بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أم بعد
يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما وبعد
إخواني الأفاضل مالي أراكم قد سلكتم مسلكا صعبا فيه الهلاك لكم والضياع الأكيد
لقد انشغلتم عن الرد على الروافض والدفاع عن الدين وأهله بملاحقة أخطاء العلماء وتصيد زلاتهم والخوض فيهم
والطعن في كبار العلماء منهم أئمة كالشيخ ابن باز وابن عثيمين بطريقة مباشرة وغير مباشرة بحجة أن لكل واحد منكم شيخ يسمع له ويقرأ له ويأخذ عنه
لقد جعلتم من علماء الأمة مهزلة وأضحوكة عند المخالفين والروافض
لا حول ولا قوة إلا بالله لم يبقي سوى أن تأتوا وتتكلموا على الشيخين الفاضلين والإمامين الجليلن البخارى ومسلم
كل منكم يتبع في ذلك هواه متجاهلا فضل العلماء وعظيم قدرهم
هل وصل أحدنا ما وصلوا إليه هم حتي يكون لنا رأى فيهم
يا أخوة الدين اتركوا النازع والشقاق فما هلكت أمة إلا بالنزاع والشقاق والإختلاف
وهل اهلك الروافض إلا إختلافهم في ابو بكر وعمر رضي الله عنهما حتي كفروا الصحابة وطعنوا فيهم
وهانتم تكفرون بعض العلماء !!!!!
أقول اتقول الله في اقوالكم وأفعالكم ولتشغلكم عيوبكم عن عيوب علمائكم
قال ابن القيم في اعلام الموقعين :
فحياة العالِم وصلاحه حياة العالَم وصلاحه! فإذا ضاعت حقوق العلماء ضاعت حقوق الأمراء وإذا ضاعت حقوق العلماء والأمراء فسد العالَم!"( أعلام الموقعين (1/8ـ10)
في كتاب رفع الملام عن الائمة الاعلام لابن تيمية يقول:
" فيجب على المسلمين بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصا العلماء الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم في ظلمات البر والبحر وقد أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إذ كل أمة قبل مبعث محمد صلى الله عليه وسلم فعلماؤها شرارها إلا المسلمين فإن علماءهم خيارهم ؛ فإنهم خلفاء الرسول في أمته والمحيون لما مات من سنته بهم قام الكتاب وبه قاموا وبهم نطق الكتاب وبه
نطقوا .
ويقولالحافظ ابن عساكر يذكر من أراد النجاة يوم الميعاد
(اعلم أخي وفقنا الله وإياكَ لمرضاته وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاتهِ ، إن لحوم العلماء مسمومة ، وعادة الله في هتك أستار منتـقصيهم معلومة ، لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمرٌ عظيم ، والتناول لأعراضهم بالزورِ والافتراء مرتعٌ وخيم.)
وقال الإمام أحمد إمام أهل السنة رضي الله عنه وأرضاه ( لُحوم العلماء مسمومة من شمها مَرِض ، ومن أكلها مات ).
وقال الحافظ ابن عساكر : ( من أطلق لسانه في العلماء بالسب أو الثلب ابتلاه الله قبل موته بموتِ القلب ).
وسئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن حكم سب ولاة الأمور والعلماء:
سماحة الشيخ هل الكلمة تؤثر في الأمن وتزعزعه مثل الأوراق التي تأتي بالفاكسات من خارج هذه البلاد، من بعض الحاقدين على هذه البلاد وولاتها وعلمائها؟
الجواب :
توزيع الأشرطة الخبيثة التي تدعو إلى الفرقة والاختلاف، وسب ولاة الأمور والعلماء، لا شك أنها من أعظم المنكرات. والواجب الحذر منها، سواء كانت جاءت من لندن من الحاقدين والجاهلين الذين باعوا دينهم وباعوا أمانتهم على الشيطان من جنس محمد المسعري ومن معه، الذين أرسلوا الكثير من الأوراق الضارة المضلة، والمفرقة للجماعة، يجب الحذر منهم، ويجب إتلاف ما يأتي من هذه الأوراق؛ لأنها شر وتدعو إلى الشر، وما هكذا النصيحة. فالنصيحة تكون بالثناء على ما فعل من الخير، والحث على إصلاح الأوضاع، والتحذير مما وقع من الشر، هذه طريقة أهل الخير الناصحين لله ولعباده.
المصدر :
نشرت في جريدة عكاظ في العدد (10541) ليوم الجمعة الموافق 25/1/1416 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.
وقال الشيخ محمد بن عثيمين في كتاب العلم :
مكانة أهل العلم أعظم مكانة؛ لأنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله ما لا يجب على غيرهم، وهم في الأرض كالنجوم في السماء يهدون الخلق الضالين التائهين، ويبينون لهم الحق ويحذرونهم من الشر ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله .
وبما سبق أرجو من الإخوة كف النازع وترك الجدال تأسيا بقول المختار صلي الله عليه وسلم
أنا زعيم ببيت في الجنة لمن ترك المراء ولو كان محقا
والرجوع إلي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم
والعلماء الربانين
وترك الكلام بغير علم
فإن رسول الله صلي الله عليه وسلم
قال كما عند البخارى
إذا سدل الأمر إلي غير أهله فنتظر الساعة
كما ارجو من المشرفين غلق الموضوع
لما فيه من المصلحة العامة..
والله أعلي وأعلم والأمر إليه أسلم
والحمد لله رب العالمين
وصلي الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بنت الحسين
ناصرة الدين...