السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
تتساءل يا سيد الفاروق عن مصدر تعريفي للجن . أجيبك إن شاء الله بالحجة و الدليل . يقول الله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (2) سورة يوسف.
تحتوي الآية الكريمة على معلن عظيمة لمن يريد الحق . فالقرآن نزل بلغة عربية .
و ربط رب العالمين هذه الحقيقة بالعقل .
فكيف يدعي البعض أن الدين لا يؤخذ بالعقل .
فأساس فهم القرآن هو القرآن نفسه , و اللغة العربية و العقل .
لنعود للغة العربية .و حين نبحث عن معنى جن , نجد في لسان العرب :
أصل الجن: ستر الشيء عن الحاسة يقال: جنة الليل وأجنة وجن عليه، فجنه: ستره، وأجنه جعل له ما يجنه، كقولك: قبرته وأقبرته، وسقيته وأسقيته، وجن عليه كذا: ستر عليه، قال عز وجل: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا} <....... و لا داع للسترسال في البحث .
و عليه تجد أن مصدر تعريفي صحيح و الحمد لله .فالجن : إسم وصفي و ليس إسما لعين .
من هنا تستطيع دون حرج أن تقول على من لا ترى جنا . و كثيرا ما نستعمل هذا المصطلح في حياتنا اليومية . فلو كنت تتحدث مع أحد و استدرت ناحية أخرى , و ما إن عدت لم تجده .فستقول كأنه جان . أين اختفى .
و لا عجب و لا خرافة في ديننا أبدا .
أما أنتم فأسألك عن مصادر تعريفكم لهذه الأمة التي لا يصح وجودها إلا على أنقاض كتاب الله .
و بالعودة للقرآن الكريم نفسه يتضح أن تعريفنا صحيح تماما و لا سبيل لهدمه أبدا .
و ستعرف في ظل تعريفنا معنى قول الحق :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (56) سورة الذاريات.
و شرحها في آية قرآنية أيضا بكلمات مختلفة فقط .فانظر رحمك الله :{قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ} (49) سورة الواقعة{لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ} (50) سورة الواقعة.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ} (103) سورة هود.
أي أن معنى الإنس هم من ترى من النس .و معنى الجن من لا ترى منهم .سواء كانوا قبلك (( الأولين )) أو بعدك (( الآخرين )) .
و لا حاجو لنا بابتكار خرافة كبيرة تقضي بوجود من لا وجود لهم أصلا .
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .