ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )

آخـــر الــمــواضــيــع

ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 14

الموضوع: ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )

  1. #1
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد

    لقد وضع أحد المتصوفة مقالا منسوبا إلى رائد العشيرة المحمدية الشيخ محمد زكي إبراهيم بعنوان " كيف تصبح سلفيا عصريا " ، ولما بحتث عن مصدر هذه المقالة في محرك البحث قوقول وجدت أن هذه المقالة منتشرة انتشار واسع في مواقع الشيعة الامامية والصوفية كما أنهم فرحوا بها فرحا شديدا ، وبغض النظر عن صحة نسبة المقال لرائد العشيرية المحمدية ؛ المقالة تحتوي على كذب وافتراءات ننزه أهل العلم عنها بل الذي يقرأ المقال يعلم أن حقيقة السلفية تختلف عما قاله صاحب المقال ، وحتى لا ينخدع من لا يعرف السلفية سوف نرد على هذه المقالة برد مختصر يبين الحقيقة وأسميته " ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية " والله ولي التوفيق .

    قال كاتب المقالة :

    كيف تصبح سلفيا عصريا؟؟؟

    بقلم : رائد العشيرة المحمدية الإمام الراحل الشيخ محمد زكي إبراهيم - من علماء الأزهـر-

    نشره في مجلة ( المسلم ) في العدد الثالث في شهر شوال 1401 هـ ! أي قبل 25 عاما .


    بسم الله الرحمن الرحيم


    السلفية العصرية هي النموذج الجديد أي ( الموديل العصري ) للإعلان عن التدين الحديث والإسهام في التطرف والتشدد والتنادي العصبي بالانفراد بخدمة الإسلام ويمكن تلخيص ( السلفية العصرية ) في بعض أصولها ومعالمها وقواعدها في ما يأتي :

    (( أولا: أن تعتقد انك وحدك ( لا شريك لك ) على الحق وان كل من لم يكن على ما أنت علية فهو مبطل خاطئ بل مرتد حلال العرض والدم والمال حتى ولو أوتي علم ( سيدنا ) محمد وتعبد موسى وزهد عيسى وخلة إبراهيم وصبر أيوب وكفاف نوح وبخاصة إذا كان حاكما أو عالما سابقا أو مجتهدا من المشاهير ))

    قلت : نعوذ بالله من أن نفتري على مسلم أو نقوله ما لم يقل أو ندعي الالوهية كما ادعاه المتصوفة فقال قائهم : (( أنا الله )) وقال آخر : (( أنا الحق )) وقال ثالث : (( سبحاني سبحاني )) .. الخ ، فلا يوجد سلفي واحد يقول : لا شرك لي في الحق وأن من خالفني حلال العرض والدم والمال .

    وقد ادعى كاتب المقال كذبا وزوزا أن الوهابية أو السلفية يستحلون دماء وأعراض وأموال من خالفهم ، لم يقدم أي دليل على دعواه هذه ولو كان عنده لما تأخر في ذلك ، والله المستعان .

    وهذه الدعوى ليست وليدة اليوم بل افتراها خصوم الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعدما جهر بالحق وبين السنة الصحيحة فاتهموه بهذه التهمة بل وغيرها من التهم الباطلة .

    وقد جمع الشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي العبد اللطيف أقوال الشيخ محمد بن عبد الوهاب واتباعه في نفي تهمة التكفير عنهم عندما رد علي هذه الدعوى في كتابه الماتع " دعاوىالمناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب " وأسوق الكلام بتمامه قال ص 196 – 177 : (( قد بلغت هذه الفرية الخاطئة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -، فتعددت ردوده وأجوبته عليها، ولأن فرية تكفير المسلمين واستباحة دمائهم قد شاعت وذاعت في غالب بلاد المسلمين، وانتشرت انتشار النار في الهشيم، فقد حرص الشيخ - رحمه الله - على تأكيد هذه الردود, وإعلان براءته مما ألحق به..، فأرسل هذه الردود إلى مختلف البلاد.

    فعلى النطاق المحلي في منطقة نجد، نلاحظ أن الشيخ قد بعث رسالة لأهل الرياض ومنفوحه، ينفي تلك الفرية، يقول الشيخ الإمام رحمه الله : ( وقولكم إننا نكفر المسلمين، كيف تفعلون كذا، كيف تفعلون كذا. فإنا لم نكفر المسلمين، بل ما كفرنا إلا المشركين ) [مجموعة مؤلفات الشيخ، 5 / 189 ]

    ويبعث رسالة لمحمد بن عيد أحد مطاوعة ثرمداء، يقول فيها : ( وأما ما ذكره الأعداء عني أني أكفر بالظن، والموالاة، أو أكفر الجاهل الذي لم تقم عليه الحجة، فهذا بهتان عظيم، يريدون به تنفير الناس عن دين الله ورسوله ) [المرجع السابق 5/25 ]

    وفي رسالته لأهل القصيم، يشير رحمه الله إلى مفتريات الخصم العنيد ابن سحيم ويبريء نفسه من فرية تكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ الإمام : ( والله يعلم أن الرجل افترى عليّ أموراً لم أقلها، ولم يأت أكثرها على بالي، فمنها قوله: أني أقول أن الناس من ستمائة سنة ليسوا على شيء، وأني أكفر من توسل بالصالحين، وأني أكفر البوصيري، وأني أكفر من حلف بغير الله.. جوابي عن هذه المسائل أن أقول سبحانك هذا بهتان عظيم ) [ المرجع السابق 5/11، 12 وذكر ذلك - أيضاً - في رسالته لعبد الله بن سحيم مطوع المجمعة 5/62 ]

    ويؤكد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بطلان تلك الفرية، ويدحضها فيقول - في رسالته لحمد التويجري -: ( وكذلك تمويهه على الطغام بأن ابن عبد الوهاب يقول: الذي ما يدخل تحت طاعتي كافر، ونقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهد الله على ما يعلمه من قلوبنا بأن من عمل بالتوحيد، وتبرأ من الشرك وأهله، فهو المسلم في أي زمان وأي مكان، وإنما نكفر من أشرك بالله في إلهيته بعد ما تبيّن له الحجة على بطلان الشرك…) [المرجع السابق 5/60 ]

    ويؤكد الشيخ الإمام - مرة أخرى - بطلان تلك الدعوى، وأنها دعوى كذب وبهتان، فيقول جواباً على سؤال الشريف.. [لم يذكر اسم هذا الشريف ] ( وأما الكذب والبهتان، فمثل قولهم: أنا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وإنا نكفر من لم يكفر ومن لم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله..) [ مجموعة مؤلفات الشيخ 3/11 ]

    ويبعث الشيخ رسالة لأحد علماء المدينة لدحض فرية تكفير الناس عموما، يقول الشيخ: ( فإن قال قائلهم أنهم يكفرون بالعموم فنقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، الذي نكفر الذي يشهد أن التوحيد دين الله ودين رسوله، وأن دعوة غير الله باطلة ثم بعد هذا يكفّر أهل التوحيد) [المرجع السابق 5/48 ]

    ويكتب الشيخ الإمام إلى إسماعيل الجراعي صاحب اليمن تكذيباً لهذه الفرية قال الشيخ : ( وأما القول بأنّا نكفر بالعموم فذلك من بهتان الأعداء الذين يصدون به عن هذا الدين، ونقول سبحانك هذا بهتان عظيم) [المرجع السابق 5/100 ]

    ولما أرسل أحد علماء العراق وهو الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السويدي كتاباً للشيخ الإمام يسأله عما يقوله الناس فيه … من تكفير الناس إلا من تبعه … فأجابه الشيخ بجواب ذكر فيه كيد الأعداء ثم أعقبه برد فرية الخصوم : ( وأجبلوا علينا بخيل الشيطان ورجله، منها: إشاعة البهتان بما يستحي العاقل أن يحكيه، فضلاً عن أن يفتريه، ومنها ما ذكرتم أني أكفر جميع الناس إلا من تبعني، وأزعم أن أنكحتهم غير صحيحة، ويا عجبا كيف يدخل هذا في عقل عاقل، هل يقول هذا مسلم أو كافر أو عارف أو مجنون..) [المرجع السابق 5/36 ]

    وينفي الشيخ حسين بن غنام فرية تكفير المسلمين عن الشيخ الإمام، ويؤكد أن الخصوم هم الذين كفّروا الشيخ واستحلوا دمه، يقول رحمه الله - في وصف الشيخ -: ( إنه رحمه الله لما تظاهر ذلك الأمر والشأن، في تلك الأوقات والأزمان، والناس قد أشربت منهم القلوب بمحبة المعاصي والذنوب، وتولعوا بما كانوا عليه من العصيان، وقبائح الأهواء على كل إنسان، لم يسرع لها لسان، ولم يصمم منه لب أو جنان على تكفير هؤلاء العربان، بل توقف تورعاً عن الإقدام في ذلك الميدان، حتى نهض عليه جميع العدوان، وصاحوا وباحوا بتكفيره وجماعته في جميع البلدان، ولم يثبتوا فيما جاءوا به من الإفك والبهتان، بل كان لهم على شنيع ذلك المقال إقدام وإسراع وإقبال، ولم يأمر رحمه الله بسفك دم ولا قتال على أكثر الأهواء والضلال) [روضة الأفكار، 1/33 ]

    ويفند الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب تلك الفرية، فيقول : ( وأما ما يكذب علينا ستراً للحق، وتلبيساً على الخلق، بأننا نكفر الناس على الإطلاق، أهل زماننا، ومن بعد الستمائة، إلا من هو على ما نحن فيه، ومن فروع ذلك أن لا نقبل بيعة أحد إلا بعد التقرر عليه بأنه كان مشركاً، وأن أبويه ماتا على الشرك بالله … فلا وجه لذلك فجميع هذه الخرافات وأشباهها لما استفهمنا عنها من ذكر أولاً، كان جوابنا في كل مسألة من ذلك (سبحانك هذا بهتان عظيم)، فمن روى عنا شيئاً من ذلك أو نسبه إلينا، فقد كذب وافترى، ومن شاهد حالنا، وحضر مجالسنا، وتحقق ما عندنا علم قطعياً أن جميع ذلك وضعه علينا وافتراه أعداء الدين وإخوان الشياطين، تنفيراً للناس عن الإذعان بإخلاص التوحيد لله تعالى بالعبادة وترك أنواع الشرك الذي نص عليه بأن الله لا يغفره، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، فإنا نعتقد أن من فعل أنواعاً من الكبائر كقتل المسلم بغير حق، والزنا، والربا وشرب الخمر، وتكرر منه ذلك، أنه لا يخرج بفعله ذلك من دائرة الإسلام ولا يخلد به في دار الانتقام، إذا مات موحداً بجميع أنواع العبادة ) [الهدية السنية ص 40 ]

    ويدل على براءتهم - أيضاً - من تلك الفرية ما يقوله الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب - في موضع آخر : ( إن صاحب البردة وغيره ممن يوجد الشرك في كلامه والغلو في الدين، وماتوا لا يحكم بكفرهم، وإنما الواجب إنكار هذا الكلام، وبيان من اعتقد هذا على الظاهر فهو مشرك كافر، وأما القائل فيرد أمره إلى الله سبحانه وتعالى، ولا ينبغي التعرض للأموات، لأنه لا يعلم هل تاب أم لا.. ) [مجموعة الرسائل والمسائل) 1/47]

    ولما سئل الشيخ عبد العزيز بن حمد سبط الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن تلك الفرية، كان جوابه رحمه الله - بعد أن ساق السؤال _ : ( وأما السؤال الثاني وهو قولكم: من لم تشمله دائرة إمامتكم ويتسم بسمة دولتكم، وهل داره دار كفر وحرب على العموم الخ.

    فنقول وبالله التوفيق: الذي نعتقده وندين الله به، أن من دان بالإسلام وأطاع ربه فيما أمر، وانتهى عما عنه نهى وزجر، فهو المسلم حرام المال والدم كما يدل عليه الكتاب والسنة وإجماع الأمة. ولم نكفر أحداً دان بالإسلام لكونه لم يدخل في دائرتنا، ولم يتسم بسمة دولتنا، بل لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله، ومن زعم أنا نكفر الناس بالعموم، أو نوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه ببلده فقد كذب وافترى ) [ المرجع السابق 4/574 ]

    ومن الحجج الدامغة التي سطرها الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن، وأزهق بها فرية عثمان بن منصور حين قذف الشيخ الإمام بتكفير المسلمين وقتلهم، يقول الشيخ عبد اللطيف في (مصباح الظلام) دحضاً لذلك : ( هذه العبارة تدل على تهور في الكذب، ووقاحة تامة، وفي الحديث: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت) [رواه البخاري ]

    وصريح هذه العبارة أن الشيخ كفر جميع الأمة من المبعث النبوي إلى قيام الساعة إلا من وافقه على قوله الذي اختص به، وهل يتصور هذا عاقل عرف حال الشيخ وما جاء به ودعا إليه، بل أهل البدع كالقدرية والجهمية والرافضة والخوارج لا يكفرون جميع من خالفهم، بل لهم أقوال وتفاصيل يعرفها أهل العلم، والشيخ رحمه الله لا يعرف له قول انفرد به عن سائر الأمة، ولا عن أهل السنة والجماعة منهم، وجميع أقواله في هذا الباب - أعني ما دعا إليه من توحيد الأسماء والصفات وتوحيد العمل والعبادات - مجمع عليه المسلمين لا يخالف فيه إلا من خرج عن سبيلهم وعدل عن مناهجهم) [ص21، وانظر : ص22 ]

    كما يوضح الشيخ عبد اللطيف تورع جده - الشيخ الإمام - عن التكفير فيقول : ( والشيخ محمد رحمه الله من أعظم الناس توقفاً وإحجاماً عن إطلاق الكفر، حتى أنه لم يجزم بتكفير الجاهل الذي يدعو غير الله من أهل القبور، أو غيرهم إذا لم يتيسر له من ينصحه ويبلغه الحجة التي يكفر مرتكبها ) [منهاج التأسيس)، ص 65، 66 ]

    ويورد الشيخ عبد اللطيف - في إحدى رسائله - معتقد الشيخ الإمام في مسألة التكفير فيقول : ( فإنه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر، والكفر بآيات الله ورسله، أو بشيء منها بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر كتكفير من عبد الصالحين ودعاهم مع الله، وجعلهم أنداداً فيما يستحقه على خلقه من العبادات والإلهية) [مجموعة الرسائل 3/5 ]

    ويؤكد الشيخ عبد اللطيف أن من عرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، أدرك براءته من تلك الفرية الكاذبة فيقول - رحمه الله -: ( كل عاقل يعرف سيرة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، يعلم أنه من أعظم الناس إجلالاً للعلم والعلماء، ومن أشد الناس نهياً عن تكفيرهم وتنقصهم وأذيتهم، بل هو ممن يدينون بتوقيرهم وإكرامهم والذب عنهم، والأمر بسلوك سبيلهم، والشيخ رحمه الله لم يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمعت الأمة على كفره كمن اتخذ الآلهة والأنداد لرب العالمين ) [المرجع السابق 3/449 ]

    وتضمنت مناظرة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن لداود بن جرجيس، تفنيداً لفرية تكفير الناس فيقول الشيخ عبد اللطيف: ( وأما القول بأنا نكفر الناس عموماً ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، وأنا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل، ومثل هذا وأضعاف أضعافه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، سبحانك هذا بهتان عظيم ) [تاريخ نجد، للألوسي ص52 ]

    ويدحض الشيخ صالح بن محمد الشتري كذبهم، فيقول : ( وأما ما ادعاه أعداءه المعاصرون له أنه كفر بالعموم، أو يكفر بالذنوب أو يقاتل من لا يستحق قتلاً، أو يستحل دمه وماله، فالجواب أن نقول سبحانك هذا بهتان عظيم، ورسائل الشيخ محمد بن عبد الوهاب تبرأ فيهن مما نسب إليه أعداؤه وأن مذهبه مذهب السلف الصالح..) [ تأييد الملك المنان ق 54 ]

    ويجمل السهسواني الجواب على مفتريات شيخ الكذب دحلان في اتهام الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب فيقول: ( هذا كله افتراء بلا ريب على الشيخ، يعرفه من له رائحة من الإيمان والعلم والعقل) [صيانة الإنسان عن وسوسة دحلان، ص 485 ]

    ويقول أيضاً - بعد ذكر مفتريات أخرى لدحلان في قذف الشيخ الإمام بتكفير الناس -: ( الجواب على هذه الأقوال كلها أنها على طولها وكثرتها كاذبة خبيثة فلا تعجبك كثرة الخبيث) [المرجع السابق ص 486 ]

    وينفي السهسواني مزاعم دحلان التي رمى بها دعوة الشيخ في مسألة التكفير..، فيقول : ( أن الشيخ وأتباعه لم يكفروا أحداً من المسلمين، ولم يعتقدوا أنهم هم المسلمون، وأن من خالفهم هم مشركون، ولم يستبيحوا قتل أهل السنة وسبي نسائهم … ولقد لقيت غير واحد من أهل العلم من اتباع الشيخ، وطالعت كثيراً من كتبهم، فما وجدت لهذه الأمور أصلاً وأثراً، بل كل هذا بهتان وافتراء) [المرجع السابق ص 518 ]

    ومما قاله محمد رشيد رضا معلقاً - على الكلام السابق -: ( بل في هذه الكتب خلاف ما ذكر وضده، ففيها أنهم لا يكفرون إلا من أتى بما هو كفر بإجماع المسلمين) [المرجع السابق ص 518 ]

    ويورد الشيخ سليمان بن سحمان الدفاع عن الشيخ الإمام، ويبرأه من هذا البهتان فيقول رحمه الله - حاكياً حال الشيخ: ( فإنه رحمه الله كان على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وسلف الأمة وأئمتها.. فلا يكفر إلا من كفره الله ورسوله وأجمع على تكفيره الأمة، ويوالي كافة أهل الإسلام وعلمائهم.. ويؤمن بما نطق به الكتاب، وصحت به الأخبار، وجاء الوعيد عليه من تحريم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولا يبيح من ذلك إلا ما أباحه الشرع، وأهدره الرسول، ومن نسب إليه خلاف ما عليه أهل السنة والجماعة من سلف الأمة وأئمتها فقد كذب وافترى، وقال ما ليس له به علم …) [الأسنة الحداد في الرد على علوي الحداد، ص 56، 57 ]

    وكتب أحمد الكتلاني في (الصيب الهطال) - دفاعا عن الشيخ في هذا المقام - قريباً مما كتبه ابن سحمان [انظر : الصيب الهطال في الرد على شبه ابن كمال، ص 55، 56]

    وأجاب أحد علماء نجد على تلك الفرية، حيث تلقفها صاحب جريدة القبلة وزعم أن الوهابيين يلزمون الناس بتكفير آباءهم وأجدادهم.

    فكان جواب هذا العالم : ( وهذا من نمط ما قبله من الكذب والبهتان، والذي نقوله في ذلك أن من مات من أهل الشرك قبل بلوغ هذه الدعوة إليه، فالذي يحكم عليه إذا كان معروفاً بفعل الشرك ويدين به، ومات على ذلك، فظاهره أنه مات على الكفر فلا يدعى له، ولا يضحى له، ولا يتصدق عنه. وأما حقيقة أمره فإلى الله تعالى فإن كانت قد قامت عليه الحجة في حياته وعاند فهذا كافر في الظاهر والباطن، وإن كان لم تقم عليه الحجة فأمره إلى الله. وأما من لا نعلم حاله في حال حياته، ولا ندري ما مات عليه، فإنا لا نحكم بكفره، وأمره إلى الله فمن نسب إلينا غير هذا فقد كذب علينا وافترى وحسبنا الله ونعم الوكيل) [ مجموع الرسائل والمسائل 4/835 ]

    ويكذّب الشيخ محمد بن عثمان الشاوي هذا البهتان، فيقول في رسالته (القول الأسد) : ( فإنا لم نكفر بالعموم، ولا نكفر إلا من قام الدليل القاطع على كفره، بصرفه حق الله لغيره، ودعائه، والتجاءه إلى ما لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً فضلا عن غيره …) [القول الأسد في الرد على الخصم الألد ق 5 ] .... الخ

    من خلال هذه النقول المتعددة تظهر براءة الشيخ الإمام، وكذا أتباعه وأنصار دعوته من مفتريات وأكاذيب الخصوم في مسألة التكفير، ومن طالع كتبهم وقرأ رسائلهم تبين له صحة معتقدهم وسلامة فهمهم لمسألة التكفير، وإن اعتقادهم فيها هو عين اعتقاد السلف الصالح ))

    وقال الشيخ ابن باز في تعليقاته على الطحاوية : (( قوله: (ولا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) مراده رحمه الله: أن أهل السنة والجماعة لا يكفرون المسلم الموحد المؤمن بالله واليوم الآخر بذنب يرتكبه، كالزنا وشرب الخمر والربا وعقوق الوالدين وأمثال ذلك ما لم يستحل ذلك، فإن استحله كفر لكونه بذلك مكذبا لله ورسوله خارجا عن دينه أما إذا لم يستحل ذلك فإنه لا يكفر عند أهل السنة والجماعة بل يكون ضعيف الإيمان، وله حكم ما تعاطاه من المعاصي في التفسيق وإقامة الحدود وغير ذلك حسبما جاء في الشرع المطهر، وهذا هو قول أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج والمعتزلة ومن سلك مسلكهم الباطل، فإن الخوارج يكفرون بالذنوب والمعتزلة يجعلونه في منزلة بين المنزلتين يعني بين الإسلام والكفر في الدنيا وأما في الآخرة فيتفقون مع الخوارج بأنه مخلد في النار، وقول الطائفتين باطل بالكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة وقد التبس أمرهما على بعض الناس لقلة علمه، ولكن أمرهما بحمد الله واضح عند أهل الحق كما بينا وبالله التوفيق )) [ مجموع فتاوى ابن باز ص 82 / 2 ]


    وقال الشيخ صالح الفوزان في شرح الطحاوية : (( ولا نكفّر أحداً من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله) هذا كما سبق أن الذنب إذا لم يكن كفراً أو شركاً مخرجاً من الملة، فإننا لا نُكَفّر به المسلم، بل نعتقد أنه مؤمن ناقص الإيمان، معرض للوعيد وتحت المشيئة. هذه عقيدة المسلم، ما لم يستحله، فإذا استحل ما حرم الله فإنه يكفر، كما لو استحل الربا أو الخمر أو الميتة أولحم الخنزير أو الزنا، إذا استحل ما حرم الله كفر بالله، وكذلك العكس: لو حرم ما أحل الله كفر: (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم) [التوبة:31] وجاء تفسير الآية بأنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال فأطاعوهم .

    أما لو فعل الذنب وهو لم يستحله بل يعترف أنه حرام فهذا لا يكفر ولو كان الذنب كبيرة دون الشرك والكفر لكنه يكون مؤمناً ناقص الإيمان أو فاسقاً بكبيرته مؤمن بإيمانه )) [ ص 139 ]

    ومن خلال هذه النصوص الصريح من أقوال أئمة العلماء يضح أن الشيخ يكفر المسلمين مجرد دعوى افتراها خصومه عليه فإذا كان لا يكفر المسلمين العاديين فكيف يكفر العلماء والمشاهير كما ادعى كاتب المقالة ؟؟!! ولكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت )) [ وراه البخاري ]

    وقد بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب من هم الذين يكفرهم فقال : (( وأما التكفير : فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعد ما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله، فهذا : هو الذي أكفر، وأكثر الأمة ولله الحمد ليسوا كذلك ))

    أما عن قتاله للناس فقج بين أنه كان في حالة الدفاع عن نفسه بعدما جاءه خصومه ليقتلوه ويطفئوا دعوته إلى الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح فقال : (( وأما القتال : فلم نقاتل أحداً إلى اليوم، إلا دون النفس والحرمة، وهم : الذين أتونا في ديارنا ؛ ولا أبقوا ممكنا، ولكن : قد نقاتل بعضهم، على سبيل المقابلة، وجزاء سيئة سيئة مثلها ؛ وكذلك . من جاهر بسب دين الرسول، بعدما عرف، فإنا نبين لكم : أن هذا هو الحق، الذي لا ريب فيه، وأن الواجب : إشاعته في الناس، وتعليمه النساء، والرجال فرحم الله : من أدى الواجب عليه، وتاب إلى الله، واقر على نفسه ؛ فإن التائب من الذنب، كمن لا ذنب له، ونسأل الله : أن يهدينا، وإياكم، لما يحبه ويرضاه )) [ الدرر السنية ص 73 - 74 / 1 ]

    ومما يدحض هذه الفرية في يومنا هذا أن الصوفية والأشاعرة والإمامية والاسماعيلية وغيرهم ممن ينتسب إلى الاسلام يعيش في الممكلة العربية السعودية الوهابية آمنا على دمه وعرضه وماله بل من الصوفية من تولى منصب الوزارة في بعض الحكومات السعودية الوهابية ، وعلى هذا يكون الذي قاله كاتب المقالة محض الافتراء وحسبنا الله ونعم والوكيل .

    وأختم بفتوى السيد محمود الحنفي الكاظمي الباكستاني في الوهابية التي نقلها أحد خصوم الوهابية وهو أحد زيني دحلان في كتابه خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام ، وهذا نص الفتوى : (( فتنة الوهابية حقيقة فتنة اليهودية قد بدت البغضاء من اقواههم وما صدورهم اكبر فكل فرد على عقيدة الوهابية أو اليهودية خبيث ومن يؤمن بالله ورسوله طيّب ما كان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب فقد تحقق اعتزالهم عن المسلمين ظاهرا وباطنا حتى في التوحيد والرسالة اصولا وفروعا فلا يجوز الصلاة خلفهم ولا يجوز تعيين احد منهم على منصب الملي نحو الإمامة والقضاء وتدريس الكتب والسنة والفقه لا ورب الكعبة الحرم والحذر لابن الماء المدر وفي الخبر عن المخبرالصادق المصدوق وباخبار الغيوب والشهادة (اجعلوا أئمتكم خياركم) فان الوهابية في غاية إساءة العقيدة والعمل حتى صاروا اضرّ الناس لنا فاﻧﻬم قد كفروا بالله ورسوله باظهار الاسلام ولا شبهة اﻧﻬم من المنافقين والخطاب لاحدهم بلفظ التعظيم والاكرام موجب سخط الاله ورسوله فلا يجوز لنا موالاﺗﻬم بقوله تعالى ( وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكمْ َفاِنَّهُمِنْهُمْ * المائدة: ٥١ ) وفي السنة (اياكم واياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم) فهم الذين كفروا وارتدوا من الله ورسوله ودين الاسلام قديما وحديثا فاﻧﻬم اشد كفرا ونفاقا ولاشك اﻧﻬم عبد الطاغوت من أتباع ابن تيمية وابن عبد الوهاب وغيرهما في العرب والعجم قد قالوا في الله ورسوله ما قالوا وقد افتى العلماء عليهم بكمال التحقيق فقد ارتدوا عن الله والاسلام وعلى كل مروّجهم نصوا ( من شك في الكفر وعذابه فقد كفر ) كما في حسام الحرمين وصوارم الهندي وغيرهما من الفتوى وانحاله الامامة او كفر القضاء وتولية تدريس الدين ومنصب العزة والتعظيم وفي المراقي الفلاح الفاسق العالم تجب اهانته شرعا فلا يعظم فاين الفاسق المطلق والكفار المرتد بينهما بون بيّن وفي وفي المقاصد شرح العقائد « قد وجب عليهم اهانته شرعا » التبيين والفتح المبين وغيرهما لسعد الملة التفتازاني « حكم مبتدع البغض والعداوة والاعراض عنه والاهانة والطعن » فاين المبتدع والكافر المرتد فان اقتداءهم وحصول علم الدين منهم حرام ومقابلة الشرع وفي المشكوة « ان هذا العلم فانظروا عمّن تأخذون دينكم » فالاقتداء ﺑﻬم وتسليم منصب ديني نحو القضاء وتدريس العلم الديني ﺑﻬم حرام حرام حرام وكفر ان الدين والايمان لا يجوز معيتهم واعانتهم بحيث يجب علينا تركهم أمرنا بقوله تعالى ( كونوا مع الصادقين) فهؤلاء الكفرة ليسوا من الصادقين بل هم اكذب الناس لله ورسوله ومن اهل الكفر والارتداد امر الشارع لمعية الصادقين وﻧﻬي عن معية الكاذبين الكافرين لان أمر الشئ ﻧﻬي عن ضدّه والله تعالى ورسوله اعلم وصلى الله على حبيبه محمد وآله وصحبه وسلم فعليكم بمطالعة كتابي تحريم الشرعية عن امامة الوهابية ))

    وبعدها يقولون أن الوهابية يكفرون المسلمين ؟؟!!

    يتبع ..

    --------------------------





    «« توقيع الوليد »»

  2. #2
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قال كاتب المقالة : (( ثانيا: أن تعتقد انه لن يدخل الجنة معك أنت وطائفتك احد أبدا ، وان المسلمين من غير مذهبك كالكفار والمشركين هم وقود النار ولو كانوا من الذين انعم الله عليهم من الصديقين والشهداء والصالحين ))

    قلت : كعادته لم يذكر دليلا واحدا على هذه الدعوى السمجة ولو كان عنده دليل واحد من أقوال العلماء المعتبرين لما تأخر به ولو طار به فرحا ، والله المستعان .

    أما عقيدة أهل السنة السلفيين فإنهم لا يشهدون لأحد معين بجنة أو نار إلا بما شهد له النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين : (( الشهادة بالجنة أو بالنار ليس للعقل فيها مدخل فهي موقوفة على الشرع، فمن شهد له الشارع بذلك شهدنا له، ومن لا فلا، لكننا نرجو للمحسن، ونخاف على المسيء )) [ مجموع ورسئال ابن عثمين ص 79 / 5 ]

    قال الشيخ صالح الفوزان في شرح الطحاوية : (( هذا بحث للشهادة لمعين أنه من أهل الجنة، أو أنه من أهل النار، نحن لا نشهد لأحد بجنة أو نار إلا بدليل، إلا من شهد له المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه من أهل الجنة، شهدنا له بذلك، ومن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالنار شهدنا له بذلك، هذا بالنسبة إلى المعينين، أما بالنسبة إلى العموم فنعتقد أن الكافرين في النار، وأن المؤمنين في الجنة )) [ ص 141 – 142 ]

    وفي كلام الشيخ الفوزان رد على فرية كاتب المقالة بأن السلفيين يعتقدون أنهم وحدهم في الجنة وهم لا يشهدون لأحد من أمة محمد بالجنة إلا من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يبفتري مثل هذه الفرية ؟؟!!

    وهذا الشيخ ابن عثمين رحمه الله يعتبر أهل التأويل من المسلمين قال في كتابه المجلي في شرح الأسماء الحسنى : (( فإن قال قائل : هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم ؟ قلنا : الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة فيجب التثبت فيه غاية التثبت فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه .
    والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه لأن في ذلك محذورين عظيمين :
    أحدهما : افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به
    الثاني : الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما " وفي رواية : " إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه "

    وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين أحدهما : دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق .
    الثاني : انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع )) [ ص 310 – 311 ]

    أما ترحمهم على من نسب إلي الأشاعرة مثل الباقلاني وأبو نعيم الأصبهاني والنووي وغيرهم فكثير جدا فقط راجع كتبهم أو استخدم أي محرك بحث ، وكيف لا يعقدون أن الأشاعرة على سبيل المثال يدخول الجنة وشيخ السلفيين الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يحكم أن الأشاعرة من أهل السنة والجماعة سوى ما خالفوهم به قال : (( الأشاعرة من أهل السنة في غالب الأمور ، ولكنهم ليسوا منهم في تأويل الصفات ، وليسوا بكفار بل فيهم الأئمة والعلماء والأخيار ، ولكنهم غلطوا في تأويل بعض الصفات ، فهم خالفوا أهل السنة في مسائل ؛ منها تأويل غالب الصفات ، وقد أخطأوا في تأويلها ، والذي عليه أهل السنة والجماعة إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تأويل ولا تعطيل ولا تحريف ولا تشبيه ، وتمر كما جاءت مع الإيمان بأنها حق ، وأنها صفات ثابتة لله سبحانه على الوجه اللائق به عز وجل ، لا يشابه فيها خلقه سبحانه وتعالى ، كما قال عز وجل : { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } وقوله : { ولم يكن له كفوا أحد } )) [ ص 256 / 28 ]

    وعلى ما مر يتبين أن السلفيين لا يرون أنهم وحدهم يدخل الحنة بل يدخلها غيرهم من أهل القبلة لا كما افترى كاتب المقالة ولا وحول ولا قوة إلا بالله .

    قال كاتب المقالة : (( ثالثا: أن تحتقر كل من خالفك وتحقد عليه بغِلٍ ظاهر وباطن ، وان تحاول هدمه وتحطيمه قولا وعملا بما يجوز ومالا يجوز وان تجعل سبه وشتمه عبادة من عباداتك التي لا تنتهي ولا تفتر في ( الحش ) أو في الدرس أو على المنبر !! ))

    قلت : سبحانك هذا بهتان عظيم .

    والسؤال الذي نطرح على المنصفين هل خرج كاتب المقالة عن وصف حاله مع الوهابية في مقاله هذا ؟؟!! أم يفتري عليهم الافتراء العظيم ؟؟!!

    يتبع ..

    ---------------------





    «« توقيع الوليد »»

  3. #3
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قال كاتب المقالة : (( رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله ، وان الله يجلس على العرش بذاته ، وانه ينزل ويصعد ويجيء ويضحك ويغضب ويذهب ، وان له أعين وأيدي وأرجل ، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل ))

    أما قوله : (( رابعا: أن تعتقد أن الأكوان أزلية مع الله )) فهذا كما قيل من قبل : رمتني بدائها وانسلت !! فهذه كتب العقيدة للسفيين منشورة في أحناء العلماء فليس فيها أن الأكوان أزلية مع الله عز وجل كما يدعي رائد العشييرة المحمدية ، بل هذه عقيدة خواص الصوفية الذين يقولون : أن عين كل شيء كما قال الشيخ الأكبر والكبريب الأحمر ابن عربي : (( فإن العارف مَنْ يرى الحق في كل شيء ، بل يراه عين كل شيء )) [ فصوص الحكم ص 192 ط دار الكتاب العربي تحقيق أبو العلا عفيفي ] ، وكما قال العارف بالله عبد الكريم الجيلي : (( ( لا إله ) يعبد ويقصد في السماوات والأرض ( إلا هو ) لأنه عين كل شيء )) [ الإسفار عن رسالة الأنوار ص 51 ، ط 1 دار الكتب العلمية 2004 تحقيق د. عاصم إبراهيم الكيالي ]

    ونظم ابن عربي :
    الحق عين الخلق إن كنــت ذا عين = والخلق عين الحق إن كنت ذا عقل
    وإن كنت ذا عين وعقل فمـا ترى = سوى عين شيء واحد فيه بالكـل
    [ المعرفة ص 87 ط دار التكوين 2003 تحقيق محمد أمين أبو جوهر ]

    وقد صرح شيخهم الأكبر بأن الله تعالى عما يقوله الظالمون علوا كبيرا عين العالم قال : (( اعلم أن وصف الحق تعالى نفسه بالغني عن العالمين إنما هو لمن توهم أن الله تعالى ليس عين العالم . وفرق بين الدليل والمدلول . ولم يتحقق بالنظر إذا كان الدليل على الشيء نفسه فلا يضاد نفسه .
    فالأمر واجد وإن اختلفت العبارات عليه هو العالم وهو المعلوم والعلم . والدليل والدال والمدلول .. الخ )) [ المعرفة ص 31 ]

    ومع تصريح علماء الصوفية بهذه العقيدة لا تجد كاتب المقالة ولا غيره من الصوفية يعترض عليهم وفي نفس الوقت يفتري كاتب المقالة على السلفيين بتلك المقالة لينفر الناس عنهم ، وحسبنا الله ونعم الوكيل .

    أما قوله : (( وان الله يجلس على العرش بذاته )) ، فأقول : هذه كتب السلفيين في العقيدة موجودة متوفرة لكل شيء وليس هي للخاصة كما عند الصوفية فلم يقرروا هذه العقيدة ضمن عقائدهم وإن قررها أحدهم فهو يقتدي بقول مجاهد كما روي عنه ذلك [ تفسير الطبري ص 145 / 15 ] أو بأحد أقطاب الصوفية الأربعة وهو الشيخ عبد القادر الجيلاني فهو يعتقد هذه العقيدة وقد صرح بها في كتاب الغنية قال : (( وأهل السنة يعتقدون أن الله يجلس رسوله ونبيه المختار على سائر أنبيائه ورسله معه على العرش يوم القيامة ... الخ )) [ ص 92 / 1 ]

    فإذا تقرر هذا لماذا التهويل والتشنيع على السلفيين وعدم التشنيع على مجاهد وعبد القادر الجيلاني ؟؟!! لابد أنه الهوى والعياذ بالله .

    وقوله : (( وانه ينزل ويصعد ويجيء )) فأما النزول الرب جل في علاه في فقد جاءت به الأخبار الصحيحة عن ثقات المسلمين عن الصادق المصدوق عن عدة من الصحابة وهم : أبو هريرة ، وأبو سعيد الخدري ، وعلي بن أبي طالب ، وعبد الله بن مسعود ، وجبير بن مطعم ، وعبادة بن الصامت ، وأبو موسى الأشعري ، وعبد الله بن عباس ، ورفاعة الجهني رضي الله عنهم أجمعين.

    رواية أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول : من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ))

    [ أخرجه البخاري ح 1094 ومسلم ح 758 ، وأبو داود ح 1315، والترمذي ح 446 ، وابن ماجه ح 1366 ، ومالك في الموطأ ح 498 ، وأحمد ص 264 / 2 ، وابن حبان ح 920 ، والدارمي ح 1479 ، والنسائي في السنن الكبرى ح 10313 ، والبيهقي في السنن الكبرى ح 4427 ، وأبو عوانة في المسند ح 375 وعبد الرزاق في المصنف ح 19653 ، وابن أبي عاصم في السنة ح 493 ]

    رواية أبي سعيد وأبي هريرة قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر ))

    [ مسلم ح 758 ، وابن حبان ح 921 ، وأبو يعلى ح 5936 ، وأحمد ص 43 / 3 ، والطيالسي ح 2232 ]

    رواية علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء الآخرة إلى ثلث الليل فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فلم يزل بها حتى يطلع الفجر يقول ألا تائب ألا سائل يعطى ألا داع يجاب ألا مذنب يستغفر فيغفر له ألا سقيم يستشفي فيشفى ))

    [ أبو يعلى في المسند ح 6576 ، والبزار ص 121 / 2 ]

    رواية جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فأعطيه هل من مستغفر فأغفر له ))

    [ النسائي في السنن الكبرى ح 10321 ]

    رواية عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يمضي ثلث الليل الأخير فيقول ألا عبد من عبادي يدعوني فأستجيب له ألا ظالم لنفسه يدعوني فأغفر له ألا مقتر عليه رزقه ألا مظلوم يذكرني فأنصره ألا عان يدعوني فأعينه قال فيكون كذلك إلى أن يضيء الصبح فيعلو ربنا عز وجل على كرسيه ))

    [ الطبراني في الأوسط ح 6079 ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ص 154 / 10 : (( ويحيى بن إسحق لم يسمع من عبادة ولم يرو عنه غير موسى بن عقبة وبقية رجال الكبير رجال الصحيح )) ]

    رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ينزل الله تبارك وتعالى ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسان في قلبه شحناء أو مشرك بالله عز وجل ))

    [ ابن أبي عاصم في السنة ح 509 ]

    رواية أبي موسى قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ينزل ربنا تبار وتعالى إلى سماء الدنيا ليلة النصف من شعبان فيغفر لأهل الأرض إلا مشرك أو مشاحن ))

    [ ابن أبي عاصم في السنة ح 510 ، والبيهقي في فضائل الأوقات ح 29 ]

    رواية ابن عباس يقول : (( إن الله تعالى ليمهل في شهر رمضان كل ليلة حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول وهبط إلى السماء ثم قال هل من سائل يعطى هل من مستغفر يغفر له هل من تائب يتاب عليه ))

    [ ابن أبي عاصم في السنة ح 513 ]

    رواية رفاعة بن عرابة الجهني قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فجعل ناس يستأذنون رسول الله صلى الله عليه و سلم فيأذن لهم فقال : (( ما بال شق الشجرة التي تلي رسول الله صلى الله عليه و سلم أبغض إليكم من الشق الآخر ؟ )) قال : فلا ترى في القوم إلا باكيا فقال أبو بكر رضي الله عنه : إن الذي يستأذنك في نفسي بعدها لسفيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وقال : (( أشهد عند الله )) وكان إذا حلف قال : (( والذي نفسي بيده ما منكم من أحد يؤمن بالله ثم يسدد إلا سلك به في الجنة لقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى تتبوأوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذراريكم مساكن في الجنة ثم قال : إذا مضى نصف الليل - أو ثلث الليل - ينزل الله عز و جل إلى السماء الدنيا فيقول : من هذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ من هذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من هذا الذي يسألني فأعطيه ؟ حتى ينفجر الفجر ))

    [ الطبراني في المعحم الكبير ص 51 / 5 ، وأحمد ص 16 / 4 ، وأبو داود الطيالسي ح 1292 ]

    رواية عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا كان ثلث الليل الباقي يهبط الله إلى السماء الدنيا ثم تفتح أبواب السماء ثم تبسط ثم يقول هل من سائل فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر ))

    [ أبو يعلى في المسند ح 5319 ، وأحمد ص 388 / 1 ]

    أما أقوال أهل العلم في إثبات نزول الله عز وحل فكثيرة جدا فمنها :

    قول أحمد بن حنبل قال حنبل بن إسحاق قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن الأحاديث التي تروى عن النبي صلى الله عليه و سلم إن الله ينزل إلى السماء الدنيا فقال أبو عبد الله : (( نؤمن بها ونصدق بها ولا نرد شيئا منها إذا كانت اسانيد صحاح ولا نرد على رسول الله قوله ونعلم أن ما جاء به الرسول حق )) حتى قلت لأبي عبد الله : ينزل الله إلى سماء الدنيا قال قلت نزوله بعلمه بماذا فقال : (( لي اسكت عن هذا مالك ولهذا امض الحديث على ما روي بلا كيف ولاحد وإنما جاءت به الأثار وبما جاء به الكتاب )) [ اعتقاد أهل السنة ص 502/ 3 ]

    قول أبي عبد الله الحاكم قال البيهقي : (( سمعت أبا عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا محمد أحمد بن عبد الله المزني يقول حديث النزول قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه ولم من وجوه صحيحة وورد في التنزيل ما يصدقه وهو قوله تعالى { وجاء ربك والملك صفا صفا } والنزول والمجيء صفتان منفيتان عن الله من طريق الحركة والإنتقال من حال إلى حال بل هما صفتان من صفات الله بلا تشبيه جل عما يقول المعطلة لصفاته والمشبهه بها علوا كبيرا )) [ ص 133 – 134 ]

    وقال ابن عبد البر : (( فهو حديث ثابت عند أهل العلم بالحديث وطرقه كثيرة صحاح بألفاظ متقاربة ومعنى واحد )) [ الاستذكار ص 526 / 2 ]

    وقال اللالكائي في اعتقاد أهل السنة : (( سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في نزول الرب تبارك وتعالى )) [ ص 481 / 3 ] ، ثم ساق الأحاديث .

    وقال الهروي في الأربعين في دلائل التوحيد : (( باب إثبات نزوله إلى السماء الدنيا )) ثم ساق الحديث [ ص 80 ]

    وقال القاضي أبو يعلى الفراء بعدما ذكر أحاديث النزول : (( اعلم أن هذا حديث صحيح يحب الأخذ بظاهره من غير تأويل ، ولا يحب أن يستوحش من إطلاق مثل ذلك )) [ إبطال التأويلات ص 259 / 1 ]

    وأكتفي بهذه النقول وإلا هي أكثر من ذلك بكثير وعلى هذا الوهابية لم ينفردوا بشيء جديد إنما هم تبع لسلف الأمة قالوا ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وصدقوا به كما صدق علماء السلف رحمهم الله تعالى .

    أما الذي نيكر نزول الرب عز وجل حكم عليه العلماء بأنه جهمي قال ابن معين : (( إذا سمعت الجهمي يقول أنا كفرت برب ينزل فقل أنا أومن برب يفعل ما يريد ))

    قال الفضيل بن عياض : (( إذا قال لك الجهمي أنا كرت كبرب ينزل يزول فقل أنا أومن برب يفعل ما يشاء ))

    وأما المجيء فقد جاء ذكره في القرآن قال تعالى : (( وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً )) [الفجر : 22] ، وقوله تعالى : (( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ )) [البقرة : 210]

    وقوله : (( ويضحك ويغضب ))

    والضحك والغضب جاء ذكرهما الشريعة صريحة فالضحك أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيستشهد ))

    [ البخاري ح 2671 ، ومسلم ح 1890 ]

    وفي حديث أبي هريرة الطويل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( فلا يزال يدعو الله حتى يضحك الله تبارك وتعالى منه فإذا ضحك الله منه ))

    [ البخاري ح 7000 ، ومسلم ح 182 ]

    عن أبي رزين قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ضحك ربنا من قنوط عبده وقرب غيره )) قال : قلت : يا رسول الله أويضحك الرب عز وجل قال : (( نعم )) قال : لن نعدم من رب يضحك خيرا .

    [ أحمد ص 11 / 4 ، وابن ماجه 181 ]

    وأثبت هذه الصفة لله عز وجل القاضي أبو يعلى الفراء في كتابه إبطال التأويلات وقال بعد ذكر الأحاديث التي تثبت صفة الضحك قال : (( اعلم أنه غير ممتنع حمل هذه الأحاديث على ظاهرها من غير تأويل ، وقد نص أحمد على ذلك في رواية الجماعة )) [ ص 217 / 1 ] ، وكذلك الحافظ عبد الغني المقدسي في كتاب الأقتصاد في الاعتقاد ص 120 ، وأثبتها أيضا ابن قدامة في كتاب لمعة الاعتقاد ص 85 ، وقال إمام الأئمة ابن خزيمة في كتاب التوحيد : (( باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل ، بلا صفة تصف ضحكه جل ثناؤه ، لا ولا يشبه ضحكه بضحك المنخلوقين وضحكهم كذلك ، بل نؤمن بأنه يضحك كما أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ونسكت عن صفة صحكه جل وعلا ، إذ الله عز وجل استأثر بصفة ضحكه لم يطلعنا على ذلك فنحن قائلون بما قال النبي صلى الله عليه وسلم مصدقون بذلك بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه )) [ ص 16 ].

    أما الغضب فذكره الله تعالى في القرآن الكريم قال : (( وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً )) [النساء : 93] ، وقال : (( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللّهِ مَن لَّعَنَهُ اللّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَـئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ )) [المائدة : 60] ، وقال : (( وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً )) [الفتح : 6]

    أما إثبات صفة الغضب من السنة عن هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اشتد غضب الله على قوم فعلوا بنبيه )) يشير إلى رباعيته : (( اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله )) [ رواه البخاري ح 3845 ، ومسلم ح 1793 ]

    وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله ويروحون في سخط الله )) [ رواه مسلم ح 2857 ]

    وعن عبد الله بن عمرو قال : قلت : يا رسول الله ما يمنعني من غضب الله قال : (( لا تغضب )) [ وراه ابن حبان ح 296 ]

    وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : (( اشتد غضب الله على من قتله النبي صلى الله عليه وسلم في سبيل الله اشتد غضب الله على قوم دموا وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم )) [ رواه البخاري ح 3846 ]

    اثبتها ابن قدامة في لمعة الاعتقاد ص 78 .

    وقوله : ((وان له أعين وأيدي وأرجل ، وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل ))

    أما إثبات الوهابية العين لله عز وجل فلم يشذوا به أو يفتروه إنما قالوا بذلك تصديقا لقوله الله تعالى وتصديق لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وتبعا لسلف الأئمة فأما أدلتهم من الكتاب قوله تعالى : (( وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا )) [هود : 37] ، وقوله : (( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي )) [طه : 39] ، وقوله : (( تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا ))[القمر : 14] ، وقوله : (( وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا )) [الطور : 48]

    ومن أدلته من السنة عن ابن عمر قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال : (( إني لأنذركموه وما من نبي إلا أنذره قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله نبي لقومه تعلمون أنه أعور وأن الله ليس بأعور ))

    [ رواه البخاري ح 3159 ، ومسلم ح 169 ، وأبو داود ح 4757 ، والترمذي ح 2235 ، وابن حبان ح 6780 ،

    وعن أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإن بين عينيه مكتوب كافر ))

    [ رواه البخاري ح 6712 ، ومسلم ح 2933 ، وأبو داود ح 4316 ، والترمذي ح 2245 ]

    وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ما كانت من فتنة ولا تكون حتى تقوم الساعة أعظم من فتنة الدجال وما من نبي إلا وقد حذر قومه ولا خبرتكم منه بشيء ما أخبر به نبي قبلي فوضع يده على عينه ثم قال أشهد أن الله تعالى ليس بأعور ))

    [ رواه الحاكم في المستدرك ح 64 ]

    وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال : (( أعور هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور ))

    [ رواه ابن حبان ح 6796 ]

    وعن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إني حدثتكم عن المسيح الدجال حتى خفت أن لا تعقلوه هو قصير فجج جعد أعور مطموس عين اليسرى ليس بناتئة ولا حجراء فإن التبس عليكم فاعلموا أن ربكم تبارك وتعالى ليس بأعور وإنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا ))

    [ رواه النسائي في السنن الكبرى ح 7764 ، وأبو داود ح 4320 ]

    أما أقوال الأئمة في إثبات صفة العين فكثيرة فعلى سبيل المثال قال إئمام الأئمة ابن خزيمة في كتابه التوحيد : (( باب ذكر إثبات العين لله جل وعلا على ما ثبته الخالق البارئ لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم )) [ ص 37 ]

    وكذلك أثبتها أبو الحسن الأشعري قال : (( فاخبر عز وجل أن له وجها وعينا لا بكيف واحد ولا بحد )) [ الأبانة ص 51 ]

    وقال البيهقي في الأسماء والصفات : (( والذي يدل عليه ظاهر الكتاب والسنة من إثبات العين له صفة لا من حيث الحدقة أولى وبالله التوفيق )) [ ص 116 – 117 / 2 ]

    وقال أبو يعلى الفراء : (( إثبات صفة العينين لربنا جل شأنه )) ، ثم ذكر حديثا يستدل به ثم قال عقبه : (( اعلم أنه غي ممتنع حمل الخبر على ظاهره في إثبات عينين هما صفتان زائدتان على البصر والرؤية ليستا بجارحتين ... الخ )) [ إبطال التأويلات ص 347 / 2 ]

    وأثبتها أبو إسماعيل الهروي في كتابه الأربعين في دلائل التوحيد قال : (( باب اثبات العينين له تعالى وتقدس )) [ ص 64 ]

    وأما قوله : (( وأيدي )) فصفة اليد أو اليدين السلفيون يعتقدون بها لأن الله تعالى أخبر بها في محكم التنزيل فقال : (( قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ )) [صـ : 75] وقوله تعالى : (( بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ )) [المائدة : 64] .

    أما من السنة فالأدلة كثيرة ومنها حديث احتجاج موسى على آدم عليهما السلام قال له : (( أنت أبو البشر خلقك الله بيده )) [ رواه البخاري ح 3162 ، ومسلم ح 193 ، والترمذي ح 2434 ، وابن ماجه 4312 ، وأحمد ص 281 / 1 ]

    وفي رواية أبي هريرة أن آدم قال لموسى عليهما السلام : (( كتب لك التوارة بيده )) [ رواه مسلم ح 2652 ، وأبو داود ح 4701 ، وابن ماجه ح 80 ]

    زمنها ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي )) [ أحمد ص 433 / 3 ، وابن أبي شيبة في المصنف ح 34199 ]

    وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه حتى تكون مثل الجبل )) [ رواه البخاري ح 1344 ، ومسلم ح 1014 ، وابن ما جه ح 1842 وابن حبان ح 3316 ، وابن خزيمة ح 2425 ، ]

    وفي رواية ابن حبان : (( كأنما يضعها في يد الرحمن )) [ ح 270 ] ، وفي رواية ابن خزيمة في كتاب التوحيد : (( فيجعلها الله في يده اليمنى )) [ ح 73 ]

    أما أقوال لأئمة فقد قال إمام الأئمة ابن خزيمة : (( باب ذكر إثبات اليد للخالق البارئ جا وعلا : والبيان أن الله تعالى له يدان كما أعلمنا في محكم تنزيله أنه خلق أدم عليه بيديه )) [ كتاب التوحيد ص 45 ]

    وكذلك البيهقي قال في كتاب الأسماء والصفات : (( باب ما جاء في إثبات اليدين صفتين لا من حيث الجارحة لورود الخبر الصادق به )) [ الأسماء والصفات ص 118 / 2 ]

    وقال مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي في كتابه أقوايل الثقات : (( ومذهب السلف والحنابلة أن المراد إثبات صفتين ذاتيتين تسميان يدين يزيدان على النعمة والقدرة ... الخ )) [ ص 150 ]

    وقوله : (( وأرجل ))

    قلت : إثبات صفة الرجل لله عز وجل جاء ذكرها في الخبر الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( تحاجت الجنة والنار فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين وقالت الجنة ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم قال الله تبارك وتعالى للجنة أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي وقال للنار إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة منهما ملؤها فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع رجله فتقول قط قط فهنالك تمتلئ ويزوى بعضها إلى بعض ولا يظلم الله عز وجل من خلقه أحدا وأما الجنة فإن الله عز وجل ينشئ لها خلقا ))

    [ رواه البخاري ح 4569 ]

    وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يلقى في النار أهلها وتقول هل من مزيد قال ويلقى فيها تقول هل من مزيد حتى يضع رجله أو قدمه فيها فتقول قط قط ))

    [ رواه ابن أبي عاصم في السنة ح 532 ، و الدارقطني في الصفات ص 11 – 12 ]

    أما أقوال العلماء في إثبات صفة الرجل لله عز وجل فكثيرة منها قول ابن خزيمة قال في كاتبه التوحيد : (( باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل : وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية الذين يكفرون بصفات خالقنا عز وجل التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم )) [ ص 69 ]

    وقال القاضي أبو يعلى الفراء : (( فقد نص على الأخذ بظاهر ذلك لأنه ليس في حمله على ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدما جارحة ولا أبعاضا ، بل نثبت ذلك قدما صفة كما أثبتنا يدين ووجها وسمعا وبصرا وذاتا وجميع صفات ، وكذلك القدم والرجل ، ولأنا لا نصفه بالانتقال والمماسة لجهنم بل نطلق ذلك كما أطلقنا الاستواء على العرش والنظر إليه في الآخرة )) [ إبطال التأويلات ص 196 / 1 ]

    وأما قوله : (( وانه لو دُلي شخص من الأرض بحبل لسقط على الله بلا تأويل ))

    أما هذا فقد جاء فيها رواه الترمذي عن الحسن عن أبي هريرة قال بينما نبي الله صلى الله عليه وسلم جالس وأصحابه إذ أتى عليهم سحاب فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم هل تدرون ما هذا ... إلى أن قال : (( والذي نفس محمد بيده لو أنكم دليتم رجلا بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله )) [ ح 3298 ]

    قال الترمذي بعدها : (( هذا حديث غريب من هذا الوجه قال ويروي عن أيوب ويونس بن عبيد وعلي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة وفسر بعض أهل العلم هذا الحديث فقالوا إنما هبط على علم الله وقدرته وسلطانه علم الله وقدرته وسلطانه في كل مكان وهو على العرش كما وصف في كتابه )) [ ص 404 / 5 ]

    وقال ابن الجوزي : (( والحسن لم يسمع من ابي هريرة )) [ العلل الممتناهية ص 28 / 1 ]

    وهذا الحديث ضعفه الألباني قال : (( وعلته أنه من رواية الحسن عن أبي هريرة والحسن وهو البصري مدلس وقد عنعنه على اختلاف العلماء في أصل سماعه من أبي هريرة ومن هذا الوجه أخرجه أحد أيضا (2/370) ولكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في " الرسالة العرشية " (ص22) بعد أن أعله بعدم سماع الحسن من أبي هريرة : " ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع " قلت : ولم أعرفه عن أبي ذر ولا هو عزاه لأي مصدر حتى انظر اسناده )) [ ص 218 ]

    وقال ابن تيمية : (( حديث الإدلاء الذي روي من حديث أبي هريرة وأبي ذر رضي الله عنهما قد رواه الترمذي وغيره، من حديث الحسن البصري عن أبي هريرة وهو منقطع، فإن الحسن لم يسمع من أبي هريرة، ولكن يقويه حديث أبي ذر المرفوع، فإن كان ثابتا فمعناه موافق لهذا، فإن قوله : " لو أدلي أحدكم بحبل لهبط على الله " إنما هو تقدير مفروض، أي لو وقع الإدلاء لوقع عليه، لكنه لا يمكن أن يدلي أحد على الله شيئا؛ لأنه عال بالذات وإذا أهبط شيء إلى جهة الأرض وقف في المركز ولم يصعد إلى الجهة الأخرى، لكن بتقدير فرض الإدلاء، يكون ما ذكر من الجزاء )) [ ص 27 ]

    وقال أيضا : (( والتحقيق : أن الحديث لا يدل على شيء من ذلك إن كان ثابتا، فإن قوله : " لو أدلى بحبل لهبط " يدل على أنه ليس في المدلي ولا في الحبل، ولا في الدلو ولا في غير ذلك، وأنها تقتضي أنه من تلك الناحية، وكذلك تأويله بالعلم تأويل ظاهر الفساد، من جنس تأويلات الجهمية، بل بتقدير ثبوته يكون دالا على الإحاطة )) [ ص 29 ]

    وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن صحة حديث : « لو دليتم بحبل إلى الأرض السابعة لوقع على الله » ؟ وما معناه ؟

    فأجاب بقوله : (( هذا الحديث اختلف العلماء في تصحيحه ، والذين قالوا : إنه صحيح يقولون : إن معنى الحديث لو أدليتم بحبل لوقع على الله عز وجل لأن الله تعالى محيط بكل شيء ، فكل شيء هو في قبضة الله سبحانه وتعالى وكل شيء فإنه لا يغيب عن الله تعالى ، حتى إن السموات السبع والأرضين السبع في كف الرحمن عز وجل كخردلة في يد أحدنا يقول : الله تعالى في القرآن الكريم : { وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون } . ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون دالا على أن الله سبحانه وتعالى في كل مكان ، أو على أن الله تعالى في أسفل الأرض السابعة فإن هذا ممتنع شرعا ، وعقلا ، وفطرة ؛ لأن علو الله سبحانه وتعالى قد دل عليه كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والإجماع ، والعقل ، والفطرة . فمن الكتاب : قوله تعالى : { وهو القاهر فوق عباده } . وقوله : { سبح اسم ربك الأعلى } والآيات في هذه كثيرة جدا في كتاب الله فكل آية تدل على صعود الشيء إلى الله ، أو رفع الشيء إلى الله ، أو نزول الشيء من الله فإنها تدل على علو الله عز وجل )) [مجموع فتاوى ورسائل ابن العثيمين ص 140 – 141 / 1 ]

    وعلى يتبين أن صالحب المقال أراد التشنيع وإثارة الشائعات عن السلفية بأنه يعتقدون بأن الله تعالى أسفل الأرض ولكن ما يقول صاحب المقال بقول ابن عجيبة الشاذلي والذي نصه : (( وفي حديث آخر : " عدد الأرضين سبع ، بين كل واحدة والآخرى خمسمائة سنة ، والذي نفس محمد بيده ؛ لو أنكم دليتم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله " ، ثم قرأ صلى الله عليه وسلم : {هو الأول والآخر والظاهر والباطن} [الحديد : 3]. هـ.

    فتحصل من حديث سيد العارفين ، وقدوة الواصلين ، أن الحق ـ جل جلاله ـ محيط بكل شيء ، فأسرار ذاته العلية أحاطت بالوجود بأسره. فما فوق العرش هو عين ما تحت الثرى ، فلو صعد أحد إلى ما فوق العرش لوجد الله ، ولو هبط إلى ما تحت الأرض السفلى لوجد الله ؛ إذ عظمته أحاطته بكل شيء ، ومحت وجود كل شيء. واعلم أن الحق جل جلاله منفرد بالوجود ، لا شيء معه ... الخ [ البحر المديد ص 123 / 8 ]

    يتبع ..

    ---------------------





    «« توقيع الوليد »»

  4. #4
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    وقوله : (( خامسا: أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد ( شمعون وبطرس ) ومات كما مات ( غاندي وغاليوم ) ، وانه لا معجزة له إلا القران ، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله ، ولو كان البخاري ومسلم ، ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار ))

    فقوله : (( أن تعتقد أن رسول الله المصطفى صلى الله عليه واله وسلم بشر ككل البشر ولد كما يولد ( شمعون وبطرس ) ومات كما مات ( غاندي وغاليوم ) ))

    قلت : الذي قال أن النبي بشر كسائر البشر هو الله عز وجل وإنما أمتاز بالوحي (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً )) [الكهف : 110] .
    وقوله : (( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ )) [فصلت : 6] .
    وقوله : (( أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاء وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إَلاَّ بَشَراً رَّسُولاً )) [الإسراء : 93]

    ولم تثبت هذه الآية الكريمة بشرية النبي صلى الله عليه وسلم بل أثبتت المثلية أي أنه كآحاد البشر إلا أنه امتاز بالنبوة والرسالة .

    وهذه بعض أقوال المفسرين قال الطبري في تفسيره : (( القول في تأويل قوله تعالى : " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا "
    يقول تعالى ذكره قل لهؤلاء المشركين يا محمد إنما أنا بشر مثلكم من بني آدم لا علم لي إلا ما علمني الله وإن الله يوحي إلي أن معبودكم الذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا معبود واحد لا ثاني له ولا شريك )) [ ص 39 / 16 ]

    وقال ابن الجوزي في تفسيره : (( قوله تعالى قل إنما أنا بشر مثلكم قال ابن عباس علم الله تعالى رسوله التواضع لئلا يزهى على خلقه فأمره أن يقر على نفسه بأنه آدمي كغيره إلا أنه أكرم بالوحي )) [ زاد المسير ص 202 / 5 ]

    وقال ابن عادل في تفسيره : (( ولما بين تعالى تمام كلامه أمر محمدا صلى الله عليه وسلم بأن يسلك طريقة التواضع , فقال : {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي} .
    أي : لا امتياز بيني وبينكم في شيء من الصفات إلا في أن الله تعالى , أوحى إلي أنه لا إله غلا هو الواحد الأحد .
    قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : علم الله - عز وجل - رسوله صلى الله عليه وسلم التواضع , فأمره أن يقر , فيقول : أنا آدمي مثلكم إلا أني خصصت بالوحي )) [ اللباب في علوم الكتاب ص 578 – 579 / 12 ]

    وقال أبو حيان في تفسيره : (( وفي قوله " بشر مثلكم " إعلام بالبشرية والمماثلة في ذلك لا أدعي إني ملك )) [ البحر المحيط ص 160 / 6 ]

    وقال الفخر الرازي في تفسيره : (( فقال قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أي لا امتياز بيني وبينكم في شيء من الصفات إلا أن الله تعالى أوحى إلي أنه لا إله إلا الله الواحد الأحد الصمد )) [ ص 177 / 21 ]

    وقال الشوكاني في تفسيره : (( فقال : { قل إنما أنا بشر مثلكم } أي : إن حالي مقصور على البشرية لا يتخطاها إلى الملكية ، ومن كان هكذا فهو لا يدعي الإحاطة بكلمات الله إلا أنه امتاز عنهم بالوحي إليه من الله سبحانه .. الخ )) [ فتح القدير ص 417 / 3 ]

    وقال في موضوع آخر : (( فقال : { قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلى أنما إلهكم إله واحد } أي : إنما أنا كواحد منكم لولا الوحي ، ولم أكن من جنس مغاير لكم حتى تكون قلوبكم في أكنة مما أدعوكم إليه ... الخ )) [ فتح القدير ص 660 / 4 ]

    وفي تفسير الجلالين : (( "قل إنما أنا بشر" آدمي "مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد" ... الخ )) [ ص 305 ]

    وكما صرح القرآن ببشرية النبي صلى الله عليه وسلم كذلك السنة الصحيحة فعن عن إبراهيم عن علقمة قال : قال عبد الله : صلى النبي صلى الله عليه وسلم قال : إبراهيم لا أدري زاد أو نقص فلما سلم قيل له : يا رسول الله أحدث في الصلاة شيء ؟ قال : (( وما ذاك )) قالوا : صليت كذا وكذا فثنى رجليه واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما أقبل علينا بوجهه قال : (( إنه لو حدث في الصلاة شيء لنبأتكم به ولكن إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب فليتم عليه ثم ليسلم ثم يسجد سجدتين )) [ أخرجه البخاري ح 392 ، ومسلم ح 572 ، وابن حبان ح 2662 ، وأبو يعلى ص 76 / 9 ، والطبراني في المعجم الكبير ص 26 / 10 ]

    وقال الشافعي في مسنده : أخبرنا مالك عن هشام عن أبيه عن زينب بنت أبي سلمة عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( إنما أنا بشر مثلكم وإنكم تختصمون إلي فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضى له على نحو ما أسمع منه فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فلا يأخذ منه فإنما أقطع له قطعة من النار )) [ ص 265 ]

    قال أبو يعلى : حدثنا عبيد بن جناد حدثنا عطاء بن مسلم عن جعفر بن برقان عن عطاء عن الفضل بن عباس قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وعند رأسه عصابة حمراء أو قال صفراء فقال ابن عمي : (( خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي )) فشددت بها رأسه قال : ثم توكأ علي حتى دخلنا المسجد فقال : (( يا أيها الناس إنما أنا بشر مثلكم ولعله أن يكون قد قرب مني خفوف من بين أظهركم فمن كنت أصبت من عرضه أو من شعره أو من بشره أو من ماله شيئا هذا عرض محمد وشعره وبشره وماله فليقم فليقتص ولا يقولن أحد منكم أني أتخوف من محمد العداوة والشحناء ألا وإنهما ليسا من طبيعتي وليسا من خلقي )) قال : ثم انصرف فلما كان من الغد أتيته فقال : (( ابن عمي لا أحسب أن مقامي بالأمس أجزى عني خذ هذه العصابة فاشدد بها رأسي )) قال : فشددت بها رأسه قال : ثم توكأ علي حتى دخل [ ح 201 / 12 ]

    وعن موسى بن طلحة يحدث عن أبيه قال : مررت مع النبي صلى الله عليه وسلم في نخل المدينة فرأى أقواما في رؤوس النخل يلقحون النخل فقال : (( ما يصنع هؤلاء )) قال : يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به فقال : (( ما أظن ذلك يغنى شيئا )) فبلغهم فتركوه ونزلوا عنها فلم تحمل تلك السنة شيئا فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( إنما هو ظن ظننته ان كان يغنى شيئا فاصنعوا فإنما أنا بشر مثلكم والظن يخطئ ويصيب ولكن ما قلت لكم قال الله عز وجل فلن أكذب على الله )) [ أخرجه أحمد ص 162 / 1 ، والشاشي ح 8 ]

    فهذه النصوص كلها تثبت بشرية النبي صلى الله عليه وسلم والقول بعدم بشرية النبي صلى الله عليه وسلم عقيدة وثنية وكان المشركون الأوائل يحتجون بها على الأنبياء فيجعلون عدم تصديقهم بالأنبياء أنهم بشر !!

    قال قوم نوح لنبي الله نوح عليه السلام : (( فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ )) [هود : 27]

    وقال : (( قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَـمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ (10) قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَعلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) )) [ إبراهيم ]

    وقال : (( وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاء الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَراً مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذاً لَّخَاسِرُونَ (34) )) [ المؤمنون ]

    وقال : (( كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِالنُّذُرِ (23) فَقَالُوا أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24) أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ (25) )) [ القمر ]

    وقال تعالى : (( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَراً رَّسُولاً )) [الإسراء : 94]

    فهذه الآيات واضح الدلالة بأن من علل كفرهم أن الرسل كانوا بشرا من جنسهم فلذلك طلبوا بأن يكون الرسول من جنس الملائكة ، قال تعالى : (( وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ )) [الأنعام : 8]

    وفإذا علمت هذه النصوص كلها لماذن ينتقد صاحب السلفيين لقولهم ببشرية النبي صلى الله عليه وسلم ؟!

    الجواب : لأن الصوفية يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم مخلوق من نور ومن نوره خلقت الأكوان فأصل خلافهم ليس مع السلفيين أو الوهابية بل مع عقائد الاسلام فلا يستطيعون نقدها علانية فلجئوا إلى الطعن بالسلفيين وعقائدهم المأخوذة من الكتاب والسنة !!

    وقوله : (( وانه لا معجزة له إلا القران ، وان من نسب إليه غير ذلك من المعجزات أو الخصائص مخرف ابله ، ولو كان البخاري ومسلم ))

    قلت : هذا كلام غير صحيح بل كلام السلفيين كثير في أن للنبي صلى الله عليه وسلم معجزات غير القرآن الكريم فمن ذلك :

    قول الألباني رحمه الله في كتاب التوسل وهو يتكلم عن حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه : (( سادساً: إن هذا الحديث ذكره العلماء في معجزات النبي ودعائه المستجاب، وما أظهره الله ببركة دعائه من الخوارق والإبراء من العاهات، فإنه بدعائه لهذا الأعمى أعاد الله عليه بصره، ولذلك رواه المصنفون في "دلائل النبوة" كالبيهقي وغيره، فهذا يدل على ان السر في شفاء الأعمى إنما هو دعاء النبي (. ويؤيده كل من دعا به من العميان مخلصاً إليه تعالى، منيباً إليه قد عوفي، بل على الأقل لعوفي واحد منهم، وهذا ما لم يكن ولعله لا يكون أبداً )) [ ص 81 ]

    سئل ابن عثيمين عن معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم ؟
    فأجاب بقوله : (( معجزات النبي، صلى الله عليه وسلم، وهي الآيات الدالة على رسالته، صلى الله عليه وسلم، وأنه رسول الله حقا كثيرة جدا وأعظم آيات جاء بها هذا القرآن الكريم كما قال الله - تعالى -: { وقالوا لولا أنزل عليه آيات من ربه قل إنما الآيات عند الله وإنما أنا نذير مبين أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون } .
    فالقرآن العظيم أعظم آية جاء بها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وأنفع لمن تدبرها واقتدى بها لأنها آية باقية إلى يوم القيامة.

    أما الآيات الأخرى الحسية التي مضت وانقضت أو لا تزال تحدث فهي كثيرة وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - جملة صالحة منها في آخر كتابه " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح "، هذا الكتاب الذي ينبغي لكل طالب علم أن يقرأه لأنه بين فيه شطح النصارى الذين بدلوا دين المسيح، عليه الصلاة والسلام، وخطأهم وضلالهم وأنهم ليسوا على شيء مما كانوا عليه فيما حرفوه وبدلوه وغيروه. والكتاب مطبوع وبإمكان كل إنسان الحصول عليه، وفيه فوائد عظيمة منها ما أشرت إليه، بيان الشيء الكثير من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، وكذلك ابن كثير - رحمه الله - في " البداية والنهاية " ذكر كثيرا من آيات النبي، صلى الله عليه وسلم، فمن أحب فليرجع إليه )) [مجموع فتاوى ابن عثيمين ص 332 – 333 / 1 ]

    وقال عبد الله البسام عضو هيئة كابر العلماء بالمملكة العربية السعودية وهو يتكلم عن فوائد حديث الاستسقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم قال : (( معجز من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم وكراماته، الدالة على نبوته، فقد استجيب دعاؤه في الحال، في جلب المطر ورفعه )) [ تيسير العلام شرح عمدة الحكام ص 413 / 1 ]

    وقوله : ((ثم قل إن أباه صلى الله عليه واله وسلم وأمه وجده وعمه في النار ))

    قلت : هذه المسألة لم تكن مطروحة عند الكلام في السابق لتسليمهم أن من كان مشركا حرم الله عليه الجنة ، ولكن عندما جاء أقوام تحكمهم العاطفة استثنوا بعض أهل النبي صلى الله عليه وسلم وحكموا بإيمانهم وأنهم من أهل الجنة دون أي دليل صحيح صريح .

    وحقيقة هي ليس قضية يحصل فيها المفارقة ولكن هناك أدلة صحيحة صريحة في ذلك فالأصل أن الناس قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم كانوا يعبدون الأوثان أي أهل شرك وأختلف الناس فيمن مات قبل بعثت النبي صلى الله عليه وسلم ويسمون بأهل الفترة قوم قالوا أنهم كفار يدخلون النار واستدلوا بقوله تعالى : (( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً )) [النساء : 48] ، وقوله : (( إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً )) [النساء : 116] ، وقوله : (( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ )) [المائدة : 72] وقوله : (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً )) [الفرقان : 23 ]

    أما الذين استدلوا بأن مشركي أهل الفترة لا يعذبون استدلوا بقوله تعالى : (( وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )) [الإسراء : 15] وأدلة غيرها ، وقائلي هذا القول يقولون أن أهل الفترة يمتحنون يوم القيامة واستدلوا بحديث عن الأسود بن سريع : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( أربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في الفترة فأما الأصم فيقول : يا رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا وأما الأحمق فيقول : رب قد جاء الإسلام والصبيان يحذقوني بالبعر وأما الهرم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أعقل وأما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما أتاني لك رسول فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار قال : فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما )) [ رواه ابن حبان 7357 ، وأحمد ص 24 / 4 ، وابن راهويه ح 41 ]

    وأحاديث غيرها وقد فصل القول الحافظ ابن كثير عند تفسير قوله تعالى : { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا }

    أما رأي العلامة ابن باز فقد سئل : ما هو مصير من لم يتبلغ بالإسلام يوم القيامة ، باعتباره لم يتبلغ ولم يعرف الإسلام؟
    قال : (( هذا حكمه حكم أهل الفترة الذين لم تبلغهم رسالة الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وقد جاء في الأحاديث الصحيحة أنهم يمتحنون يوم القيامة : فمن نجح منهم دخل الجنة ، ومن عصى دخل النار ... الخ ))

    سئل ابن عثيمين عن مصير أهل الفترة ؟

    فقال : (( أجاب بقوله : الصحيح أن أهل الفترة قسمان :
    القسم الأول : من قامت عليه الحجة ، وعرف الحق ، لكنه اتبع ما وجد عليه آباءه ، وهذا لا عذر له فيكون من أهل النار .
    القسم الثاني : من لم تقم عليه الحجة ، فإن أمره لله - عز وجل - ، ولا نعلم عن مصيره ، وهذا ما لم ينص الشارع عليه . أما من ثبت أنه في النار بمقتضى دليل صحيح فهو في النار )) [ مجموع الفتاوى ص 48 / 2 ]

    والذين من أهل الفترة من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم الذين ذكرهم صاحب المقال هم والدي وجده النبي صلى الله عليه وسلم .

    والقول بأنهم كانوا مؤمنين يحتاج إلى دليل صريح صحيح بل الأدلة على خلاف ذلك فما عبد المطلب فقد سمى ابنين من أبناء بعبد العزى وهو أبو لهب ، والآخر عبد مناف هو أبو طالب ، وقد جاء في الحديث الصحيح أن أبا طالب لما حضرته الوفاة جاءه أبو جهل ، وعبد الله بن أمية فقالا له : أترغب عن ملة عبد المطلب ، ومات وهو على ملة عبد المطلب ، فلا يتصور أن فرعون هذه الأمة أبو جهل يحث أبا طالب على الأيمان والتوحيد فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأستغفرن لك ما لم أنه عنه فنزلت { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } ونزلت { إنك لا تهدي من أحببت } )) [ البخاري ح 4398 ]

    وعلى هذا القول بإيمان عبد المطلب قول يخالف الدليل كما الأصل في أن الناس قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم كانوا أهل وثنية وشرك ، وعبد المطلب من أهل الفترة يشمله حكم الامتحان يوم القيامة ، والله تعالى أعلم .

    أما والد النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء فيه حديث صريح قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن أبي وأباك في النار )) [ رواه مسلم ح 203 ]

    وسواء كان دخوله النار بسبب موته على الشرك أو بسبب امتحان أهل الفترة فلا فرق لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه في النار ، ولا خبر أصدق من خبر النبي صلى الله عليه وسلم .

    أما والدة النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء الخبر في نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن يستغفر لها قال : (( إني استأذنت في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمعت عيني رحمة لها من النار )) [ رواه ابن حبان ح 5390 ]

    وهذا ليس صريح أنها في النار كصراحة حديث الأب فتبقى في الأصل وهو أن أهل الفترة يمتحنون ، والله تعالى أعلم .

    أما أبو طالب فقد ورده فيه أحاديث منها ما رواه المسيب أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل فقال : (( أي عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله )) فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ترغب عن ملة عبد المطلب فلم يزالا يكلمانه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( لأستغفرن لك ما لم أنه عنه )) ، فنزلت : { ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم } ، ونزلت { إنك لا تهدي من أحببت } )) [ متفق عليه البخاري ح 3671 ، ومسلم ح 24 ]

    عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وذكر عنده عمه فقال : (( لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه )) [ البخاري ح 3672 ]

    وعن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : ما أغنيت عن عمك فإنه كان يحوطك ويغضب لك قال : (( هو في ضحضاح من نار ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار )) [ رواه البخاري ح 3670 ]

    وعلى هذا يتبين أن السلف لما قالوا بعدم إيمان عبد المطلب وعبد الله وآمنة وأبي طالب لم يقولوه من فراغ بل قول بمني على أدلة صريحة صحيحة وإنما الخلاف هل هم من أهل الفترة أم لا ، والله تعالى أعلا وأعلم .

    يتبع ..





    «« توقيع الوليد »»

  5. #5
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قوله : (( سادسا: إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة ، وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ ، ويا طالما ( قرعه ربه ) على خطئه ، وأن كل ميزته أنه ( طارش ) يعني ( ساعي ) قرآن ، أداه بالأمانة ، وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك ))

    وقوله : (( إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة )) ،

    قلت : عادة الكاتب في التقول دون أن يذكر دليل أو حتى أقوال من اعتمد عليهم هذا إن كان هناك أقوال اعتمد عليها .

    أما الاعتقاد بعصمة الأنبياء العصمة المطلقة قبل النبوة وبعد النبوة هذا قول الرافضة كما قرر ذلك الآمدي في كتاب الاحكام قال : (( المقدمة الأولى في عصمة الأنبياء عليهم السلام وشرح الاختلاف في ذلك وما وقع الاتفاق من أهل الشرائع على عصمتهم عنه من المعاصي وما فيه الاختلاف .

    أما قبل النبوة فقد ذهب القاضي أبو بكر وأكثر أصحابنا وكثير من المعتزلة إلى أنه لا يمتنع عليهم المعصية كبيرة كانت أو صغيرة بل ولا يمتنع عقلا إرسال من أسلم وآمن بعد كفره .

    وذهبت الروافض إلى امتناع ذلك كله منهم قبل النبوة لأن ذلك مما يوجب هضمهم في النفوس واحتقارهم والنفرة عن اتباعهم وهو خلاف مقتضى الحكمة من بعثة الرسل ووافقهم على ذلك أكثر المعتزلة إلا في الصغائر .

    والحق ما ذكره القاضي لأنه لا سمع قبل البعثة يدل على عصمتهم عن ذلك والعقل دلالته مبنية على التحسين والتقبيح العقلي ووجوب رعاية الحكمة في أفعال الله تعالى وذلك كله مما أبطلناه في كتبنا الكلامية .

    وأما بعد النبوة فالاتفاق من أهل الشرائع قاطبة على عصمتهم عن تعمد كل ما يخل بصدقهم فيما دلت المعجزة القاطعة على صدقهم فيه من دعوى الرسالة والتبليغ عن الله تعالى .

    واختلفوا في جواز ذلك عليهم بطريق الغلط والنسيان فمنع منه الأستاذ أبو إسحاق وكثير من الأئمة لما فيه من مناقضة دلالة المعجزة القاطعة .

    وجوزه القاضي أبو بكر مصيرا منه إلى أن ما كان من النسيان وفلتات اللسان غير داخل تحت التصديق المقصود بالمعجزة وهو الأشبه عصمتهم عنها فما كان منها كفرا فلا نعرف خلافا بين أرباب الشرائع في عصمتهم عنه إلا ما نقل عن الأزارقة من الخوارج أنهم قالوا بجواز بعثة نبي علم الله أنه يكفر بعد نبوته وما نقل عن الفضلية من الخوارج أنهم قضوا بأن كل ذنب يوجد فهو كفر مع تجويزهم صدور الذنوب عن الأنبياء فكانت كفرا .

    وأما ما ليس بكفر فإما أن يكون من الكبائر أو ليس منها فإن كان من الكبائر فقد اتفقت الأمة سوى الحشوية ومن جوز الكفر على الأنبياء على عصمتهم عن تعمده من غير نسيان ولا تأويل وإن اختلفوا في أن مدرك العصمة السمع كما ذهب إليه القاضي أبو بكر والمحققون من أصحابنا أو العقل كما ذهب إليه المعتزلة .

    وأما إن كان فعل الكبيرة عن نسيان أو تأويل خطإ فقد اتفق الكل على جوازه سوى الرافضة .

    وأما ما ليس بكبيرة فإما أن يكون من قبيل ما يوجب الحكم على فاعله بالخسة ودناءة الهمة وسقوط المروءة كسرقة خبة أو كسرة فالحكم فيه كالحكم في الكبيرة .

    وأما ما لا يكون من هذا القبيل كنظرة أو كلمة سفه نادرة في حالة غضب فقد اتفق أكثر أصحابنا وأكثر المعتزلة على جوازه عمدا وسهوا خلافا للشيعة مطلقا وخلافا للجبائي والنظام وجعفر بن مبشر في العمد وبالجملة فالكلام فيما وقع فيه الاختلاف في هذه التفاصيل غير بالغ مبلغ القطع بل هو من باب الظنون والاعتماد فيه على ما يساعد فيه من الأدلة الظنية نفيا وإثباتا وقد أتينا في كل موضع من المواضع المتفق عليها والمختلف فيها تزييفا واختيارا بأبلغ بيان وأوضح برهان في كتبنا الكلامية فعلى الناظر الالتفات إليها )) [ ص 244 – 246 / 1 ]

    وقال الجويني : (( قلنا مذهبنا الذي ندين به لا يجب عصمة الأنبياء عن صغائر الذنوب وآي القرآن في أقاصيص النبيين مشحونة بالتنصيص على هنات كانت منهم استوعبوا أعمارهم في الاستغفار منها والإمامية أوجبوا عصمة الأئمة عن الصغائر والكبائر فإن قالوا الإمام شوف الخلق ومنه تلقي الجزئي والكلى في دين الله وبه ارتباط عرى الإسلام فلو كان عرضه للزلل لبطل غرض الإمامة ولما حصلت الثقة به في أقواله وأفعاله ولم يؤمن من عثراته في الدماء والفروج وسد الثغور والقيام بعظائم الأمور ولو جاز ذلك فيهم لما وجبت العظمة للمرسلين والنبيين صلى الله عليه وسلم أجمعين )) [ ص 72 ]

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وإتفق علماء المسلمين على انه لا يكفر أحد من علماء المسلمين المنازعين فى عصمة الأنبياء والذين قالوا انه يجوز عليهم الصغائر والخطأ ولا يقرون على ذلك لم يكفر أحد منهم باتفاق المسلمين فان هؤلاء يقولون إنهم معصومون من الاقرار على ذلك ولو كفر هؤلاء لزم تكفير كثير من الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والتفسير والصوفية الذين ليسوا كفارا باتفاق المسلمين بل أئمة هؤلاء يقولون بذلك

    فالذى حكاه عن الشيخ ابى حامد الغزالى قد قال مثله أئمة اصحاب الشافعى اصحاب الوجوه الذين هم أعظم فى مذهب الشافعى من ابى حامد كما قال الشيخ أبو حامد الأسفرائينى الذى هو امام المذهب بعد الشافعى وبن سريج فى تعليقه وذلك ان عندنا ان النبى يجوز عليه الخطأ كما يجوز علينا ولكن الفرق بيننا انا نقر على الخطأ والنبى لا يقر عليه وانما يسهو ليسن وروى عنه انه قال ( انما اسهو لأسن لكم ) )) [ مجموع الفتاوى ص 100 – 101 / 35 ]

    وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن الوهاب : (( وأما قولهم في عصمة الأنبياء، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم؛ وكل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه فهو حق، كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [ النجم : 3-4]، كذلك تقريراته حق )) [ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ص 510 / 11 ]

    فإذا تقرر هذا لماذا ينتقد السلفية ولا ينتقد غيرهم من الأشاعرة وغيرهم أم أنه الحقد الدفين والتهويل ضد السلفيين ، نترك الاجابة للمنصفين .

    وقوله : (( وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ ))

    أما أنه يخطئ فقد ذكرنا آنفا أقوال العلماء وقول حفيد الإمام ابن عبد الوهاب ، أما أن السلفيين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم يصر على الخطأ فالجواب عنه : (( سبحانك هذا بهتان عظيم ))

    وقوله : (( وأن كل ميزته أنه ( طارش ) يعني ( ساعي ) قرآن ، أداه بالأمانة ))

    قلت : سبحان الله ألم يستحي كاتب المقال من قول هذا الكلام ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش ، ومن قال من السلفيين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( طارش ) بهذا اللفظ ؟؟!!

    كما هي عادة الكاتب لا يذكر أدلة على دعاويه ثم ما الضير في القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من رب العالمين ألم يقول الله عز وجل : (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ )) [آل عمران : 144] ، والسلفيين يستدلون بهذه الآية على عدم ألوهية النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلت إمامهم أبو بكر الصديق عندما ضج الناس بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى {وما محمد إلا رسول } إلى { الشاكرين } )) ... الحديث [ رواه البخاري ح 1185 ]

    وقوله : (( وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك ))

    قلت : (( سبحانك هذا بهتان عظيم )) إنما لا يقرون الغلو المفضي إلى تأهليه النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : (( فهم متبعون للدليل، معظمون للرسول، لا يغلون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر لم يشرعه الله ورسوله، ثم إن حقيقة الأمر أن إنكارهم للمدائح النبوية المشتملة على الغلو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو التعظيم الحقيقي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو سلوك الأدب مع الله ورسوله حيث لم يقدموا بين يدي الله ورسوله، فلم يغلوا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أيها الناس قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان » .
    ونهى عليه الصلاة والسلام عن الغلو فيه كما غلت النصارى في المسيح ابن مريم؛ قال صلى الله عليه وسلم: « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله » )) [ مجموع الفتاوى والرسائل ص 61 / 3 ]

    وقال أيضا : (( ويجب أن نعلم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون بالغلو فيه، بل من غال بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يعظم النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو فيه، فإذا غاليت فيه فقد عصيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن عصا أحدا، فهل يقال: إنه عظمه؟ إذن يجب علينا أن لا نغلوا في النبي صلى الله عليه وسلم - كما غلى أهل الكتاب بأنبيائهم، بل نقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب )) [ مجموع الفتاوى والرسائل ص 427 / 23 ]

    وقوله : (( سابعا : عندما تقصد إلى المدينة المنورة ، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر ، ولكن اجعل مقصدك زيارة ( أحجار ) المسجد ، فذلك هو المطلوب الشرعي ، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، أو مناجاة روحه الشريف ))

    قلت : ما أجرأ كاتب هذا المقال على الافتراء والكذب على الخصوم ولا حول ولا قوة إلا بالله فمن قال من السلفيين أن حب النبي صلى الله عليه وسلم وثنية ؟؟!!

    هذا افتراء ما بعده افتراء والله المستعان أما مسألة شد الرحال للقبور والمشاهد فالخلاف فيها معروف منذ قرون ، وقول السلفين بأن القصد يكون زيارة المسجد ومن ثم القبر بالتبيعة حتى يخرج الناس من الخلاف فلا خلاف في استحباب السفر لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحجاره كما يفتري صاحب المقال وذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى )) [ رواه البخاري ح 1132 ]

    فما الذي يضير صاحب المقال أن يجعل نيته زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم شد الرحال له والذي قال فيه : (( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )) [ متفق عليه البخاري ح 1133 ، ومسلم ح 1394 ]

    لماذا صاحب المقال يجفو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي فلا يجعل في نيته زيارته بل يسمه أحجارا ؟!! هل هذا هو الأدب الصوفي مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الذي يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش لا يستغرب منه هذا الأدب مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    يتبع ..

    ---------------------





    «« توقيع الوليد »»

  6. #6
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قوله : (( سادسا: إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة ، وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ ، ويا طالما ( قرعه ربه ) على خطئه ، وأن كل ميزته أنه ( طارش ) يعني ( ساعي ) قرآن ، أداه بالأمانة ، وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك )) وقوله : (( إن عصمته صلى الله عليه واله وسلم كانت محدودة في منطقة معينة )) ، قلت : عادة الكاتب في التقول دون أن يذكر دليل أو حتى أقوال من اعتمد عليهم هذا إن كان هناك أقوال اعتمد عليها . أما الاعتقاد بعصمة الأنبياء العصمة المطلقة قبل النبوة وبعد النبوة هذا قول الرافضة كما قرر ذلك الآمدي في كتاب الاحكام قال : (( المقدمة الأولى في عصمة الأنبياء عليهم السلام وشرح الاختلاف في ذلك وما وقع الاتفاق من أهل الشرائع على عصمتهم عنه من المعاصي وما فيه الاختلاف . أما قبل النبوة فقد ذهب القاضي أبو بكر وأكثر أصحابنا وكثير من المعتزلة إلى أنه لا يمتنع عليهم المعصية كبيرة كانت أو صغيرة بل ولا يمتنع عقلا إرسال من أسلم وآمن بعد كفره . وذهبت الروافض إلى امتناع ذلك كله منهم قبل النبوة لأن ذلك مما يوجب هضمهم في النفوس واحتقارهم والنفرة عن اتباعهم وهو خلاف مقتضى الحكمة من بعثة الرسل ووافقهم على ذلك أكثر المعتزلة إلا في الصغائر . والحق ما ذكره القاضي لأنه لا سمع قبل البعثة يدل على عصمتهم عن ذلك والعقل دلالته مبنية على التحسين والتقبيح العقلي ووجوب رعاية الحكمة في أفعال الله تعالى وذلك كله مما أبطلناه في كتبنا الكلامية . وأما بعد النبوة فالاتفاق من أهل الشرائع قاطبة على عصمتهم عن تعمد كل ما يخل بصدقهم فيما دلت المعجزة القاطعة على صدقهم فيه من دعوى الرسالة والتبليغ عن الله تعالى . واختلفوا في جواز ذلك عليهم بطريق الغلط والنسيان فمنع منه الأستاذ أبو إسحاق وكثير من الأئمة لما فيه من مناقضة دلالة المعجزة القاطعة . وجوزه القاضي أبو بكر مصيرا منه إلى أن ما كان من النسيان وفلتات اللسان غير داخل تحت التصديق المقصود بالمعجزة وهو الأشبه عصمتهم عنها فما كان منها كفرا فلا نعرف خلافا بين أرباب الشرائع في عصمتهم عنه إلا ما نقل عن الأزارقة من الخوارج أنهم قالوا بجواز بعثة نبي علم الله أنه يكفر بعد نبوته وما نقل عن الفضلية من الخوارج أنهم قضوا بأن كل ذنب يوجد فهو كفر مع تجويزهم صدور الذنوب عن الأنبياء فكانت كفرا . وأما ما ليس بكفر فإما أن يكون من الكبائر أو ليس منها فإن كان من الكبائر فقد اتفقت الأمة سوى الحشوية ومن جوز الكفر على الأنبياء على عصمتهم عن تعمده من غير نسيان ولا تأويل وإن اختلفوا في أن مدرك العصمة السمع كما ذهب إليه القاضي أبو بكر والمحققون من أصحابنا أو العقل كما ذهب إليه المعتزلة . وأما إن كان فعل الكبيرة عن نسيان أو تأويل خطإ فقد اتفق الكل على جوازه سوى الرافضة . وأما ما ليس بكبيرة فإما أن يكون من قبيل ما يوجب الحكم على فاعله بالخسة ودناءة الهمة وسقوط المروءة كسرقة خبة أو كسرة فالحكم فيه كالحكم في الكبيرة . وأما ما لا يكون من هذا القبيل كنظرة أو كلمة سفه نادرة في حالة غضب فقد اتفق أكثر أصحابنا وأكثر المعتزلة على جوازه عمدا وسهوا خلافا للشيعة مطلقا وخلافا للجبائي والنظام وجعفر بن مبشر في العمد وبالجملة فالكلام فيما وقع فيه الاختلاف في هذه التفاصيل غير بالغ مبلغ القطع بل هو من باب الظنون والاعتماد فيه على ما يساعد فيه من الأدلة الظنية نفيا وإثباتا وقد أتينا في كل موضع من المواضع المتفق عليها والمختلف فيها تزييفا واختيارا بأبلغ بيان وأوضح برهان في كتبنا الكلامية فعلى الناظر الالتفات إليها )) [ ص 244 – 246 / 1 ] وقال الجويني : (( قلنا مذهبنا الذي ندين به لا يجب عصمة الأنبياء عن صغائر الذنوب وآي القرآن في أقاصيص النبيين مشحونة بالتنصيص على هنات كانت منهم استوعبوا أعمارهم في الاستغفار منها والإمامية أوجبوا عصمة الأئمة عن الصغائر والكبائر فإن قالوا الإمام شوف الخلق ومنه تلقي الجزئي والكلى في دين الله وبه ارتباط عرى الإسلام فلو كان عرضه للزلل لبطل غرض الإمامة ولما حصلت الثقة به في أقواله وأفعاله ولم يؤمن من عثراته في الدماء والفروج وسد الثغور والقيام بعظائم الأمور ولو جاز ذلك فيهم لما وجبت العظمة للمرسلين والنبيين صلى الله عليه وسلم أجمعين )) [ ص 72 ] وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : (( وإتفق علماء المسلمين على انه لا يكفر أحد من علماء المسلمين المنازعين فى عصمة الأنبياء والذين قالوا انه يجوز عليهم الصغائر والخطأ ولا يقرون على ذلك لم يكفر أحد منهم باتفاق المسلمين فان هؤلاء يقولون إنهم معصومون من الاقرار على ذلك ولو كفر هؤلاء لزم تكفير كثير من الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية والأشعرية وأهل الحديث والتفسير والصوفية الذين ليسوا كفارا باتفاق المسلمين بل أئمة هؤلاء يقولون بذلك فالذى حكاه عن الشيخ ابى حامد الغزالى قد قال مثله أئمة اصحاب الشافعى اصحاب الوجوه الذين هم أعظم فى مذهب الشافعى من ابى حامد كما قال الشيخ أبو حامد الأسفرائينى الذى هو امام المذهب بعد الشافعى وبن سريج فى تعليقه وذلك ان عندنا ان النبى يجوز عليه الخطأ كما يجوز علينا ولكن الفرق بيننا انا نقر على الخطأ والنبى لا يقر عليه وانما يسهو ليسن وروى عنه انه قال ( انما اسهو لأسن لكم ) )) [ مجموع الفتاوى ص 100 – 101 / 35 ] وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن الوهاب : (( وأما قولهم في عصمة الأنبياء، فالذي عليه المحققون: أنه قد تقع منهم الصغائر، لكن لا يقرون عليها، وأما الكبائر فلا تقع منهم؛ وكل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه فهو حق، كما قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى} [ النجم : 3-4]، كذلك تقريراته حق )) [ الدرر السنية في الأجوبة النجدية ص 510 / 11 ] فإذا تقرر هذا لماذا ينتقد السلفية ولا ينتقد غيرهم من الأشاعرة وغيرهم أم أنه الحقد الدفين والتهويل ضد السلفيين ، نترك الاجابة للمنصفين . وقوله : (( وإلا فهو يخطئ ويصر على الخطأ )) أما أنه يخطئ فقد ذكرنا آنفا أقوال العلماء وقول حفيد الإمام ابن عبد الوهاب ، أما أن السلفيين يقولون أن النبي صلى الله عليه وسلم يصر على الخطأ فالجواب عنه : (( سبحانك هذا بهتان عظيم )) وقوله : (( وأن كل ميزته أنه ( طارش ) يعني ( ساعي ) قرآن ، أداه بالأمانة )) قلت : سبحان الله ألم يستحي كاتب المقال من قول هذا الكلام ووصف النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش ، ومن قال من السلفيين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ( طارش ) بهذا اللفظ ؟؟!! كما هي عادة الكاتب لا يذكر أدلة على دعاويه ثم ما الضير في القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رسول من رب العالمين ألم يقول الله عز وجل : (( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ )) [آل عمران : 144] ، والسلفيين يستدلون بهذه الآية على عدم ألوهية النبي صلى الله عليه وسلم كما فعلت إمامهم أبو بكر الصديق عندما ضج الناس بخبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( أما بعد فمن كان منكم يعبد محمدا صلى الله عليه وسلم فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله تعالى {وما محمد إلا رسول } إلى { الشاكرين } )) ... الحديث [ رواه البخاري ح 1185 ] وقوله : (( وأن توقيره وتعزيره والثناء عليه شرك )) قلت : (( سبحانك هذا بهتان عظيم )) إنما لا يقرون الغلو المفضي إلى تأهليه النبي صلى الله عليه وسلم قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى : (( فهم متبعون للدليل، معظمون للرسول، لا يغلون بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أمر لم يشرعه الله ورسوله، ثم إن حقيقة الأمر أن إنكارهم للمدائح النبوية المشتملة على الغلو في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو التعظيم الحقيقي لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو سلوك الأدب مع الله ورسوله حيث لم يقدموا بين يدي الله ورسوله، فلم يغلوا؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم عن ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: « أيها الناس قولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان » . ونهى عليه الصلاة والسلام عن الغلو فيه كما غلت النصارى في المسيح ابن مريم؛ قال صلى الله عليه وسلم: « لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله » )) [ مجموع الفتاوى والرسائل ص 61 / 3 ] وقال أيضا : (( ويجب أن نعلم أن محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم النبي صلى الله عليه وسلم لا تكون بالغلو فيه، بل من غال بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه لم يعظم النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الغلو فيه، فإذا غاليت فيه فقد عصيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن عصا أحدا، فهل يقال: إنه عظمه؟ إذن يجب علينا أن لا نغلوا في النبي صلى الله عليه وسلم - كما غلى أهل الكتاب بأنبيائهم، بل نقول: إن محمدا صلى الله عليه وسلم عبد لا يعبد ورسول لا يكذب )) [ مجموع الفتاوى والرسائل ص 427 / 23 ] وقوله : (( سابعا : عندما تقصد إلى المدينة المنورة ، إياك أن تفكر في زيارة القبر الأشرف الأطهر ، ولكن اجعل مقصدك زيارة ( أحجار ) المسجد ، فذلك هو المطلوب الشرعي ، لكيلا تقع في وثنية حب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، أو مناجاة روحه الشريف )) قلت : ما أجرأ كاتب هذا المقال على الافتراء والكذب على الخصوم ولا حول ولا قوة إلا بالله فمن قال من السلفيين أن حب النبي صلى الله عليه وسلم وثنية ؟؟!! هذا افتراء ما بعده افتراء والله المستعان أما مسألة شد الرحال للقبور والمشاهد فالخلاف فيها معروف منذ قرون ، وقول السلفين بأن القصد يكون زيارة المسجد ومن ثم القبر بالتبيعة حتى يخرج الناس من الخلاف فلا خلاف في استحباب السفر لزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، وأحجاره كما يفتري صاحب المقال وذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : (( لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ومسجد الأقصى )) [ رواه البخاري ح 1132 ] فما الذي يضير صاحب المقال أن يجعل نيته زيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي أجاز النبي صلى الله عليه وسلم شد الرحال له والذي قال فيه : (( صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام )) [ متفق عليه البخاري ح 1133 ، ومسلم ح 1394 ] لماذا صاحب المقال يجفو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم الذي فلا يجعل في نيته زيارته بل يسمه أحجارا ؟!! هل هذا هو الأدب الصوفي مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن الذي يسمي النبي صلى الله عليه وسلم بالطارش لا يستغرب منه هذا الأدب مع مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . يتبع .. ---------------------





    «« توقيع الوليد »»

  7. #7
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قوله : (( ثامنا : ولا بد أن تتذكر أن ( جهلة ) الصحابة ، و ( حمقى ) التابعين قد أدخلوا القبر النبوي ضمن المسجد ( فاستوجبوا اللعن ) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد ))

    قوله : (( ولا بد أن تتذكر أن ( جهلة ) الصحابة ))

    قلت : لله الحمد السلفين أكثر الناس أدابا مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصحابة كلهم عدول عند السلفيين ، أما صاحب المقال يصفهم بالجهلة تهكما وافتراء على السلفيين بأنهم يجهلونهم لأنهم ادخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده ، وهذه مغالطة كبيرة تحتمل أمران الأول أن كاتب المقال لا يعلم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أدخل في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 وليس على يد الصحابة بل لم يكن في المدينة في ذاك الوقت أحد من الصحابة ، وعندما كان الصحابة متوافرون عند موت النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في بيته وليس في المسجد لأنهم أعلم من التابعين .

    أما الأمر الثاني : أن كاتب المقال يعلم أن الصحابة ليس هم من أدخل القبر في المسجد ، ولكنه ذكرهم افتراء وتنفيرا عن السلفيين ، وأحلاهما مر .

    أما قوله : (( و ( حمقى ) التابعين ))

    قأقول : يا ليته أتى بدليل على قوله هذا بأن السلفيين يصفون التابعين بالحمقى ، ولكن لا يعتقدون فيهم العصمة وأنهم لا يخطئون ، وللعلامة الألباني رد على شبهة إدخال قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد انقله بتمامه قال : (( وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه !

    والجواب : أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه و سلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده وكان يفصل بينهما جدار فيه باب كان النبي صلى الله عليه و سلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ولا خلاف في ذلك بينهم والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه و سلم في الحجرة إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدا كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره ( ص 910 ) .

    ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه سولم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد . ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لم توهم بعضهم .

    قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 136 ) : " وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان آخرهم موتا جابر بن عبدالله وتوفي في خلافة عبدالملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك .
    وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائبا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وأدخل القبر فيه " .

    يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه و سلم فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف أيضا لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه .

    ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ولئن كان مضطرا إلى توسيع المسجد فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد .

    ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئا ما فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم قال النووي في " شرح مسلم " ( 5 / 14 ) :
    ولما احتاجت الصحابة ( 71 ) والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كثر المسلمون وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد " .

    فيصلي إليه العوام ويؤدي إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى يتمكن أحد من استقبال القبر .

    ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكوكب " ( 65 / 91 / 1 ) وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " ( ق 9 / 2 ) :
    " أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سد بابها وبني عليها حائط آخر صيانة له صلى الله عليه و سلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا "

    قلت : ومما يؤسف له أن هذا البناء قد بني عليه منذ قرون إن لم يكن قد أزيل تلك القبة الخضراء العالية وأحيط القبر الشريف بالنوافذ النحاسية والزخارف والسجف وغير ذلك مما لا يرضاه صاحب القبر نفسه صلى الله عليه و سلم .

    بل قد رأيت حين زرت المسجد النبوي الكريم وتشرفت بالسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 1368 ه رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محرابا صغيرا ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلا إشارة إلى أن هذا المكان خاص للصلاة وراء القبر فعجبت حينئذ كيف ضلت هذه الظاهرة الوثنية قائمة في عهد دولة التوحيد .

    أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحدا يأتي ذلك المكان للصلاة فيه لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي وقد كنت قلت منذ ثلاث سنوات في كتابي " أحكام الجنائز وبدعها " ( 208 من أصلي ) :

    فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي محالفة لا ترضى مؤسسه صلى الله عليه و سلم اعتقد أن هذا من الواجب على الدولة السعودية إذا كانت تريد أن تكون حامية التوحيد حقا وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجددا فلعلها تتبنى اقتراحنا هذا وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها وتسد بذلك النقص الذي سيصيبه سعة المسجد إذا نفذ الاقتراح أرجو أن يحقق الله ذلك على يدها ومن أولى بذلك منها ؟ )) [ تحذير الساجد ص 78 – 92 ]

    أما قوله : ((حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد ))

    فهذا أيضا من افتراءاته على السلفيين وقد رد العلامة على هذه الشبه فقال : (( ثم اعلم أن الحكم السابق يشمل كل المساجد كبيرها وصغيرها قديمها وحديثها لعموم الأدلة فلا يستثنى من ذلك مسجد فيه قبر إلا المسجد النبوي الشريف لأن له فضيلة خاصة لا توجد في شئ من المساجد على القبور وذلك لقوله صلى الله عليه و سلم : صلاة في مسجد هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام [ فإنه أفضل ]

    ولقوله صلى الله عليه و سلم أيضا : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "

    ولغير ذلك من الفضائل فلو قيل بكراهة الصلاة فيه كان معنى ذلك تسويته مع غيره من المساجد ورفع هذه الفضائل عنه وهذا لا يجوز كما هو ظاهر وهذا المعنى استفدناه من كلام ابن تيمية السابق ( ص 168 ) في بيان سبب إباحة صلاة ذوات الأسباب في الأوقات المنهي عنها فكما أن الصلاة أبيحت في هذه الأوقات لأن في المنع منها تضييعا لها بحيث لا يمكن استدراك فضلها لفوات وقتها فكذلك يقال في الصلاة في مسجده صلى الله عليه و سلم . ثم وجدت ابن تيمية صرح بهذا فقال في كتابه " الجواب الباهر في زوار المقابر ( 147 ) ( ص 22 / 12 ) :

    " والصلاة في المساجد المبنية على القبور منهي عنها مطلقا بخلاف مسجده صلى الله عليه و سلم فإن الصلاة فيه بألف صلاة فإنه أسس على التقوى وكانت حرمته في حياته صلى الله عليه و سلم وحياة خلفائه الراشدين قبل دخول الحجرة فيه وإنما أدخلت بعد انقراض عصر الصحابة ".

    ثم قال ( 67 / 169 / 2 ) : وكان المسجد قبل دخول الحجرة فيه فاضلا وكان فضيلة المسجد بأن النبي صلى الله عليه و سلم بناه لنفسه وللمؤمنين يصلي لله هو والمؤمنون إلى يوم القيامة ففضل بنيانه له فكيف وقد قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " وقال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا "

    وهذه الفضيلة ثابتة له قبل أن يدخل فيه الحجرة فلا يجوز أن يظن أنه صار بدخول الحجرة فيه أفضل مما كان وهم لم يقصدوا دخول الحجرة فيه وإنما قصدوا توسيعه بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فدخلت الحجرة فيه ضرورة مع كراهة من كره ذلك من السلف " .

    ثم قال ( 5512 ) : ومن اعتقد أنه قبل القبر لم تكن له فضيلة إذ كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فيه والمهاجرون والأنصار وإنما حدثت له الفضيلة في خلافة الوليد بن عبد الملك لما أدخل الحجرة في مسجده فهذا لا يقوله إلا جاهل مفرط في الجهل أو كافر فهو مكذب لما جابه عنه مستحق للقتل وكان الصحابة يدعون في مسجده كما كانوا يدعون في حياته لم تحدث لهم شريعة غير الشريعة التي علمهم إياها في حياته . . . بل نهاهم أن يتخذوا قبره عيدا أو قبر غيره مسجدا يصلون فيه لله عز و جل ليسد ذريعة الشرك فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما وجزاه أفضل ما جزى نبيا عن أمته فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه )) [ تحذير الساجد ص 178 – 185 ]

    قوله : (( تاسعا : إذا ذكرت مولانا الإمام بن الإمام أخي الإمام أبي الأئمة سيد شباب أهل الجنة ، أبي عبدالله الحسين بن علي وفاطمة ، فقل : إنه قتل عدلا ، وليس شهيدا ، لأنه خرج على الوالي الشرعي ( يزيد بن معاوية ) فاستحق القتل هو ومن معه ، أما أن ( يزيد ) كان واليا فاسقا فاجرا داعرا ، فليس هذا من شأن الحسين ، ولا من شأن أهل بيته ، وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة ))

    قلت : ما زال كتاب هذه المقالة يفتري ويكذب ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أما موقف السلفيين من قتل الحسين فهو مخالفة تماما لما قاله صاحب المقال بل أقوالهم تنص أنه قتل مظلوما شهيدا وليس عدلا ، وهذه أقوالهم :

    قال الشيخ ابن باز : (( ... فقد قتل مظلوما فيدعى له بالمغفرة والرحمة ، ويرجى له خير كثير ، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة ، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنهما وأرضاهما ، ومن عرف قبره وسلم عليه ودعا له فلا بأس ، كما تزار القبور الأخرى ... الخ )) [ مجموع الفتاوي ص 366 / 6 ]

    وقال الشيخ عثمان الخميس : (( لاشك ولا ريب أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان من المصائب العظيمة التي أصيب بها المسلمون فلم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره وقد قتل مظلوما رضي الله عنه وعن أهل بيته، وقتله بالنسبة لأهل الأرض من المسلمين مصيبة، وفي حقه شهادة وكرامة ورفع درجة وقربى من الله حيث اختاره للآخرة ولجنات النعيم بدل هذه الدنيا الكدرة )) [ حقبة من التاريخ ص 256 ]

    قال ناصر بن علي عائض حسن الشيخ : (( أهل السنة يعتقدون أن الحسين رضي الله عنه قتل مظلوماً وقتله كذلك فيه تكريم له ورفع لدرجته عند الله ـ عز وجل ـ كما يعتقدون أن قتله من أعظم المصائب التي وقعت في الإسلام وهم يلتزمون عند المصائب ما شرعه الله لهم من الاسترجاع وإن تقادم عهد المصيبة ... الخ [عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم ص 367 / 1 ]

    وأما قوله : (( وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة ))

    فوالله هذا من الكذب الصريح ، لا ينكرون سب الحسين وحده بل جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجميعن ومن أقوالهم :

    قال الشيخ ابن عثيمين : (( اعلموا أن سب الصحابة رضي الله عنهم منكر عظيم وإذا سبهم على سبيل العموم كان كافرا بالله عز وجل، كيف يرضى الإنسان أن يسب أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وسب الصحابة سب للرسول عليه الصلاة والسلام، وجه ذلك أنه إذا كان أصحاب هذا النبي الكريم موضع قدح وذم فإن الخليل للمرء يكون على دين المرء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال " ، فإن الإنسان عندما يرى شخصا يصاحب قرناء سوء فإنه يتهمه بالسوء أليس كذلك؟ فإذا كان هؤلاء الصحابة الكرام محل قدح وذم، فإن هذا يعني أن ذلك قدح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى ما في قدح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) [ مجموع الفتاوى ص 58/ 24 ]

    قال الشيخ صالح الفوزان : (( من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } [ الحشر : 10 ] ، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : « لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »
    ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم ... الخ )) [ كتاب التوحيد ص 130 ]

    فإذا كانت هذه أقوالهم في من سب الصحابة فكيف يعتقدون أن سب الحسين رضي الله عنه من أسباب دخول الجنة ؟؟!!

    ولكن كذب وافتراء ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    يتبع ..

    ---------------------





    «« توقيع الوليد »»

  8. #8
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قوله : (( ثامنا : ولا بد أن تتذكر أن ( جهلة ) الصحابة ، و ( حمقى ) التابعين قد أدخلوا القبر النبوي ضمن المسجد ( فاستوجبوا اللعن ) حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد ))

    قوله : (( ولا بد أن تتذكر أن ( جهلة ) الصحابة ))

    قلت : لله الحمد السلفين أكثر الناس أدابا مع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالصحابة كلهم عدول عند السلفيين ، أما صاحب المقال يصفهم بالجهلة تهكما وافتراء على السلفيين بأنهم يجهلونهم لأنهم ادخول قبر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده ، وهذه مغالطة كبيرة تحتمل أمران الأول أن كاتب المقال لا يعلم أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم أدخل في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 88 وليس على يد الصحابة بل لم يكن في المدينة في ذاك الوقت أحد من الصحابة ، وعندما كان الصحابة متوافرون عند موت النبي صلى الله عليه وسلم دفنوه في بيته وليس في المسجد لأنهم أعلم من التابعين .

    أما الأمر الثاني : أن كاتب المقال يعلم أن الصحابة ليس هم من أدخل القبر في المسجد ، ولكنه ذكرهم افتراء وتنفيرا عن السلفيين ، وأحلاهما مر .

    أما قوله : (( و ( حمقى ) التابعين ))

    قأقول : يا ليته أتى بدليل على قوله هذا بأن السلفيين يصفون التابعين بالحمقى ، ولكن لا يعتقدون فيهم العصمة وأنهم لا يخطئون ، وللعلامة الألباني رد على شبهة إدخال قبر النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد انقله بتمامه قال : (( وأما الشبهة الثانية وهي أن قبر النبي صلى الله عليه و سلم في مسجده كما هو مشاهد اليوم ولو كان ذلك حراما لم يدفن فيه !

    والجواب : أن هذا وإن كان هو المشاهد اليوم فإنه لم يكن كذلك في عهد الصحابة رضي الله عنهم فإنهم لما مات النبي صلى الله عليه و سلم دفنوه في حجرته في التي كانت بجانب مسجده وكان يفصل بينهما جدار فيه باب كان النبي صلى الله عليه و سلم يخرج منه إلى المسجد وهذا أمر معروف مقطوع به عند العلماء ولا خلاف في ذلك بينهم والصحابة رضي الله عنهم حينما دفنوه صلى الله عليه و سلم في الحجرة إنما فعلوا ذلك كي لا يتمكن أحد بعدهم من اتخاذ قبره مسجدا كما سبق بيانه في حديث عائشة وغيره ( ص 910 ) .

    ولكن وقع بعدهم ما لم يكن في حسبانهم ذلك أن الوليد بن عبدالملك أمر سنة ثمان وثمانين بهدم المسجد النبوي وإضافة حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه سولم إليه فأدخل فيه الحجرة النبوية حجرة عائشة فصار القبر بذلك في المسجد . ولم يكن في المدينة أحد من الصحابة حينذاك خلافا لم توهم بعضهم .

    قال العلامة الحافظ محمد ابن عبد الهادي في " الصارم المنكي " ( ص 136 ) : " وإنما أدخلت الحجرة في المسجد في خلافة الوليد بن عبدالملك بعد موت عامة الصحابة الذين كانوا بالمدينة وكان آخرهم موتا جابر بن عبدالله وتوفي في خلافة عبدالملك فإنه توفي سنة ثمان وسبعين والوليد تولى سنة ست وثمانين وتوفي سنة ست وتسعين فكان بناء المسجد وإدخال الحجرة فيه فيما بين ذلك .
    وقد ذكر أبو زيد عمر بن شبة النميري في " كتاب أخبار المدينة " مدينة الرسول صلى الله عليه و سلم عن أشياخه عمن حدثوا عنه أن ابن عمر بن عبد العزيز لما كان نائبا للوليد على المدينة في سنة إحدى وتسعين هدم المسجد وبناه بالحجارة المنقوشة بالساج وماء الذهب وهدم حجرات أزواج النبي صلى الله عليه و سلم وأدخل القبر فيه " .

    يتبين لنا مما أوردناه أن القبر الشريف إنما إدخل إلى المسجد النبوي حين لم يكن في المدينة أحد من الصحابة وإن ذلك كان على خلاف غرضهم الذي رموا إليه حين دفنوه في حجرته صلى الله عليه و سلم فلا يجوز لمسلم بعد أن عرف هذه الحقيقة أن يحتج بما وقع بعد الصحابة لأنه مخالف للأحاديث الصحيحة وما فهم الصحابة والأئمة منها كما سبق بيانه وهو مخالف أيضا لصنيع عمر وعثمان حين وسعا المسجد ولم يدخلا القبر فيه .

    ولهذا نقطع بخطأ ما فعله الوليد بن عبد الملك عفا الله عنه ولئن كان مضطرا إلى توسيع المسجد فإنه كان باستطاعته أن يوسعه من الجهات الأخرى دون أن يتعرض للحجرة الشريفة وقد أشار عمر بن الخطاب إلى هذا النوع من الخطأ حين قام هو رضي الله عنه بتوسيع المسجد من الجهات الأخرى ولم يتعرض للحجرة بل قال " إنه لا سبيل إليها " فأشار رضي الله عنه إلى المحذور الذي يترقب من جراء هدمها وضمها إلى المسجد .

    ومع هذه المخالفة الصريحة للأحاديث المتقدمة وسنة الخلفاء الراشدين فإن المخالفين لما أدخلوا القبر النبوي في المسجد الشريف احتاطوا للأمر شيئا ما فحاولوا تقليل المخالفة ما أمكنهم قال النووي في " شرح مسلم " ( 5 / 14 ) :
    ولما احتاجت الصحابة ( 71 ) والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله عليه و سلم حين كثر المسلمون وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت أمهات المؤمنين فيه ومنها حجرة عائشة رضي الله عنها مدفن رسول الله صلى الله عليه و سلم وصاحبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بنوا على القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله لئلا يظهر في المسجد " .

    فيصلي إليه العوام ويؤدي إلى المحذور ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا حتى يتمكن أحد من استقبال القبر .

    ونقل الحافظ ابن رجب في " الفتح " نحوه عن القرطبي كما في " الكوكب " ( 65 / 91 / 1 ) وذكر ابن تيمية في " الجواب الباهر " ( ق 9 / 2 ) :
    " أن الحجرة لما أدخلت إلى المسجد سد بابها وبني عليها حائط آخر صيانة له صلى الله عليه و سلم أن يتخذ بيته عيدا وقبره وثنا "

    قلت : ومما يؤسف له أن هذا البناء قد بني عليه منذ قرون إن لم يكن قد أزيل تلك القبة الخضراء العالية وأحيط القبر الشريف بالنوافذ النحاسية والزخارف والسجف وغير ذلك مما لا يرضاه صاحب القبر نفسه صلى الله عليه و سلم .

    بل قد رأيت حين زرت المسجد النبوي الكريم وتشرفت بالسلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم سنة 1368 ه رأيت في أسفل حائط القبر الشمالي محرابا صغيرا ووراءه سدة مرتفعة عن أرض المسجد قليلا إشارة إلى أن هذا المكان خاص للصلاة وراء القبر فعجبت حينئذ كيف ضلت هذه الظاهرة الوثنية قائمة في عهد دولة التوحيد .

    أقول هذا مع الاعتراف بأنني لم أر أحدا يأتي ذلك المكان للصلاة فيه لشدة المراقبة من قبل الحرس الموكلين على منع الناس من يأتوا بما يخالف الشرع عند القبر الشريف فهذا مما تشكر عليه الدولة السعودية ولكن هذا لا يكفي ولا يشفي وقد كنت قلت منذ ثلاث سنوات في كتابي " أحكام الجنائز وبدعها " ( 208 من أصلي ) :

    فالواجب الرجوع بالمسجد النبوي إلى عهده السابق وذلك بالفصل بينه وبين القبر النبوي بحائط يمتد من الشمال إلى الجنوب بحيث أن الداخل إلى المسجد لا يرى فيه أي محالفة لا ترضى مؤسسه صلى الله عليه و سلم اعتقد أن هذا من الواجب على الدولة السعودية إذا كانت تريد أن تكون حامية التوحيد حقا وقد سمعنا أنها أمرت بتوسيع المسجد مجددا فلعلها تتبنى اقتراحنا هذا وتجعل الزيادة من الجهة الغربية وغيرها وتسد بذلك النقص الذي سيصيبه سعة المسجد إذا نفذ الاقتراح أرجو أن يحقق الله ذلك على يدها ومن أولى بذلك منها ؟ )) [ تحذير الساجد ص 78 – 92 ]

    أما قوله : ((حتى أصبحت الصلاة في المسجد النبوي مشبوهة ، لا يطمئن سلفي إلى صحتها ، وأن ملايين الملايين من الزائرين للقبر النبوي مردودة عليهم عباداتهم ودعواتهم لارتباط القبر الطاهر بالمسجد ))

    فهذا أيضا من افتراءاته على السلفيين وقد رد العلامة على هذه الشبه فقال : (( ثم اعلم أن الحكم السابق يشمل كل المساجد كبيرها وصغيرها قديمها وحديثها لعموم الأدلة فلا يستثنى من ذلك مسجد فيه قبر إلا المسجد النبوي الشريف لأن له فضيلة خاصة لا توجد في شئ من المساجد على القبور وذلك لقوله صلى الله عليه و سلم : صلاة في مسجد هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام [ فإنه أفضل ]

    ولقوله صلى الله عليه و سلم أيضا : " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة "

    ولغير ذلك من الفضائل فلو قيل بكراهة الصلاة فيه كان معنى ذلك تسويته مع غيره من المساجد ورفع هذه الفضائل عنه وهذا لا يجوز كما هو ظاهر وهذا المعنى استفدناه من كلام ابن تيمية السابق ( ص 168 ) في بيان سبب إباحة صلاة ذوات الأسباب في الأوقات المنهي عنها فكما أن الصلاة أبيحت في هذه الأوقات لأن في المنع منها تضييعا لها بحيث لا يمكن استدراك فضلها لفوات وقتها فكذلك يقال في الصلاة في مسجده صلى الله عليه و سلم . ثم وجدت ابن تيمية صرح بهذا فقال في كتابه " الجواب الباهر في زوار المقابر ( 147 ) ( ص 22 / 12 ) :

    " والصلاة في المساجد المبنية على القبور منهي عنها مطلقا بخلاف مسجده صلى الله عليه و سلم فإن الصلاة فيه بألف صلاة فإنه أسس على التقوى وكانت حرمته في حياته صلى الله عليه و سلم وحياة خلفائه الراشدين قبل دخول الحجرة فيه وإنما أدخلت بعد انقراض عصر الصحابة ".

    ثم قال ( 67 / 169 / 2 ) : وكان المسجد قبل دخول الحجرة فيه فاضلا وكان فضيلة المسجد بأن النبي صلى الله عليه و سلم بناه لنفسه وللمؤمنين يصلي لله هو والمؤمنون إلى يوم القيامة ففضل بنيانه له فكيف وقد قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام " وقال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا "

    وهذه الفضيلة ثابتة له قبل أن يدخل فيه الحجرة فلا يجوز أن يظن أنه صار بدخول الحجرة فيه أفضل مما كان وهم لم يقصدوا دخول الحجرة فيه وإنما قصدوا توسيعه بإدخال حجر أزواج النبي صلى الله عليه و سلم فدخلت الحجرة فيه ضرورة مع كراهة من كره ذلك من السلف " .

    ثم قال ( 5512 ) : ومن اعتقد أنه قبل القبر لم تكن له فضيلة إذ كان النبي صلى الله عليه و سلم يصلي فيه والمهاجرون والأنصار وإنما حدثت له الفضيلة في خلافة الوليد بن عبد الملك لما أدخل الحجرة في مسجده فهذا لا يقوله إلا جاهل مفرط في الجهل أو كافر فهو مكذب لما جابه عنه مستحق للقتل وكان الصحابة يدعون في مسجده كما كانوا يدعون في حياته لم تحدث لهم شريعة غير الشريعة التي علمهم إياها في حياته . . . بل نهاهم أن يتخذوا قبره عيدا أو قبر غيره مسجدا يصلون فيه لله عز و جل ليسد ذريعة الشرك فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما وجزاه أفضل ما جزى نبيا عن أمته فقد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده وعبد الله حتى أتاه اليقين من ربه )) [ تحذير الساجد ص 178 – 185 ]

    قوله : (( تاسعا : إذا ذكرت مولانا الإمام بن الإمام أخي الإمام أبي الأئمة سيد شباب أهل الجنة ، أبي عبدالله الحسين بن علي وفاطمة ، فقل : إنه قتل عدلا ، وليس شهيدا ، لأنه خرج على الوالي الشرعي ( يزيد بن معاوية ) فاستحق القتل هو ومن معه ، أما أن ( يزيد ) كان واليا فاسقا فاجرا داعرا ، فليس هذا من شأن الحسين ، ولا من شأن أهل بيته ، وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة ))

    قلت : ما زال كتاب هذه المقالة يفتري ويكذب ولا حول ولا قوة إلا بالله ، أما موقف السلفيين من قتل الحسين فهو مخالفة تماما لما قاله صاحب المقال بل أقوالهم تنص أنه قتل مظلوما شهيدا وليس عدلا ، وهذه أقوالهم :

    قال الشيخ ابن باز : (( ... فقد قتل مظلوما فيدعى له بالمغفرة والرحمة ، ويرجى له خير كثير ، وهو وأخوه الحسن سيدا شباب أهل الجنة ، كما قال ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، رضي الله عنهما وأرضاهما ، ومن عرف قبره وسلم عليه ودعا له فلا بأس ، كما تزار القبور الأخرى ... الخ )) [ مجموع الفتاوي ص 366 / 6 ]

    وقال الشيخ عثمان الخميس : (( لاشك ولا ريب أن مقتل الحسين رضي الله عنه كان من المصائب العظيمة التي أصيب بها المسلمون فلم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره وقد قتل مظلوما رضي الله عنه وعن أهل بيته، وقتله بالنسبة لأهل الأرض من المسلمين مصيبة، وفي حقه شهادة وكرامة ورفع درجة وقربى من الله حيث اختاره للآخرة ولجنات النعيم بدل هذه الدنيا الكدرة )) [ حقبة من التاريخ ص 256 ]

    قال ناصر بن علي عائض حسن الشيخ : (( أهل السنة يعتقدون أن الحسين رضي الله عنه قتل مظلوماً وقتله كذلك فيه تكريم له ورفع لدرجته عند الله ـ عز وجل ـ كما يعتقدون أن قتله من أعظم المصائب التي وقعت في الإسلام وهم يلتزمون عند المصائب ما شرعه الله لهم من الاسترجاع وإن تقادم عهد المصيبة ... الخ [عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام رضي الله عنهم ص 367 / 1 ]

    وأما قوله : (( وأكثر من سب الحسين وآله تدخل الجنة ))

    فوالله هذا من الكذب الصريح ، لا ينكرون سب الحسين وحده بل جميع الصحابة رضوان الله عليهم أجميعن ومن أقوالهم :

    قال الشيخ ابن عثيمين : (( اعلموا أن سب الصحابة رضي الله عنهم منكر عظيم وإذا سبهم على سبيل العموم كان كافرا بالله عز وجل، كيف يرضى الإنسان أن يسب أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وسب الصحابة سب للرسول عليه الصلاة والسلام، وجه ذلك أنه إذا كان أصحاب هذا النبي الكريم موضع قدح وذم فإن الخليل للمرء يكون على دين المرء، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخال " ، فإن الإنسان عندما يرى شخصا يصاحب قرناء سوء فإنه يتهمه بالسوء أليس كذلك؟ فإذا كان هؤلاء الصحابة الكرام محل قدح وذم، فإن هذا يعني أن ذلك قدح في رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يخفى ما في قدح النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم )) [ مجموع الفتاوى ص 58/ 24 ]

    قال الشيخ صالح الفوزان : (( من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما وصفهم الله بذلك في قوله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } [ الحشر : 10 ] ، وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : « لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه »
    ويتبرءون من طريقة الرافضة والخوارج الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم ... الخ )) [ كتاب التوحيد ص 130 ]

    فإذا كانت هذه أقوالهم في من سب الصحابة فكيف يعتقدون أن سب الحسين رضي الله عنه من أسباب دخول الجنة ؟؟!!

    ولكن كذب وافتراء ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    يتبع ..

    ---------------------





    «« توقيع الوليد »»

  9. #9
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قوله : (( عاشرا : إذا ذكرت زيارة المشهد الحسيني الشريف ، فقل : إن الرأس المدفون بهذا المشهد هو رأس رجل يهودي على ما قاله ( ابن تيمية ) ، وأن الرأس الحسيني ذهب حيث ذهب ، فلم يدخل مصر ، وأن الضريح القائم بمصر الآن ( وثن ورجس ) يتعين هدمه وتسوية قبته بأرضه ، كما فعل السلف باللات والعزى ))

    قلت : البينة على من أدعى واليمين على من أنكر ، فالذي يدعي أن رأس الحسين دخل مصر ودفن في الموضع المزعوم الآن فليقدم الدليل على ذلك ، أما الدعوى من غير دليل لا تقوم بها حجج وقد قال ابن تيمية : (( وأما حمله إلى مصر فباطل باتفاق الناس وقد اتفق العلماء كلهم على أن هذا المشهد الذي بقاهرة مصر الذي يقال له " مشهد الحسين " باطل ليس فيه رأس الحسين ولا شيء منه وإنما أحدث في أواخر دولة " بني عبيد الله بن القداح " الذين كانوا ملوكا بالديار المصرية مائتي عام إلى أن انقرضت دولتهم في أيام " نور الدين محمود " ... إلى أن قال : فأحدث هذا " المشهد " في المائة الخامسة نقل من عسقلان . وعقيب ذلك بقليل انقرضت دولة الذين ابتدعوه بموت العاضد آخر ملوكهم .

    والذي رجحه أهل العلم في موضع رأس الحسين بن علي - رضي الله عنهما - هو ما ذكره الزبير بن بكار في كتاب " أنساب قريش " والزبير بن بكار هو من أعلم الناس وأوثقهم في مثل هذا ذكر أن الرأس حمل إلى المدينة النبوية ودفن هناك وهذا مناسب . فإن هناك قبر أخيه الحسن وعم أبيه العباس وابنه علي وأمثالهم . قال أبو الخطاب بن دحية - الذي كان يقال له : " ذو النسبين بين دحية والحسين " في كتاب " العلم المشهور في فضل الأيام والشهور " - لما ذكر ما ذكره الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن : أنه قدم برأس الحسين وبنو أمية مجتمعون عند عمرو بن سعيد فسمعوا الصياح فقالوا : ما هذا ؟ فقيل : نساء بني هاشم يبكين حين رأين رأس الحسين بن علي قال : وأتى برأس الحسين بن علي فدخل به على عمرو فقال : والله لوددت أن أمير المؤمنين لم يبعث به إلي قال ابن دحية : فهذا الأثر يدل أن الرأس حمل إلى المدينة ولم يصح فيه سواه والزبير أعلم أهل النسب وأفضل العلماء بهذا السبب قال : وما ذكر من أنه في عسقلان في مشهد هناك فشيء باطل لا يقبله من معه أدنى مسكة من العقل ..الخ )) [ مجموع الفتاوى ص 309 – 310 / 4 ]

    فابن تيمية لم يقل ذلك من عند نفسه بل قدم أدلته ، والذي يعارضه يقدم دليله وإلا دعوى من غير دليل فلا قيمة لها .

    أما أن الضريح هو وثن يعبد من دون الله عز وجل فهذا متحقق في صرف بعض الناس بعض العبادات له مقل الدعاء والتذلل والخوف والطواف والنذر له ، فكل شيء يعبد من دون الله عز وجل يسمة وثنا كما قال أهل اللغة ، وهل يمكن أن يعبد القبر ؟؟

    الجواب : نعم فلذلك دعاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : (( لا تجعلن قبري وثنا )) [ رواه أبو يعلى ح 6681 ] ، ولو كانت القبور لا تصير أوثنا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا .

    أما هدم الأضرحة والمشاهد فهذا مذهب آل البيت الذي أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب : (( ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته )) [ رواه مسلم ح 969 ]

    وقد قال أبو بكر الطرطوشي : (( فانظروا رحكمكم الله أينما وجدتم سدرة أو شجرة يقصدها الناس ويعظمون من شأنها ويرجون البرء والشفاء من قبلها وينوطون بها المسامير والخرق فهي ذات أنواط فاقطعوها )) [ الحدوادث والبدع ص 22 ] ، وهذه فتوى من الطرطوشي باحتثاث ما يعبد من دون الله عز وجل .

    إذن لا ضير على السلفيين في هدم الأضرحة وتسويتها طالما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك ويبعث البعوث فيها ، وكذلك علي بن أبي طالب فإن قلتم كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك لوجود المشركين فنقول بل فعله بعد دخول الناس الاسلام أفواجا !


    قوله : (( حادي عشر : وقل مثل هذا عن جميع أهل البيت الأشرف نساءً ورجالاً في مشاهدهم ومساجدهم ، وألحق بهم كبار الأئمة من أمثال الشافعي والليث بن سعد والشعراني والبدوي والدسوقي والحنفي والشاذلي والمرسي والرفاعي ومن والاهم ، وقل إنها جميعا طواغيت وأصنام ، والمشغولون بها وثنيون ، خير منهم عباد البقر ، وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم ))

    قلت : أما هدم الأضرحة وتسويتها فقد حاء بها السنة بل هي سنة آل البيت كما جاء في حديث أبي الهيجاء عن علي بن أبي طالب ، أما هدم المساجد فهذه فرية من ضمن افتراءات صاحب المقال عامله الله بعدله .

    أما أن هذه أوثان وطواغيب فليس هذا على عمومه ، إذا كان ممن يعبد من دون الله عز جل فيستغاث به وينذر له ويطاف به وتصرف إلى عبادة الخوف والرجاء فلا شك أنه طاغوت وثن يعبد من دون الله عز وجل ، أما إن كان ضريح لا تقوم عنده هذه المنكرات فالسنة هدمه وتسويته كما جاء في حديث علي بن أبي طالب .

    أما قوله : (( خير منهم عباد البقر )) فهذه فرية من فرياته أيضا ولا حول ولا قوة إلا بالله .

    أما قوله : (( وأنك تستطيع بقليل من العمل أن تبلغ درجاتهم فتكون مثلهم أو تزيد عليهم ))

    قلت : هل من نص من الكتاب أو السنة يقول أن من ذكرهم أفضل خلق الله عز وجل وأن أحد من الأمة لا يبلغ درجاتهم أو يكون أفضل منهم فليس فيهم من قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : (( فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )) ، بل فيمن ذكرهم من كان يبول في المسجد وكان إذا لبس ثوبا أو عمامة لا ينزعهما حتى تذوبا لا لغسل ولا لغيرة وهو أحمد البدوي قال المقريزي : (( أخبرنا شيخنا المقرئ النحوي شمس الدين محمد بن محمد الغماري رحمه الله قال أخبرنا شيخنا العلامة أثير الدين أبو حيان النفري رحمه الله ألزمني الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي بن الباب المسير معه لزيارة أحمد البدوي بناحية طنتدا فوافيناه يوم الجمعة وإذا هو رجل طوال عليه ثوب جوخ عال وعمامة صوف رفيع والناس يأتونه أفواجاً فمنهم من يقول يا سيدي خاطرك مع غنمي وآخر يقول مع بقري وآخر مع زرعي إلى أن حان وقت الصلاة فنزلنا معه إلى الجامع وجلسنا لانتظار إقامة الجمعة فلما فرغ الخطيب وأقيمت الصلاة وضع الشيخ رأسه في طوقه بعد ما قام قائماً وكشف عن عورته بحضرة الناس وبال على ثيابه وحصر المسجد واستمر ورأسه في طوق ثوبه وهو جالس إلى أن انقضت الصلاة )) [ درر العقود الفريدة ص 77 / 3 ]

    وهذا سند صحيح وقال الشعراني (( وكان إذا لبس ثوباً ، أو عمامة لا يخلعها لغسل ، ولا لغيره حتى تذوب فيبدلونها له بغيرها )) [ ص 260 ] وقال المنياوي في الكواكب الدرية : (( وكان إذا لبس ثوباً أو عمامة لا يخلعها لغسل ولا غيره حتى تبلى ، فتبدل )) [ ص 64 / 2 ]

    هذا هو حال البدوي الذي يرى صاحب المقال أنه لا يصل لمقامه أحد ، أما الشاذلي فحدث ولا حرج فقد كان كبير من كباراء السحرة وقد ألف كتابا في السحر أسمه " السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " أنقل نصا منه فقد للعلم قال في ص 22 : (( وقل بعد ذلك يا خدام هذه الآية الشريفة توجهوا إلى فلان بن فلانة وأدخلوا له في صفات مهولة وعرفوه عني وعن اسمي وعن كنيتي وحاجتي وما أنا طالب بحق ما تعتقدونه من عظمتها عليكم أجيبوا أهيا 2 الوحا 2 الساعة 2 بارك الله فيكم وعليكم { إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون } احضروا مقامي واسمعوا .. الخ ))

    أما المرسي فهو أحد نقل سحر الشاذلي وأحد الذي أخذوا من البوني قال النبهاني في جامع كرامات الأولياء أنه أخذ عن البوني فقال في ترجمة البوني : (( من كبار المشايخ ذوي الأسرار والأنوار ممن أخذ عنه المرسي )) [ص 412 / 1 ] ، وقال اليافعي في كتابه الدر النظيم وهو يتكلم عن أسرار الدائرة قال : (( وأبان لي الشيخ نجم الدين الأصفهاني كما أبان له الشيخ أبو العباس المرسي كما أبان له الغوث أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنهم أجمعين كتب الدائرة المذكورة نفعنا الله بها وذلك لي منافعها وسرها فوق ما ذكرته لا تسمح بكتابته بل الغالية للرجال في الصدور وقال أوصاني العباس المرسي كما أوصاني الشيخ أبو الحسن رحمة الله عليهم .. الخ )) [ص 99 ]

    فهذه نبذة عنهم فجعل هؤلاء مع الشافعي والليث بن سعد من باب الكذب والتدليس والتنفير فأين هؤلاء الصوفية مع هؤلاء الأئمة ؟؟!!

    يتبع ..

    ------------------





    «« توقيع الوليد »»

  10. #10
    عضو
    الحالة : الوليد غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 2048
    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    المشاركات : 17
    التقييم : 10

     

     

    افتراضي


    قوله : (( ثاني عشر : أنكر كافة مذاهب أهل السنة بدءا بالمذاهب الأربعة وما سبقها أو لحقها ، ولا تعترف إلا بـ ( ابن تيمية وابن عبدالوهاب ) ثم بمروجي مذهبهم والدائرين في فلكهم من عبيد الدولار والدينار ، وقل : إن أئمة المذاهب الأربعة ومن والاهم ( مجرمون ) فرقوا الأمة ، وصرفوا الناس بقضاياهم الفقهية عن السنة والحديث الشريف ، وأنه لا حاجة بنا لاجتهاداتهم ، أو الاقتداء بهم ، وأن على كل مسلم أن يعمل ليحصل شروط الاجتهاد قبل تحصيل المعاش ، حتى يتناول الأحكام من الكتاب والسنة مباشرة ، مهما كانت ثقافته ، أو إحاطته بعلوم اللغة والدين ، سواءً في ذلك سكان الأدغال أو قمم الجبال أو خريجي الأزهر ))

    قلت : ودعوى أن السلفيين ينكرون المذاهب الأربعة دعوى قديمة قد روجها لها أعداء الدعوى وللاسف ما زال يفعلون رغم أن السلفيين ينفون ذلك كما فعل الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ونص من رسالة الشيخ ابن باز إلى إخوانه من علماء أفغانستان قال : (( وواجبكم أيها الإخوة أن تحولوا دون وقوع الفتن بين المسلمين , وذلك ببيان الحق وتبصير العامة ودرء المفسدة والاعتصام بالكتاب والسنة , وبيان أن أتباع الأئمة الأربعة كلهم إخوة في الله يصلي بعضهم خلف بعض ويعرف له حقه وفضله , وإن اختلفوا في بعض المسائل الفرعية , وأتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله كلهم من الحنابلة ويعترفون بفضل الأئمة الأربعة ويعتبرون أتباع المذاهب الأربعة إخوة لهم في الله , فأرجو إيضاح هذا الأمر للناس حتى لا ينجح العدو فيما أراده من التفرقة بين المجاهدين الأفغان وإخوانهم من العرب وغيرهم من أتباع الأئمة الثلاثة ( مالك والشافعي وأحمد ) رحمهم الله )) [ مجموع الفتاوى ص 150 / 5 ]

    وسئل فضيلة الشيخ ابن عثمين - رحمه الله- ما حكم تقليد مذهب من المذاهب الأربعة؟

    فأجاب بقوله : (( الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

    ينقسم الناس إلى أقسام بالنسبة لالتزام المذاهب.

    القسم الأول: من ينتسب إلى مذهب معين لظنه أنه أقرب المذاهب إلى الصواب، لكنه إذا تبين له الحق اتبعه وترك ما هو مقلد له، وهذا لا حرج فيه، وقد فعله علماء كبار كشيخ الإسلام ابن تيمية
    رحمه الله بالنسبة لمذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله، فإنه- أعني ابن تيمية- كان من أصحاب الإمام أحمد ويعد من الحنابلة، ومع ذلك فإنه حسب ما اطلعنا عليه في كتبه وفتاويه إذا تبين له الدليل اتبعه ولا يبالي أن يخرج بما كان عليه أصحاب المذهب، وفعله كثيرا، فهذا لا بأس به؛ لأن الانتماء إلى المذهب ودراسة قواعده وأصوله يعين الإنسان على فهم الكتاب والسنة وعلى أن تكون أفكاره مرتبة.

    القسم الثاني: من الناس من هو متعصب لمذهب معين يأخذ برخصه وعزائمه دون أن ينظر في الدليل، بل دليله كتب أصحابه، وإذا تبين الدليل على خلاف ما في كتب أصحابه ذهب يؤوله تأويلا مرجوحا من أجل أن يوافق مذهب أصحابه، وهذا مذموم وفيه شبه من الذين قال الله فيهم (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا (60) وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا (61) ) وهم وإن لم يكونوا بهذه المنزلة لكن فيهم شبه منهم فهم على خطر عظيم؛ لأنهم يوم القيامة سوف يقال لهم ماذا أجبتم المرسلين، لا يقال: ماذا أجبتم الكتاب الفلاني، أو الكتاب الفلاني، أو الإمام الفلاني.

    القسم الثالث: من ليس عنده علم وهو عامي محض فيتبع مذهبا معينا؛ لأنه لا يستطيع أن يعرف الحق بنفسه، وليس من أهل الاجتهاد أصلا، فهذا داخل في قول الله سبحانه وتعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) )) [ مجموع الفتاوى ص 285 - 286 / 26 ]

    وقال الشيخ صالح الفوزان في رده على الرفاعي الذي : (( لقد كفرتم الصوفية، ثم الأشاعرة، وأنكرتم واستنكرتم تقليد واتباع المذاهب الأربعة : أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل )) ووافقه عليه البوطي فأجابه بقوله : ((ونقول لهذا المفتري : بأي كتاب كفرنا هؤلاء ؟ وبأي كتاب أنكرنا اتباع المذاهب الأربعة ؟ لكن الأمر كما قيل
    لي حيلة فيمن ينم ** وليس في الكذاب حيله
    من كان يخلق ما يقول ** فحيلتي فيه قليله )) [البيان بالدليل لما في نصيحة الرفاعي والبوطي من الكذب الواضح ص 7 – 8 ]


    قوله : (( ثالث عشر : اعتقد قبل كل هذا وبعده ، أن إعفاء اللحية هو ركن الإسلام ( السادس ) الذي أغفل ذكره رواة الحديث الذين ذكروا أركان الإسلام وجعلوها خمسة فقط بينما هي ( ستة ) تماما ، وقل : إن أئمة المذاهب تآمروا على الإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان ، ولم يجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا ، ولم يقولوا : إن ترك إعفائها ردة تخرج من دين الله ، وأنه لا يطلق على الحليق لفظ مسلم أبدا بأي وجه ، ولا بأي تأويل ، ولا بأي دليل ، مهما صلى وصام وزكى وحج والتزم حدود الله ، وأن الحليق مستوجب لعقوبة الردة والحرابة ))

    قلت : قاتل الله الكذب وأهله ، فأين قال السلفيون أن إعفاء اللحية هو الركن السادس من أركان الإسلام ، ألا يستحي أو يتقي الله عز وجل أما اعتقادهم بأن أركان خمسة فقد قال ابن باز : (( وهذا الدين العظيم وهو الإسلام يقوم على أسس وقواعد خمس : وهي أركانه , كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت » .
    فالشهادتان أول أركان الإسلام وأهمها , وهذه الكلمة العظيمة ليست عبادة تنطق باللسان فحسب , وإن كان بهما يصبح مسلما ظاهرا , بل الواجب العمل بمدلولهما , ويتضمن ذلك إخلاص العبادة لله وحده , والإيمان بأنه المستحق لها , وأن عبادة ما سواه باطلة ... الخ )) [ مجموع الفتاوى ص 206 / 2 ]

    وقال الألباني : (( هذا و في الحديث فائدة فقهية هامة ، و هي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة و لو كان لا يقوم بشيء من أركان الإسلام الخمسة الأخرى كالصلاة و غيرها ... الح )) [ سلسلة الأحاديث الصحيحة ص 175 / 1 ]

    وقال ابن عثيمين : (( أركان الإسلام : أسسه التي ينبني عليها، وهي - خمسة - مذكورة فيما رواه - ابن عمر رضي الله عنهما - عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: « بني الإسلام على خمسة: على أن يوحد الله (وفي رواية على خمس): شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، والحج ". فقال رجل: الحج، وصيام رمضان، قال: لا، صيام رمضان، والحج. هكذا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم » . متفق عليه. واللفظ لمسلم )) [ مجموع الفتاوى ص 103 / 5 ]

    فهذه أقوال علماء السلفية تثبت أن للاسلام خمسة أركان وليست ستة كما يدعي صاحب المقال ، ولا حول ولا قول ولا قوة إلا بالله .

    أما قوله : (( وقل : إن أئمة المذاهب تآمروا على الإسلام فلم يجعلوا توفير اللحية شرطا لصحة الإسلام أو الإيمان أو الإحسان ، ولم يجعلوا ترك إعفائها مفسدا للصلاة والصوم والزكاة والحج جميعا ، ولم يقولوا : إن ترك إعفائها ردة تخرج من دين الله ، وأنه لا يطلق على الحليق لفظ مسلم أبدا بأي وجه ، ولا بأي تأويل ، ولا بأي دليل ، مهما صلى وصام وزكى وحج والتزم حدود الله ، وأن الحليق مستوجب لعقوبة الردة والحرابة ))

    فأقول : ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستحي فافعل ما شئت )) [ وراه البخاري ] فكاتب هذا المقال لم يستح من الكذب فقال ما قال .

    يبتع ...

    ----------------





    «« توقيع الوليد »»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. رسالة الأمة المحمدية
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-28-2012, 10:11 PM
  2. علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هكذا كان هكذا قال هكذا مات
    بواسطة ابو غسان في المنتدى قسم سير اهل البيت رضي الله عنهم
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-16-2011, 11:56 PM
  3. علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هكذا كان هكذا قال هكذا مات
    بواسطة ابو غسان في المنتدى قسم سير أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-16-2011, 11:56 PM
  4. علي ابن ابي طالب رضي الله عنه هكذا كان هكذا قال هكذا مات
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-14-2011, 10:11 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )

ما هكذا السلفية يا رائد العشيرة المحمدية ردا على مقال ( كيف تصبح سلفيا عصريا )