ومن خطبة له رضي الله عنه قال :
( وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام ، والظاهر أن ربنا واحد ، ودعوتنا في الإسلام واحدة ، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله ، والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا ، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء فقبح الله المنافقين والخائبين دسو فيما بيننا واعملوا الفتنة بين المؤمنين فلا يزايدني بابن عمي احد ولا يوغر صدري عليه الا فضحته بين الاشهاد وصيره الله في كذبه يتخبط .... و ذكرت أن الله اجتبى له من المسلمين أعواناً أيدهم به فكانوا فى منازلهم عنده على قدر فضائلهم فى الإسلام وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة الصديق وخليفة الخليفة الفاروق , ولعمري أن مكانهما فى الإسلام شديد يرحمهما الله وجزاهم الله بأحسن ما عملا ... إنه قد بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه , فلم يكن للشاهد أن يختار , ولا للغائب أن يرد , وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار , فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضي , فإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة ردوه إلى ما خرج منه , فإن أبى قاتلوه على إتباعه غير سبيل المؤمنين , وولاه الله ما تولى ... ولقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحداً يشبههم منكم (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب)