حتي خادمة لم يعطها الرسول صلى الله تعالى عليه وسلم للسيدة فاطمة رضى الله تعالى عنها حين طلبتها ... وهذه الحادثة معروفة عندنا نحن أهل السنة والجماعة ... ولكني لم أكن أعلم بأن الشيعة أيضا يؤمنون بهذه الحادثة أيضا ولكني إكتشفت بأن الشيعة يؤمنون بهذه الشيعة ومنهم من أخبرني بها ...
وإليكم هذه الرواية من كتب الشيعة أنفسهم :
(( إن فاطمة الزهراء من خلال سيرتها الذاتية هذه تعطي الفتاة المسلمة أعظم درس في الحياة ، يؤدي بها إلى سلوك الصراط المستقيم لتعيش في ظلال رحمة الله سبحانه .
أجل .. إن فاطمة تعلم المرأة كيف تصبح فتاةً مسؤولية ... ، تتحمل مسؤولية الأسرة ، والمجتمع في ثقة وشجاعة .
ونعلم من سيرة الزهراء أنها لما أرهق بدنها الكدح والنضال ، وأتعبها الطحن بالرحي ، جاءت أباها تمشي على استحياء ، تطلب منه خادمةً تساعدها على تخفيف أعباء المنزل ، وثقل الحياة العائلية التي كانت تكابدها ليلاً نهاراً ، علّها تخفّف عنها بعض همومها . وقفت بين يدي أبيها رسول الله ، مطرقةّ برأسها حياة بعد أن سلمت عليه ، فرد عليها السلام ، وكان من عادته أنه إذا أقبلت عليه فاطمة ، كان يقوم إجلالاً لها ويقبل يدها ثم يجلسها في مجلسه ، فجلست وهي مطرقة برأسها إلى الأرض ، وما كادت تجلس في مكانها ، حتى سألها الرسول الأعظم قائلاً : ما جاء بك ... وما حاجتك أي بنية ؟ فغلبها الحياء ولم تتمكن من سؤال النبي ، فقالت : جئت لأسلم عليك .. وبعد لحظات قامت فودعها النبي ، ورجعت إلى دارها دون أن تحقق هدفها الرامي إلى طلب فتاة لخدمة المنزل .
وبعد هذا اللقاء بأيام وجدت فاطمة نفسها لا تستطيع مواصلة العمل دون وجود فتاة إلى جانبها في البيت ، فقررت أن تشكو حالها إلى أبيها الحبيب المصطفى لعله هذه
المرة يلبي نداءها ، ويستجيب لدعوتها ، خصوصاً وقد انتصر المسلمون في معارك الجهاد ، فاحرزوا غنائم كثيرة وأموالاً عظيمة .. فقامت فاطمة الزهراء عليها السلام من ساعتها ، وأتت أباها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطلبت منه خادمة ، فقال لها : يا فاطمة أعطيك ما هو خير لك من خادم وم الدنيا وما فيها .
قالت : وما ذلك يا رسول الله ؟
قال : « تكبّرين الله بعد كل صلاة أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين تحميدة ، وتسبحين الله ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، ثم تختمين ذلك بلا إله إلاّ الله ، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها » (1) .
وإليكم الرواية أيضا كما نقله كتاب من لا يحضره الفقيه :
روي أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لرجل من بني سعدٍ : ألا أحدّثك عنّي وعن فاطمة الزهراء ( سلام الله عليها ) ؟ إنّها كانت عندي فاستقت بالقربة حتّى أثّر في صدرها ، وطحنت بالرحى حتّى مجلت يداها (2) ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأو قدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها (3) فأصابها من ذلك ضرّ شديد ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرّ ما أنت فيه من هذا العمل .
فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثاً ، فاستحيت فانصرفت ، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة ، فغدا علينا ونحن في لحافنا ، فقال : السلام عليكم ، فسكتنا واستحيينا لمكاننا ، ثم قال : السلام عليكم ، فسكتنا ، ثمّ قال : السلام عليكم ، فخشينا إن لم نردّ عليه أن ينصرف ـ وقد كان يفعل ذلك فيسلّم ثلاثاً ، فإن اذن له وإلا انصرف ـ فقلنا : وعليك السلام يا رسول الله ادخل ، فدخل وجلس عند رؤؤسنا ، ثمّ قال : يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمّد ؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم ، فأخرجت رأسي فقلت : أنا والله اخبرك يا رسول الله ، إنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها ، وجرّت بالرحى حتى مجلت يداها ، وكسحت البيت حتى اغبرّت ثيابها ، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها ، فقلت لها : لو أتيت أباك فسألته خادماً يكفيك حرّما أنت فيه من هذا العمل .
قال : أفلا اعلّمكما ما هو خير لكما من الخادم ؟ إذا أخذتما منامكما فكبّرا أربعاً وثلاثين تكبيرة ، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين تسبيحة ، واحمدا ثلاثاً وثلاثين تحميدةً . فأخرجت فاطمة رأسها وقالت : رضيت عن الله وعن رسوله ، رضيت عن الله وعن رسوله (1) .
(1) شرح خطبة الزهراء للشيخ نزيه : 29 .
(1) من لا يحضره الفقية : 1 | 320 ـ 321
.................................................. .................................................. ..............................
وأسئلتي للزملاء وللزميلات الشيعة :
السؤال الأول : ها هم علماؤكم ومراجعكم الشيعة يعترفون بأن السيدة فاطمة ذهبت للرسول صلي الله عليه وسلم لكي تطلب خادمة ومع ذلك لم يعطها خادمة .... فماذا تقولون في ذلك أيضا ؟
السؤال الثاني : عندما ذهبت السيدة فاطمة لكي تطلب الخادمة من الرسول صلى الله عليه وسلم هل كانت تعرف بأنها أصابت بطلب الخادمة أم لا ؟
السؤال الثالث : هل ممكن أن تطلب السيدة فاطمة من الرسول أمرا وهي تعتقد بأن هذا الأمر ليس من حقها ؟ أم أنها كانت تعتقد أنه من حقها طلب الخادمة حتي أخبرها الرسول بأن هناك أفضل من الخادمة وهي هذه التسابيح ولحمد والتكبير ؟
السؤال الرابع : هل أعطاها الرسول صلى الله عليه وسلم ما أرادت أم أرجعها من غير لا يعطيها ما أرادت ؟ وأنا أقول ما أرادته هي ؟ فهل أعطاها ما أرادت هي أم أرجعها من غير ما يعطيها ما أرادته هي ؟
السؤال الخامسة : هل كانت تعلم السيدة فاطمة " المعصومة " بهذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات قبل أن تذهب لكي تطلب الخادمة من الرسول صلى الله عليه وسلم أم أن الرسول أخبرها بذلك حين جاء الموقف فعلمت بعد أن أخبرها الرسول صلي الله عليه وسلم بذلك ؟
السؤال السادس : هل كانت فاطمة تعلم بالفطرة بأن هذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات أفضل لها من الخادمة أم أنها علمت حين جاء موقف طلبها للخادمة فعلمت بسبب هذا الموقف ؟ بمعني : لو لم يأتي هذا الموقف الذي أخبر فيه الرسول فاطمة بأن التسابيح هذه أفضل لها من الخادمة فهل كانت هي عارفة هذا الأمر قبل أن يأتي هذا الموقف الذي أخبرها به الرسول بذلك , أم أنها لم تكن تعرف بذلك حتي جاء هذا الموقف وأخبرها الرسول محمد صلي الله عليه وسلم بذلك ؟
السؤال السابع : هل تتوقعون يا شيعة بأن السيدة فاطمة ستذهب للرسول صلي الله عليه وسلم في حال حياته لتطلب منه ورثها لكي يخبرها الرسول بأن معاشر الأنبياء لا يورثون ما تركوه صدقة , أم أن هذا الموقف لابد أن يأتي بعد وفاة الرسول فلذلك فهي لم تكن تعلم بهذا بحديث " نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة" كما أنها لم تكن تعلم بهذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات إلا عندما جاء موقف طلبها الخادمة ورفض الرسول إعطائها للخادمة وإخبراها بأن هذه التسبيحات أفضل لها ؟
السؤال الثامن : لو أن السيدة فاطمة جاءت بعد وفاة الرسول لأبي بكر الصديق وطلبت منه خادمة تساعدها , وقال لها أبو بكر " يا فاطمة : والله إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأن تسبيح فاطمة 33 مرة وتحميدها 33 مرة وتكبيرها 34 مرة أفضل لها من خادمة " ... فهل سيتساءل منكم أحدا مستغربا يا شيعة كيف لفاطمة المعصومة ألا تعرف هذه الحقيقة ؟ أم كما أنها لم تكن تعرف هذه التسبيحات والتحميدات والتكبيرات إلا حين جاء موقف طلبها للخادمة فكذلك فهي لم تكن تعلم بحديث " .. ما تركناه صدقة " إلا حين جاء موقف طلبها لفدك ؟؟
أرجو منكم الإستعانة بالله تعالى ثم التفكير فيما قلناه لكم ...
وانظر منكم الإجابة علي أسئلة هذه المداخلة .
المفضلات