اقتباس:
بداية يا زميلي الفاروق , إعلم أن المستوى المنحط الذي عدت به لا يعفيك من بحث الموضوع بحثا علميا.و لا يغنيك عن هزائم مدرستك المهلهلة.
و اسمح أن أصارحك أن استمرار حوارنا رهن باحترامك حدود الأدب . و عليك بالتزام صلب الموضوع.
من واجبي أن أبين لك و لغيرك ممن يؤجرون آذانهم لأهل البهتان. فاعلم يقينا أن ما قاله أهل البهتان عن ظروف وفاة الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام , هو ضرب من الإفك و البهتان الذي لن يذهب هباء منثورا , بل إن الله يسجله و حسابهم عند الله عسير.
و ممن يروجون هذا الإفك المبين عالم من علماء سوريا الحبيبة , لكنه خبيث النفس . شريرة الطوية , عاجز عن مقارعة الحجة بالحجة .فلجأ للبهتان و للكذب.
أما الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام , فقد عاش حياة كلها تأييدا من الله تعالى.و يكفي أنه عاد بالمسلمين إلى ما كان عليه النبي و صحبه.
و مات موتة عادية شريفة بين أهله و أصحابه الكرام .
لكنني أنبهك إلى ضرورة فحص ما يصلك من بهتان قبل ترويجه.و أنا أعرف أن مسلكك هذا هو لطردي من منتداك. و ذلك لثبوت إفلاس مدرستكم التي زجت بكم في متاهات معتقدات تفضي للشرك الصريح.
لست انت من تعلمني الأدب ولست بحاجه لأن احترم زنديق مثل مسيحكم الموعود الذي مات وعوا يتقيئ صديد وعفن
اقتباس:
أعود لموضوعنا:
لقد سبق أن شرحت لك الآية 56 من سورة الذاريات .لكنك لا تريد قبول الحق.
و مع ذلك أعيد , فأذكر لعل الذكرى تنفع المؤمنين .
القرآن الكريم هو كتاب الله الحق الحكيم. فلا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه .و هو تبيان لكل شيء و هدى و رحمة للناس . للناس و فقط.و لا يمكنكم حشر كلمة الجن عنوة في آي الذكر الحكيم.
فتعلموا كيف تحترمون كتاب الله .
لقد قرر القرآن الكريم أن الله تعالى جعل في الأرض خليفة واحدا هم البشر.
و قرر أن جميع المكلفين قد أنشأهم الله من نفس واحدة.
و قرر أن الإسلام دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها . و لا يمكنكم الزعم أنه فطرة الجن أيضا . بل رأيت جموعكم واجمة تجر أذيال الخيبة أمام الآية الكريمة.
لقد قرر القرآن الكريم أن الأمانة عرضت على السموات و الأرض و الجبال , و لم تعرض على الجن .و حملها الإنسان وحده.
فبات جليا واضحا أن الكائن الحي العاقل و المكلف الوحيد في الأرض هو الإنسان .
و عليه تكون كلمة الجن و الإنس مجرد صقتان.تعني الأولى ( الجن) الناس الأغراب عنك الذين لم ترهم أو لا تراهم أو لن تراهم. و تعني الإنس من عرفت منهم أو رأيت أو ترى.
لذلك تأتي كلمة الجن في مقابل كلمة الإنس و ليس في مقابل كلمة الناس.
كما تعني كلمة الجن كبراء الناس و ساداتهم , و تعني الإنس عامتهم . و هنا لا تعارض بين فهمنا هذا و بين السياق القرآني المجيد.
السلام عليكم