من أخبث أفكار الحداثيين تجاه القرآن الكريم , هي دعوتهم إلى تجريد النص القرآن من كل مايتصل ببيان مراد الله تعالى منه !!, فهم لايقبلون أن يحتف النص بأصوله التفسيرية , من القرآن , والسنة , [بما فيها " التفسير النبوي " و"أسباب النزول "] , وأقوال السلف , واللغة العربية . ومن أخطر شعاراتهم في ذلك " الكتاب فقط" , وهذا يعني أنهم يهدفون إلى التعامل مع النص القرآني , كأي نص بشري " بياني"!!!.
إن القراءة الحداثية للقرآن , معناها " التحريف" الحقيقي لمعانيه , ونقلها من مراداتها الصحيحة الموافقة , للحقائق الشرعية , والتفاسير السلفية , إلى معاني , واسقاطات مغرضة , ليس لها ضابط إلا " الهوى " ,و"التشهي" , والتخريجات الذهنية الفاسدة , التي لاتستند إلى أي قواعد علمية .!!بعبارة أكثر وضوحا , إنهم يهدفون إلى إخراج القرآن من إطاره " التفسيري " الذي صاحبه منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم , إلى وضعه في مستوى لايتجاوزون به نظرتهم إلى تحليل الخطاب في النص الأدبي .!!!.
لايفوتنا أن نؤكد على أن الإتجاه الحداثي " العربي" هو تيار متشبع بالفلسفات , والمناهج الغربية , ومنها " مناهجهم " في النقد , ولايكاد الواحد منا يفرق بين كتاباتهم , وتحليلاتهم المتعلقة بالإسلام , وبين أعمال " المستشرقين " من أمثال " كازانوفا" و" بلاشير" و" جولد سيهر" , وغيرهم .
ولأن الغرب قد رفع القداسة عن كل ماهو ديني , حتى أنه راح يطبق منهج " النقد التاريخي" على الكتاب المقدس , فإنك ترى هؤلاء " المقلدين " يدفعون بنفس الإتجاه , فيما يتعلق بنصوص الوحيين الثابتة بالتواتر , والشهرة, والأسانيد الصحيحة , وكأنهم يتعامون عن المثل العربي " ليس كل مدور كعك "!!!.
ولكن الله عز وجل قال [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون] , وقال [ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ] وقال [ وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون].
..........................
* بول كازانوفا أو پُول كزنوفا (بالفرنسية: Paul Casanova) (ت. 1334 هـ / 1926 م) هو مستشرق فرنسي.
ولد في الجزائر، سافر إلى باريس سنة 1879 م وتعلم بمدرسة اللغات الشرقية. درّس في الكوليج دي فرانس، وحاضر في الجامعة المصرية 1925 م. توفي بالقاهرة.[1]
من آثاره: «محمد ونهاية العالم» بالفرنسية، وترجمة «خطط المقريزي» بالاشتراك مع أ. بوريان (باريس 1893 – 1920)