المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بوضياف جمال
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
زميلي المحترم , أرجو أن تعيد قراءة مشاركتي رقم :609. ففيها أدلة قاطعة على كون الكائن الحي العاقل و المكلف الوحيد هو الإنسان .
و من هنا يكون كل فهم لكلمة الجن أو الشيطان أو إبليس ينتهي إلى وجود كائن حي , عاقل و مكلف إلى جانب الإنسان فهما باطلا مخالفا للقرآن الكريم.
و وجب عندها رفض هذا الفهم و العودة لكتاب الله لمحاولة إيجاد فهم صحيح ينسجم مع القرآن كله.
1-بالنسبة للجن المذكورين في سورة الجن و في سورة الأحقاف.هم نفر من البشر .و يتعلق الأمر بحادثتين منفصلتين .يمكنك البحث في الصفحات الأولى من هذا الموضوع لأنه سبق بيان شرح الحادثتين.
لماذا هم بشر؟. لأنهم ببساطة شديدة يؤمنون بالقرآن و بالنبي محمد-ص-, و عليه لا بد أن يكونوا بشرا.لكون الخليفة الوحيد في الأرض هم البشر.
و بدليل أن مهمة النبي محمد –ص-هي إخراج الناس فقط من الظلمات إلى النور.فكيف نضيف نحن الجن و ليس لدينا دليل قط.
{الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (1) سورة إبراهيم.
و بدليل وجوب كون الرسول من جنس المرسل إليهم.و بدليل أن الأمانة لم يحملها سوى البشر. الإنسان. و بدليل عجز القائلين بوجود الجن عن إثبات وجودهم و إلى قيام الساعة.
2-نعم الله تعالى قادر على كل شيء. لكن لا ينبغي أن نعتقد أن الله تعالى ينقض قوله بفعله أو العكس. فمن جهة يخبرنا أنه جعل في الأرض خليفة واحدا هم البشر. و من جهة فعله تدعون أنه جعل في الأرض خليفتين, جن و ناس.
يخبرنا الله تعالى أن الإنسان وحده هو من حمل الأمانة.لكن في الواقع تزعمون أن الجان أيضا حملها.أليس هذا تعارض بين قول الله تعالى و بين أفعاله؟.و العياذ بالله.
3-القرآن الكريم أخبرنا و الأدلة بين يديك أن الرسول يكون من جنس المرسل إليهم.فلا يمكن قبول حجتك الضعيفة بصراحة.فكيف يكون رسول الجن من البشر؟.
4-زعمك يا زميلي أنك لا تعرف مناسك الجن من القرآن الكريم , زعم باطل.فالقرآن نزل تبيانا لكل شيء.و بما أنكم تزعمون أن كتاب الجن أيضا, كان لزاما أن يبين لهم مناسكهم و أحكامهم.
و بما ان القرآن لا يتضمن مناسك الجن و أحكامهم , فهو ليس كتابا لهم البتة .بل كتاب الله للناس فقط . {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ .........َ} (185) سورة البقرة.
فلماذا نتصور وجود أمة لا يخاطبها القرآن أصلا؟.
5-في سورة الجن نفسها نجد : {يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} (2) سورة الجن.
و هذا دليل قاطع على تكليفهم.و بالضرورة يكون التكليف بناء على بيان للمناسك و للأحكام . و بما ان القرآن هدى للناس فقط.ثبت مرة أخرى أن النفر من الجن هم بشر مثلك و مثلي.
6-من يتصور أن السماء التي يسترق الشياطين منها السمع , وجب عليه تقديم دليله.و لن يكون لهم أي دليل قط و إلى قيام الساعة .فالكائن الوحيد العاقل و المكلف هو الإنسان . و ما الجن إلا صفة فقط.
فهل يمكنك تقديم صفة للناس ليرونها؟.
7-الذين يسترقون السمع كانوا منذ فجر الوحي على البشر في هذه الأرض.و سيبقى وجودهم إلى قيام الساعة.أنظر قول الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ } (112) سورة الأنعام.
فها هم أعداء الأنبياء من الجن و الإنس. و كتب السيرة حافلة بمواقفهم. و انظر جيدا أن هؤلاء الشياطين من الجن و الإنس يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول. و القول يعني الكلام .و لا نعرف جنيا يتكلم أبدا. بل كل ما يقدمه السحرة و الرقاة هو مجرد خرافات .و تصرفات ناتجة عن أمراض نفسية.
و الدليل : إذا كان الجن يتكلمون.فلماذا لا يتكلمون مباشرة؟. بل لا بد لهم من جسد إنسان مريض يستعملون لسانه و حنجرته؟.
و اعلم زميلي أن الكائن الوحيد الذي علمه الله البيان هو الإنسان .فعد إلى سورة الرحمن كي تعرف صحة ما اقول. {خَلَقَ الْإِنسَانَ} (3) سورة الرحمن{عَلَّمَهُ الْبَيَانَ} (4) سورة الرحمن.
فهل ستجد في القرآن ما يثبت أن الله تعالى علم الجان البيان؟.
8-{إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} (212) سورة الشعراء.
عرفت أن الشياطين هم المخاطبون بالآية من خلال سياقها. {وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ} (210) سورة الشعراء{وَمَا يَنبَغِي لَهُمْ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ} (211) سورة الشعراء{إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} (212) سورة الشعراء.
9-ما هو دليلك يا زميلي أن الجن لا يستقرون على الأرض؟.و أنت تعلم أن الأرض هي المستقر.ثم لماذا لا تعود لقول الله تعالى: {وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ} (38) سورة ص.
و قوله تعالى: {وَأَنَّا ظَنَنَّا أَن لَّن نُّعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَن نُّعْجِزَهُ هَرَبًا} (12) سورة الجن.
يبدو أنك لست ملما بالتصور التقليدي للجن .و هو تصور باطل بطلانا مطلقا لمخالفته القرآن الكريم.
10-بالنسبة لعرش ملكة سبأ بلقيس:
أولا من أتى بالعرش ليس جنيا و لا شيطانا و لا عفريتا.بل هو (( من عنده علم من الكتاب)) .و فيه أقوال كثيرة .أصحها أنه بشر و رأى البعض أنه هو نبي الله سليمان نفسه.
المهم , يكفي أن تعرف أن الكائن العاقل و المكلف و المتكلم أيضا , في الأرض هو الإنسان .و لا دليل على كون الجن بهذه المواصفات البتة.
من المعلوم أن الله تعالى حرم السرقة مطلقا . فكيف نستسلم لفهم ينسب السرقة لأنبياء الله ؟.
و كيف يطمع نبي الله سليمان في عرش أو كرسي أو سرير الملكة بلقيس , و يسرقه؟. فهو قد أمر بإحضاره دون علمها .أي سرقة موصوفة.
كل ما في الأمر , أن نبي الله سليمان كان يستعمل المهرة الحاذقين البارعين من البشر , في شتى المهن. فقد طلب منهم صناعة عرش مطابق لعرش بلقيس بناء على وصف الهدهد.
لذلك عندما رأته قالت: (( كأنه هو..)).
هذا كل ما في الأمر.يا زميلي. ألسنا نقول عن الحرفي البارع اليوم: كأنه جان.أو إنه شيطان. و العفريت أو العفرية النفرية في اللغة العربية , تعني الرجل البارع الداهية.
و كل النور في القرآن لكن.............يميل الهالكون إلى الدخان.
فكن يا زميلي ممن يتمسكون بنور القرآن , لا بدخان التخاريف.