الرد على شبهة ((ياعمار تقتلك الفئة الباغية))
سئل الشيخ حامد العلي عن هذه الشبهة فكان جوابه
كيف نرد على هذه الشبهات؟
الأولى : قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ) ، وقولهم : ان معاوية رضي الله عنه هو المقصودبيدعونه إلى النار ، وهل يمكن ان يجتمع البغي مع الإيمان ؟
الثانية : قال الله تعالى ( وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ ) ،
ويقول الإمامية : المقصود بقوله تعالى هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه . لقوله تعالى في أية أخرى ( كل نفس ذائقةالموت ) ولهذا لم يمكن أن يكون هناك تعارض في القرآن.
وجزاك الله كل الخير
جواب الشيخ:
البغي يكون نوعين ،
نوع عن عمد ، ونوع عن تأويل ، والبغي الذي حصل من فئة معاوية كان عن تأويل ،
بمعنى أنهم يظنون أنهم على الحق ، ولكن هذا لايخرجه عن وصف البغي في الظاهر ،
وليس في الحديث دليل على أن معاوية رضي الله عنه هو الذي يدعوه إلى النار ،
وإنما يدل على ان البغي في الحقيقة دعوة إلى النار ، وإن كان فاعله قد لايشعر بذلك ، كما أنك عندما تقول لمن يقول بجواز القتال في عصبية ، لمن ينصر عصبة ، إنه يدعو إلى النار بهذه الفتوى ، ولكن هو قد يكون متاولا يظن أنه على صواب وحق ، ولهذا لم يقل علماء أهل السنة أن الصحابة معصومون ، ولم يقع منهم الخطأ قط ،
بل قالوا جائز ان يكون الخطأوالذنب قد وقع بتأويل، وبغير تأويل فهم بشر ، غير أن حسناتهم الراجحة وجهادهم مع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفضل الصحبة تجعل فضلهم علىالامة سابقا ، لايقاربهم فيه أحد ،
حتى ورد في الحديث أن مثل جبل أحد ذهبا من غيرهم ينفقه ، لايبلغ مد أحدهم ولا نصيفه ، ولايطعن فيهم إلا جاهل أو منافق أو مريض القلب.
والمقصود بقوله تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) اي من البشر كماقال تعالى ( وما جعلنا لبشر منقبلك الخلد ) وأما قوله تعالى ( ويحذركمالله نفسه ) أي يحذركم من ذاته سبحانه ، والنفس يراد بها في اللغة التاكيد ، كما تقول جاء فلان نفسه أي لاغيره ، والله تعالى عندما يقول كل نفس ذائقة الموت ، لاريب لاتدخل ذاته في الخطاب ، كما لاتدخل عندما يقول خالق كل شيء ،
مع أنه سبحانه قال ( قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم )
لان الشيء هو الموجود ، والعجب من هؤلاء ، كيف لايعقلون ما يقولون ،
فهم يقولون هنا أن الله تعالى يحذر الصحابة من علي رضي الله عنه ، ثم مع ذلك يزعمون أن الصحابة لم يبالوا بهذا التحذير ، بل جحدوا حق علي رضي الله عنه ، ومضى على ذلك كل فترة الخلافة إلى أن تولاها ، وكان طيلة هذا الزمن ، مهضوم الحق ، مظلوما ، ولم يقدر ان يسترجع حقه ، فمافائدة التحذير إذاً لو كانوا يعقلون.
غير أن الحق الذي لاريب فيه أن عليا رضي الله عنه تولى الخلافة لما جاء حقه فيها ،
إذ فضله في الامة كترتيبه في الخلافة ، ولهذا لم يظلم ولم يقهر وحاشا أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يجحدوا وصيته ، ويخونوا عهده والله أعلم.
موقع فيصل نور
المفضلات