يا أخوان أيعقل أن تحتاج فاطمة لخادمة وتطلب ذلك على استحياء.
طيب .... تعالوا لنرى خدمها عند ولادتها.
.................................................. .........................................
عن المفضل بن عمر قال : قلت لابي عبدالله بن جعفر بن محمد عليهما السلام : كيف كانت ولادة فاطمة عليها السلام ؟ قال : نعم ، إن خديجة عليها رضوان الله لما تزوج بها رسول الله صلى الله عليه واله هجرتها نسوة مكة ، فكن لا يدخلن عليها ولا يسلمن عليها ولا يتركن امرأة تدخل عليها ، فاستوحشت خديجة من ذلك ، فلما حملت بفاطمة عليها السلام صارت تحدثها في بطنها وتصبرها ، وكانت خديجة تكتم ذلك عن رسول الله صلى الله عليه واله ، فدخل يوما وسمع خديجة تحدث فاطمة ، فقال لها : يا خديجة من يحدثك ؟ قالت : الجنين الذي في بطني يحدثني ويؤنسني ، فقال لها :
هذا جبرئيل يبشرني أنها انثى ، وأنها النسمة الطاهرة الميمونة ، وأن الله تبارك وتعالى سيجعل نسلي منها ، وسيجعل من نسلها أئمة في الامة ، يجعلهم خلفاءه في أرضه بعد انقضاء وحيه ، فلم تزل خديجة رضي الله عنها على ذلك إلى أن حضرت ولادتها ، فوجهت إلى نسآء قريش ونساء بني هاشم يجئن ويلين منها ما تلي النسآء من النسآء ، فأرسلن إليها عصيتينا ولم تقبلي قولنا ، وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له ، فلسنا نجئ ولا نلي من أمرك شيئا ، فاغتمت خديجة لذلك ، فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنهن من نساء بني هاشم ، ففزعت منهن ، فقالت لها إحداهن : لا تحزني يا خديجة ، فإنا رسل ربك إليك ، ونحن أخواتك : أنا سارة ، وهذه آسية بنت مزاحم ، وهي رفيقتك في الجنة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه صفراء بنت شعيب ، بعثنا الله تعالى إليك لنلي من أمرك ما تلي النسآء من النسآء ، فجلست واحدة عن يمينها ، والاخرى عن يسارها ، والثالثة من بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت خديجة فاطمة عليها السلام طاهرة مطهرة ، فلما سقطت إلى الارض أشرق منها النور حتى دخل بيوتات مكة ، ولم يبق في شرق الارض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور ، فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر ، وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن ، وأطيب رائحة من المسلك والعنبر ، فلفتها بواحدة ، وقنعتها بالاخرى ، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة عليها السلام بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن أبي رسول الله صلى الله عليه واله سيد الانبياء ، وأن بعلي سيد الاوصياء ، وأن ولدي سيد الاسباط ، ثم سلمت عليهن ، وسمت كل واحدة منهن باسمها ، وضحكن إليها وتباشرت الحور العين ، وبشر أهل الجنة بعضهم بعضا بولادة فاطمة عليها السلام ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم... (بحار الأنوار ج16 ص 180 ، 181)