْرَجَ، مَوْلَى رَبِيعَةَ بْنِ الحَارِثِ، حَدَّثَهُ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»
    الحكم ابن نافع البهراني بفتح الموحدة أبو اليمان الحمصي مشهور بكنيته ثقة ثبت يقال إن أكثر حديثه عن شعيب مناولة من العاشرة مات سنة اثنتين وعشرين ومائتين من رجال الجماعة
    وهذا ليس بعيبٍ عند المحدِّثين فقد رَضِيَ هذا المنهج الإمام الزهري وأبو عاصم الضحاك بن مخلد، ومن قبلهم أبو هريرة الصحابي الجليل وغيرهم
    شعيب ابن أبي حمزة الأموي مولاهم واسم أبيه دينار أبو بشر الحمصي ثقة عابد قال ابن معين من أثبت الناس في الزهري من السابعة مات سنة اثنتين وستين أو بعدها من رجال الجماعة
    عبد الله ابن ذكوان القرشي أبو عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد ثقة فقيه من الخامسة مات سنة ثلاثين ومائة وقيل بعدها من رجال الجماعة
    عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج أبو داود المدني مولى ربيعة ابن الحارث ثقة ثبت عالم من الثالثة مات سنة سبع عشرة ومائة من رجال الجماعة
    قال الذهبي في سير اعلام النبلاء:
    قُلْتُ: فَهَذَا يَدُلُّكَ عَلَى أَنَّ عَامَّةَ مَا يَرْوِيْهِ أَبُو اليَمَانِ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ، وَيُعَبِّرُ عَنْ ذَلِكَ: بِأَخْبَرَنَا، وَرِوَايَاتُ أَبِي اليَمَانِ عَنْهُ ثَابِتَةٌ فِي (الصَّحِيْحَيْنِ) ، وَذَلِكَ بِصِيغَةِ: أَخْبَرَنَا، وَمَنْ رَوَى شَيْئاً مِنَ العِلْمِ بِالإِجَازَةِ عَنْ مِثْلِ شُعَيْبِ بنِ أَبِي حَمْزَةَ، فِي إِتقَانِ كُتُبِهِ وَضَبطِهِ، فَذَلِكَ حُجَّةٌ عِنْدَ المُحَقِّقِيْنَ، مَعَ اشْتِرَاطِ أَنْ يَكُوْنَ الرَّاوِي بِالإِجَازَةِ ثِقَةً، ثَبْتاً أَيْضاً، فَمَتَى فُقِدَ، ضُبِطَ الكِتَابُ المُجَازُ، وَإِتْقَانُهُ،
    وَتحَرِيْرُهُ، أَوْ إِتقَانُ المُجِيْزِ أَوِ المُجَازُ لَهُ، انحَطَّ المَروِيُّ عَنْ رُتْبَةِ الاحْتِجَاجِ بِهِ، وَمَتَى فُقِدَتِ الصِّفَاتُ كُلُّهَا، لَمْ تَصِحَّ الرِّوَايَةُ عِنْدَ الجُمْهُوْرِ.
    وَشُعَيْبٌ -رَحِمَهُ اللهُ- فَقَدْ كَانَتْ كُتُبُهُ نِهَايَةً فِي الحُسْنِ، وَالإِتقَانِ، وَالإِعْرَابِ، وَعَرَفَ هُوَ مَا يُجِيْزُ وَلِمَنْ أَجَازَ، بَلْ رِوَايَةُ كُتُبِهِ بِالوِجَادَةِ (1) كَافٍ فِي الحُجَّةِ، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي اليَمَانِ عَنْهُ بِذَلِكَ دَلِيْلٌ عَلَى إِطْلاَقِ: أَخْبَرَنَا فِي الإِجَازَةِ كَمَا يَتَعَانَاهُ فُضَلاَءُ المُحَدِّثِيْنَ بِالمَغْرِبِ، وَهُوَ ضَرْبٌ مِنَ التَّدْلِيسِ، فَإِنَّهُ يُوهِمُ أَنَّهُ بِالسَّمَاعِ - وَاللهُ أَعْلَمُ -.
    ================================================== ==========
    قال المعلق (1) الوجادة: أن يجد طالب العلم أحاديث بخط راويها، سواء لقيه أو سمع منه، أو لم يلقه ولم يسمع منه، أو أن يجد أحاديث في كتب لمؤلفين معروفين، ولا يجوز له أن يرويها عن أصحابها، بل يقول: وجدت بخط فلان، إذا عرف الخط ووثق منه، أو يقول: قال فلان، أو نحو ذلك.
    وفي " مسند " أحمد شيء كثير من ذلك، نقلها عنه ابنه عبد الله، يقول فيها: وجدت بخط أبي في كتابه.

    وجزم غير واحد من المحققين بوجوب العمل بالوجادة عند حصول الثقة بما يجده، أي: يثق بأن هذا الخبر أو الحديث بخط الشيخ الذي يعرفه، أو يثق بأن الكتاب الذي ينقل منه ثابت النسبة إلى مؤلفه، ولابد بعد ذلك من اشتراط أن يكون المؤلف ثقة مأمونا، وأن يكون إسناد الخبر صحيحا حتى يجب العمل به.

    والوجادة الجيدة، المستوفية للشروط السابقة، لا تقل في الثقة عن الاجازة بأنواعها، والكتب الأصول الامات في السنة وغيرها، تواترت روايتها إلى مؤلفيها بالوجادة ومختلف الأصول الخطية العتيقة الموثوق بها.

    وقال محمد بن اسماعيل البخاري: 896 - حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى فَسَكَتَ

    وروى البخاري : 3486 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ، يَوْمَ القِيَامَةِ بَيْدَ كُلِّ أُمَّةٍ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَا مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا اليَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، فَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى»

    وأخرجه مسلم 19 - (855) وحَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ، وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، ثُمَّ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْنَا، هَدَانَا اللهُ لَهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، الْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ»
    (855) وحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ، وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» بِمِثْلِهِ

    20 - (855) وحَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " نَحْنُ الْآخِرُونَ الْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
    وَنَحْنُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَاخْتَلَفُوا، فَهَدَانَا اللهُ لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ، فَهَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ، هَدَانَا اللهُ لَهُ - قَالَ: يَوْمُ الْجُمُعَةِ - فَالْيَوْمَ لَنَا، وَغَدًا لِلْيَهُودِ، وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى "

    ورواه مسلم من طريق الصحيفة ثم قال 22 - (856) وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، وَوَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ،

    وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا اللهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ» وَفِي رِوَايَةِ وَاصِلٍ الْمَقْضِيُّ بَيْنَهُمْ.

    وأيضا 23 - (856) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، حَدَّثَنِي رِبْعِيُّ بْنُ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هُدِينَا إِلَى الْجُمُعَةِ، وَأَضَلَّ اللهُ عَنْهَا مَنْ كَانَ قَبْلَنَا»، فَذَكَرَ بِمَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ فُضَيْلٍ
    هذا الحديث أخرجه النسائي في السنن الصغرى 1367 – ترقيم الألباني:

    قال أبو عبد الرحمن النسائي: أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة (ح)
    قال سفيان وعن: ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة
    وصححه الألباني وهو كما قال
    سعيد ابن عبد الرحمن ابن حسان ويقال لجده أبو سعيد أبو عبيد الله المخزومي ثقة من صغار العاشرة مات سنة تسع وأربعين ومائتين
    وسفيان هو ابن سعيد ابن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة وكان ربما دلس مات سنة إحدى وستين ومائة وله أربع وستون من رجال الجماعة
    عبد الله ابن ذكوان القرشي أبو عبد الرحمن المدني المعروف بأبي الزناد ثقة فقيه من الخامسة مات سنة ثلاثين ومائة وقيل بعدها من رجال الجماعة
    عبد الرحمن ابن هرمز الأعرج أبو داود المدني مولى ربيعة ابن الحارث ثقة ثبت عالم من الثالثة مات سنة سبع عشرة ومائة من رجال الجماعة، وأبو الزناد راويته
    عبد الله ابن طاوس ابن كيسان اليماني أبو محمد ثقة فاضل عابد من السادسة مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة من رجال الجماعة
    طاوس ابن كيسان اليماني أبو عبد الرحمن الحميري مولاهم الفارسي يقال اسمه ذكوان وطاوس لقب ثقة فقيه فاضل من الثالثة مات سنة ست ومائة وقيل بعد ذلك من رجال الجماعة
    والله الموفق





    «« توقيع موقن »»

  3. #3
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الحديث الثاني:
    قال الإمام أحمد: 8125 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ»
    قلت أخرجه البخاري برقم 2259
    وأخرجه مسلم بأسانيد 112- (2612) حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ يَعْنِي الْحِزَامِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ»

    112- حَدَّثَنَاهُ عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَقَالَ: «إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ»
    113- (2612) حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فذكره
    114-(2612) حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، سَمِعَ أَبَا أَيُّوبَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره
    115 - (2612) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى، (ح)
    وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنِ الْمُثَنَّى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَفِي حَدِيثِ ابْنِ حَاتِمٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    (فإن الله خلق آدم على صورته) هذا من أحاديث الصفات وإن من العلماء من يمسك عن تأويلها ويقول نؤمن بأنها حق وأن ظاهرها غير مراد ولها معنى يليق بها وهذا مذهب جمهور السلف وهو أحوط وأسلم]
    قلت المؤلف كلام المعلق صواب سوى "ظاهرها غير مراد" إذ أنه يلزم أنَّ الله يخاطبنا بما لا نعقلُ، ولو كان كذلك لشنَّع أهل الجاهلية على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا لم يحدث ذلك ولم يتعقَّبوه، مع شدة حرصهم على إمساك زلَّة على القرآن، وعيبِهِ بشتى الوسائل وانتقاصه والاستخفاف به دلَّ أنهم فهموا ذلك القول ولم يتأوِّلوه كما يفعل علماء آخر الزمان، عفا الله عنهم.
    قال الإمام مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح: 116 - (2612) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنِي عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَالِكٍ الْمَرَاغِيِّ وَهُوَ أَبُو أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره
    قال أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزار الحافظ : 2062- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مِسْعَرٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ.
    وعند البزار كذلك: 2063- حَدَّثَنَاهُ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ ، فَلْيَتَّقِ الْوَجْهَ.
    قَالَ الْبَزَّارُ : لا نَعْلَمُ رَوَاهُ هَكَذَا إِلا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، وَلَمْ نَسْمَعْهُ إِلا مِنْ أَحْمَدَ.

    وكلا الإسنادين فيه عطية بن سعيد العوفي وهو ضعيف مدلسٌ، وإذا قال عن أبي سعيدٍ فقد يكون الكلبي لا الخدري، ولكن بعد تتبع مسند البزار وجدتها روايات ثابتة عن أبي سعيد أو أنها صحيحة متنًا والله الموفق
    الحديث الثالث:
    قال أحمد بإسناد الصحيفة: 8138 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ، آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وَذَلِكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] "
    روى مسلم في صحيحه 248 - (157) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَعَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ وَهُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ،
    عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ مِنْ مَغْرِبِهَا آمَنَ النَّاسُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ فَيَوْمَئِذٍ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] "،
    249 - (158) حَدَّثَنَا أَبُو بكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وابْنُ نُميْرٍ، وأَبُو كُريْبٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، (ح)،
    وَحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، كِلَاهُمَا عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (ح)،
    وَحَدَّثَنَا أَبُو بكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، عَنْ زاَئِدَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (ح)،
    وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

    وَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، (ح)،
    وَحَدَّثَنِيهِ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ الْأَزْرَقُ، جَمِيعًا عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ، (ح)،
    وَحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا: طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ "
    قلت المؤلف وشيوخ مسلم وشيوخهم ثقات وقد روى مسلم بطريقته المعتادة وهي متابعات شيوخه لبعضهم وشيوخ شيوخهم وسنترجم من فوقهم:
    إسماعيل ابن جعفر ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي أبو إسحاق القارئ ثقة ثبت من الثامنة مات سنة ثمانين ومائة من رجال الجماعة
    العلاء ابن عبد الرحمن ابن يعقوب الحرقي بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف (نسبة إلى الحرقة) أبو شبل بكسر المعجمة وسكون الموحدة المدني صدوق ربما وهم من الخامسة مات سنة بضع وثلاثين ومائة روى عنه البخاري في جزء القراءة في الصلاة، وباقي الجماعة
    وكذلك أبوه عبد الرحمن ابن يعقوب الجهني المدني مولى الحرقة بضم المهملة وفتح الراء بعدها قاف ثقة من الثالثة روى عنه البخاري في جزء القراءة في الصلاة، وباقي الجماعة

    عمارة ابن القعقاع ابن شبرمة بضم المعجمة والراء بينهما موحدة ساكنة الضبي بالمعجمة والموحدة الكوفي ثقة أرسل عن ابن مسعود وهو من السادسة من رجال الجماعة

    محمد ابن فضيل ابن غزوان بفتح المعجمة وسكون الزاي الضبي مولاهم أبو عبد الرحمن الكوفي صدوق عارف رمي بالتشيع من التاسعة مات سنة خمس وتسعين [ومائة] من رجال الجماعة
    وأبوه فضيل ابن غزوان بفتح المعجمة وسكون للزاي ابن جرير الضبي مولاهم أبو الفضل الكوفي ثقة من كبار السابعة مات بعد سنة أربعين ومائة من رجال الجماعة
    أبو زرعة ابن عمرو ابن جرير ابن عبد الله البجلي الكوفي قيل اسمه هرم وقيل عمرو وقيل عبد الله وقيل عبد الرحمن وقيل جرير ثقة من الثالثة من رجال الجماعة
    سلمان أَبُو حازم الأشجعي الكوفي مولى عزة الأشجعية. ثقة من الثالثة مات على رأس المائة من رجال الجماعة
    رَوَى عَن:
    1- الحسن بْن علي بْن أَبي طالب
    2- وأخيه الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن أَبي طَالِب
    3- وسَعِيد بْن العاص
    4- وعَبد الله بْن الزبير
    5- وعبد الله بْن عُمَر بْن الْخَطَّابِ
    6- وعرفجة الأشجعي
    7- وأبي هُرَيْرة (عند أصحاب الكتب الستة) - وقاعده خمس سنين -
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    (حتى تطلع الشمس من مغربها) قال القاضي عياض رحمه الله هذا الحديث على ظاهره عند أهل الحديث والفقه والمتكلمين من أهل السنة]

    وروى الإمام مسلم: 250 - (159) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ ابْنُ أَيُّوبَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، حَدَّثَنَا يُونُسُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ، - سَمِعَهُ فِيمَا أَعْلَمُ - عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: «أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ
    قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، فَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا تَحْتَ الْعَرْشِ، فَتَخِرُّ سَاجِدَةً، وَلَا تَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُقَالَ لَهَا: ارْتَفِعِي، ارْجِعِي مِنْ حَيْثُ جِئْتِ،
    فَتَرْجِعُ فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَطْلِعِهَا، ثُمَّ تَجْرِي لَا يَسْتَنْكِرُ النَّاسَ مِنْهَا شَيْئًا حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى مُسْتَقَرِّهَا ذَاكَ تَحْتَ الْعَرْشِ، فَيُقَالُ لَهَا: ارْتَفِعِي أَصْبِحِي طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِكِ، فَتُصْبِحُ طَالِعَةً مِنْ مَغْرِبِهَا "،
    فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَتَدْرُونَ مَتَى ذَاكُمْ؟ ذَاكَ حِينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] "،
    إسماعيل ابن إبراهيم ابن مقسم الأسدي مولاهم أبو بشر البصري المعروف بابن علية ثقة حافظ من الثامنة مات سنة ثلاث وتسعين ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين من رجال الجماعة
    يونس ابن عبيد ابن دينار العبدي أبو عبيد البصري ثقة ثبت فاضل ورع من الخامسة مات سنة تسع وثلاثين ومائة من رجال الجماعة
    إبراهيم ابن يزيد ابن شريك التيمي يكنى أبا أسماء الكوفي العابد ثقة إلا أنه يرسل ويدلس من الخامسة مات [دون المائة] سنة اثنتين وتسعين وله أربعون سنة من رجال الجماعة
    قال الشيخ بشار بن عواد في تعليقه على تهذيب كمال اسماء الرجال للمزي في ترجمة إبراهيم " قال الدارقطني: لم يسمع من حفصة ولا من عائشة ولا أدرك زمانهما. وَقَال الكرابيسي: حدث عن زيد بن وهب قليلا أكثرها مدلسة.
    وَقَال أبو داود في كتاب الطهارة من سننه: لم يسمع من عائشة، وكذا قال التِّرْمِذِيّ. وَقَال ابن المديني: لم يسمع من علي ولا من ابن عباس.

    وَقَال الذهبي في الميزان: ثقة، لكن لم يسمع من عائشة ولا حفصة فروايته عنهما فيها إرسال." انتهى
    وأبوه يزيد ابن شريك ابن طارق التيمي الكوفي ثقة يقال إنه أدرك الجاهلية من الثانية مات في خلافة عبد الملك من رجال الجماعة
    أبو ذر الغفاري الصحابي المشهور اسمه جندب ابن جنادة على الأصح، تقدّم إسلامه وتأخرت هجرته فلم يشهد بدرا ومناقبه كثيرة جدا مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان من رجال الجماعة
    قال الإمام مسلم: (159) وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ بَيَانٍ الْوَاسِطِيُّ، أَخْبَرَنَا خَالِدٌ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ اللهِ، عَنْ يُونُسَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا: «أَتَدْرُونَ أَيْنَ تَذْهَبُ هَذِهِ الشَّمْسُ؟» بِمِثْلِ مَعْنَى حَدِيثِ ابْنِ عُلَيَّةَ

    وهذا اسناد يردٌّ على من زعم أن الأعمش تفرد به

    وقال مسلم 43 - (2703) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ، (ح)
    وَحَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ،(ح)
    وحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْأَشَجُّ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ يَعْنِي ابْنَ غِيَاثٍ، كُلُّهُمْ عَنْ هِشَامٍ، (ح)
    وحَدَّثَنِي أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لَهُ - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، تَابَ اللهُ عَلَيْهِ»
    وهذا شاهد لمعنى الحديث

    هشام ابن حسان الأزدي القردوسي بالقاف وضم الدال أبو عبد الله البصري ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين وفي روايته عن الحسن وعطاء مقال لأنه قيل كان يرسل عنهما من السادسة مات سنة سبع أو ثمان وأربعين ومائة من رجال الجماعة
    قال المزي "قال سليمان بن أَبي شيخ: إنما سمي قردوس من جماله.
    وَقَال عَمْرو بن علي: هشام بن حسان، مولى العتيك، نزل درب القراديس، فنسب إليهم." انتهى
    محمد ابن سيرين الأنصاري أبو بكر ابن أبي عمرة البصري ثقة ثبت عابد كبير القدر كان لا يرى الرواية بالمعنى من الثالثة مات سنة عشر ومائة من رجال الجماعة
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ ش (تاب الله عليه) أي قبل توبته ورضي بها]


    وهذا أيضا شاهد عند مسلم 31 - (2759) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي مُوسَى،
    عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا»
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ ش (يبسط يده) قال المازري المراد به قبول التوبة وإنما ورد لفظ بسط اليد لأن العرب إذا رضي أحدهم الشيء بسط يده لقبوله وإذا كرهه قبضها عنه فخوطبوا بأمر حسِّيٍّ يفهمونه وهو مجاز]
    قلت المؤلف: والأولى إمرارها كما جاءت، وإن كانت هذه الكناية معروفة عندهم

    والذين ردُّوا حديث سجود الشمس مختلفون في ذلك، ولم يتكلموا من ناحية الإسناد فلا سبيل للطعن فيه إنما قالوا :
    1- لا يعقل هذا
    2- لا نراها تتغير
    3- أن الشمس لا تتحرك
    قلت المؤلف: أما الحجة الاولى فهذا أمر غيبيٌ، متَّى صحَّت الرواية وجب التصديق بالغيب، قال الله (الم(1) ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين(2) الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون(3) سورة البقرة ، وقال الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌّ يُوحَى) سورة النجم
    وأما الثاني: فإنَّ الناس لا ترى الشمس، ولو رأوها لا يحيطون بها ولا يدركون كلها، ولا ندري كيفية السجود، قال الله في سورة الإسراء (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فهذا يدل أننا لا نفقه تسبيح الشمس وسجودها، فلو علِمنا كيفية ذلك خالفنا القرآن، الذي يزعم العقلانيون أنهم يتبعونه ويتمسَّكون به.
    وقال الله في سورة النور (والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه) وقال الله في سورة النحل (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيّؤ ظلاله عن اليمين والشمائل سُجَّدًا لله وهم داخرون) وقال الله في سورة الرعد (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال)
    وقال الله في سورة الحج (ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير عليه حق العذاب..) فهذه الآية فيها أمور:
    1- إثبات سجود الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس بنص القرآن فلا مجال للخلاف فيه أو الشكِّ، بل الحديث النبوي يؤكد هذا السجود.
    2- أن كثيرا من الناس حقَّ عليهم العذاب بكفرهم وتكذيبهم لآيات الله، ومِن هذهِ الآياتِ سجودُ المخلوقاتِ.
    3- أن المؤمنين يسجدون لله ويُصدِّقون بسجود الكائنات لله.
    وأما القول الثالث أن الشمس لا تتحرك فهو مردود بالنقل والعقل، أما النقل: (لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌّ في فلكٍ يسبحون) سورة يس آية 40 وقوله تعالى (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره) سورة النحل آية 12
    وقوله (وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون) سورة الأنبياء آية 33
    وأما العقل والعلم فقد أثبتا ذلك ، وفي علم الفلك دراسات حول سرعة دوران الشمس حول نفسها وحول المجرة، وأن الأرض والكواكب تدور حولها..
    وقال الإمام مسلم 39 - (2901) حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ - وَاللَّفْظُ لِزُهَيْرٍ، قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا، وقَالَ الْآخَرَانِ: حَدَّثَنَا - سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ، قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْنَا وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ،
    فَقَالَ: «مَا تَذَاكَرُونَ؟» قَالُوا: نَذْكُرُ السَّاعَةَ،
    قَالَ: " إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ - فَذَكَرَ - الدُّخَانَ، وَالدَّجَّالَ، وَالدَّابَّةَ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنُزُولَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيَأَجُوجَ وَمَأْجُوجَ، وَثَلَاثَةَ خُسُوفٍ: خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ،
    وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ بِجَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَآخِرُ ذَلِكَ نَارٌ تَخْرُجُ مِنَ الْيَمَنِ، تَطْرُدُ النَّاسَ إِلَى مَحْشَرِهِمْ "
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    (فذكر الدخان) هذا الحديث يؤيد قول من قال إن الدخان دخان يأخذ بأنفاس الكفار ويأخذ المؤمن منه كهيئة الزكام وأنه لم يأت بعد وإنما يكون قريبا من قيام الساعة وقد سبق في 50/ 39 40 41 قول من قال هذا وإنكار ابن مسعود عليه وإنه قال إنما هو عبارة عما نال قريش من القحط حتى كانوا يرون بينهم وبين السماء كهيئة الدخان.
    وقد وافق ابن مسعود جماعة وقال بالقول الآخر حذيفة وابن عمر والحسن ورواه حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه يمكث في الأرض أربعين يوما ويحتمل أنهما دخانان للجمع بين هذه الآثار
    (والدابة) هي المذكورة في قوله تعالى وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم قال المفسرون هي دابة عظيمة تخرج من صدع في الصفا وعن ابن عمرو بن العاص أنها الجساسة المذكورة في حديث الدجال
    (وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم وفي رواية تخرج من قعرة عدن) هكذا هو في الأصول ومعناه من أقصى قعر أرض عدن وعدن مدينة معروفة مشهورة باليمن]

    وهذا متابع آخر عند مسلم 118 - (2941) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ،
    سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا، طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا، فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا»،
    محمد ابن بشر العبدي أبو عبد الله الكوفي ثقة حافظ من التاسعة مات سنة ثلاث ومائتين من رجال الجماعة
    يحيى ابن سعيد ابن حيان بمهملة وتحتانية أبو حيان التيمي الكوفي ثقة عابد من السادسة مات سنة خمس وأربعين ومائة من رجال الجماعة
    أَبُو زُرْعَة بْن عَمْرو بْن جرير بْن عَبد اللَّه البجلي الكوفي، ثقة من الثالثة من رجال الجماعة
    وعبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي الجليل
    وأخرج مسلم في صحيحه: 128 - (2947) حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، وَابْنُ حُجْرٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ يَعْنُونَ ابْنَ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا: طُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، أَوِ الدُّخَانَ، أَوِ الدَّجَّالَ، أَوِ الدَّابَّةَ، أَوْ خَاصَّةَ أَحَدِكُمْ أَوْ أَمْرَ الْعَامَّةِ "
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ ش (بادروا بالأعمال ستا) أي سابقوا ست آيات دالة على وجود القيامة قبل وقوعها وحلولها فإن العمل بعد وقوعها وحلولها لا يقبل ولا يعتبر]

    قلت المؤلف: ومن تتبع هذه الروايات علم أن طلوع الشمس من مغربها ثابتٌ حقٌّ صدْقٌّ لا مِرية فيه ولا شك
    وروى البخاري 4635 - حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الوَاحِدِ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا، فَذَاكَ حِينَ: {لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ} [الأنعام: 158] "
    وقد رواه ابن ماجة 4068 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة فذكره وصححه الألباني

    وكذلك عند البخاري 6506 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا،
    فَإِذَا طَلَعَتْ فَرَآهَا النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ: {لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} [الأنعام: 158] وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ، وَلاَ يَطْوِيَانِهِ،
    وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا "
    __________
    [تعليق مصطفى البغا]
    (نشر الرجلان ثوبهما) ليتبايعاه.
    (لقحته) هي الناقة الحلوب.
    (يليط) يصلح ويطين.
    (أكلته) لقمته.
    (فلا يطعمها) فلا يأكلها ويحول بينه وبين أكلها قيام الساعة فجأة وبأسرع من دفع اللقمة إلى الفم]

    وقد أخرجه البخاري موصولا برواية عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة فلا سبيل إلى إنكاره على همَّام

    الحديث الرابع:
    قال الإمام أحمد بإسناد الصحيفة: 8140 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ يَمِينَ اللَّهِ مَلْأَى، لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»
    «أَرَأَيْتُمْ مَا أُنْفِقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ»
    قَالَ: «وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْقَبْضُ، يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ»
    أخرجه مسلم 36 - (993) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ "
    وَقَالَ «يَمِينُ اللهِ مَلْأَى - وَقَالَ ابْنُ نُمَيْرٍ مَلْآنُ - سَحَّاءُ لَا يَغِيضُهَا شَيْءٌ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»
    وأخرجه البخاري 4684 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ، وَقَالَ: يَدُ اللَّهِ مَلْأَى لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ،
    وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى المَاءِ، وَبِيَدِهِ المِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ " وبرقم 7411 ومن طريق معمر عن همام عن ابي هريرة 7419
    فنجد هنا أغلب روايات همام يتابعه عليها الأعرج
    كما أن معمرًا متابعٌ من أبي الزناد، وعبد الرزاق يتابعه شعيب فما الداعي إلى إنكار هذه الأحاديث سوى التعصَّب المذهبي البغيض، أو الطعن في دين الإسلام بغير علمٍ
    إلا إن أرادوا تعصيب الجناية بأبي هريرة وهذا مالا يقدرون على التصريح به حتى لا يخرجوا من الإسلام طوعًا.
    قال المزيُّ في تهذيب كمال أسماء الرجال عند ترجمة أبي زرعة الرازي: "َقَل أَبُو جَعْفَر التستري أَيْضًا: سمعت أبا زرعة يَقُول: إِذَا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فاعلم أَنَّهُ زنديق،
    وذَلِكَ أَن الرَّسُول عندنا حق والْقُرْآن حق، وإنما أدى إلينا هَذَا الْقُرْآن والسنن أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وإنما يريدُونَ أَن يجرحوا شُهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح أولى بِهِمْ، وهم زنادقة."
    وروى مسلم شاهدًا له وروى مسلم 293 - (179) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ،
    يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ".
    وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، وَلَمْ يَقُلْ: حَدَّثَنَا.
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ ش (لا ينام ولا ينبغي له أن ينام) معناه أنه سبحانه وتعالى لا ينام وأنه يستحيل في حقه النوم فإن النوم انغمار وغلبة على العقل يسقط به الإحساس والله تعالى منزه عن ذلك وهو مستحيل في حقه جل وعلا
    (يخفض القسط ويرفعه) قال ابن قتيبة القسط الميزان وسمي قسطا لأن القسط العدل وبالميزان يقع العدل والمراد أن الله تعالى يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرتفعة ويوزن من أرزاقهم النازلة
    (يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل) معناه والله أعلم يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار الذي بعده وعمل النهار قبل عمل الليل الذي بعده
    (حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه) السبحات جمع سبحة قال صاحب العين والهروي وجميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين معنى سبحات وجهه نوره وجلاله وبهاؤه أما الحجاب فأصله في اللغة المنع والستر،
    وحقيقة الحجاب إنما تكون للأجسام المحدودة والله تعالى منزه عن الجسم والحد والمراد هنا المانع من رؤيته وسمي ذلك المانع نورا أو نارا لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما.
    والمراد بالوجه الذات والمراد بما انتهى إليه بصره من خلقه جميع المخلوقات لأن بصره سبحانه وتعالى محيط بجميع الكائنات ولفظة من لبيان الجنس لا للتبعيض والتقدير لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المسمى نورا أو نارا وتجلى لخلقه لأحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته]

    قلت المؤلف: وقول الشارح منزه عن الحد والجسم هو مما أُخِذ على المعتزلة ونزاعهم الشديد مع الأشاعرة، بين مثبتٍ ونافٍ، والقول الفصل في المسألة هو ألا نقول إلا ما قاله الله ورسوله، فما أثبتاه من صفة أثبتناه وما نفيا نفيناه، وما سكتوا عنه – كالجسم والحد – فنسكت عنه ولا نخوض فيه،
    وإلا كُنّا كمن قال الله فيهم (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) سورة الأعراف آية 33

    وقال مسلم بن الحجاج رحمه الله: 295 - (179) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى، وَابْنُ بَشَّارٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي شُعْبَةُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، عَنْ أَبِي مُوسَى، قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَرْبَعٍ: «إِنَّ اللهَ لَا يَنَامُ وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَرْفَعُ الْقِسْطَ وَيَخْفِضُهُ، وَيُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ النَّهَارِ بِاللَّيْلِ، وَعَمَلُ اللَّيْلِ بِالنَّهَارِ»
    وأخرج الطبراني في الكبير
    6557 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمُعَلَّى الدِّمَشْقِيُّ، وَعَبْدَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَا: ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا مُعَاوِيَةُ بْنُ يَحْيَى، ثنا الزُّبَيْدِيُّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ سَبْرَةَ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمِيزَانُ بِيَدِ اللهِ، يَرْفَعُ أَقْوَامًا وَيَضَعُ قَوْمًا، وَقَلَبُ ابْنِ آدَمَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ، إِنْ شَاءَ أَزَاغَهُ، وَإِنْ شَاءَ أَقَامَهُ»

    وهذا إسناد ضعيف

    أحمد بن المعلى بن يزيد أبو بكر الأسدي الدمشقي.
    حدث عن: عبد الله بن يزيد بن راشد القرشي، وسليمان بن عبد الرحمن، وصفوان بن صالح، وختنه دحيم، وأبي داود السجستاني، وغيرهم.
    وعنه: أبو القاسم الطبراني في " معاجمه "، ووصف بالقاضي، وأبو عبد الرحمن النسائي، وأبو عوانة الإسفراييني، وابن جوصاء، وغيرهم.
    قال النسائي: لا بأس به. وقال ابن عساكر: قاضي دمشق، نيابة عن أبي زرعة. ووثقه الهيثمي، وقال الحافظ ابن حجر: صدوق. وأقره الألباني
    مات في شهر رمضان سنة ست وثمانين ومائتين.

    قلت المنصوري قاضٍ لا بأس به
    قلت المؤلف وقول ابن حجر صدوق أولى، قال في التقريب: أحمد ابن المعلى ابن يزيد الأسدي الدمشقي أبو بكر صدوق من الثانية عشرة مات سنة ست وثمانين ومائتين من رجال النسائي وحده

    وشيخه الثاني: عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد أبو محمد القاضي العسكري الجواليقي الأهوازي عبدان.
    حدث عن: عاصم بن النضر الأحول، وهدبة بن خالد، وابن أبي شيبة، وهشام بن عمار، وزيد بن الحريش، وكامل بن طلحة، وغيرهم.
    وعنه: أبو القاسم الطبراني وأكثر عنه في " معاجمه "، وابن قانع، وأبو بكر الإسماعيلي في " معجمه "، وسكت عنه، وابن المقرئ، وغيرهم.
    قال أبو علي النيسابوري كان يحفظ مائة ألف حديث، وما رأيت في المشايخ أحفظ منه. قال الخطيب: كان أحد الثقات الحفاظ الأثبات جمع المشايخ والأبواب.
    وقال ابن عساكر: أحد الحفاظ المجودين المكثرين. وقال السمعاني: كان أحد أئمة الحديث وممن رحل وجمعه وهب في طلبه، وكان من الحفاظ الأثبات، جمع المشايخ والأبواب.
    وقال أحمد بن كامل: كان في الحديث إماما.
    وقال الذهبي: الحجة الحافظ العلامة صاحب التصانيف وكان من أئمة هذا الشأن.
    وقال الألباني: هو من الحفاظ المترجمين في " تذكرة الذهبي ".
    ولد سنة ست عشرة ومائتين، ومات في آخر ذي الحجة سنة ست وثلاثمائة، وقيل: سبع وثلاثمائة، قال الخطيب: الأول هو الصواب.
    قلت المنصوري: (ثقة حافظ مصنف)

    هشام ابن عمار ابن نصير بنون مصغر السلمي الدمشقي الخطيب صدوق مقرئ كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح من كبار العاشرة من رجال الجماعة عدا مسلمٍ

    قال الحافظ ابن حجر في التقريب:
    6772- معاوية ابن يحيى الصدفي أبو روح الدمشقي سكن الري ضعيف وما حدث بالشام أحسن مما حدث بالري من السابعة
    6773- معاوية ابن يحيى الطرابلسي أبو مطيع أصله من دمشق أو حمص صدوق له أوهام وغلط من خلطه بالذي قبله فقد قال ابن معين وأبو حاتم وغيرهما الطرابلسي أقوى من الصدفي وعكس الدارقطني من السابعة أيضا وهذا راوي الحديث هنا
    والزبيدي جمعٌ وتعمِيَتُهُ تدليسٌ: ولم أعرفه وليس عند الطبراني في معجمه الكبير من رواية معاوية بن يحيى عن الزبيدي سوى هذا الحديث فالظاهر أنه غير معروف بالراوية أو كنَّاه تضعيفًا له والله أعلم
    وقد يكون هو "محمد ابن الوليد ابن عامر الزبيدي بالزاي والموحدة مصغر أبو الهذيل الحمصي القاضي ثقة ثبت من كبار أصحاب الزهري من السابعة مات سنة ست أو سبع أو تسع وأربعين ومائة من رجال الشيخين"
    وقد ظننت هذا لأنهم ذكروا أنه لم يسمع من جبير بن نفير، وقد عنعن الحديث فيكون منقطعًا من هذا الوجه
    جبير ابن نفير بنون وفاء مصغرا ابن مالك ابن عامر الحضرمي الحمصي ثقة جليل من الثانية مخضرم ولأبيه صحبة فكأنه هو ما وفد إلا في عهد عمر مات سنة ثمانين وقيل بعدها من رجال الجماعة عدا البخاري فقد روى له في الأدب المفرد

    وسبرة بن فاتك الشامي الأسدي له صحبة روى عنه جبير ابن نفير حديث اللقوح سمعت أبي يقول ذلك ، كذا من الجرح والتعديل
    وقيل سمرة بن فاتك ووثقه ابن حبان في ثقاته.





    «« توقيع موقن »»

  4. #4
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الحديث الخامس:
    قال الإمام أحمد بإسناد الصحيفة : 8142 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ كِسْرَى، ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَقَيْصَرُ لَيَهْلِكَنَّ، ثُمَّ لَا يَكُونُ قَيْصَرُ بَعْدَهُ، وَلَتُقَسِّمُنَّ كُنُوزَهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»

    وقد رواه البخاري 3121 - حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ، سَمِعَ جَرِيرًا، عَنْ عَبْدِ المَلِكِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ» وأخرجه 6629
    وهذه متابعة من غير طريق أبي هريرة
    وأخرج البخاري 3120 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلاَ كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ فَلاَ قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ»
    وأخرجه كذلك 3618 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره
    ورواه مسلم 75 - (2918) حَدَّثَنَا عَمْرٌو النَّاقِدُ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ - قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، (ح)
    وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، (ح)
    وحَدَّثَنِي ابْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ مَاتَ كِسْرَى، فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ، وَإِذَا هَلَكَ قَيْصَرُ، فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتُنْفَقَنَّ كُنُوزُهُمَا فِي سَبِيلِ اللهِ»
    قلت المؤلف: أي رواه معمر ويونس وسفيان بن سعيد عن الزهري
    هذا الحديث قال عنه النووي وابن كثير وابن حجر أنه من علامات النبوة، وأنه تحقق فلا مُلك للأكاسرة اليوم، ولا ملك للروم في بلاد العرب وهي الشام ومصر وهذا المقصد من قيصر
    لا ما فهمه بعض الفلاسفة المعاصرين "عدنان إبراهيم" زاعمًا أن نصف الحديث الأول صحيح والثاني لم يَقُلْهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا إنما أُتِيَ من سوء فهمه وقلة بحثه في كتب الأولين لمعرفة شرح الحديث وأموره
    فإنه لو عاد لفتح الباري للحافظ ابن حجر، أو شرح مسلم للنووي لوجد الجواب
    واحتجَّ بقول الشيخ محمد رشيد رضا - أن أجوبة ابن حجر في فتح الباري - يعجبك بعضها ولا يعجبك الآخر، فنقول له:
    1- لا حجة لأحد سوى النبي صلى الله عليه وسلم ، والسلف الصالح الذين فهموا كلامه
    2- علماء أهل السنة هم مترجمو الأحاديث النبوية ومعانيها لا العلماء الذين اخذوا من الأشاعرة شيئا ومن المعتزلة شيئا ومن الشيعة شيئا ومن التصوف غيره
    3- الشيخ محمد رشيد رضا اللبناني رجل فاضل حقيقة لكن له أخطاء لا يُتابع عليها في الفقه والتفسير والسيرة ، فهذه من ذنبه المغفور لا من سعيه المشكور
    4- وإذا احتجَّ عدنان إبراهيم ، الذي تربَّى في فينا ورضع منها العلوم الشرعية كما يقول، فإنَّ علماءنا خيرٌ من آلافٍ منه، مِمَّن درسوا في مدارس الصحابة والتابعين ومن سار على نهجم واقتفى آثارهم، ممن لا يعطِّلون الاحاديث عن معانيها، بل يفهمونها على فهم السلف الصالح
    5- أنَّ "عدنان ابراهيم" هذا خرِّيج "النمسا" الذي رضع علوم الغربِ قد اقتطع جزءًا من الكلام، وهذه طريقة أهل البدع يأخذون ما لهم ويدعون ما عليهم، فمن "رشيد رضا" إذا وضعناه بجانب علماء أهل السنة الأوائل والاواخر الذين قَبِلوا هذا الحديث؟ ما قيمته العلمية ؟ نَعَم له فضل في الدفاع عن السيرة النبوية، لكن في علم الحديث فهو مزجى الحديثِ، يعلمُ ذلك من قرأ كتبه في السيرة التي حقَّقها غيره.
    قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي المصري رحمه الله في كتابه الجليل فتح الباري شرح صحيح البخاري
    "
    [3618] قَوْلُهُ كِسْرَى بِكَسْرِ الْكَافِ وَيَجُوزُ الْفَتْحُ وَهُوَ لَقَبٌ لِكُلِّ مَنْ وَلِيَ مَمْلَكَةَ الْفُرْسِ وَقَيْصَرُ لَقَبٌ لِكُلِّ من ولي مملكة الرّوم
    قَالَ بن الْأَعْرَابِيِّ الْكَسْرُ أَفْصَحُ فِي كِسْرَى وَكَانَ أَبُو حَاتِمٍ يَخْتَارُهُ وَأَنْكَرَ الزَّجَّاجُ الْكَسْرَ عَلَى ثَعْلَبٍ وَاحْتَجَّ بِأَنَّ النِّسْبَةَ إِلَيْهِ كَسْرَوِيٌّ بِالْفَتْحِ وَرَدَّ عَلَيْهِ بن فَارِسٍ بِأَنَّ النِّسْبَةَ قَدْ يُفْتَحُ فِيهَا مَا هُوَ فِي الْأَصْلِ مَكْسُورٌ أَوْ مَضْمُومٌ
    كَمَا قَالُوا فِي بَنِي تَغْلِبَ بِكَسْرِ اللَّامِ تَغْلَبِيٌّ بِفَتْحِهَا وَفِي سَلِمَةَ كَذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهِ حُجَّةٌ عَلَى تَخْطِئَةِ الْكَسْرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
    وَقَدِ اسْتُشْكِلَ هَذَا مَعَ بَقَاءِ مَمْلَكَةِ الْفُرْسِ لِأَنَّ آخِرَهُمْ قُتِلَ فِي زَمَانِ عُثْمَانَ وَاسْتُشْكِلَ أَيْضًا مَعَ بَقَاءِ مَمْلَكَةِ الرُّومِ وَأُجِيبَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ الْمُرَادَ لَا يَبْقَى كِسْرَى بِالْعِرَاقِ وَلَا قَيْصَرُ بِالشَّامِ وَهَذَا مَنْقُولٌ عَنِ الشَّافِعِيِّ.
    قَالَ وَسَبَبُ الْحَدِيثِ أَنَّ قُرَيْشًا كَانُوا يَأْتُونَ الشَّامَ وَالْعِرَاقَ تُجَّارًا فَلَمَّا أَسْلَمُوا خَافُوا انْقِطَاعَ سَفَرِهِمْ إِلَيْهِمَا لِدُخُولِهِمْ فِي الْإِسْلَامِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ لَهُمْ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِهِمْ وَتَبْشِيرًا لَهُمْ بِأَنَّ مُلْكَهُمَا سَيَزُولُ عَنِ الْإِقْلِيمَيْنِ الْمَذْكُورَيْنِ،
    وَقِيلَ الْحِكْمَةُ فِي أَنَّ قَيْصَرَ بَقِيَ مُلْكُهُ وَإِنَّمَا ارْتَفَعَ مِنَ الشَّامِ وَمَا وَالَاهَا وَكِسْرَى ذَهَبَ مُلْكُهُ أَصْلًا وَرَأْسًا أَنَّ قَيْصَرَ لَمَّا جَاءَهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَهُ وَكَادَ أَنْ يُسْلِمَ كَمَا مَضَى بَسْطُ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ وَكِسْرَى لَمَّا أَتَاهُ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَزَّقَهُ فَدَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُمَزَّقَ مُلْكُهُ كُلَّ مُمَزَّقٍ فَكَانَ كَذَلِكَ
    قَالَ الْخَطَّابِيُّ مَعْنَاهُ فَلَا قَيْصَرَ بَعْدَهُ يَمْلِكُ مِثْلَ مَا يَمْلِكُ وَذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ بِالشَّامِ وَبِهَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ الَّذِي لَا يَتِمُّ لِلنَّصَارَى نُسُكٌ إِلَّا بِهِ وَلَا يَمْلِكُ عَلَى الرُّومِ أَحَدٌ إِلَّا كَانَ قَدْ دَخَلَهُ إِمَّا سِرًّا وَإِمَّا جَهْرًا فَانْجَلَى عَنْهَا قَيْصَرُ وَاسْتُفْتِحَتْ خَزَائِنُهُ وَلَمْ يَخْلُفْهُ أَحَدٌ مِنَ الْقَيَاصِرَةِ فِي تِلْكَ الْبِلَادِ بَعْدَهُ
    وَوَقَعَ فِي الرِّوَايَةِ الَّتِي فِي بَابِ الْحَرْبُ خَدْعَةٌ مِنْ كِتَابِ الْجِهَادِ هَلَكَ كِسْرَى ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ وَلَيَهْلِكَنَّ قَيْصَرُ قِيلَ وَالْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ لَمَّا هَلَكَ كِسْرَى بْنُ هُرْمُزَ كَمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرَةَ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ قَالَ بَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ مَلَّكُوا عَلَيْهِمُ امْرَأَةً الْحَدِيثَ وَكَانَ ذَلِكَ لَمَّا مَاتَ شِيرَوَيْهِ بْنُ كِسْرَى
    فَأَمَّرُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَهُ بُورَانَ وَأَمَّا قَيْصَرُ فَعَاشَ إِلَى زَمَنِ عُمَرَ سَنَةَ عِشْرِينَ عَلَى الصَّحِيحِ وَقِيلَ مَاتَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي حَارَبَ الْمُسْلِمِينَ بِالشَّامِّ وَلَدُهُ وَكَانَ يُلَقَّبُ أَيْضًا قَيْصَرَ وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَالْمُرَادُ مِنَ الْحَدِيثِ وَقَعَ لَا مَحَالَةَ لِأَنَّهُمَا لَمْ تبْق مملكتها عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي كَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا قَرَّرْتُهُ
    قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِي الْكَلَامِ عَلَى الرِّوَايَةِ الَّتِي لَفْظُهَا إِذَا هَلَكَ كِسْرَى فَلَا كِسْرَى بَعْدَهُ وَعَلَى الرِّوَايَةِ الَّتِي لَفْظُهَا هَلَكَ كِسْرَى ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ بَوْنٌ وَيُمْكِنُ الْجَمْعُ بِأَنْ يَكُونَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعَ أَحَدَ اللَّفْظَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ كِسْرَى وَالْآخَرَ بَعْدَ ذَلِكَ قَالَ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَقَعَ التَّغَايُرُ بِالْمَوْتِ وَالْهَلَاكِ فَقَوْلُهُ إِذَا هَلَكَ كِسْرَى أَيْ هَلَكَ مُلْكُهُ وَارْتَفَعَ
    وَأَمَّا قَوْلُهُ مَاتَ كِسْرَى ثُمَّ لَا يَكُونُ كِسْرَى بَعْدَهُ فَالْمُرَادُ بِهِ كِسْرَى حَقِيقَةً اه
    وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ هَلَكَ كِسْرَى تَحَقُّقَ وُقُوعِ ذَلِكَ حَتَّى عَبَّرَ عَنْهُ بِلَفْظِ الْمَاضِي وَإِنْ كَانَ لَمْ يَقَعْ بَعْدُ لِلْمُبَالَغَةِ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ تَعَالَى أَتَى أَمر الله فَلَا تستعجلوه وَهَذَا الْجَمْعُ أَوْلَى لِأَنَّ مَخْرَجَ الرِّوَايَتَيْنِ مُتَّحِدٌ فَحَمْلَهُ عَلَى التَّعَدُّدِ عَلَى خِلَافِ الْأَصْلِ فَلَا يُصَارُ إِلَيْهِ مَعَ إِمْكَانِ هَذَا الْجَمْعِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ" انتهى
    الحديث السادس:
    قال الإمام أحمد بإسناده عن عبد الرزاق عن معمر عن همام عن ابي هريرة قال 8154 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رَأَى عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ عِيسَى: سَرَقْتَ؟ قَالَ: كَلَّا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، قَالَ عِيسَى: آمَنْتُ بِاللَّهِ، وَكَذَّبْتُ عَيْنِي "
    رواه البخاري 3444 ومسلم (2368) من طريق عبد الرزاق به
    وأخرجه ابن ماجة 2102 حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا حاتم بن إسمعيل عن أبي بكر بن يحيى بن النضر عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال رأى عيسى ابن مريم رجلا يسرق فقال أسرقت فقال لا والذي لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت بصري.
    وصححه الألباني وهو كما قال متنًا لا إسنادًا
    فهذا الإسناد ضعيف لجهالة أبي بكر بن يحيى بن النضر
    يعقوب ابن حميد ابن كاسب المدني نزيل مكة وقد ينسب لجده صدوق ربما وهم من العاشرة مات سنة أربعين أو إحدى وأربعين ومائتين
    حاتم ابن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم أصله من الكوفة صحيح الكتاب صدوق يهم من الثامنة مات سنة ست أو سبع وثمانين ومائة من رجال الجماعة
    أبو بكر ابن يحيى ابن النضر الأنصاري المدني مستور من السابعة يعني لا يعرف حاله لأنه لم يروِ عنه سوى أبيه ومحمد بن عمر الواقدي وهذا الأخير متروك
    وأبوه يحيى ابن النضر الأنصاري المدني ثقة من الرابعة
    وأخرجه أحمد من طريق آخر 8973 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، عَنِ الْحَسَنِ، وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: وَلَا أَعْلَمُهُ إِلَّا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " رَأَى عِيسَى رَجُلًا يَسْرِقُ، فَقَالَ لَهُ: يَا فُلَانُ أَسَرَقْتَ؟ قَالَ: لَا، وَاللَّهِ مَا سَرَقْتُ، قَالَ: آمَنْتُ بِاللَّهِ وَكَذَّبْتُ بَصَرِي "
    وهذا إسناد ضعيف فيه علَّتان
    1- الحسن البصري ثقة جليل لكنه مدلس وقد عنعنه ولم يسمع من أبي هريرة سوى أحاديث قليلة ولم يصرح بالسماع
    2- حميد الطويل كذلك ثقة جليل لكنه مدلس ولم يصرح بالسماع
    3- فيه رجل لم يسمَّ
    وقد صحح الشيخ أحمد شاكر هذا الحديث برواية صحيفة همام، بل وصحح جميع أحاديث هذه الصحيفة ولم يعلَّ أحدًا منها بالعقلانيات بل أجاب عن تأويل بعض النصوص في تعليقه على المسند – جزاه الله خيرا –
    وأخرجه النسائي في السنن الصغرى بترقيم الألباني:
    5427 أخبرنا أحمد بن حفص قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عيسى ابن مريم عليه السلام رجلا يسرق فقال له أسرقت قال لا والله الذي لا إله إلا هو قال عيسى عليه السلام آمنت بالله وكذبت بصري .
    وصححه الألباني وهو كما قال على شرط البخاري

    أحمد ابن حفص ابن عبد الله ابن راشد السلمي النيسابوري أبو علي ابن أبي عمرو صدوق من الحادية عشرة مات سنة ثمان وخمسين ومائتين من رجال البخاري والنسائي
    وأبوه حفص ابن عبد الله ابن راشد السلمي أبو عمرو النيسابوري قاضيها صدوق من التاسعة مات سنة تسع ومائتين من رجال البخاري والنسائي وابن ماجة
    إبراهيم ابن طهمان الخراساني أبو سعيد سكن نيسابور ثم مكة ثقة يُغرب وتُكلِّم فيه للإرجاء ويقال رجع عنه من السابعة مات سنة ثمان وستين ومائة من رجال الجماعة
    موسى ابن عقبة ابن أبي عياش بتحتانية ومعجمة الأسدي مولى آل الزبير ثقة فقيه إمام في المغازي من الخامسة ، مات سنة إحدى وأربعين وقيل بعد ذلك من رجال الجماعة
    صفوان ابن سليم المدني أبو عبد الله الزهري مولاهم ثقة مُفتٍ عابد رُمِيَ بالقدر من الرابعة مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة وله اثنتان وسبعون سنة من رجال الجماعة
    عطاء ابن يسار الهلالي أبو محمد المدني مولى ميمونة ثقة فاضل صاحب مواعظ وعبادة من صغار الثانية مات سنة أربع وتسعين وقيل بعد ذلك من رجال الجماعة
    الحديث السابع:
    قال الإمام أحمد: 8158 - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلَى الْأَرْضِ؟ فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي أَعْطَاكَ اللَّهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ، وَاصْطَفَاكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَانَ قَدْ كُتِبَ عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ قَبْلِ أَنْ أُخْلَقَ؟ " قَالَ: «فَحَاجَّ آدَمُ مُوسَى»
    ورواه أحمد 9989 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ، قَالَ حَمَّادٌ، عَنْ عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَقِيَ آدَمَ مُوسَى، فَقَالَ: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ الْجَنَّةَ، ثُمَّ فَعَلْتَ، فَقَالَ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي كَلَّمَكَ اللَّهُ، وَاصْطَفَاكَ بِرِسَالَتِهِ، وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ، ثُمَّ أَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ؟ قَالَ: لَا، بَلِ الذِّكْرُ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "،
    وهذا حديث إسناده حسن
    عمار ابن أبي عمار مولى بني هاشم [ويقال: مولى بني الحارث] أبو عمر [أبو عمرو] ويقال أبو عبد الله صدوق ربما أخطأ من الثالثة مات بعد العشرين ومائة من رجال الجماعة عدا البخاري
    وقال أحمد 9990 - حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ – هو ابن سلمة -، ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
    قال حماد وَ – عن - حُمَيْدٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ رَجُلٍ، قَالَ حَمَّادٌ أَظُنُّهُ جُنْدُبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَقِيَ آدَمَ مُوسَى» ، فَذَكَرَ مَعْنَاهُ

    وهذا إسناد صحيح على شرط مسلمٍ والإسناد ثاني فيه تدليس الحسن ورجل مبهم وهذا لا يضر لأنها متابعة
    روى مسلم في صحيحه:

    13 - (2652) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، وَأَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ جَمِيعًا، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ حَاتِمٍ وَابْنِ دِينَارٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى،
    فَقَالَ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى، اصْطَفَاكَ اللهُ بِكَلَامِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ "
    فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى» وَفِي حَدِيثِ ابْنِ أَبِي عُمَرَ وَابْنِ عَبْدَةَ، قَالَ أَحَدُهُمَا: خَطَّ، وقَالَ الْآخَرُ: كَتَبَ لَكَ التَّوْرَاةَ بِيَدِهِ
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    (احتج آدم موسى) قال أبو الحسن القابسي معناه التقت أرواحهما في السماء فوقع الحجاج بينهما قال القاضي عياض ويحتمل أنه على ظاهره وأنهما اجتمعا بأشخاصهما
    (خيبتنا) أي أوقعتنا في الخيبة وهي الحرمان والخسران وقد خاب يخيب ويخوب ومعناه كنت سبب خيبتنا وإغوائنا بالخطئية التي ترتب عليها إخراجك من الجنة ثم تعرضنا نحن لإغواء الشياطين والغي الانهماك في الشر
    (بيده) في اليد هنا المذهبان السابقان في كتاب الإيمان ومواضع في أحاديث الصفات أحدهما الإيمان بها ولا يتعرض لتأويلها مع أن ظاهرها غير مراد والثاني تأويلها على القدرة
    ]قلت المؤلف بل هي على ظاهرها دون تأويل ولا تحريف ولا تعطيل، نثبتُ ما أثبته الله وننفي ما نفاه ولا نخوض فيما لا نعلم.
    وتأويلها بالقدرة باطل لأنَّها في آيات وصفت بالتثنية والجمع والقدرة لا تتعدَّدُ.[
    (قدَّره الله علي) المراد بالتقدير هنا الكتابة في اللوح المحفوظ أو في صحف التوراة وألواحها
    (فحج آدم موسى) هكذا الرواية في جميع كتب الحديث باتفاق الناقلين والرواة والشراح وأهل الغريب فحجَّ آدمُ موسى برفع آدم وهو فاعل أي غلبه بالحجة وظهر عليه بها]

    قال الإمامُ الحافظُ السِّراجُ مسلم بن الحجاج رحمه الله: 14 - (2652) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ، فِيمَا قُرِئَ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " تَحَاجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى،
    فَقَالَ لَهُ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَغْوَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ وَاصْطَفَاهُ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَتِهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟ "
    وروى مسلم في صحيحه: 15 - (2652) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ الْأَنْصَارِيِّ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ عِيَاضٍ، حَدَّثَنِي الْحَارِثُ بْنُ أَبِي ذُبَابٍ، عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ هُرْمُزَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، قَالَا: سَمِعْنَا أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عِنْدَ رَبِّهِمَا، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى،
    قَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَنَفَخَ فِيكَ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلَائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ فِي جَنَّتِهِ، ثُمَّ أَهْبَطْتَ النَّاسَ بِخَطِيئَتِكَ إِلَى الْأَرْضِ، فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلَامِهِ وَأَعْطَاكَ الْأَلْوَاحَ فِيهَا تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا، فَبِكَمْ وَجَدْتَ اللهَ كَتَبَ التَّوْرَاةَ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ،
    قَالَ مُوسَى: بِأَرْبَعِينَ عَامًا، قَالَ آدَمُ: فَهَلْ وَجَدْتَ فِيهَا وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَفَتَلُومُنِي عَلَى أَنْ عَمِلْتُ عَمَلًا كَتَبَهُ اللهُ عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ " قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»
    إسحاق ابن موسى ابن عبد الله ابن موسى ابن عبد الله ابن يزيد الخطمي [الأنصاري] أبو موسى المدني قاضي نيسابور ثقة متقن من العاشرة مات سنة أربع وأربعين ومائتين من رجال مسلمٍ
    أنس ابن عياض ابن ضمرة أو عبد الرحمن الليثي أبو ضمرة المدني ثقة من الثامنة مات سنة مائتين وله ست وتسعون سنة من رجال الجماعة
    الحارث ابن عبد الرحمن ابن عبد الله ابن سعد ابن أبي ذباب بضم المعجمة وموحدتين الدوسي بفتح الدال المدني صدوق يهم من الخامسة مات سنة ست وأربعين ومائة من رجال مسلم وروى له البخاري في خلق أفعال العبادِ
    يزيد ابن هرمز المدني مولى بني ليث وهو غير يزيد الفارسي على الصحيح وهو والد عبد الله ثقة من الثالثة مات على رأس المائة من رجال مسلمٍ
    عبد الرحمن ابن سعد الأعرج أبو حميد المدني المقعد مولى بني مخزوم وثقه النسائي من الثالثة من رجال مسلمٍ وحده
    ثم قال مسلم: 15 - حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ الْيَمَامِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (ح)
    وَحَدَّثَنَا ابْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِمَعْنَى حَدِيثِهِمْ.
    قال أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري : 15 - وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مِنْهَالٍ الضَّرِيرُ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِهِمْ

    ورواه البخاري 3409 - حَدَّثَنَا عَبْدُ العَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى:
    أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ، فَقَالَ لَهُ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ " فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ»
    __________
    [تعليق مصطفى البغا]
    ] (احتج) أتى كل منهما بحجة على ما يقول.
    (اصطفاك) اختارك وجعلك خالصا صافيا عن كل شائبة لا تليق بك.
    (برسالاته) أسفار التوراة.
    (قدر علي) أي ظهر بعد الوقوع أن الله تعالى قدر علي أن أفعله لحكمة يعلمها فليس لك أن تلومني على أمر ظهر أنه قدر الله تعالى لا سيما وقد تبت وتاب الله علي فلا يلام أحد شرعا بعد التوبة.
    (فحج) غلبه بالحجة وظهر عليه بها. (مرتين) أي كرر قوله صلى الله عليه وسلم مرتين]

    ثم قال أبو عبد الله البخاري: 4736 - حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " التَقَى آدَمُ وَمُوسَى،
    فَقَالَ مُوسَى لِآدَمَ: آنْتَ الَّذِي أَشْقَيْتَ النَّاسَ وَأَخْرَجْتَهُمْ مِنَ الجَنَّةِ؟
    قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَاصْطَفَاكَ لِنَفْسِهِ وَأَنْزَلَ عَلَيْكَ التَّوْرَاةَ؟
    قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَجَدْتَهَا كُتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي، قَالَ: نَعَمْ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "
    وقال محمد بن اسماعيل البخاري: 4738 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ النَّجَّارِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " حَاجَّ مُوسَى آدَمَ، فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي أَخْرَجْتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ بِذَنْبِكَ وَأَشْقَيْتَهُمْ،
    قَالَ: قَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ وَبِكَلاَمِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي - أَوْ قَدَّرَهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي - " قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى»
    وقال إمام المحدثين البخاري: 6614 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ - هو ابن عيينة - ، قَالَ: حَفِظْنَاهُ مِنْ عَمْرٍو، عَنْ طَاوُسٍ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى،
    فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " ثَلاَثًا
    قَالَ سُفْيَانُ: حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَهُ

    ثم قال البخاري: 7515 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ، حَدَّثَنَا عُقَيْلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّ آدَمُ، وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي أَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالاَتِهِ، وَكَلاَمِهِ ثُمَّ تَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى "
    وأخرجه ابن ماجة بترقيم الألباني 80 وصححه وهو كما قال
    والترمذي 2134 - حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي عن سليمان الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه و سلم قال احتج آدم وموسى،
    فقال موسى يا آدم أنت الذي خلفك الله بيده ونفخ فيك من روحه ؟ أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة؟
    قال فقال آدم وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه أتلومني على عمل عملته كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض؟
    قال فحج آدم وموسى
    وقال الترمذي صحيح غريب من هذا الوجه وصححه الألباني وهو كما قالا
    وأخرجه ابن ماجة حدثنا هشام بن عمار ويعقوب بن حميد بن كاسب قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع طاوسا يقول سمعت أبا هريرة يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: احتج آدم وموسى عليهما السلام فقال له موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة بذنبك.
    فقال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة فحج آدم موسى فحج آدم موسى فحج آدم موسى ثلاثا.
    وصححه الألباني وهو كما قال
    ورواه أبو داود من غير طريقهم 4702 - حدثنا أحمد بن صالح قال ثنا ابن وهب قال أخبرني هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " إن موسى قال يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة فأراه الله آدم فقال أنت أبونا آدم ؟ فقال له آدم نعم قال أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك ؟
    قال نعم قال فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة ؟
    قال له آدم ومن أنت ؟ قال أنا موسى.
    قال أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه ؟
    قال نعم قال أفما وجدت أن ذلك كان في كتاب الله قبل أن أخلق ؟ قال نعم قال فبم تلومني في شيء سبق من الله تعالى فيه القضاء قبلي ؟ " قال رسول الله صلى الله عليه و سلم عند ذلك " فحج آدم موسى فحج آدم موسى " وقال الألباني حسن!
    وهو كما قال فرجاله ثقات سوى:
    هشام ابن سعد المدني أبو عباد أو أبو سعيد صدوق له أوهام ورمي بالتشيع من كبار السابعة مات سنة ستين ومائة أو قبلها وهو من رجال الجماعة عدا البخاري فقد روى تعليقا
    وذكر المؤرخون أنَّ الرشيد كان في مجلسٍ فذُكِرَ هذا الحديثُ فقال عمٌ له: أين تلاقيا؟
    فقالوا أتشك في الحديث ؟ ائتوني بالسيف والنطع، فلا زالوا به حتى خفَّضوا الرشيد، وقال الرشيد لا أدعك حتى تخبرني من أنبأك بهذا ؟ أو من ألقى إليك هذا ؟
    فقال أحد الحضور الشيطان يا أمير المؤمنين! فسكن عنه.
    فليت القوم اليوم كالرشيدِ وهيهات
    وهذا الحديث ذكره ابن كثير في البداية والنهاية وجمع طرقه وقال هو متواتر عن أبي هريرة
    والمتواتر ما رواه عشرة فأكثر
    الحديث الثامن :

    روى مسلم في صحيحه (2569) حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمِ بْنِ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا بَهْزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ،
    قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي، قَالَ: يَا رَبِّ وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ، فَلَمْ تُطْعِمْهُ؟
    أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي، يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ، فَلَمْ تَسْقِنِي، قَالَ: يَا رَبِّ كَيْفَ أَسْقِيكَ؟ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ: اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي "
    ورواه ابن حبان في صحيحه
    ذِكْرُ الْخَبَرِ الدَّالِّ عَلَى أَنَّ هَذِهِ الْأَلْفَاظَ مِنْ هَذَا النَّوْعِ أُطْلِقَتْ بِأَلْفَاظِ التَّمْثِيلِ وَالتَّشْبِيهِ عَلَى حَسَبِ مَا يَتَعَارَفُهُ النَّاسُ فِيمَا بَيْنَهُمْ، دُونَ الْحُكْمِ عَلَى ظَوَاهِرِهَا
    269 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، بِنَسَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَفَّانُ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فذكره.
    وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط
    وأخرجه البخاري في الأدب المفرد حدثنا إسحاق أخبرنا حماد بن سلمة به، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد
    واسحاق هو إسحاق ابن منصور ابن بهرام الكوسج أبو يعقوب التميمي المروزي ثقة ثبت من الحادية عشرة مات سنة إحدى وخمسين ومائتين من رجال الجماعة كما في تهذيب المزِّي، ورمزَ له الحافظ ابن حجر في التقريب: أنه من رجال الجماعة سوى أبي داودٍ وهذا وهمٌ منه، فقد روى عنه أبو داود السجستاني لكن ليس مباشرة بل عن شيوخٍ عنه فاقتضى التنبيه
    وأهل البدع يُلصِقون تُهمة أحاديث الصفات بحماد بن سلمة وهو من أوثق الناس في روايته عن ثابت فانظر إلى التعصب الأعمى!
    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:

    قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يُفِيْدُنِي عَنْ عَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ.
    وَقَالَ وُهَيْبُ بنُ خَالِدٍ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ سَيِّدُنَا وَأَعْلَمُنَا.
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: هُوَ أَعْلَمُ مِنْ غَيْرِهِ بِحَدِيْثِ عَلِيِّ بنِ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ.

    قَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: كَانَ عِنْدَ يَحْيَى بنِ ضُرَيْسٍ الرَّازِيِّ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عَشْرَةُ آلاَفِ حَدِيْثٍ.
    قُلْتُ الذهبي: يَعْنِي: بِالمَقَاطِيْعِ وَالآثَارِ.

    قَالَ أَحْمَدُ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ البُنَانِيِّ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَهُوَ أَثْبَتُهُم فِي حُمَيْدٍ الطَّوِيْلِ.
    وَرَوَى: إِسْحَاقُ الكَوْسَجُ، عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ، قَالَ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ: ثِقَةٌ.
    وَقَالَ عَلِيُّ بنُ المَدِيْنِيِّ: هُوَ عِنْدِي حُجَّةٌ فِي رِجَالٍ، وَهُوَ أَعْلَمُ النَّاسِ بِثَابِتٍ البُنَانِيِّ، وَعَمَّارِ بنِ أَبِي عَمَّارٍ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فِي حَمَّادٍ، فَاتَّهَمُوْهُ فِي الدِّيْنِ.
    قُلْتُ الذهبي: كَانَ بَحْراً مِنْ بُحُورِ العِلْمِ، وَلَهُ أَوهَامٌ فِي سَعَةِ مَا رَوَى، وَهُوَ صَدُوْقٌ، حُجَّةٌ - إِنْ شَاءَ اللهُ - وَلَيْسَ هُوَ فِي الإِتقَانِ كَحَمَّادِ بنِ زَيْدٍ، وَتَحَايدَ البُخَارِيُّ إِخرَاجَ حَدِيْثِهِ، إِلاَّ حَدِيْثاً خَرَّجَه فِي الرِّقَاقِ، فَقَالَ:
    قَالَ لِي أَبُو الوَلِيْدِ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، عَنْ أُبَيٍّ.
    وَلَمْ يَنحَطَّ حَدِيْثُه عَنْ رُتْبَةِ الحَسَنِ.
    وَمُسْلِمٌ رَوَى لَهُ فِي الأُصُوْلِ، عَنْ ثَابِتٍ وَحُمَيْدٍ، لِكَوْنِهِ خَبِيْراً بِهِمَا.
    قَالَ عَمْرُو بنُ عَاصِمٍ : كَتَبتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً.

    جَعْفَرٌ الطَّيَالِسِيُّ: سَمِعْتُ عَفَّانَ يَقُوْلُ:
    كَتَبتُ عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ بِضْعَةَ عَشَرَ أَلْفاً.
    وَقَالَ حَجَّاجُ بنُ مِنْهَالٍ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ، وَكَانَ مِنْ أَئِمَّةِ الدِّيْنِ.

    قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الحَاكِمُ: قَدْ قِيْلَ فِي سُوْء حِفْظِ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَجَمْعِهِ بَيْنَ جَمَاعَةٍ فِي الإِسْنَادِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، وَلَمْ يُخرِّجْ لَهُ مُسْلِمٌ فِي الأُصُوْلِ، إِلاَّ مِنْ حَدِيْثِهِ عَنْ ثَابِتٍ، وَلَهُ فِي كِتَابِهِ أَحَادِيْثُ فِي الشَّوَاهِدِ عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ.
    قلت المؤلف: قد روى له مسلم في صحيحه عن ثابتٍ البناني خمسةً وستينَ حديثا، سوى ما في الشواهد
    ثم قال الذهبي: قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُعَاوِيَةَ الجُمَحِيُّ: حَدَّثَنَا الحَمَّادَانِ، وَفَضْلُ ابْنِ سَلَمَةَ عَلَى ابْنِ زَيْدٍ، كَفَضْلِ الدِّيْنَارِ عَلَى الدِّرْهَمِ -يَعْنِي: الَّذِي اسْمُ جَدِّهِ دِيْنَارٌ، أَفْضَلُ مِنْ حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ الَّذِي اسْمُ جَدِّهِ دِرْهَمٌ- وَهَذَا مَحْمُوْلٌ عَلَى جَلاَلتِهِ وَدِيْنِهِ، وَأَمَّا الإِتقَانُ، فَمُسَلَّمٌ إِلَى ابْنِ زَيْدٍ، هُوَ نَظِيْرُ مَالِكٍ فِي التَّثَبُّتِ.
    قَالَ شِهَابُ بنُ مَعْمَرٍ البَلْخِيُّ: كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يُعَدُّ مِنَ الأَبْدَالِ.
    قُلْتُ الذهبي : وَكَانَ مَعَ إِمَامَتِهِ فِي الحَدِيْثِ إِمَاماً كَبِيْراً فِي العَرَبِيَّة، فَقِيْهاً، فَصِيْحاً، رَأْساً فِي السُّنَّةِ، صَاحِبَ تَصَانِيْفَ.
    قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ مَهْدِيٍّ: لَوْ قِيْلَ لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ: إِنَّكَ تَمُوْتُ غَداً، مَا قَدِرَ أَنَّ يَزِيْدَ فِي العَمَلِ شَيْئاً.
    قُلْتُ الذهبي : كَانَتْ أَوْقَاتُهُ مَعْمُوْرَةً بِالتَّعَبُّدِ وَالأَوْرَادِ.

    وَقَالَ عَفَّانُ: قَدْ رَأَيتُ مَنْ هُوَ أَعبَدُ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، لَكِنْ مَا رَأَيتُ أَشدَّ مُوَاظِبَةً عَلَى الخَيْرِ، وَقِرَاءةِ القُرْآنِ، وَالعَمَلِ للهِ -تَعَالَى- مِنْهُ.
    وَقَالَ عَبَّاسٌ: عَنِ ابْنِ مَعِيْنٍ: حَدِيْثُه فِي أَوَّلِ أَمْرِهِ وَآخِرِهِ وَاحِدٌ.

    وَرَوَى: أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ، عَنْ يَحْيَى، قَالَ:
    إِذَا رَأَيتَ إِنْسَاناً يَقَعُ فِي عِكْرِمَةَ وَحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ.
    وَقَالَ ابْنُ المَدِيْنِيِّ، وَغَيْرُهُ: لَمْ يَكُنْ فِي أَصْحَابِ ثَابِتٍ أَثْبَتُ مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ.

    قَالَ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ التَّبُوْذَكِيُّ: لَوْ قُلْتُ لَكُم: إِنِّيْ مَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ ضَاحِكاً، لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُوْلاً، إِمَّا أَنْ يُحَدِّثَ، أَوْ يَقْرَأَ، أَوْ يُسبِّحَ، أَوْ يُصَلِّيَ، قَدْ قَسَّمَ النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ.
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ زُهَيْرٍ: سَمِعْتُ ابْنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ:
    أَثْبَتُ النَّاسِ فِي ثَابِتٍ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ.

    وَقَالَ مُحَمَّدُ بنُ مُطَهِّرٍ: سَأَلْتُ أَحْمَدَ بنَ حَنْبَلٍ، فَقَالَ:
    حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عِنْدَنَا مِنَ الثِّقَاتِ، مَا نَزدَادُ فِيْهِ كُلَّ يَوْمٍ إِلاَّ بَصِيْرَةً.

    قَالَ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ العِجْلِيُّ: حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ:
    كَانَ حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ لاَ يُحَدِّثُ حَتَّى يَقْرَأَ مائَةَ آيَةٍ، نَظَراً فِي المُصْحَفِ.

    قَالَ ابْنُ حِبَّانَ: حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ الخَزَّازُ، كُنْيَةُ أَبِي حَمَّادٍ: أَبُو صَخْرَةَ، مَوْلَى حُمَيْدِ بنِ كرَّاتَه.
    وَيُقَالُ: مَوْلَى قُرَيْشٍ .
    وَقِيْلَ: هُوَ حِمْيَرِيٌّ مِنَ العُبَّادِ المُجَابِي الدَّعْوَةِ فِي الأَوقَاتِ، لَمْ يُنْصِفْ مَنْ جَانَبَ حَدِيْثَهُ، وَاحْتَجَّ بِأَبِي بَكْرٍ بنِ عَيَّاشٍ، وَبَابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ، وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ دِيْنَارٍ، فَإِنْ كَانَ تَرْكُه إِيَّاهُ لِمَا كَانَ يُخطِئُ، فَغَيْرُهُ مِنْ أَقْرَانِهِ مِثْلُ الثَّوْرِيِّ، وَشُعْبَةَ، وَدُوْنَهمَا كَانُوا يُخْطِئُوْنَ، فَإِنَّ زَعمَ أَنَّ خَطَأَهُ قَدْ كَثُرَ مِنْ تَغَيُّرِ حِفْظِه، فَكَذَلِكَ أَبُو بَكْرٍ،
    وَلَمْ يَكُنْ مِثْلَ حَمَّادٍ بِالبَصْرَةِ، وَلَمْ يَكُنْ يَثْلِبْهُ إِلاَّ مُعْتَزِلِيٌّ أَوْ جَهْمِيٌّ، لِمَا كَانَ يُظْهِرُ مِنَ السُّنَنِ الصَّحِيْحَةِ، وَأَنَّى يَبلُغُ أَبُو بَكْرٍ بنُ عَيَّاشٍ مَبْلَغَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ فِي إِتْقَانِهِ، أَمْ فِي جَمْعِهِ، أَمْ فِي عِلْمِهِ، أَمْ فِي ضَبْطِهِ."
    ]قلت المؤلف قد ذكر هذا الكلام ابن حبان في مقدمة صحيحه ردًا على البخاري صاحب الصحيحِ فتأمَّلْهُ، فإن بعض مبتدعة عصرنا هذا يقولون في الحديث الذي لا يوافق أهواءهم لم يخرجه البخاري!
    وكأنَّ البخاري قد حصر الصحيح في كتابه، وهذا ما لم يقله البخاري ولا مسلم ولم يدعيه أحدٌ من المسلمين.[
    ثم قال الذهبي: قَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: مَا كُنَّا نَرَى مَنْ يَتَعلَّمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، وَمَا نَرَى اليَوْمَ مَنْ يُعَلِّمُ بِنِيَّةٍ غَيْرَهُ."

    قَالَ شَيْخُ الإِسْلاَمِ فِي (الفَارُوْقِ (1)) لَهُ: قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ:
    إِذَا رَأَيتَ الرَّجُلَ يَغمِزُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ، فَاتَّهِمْهُ عَلَى الإِسْلاَمِ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيْداً عَلَى المُبْتَدِعَةِ.
    قَالَ يُوْنُسُ: مِنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ تَعَلَّمْتُ العَرَبِيَّةَ.
    --------------------------------------------------------------
    (1) هو عبد الله بن محمد بن علي بن جعفر أبو إسماعيل الأنصاري الهروي، صاحب كتاب " منازل السائرين " المتوفى سنة (481 هـ) و" الفاروق " كتاب ألَّفه في الصفات.


    قَالَ أَبُو دَاوُدَ: لَمْ يَكُنْ لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ كِتَابٌ، سِوَى كِتَابِ قَيْسِ بنِ سَعْدٍ.
    وَرَوَى: عَبْدُ العَزِيْزِ بنُ المُغِيْرَةِ، عَنْ حَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ:
    أَنَّهُ حَدَّثَهُم بِحَدِيْثِ نُزُوْلِ الرَّبِّ -عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ: مَنْ رَأَيتُمُوْهُ يُنْكِرُ هَذَا، فَاتَّهِمُوْهُ.

    قَالَ البَيْهَقِيُّ فِي (الخِلاَفِيَّاتِ) : مِمَّا جَاءَ فِي كِتَابِ (الإِمَامِ) لِشَيْخِنَا، بَعْدَ إِيرَادِ حَدِيْثِ: (أَلاَ إِنَّ العَبْدَ نَامَ) ، لِحَمَّادِ بنِ سَلَمَةَ، قَالَ:
    فَأَمَّا حَمَّادٌ، فَإِنَّهُ أَحَدُ أَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ.
    قَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: إِذَا رَأَيتَ مَنْ يَغمِزُهُ، فَاتَّهِمْهُ، فَإِنَّهُ كَانَ شَدِيْداً عَلَى أَهْلِ البِدَعِ، إِلاَّ أَنَّهُ لَمَّا طَعَنَ فِي السِّنِّ، سَاءَ حِفْظُه، فَلِذَلِكَ لَمْ يَحتَجَّ بِهِ البُخَارِيُّ، وَأَمَّا مُسْلِمٌ، فَاجْتَهَدَ فِيْهِ، وَأَخْرَجَ مِنْ حَدِيْثِهِ عَنْ ثَابِتٍ، مِمَّا سَمِعَ مِنْهُ قَبْل تَغَيُّرِهِ،
    وَمَا عَنْ غَيْرِ ثَابِتٍ، فَأَخْرَجَ نَحْوَ اثْنَيْ عَشَرَ حَدِيْثاً فِي الشَّوَاهِدِ، دُوْنَ الاحْتِجَاجِ، فَالاحتِيَاطُ أَنْ لاَ يُحْتَجَّ بِهِ فِيْمَا يُخَالِفُ الثِّقَاتِ، وَهَذَا الحَدِيْثُ مِنْ جُمْلَتِهَا." انتهى
    قلت المؤلف يعنون بحديث العبد ما رواه أبو داود السجستاني 532 - حدثنا موسى بن إسماعيل وداود بن شبيب المعنى قالا ثنا حماد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
    : أن بلالا أذن قبل طلوع الفجر فأمره النبي صلى الله عليه و سلم أن يرجع فينادي ألا إن العبد [ قد ] نام ألا إن العبد [ قد ] نام زاد موسى فرجع فنادى ألا إن العبد [ قد ] نام

    قال أبو داود وهذا الحديث لم يروه عن أيوب إلا حماد بن سلمة .، وصححه الألباني.
    بينما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري: "وَهُوَ حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ أَيُّوبَ عَن نَافِع عَن بن عُمَرَ مَوْصُولًا مَرْفُوعًا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ حُفَّاظٌ لَكِنِ اتَّفَقَ أَئِمَّةُ الْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَالْبُخَارِيُّ وَالذُّهْلِيُّ وَأَبُو حَاتِمٍ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالْأَثْرَمُ وَالدَّارَقُطْنِيُّ عَلَى أَنَّ حَمَّادًا أَخْطَأَ فِي رَفْعِهِ،

    وَأَنَّ الصَّوَابَ وَقْفُهُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَأَنَّهُ هُوَ الَّذِي وَقَعَ لَهُ ذَلِكَ مَعَ مُؤَذِّنِهِ وَأَنَّ حَمَّادًا انْفَرَدَ بِرَفْعِهِ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَدْ وُجِدَ لَهُ مُتَابِعٌ أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ زَرْبِيٍّ وَهُوَ بِفَتْحِ الزَّايِ وَسُكُونِ الرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَةٌ ثُمَّ يَاءٌ كَيَاءِ النَّسَبِ فَرَوَاهُ عَنْ أَيُّوبَ مَوْصُولًا لَكِنْ سَعِيدٌ ضَعِيفٌ،
    وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ أَيْضًا لَكِنَّهُ أَعْضَلَهُ فَلم يذكر نَافِعًا وَلَا بن عُمَرَ وَلَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى عَنْ نَافِعٍ عِنْدَ الدَّارَقُطْنِيِّ وَغَيْرِهِ اخْتُلِفَ فِي رَفْعِهَا وَوَقْفِهَا أَيْضًا وَأُخْرَى مُرْسَلَةٌ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِ،
    عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلَالٍ وَأُخْرَى مِنْ طَرِيقِ سَعِيدٍ عَنْ قَتَادَةَ مُرْسَلَةٌ وَوَصَلَهَا يُونُسُ عَنْ سَعِيدٍ بِذِكْرِ أَنَسٍ وَهَذِهِ طُرُقٌ يُقَوِّي بَعْضُهَا بَعْضًا قُوَّةً ظَاهِرَةً" انتهى كلام ابن حجر
    ولم يتسنَّ لنا معرفة تحقيق الألباني لأن المطبوع من صحيح أبي داود يكون فيه الحكم على الحديث فقط دون تفصيل الألباني الذين تعوَّدناه كما في السلسلتين الصحيحة والضعيفة
    وإنما ذكرت هذا الحديث الذي أخطأ فيه ليس لدلالة على ضعفه، إنما لكي يعلم القارئ الكريم أنه لم يخطأ في أحاديث الصفات، او الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه وغيره، من رواية ثابت البناني.
    فلو كان فيها أخطاء لبادَرَ الحفَّاظُ إلى إنكارها وتوهيم حماد بن سلمة بها، فإن لم يفعلوا دلَّ ذلك على صحَّتها والله الموفق





    «« توقيع موقن »»

  5. #5
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الحديث التاسع:
    8159 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَيُّوبُ يَغْتَسِلُ عُرْيَانًا، خَرَّ عَلَيْهِ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ أَيُّوبُ يَحْثِي فِي ثَوْبِهِ، فَنَادَاهُ رَبُّهُ: يَا أَيُّوبُ، أَلَمْ أَكُنْ أَغْنَيْتُكَ عَمَّا تَرَى؟ قَالَ: بَلَى يَا رَبِّ، وَلَكِنْ لَا غِنَى بِي عَنْ بَرَكَتِكَ "
    وقد وجدنا لهذا الإسناد عند أحمد متابعة 7309 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: " أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَقْبِضُهَا فِي ثَوْبِهِ، فَقِيلَ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ يَكْفِكَ مَا أَعْطَيْنَاكَ؟ قَالَ: أَيْ رَبِّ، وَمَنْ يَسْتَغْنِي عَنْ فَضْلِكَ "
    قلت هذا إسناد صحيح على شرط الشيخين
    وسفيان هو ابن عيينة ثقة حافظ تغيَّر بآخره وقالوا لم يكثر ذلك منه أي التحديث في آخره، وربما دلَّس
    وهو حديث موقوف ولكنه لا يعلُّ المرفوع لسببين:
    1- أن الذين رفعوه ثقات والرفع زيادة تقبل من الثقة
    2- أن الراوي قد ينشط فيرفع الحديث وأحيانا يكسل فيوقفه فلا تنافي في ذلك، وكلَّ من مارس فنَّ التخريج يعلم أن سفيان بن عيينة رحمه الله يوقف أحيانا ويرسل أحيانا ما هو موصول صحيح
    قال أحمد 8038 و 10353 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَهُوَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُرْسِلَ عَلَى أَيُّوبَ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أُغْنِكَ يَا أَيُّوبُ؟ فَقَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ "، أَوْ قَالَ: «مِنْ فَضْلِكَ»

    وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم
    سليمان بن داود ابن الجارود أبو داود الطيالسي البصري ثقة حافظ غلط في أحاديث من التاسعة مات سنة أربع ومائتين من رجال الجماعة عدا البخاري فقد أخرج له تعليقا
    همام ابن يحيى ابن دينار العوذي بفتح المهملة وسكون الواو وكسر المعجمة [المحلمي مولاهم] أبو عبد الله أو أبو بكر البصري ثقة ربما وهم من السابعة مات سنة أربع أو خمس وستين ومائة من رجال الجماعة
    قتادة ابن دعامة ابن قتادة السدوسي أبو الخطاب البصري ثقة ثبت يقال ولد أكمه وهو رأس الطبقة الرابعة مات سنة بضع عشرة من رجال الجماعة
    النضر ابن أنس ابن مالك الأنصاري أبو مالك البصري ثقة من الثالثة مات سنة بضع ومائة من رجال الجماعة
    بشير ابن نهيك بفتح النون وكسر الهاء وآخره كاف السدوسي ويقال السلولي أبو الشعثاء البصري ثقة من الثالثة من رجال الجماعة

    والطيالسي - وإن كان أخطأ في أحاديث - فقد تابعه عبد الصمد بهذا الإسناد قال أحمد 10638 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَعَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ الْمَعْنَى، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ نَهِيكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " أُمْطِرَ عَلَى أَيُّوبَ جَرَادٌ مِنْ ذَهَبٍ - وَقَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ فَرَاشٌ - فَجَعَلَ يَلْتَقِطُهُ، فَقَالَ: يَا أَيُّوبُ أَلَمْ أُوَسِّعْ عَلَيْكَ؟ قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ - أَوْ قَالَ: مِنْ فَضْلِكَ - قَالَ عَبْدُ الصَّمَدِ: " قَالَ: بَلَى وَلَكِنْ لَا غِنًى بِي عَنْ فَضْلِكَ "

    عبد الصمد ابن عبد الوارث ابن سعيد العنبري مولاهم التنوري بفتح المثناة وتثقيل النون المضمومة أبو سهل البصري صدوق ثبت في شعبة من التاسعة مات سنة سبع [ومائتين] من رجال الجماعة

    وأخرجه البخاري من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام 3391 و 7493 وعلقه برقم 279
    وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3613 وذكر هذه الطرق الثلاثة وزيادة عليها عن أبي هريرة فلله الحمد والمنة
    الحديث العاشر:
    قال إلإمام أحمد: 8160 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خُفِّفَتْ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَامُ الْقِرَاءَةُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ تُسْرَجُ، فَكَانَ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُسْرَجَ دَابَّتُهُ، وَكَانَ لَا يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدَيْهِ»
    وأخرجه البخاري 3417 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ القُرْآنُ، فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَوَابِّهِ فَتُسْرَجُ، فَيَقْرَأُ القُرْآنَ قَبْلَ أَنْ تُسْرَجَ دَوَابُّهُ، وَلاَ يَأْكُلُ إِلَّا مِنْ عَمَلِ يَدِهِ»
    ثم قال البخاري: رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ صَفْوَانَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وهذه متابعة على شرط الشيخين
    الحديث الحادي عشر:
    قال الإمام احمد: 8164 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: فَمَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَفَلَتُهُمْ وَغِرَّتُهُمْ؟ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ: إِنَّمَا أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي.
    وَقَالَ لِلنَّارِ: إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا. فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رِجْلَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ - أَيْ: حَسْبِي - فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا "
    وأخرجه أحمد كذلك 7718 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّتْ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ، فَقَالَتِ الْجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا فُقَرَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ؟
    وَقَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا الْجَبَّارُونَ وَالْمُتَكَبِّرُونَ؟ فَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَأَمَّا الْجَنَّةُ، فَإِنَّ اللَّهَ يُنْشِئُ لَهَا مَا يَشَاءُ، وَأَمَّا النَّارُ،
    فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ فِيهَا، فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ، قَطْ، قَطْ "
    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين
    أيوب ابن أبي تميمة كيسان السختياني بفتح المهملة بعدها معجمة ثم مثناة ثم تحتانية وبعد الألف نون أبو بكر البصري ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد من الخامسة مات سنة إحدى وثلاثين ومائة وله خمس وستون من رجال الجماعة
    محمد ابن سيرين الأنصاري أبو بكر ابن أبي عمرة البصري ثقة ثبت عابد كبير القدر كان لا يرى الرواية بالمعنى من الثالثة مات سنة عشر ومائة من رجال الجماعة

    وأخرجه البخاري4849 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى القَطَّانُ، حَدَّثَنَا أَبُو سُفْيَانَ الحِمْيَرِيُّ سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَفَعَهُ وَأَكْثَرُ مَا كَانَ يُوقِفُهُ أَبُو سُفْيَانَ " يُقَالُ لِجَهَنَّمَ: هَلِ امْتَلَأْتِ، وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، فَيَضَعُ الرَّبُّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَدَمَهُ عَلَيْهَا، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ "
    وأيضا 6661 - حَدَّثَنَا آدَمُ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لاَ تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ رَبُّ العِزَّةِ فِيهَا قَدَمَهُ، فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ وَعِزَّتِكَ، وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ "
    قال البخاري: رَوَاهُ شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ

    قلت المؤلف يشير البخاري إلى قول شعبة بن الحجاج "كفيتكم تدليس ثلاثة قتادة والأعمش وأبي إسحاق السبيعي"
    وأخرجه من طريق شعبة فقال 4848 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي الأَسْوَدِ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " يُلْقَى فِي النَّارِ وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ قَدَمَهُ، فَتَقُولُ قَطْ قَطْ "
    ورواه مسلم عن قتادة مصرحا بالتحديث 37 - (2848) حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ، عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَزَالُ جَهَنَّمُ تَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا رَبُّ الْعِزَّةِ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَدَمَهُ فَتَقُولُ: قَطْ قَطْ، وَعِزَّتِكَ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ "،

    وأخرج البخاري كذلك 7449 - حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " اخْتَصَمَتِ الجَنَّةُ وَالنَّارُ إِلَى رَبّهِمَا، فَقَالَتِ الجَنَّةُ: يَا رَبِّ، مَا لَهَا لاَ يَدْخُلُهَا إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ، وَقَالَتِ النَّارُ: - يَعْنِي - أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ،
    فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي، وَقَالَ لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي، أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، قَالَ: فَأَمَّا الجَنَّةُ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا، وَإِنَّهُ يُنْشِئُ لِلنَّارِ مَنْ يَشَاءُ، فَيُلْقَوْنَ فِيهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ، ثَلاَثًا، حَتَّى يَضَعَ فِيهَا قَدَمَهُ فَتَمْتَلِئُ، وَيُرَدُّ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، وَتَقُولُ: قَطْ قَطْ قَطْ "
    ورواه مسلم 35 - (2846) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ، حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ فذكره.

    وقال مسلم بن الحجاج (2847) وَحَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «احْتَجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ» فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ، إِلَى قَوْلِهِ «وَلِكِلَيْكُمَا عَلَيَّ مِلْؤُهَا» وَلَمْ يَذْكُرْ مَا بَعْدَهُ مِنَ الزِّيَادَةِ

    ورواه أحمد 11099 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، وَرَوْحٌ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " افْتَخَرَتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: يَا رَبِّ يَدْخُلُنِي الْجَبَابِرَةُ وَالْمُتَكَبِّرُونَ وَالْمُلُوكُ وَالْأَشْرَافُ، وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: أَيْ رَبِّ يَدْخُلُنِي الضُّعَفَاءُ وَالْفُقَرَاءُ وَالْمَسَاكِينُ،
    فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلنَّارِ: أَنْتِ عَذَابِي أُصِيبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ، وَقَالَ لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْكُمَا مِلْؤُهَا، فَيُلْقَى فِي النَّارِ أَهْلُهَا، فَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ قَالَ: وَيُلْقَى فِيهَا وَتَقُولُ: هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ وَيُلْقَى فِيهَا،
    وَتَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ؟ حَتَّى يَأْتِيَهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى فَيَضَعَ قَدَمَهُ عَلَيْهَا فَتُزْوَى، فَتَقُولُ: قَدِي قَدِي، وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَيَبْقَى فِيهَا أَهْلُهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقَى فَيُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا مَا يَشَاءُ "
    وهذا اسناد ضعيف لأنَّ عطاء بن السائب قد اختلط وحماد بن سلمة روى عنه قبل الاختلاط وبعده فيُتَوَّقَفُ في تصحيح الحديث، وهو صحيحٌ متنًا بما قبله
    والذين أنكروا هذا الحديث قالوا كيف تتكلم الجنة والنار، والجواب في القرآن
    (وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا ؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون) سورة حم السجدة (فصلت) وقال في سورة ق (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ؟) وهذا خطاب حقيقي وكلام حقيقي، والله على كل شيء قدير، وليس يشترط في كلام باقي الكائنات أن يكون لها فم ولسان وأسنان مثل الإنسان حتى تتكلم، بل كلٌّ يتكلَّم كما أعطاه الله قدرة ذلك.
    كما تتفاهم البهائم فيما بينها فبعض الحشرات تصدر موجات صوتية وبعضها موجات لا سلكية وبعضها ترددات في الهواء. فمن ظنَّ أنَّ الكلام يشترط اللسان والفم والأسنان فقد شبَّه المخلوقات ببعضها وضيَّق الفهم السليم.
    ولا يغرنَّك تأويل القرطبي المالكي الاندلسي في تفسيره، وكتاب "التذكرة في أحوال القبور والآخرة" فإنه يأوِّل كل هذه الآيات إلى قوله "قال الملك الموكَّلُ بجهنم" وأمثال هذا التأويل المنكر الذي ليس عليه السلف وأمثاله من الأشاعرة والمتأخرين الذين حرَّفوا العقيدة السليمة، عافانا الله وإياكم.
    وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري " [4850] قَالَ النَّوَوِيُّ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى ظَاهِرِهِ وَإِنَّ اللَّهَ يَخْلُقُ فِي الْجَنَّةِ وَالنَّارِ تَمْيِيزًا يُدْرِكَانِ بِهِ وَيَقْدِرَانِ عَلَى الْمُرَاجَعَةِ وَالِاحْتِجَاجِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ بِلِسَانِ الْحَالِ وَسَيَأْتِي مزِيد لِهَذَا فِي بَابِ قَوْلِهِ إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ من الْمُحْسِنِينَ مِنْ كِتَابِ التَّوْحِيدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى"

    وقال في موضع آخر " [7449] قَالَ بن بَطَّالٍ عَنِ الْمُهَلَّبِ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا الْخِصَامُ حَقِيقَةً بِأَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ فِيهِمَا حَيَاةً وَفَهْمًا وَكَلَامًا وَاللَّهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مَجَازًا كَقَوْلِهِمْ امْتَلَأَ الْحَوْضُ وَقَالَ قَطْنِي وَالْحَوْضُ لَا يَتَكَلَّمُ وَإِنَّمَا ذَلِكَ عِبَارَةٌ عَنِ امْتِلَائِهِ وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ مِمَّنْ يَنْطِقُ لَقَالَ ذَلِكَ وَكَذَا فِي قَوْلِ النَّار هَل من مزِيد؟

    قَالَ وَحَاصِلُ اخْتِصَاصِهِمَا افْتِخَارُ أَحَدِهِمَا عَلَى الْأُخْرَى بِمَنْ يَسْكُنُهَا فَتَظُنُّ النَّارُ أَنَّهَا بِمَنْ أُلْقِيَ فِيهَا مِنْ عُظَمَاءِ الدُّنْيَا أَبَرُّ عِنْدَ اللَّهِ مِنَ الْجَنَّةِ وَتَظُنُّ الْجَنَّةُ أَنَّهَا بِمَنْ أَسْكَنَهَا مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى أَبَرُّ عِنْدَ اللَّهِ فأجيبتا بِأَنَّهُ لَا فضل لإحداهما عَلَى الْأُخْرَى مِنْ طَرِيقِ مَنْ يَسْكُنُهُمَا وَفِي كِلَاهُمَا شَائِبَةُ شِكَايَةٍ إِلَى رَبِّهِمَا إِذْ لَمْ تَذْكُرْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا إِلَّا مَا اخْتَصَّتْ بِهِ

    وَقَدْ رَدَّ اللَّهُ الْأَمْرَ فِي ذَلِكَ إِلَى مَشِيئَتِهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ كَلَامُ النَّوَوِيِّ فِي هَذَا فِي تَفْسِيرِ ]ق[ وَقَالَ صَاحِبُ الْمُفْهِمِ يَجُوزُ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ ذَلِكَ الْقَوْلَ فِيمَا شَاءَ مِنْ أَجْزَاءِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ لِأَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ عَقْلًا فِي الْأَصْوَاتِ أَنْ يَكُونَ مَحَلُّهَا حَيًّا عَلَى الرَّاجِحِ وَلَوْ سَلَّمْنَا الشَّرْطَ لَجَازَ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ فِي بَعْضِ أَجْزَائِهِمَا الْجَمَادِيَّةِ حَيَاةً

    لَا سِيَّمَا وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِينَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَان إِنَّ كُلَّ مَا فِي الْجَنَّةِ حَيٌّ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ بِلِسَانِ الْحَالِ وَالْأَوَّلُ أَوْلَى" انتهى كلام الحافظ ابن حجر رحمه الله

    الحديث الثاني عشر:
    قال أحمد: 8170 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ»
    وقال أحمد 8032 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ خِلَاسِ بْنِ عَمْرٍو الْهَجَرِيِّ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ، لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا»
    وهذا إسناد ظاهره أنه صحيح على شرط الشيخين
    لكنَّهما لم يخرِّجاه من هذا الطريق، ففيه علة خفية
    وخلَّاس هذا قال أَبُو دَاوُدَ: وسمعت أَحْمَد يَقُولُ: لم يسمع خلاس من أبي هُرَيْرة شيئا.
    وَقَال الحاكم. عن الدَّارَقُطنِيّ: كان أبوه صحابيا وما كان من حديثه، عَن أبي رافع، عَن أبي هُرَيْرة احتمل، وأما عن عثمان، وعلي فلا
    وقد روى أحمد من طريقه عن أبي هريرة غيرما حديث في مسنده
    وروايته عند البخاري مقرونًا لهذه العلة
    مُحَمَّد بن جعفر الهذلي مولاهم، أَبُو عَبْد اللَّهِ البَصْرِيّ، المعروف بغندر، صاحب الكرابيس، وكان ربيب شعبة، وجالسه نحوا من عشرين سنة ثقة صحيح الكتاب إلا أن فيه غفلة من التاسعة مات سنة ثلاث أو أربع وتسعين [ومائة] من رجال الجماعة

    قال المزي في ترجمته وَقَال أَبُو حاتم الرازي، عَنْ مُحَمَّد بن أبان البلخي: قال عبد الرحمن بن مهدي: غندر في شعبة أثبت مني.
    وَقَال أَحْمَد من منصور المروزي ، عن سلمة بن سُلَيْمان: قال عَبد الله بن المبارك: إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غُندر حَكَمٌ بينهم.
    وَقَال عبد الرحمن بن أَبي حاتم : سَأَلتُ أبي عَن غندر، فقال: كان صدوقا وكان مؤديا، وفي حديث شعبة ثقة.
    وذكره ابنُ حِبَّان في كتاب "الثقات" ، وَقَال: كَانَ من خيار عباد الله على غفلة فيه.
    وَقَال أَبُو قلابة الرقاشي، عن عُبَيد اللَّه بْن مُحَمَّد العيشي: حَدَّثَنَا بكر بن كلثوم السلمي،، قال أبو قلابة: وهو جدي أبو أمي، قال: قدم علينا ابن جُرَيْج البصرة فاجتمع الناس عليه،
    فحدث عن الْحَسَن البَصْرِيّ بحديث فأنكره الناس عليه، فقال: ما تنكرون عليَّ فيه، لزمت عطاء عشرين سنة ربما حَدَّثَنِي عنه الرجل بالشيء الذي لم أسمعه منه.
    قال العيشي: إنما سمى غندراً ابن جُرَيْج في ذلك اليوم فكان يكثر الشغب عليه فقال: اسكت يا غندر. وأهل الحجاز يسمون المشغِّبَ غندرا." من تهذيب كمال اسماء الرجال للحافظ أبي الحجاج المزي الدمشقي الكلبي القضاعي

    عوف ابن أبي جميلة بفتح الجيم الأعرابي العبدي البصري ثقة رمي بالقدر وبالتشيع من السادسة مات سنة ست أو سبع وأربعين ومائة وله ست وثمانون من رجال الجماعة
    خلاس بكسر أوله وتخفيف اللام ابن عمرو الهجري بفتحتين البصري ثقة وكان يرسل من الثانية وكان على شرطة علي وقد صحَّ أنه سمع من عمار من رجال الجماعة، وقد تقدم الكلام عليه
    وأخرجه البخاري 3330 و 3399 من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام وكذلك مسلم أخرجه من هذه الطريق
    وأخرجه مختصرا من طريق آخر فقال: 62 - (1470) حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ أَبَا يُونُسَ، مَوْلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَوْلَا حَوَّاءُ، لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ»





    «« توقيع موقن »»

  6. #6
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    ورواه الحاكم في المستدرك 7341 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي، ثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ النَّرْسِيُّ، ثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، ثَنَا ]عبد الله بن [ عَوْنٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ، وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا»

    قال الحاكم أبو عبد الله النيسابوري: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ " ووافقه الذهبي!

    وقد وهما رحمهما الله فقد اخرجه الشيخان
    وهو على شرطهما كما قالا، ولا يوجد في الرواة عون بل هو عبد الله بن عون وسقط من الناسخ عبد الله!

    أحْمَد بن حامل بن خلف بن شجرة بن منصور بن كعب بن يزيد، أبو بكر القاضي، الشَّجري.
    ويعرف أيضا بأحمد بن كامل القاضي

    قال أبو الحسن ابن رِزْقَوَيه ذكره فقال: لم تر عيناي مثله. وقال الذَّهَبِي: لينه الدَّارقُطْنِي وقال: كان متساهلًا، ومشَّاه غيره، وكان من أوعية العلم، كان يعتمد على حفظه؛ فَيَهِم.

    وقال أيضًا: الشَّيْخ الإمام العلّامة الحافظ القاضي. وقال مرّة: كان لا يعدّ لأحد وزنًا من الفقهاء وغيرهم، وأملى كتابًا في "السُّنَن" وتكلم على الأخبار.


    ولد سَنَة ستين ومائتين، ومات يوم الأربعاء لثمان خلون من المحرم سَنَة خمسين وثلاثمائة.
    قلت المنصوري: [ثقة فقيه، فيه تساهل].

    وشيخه قال عنه الذهبي في سير اعلام النبلاء
    " الإمام، المحدث، الثقة، أبو بكر أحمد بن عبيد بن إدريس الضبي مولاهم البغدادي النرسي.
    إلى أن قال الذهبي: وقال ابن كامل: توفي في خامس ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين، وقال مرة أخرى: مات في خامس ذي الحجة سنة تسع وسبعين.

    وقال أبو الحسين بن المنادي: مات سنة ثمانين، وكان مولده في سنة ست وثمانين ومائة."
    قلت المؤلف: وقد وقع اسمه احمد بن عبيد بن ادريس ولم أرَ هذا سوى عند الذهبي، فهو عند الحاكم أحمد بن عبيد الله في جميع رواياته فاقتضى التنبيه.

    هارون ابن معروف المروزي أبو علي الخزاز [بمعجمات] الضرير نزيل بغداد ثقة من العاشرة مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين وله أربع وسبعون سنة من رجال الشيخين

    عبد الله ابن وهب ابن مسلم القرشي مولاهم أبو محمد المصري الفقيه ثقة حافظ عابد من التاسعة مات سنة سبع وتسعين ومائة وله اثنتان وسبعون سنة من رجال الجماعة

    عمرو ابن الحارث ابن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أمية، ثقة فقيه حافظ من السابعة مات قديما قبل الخمسين ومائة من رجال الجماعة

    سليم ابن جبير الدوسي [مولى أبي هريرة] أبو يونس المصري، ثقة من الثالثة مات سنة ثلاث وعشرين ومائة من رجال مسلمٍ وأبي داود والترمذي، وأخرج له البخاري في الأدب المفرد
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ (لولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر) أي لولا أن حواء خانت آدم في إغرائه وتحريضه على مخالفة الأمر بتناول الشجرة وسنت هذه السنة لما سلكتها أنثى مع زوجها وانتصاب الدهر على الظرفية أي أبدا]
    قلت المؤلف وليس الخيانة هي الزنى كما يُخيَّل للناس، فإنه لم تكن هنالك وقتها أنثى سواها، ولا رجل غير آدم!
    الحديث الثالث عشر:
    قال الإمام أحمد بإسناد الصحيفة: 8173 - وقَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ، وَكَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا يَمْنَعُ مُوسَى أَنْ يَغْتَسِلَ مَعَنَا، إِلَّا أَنَّهُ آدَرُ "
    قَالَ: " فَذَهَبَ مَرَّةً يَغْتَسِلُ فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، فَفَرَّ الْحَجَرُ بِثَوْبِهِ، قَالَ: " فَجَمَحَ مُوسَى بِأَثَرِهِ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ. حَتَّى نَظَرَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى سَوْأَةِ مُوسَى، وَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا بِمُوسَى مِنْ بَأْسٍ، فَقَامَ الْحَجَرُ بَعْدُ حَتَّى نَظَرَ إِلَيْهِ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا "
    فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: «وَاللَّهِ إِنَّ بِالْحَجَرِ نَدَبًا سِتَّةً أَوْ سَبْعَةً، ضَرْبُ مُوسَى بِالْحَجَرِ»
    وقد يُظنُّ للوهلة الأولى أنّ هذا الحديث من رواية صحيفة همَّام ولكن إليك متابعيه:
    فأخرجه أحمد 10914 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، وَعَبْدُ الْوَهَّابِ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً، وَكَانَ نَبِيُّ اللَّهِ مُوسَى فِيهِ الْحَيَاءُ، وَالْخَفَرُ،
    فَكَانَ يَسْتَتِرُ إِذَا اغْتَسَلَ، فَطَعَنُوا فِيهِ بِعَوْرَةٍ، قَالَ: فَبَيْنَمَا نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَغْتَسِلُ يَوْمًا إِذْ وَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ، فَانْطَلَقَتِ الصَّخْرَةُ، فَاتَّبَعَهَا نَبِيُّ اللَّهِ ضَرْبًا بِالْعَصَا،
    ثَوْبِي يَا حَجَرُ ثَوْبِي يَا حَجَرُ حَتَّى انْتَهَتْ بِهِ إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَوْ تَوَسَّطَتْهُمْ، فَقَامَتْ فَأَخَذَ نَبِيُّ اللَّهِ ثِيَابَهُ فَنَظَرُوا إِلَى أَحْسَنِ النَّاسِ خَلْقًا، وَأَعْدَلِهِ صُورَةً، فَقَالَ الْمَلَأُ: قَاتَلَ اللَّهُ أَفَّاكِي بَنِي إِسْرَائِيلَ فَكَانَتْ بَرَاءَتُهُ الَّتِي بَرَّأَهُ اللَّهُ بِهَا "
    وهذا إسناد ضعيف
    الحسن البصري ثقة جليل القدر ولكنه مدلس معروف بذلك، ولا يقبل حديثه حتى يصرح بالتحديث

    روح ابن عبادة ابن العلاء ابن حسان القيسي أبو محمد البصري ثقة فاضل له تصانيف من التاسعة مات سنة خمس أو سبع ومائتين من رجال الجماعة
    عبد الوهاب ابن عطاء الخفاف أبو نصر العجلي مولاهم البصري نزيل بغداد صدوق ربما أخطأ أنكروا عليه حديثا في [فضل] العباس يقال دلسه عن ثور من التاسعة مات سنة أربع ويقال سنة ست ومائتين من رجال الجماعة عدا البخاري فقد روى له في كتاب خلق أفعال العباد
    وسعيد بن ابي عروبة مهران اليشكري مولاهم أبو النضر البصري ثقة حافظ له تصانيف [لكنه] كثير التدليس واختلط وكان من أثبت الناس في قتادة من السادسة مات سنة ست وقيل سبع وخمسين ومائة من رجال الجماعة وهذا من روايته عن قتادة
    وسعيد قد اختلط وذكره الحافظ ابن العجمي في كتاب الاغتباط بمن رُمِيَ بالاختلاط، وعلَّق عليه تلميذه الشافعي في الحاشية فقال: " روى عنه قبل اختلاطه 1- أسباط بن محمد
    2- وخالد بن الحارث
    3- وسرار بن مجشر
    4- وسفيان بن حبيب
    5- وشعيب بن إسحاق ـ على اختلاف المحدِّثين فبعضهم قال سمع قبل اختلاطه بسنة وبعضهم قال سمع في اختلاطه
    6- وعبد الله بن بكر السهمي
    7- وعبد الله بن المبارك
    8- عبد الأعلى الشامي
    9- وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف
    10- ومحمد بن بشر
    11- ويحيى بن سعيد القطان
    12- ويزيد بن زريع فذكر ابن حبان في الثقات أنه سمع منه قبل اختلاطه: عبد الله بن زريع، وقال أحمد بن حنبل: كان عبد الوهاب بن عطاء من أعلم الناس بحديث سعيد بن أبي عروبة.
    وقال أبو عبيد الآجري: سئل أبو داود عن السهمي والخفاف في حديث ابي عروبة: فقال: عبد الوهاب أقدم: فقيل له: عبد الوهاب سمع في الاختلاط.
    فقال: من قال هذا؟ سمعت أحمد بن حنبل سئل عن عبد الوهاب في سعيد بن أبي عروبة فقال: عبد الوهاب أقدم"
    فرواية عبد الوهاب عن سعيد صحيحة وبَقِيَتْ عِلة تدليس الحسن البصري
    وقال الإمام أحمد: 10678 - حَدَّثَنَا رَوْحٌ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [(ح)]
    [وعن] خِلَاسٌ، وَمُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا} قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لَا يَكَادُ يُرِي مِنْ جِلْدِهِ شَيْئًا اسْتِحْيَاءً مِنْهُ. قَالَ: فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، قَالُوا: مَا يَتَسَتَّرُ هَذَا التَّسَتُّرَ إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ،
    إِمَّا بَرَصٍ وَإِمَّا أُدْرَةٍ - وَقَالَ رَوْحٌ: مَرَّةً أُدْرَةً وَإِمَّا آفَةً - وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا، وَإِنَّ مُوسَى خَلَا يَوْمًا، فَوَضَعَ ثَوْبَهُ عَلَى حَجَرٍ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثَوْبِهِ لِيَأْخُذَهُ، وَإِنَّ الْحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ،
    فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الْحَجَرَ، وَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ، ثَوْبِي حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا كَأَحْسَنِ الرِّجَالِ خَلْقًا، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا كَانُوا يَقُولُونَ لَهُ، وَقَامَ الْحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَطَفِقَ بِالْحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ. قَالَ: فَوَاللَّهِ إِنَّ فِي الْحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ ثَلَاثًا، أَوْ أَرْبَعًا، أَوْ خَمْسًا "

    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين

    محمد ابن سيرين ثقة من رجال الجماعة
    خلاس بكسر أوله وتخفيف اللام ابن عمرو الهجري بفتحتين البصري ثقة وكان يرسل من الثانية من رجال الجماعة، وقيل روايته عن أبي هريرة منقطعة ولكنه متابع من محمد بن سيرين وهو كثير الرواية عن أبي هريرة

    والإسناد الأول منقطع بين الحسن البصري والنبي صلى الله عليه وسلم فإن الحسن يدلس عن الضعفاء والمتروكين وبالأحرى يروي عن كل أحدٍ
    أما الثاني فصحيح لا غبار عليه
    وقد رواه البخاري بهذا الإسناد 3404 - حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الحَسَنِ، وَمُحَمَّدٍ، وَخِلاَسٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ،

    فَآذَاهُ مَنْ آذَاهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَقَالُوا: مَا يَسْتَتِرُ هَذَا التَّسَتُّرَ، إِلَّا مِنْ عَيْبٍ بِجِلْدِهِ: إِمَّا بَرَصٌ وَإِمَّا أُدْرَةٌ: وَإِمَّا آفَةٌ، وَإِنَّ اللَّهَ أَرَادَ أَنْ يُبَرِّئَهُ مِمَّا قَالُوا لِمُوسَى، فَخَلاَ يَوْمًا وَحْدَهُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى الحَجَرِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ إِلَى ثِيَابِهِ لِيَأْخُذَهَا، وَإِنَّ الحَجَرَ عَدَا بِثَوْبِهِ، فَأَخَذَ مُوسَى عَصَاهُ وَطَلَبَ الحَجَرَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: ثَوْبِي حَجَرُ،

    ثَوْبِي حَجَرُ، حَتَّى انْتَهَى إِلَى مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَرَأَوْهُ عُرْيَانًا أَحْسَنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ، وَأَبْرَأَهُ مِمَّا يَقُولُونَ، وَقَامَ الحَجَرُ، فَأَخَذَ ثَوْبَهُ فَلَبِسَهُ، وَطَفِقَ بِالحَجَرِ ضَرْبًا بِعَصَاهُ، فَوَاللَّهِ إِنَّ بِالحَجَرِ لَنَدَبًا مِنْ أَثَرِ ضَرْبِهِ، ثَلاَثًا أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا "

    __________
    [تعليق مصطفى البغا]
    (حييا) كثير الحياء. (ستيرا) من شأنه ودأبه حب الستر وصون نفسه عن رؤية أحد لعورته.
    (برص) بقع بياض تكون على الجلد.
    (أدرة) انتفاخ في الخصية.
    (آفة) عيب. (عدا) مشى مسرعا. (قام الحجر) وقف عن السير.
    (وجيها) ذا جاه ومنزلة لا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه إياه / الأحزاب 69 /]

    ورواه مسلم من طريق آخر مختصرا 156 - (339) وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَبِيبٍ الْحَارِثِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، قَالَ: " كَانَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ رَجُلًا حَيِيًّا، قَالَ فَكَانَ لَا يُرَى مُتَجَرِّدًا،
    قَالَ فَقَالَ: بَنُو إِسْرَائِيلَ: إِنَّهُ آدَرُ، قَالَ: فَاغْتَسَلَ عِنْدَ مُوَيْهٍ، فَوَضَعَ ثَوْبهُ عَلَى حَجَرٍ، فَانْطَلَقَ الْحَجَرُ يَسْعَى، وَاتَّبَعَهُ بِعَصَاهُ يَضْرِبُهُ: ثَوْبِي، حَجَرُ ‍ثَوْبِي، حَجَرُ حَتَّى وَقَفَ عَلَى مَلَأٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهًا} [الأحزاب: 69]
    يحيى ابن حبيب ابن عربي الحارثي وقيل: الشيباني، أبو زكريا البصري ثقة من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين ومائتين وقيل بعدها من رجال الجماعة عدا البخاري
    يزيد بن زريع ريحانة البصري ثقة ثبت
    خالد ابن مهران أبو المنازل البصري الحذاء ثقة يرسل من الخامسة وقد أشار حماد ابن زيد إلى أن حفظه تغير لما قدم من الشام من رجال الجماعة
    عبد الله ابن شقيق أبو عَبْد الرحمن، ويُقال: أبو محمد البَصْرِيّ، العقيلي بالضم بصري ثقة فيه نصب من الثالثة مات سنة ثمان ومائة من رجال الجماعة سوى البخاري فقد أخرج له في كتاب الأدب المفرد
    ورواه مسلم من طريق آخر (2372) وحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، - قَالَ: عَبْدٌ أَخْبَرَنَا وقَالَ: ابْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا - عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، فذكره نحوه
    ورواه الحاكم من طريق آخر
    3579 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ، ثنا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} الْآيَةُ.
    قَالَ: " لَهُ قَوْمُهُ بِهِ أُدْرَةُ فَخَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ يَغْتَسِلُ، فَوَضَعَ ثِيَابَهُ عَلَى صَخْرَةٍ، فَخَرَجَتِ الصَّخْرَةُ تَشْتَدُّ بِثِيَابِهِ فَخَرَجَ مُوسَى يَتْبَعُهَا عُرْيَانًا حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى مَجَالِسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرَأَوْهُ وَلَيْسَ بَآدَرَ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا}
    ثم قال الحاكم «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ»
    ووافقه الذهبي!
    وليس كما قالا
    1- محمد بن عبد السلام لم يترجموه في الثقات فأفضل أحواله أنه مقبول عند المتابعة
    2- الأعمش مدلس وقد عنعنه
    الحديث الرابع عشر
    قال أحمد: 8193 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: إِذَا تَلَقَّانِي عَبْدِي بِشِبْرٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِذِرَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِذِرَاعٍ، تَلَقَّيْتُهُ بِبَاعٍ، وَإِذَا تَلَقَّانِي بِبَاعٍ، جِئْتُهُ أَتَيْتُهُ بِأَسْرَعَ "
    ورواه البخاري 7405 - حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي،

    وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "

    وقال البخاري 7536 - حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ سَعِيدُ بْنُ الرَّبِيعِ الهَرَوِيُّ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ، قَالَ: «إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَإِذَا أَتَانِي مَشْيًا أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً»

    وأخرجه البخاري 7537 - حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنِ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: رُبَّمَا ذَكَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا تَقَرَّبَ العَبْدُ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، - أَوْ بُوعًا -»،
    وَقَالَ مُعْتَمِرٌ: سَمِعْتُ أَبِي، سَمِعْتُ أَنَسًا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ


    __________
    [تعليق مصطفى البغا]

    (أنا عند ظن عبدي بي) أجازيه بحسب ظنه بي فإن رجا رحمتي وظن أني أعفو عنه وأغفر له فله ذلك لأنه لا يرجوه إلا مؤمن علم أن له ربا يجازي. وإن يئس من رحمتي وظن أني أعاقبه وأعذبه فعليه ذلك لأنه لا ييأس إلا كافر.
    (معه) بعوني ونصرتي وحفظي.

    (ذكرته في نفسي) أي إن عظمني وقدسني ونزهني سرا كتبت له الثواب والرحمة سرا وقيل إن ذكرني بالتعظيم أذكره بالإنعام.
    (ملأ) جماعة من الناس.

    (ملأ خير منهم) جماعة من الملائكة المقربين وهم أفضل من عامة البشر.
    (شبرا) مقدار شبر وهو قدر بعد ما بين رأس الخنصر ورأس الإبهام والكف مبسوطة مفرقة الأصابع.

    (ذراعا) هي اليد من كل حيوان وهي من الإنسان من المرفق إلى أطراف رؤوس الأصابع.
    (باعا) هو مسافة ما بين الكفين إذا بسطتهما يمينا وشمالا.
    (هرولة) هي الإسراع في المشي ونوع من العدو وهذا والذي قبله مجاز عن قبوله سبحانه وسرعة إجابته للعبد ومزيد تفضله عليه]

    قال الترمذي 3603 - حدثنا أبو كريب حدثنا ابن نمير و أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم،

    وإن اقترب إلي شبرا اقتربت منه ذراعا وإن اقترب مني ذراعا اقتربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة

    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

    ويروى عن الأعمش في تفسير هذا الحديث من تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا يعني بالمغفرة والرحمة وهكذا فسر بعض أهل العلم هذا الحديث قالوا إنما معناه يقول إذا تقرب إلي العبد بطاعتي وما أمرت أسرع إليه بمغفرتي ورحمتي

    وروي عن سعيد بن جبير أنه قال في هذه الآية { اذكروني أذكركم } قال اذكروني بطاعتي أذكركم بمغفرتي

    قال أبو عيسى الترمذي: حدثنا عبد بن حميد قال حدثنا الحسن بن موسى و عمرو بن هاشم الرملي عن ابن لهيعة عن عطاء بن يسار عن سعيد بن جبير بهذا وصححه الألباني وهو كما قالا
    والاسناد الثاني ضعيف لضعف ابن لهيعة ولكنه صحيح بمتابعة أبي معاوية بالإسناد السابق
    وأخرجه مسلم (2675) بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي من هذا الطريق
    وكذلك ابن ماجة 3822
    وأخرج مسلم أيضا باب كتاب الذكر والدعاء 20 - (2675) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارِ بْنِ عُثْمَانَ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ سَعِيدٍ، وَابْنُ أَبِي عدِيٍّ، عَنْ سُلَيْمَانَ وَهُوَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِذَا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَإِذَا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا - أَوْ بُوعًا - وَإِذَا أَتَانِي يَمْشِي، أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً "
    وأخرجه عن أبي ذر فقال: 22 - (2687) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا،
    وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ لَقِيَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطِيئَةً لَا يُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً "، قَالَ إِبْرَاهِيمُ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، بِهَذَا الْحَدِيثِ،
    وبهذا الاسناد رواه ابن ماجة 3821
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]

    (فله عشر أمثالها وأزيد) معناه أن التضعيف بعشرة أمثالها لابد منه بفضل الله ورحمته ووعده الذي لا يخلف والزيادة بعد بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف كثيرة يحصل لبعض الناس دون بعض على حسب مشيئته سبحانه وتعالى
    (بقراب الأرض) هو بضم القاف على المشهور وهو ما يقارب ملأها وحكى كسر القاف نقله القاضي وغيره]

    وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 581 وقال صحيح على شرط الستة
    ونحوه 2942

    وأخرجه أبو يعلى من طريق آخر فقال 3180 - حدثنا أبو موسى (محمد بن المثنى) حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال : سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : قال ربكم تبارك وتعالى : إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإذا تقرب ذراعا تقربت إليه باعا وإذا أتاني يمشي أتيته هرولة وقال المعلق على مسند أبي يعلى: إسناده صحيح!
    قلت وهو كما قال وهو على شرط أصحاب الكتب الستة

    وأخرجه البزار 3646- حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ ، عَنْ فِرَاسٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ ، ثُمَّ قَالَ : وَبِإِسْنَادِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ شِبْرًا تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْهِ ذِرَاعًا تَقَرَّبَ مِنْهُ بَاعًا ، وَمَنْ أَتَاهُ يَمْشِي أَتَاهُ هَرْوَلَةً ، يَعْنِي : مِنْ سُرْعَةِ إِجَابَتِهِ لَهُ.
    وهذا إسنادٌ واهٍ
    لأن فيه عطية العوفي وهو شيعي ضعيف مدلس
    وإذا روى عن أبي سعيد ، فهو الكلبي وليس الخدري! ولكنني تتبعت أحاديثه عند البزار فوجدتها صحيحة غالبًا كأنَّ البزار تحرًّى روايته عن أبي سعيد الخدري ، والمتن صحيح للمتأمِّلِ
    وحميد بن الربيع تكلَّم الناس فيه فترك التحديث عنه أبو حاتم الرازي، كذا قال ابنه من الجرح والتعديل
    معاوية ابن هشام القصار أبو الحسن الكوفي مولى بني أسد ويقال له معاوية ابن أبي العباس صدوق له أوهام من صغار التاسعة مات سنة أربع ومائتين روى له الجماعة سوى البخاري فقد روى له في الأدب المفرد
    شيبان ابن عبد الرحمن التميمي مولاهم النحوي أبو معاوية البصري نزيل الكوفة ثقة صاحب كتاب يقال إنه منسوب إلى نحوة بطن من الأزد لا إلى علم النحو من السابعة مات سنة أربع وستين ومائة من رجال الجماعة
    فراس بكسر أوله وبمهملة ابن يحيى الهمداني الخارفي بمعجمة وفاء أبو يحيى الكوفي المكتب صدوق ربما وهم من السادسة مات سنة تسع وعشرين ومائة من رجال الجماعة، وقال يحيى بن سعيد لم استنكر له سوى حديث الاستبراء
    وقال الذهبي في الميزان ذكره الذهبي في الميزان
    2228- حميد بن الربيع بن حميد بن مالك بن سحيم، أَبو الحسن اللخمي الخزاز الكوفي.
    روى عن هشيم وابن عيينة.
    وعنه المحاملي، ومحمد بن مخلد، وجماعة.
    قال الدارقطني: تكلَّموا فيه بلا حجة.
    وقال البرقاني: رأيت الدارقطني يحسن القول فيه.
    وقال البرقاني: عامة شيوخنا يقولون: ذاهب الحديث.
    وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: قال أبى: أنا أعلم الناس يحميد بن الربيع، هو ثقة، لكنه شره يدلس.
    وقال ابن الغلابي: قال يحيى بن مَعِين: أخزى الله ذاك، ومن يسأل عنه.
    وقال أَبو محمد بن أَحمد النسائي: سمعت عَبدان الجواليقي قال: قال يحيى بن مَعِين: كذابي زماننا أربعة: الحسين بن عَبد الأول، وأبو هشام الرفاعي، وحميد بن الربيع، والقاسم بن أبي شيبة، وأحسن القول فيه أَحمد بن حنبل.
    وقال النسائي: ليس بشيء.
    وقال ابن عَدِي: يسرق الحديث ويرفع الموقوف." انتهى
    قلت فجرحه يحيى بن معين والنسائي وابن ابي شيبة وابن عدي
    ووثقه البرقاني والدارقطني وأحمد بتثويق ضعيف يعني لم يقولوا ثقة مطلقا إنما أحسنوا القول فيه.
    ولاشكَّ عند المشتغلين بعلم الحديث أنَّ الجرح مقدَّمٌ على التعديلِ إذا كان واحدًا والموثقون مثله أو أكثر، لأنَّ الجرح إثبات والتوثيق نفي، والجرح يتحدث عن علة خفية والتوثيق ظاهر الأمر، والجارحون الواحد فيهم
    مثل يحيى بن معين والنسائي يكفي في جرح الراوي فقد أضاف ابن عدي أنه يرفعه الموقوفات وقال ابن ابي شيبة هو مدلس وقد صرَّح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه
    لكن مع الجرح الشديد فهذا الراوي ضعيف جدا ويُدلِّسُ
    وقال ابن حبان في صحيحه: 328 - أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْمِنْهَالِ ابْنِ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ الْمِنْهَالِ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنِ الْأَغَرِّ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا يَحْكِي عَنِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا، قَالَ: «الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِي، فَمَنْ نَازَعَنِي فِي وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِي النَّارِ، وَمَنِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ شِبْرًا، اقْتَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنِ اقْتَرَبَ مِنِّي ذِرَاعًا،
    اقْتَرَبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ جَاءَنِي يَمْشِي، جِئْتُهُ أُهَرْوِلُ، وَمَنْ جَاءَنِي يُهَرْوِلُ، جِئْتُهُ أَسْعَى، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَطْيَبَ».
    ,وصححه الألباني في الصحيحة 541

    وكذلك الشيخ شعيب الأرنؤوط لكنه قال انَّ حماد بن سلمة سمع من عطاء قبل الاختلاط وهذا صحيح، وقد سمع بعد الاختلاط أيضا فلا يمكن التحقق في المسألة
    لكن المتن مجموع من أحاديث شتى صحيحة فنَجْزِمُ بصحة متنه
    روى الحاكم في مستدركه: 7624 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ، ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ، قَالَا: ثَنَا أَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُجِيبٍ، ثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ابْنَ آدَمَ إِنْ دَنَوْتَ مِنِّي شِبْرًا دَنَوْتُ مِنْكَ ذِرَاعًا، وَإِنْ دَنَوْتَ مِنِّي ذِرَاعًا دَنَوْتُ مِنْكَ بَاعًا، ابْنَ آدَمَ إِنْ حَدَّثْتَ نَفْسَكَ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ تَعْمَلْهَا كَتَبْتُهَا لَكَ حَسَنَةً وَإِنْ عَمِلْتَهَا كَتَبْتُهَا لَكَ عَشْرًا، وَإِنْ هَمَمْتَ بِسَيِّئَةٍ فَحَجَزَكَ عَنْهَا هَيْبَتِي كَتَبْتُهَا لَكَ حَسَنَةً وَإِنْ عَمِلْتَهَا كَتَبْتُهَا سَيِّئَةً وَاحِدَةً
    ثم قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
    ووافقه الذهبي!
    قلت وهو كما قالا، فكل رجاله – مِن فوق شيخِ شيخِ الحاكم - رجالُ الشيخين سوى محمد بن مجيب وهو ثقة وتأتي ترجمته:
    علي بن حمشاذ -واسمه محمَّد- بن سختويه بن نصر بن مهرويه بن كثير بن أحمد، أبو الحسن، النَّيسَابُوري.
    روى عنه أبو عبد الله الحاكم في "مستدركه"، ووصفه بالعدل، وأكثر عنه، وأبو أحمد -وأكثر عنه- وأبو عبد الله بن مندة، وأبو الحسن العلوي، وأبو طاهر محمَّد بن محَمش، وأبو حامد أحمد بن محمَّد بن الحسن بن الشرقي، وأبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي، وأبو علي الروذباري، وآخرون.
    قال الحاكم في "تاريخه": ولد سنة ثمان وخمسين ومائتي، وكان من أتقن مشايخنا وأكثرهم تصنيفًا، جمع المسند في أربعمائة جزء، وكتبه بخطه، وعمل الأبواب مائتين وستين جزءًا، و"تفسير القرآن"
    وقال الذهبي في "النبلاء": العدل الثقة الحافظ الإِمام شيخ نيسابور، صاحب التصانيف.
    ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين، وتوفي فجأة في الحمام من غير مرض، وذلك يوم الجمعة الرابع عشر من شوال في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة.
    تنبيه: وقال المعلمي: ادعى الكوثري أن علي بن حمشاذ لا يروي إلا عن الثقات، فبينت هناك كذب هذه الدعوى، وسقت عدة من الروايات التي فيها رواية علي بن حمشاذ عن الضعفاء والمتهمين.
    قلت المنصوري: [ثقة حافظ متقن مصنف صالح صائن لنفسه].

    وشيخه هو : الإمام العلامة، الحافظ، شيخ الإسلام، أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل، ابن محدث البصرة: حماد بن زيد بن درهم، الأزدي مولاهم البصري المالكي، قاضي بغداد، وصاحب التصانيف.
    مولده سنة تسع وتسعين ومائة.
    وذكر من شيوخه: سليمان بن حرب (وقد تصحف في " المستدرك " إلى سليم) إلى أن قال الذهبي: توفي فجأة في شهر ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين.

    محمد بن غالب تمتام حافظ مكثر عن أصحاب شعبة وثَّقه الدارقطني فقال: تمتام مكثر مجود.
    وكان إسماعيل القاضي يجل تمتاما ويثني عليه.
    وقال ابن المنادي: كتب عنه الناس، ثم رغب أكثرهم عنه لخصال شنيعة في الحديث وغيره.
    قلت المؤلف: وهذا لا يضره لأنه متابع من اسماعيل القاضي
    محمد بن مجيب ، أبو همام الدلال صاحب الرقيق ، بصري: روى عن الثوري وهشام بن سعد وسعيد بن السائب وابراهيم بن طهمان وإسرائيل،
    روى عنه بندار ومحمد بن المثنى وعلي بن نصر، قال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في الجرح والتعديل: سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث صدوق ثقة.

    إبراهيم ابن طهمان الخراساني أبو سعيد سكن نيسابور ثم مكة ثقة يغرب وتكلم فيه للإرجاء ويقال رجع عنه من السابعة مات سنة ثمان وستين ومائة من رجال الجماعة
    منصور ابن المعتمر ابن عبد الله السلمي أبو عتاب بمثناة ثقيلة ثم موحدة الكوفي ثقة ثبت وكان لا يدلس من طبقة الأعمش مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة من رجال الجماعة
    ربعي ابن حراش بكسر المهملة وآخره معجمة أبو مريم العبسي الكوفي ثقة عابد مخضرم من الثانية مات سنة مائة وقيل غير ذلك من رجال الجماعة
    المعرور ابن سويد الأسدي أبو أمية الكوفي ثقة من الثانية عاش مائة وعشرين سنة من رجال الجماعة
    أبو ذر الغفاري الصحابي المشهور اسمه جندب ابن جنادة على الأصح ، تقدم إسلامه وتأخرت هجرته فلم يشهد بدرا ومناقبه كثيرة جدا مات سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان من رجال الجماعة
    ثم قال الحاكم 7625 - حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الْعَدْلُ، ثَنَا أَبِي، ثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ ذَكَرَ اللَّهَ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى فِي نَفْسِهِ،
    وَمَنْ ذَكَرَ اللَّهَ فِي مَلَأٍ ذَكَرَهُ اللَّهُ فِي مَلَأٍ هُمْ أَكْثَرُ مِنَ الْمَلَأِ الَّذِينَ ذَكَرَهُ فِيهِمْ وَأَطْيَبُ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ شِبْرًا تَقَرَّبَ اللَّهُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنَ اللَّهِ ذِرَاعًا تَقَرَّبَ اللَّهُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَى اللَّهَ مَشْيًا أَتَاهُ هَرْوَلَةً، وَمَنْ أَتَى اللَّهَ هَرْوَلَةً أَتَاهُ اللَّهُ سَعْيًا»
    وقال الحاكم: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ، وَأَبُوعَبْدِ الرَّحْمَنِ هَذَا هُوَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَبِيبٍ السُّلَمِيُّ "
    ووافقه الذهبي
    وهذا من أوهامهما فإن عطاء بن السائب قد اختلط وروى عنه جرير بعد اختلاطه
    وقد روى لفظًا ليس في ألفاظ الحديث الأخرى:
    1- (أَكْثَرُ مِنَ الْمَلَأِ الَّذِينَ ذَكَرَهُ فِيهِمْ وَأَطْيَبُ)
    2- (وَمَنْ أَتَى اللَّهَ هَرْوَلَةً أَتَاهُ اللَّهُ سَعْيًا) وهذه الزيادة منكرة
    وكذلك شيخ الحاكم:
    إبراهيم بن عصمة، أبو إسحاق، العدل، البِيْلي، النَّيسَابُوري.
    حدَّث عن أبيه، والسري بن خزيمة، والحسين بن داود بن معاذ البلخي، والمسيب بن زهير.
    وعنه: أبو عبد الله الحاكم في "مستدركه" و"المعرفة" ووصفه بالعدل.
    وقال في "تاريخه": أدركته وقد شاخ، وكان قد سمع أباه وغيره قبل الثمانين ومائتين، وكانت أصوله صحاحًا، وسماعاته صحيحة، فوقع إليه بعض الوراقين، فزاد فيها أشياء قد برأ الله أبا إسحاق منها.
    وقال الذهبي: أدخلوا في كتبه أحاديث، وهو في نفسه صادق، قال الحاكم: أدركته وقد هرم، وأصوله صحيحة، ولكن زاد فيها بعض الوراقين أحاديث، ولم يكن الحديث من شأنه.
    مات سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، وهو ابن أربع وتسعين سنة.
    قلت أبو الطيب المنصوري: [صدوق في نفسه أدخلت عليه بعض الأحاديث ولم يميزها، فلا يحتج به]،
    وكون أصوله صحيحة وسماعات صحيحة، أي: أنه ليس بكذاب ولا مجازف فيدعي سماع ما لم يسمع، ولقاء ما لم يلق، ولا يلزم من ذلك أن يكون ضابطًا،
    ولذلك فقد قال الحاكم مع وصفه بذلك: ولم يكن الحديث من شأنه، أي لم يكن مميزًا يقظًا ليعرف حديثه من حديث غيره، وهذا طعن في الضبط.

    وأبوه عصمة بن إبراهيم أبو صالح النيسابوري بالباء الزاهد العدل قال الحاكم: كان من الأبدال وهو عصمة بن أبي عصمة.
    يحيى ابن يحيى ابن بكر ابن عبد الرحمن التميمي أبو زكريا النيسابوري [ريحانة نيسابور] ثقة ثبت إمام من العاشرة مات سنة ست وعشرين على الصحيح من رجال الشيخين
    جرير ابن عبد الحميد ابن قرط بضم القاف وسكون الراء بعدها طاء مهملة الضبي الكوفي نزيل الري وقاضيها ثقة صحيح الكتاب قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه مات سنة ثمان وثمانين وله إحدى وسبعون سنة من رجال الجماعة
    عطاء ابن السائب أبو محمد ويقال أبو السائب الثقفي الكوفي صدوق اختلط من الخامسة مات سنة ست وثلاثين ومائة من رجال الجماعة عدا مسلمٍ بن الحجاجِ





    «« توقيع موقن »»

  7. #7
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الحديث الخامس عشر
    8199 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ، أَوْ شَتَمْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

    ورواه مسلم من غير طريق الصحيفة 90 - (2601) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِزَامِيَّ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
    «اللهُمَّ إِنِّي أَتَّخِذُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ آذَيْتُهُ شَتَمْتُهُ، لَعَنْتُهُ، جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ صَلَاةً وَزَكَاةً، وَقُرْبَةً تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

    ومن طريق آخر 90 - حَدَّثَنَاهُ ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَحْوَهُ إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «أَوْ جَلَدُّهُ» قَالَ أَبُو الزِّنَادِ وَهِيَ لُغَةُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَإِنَّمَا هِيَ «جَلَدْتُهُ».
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ ش (وإنما هي جلدته) معناه أن لغة النبي صلى الله عليه وسلم وهي المشهورة لعامة العرب جلدته بالتاء ولغة أبي هريرة جلده بتشديد الدال على إدغام المثلين وهو جائز]

    ثم قال مسلم 90 - حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ

    ثم قال الإمام مسلم بن الحجاج 91 - (2601) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ سَالِمٍ، مَوْلَى النَّصْرِيِّينَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ:
    «اللهُمَّ إِنَّمَا مُحَمَّدٌ بَشَرٌ، يَغْضَبُ كَمَا يَغْضَبُ الْبَشَرُ، وَإِنِّي قَدِ اتَّخَذْتُ عِنْدَكَ عَهْدًا لَنْ تُخْلِفَنِيهِ، فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ آذَيْتُهُ، أَوْ سَبَبْتُهُ، أَوْ جَلَدْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ كَفَّارَةً، وَقُرْبَةً، تُقَرِّبُهُ بِهَا إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
    سعيد ابن أبي سعيد كيسان المقبري أبو سعد المدني ثقة من الثالثة تغير قبل موته بأربع سنين وروايته عن عائشة وأم سلمة مرسلة مات في حدود العشرين وقيل قبلها وقيل بعدها من رجال الستة

    سالم ابن عبد الله النصري بالنون أبو عبد الله المدني ويقال له مولى النصريين ومولى مالك ابن أوس [ومولى أوس] ومولى دوس ومولى المهري ومولى شداد والدوسي وسالم سبلان بفتح المهملة والموحدة صدوق من الثالثة مات سنة عشر ومائة من رجال الجماعة سوى البخاري والترمذي
    وَقَال عبد الغني بْن سَعِيد المِصْرِي في كتاب"إيضاح الإشكال": سَالِم أَبُو عَبْد اللَّهِ الْمَدِينِيّ، وهُوَ سَالِم مولى مَالِك بْن أَوْس، وهُوَ سَالِم مولى النصريين، وهُوَ سَالِم مولى المهريين، وهُوَ سَالِم سبلان، وهُوَ سَالِم مولى شداد الذي روى عنه أبو سلمة بْن عبد الرَّحْمَنِ، وهُوَ أَبُو عَبْد اللَّهِ الذي روى عنه بكير بْن الأشج، وذكر أنه كَانَ شيخا كبيرا، وهُوَ سَالِم أَبُو عَبْد اللَّهِ الدوسي، وهُوَ سَالِم مولى دوس
    وقال أيضا 92 - (2601) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «اللهُمَّ فَأَيُّمَا عَبْدٍ مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

    وأيضا شاهدًا له 94 - (2602) حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، وَحَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ، وَإِنِّي اشْتَرَطْتُ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، أَيُّ عَبْدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ سَبَبْتُهُ أَوْ شَتَمْتُهُ، أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ لَهُ زَكَاةً وَأَجْرًا»

    فهذه أربع طرق عن أبي هريرة، وشاهد من رواية جابر بن عبد الله الأنصاري فلا شكَّ في ثبوت هذا الحديث ولا وجه لإنكاره سوى الجهل بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخلاقه في الدعوة
    وتوهَّم تنزيهه!

    ورواه البخاري مختصرا 6361 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ فَأَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ، فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إِلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ»
    وجه إنكاره: قالوا كيف يشتم النبي صلى الله عليه وسلم وقد بعثه الله رحمة ؟
    فنقول هذا السؤال مطروح، فإن النبي صلى الله عليه وسلم بشرٌ ، معصومٌ في التبليغ عن ربه، ويهديه الله فلا يشرك به ولا يرتكب الكبائر ولا خوارم المروءة، ووقع خلاف هل الأنبياء معصومون من الصغائر ؟ أو هل يقعون فيها مع الاستغفار والتوبة ؟ أم ليسوا بمعصومين لكنها مغفورة؟
    ثلاثة أقوال ليس هذا موضع نقاشها، إنما ظاهر القرآن أنَّ الله عاتب بعض النبيين على ذنوب ارتكبوها، قال الله (وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى) سورة طه
    وقال الله (وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) سورة الأنبياء
    وقال الله (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه فخر راكعا وأناب) سورة ص
    وفي حديث الشفاعة الطويل يقول آدم إنما أخرجكم من الجنة خطيئة أبيكم، ويقول إبراهيم عليه السلام إني كذبت ثلاث كذبات، ويقول موسى إني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، ويقول نوح إني دعوت على قومي دعوة لم أومر بها.
    وعاتب الله نبينا محمدا صلى الله عليه ومسلم ، عندما جاءه الأعمى في سورة عبس، وعاتبه على أخذ الفداء من الأسرى يوم بدر، والحديث عند مسلمٍ ، فالظاهر أن الأنبياء قد يقعون في الصغائر لتشريعِ أمرٍ أو ليسنَّ الله لنا التوبة والاستغفار من الذنوبِ.
    فكونه يشتم المذنبين أو العصاة فليس فيها انتقاص من النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الإنسان يغضب فيشتم ويضرب أو يكسر أو يحطِّم ما أمامه، وقد يقتل إذا غضب، فليس فيه كبير أمرٍ.
    وهذا الحديث صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3999 وذكر طرقه
    الحديث السادس عشر
    قال الإمام أحمد بإسناد الصحيفة: 8228 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَمْ يُسَمَّ خَضِرًا إِلَّا أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ خَضْرَاءَ» الْفَرْوَةُ: الْحَشِيشُ الْأَبْيَضُ وَمَا أَشْبَهُهُ،
    قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : «أَظُنُّ هَذَا تَفْسِيرًا مِنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ»

    وعبد الله هو بن أحمد راوي المسند عن أبيه
    وأخرجه البخاري 3402 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدٍ ابْنُ الأَصْبِهَانِيِّ، أَخْبَرَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّمَا سُمِّيَ الخَضِرَ أَنَّهُ جَلَسَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ، فَإِذَا هِيَ تَهْتَزُّ مِنْ خَلْفِهِ خَضْرَاءَ»
    __________
    [تعليق مصطفى البغا]
    (فروة) هي قشرة وجه الأرض.
    (بيضاء) يابسة ليس فيها نبت.
    (خضراء) لما نبت فيها من عشب أخضر]

    ورواه الترمذي 3151 - حدثنا يحيى بن موسى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما سمي الخضر لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء
    قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقال الألباني صحيح وهو كما قالا

    قال الطبراني في الكبير: 12914 - حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو، ثنا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ:
    «إِنَّمَا سُمِّيَ الْخَضِرَ لِأَنَّهُ قَعَدَ عَلَى فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ فَاهْتَزَّتْ خَضْرَاءَ»
    قَالَ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ: وَحَدَّثَنِي سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ أَنَّ قَتَادَةَ كَانَ يَرْفَعُ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وهذا اسناد ضعيف منقطع

    عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو أبو زرعة النصري الدمشقي.
    قال ابن أبي حاتم: كان رفيق أبي، وكتب عنه، وكتبنا عنه، وكان صدوقا ثقة.
    وقال أحمد بن أبي الحواري: شيخ الشباب. وقال أبو حاتم الرازي: صدوق. وقال الخليلي: من الحفاظ الثقات.
    وذكره ابن حبان في " الثقات "، وقال: كان من علماء البلد بالحديث، والجمع له. وقال السمعاني: أحد أئمة الحديث، ومن له العناية التامة في طلبه، صنف التصانيف منها التاريخ. وقال الذهبي: الحافظ الثقة. محدث الشام.
    وقال أيضا: الشيخ الإمام الصادق جمع وصنف وذاكر الحفاظ، وتميز وتقدم عل أقرانه لمعرفته وعلو سنده. وقال الحافظ ابن حجر: ثقة حافظ مصنف.
    ولد قبل المائتين، ومات في جمادى الآخرة سنة إحدى وثمانين ومائتين بدمشق، قال الذهبي: وغلط من قال سنة ثمانين.
    • قلت المنصوري: (ثقة حافظ مصنف).
    محمد ابن عثمان التنوخي أبو الجماهر ، وأبو عبد الرحمن الكفرسوسي ثقة من العاشرة مات سنة أربع وعشرين ومائتين وله أربع وثمانون

    سَعِيد بن بشير الأزدي ، ويُقال: النصري، مولاهم، أبو عَبْد الرحمن، ويُقال: أبو سَلَمَة الشامي، أصله من البصرة، ويُقال: من واسط، وقيل: إنه من أهل دمشق، حمله أبوه إِلَى البصرة، فسمع بها ثُمَّ رجع إِلَى دمشق.
    قَال الذهبي في السير: صدوق. وَقَال ابن حجر في التقريب: ضعيف
    والصحيح أنه ضعيف وله عن قتادة مناكير
    وهذا الحديث منقطع بين قتادة وعبد الله بن الحارث فإن بينهما صالحًا أبا الخليل
    وعبد الله بن الحارث هو
    ابن نوفل ابن الحارث ابن عبد المطلب الهاشمي أبو محمد المدني [لقبه ببه] أمير البصرة له رؤية ولأبيه وجده صحبة قال ابن عبد البر أجمعوا على ثقته مات سنة تسع وسبعين ويقال سنة أربع وثمانين من رجال الجماعة
    صالح ابن أبي مريم الضبعي مولاهم أبو الخليل البصري وثقه ابن معين والنسائي وأغرب ابن عبد البر فقال لا يحتج به من السادسة من رجال الجماعة
    وأخرجه الطبري في تفسيره حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله :
    ، فذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّمَا سُمِيَ الخَضِرُ خَضِرًا لأنهُ قَعَدَ على فَرْوَةٍ بَيْضَاءَ ، فاهْتَزَّتْ بِهِ خَضراء "
    وهذا إسناد صحيح مرسل
    ومن وجه آخر عن ابن اسحاق في السيرة النبوية
    وأخرجه ابن ابي حاتم في تفسيره من طريق عكرمة والسدي وهي مراسيل
    وعن أبي هريرة ولم أقف على إسناده ، والأغلب أنه إسناد الصحيفة وبها يقوَى ثبوت الحديث من طُرُقٍ أخرى والله الموفق
    وأخرجه الطبراني في الأوسط 5749 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ: ثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُوسَى الْفَزَارِيُّ، ثَنَا الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنْ بِلَالِ بْنِ مِرْدَاسٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: «إِنَّمَا §سُمِّيَ الْخَضِرُ؛ لِأَنَّهُ قَامَ عَلَى فَرْوَةٍ مِنَ الْأَرْضِ، فَاهْتَزَّتْ خَضْرَاءَ»
    قال ابو القاسم الطبراني: لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ عِكْرِمَةَ إِلَّا بِلَالُ بْنُ مِرْدَاسٍ، تَفَرَّدَ بِهِ الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ "
    وهذا حديث ضعيف جدا من هذا الطريق
    شيخ الطبراني هو مطين ثقة
    إسماعيل ابن موسى الفزاري أبو محمد أو أبو إسحاق الكوفي نسيب السدي أو ابن بنته أو ابن أخته صدوق يخطىء رمي بالرفض من العاشرة مات سنة خمس وأربعين ومائتين روى له البخاري في خلق أفعال العباد
    الحكم ابن ظهير بالمعجمة مصغر الفزاري أبو محمد وكنية أبيه أبو ليلى ويقال أبو خالد متروك رمي بالرفض واتهمه ابن معين من الثامنة مات قريبا من سنة ثمانين ومائة
    بلال ابن مرداس ويقال ابن أبي موسى الفزاري المصيصي مقبول من السابعة أي عند المتابعة وقد تابعه غيره عند أحمد
    والحديث صحيح متنا لكنه لا يصح بهذا الإسناد
    الحديث السابع عشر
    قال الإمام أحمد بإسناد الصحيفة: 8232 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يَقُلِ ابْنُ آدَمَ: وَاخَيْبَةَ الدَّهْرِ، إِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُرْسِلُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا "
    قال الإمام مسلم 1 - (2246) وحَدَّثَنِي أَبُو الطَّاهِرِ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَرْحٍ، وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَا: أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَسُبُّ ابْنُ آدَمَ الدَّهْرَ، وَأَنَا الدَّهْرُ بِيَدِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ»
    وأخرجه البخاري 6181 ولفظه يسب بنو آدم

    وأيضا 2 - (2246) وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَ إِسْحَاقُ، أَخْبَرَنَا وقَالَ ابْنُ أَبِي عُمَرَ - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ، يَسُبُّ الدَّهْرَ وَأَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ»
    ومن طريقه أخرجه البخاري 4826

    وروى أبو الحسين مسلم بن الحجاج في صحيحه 3 - (2246) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
    قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: " يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ، أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ، فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا "
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    (يؤذيني ابن آدم) معناه يعاملني معاملة توجب الأذى في حقكم
    (أنا الدهر) قال العلماء هو مجاز وسببه أن العرب كان من شأنها أن تسب الدهر عند النوازل والحوادث والمصائب النازلة بها من موت أو هرم أو تلف مال أو غير ذلك فيقولون يا خيبة الدهر ونحو هذا ألفاظ سب الدهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا الدهرَ، فإن الله هو الدهرُ.
    أي لا تسبوا فاعل النوازل فإنكم إذا سببتم فاعلها وقع السب على الله تعالى لأنه هو فاعلها ومنزلها وأما الدهر الذي هو الزمان فلا فعل له بل هو مخلوق من جملة خلق الله تعالى ومعنى فإن الله هو الدهر أي فاعل النوازل والحوادث وخالق الكائنات]

    ثم قال 4 - (2246) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ»
    5 - (2246) وحَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ، فَإِنَّ اللهَ هُوَ الدَّهْرُ»
    وكما ترى فقد رواه عن أبي هريرة
    1- أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
    2- سعيد بن المسيب
    3- الأعرج
    4- محمد بن سيرين
    5- همام بن منبه

    وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 531 ثم قال: قال المنذري: " ومعنى الحديث أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة وأصابته مصيبة أو مكروه يسب الدهر اعتقادا منهم أن الذي أصابه فعل الدهر كما كانت العرب تستمطر بالأنواء وتقول: مطرنا بنوء كذا اعتقادا أن ذلك فعل الأنواء،
    فكان هذا كالَّلاعِنِ للفاعلِ، ولا فاعلَ لكل شيء إلا الله تعالى خالقُ كلِّ شيءٍ وفاعِلُه
    فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
    وكان (محمد) ابن داود ينكر رواية أهل الحديث " وأنا الدهرُ " بضم الراء ويقول: لو كان كذلك كان الدهر اسما من أسماء الله عز وجل وكان يرويه " وأنا الدهرَ أقلب الليل والنهار "، بفتح راء الدهر على النظر في معناه: أنا طول الدهر والزمان أقُلِّبُ الليل والنهار.
    ورجَّح هذا بعضهم ورواية من قال: " فإن الله هو الدهرُ " يرد هذا. والجمهور على ضم الراء. والله أعلم ".
    وللحديث طريق أخرى بلفظ آخر وهو: " لا تسبوا الدهر، فإن الله عز وجل قال:
    أنا الدهر الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك ". وهو الحديث رقم 532 في السلسلة الصحيحة
    الحديث الثامن عشر
    قال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر أخبرنا همام هذا ما حدثنا أبو هريرة قال: 8238 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتَّبِعْنِي رَجُلٌ قَدْ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمْ يَبْنِ، وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا وَلَمَّا يَرْفَعْ سُقُفَهَا،
    وَلَا آخَرُ قَدِ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ أَوْلَادَهَا. فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ حِينَ صَلَّى الْعَصْرَ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا، فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ لِتَأْكُلَهُ، فَأَبَتْ أَنْ تَطْعَمَهُ،
    فَقَالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَبَايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ،
    فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، قَالَ: فَبَايَعَتْهُ قَبِيلَتُهُ «،» فَلَصِقَ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ،
    أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ، فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ "، قَالَ: «فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ، فَأَقْبَلَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا، ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَطَيَّبَهَا لَنَا»
    وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 202 وذكر له طرقا
    قال أحمد 8315 - حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ»
    وهذا مختصر حسن على شرط البخاري
    أبو بكر بن عياش ابن سالم الأسدي الكوفي المقرىء الحناط بمهملة ونون مشهور بكنيته والأصح أنها اسمه ، ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح من السابعة مات سنة أربع وتسعين ومائة وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين وقد قارب المائة وروايته في مقدمة مسلم

    وأخرجه البخاري 3124 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ العَلاَءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ المُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لاَ يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا؟ وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلاَ أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا،
    وَلاَ أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلاَدَهَا، فَغَزَا فَدَنَا مِنَ القَرْيَةِ صَلاَةَ العَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا، فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ الغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ يَعْنِي النَّارَ لِتَأْكُلَهَا، فَلَمْ تَطْعَمْهَا فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ،
    فَقَالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَلْيُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الغُلُولُ، فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ، فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ، فَأَكَلَتْهَا ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الغَنَائِمَ رَأَى ضَعْفَنَا، وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا "
    __________
    [تعليق مصطفى البغا]

    (ملك بضع امرأة) عقد عليها عقد زواجه وأصبح يملك أن يجامعها ويطلق البضع على الجماع وعلى الفرج.
    (يبني بها) يدخل عليها وتزف إليه.
    (خلفات) جمع خلفة وهي الناقة الحامل.
    (مأمورة) بالغروب.
    (مأمور) بالقتال قبل الغروب وكانت ليلة سبت ومحرَّمٌ عليهم القتال يوم السبت وليلته.
    (احبسها عنا) امنعها من الغروب.
    (تطعمها) أي تحرقها.
    (غلولا) خيانة في الغنيمة أي إن أحدا أخذ منها بغير حق.
    (رأى ضعفنا وعجزنا) قلة مالنا عن سد حاجات الجهاد فرحمنا بحلها لنا]

    ورواه مسلم (1747) وحَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ مَعْمَرٍ، (ح) وحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، وَاللَّفْظُ لَهُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ أَحَادِيثَ مِنْهَا، فذكره..

    وأخرجه الحاكم 2618 - أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ بِبَغْدَادَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ بْنِ جَمِيلٍ، ثنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ،
    وَكُنْتُ جَالِسًا عِنْدَهُ فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ قَاتَلَ أَهْلَ مَدِينَةٍ حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَفْتَتِحَهَا، خَشِيَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَالَ لَهَا: أَيَّتُهَا الشَّمْسُ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ بِحُرْمَتِي عَلَيْكِ، إِلَّا رَكَدْتِ سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ، قَالَ: فَحَبَسَهَا اللَّهُ حَتَّى افْتَتَحَهَا،
    وَكَانُوا إِذَا أَصَابُوا الْغَنَائِمَ قَرَّبُوهَا فِي الْقُرْبَانِ، فَجَاءَتِ النَّارُ، فَأَكَلَتْهَا، فَلَمَّا أَصَابُوا، وَضَعُوا الْقُرْبَانَ، فَلَمْ تَجِئِ النَّارُ تَأْكُلْهُ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا لَنَا لَا يُقْبَلُ قُرْبَانُنَا؟ قَالَ: فِيكُمْ غُلُولٌ قَالُوا: وَكَيْفَ لَنَا أَنْ نَعْلَمَ مَنْ عِنْدَهُ الْغُلُولُ؟ قَالَ: وَهُمُ اثْنَا عَشَرَ سِبْطًا قَالَ: يُبَايِعُنِي رَأْسُ كُلِّ سِبْطٍ مِنْكُمْ فَبَايَعَهُ رَأْسُ كُلِّ سِبْطٍ،
    قَالَ: فَلَزِقَتْ كَفُّ النَّبِيِّ بِكَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ فَقَالَ لَهُ: عِنْدَكَ الْغُلُولُ فَقَالَ: كَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ عِنْدَ أَيِّ سِبْطٍ هُوَ؟ قَالَ: تَدْعُو سِبْطَكَ فَتُبَايِعْهُمْ، رَجُلًا رَجُلًا، قَالَ: فَفَعَلَ فَلَزِقَتْ كَفُّهُ بِكَفِّ رَجُلِ الْغَنَائِمِ، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ هَكَذَا وَاللَّهِ فِي كِتَابِ اللَّهِ يَعْنِي فِي التَّوْرَاةِ،
    ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَحَدَّثَكُمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ نَبِيٍّ كَانَ؟ قَالَ: لَا.
    قَالَ كَعْبٌ: هُوَ يُوشَعُ بْنُ نُونٍ. قَالَ: فَحَدَّثَكُمْ أَيُّ قَرْيَةٍ هِيَ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: هِيَ مَدِينَةُ أَرِيحَا
    ثم قال أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: «هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
    ووافقه الذهبي!
    وفيه مبارك بن فضالة وهو مدلس في حفظه شيء
    قال ابن حبان في ثقاته: كان يخطئ
    وقال الدارقطني لين، كثير الخطأ، يُعتبرُ به،
    فهو لا صحيح ولا حسن بل هو غريب منكر ، وفيه نكارة ذكرُ أريحا بدلَ بيت المقدس

    وقال ابن حبان في صحيحه
    4807 - أَخْبَرَنَا ابْنُ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ غَزَا بِأَصْحَابِهِ، فَقَالَ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ بَنَى دَارًا لَمْ يَسْكُنْهَا، أَوْ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَدْخُلْ بِهَا، أَوْ لَهُ حَاجَةٌ فِي الرُّجُوعِ، قَالَ: فَلَقِيَ الْعَدُوَّ عَنْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ،
    فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنَّهَا مَأْمُورَةٌ، وَإِنِّي مَأْمُورٌ، فَاحْبِسْهَا عَلَيَّ، حَتَّى تَقْضِيَ بَيْنِي، وَبَيْنَهُمْ فَحَبَسَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ لَهُ فَجَمَعُوا الْغَنَائِمَ، فَلَمْ تَأْكُلْهَا النَّارُ، وَكَانُوا إِذَا غَنِمُوا غَنِيمَةً بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهَا النَّارَ، فَأَكَلَتْهَا، فَقَالَ لَهُمْ نَبِيِّهُمْ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا،
    فَلْيَأْتِنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلْيُبَايِعْنِي، فَأَتَوْهُ فَبَايَعُوهُ فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ بِيَدِهِ، فَقَالَ: إِنَّكُمَا غَلَلأتُمَا، فَقَالَا: أَجَلْ صُورَةُ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَجَاءَا بِهَا، فَأَلْقَيَاهَا فِي الْغَنَائِمِ، فَبَعَثَ اللَّهُ النَّارَ فَأَكَلَتْهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ: «إِنَّ اللَّهَ أَطْعَمَنَا الْغَنَائِمَ رَحْمَةً رَحِمَنَا بِهَا، وَتَخْفِيفًا خَفَّفَهُ عَنَّا لِمَا عَلِمَ مِنْ ضَعْفَنَا»
    وقال الألباني صحيح وقال شعيب الأرنؤوط صحيح على شرط البخاري وهو كما قال باستثناء شيخ ابن حبان طبعا لأنه من طبقة البخاري

    عبد الله بن محمد بن سلم بن حبيب بن عبد الوارث أبو محمد الفريابي المقدسي الخصيب.

    قال ابن المقرئ: شيخ صالح. وقال ابن عدي: سمعته يقول: قدمت مصر فبدأت بحرملة فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، والفوائد، ثم ذهبت إلى أحمد بن صالح، فلم يحدثني، فحملت كتاب يونس بن يزيد، الذي كتبته عن حرملة، فحرقته بين يديه لِأُرضِيه - وليتني لم أحرقه - فلم يرضَ ولم يحدِّثني.
    وقال الذهبي: الإمام المحدث العابد الثقة، حدث عنه أبو حاتم بن حبان، ووثقه ووصفه ابن المقرئ بالصلاح والدين. وقال السمعاني: كان مكثرا من الحديث، له رحلة إلى بلاد الشام والحجاز. وقال الألباني: ثقة إمام محدث، وثقه ابن حبان كما ذكر الذهبي.
    مات سنة نيف عشرة وثلاثمائة.
    * قلت المنصوري : (ثقة مكثر عابد).

    عبد الرحمن ابن إبراهيم ابن عمرو العثماني مولاهم الدمشقي أبو سعيد لقبه دحيم بمهملتين مصغر ابن اليتيم ثقة حافظ متقن من العاشرة مات سنة خمس وأربعين وله خمس وسبعون من رجال البخاري
    معاذ ابن هشام ابن أبي عبد الله الدستوائي البصري وقد سكن اليمن صدوق ربما وهم من التاسعة مات سنة مائتين من رجال الجماعة
    هشام ابن أبي عبد الله سنبر بمهملة ثم نون ثم موحدة وزن جعفر أبو بكر البصري الدستوائي بفتح الدال وسكون السين المهملتين وفتح المثناة ثم مَدٌّ ثقة ثبت وقد رُمِيَ بالقدر من كبار السابعة مات سنة أربع وخمسين وله ثمان وسبعون سنة من رجال الجماعة
    سعيد ابن المسيب ابن حزن ابن أبي وهب ابن عمرو ابن عائذ ابن عمران ابن مخزوم القرشي المخزومي أحد العلماء الأثبات الفقهاء الكبار من كبار الثانية اتفقوا على أن مرسلاته أصح المراسيل،
    وقال ابن المديني لا أعلم في التابعين أوسع علما منه مات بعد التسعين وقد ناهز الثمانين واختلفوا في سماعه من عمر بن الخطاب من رجال الجماعة
    قلت المؤلف وقد روى له أصحاب السنن عن عمر بن الخطاب ولكن لم يثبت سماعه بالتصريح فالله أعلم
    الحديث التاسع عشر
    قال الامام احمد بإسناد الصحيفة: 8240 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزَ وَكِرْمَانَ، قَوْمًا مِنَ الْأَعَاجِمِ حُمْرَ الْوُجُوهِ، فُطْسَ الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ»
    أخرجه مسلم 62 - (2912) حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَابْنُ أَبِي عُمَرَ - وَاللَّفْظُ لِابْنِ أَبِي عُمَرَ، قَالَا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ»
    وقال الإمام أحمد 9172 - حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَيُؤْمِنَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، فَيَفِرَّ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولَ الْحَجَرُ: يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ "
    قلت فهذه ثلاثة طرق عن أبي هريرة.
    الأول عن همام عنه
    والثاني عن سعيد بن المسيب وهو ختنه على ابنته وهو أعلم الناس بحديثه
    والثالث عن الأعرج
    والرابع يأتي عن محمد ابن سيرين والخامس عن أبي صالحٍ
    وقال أحمد أيضا 10396 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ، وَحَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الْوُجُوهِ، خُنْسَ الْأُنُوفِ، صِغَارَ الْأَعْيُنِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ»
    قلت هذا صحيح مرسل عن الحسن البصري

    قال الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله: 10397 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ ذَلِكَ
    قلت وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وابن سيرين متابع للحسن البصريِّ
    ومثله 10861 - حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَخْبَرَنَا وَرْقَاءُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الْعُيُونِ، حُمْرَ الْوُجُوهِ، ذُلْفَ الْأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ»

    وأخرجه مسلم : 65 - (2912) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ التُّرْكَ، قَوْمًا وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ يَلْبَسُونَ الشَّعَرَ، وَيَمْشُونَ فِي الشَّعَرِ»
    وهذه طريق خامسة عن أبي صالح وقد جمع هذه الطرق الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة 2429 فراجعها ففيها فوائد وتحقيق لا تراه هنا.
    ثم قال 66 - (2912) حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، وَأَبُو أُسَامَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تُقَاتِلُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ، حُمْرُ الْوُجُوهِ، صِغَارُ الْأَعْيُنِ»
    وهذا متابع سادس وهو قيس بن أبي حازم البجلي من كبار التابعين الذين هاجروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكادوا أن يروه لكنه صلى الله عليه وسلم مات قبل أن يراه
    وأخرجه البخاري 2928 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ الأَعْرَجِ، قَالَ: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا التُّرْكَ، صِغَارَ الأَعْيُنِ، حُمْرَ الوُجُوهِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ»

    وبعده 2929 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: الزُّهْرِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعَرُ، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ»
    قَالَ سُفْيَانُ وَزَادَ فِيهِ أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رِوَايَةً: «صِغَارَ الأَعْيُنِ، ذُلْفَ الأُنُوفِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ، المَجَانُّ المُطْرَقَةُ»
    قلت المؤلف هذا واقعٌ وحدث ولم يستنكره أحد من المبتدعة، إنما ذكرته لإنه بالإسناد ذاته فإذا صحَّ هذا صحَّ ما كان مثله، وإن كان كذبًا فكل هذه الأحاديث كذب
    وقد تحقَّقَ صِدْقُ هذا الحديثِ وما سبق وما سَيلي، فلْيَعْلَمْ ذلك المؤمن ولا يتلجْلَجْ في دينه لأجل المُرجِفين
    الحديث العشرون
    قال الإمام أحمد: 8249 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " بَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ أُوتِيتُ بِخَزَائِنِ الْأَرْضِ، فَوُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَبُرَا عَلَيَّ وَأَهَمَّانِي، فَأُوحِيَ إِلَيَّ: أَنِ انْفُخْهُمَا، فَنَفَخْتُهُمَا فَذَهَبَا، فَأَوَّلْتُهُمَا الْكَذَّابَيْنِ اللَّذَيْنِ أَنَا بَيْنَهُمَا: صَاحِبُ صَنْعَاءَ، وَصَاحِبُ الْيَمَامَةِ "
    وأخرجه أحمد من طريق آخر فقال 11816 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُسَيْطٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، أَوْ أَخِيهِ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: «أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي قَدْ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا،
    وَرَأَيْتُ أَنَّ فِي ذِرَاعِي سِوَارَيْنِ مِنْ ذَهَبٍ، فَكَرِهْتُهُمَا فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا هَذَيْنِ الْكَذَّابَيْنِ، صَاحِبَ الْيَمَنِ، وَصَاحِبَ الْيَمَامَةِ»
    قلت هذا إسناد حسن صرَّح فيه ابن اسحاق بالتحديث وقد تردَّدَ في ثقتين عطاء بن يسار أو سليمان بن يسار وكلاهما ثقتان لا يضر التردُّدُ بينهما، وهذا الجمع يجمع بين حديثين وردا في الصحيح

    قال البخاري رحمه الله 7033 - حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الجَرْمِيُّ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عُبَيْدَةَ بْنِ نَشِيطٍ، قَالَ: قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ رُؤْيَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي ذَكَرَ،

    7034 - فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِي: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «§بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ، رَأَيْتُ أَنَّهُ وُضِعَ فِي يَدَيَّ سِوَارَانِ مِنْ ذَهَبٍ، فَفُظِعْتُهُمَا وَكَرِهْتُهُمَا، فَأُذِنَ لِي فَنَفَخْتُهُمَا فَطَارَا، فَأَوَّلْتُهُمَا كَذَّابَيْنِ يَخْرُجَانِ» فَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: «أَحَدُهُمَا العَنْسِيُّ الَّذِي قَتَلَهُ فَيْرُوزُ بِاليَمَنِ وَالآخَرُ مُسَيْلِمَةُ»

    وقال البخاري
    2016 - حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ فَضَالَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ، وَكَانَ لِي صَدِيقًا فَقَالَ: اعْتَكَفْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ العَشْرَ الأَوْسَطَ مِنْ رَمَضَانَ، فَخَرَجَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَخَطَبَنَا،
    وَقَالَ: «إِنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، ثُمَّ أُنْسِيتُهَا - أَوْ نُسِّيتُهَا - فَالْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الوَتْرِ، وَإِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَسْجُدُ فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَمَنْ كَانَ اعْتَكَفَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلْيَرْجِعْ»،
    فَرَجَعْنَا وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ فَمَطَرَتْ حَتَّى سَالَ سَقْفُ المَسْجِدِ، وَكَانَ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ، وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْجُدُ فِي المَاءِ وَالطِّينِ، حَتَّى رَأَيْتُ أَثَرَ الطِّينِ فِي جَبْهَتِهِ
    ومن طريق آخر قال أحمد
    14718 - حَدَّثَنَا مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ كَذَّابُونَ، مِنْهُمْ صَاحِبُ الْيَمَامَةِ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ صَنْعَاءَ الْعَنَسِيُّ، وَمِنْهُمْ صَاحِبُ حِمْيَرَ، وَمِنْهُمُ الدَّجَّالُ، وَهُوَ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً» ، قَالَ جَابِرٌ: وَبَعْضُ أَصْحَابِي يَقُولُ: «قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا»
    وهذا اسناد ضعيف فيه علتان
    1- ابن لهيعة ضعيف وقد اختلط وهذا ليس من رواية العبادلة عنه ولا قتيبة
    2- أبو الزبير - محمد بن مسلم بن تدرس - ثقة لكنه مدلس معروف بذلك فلا يقبل حديثه حتى يصرح بالسماع

    وروى أحمد 20428 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَوْفٍ، عَنْ أَبِي بَكَرَةَ، قَالَ: أَكْثَرَ النَّاسُ فِي مُسَيْلِمَةَ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ شَيْئًا،
    فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا، فَقَالَ: " أَمَّا بَعْدُ، فَفِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ الَّذِي قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِيهِ، وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مِنْ ثَلَاثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ، وَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ بَلْدَةٍ إِلَّا يَبْلُغُهَا رُعْبُ الْمَسِيحِ
    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين

    وروى أحمد كذلك 9818 - حَدَّثَنَا يَزِيدُ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَخْرُجَ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا دجَالًا كُلُّهُمْ، يَكْذِبُ عَلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ» وهذا إسناد حسن
    يزيد بن هارون ثقة ثبت
    ومحمد بن عمرو بن علقمة الليثي صدوق له أوهام روى له البخاري مقرونا بغيره، ومسلم في المتابعات، واحتج بِهِ الباقون.
    وابو سلمة بن عبد الرحمن ثقة جليل

    وكذلك قال أحمد 10828 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ثَلَاثُونَ كَذَّابًا»
    وهذا إسناد حسن فيه محمد بن عمرو بن علقمة

    وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 3611 وذكر طرقا كثيرة له فراجعها غير مأمورٍ
    وهذا أيضا من علامات النبوة فهل من مدكر ؟





    «« توقيع موقن »»

  8. #8
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الحديث الحادي والعشرون

    قال أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة: 8136 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ وَدَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ»
    ومن طريقه رواه مسلم 157 بترقيم محمد فؤاد عبد الباقي
    وأخرجه البخاري مطولًا 7121 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ،
    وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ: وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لاَ أَرَبَ لِي بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ،
    وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا،
    فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا "
    وكذلك أخرجه البخاري 3608 - حَدَّثَنَا الحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَقْتَتِلَ فِئَتَانِ دَعْوَاهُمَا وَاحِدَةٌ»

    وقال أحمد: بالإسناد الذي ذكرناه: 8137 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْبَعِثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبًا مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ»
    روى مسلم 84 - (157) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وقَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا - عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ»،
    وقال مسلم : 84 - (157) حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَإِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ - قَالَ إِسْحَاقُ: أَخْبَرَنَا وقَالَ زُهَيْرٌ: حَدَّثَنَا - عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَهُوَ ابْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،
    عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ»،
    ورواه مسلم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن همام كذلك

    الحديث الثاني والعشرون:

    قال أحمد بإسناد الصحيفة المتكرر: 8171 - وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ لَهُ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ - وَهُمْ نَفَرٌ مِنَ الْمَلَائِكَةِ جُلُوسٌ - فَاسْتَمِعْ مَا يُجِيبُونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ " قَالَ: " فَذَهَبَ، فَقَالَ: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا: السَّلَامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.
    فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ "، قَالَ: «فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمْ يَزَلْ يَنْقُصُ الْخَلْقُ بَعْدُ حَتَّى الْآنَ»
    روى البخاري 3326 - حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، (ح)
    6227 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ، قالا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ هَمَّامٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ: اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ، النَّفَرِ مِنَ المَلاَئِكَةِ، جُلُوسٌ، فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ، فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ،
    فَقَالَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، فَقَالُوا: السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَزَادُوهُ: وَرَحْمَةُ اللَّهِ، فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ، فَلَمْ يَزَلِ الخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآنَ "

    هذه الرواية دفعت إمام الأئمة محمد بن إسحاق بن خزيمة أبا بكر أن يقول أنَّ معنى "على صورته" أي صورة آدم وقد قال ابن تيمية لم يختلف الأوائل أن المقصود بها أي صورة الله عز وجل ونُقِلَ عن بعض أئمة السنة الأفاضل أنها بمعنى صورة آدم وليس هذا هو المعنى
    وسلك ابن حجر طريقة أهل السنة في فتح الباري في تعليقه على الحديث :
    قال الحافظ في فتح الباري " [3326] قَوْلُهُ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ أَيْ عَلَى صِفَتِهِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ صِفَاتِ النَّقْصِ مِنْ سَوَادٍ وَغَيْرِهِ تَنْتَفِي عِنْدَ دُخُولِ الْجَنَّةِ وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي بَابِ صِفَةِ الْجَنَّةِ وَزَادَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي رِوَايَتِهِ هُنَا وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا،
    وَإِثْبَاتُ الْوَاوِ فِيهِ لِئَلَّا يُتَوَهَّمَ أَنَّ قَوْلَهُ طُولُهُ تَفْسِيرٌ لِقَوْلِهِ عَلَى صُورَةِ آدم وعَلى هَذَا فَقَوله وَطوله إِلَخْ مِنَ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ وَوَقَعَ عِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا كَانَ طُولُ آدَمَ سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعَةِ أَذْرُعٍ عَرْضًا

    [6227] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ هُوَ الْبِيكَنْدِيُّ قَوْلُهُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ تَقَدَّمَ بَيَانُهُ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ وَاخْتُلِفَ إِلَى مَاذَا يَعُودُ الضَّمِيرُ؟
    فَقِيلَ إِلَى آدَمَ أَيْ خَلَقَهُ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي اسْتَمَرَّ عَلَيْهَا إِلَى أَنْ أُهْبِطَ وَإِلَى أَنْ مَاتَ دَفْعًا لِتَوَهُّمِ مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ لَمَّا كَانَ فِي الْجَنَّةِ كَانَ عَلَى صِفَةٍ أُخْرَى أَوِ ابْتَدَأَ خَلْقَهُ كَمَا وُجِدَ لَمْ يَنْتَقِلْ فِي النَّشْأَةِ كَمَا يَنْتَقِلُ وَلَدُهُ مِنْ حَالَةٍ إِلَى حَالَةٍ.
    وَقِيلَ لِلرَّدِّ عَلَى الدَّهْرِيَّةِ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ إِنْسَانٌ إِلَّا مِنْ نُطْفَةٍ وَلَا تَكُونُ نُطْفَةُ إِنْسَانٍ إِلَّا مِنْ إِنْسَانٍ وَلَا أَوَّلَ لِذَلِكَ فَبَيَّنَ أَنَّهُ خُلِقَ مِنْ أَوَّلِ الْأَمْرِ عَلَى هَذِهِ الصُّورَةِ وَقِيلَ لِلرَّدِّ عَلَى الطَّبَائِعِيِّينَ الزَّاعِمِينَ أَنَّ الْإِنْسَانَ قَدْ يَكُونُ مِنْ فِعْلِ الطَّبْعِ وَتَأْثِيرِهِ.
    وَقِيلَ لِلرَّدِّ عَلَى الْقَدَرِيَّةِ الزَّاعِمِينَ أَنَّ الْإِنْسَانَ يَخْلُقُ فِعْلَ نَفْسِهِ وَقِيلَ إِنَّ لِهَذَا الْحَدِيثِ سَبَبًا حُذِفَ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَأَنَّ أَوَّلَهُ قِصَّةُ الَّذِي ضَرَبَ عَبْدَهُ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ لَهُ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ.
    وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ الْعِتْقِ وَقِيلَ الضَّمِيرُ لِلَّهِ وَتَمَسَّكَ قَائِلُ ذَلِكَ بِمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ وَالْمُرَادُ بِالصُّورَةِ الصِّفَةُ وَالْمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ خَلَقَهُ عَلَى صِفَتِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْحَيَاةِ وَالسَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَتْ صِفَاتُ اللَّهِ تَعَالَى لَا يُشْبِهُهَا شَيْءٌ "

    ورواه أحمد 9604 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَجْلَانَ، قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدٌ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يَقُلْ: قَبَّحَ اللَّهُ وَجْهَكَ، وَوَجْهَ مَنْ أَشْبَهَ وَجْهَكَ، فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ "
    وهذا إسناد صحيح على شرط الأربعة فإن محمد بن عجلان أخرج له مسلم متابعة والبخاري تعليقا
    وقال ابن حجر في التقريب المدني صدوق إلا أنه اختلطت عليه أحاديث أبي هريرة
    وأيضا 9962 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ سَعِيدٍ ، وَبَهْزٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُمَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ» ، قَالَ ابْنُ مَهْدِيٍّ: «فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
    وهي زيادة من ثقة وجب قبولها
    وهذا متابع لابن عجلانٍ لأنَّ بعضهم أنكر عليه رواية هذا الحديث
    وقال الإمام أحمد 7323 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه من هذا الطريق

    وقال أحمد بن حنبل 8291 - حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ، حَدَّثَنَا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
    قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ وَكَانَ فِي كِتَابِ أَبِي: وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا، فَلَا أَدْرِي حَدَّثَنَا بِهِ أَمْ لَا "
    وهذا إسناد ضعيف ومتن صحيح
    أولا: موسى ابن أبي عثمان التبان بمثناة وموحدة مولى المغيرة المدني مقبول من السادسة أخرج له البخاري تعليقا، وروى لَهُ فِي " خلق أفعال الْعِبَاد".
    ومقبول عند الحافظ ابن حجر يعني يصحَّ حديثه إذا تابعه أحدٌ وإلا فيكون ضعيفًا وقد تابعه معمر بالإسناد الذي نذكره
    وأبوه أبو عثمان التبان بمثناة ثم موحدة ثقيلة مولى المغيرة ابن شعبة قيل اسمه سعد [سعيد] وقيل عمران مقبول من الثالثة روى له البخاري تعليقا
    يعني عند المتابعة وقد تابعه همام بالإسناد الأول فالحديث صحيح

    عبد الملك ابن عمرو القيسي أبو عامر العقدي بفتح المهملة والقاف ثقة من التاسعة مات سنة أربع أو خمس ومائتين من رجال الجماعة
    المغيرة ابن عبد الرحمن ابن عبد الله ابن خالد ابن حزام بمهملة وزاي الحزامي المدني لقبه قصي ثقة له غرائب من السابعة ، نزل عسقلان من رجال الجماعة
    قال الحافظ في التقريب: " قَالَ النَّوَوِيُّ قَالَ الْعُلَمَاءُ إِنَّمَا نَهَى عَنْ ضَرْبِ الْوَجْهِ لِأَنَّهُ لَطِيفٌ يَجْمَعُ الْمَحَاسِنَ وَأَكْثَرُ مَا يَقَعُ الْإِدْرَاكُ بِأَعْضَائِهِ فَيُخْشَى مِنْ ضَرْبِهِ أَنْ تَبْطُلَ أَوْ تَتَشَوَّهَ كُلُّهَا أَوْ بَعْضُهَا وَالشَّيْنُ فِيهَا فَاحِشٌ لِظُهُورِهَا وَبُرُوزِهَا بَلْ لَا يَسْلَمُ إِذَا ضَرَبَهُ غَالِبًا مِنْ شَيْنٍ اه وَالتَّعْلِيلُ الْمَذْكُورٌ حَسَنٌ،
    لَكِنْ ثَبَتَ عِنْدَ مُسْلِمٍ تَعْلِيلٌ آخَرُ فَإِنَّهُ أَخْرَجَ الْحَدِيثَ الْمَذْكُورَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أَيُّوبَ الْمَرَاغِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَادَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ وَاخْتُلِفَ فِي الضَّمِيرِ عَلَى مَنْ يَعُودُ فَالْأَكْثَرُ عَلَى أَنَّهُ يَعُودُ عَلَى الْمَضْرُوبِ لِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَمْرِ بِإِكْرَامِ وَجْهِهِ وَلَوْلَا أَنَّ الْمُرَادَ التَّعْلِيلُ بِذَلِكَ لَمْ يَكُنْ لِهَذِهِ الْجُمْلَةِ ارْتِبَاطٌ بِمَا قَبْلَهَا
    وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ أَعَادَ بَعْضُهُمُ الضَّمِيرَ عَلَى اللَّهِ مُتَمَسِّكًا بِمَا وَرَدَ فِي بَعْضِ طُرُقِهِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ قَالَ وَكَأَنَّ مَنْ رَوَاهُ أَوْرَدَهُ بِالْمَعْنَى مُتَمَسِّكًا بِمَا تَوَهَّمَهُ فَغَلِطَ فِي ذَلِكَ
    وَقَدْ أَنْكَرَ الْمَازِرِيُّ وَمَنْ تَبِعَهُ صِحَّةَ هَذِهِ الزِّيَادَةِ ثُمَّ قَالَ وَعَلَى تَقْدِيرِ صِحَّتِهَا فَيُحْمَلُ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالْبَارِي سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قلت الزِّيَادَة أخرجهَا بن أَبِي عَاصِمٍ فِي السُّنَّةِ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ بن عمر بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات
    وأخرجها بن أَبِي عَاصِمٍ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي يُونُسَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ بِلَفْظٍ يَرُدُّ التَّأْوِيلَ الْأَوَّلَ قَالَ مَنْ قَاتَلَ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ فَإِنَّ صُورَةَ وَجْهِ الْإِنْسَانِ عَلَى صُورَةِ وَجْهِ الرَّحْمَنِ فَتَعَيَّنَ إِجْرَاءُ مَا فِي ذَلِكَ عَلَى مَا تَقَرَّرَ بَيْنَ أَهْلِ السُّنَّةِ مِنْ إِمْرَارِهِ كَمَا جَاءَ مِنْ غَيْرِ اعْتِقَادِ تَشْبِيهٍ أَوْ مِنْ تَأْوِيلِهِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِالرَّحْمَنِ جَلَّ جَلَالُهُ
    وَسَيَأْتِي فِي أَوَّلِ كِتَابِ الِاسْتِئْذَانِ مِنْ طَرِيقِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ الْحَدِيثَ وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ عَلَى آدَمَ أَيْ عَلَى صِفَتِهِ أَيْ خَلَقَهُ مَوْصُوفًا بِالْعِلْمِ الَّذِي فَضَلَ بِهِ الْحَيَوَانَ وَهَذَا مُحْتَمل وَقد قَالَ الْمَازرِيّ غلط بن قُتَيْبَةَ فَأَجْرَى هَذَا الْحَدِيثَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَقَالَ صُورَةٌ لَا كَالصُّوَرِ انْتَهَى"
    قال ابن حبان البستي 5605 - أَخْبَرَنَا أَبُو خَلِيفَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الْوَجْهَ، فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»

    قَالَ أَبُو حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «يُرِيدُ بِهِ صُورَةَ الْمَضْرُوبِ، لِأَنَّ الضَّارِبَ إِذَا ضَرَبَ وَجْهَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ ضَرَبَ وَجْهًا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ»
    قلت المؤلف وهو في ذلك تابع لشيخه ابن أبي بكر بن خزيمة
    قال ابو حاتم البستي بعد ما روى هذا الحديث في التقاسيم والأنواع 6129:

    «هَذَا الْخَبَرُ تَعَلَّقَ بِهِ مَنْ لَمْ يُحْكِمُ صِنَاعَةَ الْعِلْمِ وَأَخَذَ يُشَنِّعُ عَلَى أَهْلِ الْحَدِيثِ الَّذِينَ يَنْتَحِلُونَ السُّنَنَ، وَيَذُبُّونَ عَنْهَا، وَيَقْمَعُونَ مَنْ خَالَفَهَا بِأَنْ قَالَ: لَيْسَتْ تَخْلُو هَذِهِ الْهَاءُ مِنْ أَنْ تُنْسَبَ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى آدَمَ، فَإِنْ نُسِبَتْ إِلَى اللَّهِ كَانَ ذَلِكَ كُفْرًا، إِذْ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11]،
    وَإِنْ نُسِبَتْ إِلَى آدَمَ تَعَرَّى الْخَبَرُ عَنِ الْفَائِدَةِ، لِأَنَّهُ لَا شَكَّ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ خُلِقَ عَلَى صُورَتِهِ لَا عَلَى صُورَةِ غَيْرِهِ، وَلَوْ تَمَلَّقَ قَائِلُ هَذَا إِلَى بَارِئِهِ فِي الْخَلْوَةِ،
    وَسَأَلَهُ التَّوْفِيقَ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ وَالْهِدَايَةِ لِلطَّرِيقِ الْمُسْتَقِيمِ فِي لُزُومِ سُنَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكَانَ أَوْلَى بِهِ مِنَ الْقَدْحِ فِي مُنْتَحِلِي السُّنَنِ بِمَا يَجْهَلُ مَعْنَاهُ، وَلَيْسَ جَهْلُ الْإِنْسَانِ بِالشَّيْءِ دَالًا عَلَى نَفْيِ الْحَقِّ عَنْهُ لِجَهْلِهِ بِهِ.
    وَنَحْنُ نَقُولُ: إِنَّ أَخْبَارَ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَحَّتْ مِنْ جِهَةِ النَّقْلِ لَا تَتَضَادَّ، وَلَا تَتَهَاتَرُ، وَلَا تَنْسَخُ الْقُرْآنَ بَلْ لِكُلِّ خَبَرٍ مَعْنًى مَعْلُومٌ يُعْلَمُ، وَفَصْلٌ صَحِيحٌ يُعْقَلُ، يَعْقِلُهُ الْعَالِمُونَ.
    فَمَعْنَى الْخَبَرِ عِنْدَنَا بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: » خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ «: إِبَانَةُ فَضْلِ آدَمَ عَلَى سَائِرِ الْخَلْقِ، وَالْهَاءُ رَاجِعَةٌ إِلَى آدَمَ، وَالْفَائِدَةُ مِنْ رُجُوعِ الْهَاءِ إِلَى آدَمَ دُونَ إِضَافَتِهَا إِلَى الْبَارِئِ جَلَّ وَعَلَا - جَلَّ رَبُّنَا وَتَعَالَى عَنْ أَنْ يُشَبَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ - أَنَّهُ جَلَّ وَعَلَا جَعَلَ سَبَبَ الْخَلْقِ الَّذِي هُوَ الْمُتَحَرِّكُ النَّامِي بِذَاتِهِ اجْتِمَاعَ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى،
    ثُمَّ زَوَالَ الْمَاءِ عَنْ قَرَارِ الذَّكَرِ إِلَى رَحِمِ الْأُنْثَى، ثُمَّ تَغَيُّرَ ذَلِكَ إِلَى الْعَلَقَةِ بَعْدَ مُدَّةٍ، ثُمَّ إِلَى الْمُضْغَةِ، ثُمَّ إِلَى الصُّورَةِ، ثُمَّ إِلَى الْوَقْتِ الْمَمْدُودِ فِيهِ، ثُمَّ الْخُرُوجِ مِنْ قَرَارِهِ، ثُمَّ الرَّضَاعِ، ثُمَّ الْفِطَامِ، ثُمَّ الْمَرَاتِبِ الْأُخَرِ عَلَى حَسَبِ مَا ذَكَرْنَا إِلَى حُلُولِ الْمَنِيَّةِ بِهِ.
    هَذَا وَصْفُ الْمُتَحَرِّكِ النَّامِي بِذَاتِهِ مِنْ خَلْقِهِ وَخَلْقِ اللَّهِ جَلَّ وَعَلَّا آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خَلْقَهُ عَلَيْهَا، وَطُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا مِنْ غَيْرِ أَنْ تَكُونَ تَقْدُمُهُ اجْتِمَاعُ الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى، أَوْ زَوَالُ الْمَاءِ، أَوْ قَرَارُهُ، أَوْ تَغْيِيرُ الْمَاءِ عَلَقَةً أَوْ مُضْغَةً،
    أَوْ تَجْسِيمُهُ بَعْدَهُ، فَأَبَانَ اللَّهُ بِهَذَا فَضْلَهُ عَلَى سَائِرِ مَنْ ذَكَرْنَا مِنْ خَلْقِهِ، بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نُطْفَةً فَعَلَقَةً، وَلَا عَلَقَةً فَمُضْغَةً، وَلَا مُضْغَةً فَرَضِيعًا، وَلَا رَضِيعًا فَفَطِيمًا، وَلَا فَطِيمًا فَشَابًّا كَمَا كَانَتْ هَذِهِ حَالَةُ غَيْرِهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ حَشْوِيَّةٌ يَرْوُونَ مَا لَا يَعْقِلُونَ وَيَحْتَجُّونَ بِمَا لَا يَدْرُونَ»





    «« توقيع موقن »»

  9. #9
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الحديث الثالث والعشرون:

    قال احمد بإسناد صحيفة همام: 8172 - وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ " قَالَ: «فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ فَفَقَأَهَا» ،
    قَالَ: " فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: إِنَّكَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي " قَالَ: " فَرَدَّ اللَّهُ عَيْنَهُ وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ: الْحَيَاةَ تُرِيدُ؟
    فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ، فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا تَوَارَتْ بِيَدِكَ مِنْ شَعْرَةٍ فَإِنَّكَ تَعِيشُ بِهَا سَنَةً. قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ تَمُوتُ. قَالَ: فَالْآنَ مِنْ قَرِيبٍ، قَالَ: رَبِّ أَدْنِنِي مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ " قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَاللَّهِ لَوْ أَنِّي عِنْدَهُ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَنْبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ»
    قلت هذا الإسناد زعموا أنه مدسوس من همام لأنه إسرائيلي أسلم! وهذا باطل للآتي
    قال أحمد رحمه الله 7646 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: " أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَلَمَّا جَاءَهُ، صَكَّهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ، فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِ عَيْنَهُ،
    وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَيْهِ، فَقُلْ لَهُ: يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِمَا غَطَّتْ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ.
    فَقَالَ: أَيْ رَبِّ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ. قَالَ: فَالْآنَ. فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنَ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ "،
    قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ، لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ، تَحْتَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ»
    وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين وليس فيه همَّام

    وروى أحمد بن حنبل 8616 - حَدَّثَنَا حَسَنٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو يُونُسَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ: قَالَ أَبِي: «لَمْ يَرْفَعْهُ» ، قَالَ: " جَاءَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى، فَقَالَ: أَجِبْ رَبَّكَ، فَلَطَمَ مُوسَى عَيْنَ مَلَكِ الْمَوْتِ، فَفَقَأَهَا،
    فَرَجَعَ الْمَلَكُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: إِنَّكَ بَعَثْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَكَ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ، وَقَدْ فَقَأَ عَيْنِي، قَالَ: فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ عَيْنَهُ،
    وَقَالَ: ارْجِعْ إِلَى عَبْدِي، فَقُلْ لَهُ الْحَيَاةَ تُرِيدُ، فَإِنْ كُنْتَ تُرِيدُ الْحَيَاةَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ، فَمَا وَارَتْ يَدُكَ مِنْ شَعْرِهِ، فَإِنَّكَ تَعِيشُ بَهَا سَنَةً، قَالَ: ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ يَا رَبِّ مِنْ قَرِيبٍ "

    وهذا إسناد ضعيف موقوف لأنَّ ابن لهيعة ضعيف وقد اختلط وهذا الإسناد ليس من رواية قتيبة أو العبادلة الثلاثة عنه وهم ابن المبارك أو ابن وهب أو ابن يزيد المقرئ
    ومع ذلك فالمتن صحيح كما لا يخفى على ذوي الألباب
    والوقف لا يعارض الرفع هذا لو كان الواقف ثقة، فكيف وهو ضعيف مختلط كعبد الله ابن لهيعة؟ فهذا من تخاليطه.
    ثم قال أحمد رحمه الله: 10904 - حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، وَيُونُسُ، قَالَا: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِي عَمَّارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ يُونُسُ: رَفَعَ الْحَدِيثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - " كَانَ مَلَكُ الْمَوْتِ يَأْتِي النَّاسَ عِيَانًا، قَالَ: فَأَتَى مُوسَى فَلَطَمَهُ فَفَقَأَ عَيْنَهُ،
    فَأَتَى رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ: يَا رَبِّ عَبْدُكَ مُوسَى، فَقَأَ عَيْنِي، وَلَوْلَا كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَعَنُفْتُ بِهِ - وَقَالَ يُونُسُ: لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ - فَقَالَ لَهُ: اذْهَبْ إِلَى عَبْدِي فَقُلْ لَهُ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى جِلْدِ - أَوْ مَسْكِ ثَوْرٍ، فَلَهُ بِكُلِّ شَعَرَةٍ وَارَتْ يَدُهُ سَنَةٌ،
    فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ: فَقَالَ مَا بَعْدَ هَذَا؟ قَالَ: الْمَوْتُ، قَالَ: فَالْآنَ، قَالَ: فَشَمَّهُ شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَهُ، قَالَ يُونُسُ: فَرَدَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ عَيْنَهُ فَكَانَ يَأْتِي النَّاسَ خُفْيَةً "

    وهذا إسناد حسن
    أمية ابن خالد ابن الأسود القيسي أبو عبد الله البصري أخو هدبة وهو الكبير صدوق من التاسعة مات سنة مائتين أو إحدى ومائتين من رجال مسلمٍ
    يونس ابن محمد ابن مسلم البغدادي أبو محمد المؤدب ثقة ثبت من صغار التاسعة مات سنة سبع ومائتين من رجال الجماعة
    عمار ابن أبي عمار صدوق ربما أخطأ من الثالثة مات بعد العشرين ومائة روى له الجماعة عدا البخاري
    وحماد بن سلمة ثقة أثبت الناس في ثابت البُناني، روى له الجماعة عدا البخاري فقد أخرج له تعليقا

    روى أحمد: 10905 - حَدَّثَنَا مُؤَمَّلٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ مَلَكُ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلَامُ» فَذَكَرَهُ
    وهذا اسناد ضعيف لأنَّ مؤملا بن اسماعيل سيء الحفظ

    قال ابو حاتم ابن حبان البستي في كتابه التقاسيم والأنواع بعد أن ذكر هذا الخبر
    ذِكْرُ خَبَرٍ شُنِّعَ بِهِ عَلَى مُنْتَحِلِي سُنَنِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حُرِمَ التَّوْفِيقَ لِإِدْرَاكِ مَعْنَاهُ
    6223 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فذكره.
    قَالَ أَبُو حَاتِمٍ: » إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا بَعَثَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَلِّمًا لِخَلْقِهِ فَأَنْزَلَهُ مَوْضِعَ الْإِبَانَةِ عَنْ مُرَادِهِ، فَبَلَّغَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رِسَالَتَهُ، وَبَيَّنَ عَنْ آيَاتِهِ بِأَلْفَاظٍ مُجْمَلَةٍ وَمُفَسَّرَةٍ عَقَلَهَا عَنْهُ أَصْحَابُهُ أَوْ بَعْضُهُمْ، وَهَذَا الْخَبَرُ مِنَ الْأخْبَارِ الَّتِي يُدْرِكُ مَعْنَاهُ مَنْ لَمْ يَحْرُمِ التَّوْفِيقَ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ.

    وَذَاكَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَلَا أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى رِسَالَةَ ابْتِلَاءٍ وَاخْتِبَارٍ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَقُولَ لَهُ: أَجِبْ رَبَّكَ، أَمْرَ اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ لَا أَمْرًا يُرِيدُ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا إِمْضَاءَهْ كَمَا أَمَرَ خَلِيلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ بِذِبْحِ ابْنِهِ أَمْرَ اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ، دُونَ الْأَمْرِ الَّذِي أَرَادَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا إِمْضَاءَهُ،

    فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى ذَبْحِ ابْنِهِ وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فَدَاهُ بِالذَّبْحِ الْعَظِيمِ، وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ جَلَّ وَعَلَا الْمَلَائِكَةَ إِلَى رُسُلِهِ فِي صُوَرٍ لَا يَعْرِفُونَهَا كَدُخُولِ الْمَلَائِكَةِ عَلَى رَسُولِهِ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ يَعْرِفْهُمْ حَتَّى أَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً،

    وَكَمَجِيءِ جِبْرِيلَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسُؤَالِهِ إِيَّاهُ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ، فَلَمْ يَعْرِفْهُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى وَلَّى، فَكَانَ مَجِيءُ مَلَكِ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ الَّتِي كَانَ يَعْرِفُهُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَيْهَا، وَكَانَ مُوسَى غَيُورًا فَرَأَى فِي دَارِهِ رَجُلًا لَمْ يَعْرِفْهُ،

    فَشَالَ يَدَهُ فَلَطَمَهُ فَأَتَتْ لَطْمَتُهُ عَلَى فقئ عَيْنِهِ الَّتِي فِي الصُّورَةِ الَّتِي يَتَصَوَّرُ بِهَا لَا الصُّورَةِ الَّتِي خَلْقَهُ اللَّهُ عَلَيْهَا، وَلَمَّا كَانَ الْمُصَرَّحُ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِ ابْنِ عَبَّاسٍ، حَيْثُ قَالَ: «أَمَّنِي جِبْرِيلُ عِنْدَ الْبَيْتِ مَرَّتَيْنِ»، فَذَكَرَ الْخَبَرَ.

    وَقَالَ فِي آخِرِهِ: «هَذَا وَقْتُكَ وَوَقْتُ الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَكَ»: كَانَ فِي هَذَا الْخَبَرِ الْبَيَانُ الْوَاضِحُ أَنَّ بَعْضَ شَرَائِعِنَا قَدْ تَتَّفِقُ بِبَعْضِ شَرَائِعِ مَنْ قَبْلَنَا مِنَ الْأُمَمِ، وَلَمَّا كَانَ مِنْ شَرِيعَتِنَا أَنَّ مَنْ فَقَأَ عَيْنَ الدَّاخِلِ دَارَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ أَوِ النَّاظِرِ إِلَى بَيْتِهِ بِغَيْرِ أَمْرِهِ جُنَاحٌ عَلَى فَاعِلِهِ،

    وَلَا حَرَجٍ عَلَى مُرْتَكِبِهِ، لِلْأَخْبَارِ الْجَمَّةِ الْوَارِدَةِ فِيهِ الَّتِي أَمْلَيْنَاهَا فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كُتُبِنَا: كَانَ جَائِزًا اتِّفَاقُ هَذِهِ الشَّرِيعَةِ بِشَرِيعَةِ مُوسَى، بِإِسْقَاطِ الْحَرَجِ عَمَّنْ فَقَأَ عَيْنَ الدَّاخِلِ دَارَهُ بِغَيْرِ إِذْنِهِ،

    فَكَانَ اسْتِعْمَالُ مُوسَى هَذَا الْفِعْلِ مُبَاحًا لَهُ وَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ فِي فِعْلِهِ، فَلَمَّا رَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى رَبِّهِ، وَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ مِنْ مُوسَى فِيهِ، أَمَرَهُ ثَانِيًا بِأَمْرِ آخَرَ أَمْرَ اخْتِبَارٍ وَابْتِلَاءٍ.

    كَمَا ذَكَرْنَا قَبْلُ، إِذْ قَالَ اللَّهُ لَهُ: قُلْ لَهُ: إِنْ شِئْتَ فَضَعْ يَدَكَ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَكَ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ يَدُكَ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ، فَلَمَّا عَلِمَ مُوسَى كَلِيمُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِ أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ وَأَنَّهُ جَاءَهُ بِالرِّسَالَةِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، طَابَتْ نَفْسُهُ بِالْمَوْتِ، وَلَمْ يَسْتَمْهِلْ، وَقَالَ: فَالْآنَ.

    فَلَوْ كَانَتِ الْمَرَّةُ الْأُولَى عَرَفَهُ مُوسَى أَنَّهُ مَلَكُ الْمَوْتِ، لَاسْتَعْمَلَ مَا اسْتَعْمَلَ فِي الْمَرَّةِ الْأُخْرَى عِنْدَ تَيَقُّنِهِ وَعِلْمِهِ بِهِ ضِدَّ قَوْلِ مَنْ زَعَمَ أَنَّ أَصْحَابَ الْحَدِيثِ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ، وَرُعَاةُ اللَّيْلِ يَجْمَعُونَ مَا لَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ، وَيَرْوُونَ مَا لَا يُؤْجَرُونَ عَلَيْهِ،
    وَيَقُولُونَ بِمَا يُبْطِلُهُ الْإِسْلَامُ جَهْلًا مِنْهُ لِمَعَانِي الْأَخْبَارِ، وَتَرْكَ التَّفَقُّهِ فِي الْآثَارِ مُعْتَمِدًا مِنْهُ عَلَى رَأْيِهِ الْمَنْكُوسِ وَقِيَاسِهِ الْمَعْكُوسِ «
    وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط إسناده صحيح على شرط الشيخين.

    وقال الألباني في السلسلة الصحيحة 3279- (جاء ملكُ الموتِ إلى (وفي طريق: إنَّ ملكَ الموتِ كان يأتي الناسَ عياناً، حتّى أتى) موسى عليه السلام، فقال له: أجب ربَّك، قال: فلطَم موسى عليه السلام، عينَ مَلكِ الموتِ ففَقأها، فرجعَ الملكُ إلى اللهِ تعالى،

    فقالَ: [يا ربِّ!] إنَّك أرسلتني إلى عبدٍ لكَ لا يريدُ الموتَ، وقد فقأ عيني، [ولولا كرامتُه عليك لشققتُ عليه] .

    قال: فردَّ اللهُ إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدِي فقِل: الحياة تريدُ؟ فإن كنت تريدُ الحياةَ؛ فضع يدَك على متنِ ثورٍ، فما توارت يدُك من شعرة؛ فإنّك تعيشُ بها سنةً،

    قال: [أي ربِّ!] ثمَّ مَه؟ قالَ: ثم تموتُ، قال: فالآن من قريبٍ، ربِّ! أمتني من الأرضِ المقدّسةِ رميةً بحجرٍ! [قال: فشمَّه شمّةً فقبض روحَه، قال: فجاء بعد ذلك إلى النّاسِ خفياً] .

    قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
    والله! لو أني عنده لأريتُكم قبره إلى جانب الطريق عند (وفي طريق: تحت) الكثيبِ الأحمرِ) .

    قلت: هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المشهورة التي أخرجها الشيخان
    من طرق عن أبي هريرة- رضي الله عنه-، وتلقته الأمة بالقبول، وقد جمعت ألفاظها والزيادات التي وقعت فيها، وسقتها لك سياقاً واحداً كما ترى؛ لتأخذ القصة كاملة بجميع فوائدها المتفرقة في بطون مصادرها،

    الأمر الذي يساعدك على فهمها فهماً صحيحاً، لا إشكال فيه ولا شبهة، فتسلِّم لقول رسول الله
    - صلى الله عليه وسلم - تسليماً.

    واعلم أن هذا الحديث الصحيح جدّاً مما أنكره بعض ذوي القلوب المريضة من المبتدعة- فضلاً عن الزنادقة- قديماً وحديثاً، وقد رد عليهم العلماء- على مر العصور- بما يشفي ويكفي من كان راغباً السلامة في دينه وعقيدته؛ كابن خزيمة، وابن حبان، والبيهقي، والبغوي، والنووي، والعسقلاني، وغيرهم.

    وممن أنكره من المعاصرين: الشيخ الغزالي في كتابه "السنة.. " المذكور في الحديث الذي قبله، بل وطعن في الذين دافعوا عن الحديث " فقال (ص 29) : "وهو دفاع تافه لا يساغ "!

    وهكذا؛ فالرجل ماضٍ في غيّه، والطعن في السنة والذَّابِّين عنها بمجرد عقله (الكبير!) . ولست أدري- والله- كيف يعقل هذا الرجل- إذا افترضنا فيه الإيمان والعقل-! كيف يدخل في عقله أن يكون هؤلاء الأئمة الأجِلَّة من محدِّثين وفقهاء
    - من الإمام البخاري إلى الإمام العسقلاني- على خطأ في تصحيحهم هذا
    الحديث، ويكون هو وحده- صاحب العقل الكبير! - مصيباً في تضعيفه إياه ورده عليهم؟!

    ثم هو لا يكتفي بهذا! بل يخادع القراء ويدلس عليهم، ويوهمهم أنه مع الأئمة لا يخالفهم، فيقول بين يدي إنكاره لهذا الحديث وغيره كالذي قبله
    (ص 26) :
    "لا خلاف بين المسلمين في العمل بما صحت نسبته لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفق
    أصول الاستدلال التي وضعها الأئمة، وانتهت إليها الأمة، إنما ينشأ الخلاف حول صدق هذه النسبة أو بطلانها، وهو خلاف لا بد من حسمه، ولا بد من رفض الافتعال أو التكلف فيه، فإذا استجمع الخبر المروي شروط الصحة المقررة بين العلماء فلا معنى لرفضه، وإذا وقع خلاف محترم في توفر هذه الشروط أصبح في الأمر سعة "!

    هذا كلامه، فهل تجاوب معه؟ كلا ثم كلا؛ فإن الحديث لا خلاف في صحته
    بين العلماء، وله ثلاثة طرق صحيحة كما تقدم، فكيف تملص من كلامه المذكور؟! لقد دلس على القراء وأوهم أن الحديث مختلف في صحته؛ فقال (ص 27) :
    "وقد جادل البعض في صحته "!

    ويعني: أن الحديث صار من القسم الذي فيه سعة للخلاف! فنقول له:
    أولاً: هل الخلاف الذي توهمه "خلاف محترم " أم هو خلاف ساقط الاعتبار؟!

    لأن المخالف ليس من العلماء المحترمين!! ولذلك لم تتجرأ على تسميته! ولعله من الخوارج أو الشيعة الذين يطعنون في أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبخاصة راوي هذا الحديث (أبي هريرة) - رضي الله عنه-.

    وثانياً: يحتمل أن يكون المجادِل الذي أشرتَ إليه هو أنت، وحينئذٍ فبالأولى أن يكون خلافك ساقط الاعتبار، كما هو ظاهر كالشمس في رائعة النهار!

    ثم قال: "إن الحديث صحيح السند؛ لكن متنه يثير الريبة؛ إذ يفيد أن موسى يكره الموت ولا يحب لقاء الله ... " إلى آخر هرائه!

    فأقول: بمثل هذا الفهم المنكوس يَرُدُّ هذا الرجل أحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم -!! ولا
    يكتفي بذلك، بل ويرد على العلماء كافة الذين فهموه وشرحوه شرحاً صحيحاً، وردوا على أمثاله من أهل الأهواء الذين يسيئون فهم الأحاديث ثم يردونها، وإنما هم في الواقع يردون جهلهم،

    وهي سالمة منه والحمد لله، وها هو المثال؛ فإن الحديث صريح بخلاف ما نسب إلى موسى عليه السلام، ألا وهو قوله عليه السلام: "فالآن من قريب ". فتعامى الرجل عنه،

    وتشبث باللطم المذكور في أوله، ولم ينظر إلى نهاية القصة، فمثله كمثل من يَرُدُّ قوله تعالى: (فويل للمصلين) بزعم أنه يخالف الآيات الآمرة بالصلاة، ولا ينظر إلى ما بعده: (الذين هم عن صلاتهم ساهون)
    هذا من جهة.

    ومن جهة أخرى؛ فإن الرجل بنى ردَّهُ للحديث على زعمه أن موسى عليه السلام كان عارفاً بملك الموت حين لطمه! وهذا من تمام جهله وإعراضه عن كلام العلماء الذي نقله (ص 28) :
    "أن موسى لم يعلم أنه ملك من عند الله، وظن أنه رجل قصده يريد قتله،
    فدافعه عنه، فأدت المدافعة إلى فقءِ عينه ".

    ومع أن هذا الكلام يدل عليه تمام القصة كما قدمتُ، ويؤكده قوله في أول الحديث: "أن ملك الموت كان يأتي الناس عياناً"، أي: في صورة البشر، وفَقْءِ عينه وردها إليه مما يقوي ذلك.

    أقول: مع هذا كله، استكبر الرجل ولم يرد على علماء الأمة إلا بقوله الذي لا يعجزعن مثله أيُّ مُبطِلٍ غريق في الضلال:
    "نقول نحن (!) : هذا الدفاع كله خفيف الوزن، وهو دفاع تافه لا يساغ "!

    وإن من ضلال الرجل وجهله قوله (ص 27) :
    "ثم، هل الملائكة تعرض لهم العاهات التي تعرض للبشر من عَمَى أو عَوَر؟!
    ذاك بعيد"!
    فأقول: وهذا من الحجة عليك، الدالة على قلة فهمك؛ فإن هذا الذي استبعدتهُ مما جعل العلماء يقولون في دفاعهم: إن موسى لم يعلم أنه ملك، أفما آن لك أن تعقل؟!!

    ثم ختم ضلاله في هذا الحديث وطعنه فيه بقوله:
    "والعلة في المتن يبصرها المحققون (!) وتخفى على أصحاب الفكر السطحي "!

    فيا له من مغرور أهلكه العجب! لقد جعل! نفسه من المحققين، وعلماء الأمة
    من "أصحاب الفكر السطحي "! والحقيقة أنه هو العلة؛ لجهله وقلة فهمه "

    إن لم يكن فيه ما هو أكثر من ذلك مما أشار إليه الكفار وهم يعذَّبون في النار: (لو كنا نسمعُ أو نعقِلُ ما كنا في أصحاب السَّعير) ؛ نسأل الله حسن الخاتمة والوفاة على سبيل المؤمنين." انتهى

    قلت المؤلف ثم نقل كلام ابن حبان السابق وأقرَّهُ ثم قال الألباني "

    قلت: ما أشبه الليلة بالبارحة! فهذا الزاعم الطاعن في أصحاب الحديث هو
    سلف الغزالي في طعنه فيهم، وفي أحاديثهم الصحيحة، وما وصفه به ابن حبان من الجهل بمعاني الآثار، يشبه تماماً جهل الغزالي بها،

    وكتابه المتقدم ذكره والنقل عنه مشحون بطعنه في الأحاديث الصحيحة التي لا خلاف عند أهل العلم في صحتها، وقد ختم الكتاب بإنكاره عدة أحاديث صحيحة في إثبات القدر؛ لأنه فهم منها- بفهمه المعكوس والمنكوس- أنها تفيد الجبر، وتنفي عن الإنسان الاختيار الذي به كُلِّفَ، وترتب عليه الثواب والعقاب،

    مشاركاً في هذا الفهم العامة الجهلة، ولكنه فرَّ من فهمه الخاطىء إلى ما هو مثله أو أسوأ منه، ألا وهو إنكاره القدر والأحاديث الدالة عليها، وألحق نفسه بالمعتزلة!!

    وقد قام بواجب الرد عليه كثير من العلماء والكتَّاب، وكشفوا للناس ما فيه من زيغٍ وضلال في الحديث والعقيدة والفقه، وكان أطولهم نفساً، وأكثرهم إفادة، وأهدأهم بالاً: الأخ الفاضل سلمان العودة في كتابه "حوار هادئ مع محمد الغزالي"،

    فنِعمَ الردُّ هو؛ لولا تساهل وتسامح لا يستحقه الغزالي تجاه طعناته العديدة مع أئمة الحديث والفقه، وإن كان الأخ الفاضل قد كشف القناع عنها بأدبه الناعم! والحافظ الآخر الذي سبقت الإشارة إليه: هو الإمام البغوي؛ فإنه بعد أن ذكر أن الحديث: "متفق على صحته "؛ قال رحمه الله:

    "هذا الحديث يجب على المرء المسلم الإيمان به على ما جاء به من غير أن يعتبره بما جرى عليه عُرف البشرِ، فيقع في الارتياب؛ لأنه أمرٌ مصدره عن قدرة الله سبحانه وتعالى وحُكمه، وهو مجادلة بين ملك كريم، ونبي كليم، كلُّ واحد منهما مخصوص بصفة خرج بها عن حكم عوامِّ البشر،

    ومجاري عاداتهم في المعنى الذي خُصَّ به، فلا يعتبر حالهما بحال غيرهما، قد اصطفى الله سبحانه وتعالى موسى برسالاته وبكلامه، وأيده بالآيات الظاهرة، والمعجزات الباهرة، كاليد البيضاء، والعصا، وانفلاق البحر، وغيرهما مما نطق به القرآن، ودلّت عليه الآثار، وكل ذلك إكرام من الله عز وجل أكرمه بها،

    فلما دنت وفاته- وهو بشرٌ يكره الموت طبعاً، ويجد ألمه حساً-؛ لطف له بأن لم يفاجئه به بغتة، ولم يأمر
    الملك الموكل به أن يأخذه به قهراً؛ لكن أرسله إليه منذراً بالموت، وأمره بالتعرض له على سبيل الامتحان في صورة بشرٍ، فلما رآه موسى استنكر شأنه، واستوعر مكانه، فاحتجز منه دفعاً عن نفسه بما كان من صكه إياه،

    فأتى ذلك على عينه التي رُكِّبَت في الصورة البشرية التي جاءه فيها، دون صورة المَلَكِيّة التي هو مجبول عليها، وقد كان في طبع موسى - صلى الله عليه وسلم - حمِيَّةٌ وحِدّةٌ على ما قص الله علينا من أمره في كتابه من وكزه القبطي، وإلقائه الألواح، وأخذه برأس أخيه يجره إليه.

    وروي أنه كان إذا غضب اشتعلت قلنسوته ناراً، وقد جرت سنة الدين بدفع من قصدك بسوء، كما جاء في الحديث: "من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم حلّ لهم أن يفقأوا عينه" ،

    فلما نظر موسى إلى شخص في صورة بشر هجم عليه يُريد نفسه، ويقصد هلاكه، وهو لا يثبته، ولا يعرفه أنه رسول ربه؛ دفعه عن نفسه، فكان فيه ذهاب عينه، فلما عاد الملك إلى ربه، ردّ الله إليه عينه، وأعاده رسولاً إليه؛ ليعلم نبي الله عليه السلام- إذا رأى صحة عينه المفقوءة- أنه رسول الله بعثه لقبض روحه،

    فاستسلم حينئذٍ لأمره، وطاب نفساً بقضائه، وكلُّ ذلك رفق من الله عز وجل، ولطف منه في تسهيل ما لم يكن بد من لقائه، والانقياد لمورد قضائه،

    قال: وما أشبه معنى قوله: "ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت ... "بترديده رسوله ملك الموت إلى نبيه موسى عليه السلام، فيما كرهه من نزول الموت به،

    وقد ذكر هذا المعنى أبو سليمان الخطابي في كتابه رداً على من طعن في هذا الحديث وأمثاله من أهل البدع والملحدين أبادهم الله، وكفى المسلمين شرهم ". *

    ================================================== ====
    قلت المؤلف: ومن علامات النبوة التي حدثت :
    روى مسلم

    42 - (2902) حَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (ح)
    وحَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ جَدِّي، حَدَّثَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُسَيِّبِ، أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الْحِجَازِ، تُضِيءُ أَعْنَاقَ الْإِبِلِ بِبُصْرَى»

    ورواه البخاري
    7118 - حَدَّثَنَا أَبُو اليَمَانِ، أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ سَعِيدُ بْنُ المُسَيِّبِ: أَخْبَرَنِي أَبُو هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ مِنْ أَرْضِ الحِجَازِ تُضِيءُ أَعْنَاقَ الإِبِلِ بِبُصْرَى»
    قال الشيخ مصطفى البغا: (لا تقوم الساعة. .) هو كناية عن تحقق وقوع ذلك لا أن هذا من علامات قرب قيام الساعة.
    (تضيء. .) وهذا كناية عن قوة النار وسعة انتشارها
    (ببصرى) بلدة من بلاد الشام.
    وقيل إن هذا قد وقع سنة أربع وخمسين وستمائة هجرية]
    قلت المؤلف: وتصدير الشيخ أنَّ هذه الواقعة حدثت بقوله "قيل" ليس بحسنٍ، فإنَّ هذه الصيغة تُشعِرُ بالتضعيفِ، وقد أوردها ابن الأثير في تاريخه، وابن كثير في البداية والنهاية وصحُّحوها فالقول قولهم.
    وكذلك أخرج البخاري 7119 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ الكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَدِّهِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ الفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا»،
    قَالَ عُقْبَةُ: وَحَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِثْلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: «يَحْسِرُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ»

    وأخرجه مسلم 29 - (2894) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ يَعْنِي ابْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيَّ، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَحْسِرَ الْفُرَاتُ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، يَقْتَتِلُ النَّاسُ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ، تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ، وَيَقُولُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ: لَعَلِّي أَكُونُ أَنَا الَّذِي أَنْجُو "

    واخرجه مسلم 31 - (2894) حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ خالِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلَا يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا»

    وأخرج له شاهدا 32 - (2895) حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ، وَأَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ - وَاللَّفْظُ لِأَبِي مَعْنٍ - قَالَا: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي أَبِي، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ نَوْفَلٍ، قَالَ: كُنْتُ وَاقِفًا مَعَ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، فَقَالَ: لَا يَزَالُ النَّاسُ مُخْتَلِفَةً أَعْنَاقُهُمْ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا،
    قُلْتُ: أَجَلْ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: " يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ جَبَلٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَإِذَا سَمِعَ بِهِ النَّاسُ سَارُوا إِلَيْهِ، فَيَقُولُ مَنْ عِنْدَهُ: لَئِنْ تَرَكْنَا النَّاسَ يَأْخُذُونَ مِنْهُ لَيُذْهَبَنَّ بِهِ كُلِّهِ، قَالَ: فَيَقْتَتِلُونَ عَلَيْهِ، فَيُقْتَلُ مِنْ كُلِّ مِائَةٍ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ " قَالَ أَبُو كَامِلٍ فِي حَدِيثِهِ: قَالَ: وَقَفْتُ أَنَا وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ فِي ظِلِّ أُجُمِ حَسَّانَ
    __________

    [شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
    [ ش (مختلفة أعناقهم) قال العلماء المراد بالأعناق هنا الرؤساء والكبراء وقيل الجماعات
    قال القاضي وقد يكون المراد بالأعناق نفسها وعبَّر بها عن أصحابها لا سيما وهي التي بها التطلع والتشوف للأشياء
    (أجم) هو الحصن وجمعه آجام كأطم وآطام في الوزن والمعنى]

    فهذا حديث عن صحابيين فهو حديث عزيز كما في مصطلح الحديث
    وقال مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري
    55 - (2908) وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْمَكِّيُّ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ، عَنْ يَزِيدَ وَهُوَ ابْنُ كَيْسَانَ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِي أَيِّ شَيْءٍ قَتَلَ، وَلَا يَدْرِي الْمَقْتُولُ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قُتِلَ»

    ولا يختلف اثنان أنَّ زماننا هذا ينطبق عليه الحديث
    فنحن اليوم 13/1/2016 قُتِلَ في العراق مليونان على إحصائيات الغربِ، وفي سوريا أكثر من ثلاثمائة ألف إنسان، سوى ثمانِية ملايين مُهجَّرٌ

    وروى ابن ماجة 4036 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عبد الملك بن قدامة الجمحي عن إسحق بن أبي الفرات عن المقبري عن أبي هريرة قال:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه في أمر العامة.
    وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1887 بشواهده

    وعند الترمذي 2209 - حدثنا قتيبة بن سعد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن أبي عمرو قال (ح)
    وحدثنا علي بن حجر أخبرنا إسمعيل بن جعفر عن عمرو بن أبي عمرو عن عبد الله - وهو ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي - عن حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع
    قال أبو عيسى هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث عمرو بن أبي عمرو وقال الالباني صحيح
    قلت وهو كما قال الألباني، واقتصار الترمذي على التحسين تقصير

    علي ابن حجر بضم المهملة وسكون الجيم ابن إياس السعدي المروزي نزيل بغداد ثم مرو ثقة حافظ من صغار التاسعة مات سنة أربع وأربعين ومائتين وقد قارب المائة أو جازها من رجال الجماعة سوى ابي داود وابن ماجة
    إسماعيل ابن جعفر ابن أبي كثير الأنصاري الزرقي أبو إسحاق القارىء ثقة ثبت من الثامنة مات سنة ثمانين ومائة من رجال الجماعة
    عمرو ابن أبي عمرو ميسرة مولى المطلب المدني أبو عثمان ثقة ربما وهم من الخامسة مات بعد الخمسين ومائة من رجال الجماعة، وضعَّفه غير واحدٍ لروايته حديثا منكرًا
    فحديثه بين الحسن والصحيحِ أي مترددٌ بينهما
    عبد الله ابن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي حجازي مقبول من الثالثة يعني عند المتابعة
    فهذا الإسناد ضعيف

    ولكن له متابع ، فقد روى أحمد
    8305 - حدثنا الأسود بن عامر وأبو النذر إسماعيل بن عمر قالا: ثنا كامل قال ثنا أبو صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تذهب الدنيا حتى تصير" قال إسماعيل بن عمر حتى تصير للكع بن لكع وقال ابن أبي بكير للكيع بن لكيع وقال أسود يعني المتهم ابن المتهم.
    وهذا إسناد حسن

    إسماعيل ابن عمر الواسطي أبو المنذر نزيل بغداد ثقة من التاسعة مات بعد المائتين من رجال مسلم والنسائي وأخرج له البخاري في كتاب خلق أفعال العباد

    الأسود ابن عامر الشامي نزيل بغداد يكنى أبا عبد الرحمن ويلقب شاذان ثقة من التاسعة مات في أول سنة ثمان ومائتين من رجال الجماعة
    كامل ابن العلاء التميمي [أبو العلاء] الكوفي صدوق يخطىء من السابعة

    وأبو صالح السمان ثقة من رجال الجماعة

    وأخرج شاهدًا له 23651 - حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ بَعْضِ، أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ يَغْلِبَ عَلَى الدُّنْيَا لُكَعُ بْنُ لُكَعٍ، وَأَفْضَلُ النَّاسِ مُؤْمِنٌ بَيْنَ كَرِيمَتَيْنِ» لَمْ يَرْفَعْهُ

    وهذا إسناد صحيح

    مظفر بتشديد الفاء المفتوحة ابن مدرك الخراساني أبو كامل نزيل بغداد ثقة متقن كان لا يحدث إلا عن ثقة من صغار التاسعة مات سنة سبع ومائتين وقد ذكره ابن عدي وغيره في شيوخ البخاري وهو وهم فإنه لم يلحقه، لأن رحلة البخاري كانت عام عشر ومائتين كما في التقريب لابن حجر
    إبراهيم ابن سعد ابن إبراهيم ابن عبد الرحمن ابن عوف الزهري أبو إسحاق المدني نزيل بغداد ثقة حجة تُكُلِّم فيه بلا قادح من الثامنة مات سنة خمس وثمانين ومائة من رجال الجماعة
    محمد ابن مسلم ابن عبيد الله ابن عبد الله ابن شهاب ابن عبد الله ابن الحارث ابن زهرة ابن كلاب القرشي الزهري [وكنيته] أبو بكر الفقيه الحافظ متفق على جلالته وإتقانه [وثبته] وهو من رؤوس الطبقة الرابعة مات سنة خمس وعشرين ومائة وقيل قبل ذلك بسنة أو سنتين من رجال الجماعة
    أبو بكر ابن عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام ابن المغيرة المخزومي المدني قيل اسمه محمد وقيل المغيرة وقيل أبو بكر اسمه وكنيته أبو عبد الرحمن وقيل اسمه كنيته [راهب قريش] ثقة فقيه عابد من الثالثة مات [قبل المائة] سنة أربع وتسعين وقيل غير ذلك من رجال الجماعة
    وأبوه عبد الرحمن ابن الحارث ابن هشام ابن المغيرة المخزومي أبو محمد المدني له رؤية وكان من كبار ثقات التابعين مات سنة ثلاث وأربعين من رجال الجماعة سوى مسلمٍ
    وجهالة الصحابة لا تضر فالحديث متصل صحيح وصححه الألباني في الصحيحة 1505 ووقع عنده اللفظ بين كريمينِ
    وأخرجه ابن حبان في صحيحه 6721 - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بِحَرَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي الْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَنْقَضِي الدُّنْيَا حَتَّى تَكُونَ عِنْدَ لُكَعِ بْنِ لُكَعٍ»
    وصححه الألباني وشعيب الأرنؤوط
    شيخ ابن حبان ذكره الحافظ في لسان الميزان: فقال قال الدراقطني ليس بشيء، نقله عن الذهبي من ميزان الاعتدالِ
    قلت المؤلف: وهذا جرح غير مُفسَّرٍ، وأحاديثه عند ابن حبان تبلغ الخمسة كلها صحاح ليس فيها ما يُنكرُ
    وهو شيخ ابن عدي صاحب كتاب الكمال روى عنه أكثر من حديث من مناكير الضعفاء، ولم يجرحه بشيءٍ.
    وروى عنه بواسطة البيهقي ولم يجرحه أيضا بشيءٍ.
    وهذا مشاهد اليوم فأحسن الناس حالًا اللصوص الكذابون المنافقون، لهم الأموال والنسوان والسيارات والعمارات ، والمُتَّقون في الفقر والجوع وقلة الحيلة فالله المستعان وإليه المشتكى

    كان الفراغ منه في يوم الموافق الأحد الخامس من جمادي الأول للسنة السابعة والثلاثين بعد الأربعمائة وألفٍ ، من الهجرة النبوية المشرفة
    الموافق للتاريخ الميلادي 14/2/2016
    بخط مؤلفه الفقير إلى رحمة الله عز وجل ، محمد بن جهاد بن أحمد بن أبي شقرة - الكويت

    ولله الحمد والمنة والفضل والكرم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم





    «« توقيع موقن »»

  10. #10
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    الفهرس
    الحديث الأول............................................. ....................................... 28

    الحديث الثاني............................................ ........................................33

    الحديث الثالث............................................ ........................................35

    الحديث الرابع............................................ ........................................43
    الحديث الخامس............................................ ........................................48

    الحديث السادس............................................ .......................................51

    الحديث السابع............................................ ........................................53

    الحديث الثامن............................................ ........................................59

    الحديث التاسع............................................ ........................................65

    الحديث العاشر............................................ ........................................67

    الحديث الحادي عشر............................................... .....................................67

    الحديث الثاني عشر............................................... .....................................71

    الحديث الثالث عشر............................................... .....................................74

    الحديث الرابع عشر............................................... .....................................78

    الحديث الخامس عشر............................................... .....................................87

    الحديث السادس عشر............................................... .....................................90

    الحديث السابع عشر............................................... .....................................93

    الحديث الثامن عشر............................................... .....................................95

    الحديث التاسع عشر............................................... .....................................99

    الحديث العشرون........................................... .........................................101

    الحديث الحادي والعشرون.......................................... ..........................................104

    الحديث الثاني والعشرون.......................................... ..........................................105

    الحديث الثالث والعشرون.......................................... ..........................................110

    ================================================== ====
    المصادر والمراجع
    1- القرآن الكريم
    2- صحيح البخاري
    3- صحيح مسلم
    4- سنن أبي داود - تحقيق الألباني
    5- سنن الترمذي - تحقيق الألباني
    6- سنن النسائي الصغرى - تحقيق الألباني
    7- سنن النسائي الكبرى
    8- سنن ابن ماجة - تحقيق الألباني
    9- صحيح ابن حبان - تحقيق شعيب الأرنؤوط والألباني بإشراف المكتبة الشاملة
    10- مسند الإمام أحمد بن حنبل
    11- الأدب المفرد للبخاري
    12- تهذيب كمال أسماء الرجال - أبو الحجاج يوسف المزي الكلبي القضاعي الدمشقي
    13- ميزان الاعتدال في أسماء الرجال - الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي الدمشقي
    14- سير أعلام النبلاء - الذهبي
    15- تهذيب التهذيب - الحافظ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل شهاب الدين العسقلاني الشافعي المصري
    16- تقريب التهذيب - ابن حجر
    17- البداية والنهاية - الحافظ اسماعيل بن عمرو بن كثير الدمشقي القرشي
    18- لسان الميزان - الحافظ ابن حجر
    19- السلسلة الصحيحة - أبو عبد الرحمن محمد بن نوح ناصر الدين الألباني
    20- السلسلة الضعيفة - الألباني
    21- إرواء الغليل تحقيق منار السبيل - الألباني
    22- حصاد السهول تحقيق أسباب النزول للسيوطي - المؤلف محمد بن جهاد أبو شقرة
    23- الجرح والتعديل - الحافظ أبو عبد الرحمن محمد بن أبي حاتم الرازي
    24- علل الحديث للدارقطني
    25- المستدرك على الصحيحين - الحاكم النيسابوري
    26- رجال الحاكم في المستدرك - مقبل بن هادي الوادعي
    27- المعجم الكبير - أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني اللخمي
    28- المعجم الأوسط - الطبراني
    29- المعجم الصغير - الطبراني
    30- تفسير ابن ابي حاتم الرازي - ابن ابي حاتم الرازي
    31- جامع البيان في تفسير القرآن - المعروف بتفسير الطبري - أبو جعفر: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الآملي الطبري
    32- الروض الباسم في ترجمة شيوخ الحاكم - أبو الطَّيّب نايف بن صلاح بن على المنصوري
    33- إرشاد القاصي والداني إلى تراجم شيوخ الطبراني - أبو الطيب نايف بن صلاح بن علي المنصوري
    34- فتح الباري شرح صحيح البخاري - الحافظ ابن حجر العسقلاني الشافعي المصري
    35- الاغتباط بمن رمي بالاختلاط - الحافظ سبط ابن العجمي
    36- جامع التحصيل في أحكام المراسيل - صلاح الدين العلائي





    «« توقيع موقن »»

المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. صحيفة كيهان تزعم أن البحرين جزء من الأمة الإيرانية !!!
    بواسطة جابريه في المنتدى القسم العــــــــــــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-03-2016, 11:05 PM
  2. صحيفة: تصريحات خلفان تعبر عن رعب من مصير مبارك
    بواسطة متفائل جدا في المنتدى القسم العــــــــــــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-07-2012, 03:55 PM
  3. شيعة القطيف يصدرون صحيفة الكترونية مسماها صحيفة جهينة!!!
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-17-2012, 10:10 PM
  4. النصيحة الودية لقارئ صحيفة الصلاة الإسماعيلية
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-16-2011, 11:11 PM
  5. صحيفة كويتية: أين كلام حسن نصر الله من سفن الحرية؟
    بواسطة خليجيه في المنتدى حوار هادف مع المخالفين لأهل السنة والجماعة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 06-03-2010, 11:07 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ

المنبِّهُ على صحة صحيفة همَّام بن منبِّهٍ