شبهة ومَنْ أَطَاعَ عَليًّا فَقَد أَطَاعَني
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث
مَنْ أَطَاعَني فَقَد أَطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَاني فَقَد عَصَى الله ، ومَنْ أَطَاعَ عَليًّا فَقَد أَطَاعَني ، ومَنْ عَصَى عَليًّا فَقَد عَصَاني
أخرجه خيثمة بن سليمان في: المنتخب من فوائده ، وابن عدي في: الكامل ، وأبو بكر الإسماعيلي في: معجم شيوخه ، وأبو عبد الله الحاكم في: المستدرك ، وابن عساكر في: تاريخه .
ومن طريق خـيثمة بن سليـمـان وابن عدي الحـافظُ ابن عـساكر فـي: تاريخه .
عن يحيى بن يعلى ، ثنا: بسام الصيرفي ، عن الحسن بن عمرو الفُقَيْمي ، عن معاوية بن ثعلبة ، عن أبي ذر ا ، قال: قال رسول الله ص فذكره .
قال أبو عبد الله الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
ووافقه الذهبي .
أقـول: بل في الإسناد علتان:
الأولى: يحيى بن يعلى - وهو الأسلمي القَطَواني ، وليس هو المحاربي كما هو المتبادر ، فإن ابن عدي قد أورد هذا الحديث في ترجمة الأسلمي وجعله من منكراته .
ويحـيى بن يعلى الأسلمي القَطَوانِي ، قال فيه البخاري : ( مضطرب الحديث كنيته: أبو زكريا ، ذاهب الحديث ).
التاريخ الأوسط: ( 2 / 183 ).
وقال ابن معين: ( ليس بشيءٍ ) .
الكامل لابن عدي: ( 7 / 233 )
وقال أبو حاتم الرازي: ( كوفي ليس بالقوي ، ضعيف الحديث )
الجرح والتعديل: ( 9 / 196 ).
وقال أبو بكر البزار: ( يغلط في الأسانيد ).
تهذيب التهذيب: ( 11 / 266 ).
وقال ابن حبان: ( روى عنه أبو نعيم ضرار بن صرد ، يروي عن الثقات الأشياء المقلوبات ، فلست أدري وقع ذلك في روايته منه أو من أبي نعيم ، لأن أبا نعيم ضرار بن صرد ، سيئ الحفظ كثير الخطأ ، فلا يتهيأ إلزاق الجرح بأحدهما فيما رويا دون الآخر ، ووجب التنكب عما رويا جملة ، وترك الاحتجاج بهما على كل حال ).
المجروحين: ( 3 / 121 ).
وقال ابن عدي: ( كوفيٌ وهو في جملة شيعتهم ) .
الكامل لابن عدي: ( 7 / 233 )
الثانية: معاوية بن ثعلبة ، ذكره البخاري في : . تاريخه . ، وابن أبي حاتم في : . الجرح والتعديل . وسكتا عنه
( 7 / 333 ).
الجرح والتعديل: ( 8 / 378 )
، وذكره ابن حبان في : . الثقات . كعادته في ذكر المجاهيل
( 5 / 416 ).
وللحديث شاهد آخر من حديث يعلى بن مرة الثقفي ا .
رواه ابن عدي في: . الكامل . ، ومن طريقه ابن عساكر في: . تاريخه . ، قال: ثنا محمد بن جعفر بن يزيد المَطِيْري ، ثنا: إبراهيم بن سليمان النّهمي الكوفي ، ثنا: عبادة بن زياد ، ثنا: عمر بن سعد ، عن عمر بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده يعلى بن مرة الثقفي ا ، قال: سمعت رسول الله ص يقول: . مَنْ أَطَاعَ عَليًّا فقد أطاعني ، ومَنْ عصى عليا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أحب عليا فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ، ومن أبغض عليًّا فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض الله ، لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا كافر أو منافق . .
أقـول: هذا إسناد ضعيف جداً ، فيه عدة علل :
الأولى: إبراهيم بن سليمان النّهمي . قال الدارقطني : . متروك . .
سؤالات الحاكم النيسابوري للدارقطني: ( رقم: 40 ) .
الثانية: عمر بن سعد النصري .
قال الحافظ الذهبي: ( يروي عن عمر بن عبد الله الثقفي ، عن أبيه ، عن جده ، حدَّث عنه إسماعيل بن موسى ، عداده في البصريين ، قال البخاري: لا يصح حديثه )
الميزان: ( 3 / 199 ) .
الثالثة: عمـر بن عبد الله بن يعلى بن مُـرّة الثقفي.
قال الإمـام أحـمد: ( ضعيف الحديث ).
العلل ومعرفة الرجال: ( رقم: 1204 ).
وقال أيـضاً: ( منـكر الحـديث ).
الضعفـاء الكبير للعقيلي: ( 3/177 ).
وقال أبو نعيم: ( رأيت عمر بن عبد الله فمـا أستحـل أن أروي عنـه ).
المجروحين: ( 2/ 92 ).
وقال ابن معيـن: ( ليـس بشيء ).
تاريخ الدارمي : ( رقم: 640، 462 ).
وقال أيضاً: ( ضعيف ).
التاريخ ـ رواية الدوري ـ: ( رقم: 3939 ).
وقال أبـو حاتم الرازي: ( ضعيف الحديث، منكر الحديث ).
الجرح والتعديل: ( 6/ 118 ).
وقال ابن أبي حاتم سئل أبو زرعة عن عمر بن عبد الله بن يعلى ، فقال: ( ليس بالقوي )، فقلت مـا حالـه ؟ قال: ( أَسـأل الله السـلامة ).
الجرح والتعديل: ( 6/ 118 ـ 119 ).
وقال البـخاري: ( يتكلمون فيـه ).
التـاريخ الكبير: ( 2/ 113 ).
وقال ابن حبـان: ( منكر الروايـة عن أبيه… ، روى عمر بن عبد الله بن يَعلى نسـخة أكثرهـا مقلـوبة عن أبيه عن جده ).
المجروحيـن: ( 2/ 92 ).
وقال ـ في ترجمة أبيه ـ إنّـه: ( واهٍ ).
المجروحين: ( 2/ 25 ).
وقال النسـائي: ( ضعيف ).
الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 457 ).
وقال الدارقطني: ( متـروك ).
تهذيب الكمال: ( 21/ 420 ).
وقال الذهبي: ( ضعفوه ).
المغني: ( 2/ 470 )، الكاشف: ( 2/ 64 )، الديوان: ( رقم: 3076 ).
وقال الحافظ ابن حجر: ( ضعيف ). ،
التقريب: ( رقم: 4967 ).
وقال أيضاً: ( متفق على تضعيفه ) .
لسان الميزان: ( 4 / 307 ) .
الرابعة: عبد الله بن يعلى بن مُرّة الثَّقَفِـي.
قال البخـاري: ( فيه نظـر ).
الضعفـاء الصغـير: ( رقم: 200 ).
وقال ابن حبان: ( لا يعجبني الاحتجـاج بخبره إذا انفـرد لكثـرة المناكير في روايته، على أن ابنه واه أيضاً، فلست أدري البـليّة فيـها منه أو من ابنه ).
المجروحين: ( 2/ 25 ).
وقال الدارقطني ـ في ترجمة ابنه ـ: ( عمر بن عبد الله بن يعلى بن مُـرّة الثقفي، عن أبيه، عن جده، وأبـوه لا يعرف إلاّ بـه ).
الضعفاء والمتروكين: ( رقم: 376 ).
وقال الذهبي: ( ضعيف ).
الديوان: ( رقم: 2353 ).
فائدة: قال الشيخ الألباني - : - في : . السلسلة الضعيفة . :
( 10 – القسم الثاني / 519 – 521 ) .
( (تنبيه) : ذكر الشيعي هذا الحديث في "مراجعاته" (ص 174) ؛ فقال :
"أخرجه الحاكم في ص (121) من الجزء الثالث من "المستدرك" ، والذهبي في تلك الصفحة من "تلخيصه" ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين" !!
قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما آنفاً: "صحيح الإسناد" !
وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، وددت هذا ؛ عملاً بقوله تعالى : (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!
بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حد ؛ فقلت : لعل بصره انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهواً ، ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضاً حديث مصحح على شرط الشيخين ! فتيقنت أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمداً ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا المؤلف ؟!
ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية (ص 45) :
"أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من "المستدرك" عن ابن عباس قال : شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في (تلخيص المستدرك)"!!
وإذا رجع القارىء إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول الحاكم : "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ! وقول الذهبي : "صحيح" !
ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضاً بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة المذكورة والتي تقابلها أيضاً ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين.
ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛ ألا وهو أبو بلج عن عمرو بن ميمون .
فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سليم ؛ أخرج له أربعة دون الشيخين .
وفيه أيضاً كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم :
"محله الصدق" .
وذكره ابن حبان في "الثقات" . وقال أبو زرعة :
"صدوق" . وأما الأزدي فقال :"عنده مناكير" .
ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه السابقتين ؛ فراجعه ) أهــ.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آلـه وصحبه وسلم
كتبه
أبو عبد العزيز خليفة بن ارحمه الكواري
الاثنين، 09 جمادى الأولى، 1427هـ