الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية
وهي منظومة في السيرة النبوية لابن أبي العز، ويقال أنها من أخصر المنظومات، وأفضلها، أسأل الله تعالى أن ينفعنا به.
الحمــد لله القدير الباري *** ثم صلاته على المختـار
وبعد هاك ســيرة الرسول *** منظومة موجزة الفصــول
مولده في عاشر الفضيـل *** ربيع الأول عـــام الفيــل
لكنها المشهور ثاني عشره *** في يــوم الاثنين طلـوعِ فجره
ووافق العشرين من نيسان *** وقبله حــينُ أبيه حــانَ
وبعد عامين غدا فطيـما *** جاءت به مرضــعه سلـيما
حليـمةُ لأمـه وعادت *** به لأهــلها كـمـا أرادت
فبعد شهرين انشـقاق بطنه *** وقيل بعـد أربعٍ من ســنه
وبعد ستٍ معَ شهـرٍ جاءِ *** وفــاة أمه عــلى الأبـواءِ
وجـــده للأب عبد المطلب *** بعد ثمان مات من غير كذب
ثم أبو طــالبٍ العــم كفـل *** خدمته ثم إلى الشـام رحل
وذاك بعد عـام اثني عشر *** وكان من أمر بحيرا ما اشتهر
وسار نحو الشام أشرف الورى *** في عام خمسةٍ وعشرين اذكرا
لأمنا خـديجة متجرا *** وعاد فيه رابحا مستــبشرا
فكان فيه عقده عليــها *** وبعده إفضاؤه إليـها
ووِلدُهُ منها خــلا إبراهــيم *** فالأولُ القاسمُ حائزُ التكريم
وزينبُ رقيةُ وفــاطـمة *** وأمُّ كلـثومٍ لهـــنَّ خاتمة
والطاهــرُ الطيبُ عبدالله *** وقيل كلُّ اسمٍ لفـردٍ زاهي
والكل في حياته ذاقوا الحمام *** وبعده فاطـمةُ بنصفِ عام
وبعـدَ خمسٍ وثلاثين حضر *** بنيانَ بيتِ الله لمَّـا أن دثر
وحكَّـموه ورضوا بما حكم *** في وضعِ ذاك الحجرِ الأسودِ ثم
وبعــد عامِ أربعين أُرسلا *** في يوم الاثنين يقينا فــانقلا
في رمضان أو ربيعِ الأولِ *** وسورةُ اقرأ أَوَّلُ المنزلِ
ثم الوضوءَ والصـــلاةَ علمه *** جبريلُ وهي ركعتان محكمة
ثم مضت عشــرون يوما كاملة *** فرَمَتِ الجـنَّ نجومٌ هائلة
ثم دعــا في أربع الأعوامِ *** بالأمر جهـــرةً إلى الإسلام
وأربعٌ من النسـا واثنا عشر *** من الرجال الصحب كلٌ قد هجر
إلى بلاد الحُبش في خامس عام *** وفيه عادوا ثـم عادوا لا ملام
ثلاثةٌ هــم وثمانون رجل *** ومعهم جماعة حتى كمل
وهنَّ عشــرٌ وثمان ثم قد *** أسلـم في السادس حمزةُ الأسد
وبعد تسـعٍ من سِني رسالته *** مـات أبو طالـب ذو كفالته
وبعده خــــديجةُ توفيت *** من بعد أيـامٍ ثلاثةٍ مضت
وبعدَ خمسين وربعٍ أسلـما *** جنُّ نصيبين وعادوا فاعلما
ثم على سودة أمضــى عقده *** في رمـضان ثم كان بعده
عقدُ ابنةِ الصديق في شـوال *** وبعـد خمسين وعام تال
أسري به والصلواتُ فرضت *** خمسا بخمسين كما قد حفظت
والبيعة الأولى مع اثني عشرا *** مـن أهل طيبة كما قد ذكرا
وبعد ثنتـــين وخمسين أتى *** سبعــون في الموسم هذا ثبتا
من طيــبة فبايـعوا ثم هجر *** مكة يوم اثنين من شهر صفر
فجاء طيبـة الرضا يقينا *** إذ كمَّـل الثلاثَ والخمسين
في يــوم الاثنين ودام فيها *** عشر سنين كَمـُلت نحكيها
أكمل في الأولى صلاةَ الحضرِ *** مـن بعد ما جمَّعَ فاسمع خبري
ثم بنى المسجـد في قباء *** ومسجـدَ المدينة الغراءِ
ثم بنى من حــوله مساكنه *** ثم أتى من بعدُ في هذي السنة
أقلَّ من نصفِ الذين سافروا *** إلى بلاد الحُبش حين هاجروا
وفيه آخــى أشرف الأخيار *** بين المهـاجرين والأنصارِ
ثم بنى بابنة خـير صحبه *** وشــرع الأذان فاقتد به
وغزوة الأبـواء بعد في صفر *** هذا وفي الثـانية الغزو اشتهر
إلى بــواطَ ثم بدرٍ ووجب *** تحولُ القبلـةِ في نصف رجب
من بعد ذا العُشيرَ يا إخواني *** وفرض شهر الصوم في شعبان
والغزوة الكبرى التي ببدر *** في الصوم في سابعِ عشرِ الشهرِ
ووجـبت فيه زكاة الفطر *** من بعــد بدرٍ بليال عشر
وفي زكاة المال خـلفٌ فادرِ *** ومــاتت ابنةُ النـــبيِّ البرِّ
رقيـــةُ قبل رُجوع السفرِ *** زوجةُ عثمان وعُرسُ الطُّهرِ
فاطمةُ على عليِّ القـدرِ *** وأسـلم العباسُ بعد الأسرِ
وقينقــاعَ غزوهم في الأثرِ *** بعــدَ ضحاءِ يومِ عيدِ النحرِ
وغزوة السـويق ثـم قرقرة *** والغزو في الثــالثة المشتهرة
في غطفـانَ وبني سليـمِ *** وأمُّ كلـثومَ ابنةُ الكـــريمِ
زوَّجَ عثمانَ بهــا وخصه *** ثـم تزوج النبـــيُّ حفصة
وزينبَ ثم غـــزا إلى أحد *** في شهـر شوال وحمراءِ الأسـد
فالخمر حرمت يقينا فاسمعن *** هــــذا وفيها وُلِدَ السبطُ الحسن
وكان في الـرابعة الغزوُ إلى *** بني النضـــيرِ في ربيع أوَّلا
وبعدُ موتُ زينبَ المقـدمة *** وبعـدهُ نكاحُ أمِّ سلمة
وبنت جحش ثم بدر الموعد *** وبعدها الأحزابُ فاسمع واعددِ
ثم بني قريظــةَ وفيهــما *** خلـفٌ وفي ذات الرقاع علَّما
كيف صلاةَ الخوفِ والقـصرُ نمي *** وآيةُ الحـجابِ والتيممِ
قيــلَ ، ورجمه اليهوديين *** ومـولد السبطِ الرِّضا الحسين
الإفـك في غزو بني المصطلق *** وكان في الخـامسة اسمع وثقِ
ودومةُ الجنــدل قيل وحصل *** عقدُ ابنةِ الحارثِ بعدُ واتصل
وعقدُ ريحانةَ في ذي الخامسة *** ثم بنـو لحيان بدء السادسة
وبعده استســقاؤه وذو قَرَد *** وصُــدَّ عن عمرته لما قصد
وبيعة الــرضوانِ أَوَّل وبنى *** فـــيها بـريحانةَ هـذا بينا
وفرض الحــجُّ بخُلفٍ فاسمعه *** وكان فتــحُ خيبرَ في السابعة
وحَظرُ لحـــمِ الحمر الأهلية *** فيها ومتــعة النسا الرَّوِيَّة
ثم علـى أمِّ حبيبةَ عقد *** ومهـرها عند النجاشيِّ نُقد
وسُمَّ في شـــــاةٍ بها هدية *** ثم اصـطفى صفيةً صفية
ثم أتت ومن بقي مهــاجرا *** وعقدُ ميـمونةَ كان الآخرا
وقبـلُ إسلامُ أبي هريرة *** وبعـدُ عمرةُ القضا الشهيرة
والرُّسلَ في محرمِ المحرمِ *** أرسـلهم إلى الملوك فاعلمِ
وأُهديت مـاريةُ القبطيـة *** فيه وفي الثامنة الـرية
لمؤتةَ سـارت وفي الصيـام *** قد كان فتحُ البـلدِ الحــرام
وبعده قد أوردوا ما كان في *** يـوم حنينٍ ثم يومِ الطائفِ
وبعد في ذي القعدة اعتماره *** من الجعرانةِ واستقراره
وبنته زينبُ مـاتت ثَــمّا *** مـولدُ إبراهيمَ فيها حتـما
ووهـبت نوبتها لعـائشة *** سودةُ ما دامت زمانا عائشة
وعُمــلَ المنـبرُ غيرَ مختفِ *** وحـجَّ عتَّابٌ بأهل المـوقفِ
ثم تبوك قد غزا في التـاسعة *** وهدَّ مسـجد الضرارِ رافعه
وحجَّ بالنـاس أبو بكـرٍ وثَم *** تلا براءةً عـليٌّ وحـتم
أن لا يحج مشـركٌ بعـدُ ولا *** يطوفُ عارٍ ذا بأمـرٍ فُعِلا
وجـاءت الوفودُ فيـها تترى *** هذا ومـن نِسـاه آلى شهرا
ثم النجـاشي نَعَـى وصلى *** عليه من طيبـة نال الفضلا
ومـــات إبراهيم في العامِ الأخير *** والبجـلي أسلمَ واسمه جرير
وحج حـجة الـوداع قـارنا *** ووقفَ الجمعةَ فيـها آمنا
وأنزلت في اليوم بشـرى لكـمُ *** اليومَ أكملتُ لكم دينكمُ
ومـوتُ ريحانةَ بعـدَ عوده *** والتسعُ عشـرَ مدةً من بعـــده
ويوم الاثنين قضـى يقـينا *** إذ أكمـل الثلاث والستـــين
والدفنُ في بيـتِ ابنةِ الـصديقِ *** في مـوضعِ الـوفاةِ عن تحقــبقِ
ومدةُ التمـريضِ خُمسا شـهرِ *** وقيــل بل ثلاثةٌ وخمسٌ فادرِ
وتمت الأرجـوزة الميـئيـة *** في ذكرِ حالِ أشــرفِ البريـة
صلى عليـه الله ربي وعلى *** أصـحابه وآله ومن تلا
منقول....