بطلان كتاب -نهج البلاغة - للشريف الرضي
بسم الله و الصلاة والسلام على رسول الله اما بعد..
كتاب نهج البلاغة اكثر الكتب إجلالا لدى الطائفة الشيعية لسبب واضح كونه يحتوي على خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه - بحسب زعمهم- الكتاب الذي أوصى الخميني كل الشيعة بقراءته لما فيه من مواعظ و حكم الان بين أيديكم لتحكموا و تتحاكمو اليه و على بركة الله:
اولاً: التعريف بالمؤلف:
قيل ان المؤلف هو الشريف المرتضى لكن الاقرب ان يكون المؤلف اخوه أبو الحسن، محمد بن الحسين بن موسى ينتهي نسبه الي الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، ويلقب بالشريف الرضي من مواليد (359 هـ - و المتوفى سنة 406 هـ ( مهم جداً التركيز على التاريخ)
ثانياً: الكتاب
الكتاب عبارة عن خطب و حكم-منسوبه- لعلي بن أبي طالب منها ما يوافق العقل و منها ما ينافيه و فيها من البلاغة الشيء الجميل و فيها أيضا كثير من السّجع المبالغ فيه والذي قلما نراه في أخبار ذاك القرن، كما أن الكتبا يحتوي على شتم للصحابة النبي رضوان الله عليهم أجمعين (انظر الي خطبة " الشقشقية " كمثال) و هذا يكفي لرده كله فعلي رضي الله عنه لم يكن كذلك خُلقه.
ويتكون الكتاب من:
الجزء الأول: مقدمة الشريف الرضي ويشرح فيها سبب جمعه للكتاب وملخص الكتاب.
الجزء الثاني: خطب أمير المؤمنين وفيه مجموعة من الخطب التي ألقاها الإمام علي على الناس.
الجزء الثالث: كتب أمير المؤمنين وفيه فحوى بعض الكتب والرسائل التي ارسلها الإمام علي إلى عماله في الأمصار أو أعدائه.
لجزء الرابع: حكم أمير المؤمنين وفيه مقتطفات من كلام الإمام علي وحكمه ووصاياه.
ملاحظة تاريخية حول الكتاب:
ثالثاً: شبهات حول الكتاب:
يحتوي على خطب منسوبة الى علي بن أبي طالب والتي جمعها الشريف الرضي , واذا عرفنا أن الرضي ولد عام 359 هجرية , وقام بجمع خطب علي في كتاب أسماه نهج البلاغة , نحو سنة 400 هجرية , ولو علمنا أيضاً أن علي بن أبي طالب أستشهد سنة 40 هجرية . فنكتشف أن بين علي و الرضي نحو 360 سنة .
و السؤال الذي يطرح نفسه هنا:
كيف أستطاع الرضي أن يجمع خطب علي بن أبي طالب في كتاب -من دون أي تحريف - خصوصاً أن هذه الخطب بدون أسانيد ؟
للاجابة على هذا السؤال يقول الأمين في (أعيان الشيعة) :
"إن نهج البلاغة مع صحة أسانيده في الكتب وجلالة قدر جامعه وعدالته ووثاقته لا يحتاج الى شاهد على صحة نسبته الى امام الفصاحة والبلاغة بل له منه عليه شواهد ."
ويقول في نفس الصفحة :
"قلنا إن نهج البلاغة لا يحتاج الى شاهد بل هو شاهد بنفسه لنفسه كما لا تحتاج الشمس الى شاهد أنها الشمس"!!
( أعيان الشيعة , ج1 , باب كلام في نهج البلاغة , ص79 )
وهكذا تهرب الأمين من إثبات صحة نسبة الخطب التي في هذا الكتاب الى علي بن أبي طالب بمثل هذا الكلام المثالي الرنان , وترك الأسلوب العلمي جانباً .
و قد طرح هذه التساؤلات علماء كثير من علماء السنه يتقدمه أبن تيمية و الذهبي، أيضاً الخطيب البغدادي ، وكذلك القاضي ابن خلكان ، والصفدي وغيرهم.
مثال ذلك:
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( أكثر الخطب التي ينقلها صاحب "نهج البلاغة "كذب على علي ، وعليٌّ رضي الله عنه أجلُّ وأعلى قدرا من أن يتكلم بذلك الكلام ، ولكن هؤلاء وضعوا أكاذيب وظنوا أنها مدح ، فلا هي صدق ولا هي مدح ، ومن قال إن كلام علي وغيره من البشر فوق كلام المخلوق فقد أخطأ ، وكلام النبي صلى الله عليه وسلم فوق كلامه ، وكلاهما مخلوق ... وأيضا فالمعاني الصحيحة التي توجد في كلام علي موجودة في كلام غيره ، لكن صاحب نهج البلاغة وأمثاله أخذوا كثيرا من كلام الناس فجعلوه من كلام علي ، ومنه ما يحكى عن علي أنه تكلم به ، ومنه ما هو كلام حق يليق به أن يتكلم به ولكن هو في نفس الأمر من كلام غيره ، ولهذا يوجد في كلام البيان والتبيين للجاحظ وغيره من الكتب كلام منقول عن غير علي وصاحب نهج البلاغة يجعله عن علي ، وهذه الخطب المنقولة في كتاب نهج البلاغة لو كانت كلها عن علي من كلامه لكانت موجودة قبل هذا المصنف منقولة عن علي بالأسانيد وبغيرها ، فإذا عرف من له خبرة بالمنقولات أن كثيرا منها بل أكثرها لا يعرف قبل هذا علم أن هذا كذب ، وإلا فليبيِّن الناقل لها في أي كتاب ذكر ذلك ، ومن الذي نقله عن علي ، وما إسناده ، وإلا فالدعوى المجردة لا يعجز عنها أحد ، ومن كان له خبرة بمعرفة طريقة أهل الحديث ومعرفة الآثار والمنقول بالأسانيد وتبين صدقها من كذبها ؛ علم أن هؤلاء الذين ينقلون مثل هذا عن علي من أبعد الناس عن المنقولات والتمييز بين صدقها وكذبها ). منهاج السنة النبوية 8/55 .
- أما الإمام ابن حجر العسقلاني فيتهم الشريف المرتضى بوضعه، ويقول : ومن طالعه جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي ... وأكثره باطل.!!
رابعاً: بعض التأملات في نصوص الكتاب:
تتجلى في بعض هذه الخطب المنسوبة الي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذم و قدح في شيعته .
1 - ( و ددت أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم ، يا أهل الكوفة منيت منكم بثلاث واثنتين صمٌ ذوو أسماع وبكم ذوو كلام وعمي ذوو إبصار )
2 - وفي النهج قوله : ( اللهم إني مللتهم وملوني وسئمتهم وسئمونى فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شرا مني ....)
3 - وفي النهج قوله يذم أهل الكوفة : (يا أشباه الرجال ولا رجال ! حلوم الأطفال ، وعقول ربات الحجال ، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة - والله - جرَّت ندماً ، وأعقبت سدما. قاتلكم الله لقد ملأتم قلي قيحا ، وشحنتم صدري غيظا ، وجرعتمونى نغب التًّهمَام أنفاساً ، وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان ) .
- علي رضي الله عنه ينهى عن الغلو (بخلاف المذهب الشيعي):
( وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم مخاطبا إياه : لولا أنك أمرت بالصـبر ونهيت عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الشؤون )
-وذكر في نهج البلاغة أيضا أن عليا رضي الله عنه قال : ( من ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط أجره )!
..
إذاً فكتاب الشيعة المنسوب الي علي بأن أبي طالب مشكوك في صحته بشكل كبير و جلي! فمن أين يستقي الشيعة مذهبهم؟!
