تنزيه أم المؤمنين من طعن الرافضة المموهين ..
تنزيه أم المؤمنين من طعن الرافضة المموهين ..
هذه مشاركة للزميلة فجر الايام
http://www.al-shaaba.net/vb/showpost...3&postcount=29
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فجر الايام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن اخوتي ان تشرحو لي معنى هذاالحديث ولم ذكره البخاري وما استفيد منه :
صحيح البخاري - كتاب الغسل
باب الغسل بالصاع ونحوه - حديث : 24719624
حدثنا عبد الله بن محمد ، قال : حدثني عبد الصمد ، قال : حدثني شعبة ، قال : حدثني أبو بكر بن حفص ، قال : سمعت أبا سلمة ، يقول : دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة ، فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم : " فدعت بإناء نحوا من صاع ، فاغتسلت ، وأفاضت على رأسها ، وبيننا وبينها حجاب " قال أبو عبد الله : قال يزيد بن هارون ، وبهز ، والجدي ، عن شعبة ، " قدر صاع " *
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فقد ذكر أحد أهل الجهل من الرافضة حديثاً في البخاري، وذكر أن فيه طعن بعائشة عليها السلام ( * )، وأنه تغتسل عارية أمام من لا يحل لها.
وأنكر على أهل السنة إنكارهم على الرافضة لطعنهم فيها، فأقام كما يرى الحجة على أهل السنة أنهم يطعنون بعائشة فكيف ينكرون على غيرهم !
والحديث المذكور هو ما روي عنها عليها السلام من طريق شعبة قال: حدثني أبو بكر بن حفص، قال: سمعت أبا سلمة يقول:
( دخلت أنا وأخو عائشة على عائشة فسألها أخوها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم فدعت بإناء نحوا من صاع فاغتسلت وأفاضت على رأسها وبيننا وبينها حجاب ) .
وفي رواية مسلم عن شعبة بنفس الإسناد السابق قال: ( دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة، فدعت بإناء قدر الصاع، فاغتسلت وبيننا وبينها سترا، وأفرغت على رأسها ثلاثاً، قال: وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى تكون كالوفرة ).
قال ابن تميم الظاهري: وهذا القائل إما أنه من أهل الجهل، وإما أنه من أهل الحمق يقيناً، لا يخرج عن هذين الحالين بيقين.
فالله تعالى ابتلى الأمة بأعاجم لا يفقهون من اللغة العربية إلا قليلاً، وقد لا يفقهون شيئاً منها، وإنما هم ممن يتحدث باللسان الفارسي الأعجمي ، وبينهم وبين العربية عداء قديم ليس هذا وقت الحديث عنه.
لكن المقام الآن دفع كذبة هذا الكاذب، وبيان جهله من كل وجه، فالحديث صحيح عند البخاري ولفظه ليس من ألفاظ الطعن أصلاً، ولا دلالة فيه على الطعن أيضاً، فلا يمكن إخراج طعن من الحديث إلا من عقل جاهل أو أحمق فاسق زنديق.
فقد علمتهم عليها السلام كيفية غسل النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بينها وبينهما حجاب، والذي دخل عليها هو أبو سلمة، وعائشة عليها السلام خالته بالرضاع، بإرضاع أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق .
وأما الآخر فهو أخو عائشة بالرضاع، بحسب رواية مسلم لهذا الخبر عن شعبة، فإما أن يكون هو عبد الله بن يزيد، وإما أن يكون هو كثير بن عبيد، والذين ثبت في كتب السير والأخبار أنهما رضعا معها، فإما هو الأول، إما أنه الثاني، ولا ثالث أصلاً، وإلا لنقل أهل السير ما يشير إليه، وهم أهل العناية بأهل النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيت أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
فوجب أن يفسر النص بالنص ما دامت القصة واحدة، والإسناد واحدة، والراوي واحد، فيكون الداخل برواية البخاري هو أخ لعائشة عليها السلام بالرضاع.
ومعلوم أن أحكام العورة بالنسبة للأخوة تخالف أحكامها بالنسبة للأجنبي، فللأخ رؤية ما يراه المحارم من المرأة، لذلك قامت عائشة عليها السلام وكان بينهما ستر وحجاب وهو المانع من الرؤية لما هو محرم على الأخوة، وما كان ظاهراً من رأس وغيره مما يجوز رؤيته للأخ ولابن الأخت بقي ظاهراً ليتحقق التعليم لهما.
فهذا رجوع إلى كتابين فقط، ولم أرجع لكل رواية، وإنما رجعت إلى الكتب التي هي صحيحة في الجملة عند أهل السنة، ورجعت إلى رواية البخاري لأن هذا الجاهل أو الزنديق ذكرها في معرض كلامه الذي يريد به الطعن بعائشة عليها السلام.
وقد بان للناظر كيف يدلس هؤلاء، وكيف يلبسون الحق بالباطل، وكل ذلك ليشغلوا أهل السنة بالرد على هذه الدعاوى الباطلة، وليحتار الذي لا علم له فلا يعرف كيف يجيبهم، والله المستعان.
والعجب من أهل السنة الذين يناظرون الرافضة ليل نهار، فما لنا لا نرى لهم تتبع لهذه الشبهات ونشرها في كتاب جامع لكل شبهة ؟!
بل الواجب أن يتعاون كل أهل السنة في بيان هذه الشبهات وردها باليقين والحق، فهذه المسألة وأمثالها خطيرة جداً، فهي في عرض النبي صلى الله عليه وسلم، وطعن بأم المؤمنين التي زكاها الله تعالى في القرآن الكريم.
فاسأل الله تعالى أن يوفق أهل الحق في بيان الحق مما اختلف فيه الناس، وأن يجمع القلوب على بيانه، إنه سميع مجيب ..
_______
( * ) قد ذكر بعض الأخوة سؤالاً يقول فيه: لماذا تقول: ( عليها السلام ) لعائشة ولبعض العلماء دون غيرهم ؟
فقلت مجيباً: عليك السلام أيضاً، فهو دعاء لا شيء فيه أصلاً، ولا برهان يمنع منه، وليس الدعاء كله توقيفياً، بل بعضه توقيفي، وبعضه ليس كذلك، وقول ( عليه السلام ) ليس من الدعاء التوقيفي أصلاً، إذ لا برهان في إدخاله في هذا القسم، فعليك السلام وعلى كل أهل الحق سلام أيضاً، ولم أقله لأحد دون أحد، وإنما يقع هذا بلا قصد مني، أو لغاية ما يقتضيها المقام.
فذكري لها أحياناً كان لبيان أنه لا شيء في قولها أصلاً، فليست خاصة بأهل البيت، ولا بأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا دليل على التخصيص.
المصدر دارة أهل الظاهر