جزاك الله خيرا ورضى الله عن الصابة اجمعين وحشرنا فى زمرتهم قول امين
جزاك الله خيرا ورضى الله عن الصابة اجمعين وحشرنا فى زمرتهم قول امين
</SPAN> الصفحة 31 عرفت به، وخلقا سيئا ثبت عليه، وبغيا علينا عداوة منك لمحمد وأهله، ولكن اسمع يا معاوية! واسمعوا فلأقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم.
أنشدكم الله أيها الرهط أتعلمون أن الذي شتمتموه منذ اليوم صلى القبلتين كليهما وأنت بهما كافر، تراها ضلالة، وتعبد اللات والعزى غواية؟ وأنشدكم الله هل تعلمون أنه بايع البيعتين كليهما: بيعة الفتح وبيعة الرضوان؟ وأنت يا معاوية! بإحداهما كافر، و بالأخرى ناكث. وأنشدكم الله هل تعملون أنه أول الناس إيمانا؟ وأنك يا معاوية! وأباك من المؤلفة قلوبهم تسرون الكفر وتظهرون الاسلام، وتستمالون بالأموال. وأنشدكم الله ألستم تعلمون أنه كان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله يوم بدر؟ وأن راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه، ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومعك ومع أبيك راية الشرك، وفي كل ذلك يفتح الله له، ويفلج حجته، وينصر دعوته، ويصدق حديثه، ورسول الله صلى الله عليه وآله في تلك المواطن كلها عنه راض، وعليك وعلى أبيك ساخط، وأنشدك الله يا معاوية! أتذكر يوما جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أللهم العن الراكب و القائد والسائق، أتنسى يا معاوية! الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم أن يسلم تنهاه عن ذلك.
يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا
خالي وعمي وعم الأم ثالثهم * وحنظل الخير قد أهدى لنا الارقا
لا تركنن إلى أمر يكلفنا * والراقصات به في مكة الخرقا
فالموت أهون من قول العداة لقد * عاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا
والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت. وأنشدكم الله أيها الرهط! أتعلمون أن عليا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأنزل فيه: يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم. وإن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة فنزلوا من حصنهم فهزموا فبعث عليا بالراية فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله، وفعل في خيبر مثلها ثم قال: يا معاوية! أظنك لا تعلم أني أعلم ما دعا به عليك رسول الله صلى الله عليه وآله لما أراد أن يكتب كتابا إلى بني جذيمة فبعث إليك ونهمك إلى أن تموت، وأنتم أيها الرهط نشدتكم الله ألا تعملون أن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن </SPAN>الصفحة 32 أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها، أولها [فعد المواطن التي ذكرناها ص 81، 82 من هذا الجزء]
راجع تذكرة السبط ص 115، شرح ابن أبي الحديد 2: 102، جمهرة الخطب 1: 428.
وفي لفظ سبط ابن الجوزي: وأنت يا معاوية! نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليك يوم الأحزاب فرأى أباك على جمل يحرض الناس على قتاله وأخوك يقود الجمل وأنت تسوقه فقال:
لعن الله الراكب والقائد والسائق، وما قابله أبوك في موطن إلا ولعنه وكنت معه، ولاك عمر الشام فخنته، ثم ولاك عثمان فتربصت عليه، وأنت الذي كنت تنهى أباك عن الاسلام حتى قلت مخاطبا له:
يا صخر لا تسلمن طوعا فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا
لا تركنن إلى أمر تقلدنا * والراقصات بنعمان به الحرقا
وكنت يوم بدر واحد والخندق والمشاهد كلها تقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد علمت الفراش الذي ولدت عليه. الحديث.
قال السبط في التذكرة ص 116، قال الأصمعي والكلبي في المثالب: معنى قول الحسن لمعاوية: قد علمت الفراش الذي ولدت فيه. إن معاوية كان يقال إنه من أربعة من قريش: عمارة بن الوليد بن المغيرة المخزومي. مسافر بن أبي عمرو. أبي سفيان.
العباس بن عبد المطلب. وهؤلاء كانوا ندماء أبي سفيان وكان منهم من يتهم بهند.
فأما عمارة بن الوليد كان من أجمل رجالات قريش.
وأما مسافر بن أبي عمرو فقال الكلبي: عامة الناس على أن معاوية منه لأنه كان أشد الناس حبا لهند، فلما حملت هند بمعاوية خاف مسافر أن يظهر أنه منه، فهرب إلى ملك الحيرة فأقام عنده، ثم إن أبا سفيان قدم الحيرة فلقيه مسافر وهو مريض من عشقه لهند وقد سقى بطنه فسأله عن أهل مكة فأخبره، وقيل: إن أبا سفيان تزوج هندا بعد انفصال مسافر عن مكة، فقال له أبو سفيان: إني تزوجت هندا بعدك فازداد مرضه وجعل يذوب فوصف الكي فاحضروا المكاوي والحجام، فبينا الحجام يكويه إذ حبق الحجام فقال مسافر: قد يحبق العير والمكواة في النار. فسارت مثلا، ثم مات مسافر من عشقه لهند.
</SPAN>الصفحة 33 وقال الكلبي: كانت هند من المغيلمات وكانت تميل إلى السودان من الرجال فكانت إذا ولدت ولدا أسود قتلته قال: وجرى بين يزيد بن معاوية وبين إسحاق بن طابة بين يدي معاوية وهو خليفة فقال يزيد لإسحاق: إن خيرا لك أن يدخل بنو حرب كلهم الجنة. أشار يزيد إلى أن أم إسحاق كانت تتهم ببعض بني حرب، فقال له إسحاق إن خيرا لك أن يدخل بنو العباس كلهم الجنة. فلم يفهم يزيد قوله وفهم معاوية، فلما قام إسحاق قال معاوية ليزيد: كيف تشاتم الرجال قبل أن تعلم ما يقال فيك؟ قال:
قصدت شين إسحاق. قال: وهو كذلك أيضا. قال: وكيف؟ قال: أما علمت أن بعض قريش في الجاهلية يزعمون أني للعباس. فسقط في يدي يزيد. وقال الشعبي: وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وآله إلى هند يوم فتح مكة بشئ من هذا فإنها لما جاءت تبايعه وكان قد أهدر دمها فقالت: على ما أبايعك؟ فقال: على أن لا تزنين. فقالت: وهل تزني الحرة؟ فعرفها رسول الله صلى الله عليه وآله فنظر إلى عمر فتبسم.
وقال الزمخشري في ربيع الأبرار (1) ج 3 باب القرابات والأنساب وذكر حقوق الآباء والأمهات وصلة الرحم والعقوق:
وكان معاوية يعزى إلى أربعة إلى أبي عمرو بن مسافر. وإلى عمارة بن الوليد.
وإلى العباس بن عبد المطلب. وإلى الصباح مغنى أسود كان لعمارة. قالوا: وكان أبو سفيان ذميما، قصيرا، وكان الصباح عسيفا لأبي سفيان شابا وسيما فدعته هند إلى نفسها - وقالوا: إن عتبة بن أبي عتبة بن أبي سفيان من الصباح أيضا - وإنما كرهت أن تضعه في منزلها فخرجت إلى أجياد فوضعته هناك، وفي ذلك قال حسان:
لمن الصبي بجانب البطحاء * في الترب ملقى غير ذي مهد
نجلت به بيضاء آنسة * من عبد شمس صلبة الخد؟
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 1: 111: كانت هند تذكر في مكة بفجور وعهر وقال الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار: كان معاوية. وذكر إلى آخر الكلمة المذكورة فقال: والذين نزهوا هندا عن هذا القذف، فذكر حديث الفاكهة الذي ذكره أبو عبيد معمر بن المثنى.
____________
(1) وقفت منه على عدة نسخ منها نسخة في مكتبة الأوقاف العامة ببغداد رقم 388. الصفحة 34 وفي كتاب لزياد بن أبيه مجيبا معاوية عن تعييره إياه بأمه سمية: وأما تعييرك لي بسمية فإن كنت ابن سمية فأنت ابن جماعة. شرح ابن أبي الحديد 4: 68.
68 - أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه من طريق عبد الملك بن عمير قال:
قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية فقال: من أنت؟ قال: جارية بن قدامة. قال:
وما عسيت أن تكون هل أنت إلا نحلة؟ قال: لا تقل فقد شبهتني بها حامية اللسعة حلوة البصاق، والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب، وما أمية إلا تصغير أمة.
وأخرج عن الفضل بن سويد قال: وفد جارية بن قدامة على معاوية، فقال له معاوية: أنت الساعي مع علي بن أبي طالب، والموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية تسفك دماءهم. قال جارية: يا معاوية! دع عنك عليا فما أبغضنا عليا منذ أحببناه، ولا غششناه منذ صحبناه. قال ويحك يا جارية! ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية؟
قال: أنت يا معاوية! كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية. إلخ وذكره بطوله وما قبله السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 133.
وفي لفظ ابن عبد ربه: قال معاوية لجارية: ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية؟ قال: ما كان أهونك على أهلك إذ سموك معاوية وهي الأنثى من الكلاب؟
قال: لا أم لك. قال: أمي ولدتني للسيوف التي لقيناك بها في أيدينا، قال: إنك لتهددني؟ - قال: أما والله إن القلوب التي أبغضناك بها لبين جوانحنا، والسيوف التي قاتلناك بها لفي أيدينا إنك لم تفتتحنا قسرا، ولم تملكنا عنوة، ولكنك أعطيتنا عهدا وميثاقا، وأعطيناك سمعا وطاعة، فإن وفيت لنا وفينا لك، وإن فزعت إلى غير ذلك فإنا تركنا وراءنا رجالا شدادا وألسنة حدادا. قال له معاوية: لا كثر الله في الناس أمثالك. قال جارية: قل معروفا وراعنا فإن شر الدعاء المحتطب. العقد الفريد 2: 143 في مجاوبة الأمراء والرد عليهم، وذكره الأبشيهي قريبا من هذا اللفظ في المستطرف 1: 73 وما ذكرناه بين الخطين من لفظه.
69 - دخل شريك بن الأعور على معاوية وكان دميما فقال له معاوية: إنك لدميم والجميل خير من الدميم، وإنك لشريك وما لله من شريك، وإن أباك لأعور والصحيح خير من الأعور، فكيف سدت قومك؟ فقال له: إنك معاوية وما معاوية إلا كلبة عوت فاستعوت الكلاب، وإنك لابن صخر والسهل خير من الصخر، وإنك </SPAN>الصفحة 35 لابن حرب والسلم خير من الحرب، وإنك لابن أمية وما أمية إلا أمة صغرت، فكيف صرت أمير المؤمنين؟ ثم خرج وهو يقول:
أيشتمني معاوية بن حرب * وسيفي صارم ومعي لساني
وحولي من ذوئ يزن ليوث * ضراغمة تهش إلى الطعان
يعير بالدمامة من سفاه * وربات الجمال من الغواني
المستطرف 1: 72قال الأميني: إن معاوية لما كان تتوجه إليه تلكم القوارص من ناحية اسمه، ولعله كان لا ينسى معناه عند توجيه الخطاب إليه بذلك، ولم يك له بد منه إذ سمته به هند وما كان يسعه إن يخطأها، فبذل ألف ألف درهم لعبد الله بن جعفر الطيار أن يسمي أحد أولاده (معاوية) (1) زعما منه بتخفيف الوطئة إن كان له سمي في البيت الهاشمي. لكن خفي على المغفل أن فناء آل هاشم لا يقصر عن فناء أصحاب الكهف فإن كلبهم ما دنس ساحتهم، فإني تدنس الأسماء تلك الأفنية المقدسة التي منها بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
70 - ومن خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام: والله ما معاوية بأدهى مني، ولكنه يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس، ولكن كل غدرة فجرة، ولكل فجرة كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة.
ولابن أبي الحديد في شرحه 2: 572 - 589 كلمة ضافية في شرح هذه الخطبة فيها فوائد جمة من جهات شتى، ومنها كلمة الجاحظ أبي عثمان حول معاوية، وقول أبي جعفر النقيب: إن معاوية من أهل النار لا لمخافته عليا ولا بمحاربته إياه، ولكن عقيدته لم تكن صحيحة ولا إيمانه حقا، وكان من رؤس المنافقين هو وأبوه، ولم يسلم قلبه قط، وإنما أسلم لسانه، وكان يذكر من حديث معاوية ومن فلتات قوله وما حفظ عنه من كلام يقتضي فساد العقيدة شيئا كثيرا.. إلخ.
71 - لما قتل العباس بن ربيعة يوم صفين عرار بن أدهم من أصحاب معاوية تأسف معاوية على عرار وقال: متى ينطف فحل بمثله؟ أيطل دمه؟ لاها الله ذا. ألا
____________
(1) تاج العروس 10: 260. الصفحة 36 لله رجل يشري نفسه يطلب بدم عرار؟ فانتدب له رجلان من لخم. فقال: إذهبا فأيكما قتل العباس برازا فله كذا. فأتياه ودعواه إلى البراز فقال: إن لي سيدا أريد أن اؤامره فأتى عليا فأخبره الخبر فقال علي: والله لود معاوية إنه ما بقي من هاشم نافخ ضرمة إلا طعن في نيطه (1) إطفاء لنور الله ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون. الحديث عيون الأخبار لابن قتيبة 1: 180.
72 - لما سلم الحسن الأمر إلى معاوية قال الخوارج: قد جاء الآن ما لا شك فيه فسيروا إلى معاوية فجاهدوه. فأقبلوا وعليهم فروة بن نوفل حتى حلوا بالنخيلة عند الكوفة وكان الحسن بن علي قد سار يريد المدينة، فكتب إليه معاوية يدعوه إلى قتال فروة فلحقه رسوله بالقادسية أو قريبا منها فلم يرجع وكتب إلى معاوية: لو آثرت أن أقاتل أحدا من أهل القبلة لبدأت بقتالك فإني تركتك لصلاح الأمة وحقن دمائها.
الكامل لابن الأثير 3: 177.
73 - قال الأسود بن يزيد: قلت لعائشة: ألا تعجبين لرجل من الطلقاء ينازع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الخلافة؟ فقالت: وما تعجب من ذلك؟ هو سلطان الله يؤتيه البر والفاجر، وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة، وكذلك غيره من الكفار.
تاريخ ابن كثير 8 ص 131 قال: أخرجه أبو داود الطيالسي وابن عساكر (2).
تشبيه أم المؤمنين معاوية بفرعون وغيره من الكفار في ملكه يعرب عن جلية حال ذلك الملك العضوض ومالك أزمته، وما أمر فرعون برشيد يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة، بئس الرفد المرفود 74 - أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه 6: 425 من طريق الشعبي قال: خطب الناس معاوية فقال: لو أن أبا سفيان ولد الناس كلهم كانوا أكياسا. فقام إليه صعصعة بن صوحان فقال له: قد ولد الناس كلهم من هو خير من أبي سفيان: آدم عليه السلام فمنهم الأحمق والكيس، فقال معاوية: إن أرضنا قريبة من المحشر. فقال له: إن المحشر لا يبعد على
____________
(1) النيط: الوسط بين الأمرين.
(2) ترى ابن كثير حكى هذا الحديث عن أبي داود الطياسي وابن عساكر، وقد حرفته يد الطبع عن مسند الأول وتاريخ الثاني لما فيه من طعن أم المؤمنين على معاوية. الصفحة 37 مؤمن ولا يقرب من كافر. فقال معاوية: إن أرضنا أرض مقدسة. فقال له صعصعة: إن الأرض لا يقدسها شئ ولا ينجسها، إنما تقدسها الأعمال. فقال معاوية: عباد الله اتخذوا الله وليا واتخذوا خلفاءه جنة تحترزوا بها. فقال صعصعة: كيف وكيف؟ وقد عطلت السنة، وأخفرت الذمة، فصارت عشواء مطلخمة، في دهياء مدلهمة، قد استوعبتها الأحداث، وتمكنت منها الأنكاث. فقال له معاوية: يا صعصعة! لإن تقعى على ظلعك خير لك من استبراء رأيك، وإبداء ضعفك، تعرض بالحسن بن علي علي، ولقد هممت أن أبعث إليه. فقال له صعصعة: أي والله وجدتهم أكرمهم جدودا، وأحياكم حدودا، و أوفاكم عهودا، ولو بعثت إليه فلوجدته في الرأي أريبا، وفي الأمر صليبا، وفي الكرم نجيبا، يلذعك بحرارة لسانه، ويقرعك بما لا تستطيع إنكاره. فقال له معاوية: والله لأجفينك عن الوساد، ولأشردن بك في البلاد، فقال له صعصعة: والله إن في الأرض لسعة، وإن في فراقك لدعة، فقال معاوية: والله لأحبسنك عطاءك. قال: إن كان ذلك بيدك فافعل، إن العطاء وفضائل النعماء في ملكوت من لا تنفد خزائنه، ولا يبيد عطاءه، ولا يحيف في قضيته. فقال له معاوية: لقد استقتلت. فقال له صعصعة: مهلا، لم أقل جهلا، ولم أستحل قتلا، لا تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل مظلوما كان الله لقاتله مقيما، يرهقه اليما، ويجرعه حميما، ويصليه جحيما.
75 - لما ولي معاوية بن يزيد بن معاوية صعد المنبر فقال: إن هذه الخلافة حبل الله وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله، ومن هو أحق به منه، علي بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته فصار في قبره رهينا بذنوبه، ثم قلد أبي الأمر، وكان غير أهل له، ونازع ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصف عمره، وانبتر عقبه، وصار في قبره رهينا بذنوبه ثم بكى. الصواعق لابن حجر ص 134.
76 - قال الحارث بن مسمار البهراني: حبس معاوية صعصعة بن صوحان العبدي وعبد الله بن الكواء اليشكري ورجالا من أصحاب علي مع رجال من قريش فدخل عليهم معاوية يوما فقال: نشدتكم بالله إلا ما قلتم حقا وصدقا أي الخلفاء رأيتموني؟ فقال ابن الكواء: لولا أنك عزمت علينا ما قلنا لأنك جبار عنيد لا تراقب الله في قتل الأخيار و لكنا نقول: إنك ما علمنا واسع الدنيا، ضيق الآخرة، قريب الثرى، بعيد المرعى، </SPAN>الصفحة 38 تجعل الظلمات نورا، والنور ظلمات. فقال معاوية: إن الله أكرم هذا الأمر بأهل الشام الذابين عن بيضته، التاركين لمحارمه، ولم يكونوا كأمثال أهل العراق المنتهكين لمحارم الله والمحلين ما حرم الله والمحرمين ما أحل الله. فقال عبد الله بن الكواء، يا ابن أبي سفيان إن لكل كلام جوابا ونحن نخاف جبروتك، فإن كنت تطلق ألسنتنا ذبينا عن أهل العراق بألسنة حداد لا يأخذها في الله لومة لائم، وإلا فإنا صابرون حتى يحكم الله ويضعنا على فرجه. قال: والله لا يطلق لك لسان.
ثم تكلم صعصعة فقال: تكلمت يا ابن أبي سفيان فأبلغت ولم تقصر عما أردت و ليس الأمر على ما ذكرت، أنى يكون الخليفة من ملك الناس قهرا، ودانهم كبرا، و استولى بأسباب الباطل كذبا ومكرا؟ أما والله مالك في يوم البدر مضرب ولا مرمى، و ما كنت فيه إلا كما قال القائل (لا حلى ولا سيرى) ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممن أجلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما أنت طليق ابن طليق، أطلقكما رسول الله صلى الله وعليه وسلم فأنى تصلح الخلافة لطليق؟ فقال معاوية لولا أني أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول:
قابلت جهلهم حلما ومغفرة * والعفو عن قدرة ضرب من الكرم
لقتلتكم. " مروج الذهب 2: 78 "
77 - عن أبي مزروع الكلبي قال: دخل صعصعة بن صوحان على معاوية فقال له يا ابن صوحان أنت ذو معرفة بالعرب وبحالها - إلى أن قال -: فأخبرني عن أهل الحجاز.
قال: أسرع الناس إلى فتنة، وأضعفهم عنها، وأقلهم عناء فيها، غير أن لهم ثباتا في الدين وتمسكا بعروة اليقين، يتبعون الأئمة الأبرار، ويخلعون الفسقة الفجار. فقال معاوية:
من البررة والفسقة؟ فقال: يا ابن أبي سفيان! ترك الخداع من كشف القناع، علي وأصحابه من الأئمة الأبرار، وأنت وأصحابك من أولئك.
إلى أن قال معاوية: أخبرني عن أهل الشام. قال: أطوع الناس لمخلوق، وأعصاهم للخالق، عصاة الجبار، وحلفة الأشرار، فعليهم الدمار، ولهم سوء الدار. فقال معاوية:
والله يا ابن صوحان! إنك لحامل مديتك منذ أزمان إلا أن حلم ابن أبي سفيان يرد عنك فقال صعصعة: بل أمر الله وقدرته، إن أمر الله كان قدرا مقدورا. (1)
____________
(1) مروج الذهب 2: 78، 79. الصفحة 39 78 - عن إبراهيم بن عقيل البصري قال: قال معاوية يوما وعنده صعصعة وكان قدم عليه بكتاب علي وعنده وجوه الناس: الأرض لله، وأنا خليفة الله، فما آخذ من مال الله فهو لي وما تركت منه كان جائزا لي فقال صعصعة:
تمنيك نفسك ما لا يكون * جهلا معاؤي لا تأثم
فقال معاوية: يا صعصعة! تعلمت الكلام. قال، العلم بالتعلم، ومن لا يعلم يجهل قال معاوية: ما أحوجك إلى أن أذيقك وبال أمرك. قال، ليس ذلك بيدك ذلك بيد الذي لا يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، قال، ومن يحول بيني وبينك؟ قال: الذي يحول بين المرء وقلبه. قال معاوية: اتسع بطنك للكلام كما اتسع بطن البعير للشعير. قال: اتسع بطن من لا يشبع ودعا عليه من لا يجمع. (1)
79 - سئل صعصعة بن صوحان عن معاوية قال: صانع الدنيا فاقتلدها، وضيع الآخرة فنبذها، وكان صاحب من أطعمه وأخافه. تاريخ ابن عساكر 6: 424.
80 - أخرج أبو الفرج الاصبهاني في الأغاني 3: 18 قال: أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثني أحمد بن معاوية عن الهيثم بن عدي قال: حج معاوية حجتين في خلافته وكانت له ثلاثون بغلة يحج عليها نساؤه وجواريه قال: فحج في إحداهما فرأى شخصا يصلي في المسجد الحرام عليه ثوبان أبيضان فقال: من هذا؟ قالوا: شعبة بن غريض (2) وكان من اليهود فأرسل إليه يدعوه فأتاه رسوله فقال: أجب أمير المؤمنين. قال: أو ليس قد مات أمير المؤمنين قبل؟ قال: فأجب معاوية فأتاه فلم يسلم عليه بالخلافة فقال له معاوية: ما فعلت أرضك التي بتيماء؟ (3) قال: يكسى منها العاري ويرد فضلها على الجار قال: أفتبيعها؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: بستين ألف دينار ولولا خلة أصابت الحي لم أبعها. قال: لقد أغليت. قال: أما لو كانت لبعض أصحابك لأخذتها بستمائة ألف دينار ثم لم تبل. قال: أجل: وإذ بخلت بأرضك فأنشدني شعر أبيك يرثي نفسه فقال: قال أبي:
____________
(1) مروج الذهب 2: 79، جمهرة الخطب 1: 257.
(2) كذا في الأغاني والصحيح كما ضبطه ابن حجر في الإصابة: سعنه. بالمهلة والنون. و يقال بالمثناة التحتانية وعريض بالمهملة أيضا.
(3) تيما: محل بين الحجاز والشام. الصفحة 40 يا ليت شعري حين أندب هالكا * ماذا تؤبنني به أنواحي؟
أيقلن لا تعبد فرب كريهة * فرجتها ببشارة وسماح
ولقد ضربت بفضل مالي حقه * عند الشتاء وهبة الأرواح
ولقد أخذت الحق غير مخاصم * ولقد رددت الحق غير ملاح
وإذا دعيت لصعبة سهلتها * ادعى بأفلح مرة ونجاح
فقال: أنا كنت بهذا الشعر أولى من أبيك قال: كذبت ولؤمت. قال أما كذبت فنعم، وأما لؤمت فلم؟ قال: لأنك كنت ميت الحق في الجاهلية وميته في الاسلام، أما في الجاهلية فقاتلت النبي صلى الله عليه وسلم والوحي جعل الله كيدك المردود، وأما في الاسلام فمنعت ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة، وما أنت وهي وأنت طليق ابن طليق؟ فقال معاوية: قد خرف الشيخ فأقيموه فأخذ بيده فأقيم.
وذكره ملخصا ابن حجر في الإصابة 2: 43 من طريق آخر عن عبد الله بن الزبير وزاد: فقال: ما خرفت ولكن أنشدك الله يا معاوية! أما تذكر لما كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء علي فاستقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: قاتل الله من يقاتلك، وعادى من يعاديك.
فقطع عليه معاوية حديثه وأخذ معه في حديث آخر.
</SPAN>الصفحة 41 معاوية في ميزان القضاء
لعمر الحق إن واحدة من هذه الشهادات كافية في تحطيم قدر الرجل والاسفاف بمستواه إلى الحضيض الأسفل، فكيف بجميعها؟ فإنها صدرت من سادات الصحابة وأعيانهم العدول جميعهم عند القوم فضلا عن هؤلاء الذين لا يشك في ورعهم وقداسة ساحتهم عن السقطة في القول والعمل، ولا سيما وفيهم الإمام المعصوم الخليفة حقا المطهر بلسان الذكر الحكيم عن أي رجاسة، الذي يدور الحق معه حيثما دار، وهو مع القرآن والقرآن معه لن يفترقا حتى يردا الحوض (1) وقبل الجميع ما رويناه عن النبي الأقدس صلى الله عليه وآله في حق هذا الانسان.
فالرجل أخذا بمجامع تلكم الشهادات الصادقة للسلف الصالح محكوم عليه نص أقوالهم من دون أي تحريف وتحوير منا بأنه امرئ ليس له بصر يهديه ولا قائد يرشده، دعاه الهوى فأجابه، وقاده الضلال فاتبعه، وما أتى به من ضلاله ليس ببعيد الشبه ما أتى به أهله المشركون الكفرة، مصيره إلى اللظى، مبوأه النار، اللعين ابن اللعين، الفاجر ابن الفاجر، المنافق ابن المنافق، الطليق ابن الطليق، الوثن ابن الوثن، الجلف المنافق، الأغلف القلب، القليل العقل، الجبان الرذل، يخبط في عماية، ويتيه في ضلالة، شديد اللزوم للأهواء المبتدعة، والحيرة المتبعة، لم يكن من أهل القرآن ولا مريدا حكمه يجري إلى غاية خسر، ومحلة كفر، قد أولجته نفسه شرا، وأقحمته غيا، وأوردته المهالك وأوعرت عليه المسالك، غمص الناس، وسفه الحق، فاسق مهتوك ستره، يشين الكريم بمجلسه، ويسفه الحليم بخلطته، ابن آكلة الأكباد، الكذاب العسوف، إمام الردى، وعدو النبي، لم يزل عدوا لله والسنة والقرآن والمسلمين، رجل البدع والأحداث كانت بوائقه تتقى، وكان على الاسلام مخوفا، الغادر الفاسق، مثله كمثل الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، لم يجعل الله له سابقة في الدين، ولا سلف صدق في الاسلام، القاسط النابذ كتاب الله وراء ظهره، كان شر الأطفال
____________
(1) راجع الجزء الثالث من كتابنا هذا. الصفحة 42 وشر رجال، كهف المنافقين، دخل في الاسلام كرها، وخرج منه طوعا، لم يقدم إيمانه ولم يحدث نفاقه، كان حربا لله ولرسوله، حزبا من أحزاب المشركين، عدوا لله ولنبيه وللمؤمنين، أقول الناس للزور، وأضلهم سبيلا، وأبعدهم من رسول الله وسيلة، الغاوي اللعين، ليس له فضل في الدين معروف، ولا أثر في الاسلام محمود، عادى الله ورسوله وجاهدهما، وبغى على المسلمين، وظاهر المشركين، فلما أراد الله أن يظهر دينه وينصر رسوله أتاه فأسلم وهو والله راهب غير راغب، قبض رسول الله والرجل يعرف بعداوة المسلم ومودة المجرم، يطفي نور الله، ويظاهر أعداء الله، أغوى جفاة فأوردهم النار وأورثهم العار، لم يكن في إسلامه بأبر وأتقى ولا أرشد ولا أصوب منه في أيام شركه وعبادته الأصنام.
هذا معاوية عند رجال الدين الصحيح الأبرار الصادقين، وهذه صحيفة من تاريخه السوداء، وتؤكد هذه الكلم القيمة ما يؤثر عن الرجل من بوائق وموبقات هي بمفردها حجج دامغة على سقوطه عن مبوأ الصالحين، فإنها لا تتأتى إلا عن تهاون بأمر الله ونهيه، وإغضاء عن نواميس الدين وشرايع الاسلام، وتزحزح عن سنة الله، وتعد وشذوذ عن حدوده، ومن يعتد حدود الله فأولئك هم الظالمون، وإليك نزر منها:
- 1 -
معاوية والخمر
1 - أخرج إمام الحنابلة أحمد في مسنده 5: 347 من طريق عبد الله بن بريدة قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا، ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال معاوية: كنت أجمل شباب قريش، وأجودهم ثغرا، وما شيئ كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني.
2 - أخرج ابن عساكر في تاريخه 7: 211 من طريق عمير بن رفاعة قال: مر على عبادة (1) بن الصامت وهو في الشام قطارة تحمل الخمر فقال: ما هذه؟ أزيت؟ قيل
____________
(1) كان بدريا عقبيا أحد نقباء الأنصار بايع رسول الله على أن لا يخاف في الله لومة لائم.
سنن البيهقي 5: 277. الصفحة 43 لا، بل: خمر تباع لفلان، فأخذ شفرة من السوق فقام إليها فلم يذر فيها راوية إلا بقرها وأبو هريرة إذ ذاك بالشام، فأرسل فلان إلى أبي هريرة يقول له: أما تمسك عنا أخاك عبادة؟ أما بالغدوات فيغدوا إلى السوق فيفسد على أهل الذمة متاجرهم، وأما بالعشي فيقعد في المسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا أو عيبنا، فأمسك عنا أخاك، فأقبل أبو هريرة يمشي حتى دخل على عبادة فقال له: يا عبادة! مالك ولمعاوية؟ ذره وما حمل، فإن الله يقول: تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. قال: يا أبا هريرة؟
لم تكن معنا إذ بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعناه على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلى أن نقول في الله لا تأخذنا في الله لومة لائم، وعلى أن ننصره إذا قدم علينا يثرب، فنمنعه مما نمنع منه أنفسنا وأزواجنا وأهلنا ولنا الجنة، فهذه بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي بايعناه عليها فمن نكث فإنما ينكث على نفسه، ومن أوفى بما بايع عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الله له بما بايع عليه نبيه. فلم يكلمه أبو هريرة بشئ.
3 - وأخرج في التاريخ 7 ص 213 من طريق عمرو بن قيس قال: إن عبادة أتى حجرة معاوية وهو بأنطرطوس (1) فألزم ظهره الحجرة وأقبل على الناس بوجهه وهو يقول: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أبالي في الله لومة لائم، ألا إن المقداد بن الأسود قد غل بالأمس حمارا، وأقبلت أوسق من مال، فأشارت الناس إليها فقال: أيها الناس إنها تحمل الخمر، والله ما يحل لصاحب هذه الحجرة أن يعطيكم منها شيئا، ولا يحل لكم أن تسألوه، وإن كانت مقبلة - يعني سهما - في جنب أحدكم، فأتى رجل المقداد وفي يده قرصافة، فجعل يتل الحمار بها وهو يقول: معاوية! هذا حمارك شأنك به، حتى أورده الحجرة.
4 - وفد عبد الله (2) بن الحارث بن أمية بن عبد شمس على معاوية فقر به حتى مست ركبتاه رأسه ثم قال له معاوية: ما بقي منك؟ قال: ذهب والله خيري وشري،
____________
(1) بلدة من سواحل بحر الشام، هي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص. معجم.
(2) أدرك الاسلام وهو شيخ كبير ثم عاش بعد ذلك إلى خلافة معاوية. الإصابة 2: 291. الصفحة 44 فقال له معاوية: ذهب والله خير قليل، وبقي شر كثير، فما لنا عندك؟ قال: إن أحسنت لم أحمدك، وإن أسأت لمتك، قال: والله ما أنصفتني، قال: ومتى أنصفك؟ فوالله لقد شججت أخاك حنظلة فما أعطيتك عقلا ولا قودا وأنا الذي أقول:
أصخر بن حرب لا نعدك سيدا * فسد غيرنا إذ كنت لست بسيد
وأنت الذي تقول:
شربت الخمر حتى صرت كلا * على الأدنى وما لي من صديق
وحتى ما أوسد من وساد * إذا أنسوا سوى الترب السحيق
ثم وثب على معاوية يخبطه بيده ومعاوية ينحاز ويضحك.
رواها ابن عساكر في تاريخه 7: 346، وقال ابن حجر في الإصابة 2: 291: روى الكوكبي من طريق عبسة بن عمر وقال: وفد عبد الله بن الحارث على معاوية فقال له معاوية: ما بقي منك؟ قال: ذهب والله خيري وشري، فذكر قصة. [يعني هذه]
5 - أخرج ابن عساكر في تاريخه، وابن سفيان في مسنده، وابن قانع وابن مندة من طريق محمد بن كعب القرظي قال: غزا عبد الرحمن بن سهل الأنصاري في زمن عثمان، ومعاوية أمير على الشام فمرت به روايا خمر - لمعاوية - فقام إليها برمحه فبقر كل راوية منها فناوشه الغلمان حتى بلغ شأنه معاوية فقال: دعوه فإنه شيخ قد ذهب عقله. فقال:
كلا والله ما ذهب عقلي ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندخل بطوننا وأسقيتنا خمرا، و أحلف بالله لئن بقيت حتى أرى في معاوية ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبقرن بطنه أو لأموتن دونه.
وذكره ابن حجر في الإصابة 2: 401، ولخصه في تهذيب التهذيب 6: 192، وأخرجه ملخصا أبو عمر في الاستيعاب 2: 401، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة 3: 299 باللفظ المذكور إلى (وأسقيتنا) فقال: أخرجه الثلاثة (يعني ابن مندة وأبو نعيم وأبو عمر).
قال الأميني: لعل في الناس من يحسب أن سلسلة الاستهتار بمعاقرة الخمور كانت مبدوة بيزيد بن معاوية، وإن لم يحكم الضمير الحر بإنتاج أبوين صالحين في دار طنبت بالصلاح والدين تخلو عن الخمور والفجور ولدا مستهترا مثل يزيد الطاغية المتخصص </SPAN>الصفحة 45 في فنون العيث والفساد، لكن هذه الأنباء تعلمنا أن هاتيك الخزاية كانت موروثة له من أبيه الماجن المشيع للفحشاء في الذين آمنوا بحمل الخمور إلى حاضرته على القطار تارة، وعلى حماره أخرى، بملأ من الاشهاد، ونصب أعين المسلمين، وتوزيعها في الملأ الديني، وهو يحاول مع ذلك أن لا ينقده أحد، ولا ينقم عليه ناقم، وكم لهذه المحاولة من نظائر ينبو عنها العدد ولا تقف على حد، فهو وما ولد سواسية في الخمر والفحشاء، والمجون وهذه هي التي أسقطته عند صلحاء الأمة، وحطته عن أعينهم، فلا يرون له حرمة ولا كرامة، ولا يقيمون له وزنا، حتى إنه لما استخلف قام على المنبر فخطب الناس فذكر أبا بكر وعمر وعثمان ثم قال: وليت فأخذت حتى خالط لحمي ودمي، فهو خير مني، و أنا خير ممن بعدي. يا أيها الناس! إنما أنا لكم جنة، فقام عبادة بن صامت فقال: أرأيت إن احترقت الجنة؟ قال: إذن تخلص إليك النار، قال: من ذلك أفر، فأمر به فأخذ، فأضرط بمعاوية، ثم قال: علمت كيف كانت البيعتان حين دعينا إليهما؟ دعينا على أن نبايع على أن لا نزني ولا نسرق ولا نخاف في الله لومة لائم، فقلت: أما هذه فاعفني يا رسول الله، ومضيت أنا عليها، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأنت يا معاوية أصغر في عيني من أن أخاف في الله عز وجل. (1)
وذكر معاوية الفرار من الطاعون في خطبته فقال له عبادة: أمك هند أعلم منك (2) وسيوافيك قوله له: لا أساكنك بأرض، وقوله: لنحدثن بما سمعنا من رسول الله وإن رغم معاوية، ما أبالي أن لا أصحبه في جنده ليلة سوداء، وقال أبو الدرداء له: لا أساكنك بأرض أنت بها.
ومن جراء هذه المكافحة والكشف عن عورات الرجل كتب معاوية إلى عثمان بالمدينة: إن عبادة قد أفسد علي الشام وأهله، فإما أن تكفه إليك، وإما أن أخلي بينه وبين الشام. فكتب إليه عثمان: أن أرحل عبادة حتى ترجعه إلى داره من المدينة فبعث بعبادة حتى قدم المدينة، فدخل على عثمان في الدار وليس فيها إلا رجل من السابقين أو من التابعين الذين قد أدركوا القوم متوافرين فلم يفج عثمان به إلا وهو
____________
(1) تاريخ الشام لابن عساكر 7: 213.
(2) أخرجه ابن عساكر والطبراني كما في تاريخ الشام 7: 210. الصفحة 46 قاعد في جانب الدار فالتفت إليه وقال: مالنا ولك يا عبادة؟ فقام عبادة بين ظهراني الناس فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا القاسم يقول: إنه سيلي أموركم بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون، وينكرون عليكم ما تعرفون، فلا طاعة لمن عصى، فلا تضلوا بربكم، فوالذي نفس عبادة بيده إن فلانا - يعني معاوية - لمن أولئك. فما راجعه عثمان بحرف (1).
وحذا معاوية في هذه الموبقة حذو أبيه أبي سفيان فإنه كان يشرب الخمر وهو من أظهر آثامه وبوائقه، وقد جاء في حديث أبي مريم السلولي الخمار بالطائف أنه نزل عنده وشرب وثمل وزنا بسمية أم زياد بن أبيه، والحديث يأتي في استلحاق معاوية زيادا.
فبيت معاوية حانوت الخمر، ودكة الفجور، ودار الفحشاء والمنكر من أول يومه، والخمر شعار أهله، وما أغنتهم النذر إذ جاءت، وهم بمجنب عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - لا بل هم أهله - لعنت الخمر وشاربها، وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وحاملها، والمحمولة إليه، وعاصرها، ومعتصرها، وآكل ثمنها (2).
وعن قوله صلى الله عليه وآله: شارب الخمر كعابد وثن. وفي لفظ: مدمن خمر كعابد وثن (3).
وعن قوله صلى الله عليه وآله: ثلاثة حرم الله تبارك وتعالى عليهم الجنة: مدمن الخمر، والعاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. (4).
وعن قوله صلى الله عليه وآله: ثلاثة لا يدخلون الجنة أبدا: الديوث، والرجلة من النساء، ومدمن الخمر (5).
____________
(1) مسند أحمد 5: 325، تاريخ ابن عساكر 7: 212.
(2) سنن أبي داود 2: 161، سنن ابن ماجة 2: 174، جامع الترمذي 1: 167، مستدرك الحاكم 4: 144، 145. وأخرجه أحمد في المسند 2: 71، وابن أبي شيبة، وابن راهويه والبزار، وابن حبان، راجع نصب الراية للزيلعي 2: 264.
(3) أخرجه ابن ماجة وابن حبان والبزار وغيرهم، راجع الترغيب والترهيب 3: 102، نصب الراية 2: 298.
(4) أخرجه أحمد والنسائي والبزار والحاكم وصححه. راجع الترغيب والترهيب 3:
104.
(5) أخرجه الطبراني، وابن المنذر في الترغيب والترهيب 3: 104 وقال: رواته لا أعلم فيهم مجروحا.
بسم الله الرحمن الرحيم
دليل كفر معاوية وجواز لعنه عند (أهل السنة)
العلامة السيد سلطان الواعظين الشيرازي
وأما دلائل كفر معاوية وعدم إيمانه وجواز لعنه ، فهي كثيرة ، ولو أردنا نقلها جميعا لاقتضى تأليف كتاب مستقل ، ولكن أنقل لكم بعضها من الكتاب والسنة ، ومن سيرته وسلوكه ضد الإسلام والمسلمين ، منها قوله تعالى : ( وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً )(1).
فقد ذكر أعلام مفسريكم مثل العلامة الثعلبي ، والحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والفخر الرازي في تفسيره الكبير ، نقلوا في ذيل الآية الشريفة روايات بطرق شتى ، والمعنى واحد وهو أن رسول الله (ص) رأى في عالم الرؤيا بني أمية ينزون على منبره نزو القرود ، فساءه ذلك ، فنزلت الآية ، فبنوا أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن والمزيدة بالطغيان .
ولا شك أن رأسهم أبو سفيان ، ومن بعده معاوية ويزيد و مروان .
والآية الثانية ، الدالة على لعن بني أمية ، قوله سبحانه وتعالى : ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَْرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ )(2).
ومن أكثر فسادا من معاوية حينما تولى ؟ ومن أقطع منه رحما لرسول الله (ص) ؟! والتاريخ يشهد عليه بذلك ، وليس أحد من المؤرخين ينكر فساد معاوية في الدين وقطعه لأرحام النبي (ص).
والآية الثالثة : ( إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً )(3).
وهل تنكرون إيذاء معاوية للإمام علي (ع) ، ولسبطي رسول الله (ص) الحسن والحسين ، ولخواص صحابة النبي (ص) كعمار بن ياسر وحجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي ؟ ثم أما يكون إيذاء أمير المؤمنين وشبليه ريحانتي رسول الله (ص) والصحابة الأخيار ، إيذاء لله ورسوله ؟! فالآيات القرآنية التي تلعن الظالمين كلها تشمل معاوية .
فقد قال عز وجل : ( يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ )(4).
وقال سبحانه : ( أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(5) .
وقال تعالى : ( فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ )(6).
وهل أحد من أهل العلم والإنصاف ينكر ظلم معاوية ؟!
معاوية .. قاتل المؤمنين
وقال سبحانه وتعالى : ( وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً )(7) وكم قتل معاوية من المؤمنين الأبرار والصحابة الأخيار ؟!
أما ثبت لكم بالروايات التي نقلتها من مصادركم أنه سبب قتل الإمام الحسن سبط رسول الله (ص) بأن دس السم بواسطة زوجته جعدة بني الأشعث ، إذ بعث إليها نالا وأغراها بأن يزوجها ليزيد بن معاوية ، ففعلت ما أراد معاوية ؟!
أما قتل حجر بن عدي صحابي رسول الله (ص) مع سبعة نفر من أصحابه المؤمنين ؟ وقد ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في الكامل : أن حجر كان من كبار صحابة النبي وفضلائهم ، وقتله معاوية مع سبعة نفر من أصحابه صبرا ، لأنهم امتنعوا من لعن علي بن أبي طالب والبراءة منه .
وذكر ابن عساكر ، ويعقوب بن سفيان في تاريخه ، والبيهقي في الدلائل ، أن معاوية دفن عبد الرحمن بن حسان العنزي حيا ، وكان أحد السبعة الذين قتلوا مع حجر بن عدي .
أما كان قتل عمار بن ياسر صاحب رسول الله (ص) بيد جنود معاوية وعماله في صفين ؟ وقد أجمع المحدثون والعلماء أن رسول الله (ص) قال لعمار : يا عمار ! تقتلك الفئة الباغية .
هل تنكرون حديث النبي (ص) أن تنكرون قتله في صفين بأيدي عمال معاوية وجنوده ؟!
أما سبب معاوية قتل الصحابي الجليل مالك الأشتر غيلة ؟
أما قتل أصحابه محمد بن أبي بكر عطشانا وأحرقوا جسده ؟ ولما سمع معاوية بذلك فرح وأيد عملهم.
أما كان يأمر عماله بقتل شيعة علي بن أبي طالب وأنصار أهل بيت النبوة ؟
أما كان يرسل الجيوش لإبادة المؤمنين واستئصالهم ونهب أموالهم ؟
غارة بسر بن أرطاة
ومن أقبح أعمال معاوية ، وأشنع جرائمه بعثه بسر بن أرطاة الظالم السفاك إلى المدينة ومكة والطائف ونجران وصنعاء واليمن ، وأمره بقتل الرجال وحتى الأطفال ، ونهب الأموال وهتك الأعراض والنواميس ، وقد نقل غارة بسر بن أرطاة على هذه البلاد كثير من المؤرخين منهم : أبو الفرج الأصفهاني ، والعلامة السمهودي في تاريخ المدينة ـ وفاء الوفى ، وابن خلكان ، وابن عساكر ، والطبري في تواريخهم ، ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/3ـ18 ط دار احياء التراث العربي ، قال في صفحة 6 : دعا معاوية ـ بسر بن أرطاة ـ و كان قاسي القلب ، فظّا ، سفّاكا للدماء، لا رأفة عنده و لا رحمة، و أمره أن يأخذ طريق الحجاز و المدينة و مكّة حتى ينتهي إلى اليمن، و قال له: لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ، إلا بسطت عليهم لسانك، حتّى يروا أنّهم لا نجاء لهم و أنّك محيط بهم، ثم اكفف عنهم، و ادعهم إلى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، و اقتل شيعة عليّ حيث كانوا .
فامتثل بسر أوامر معاوية وخرج وأغار في طريقه على بلاد كثيرة ، وقتل خلقا كثيرا حتى دخل بيت عبيد الله بن العباس ، وكان غائبا فأخذ ولديه وهما طفلان صغيران فذبحهما ، فكانت أمهما تبكي وتنشد :
ها من أحس بابني اللذين هــمــــا كالدرتين تشظى عنهمـــــا الصدف
ها من أحس بابني اللذين هـــمـــا سمعي و قلبي فقلبي اليوم مختطف
ها من أحس بابني اللذين هــمــــا مخ العظام فمخي اليوم مزدهــــــف
نبئت بسرا و ما صدقت ما زعموا من قولهم و من الإفك الذي اقترفوا
أنحى على ودجي ابني مرهــفـــة مشحوذة و كذاك الإثم يـقــتــــــرف
وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/17 : وكان الذي قتل بسر في وجهه ذلك ثلاثين ألفا ، وحرق قوما بالنار(8).
وهل أنتم بعد في شك وترديد في كفر معاوية ويزيد ؟! وهل تتورعون بعد عن لعنهما ولعن من رضي بأفعالهما ؟
معاوية يأمر بلعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام !!
من الدلائل الواضحة على كفر معاوية وأصحابه ، أمره بسب الإمام علي عليه السلام ولعنه على منابر المسلمين ، وإجباره الناس بهذا الذنب العظيم ، فسن هذا المنكر في قنوت الصلوات وخطب الجمعات .
وهذا أمر ثابت على معاوية ، سجله التاريخ وذكره المؤرخون من الشيعة والسنة وحتى غير المسلمين ، حتى أنه قتل بعض المؤمنين الذين امتنعوا وأبوا ذلك ، مثل حجر بن عدي وأصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين .
وقد ثبت أيضا عند جميع علماء الإسلام بالتواتر أن رسول الله (ص) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله .
رواه جمع غفير من أعلامكم منهم : أحمد بن حنبل في المسند والنسائي في الخصائص والثعلبي في تفسيره والفخر الرازي في تفسيره ، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، وسبط ابن الجوزي في التذكرة ، والشيخ القندوزي الحنفي في الينابيع ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والحافظ الديلمي في الفردوس ، والشيخ مسلم بن حجاج في صحيحه ، والعلامة محمد بن طلحة في مطالب السؤول والعلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول ، والحاكم في المستدرك ، والخطيب الخوارزمي في المناقب ، والمحب الطبري في الذخائر ، وابن حجر في الصواعق ، وغيرهم من كبار علمائكم .
والخبر الذي رواه أيضا كثير من أعلامكم ومحدثيكم عن النبي (ص) قال : من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنة الله .
وابن حجر روى خبرا أعم وأشمل / في الصواعق / 143 طبع الميمنية بمصر / باب التحذير من بغضهم وسبهم / قال : وصح أنه (ص) قال : يا بني عبد المطلب ! إني سألت الله لكم ثلاثا : أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم ، وسألت الله يجعلكم كرماء نجباء رحماء ، فلو أن رجلا صفن ـ وهو صف القدمين ـ بين الركن والمقام فصلى وصام ثم لقى الله وهو يبغض آل بيت محمد (ص) دخل النار .
وورد : من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام ، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة اله ومن آذاني في عترتي فقد آذى لله ، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم .
وروى أحمد بن حنبل في المسند وروى غيره من أعلامكم أيضا عن النبي أنه قال : من آذى عليا بعث يوم القيامة يهوديا أو نصرانيا .
وقد ذكر ابن الأثير في الكامل وغيره من المؤرخين أن معاوية كان في قنوت الصلاة يلعن سيدنا عليا والحسن والحسين وابن عباس ومالك الأشتر .
فما تقولون بعد هذه الأخبار والأحاديث المروية في كتب محدثيكم وأعلامكم ، ولا ينكرها أحد من أهل العلم ؟!
وأنتم تعلمون أن من ضروريات الإسلام المتفق عليه ، أن من لعن أو سب الله ورسوله (ص) فهو كافر نجس يجب قتله .
فمعاوية ومن حذى حذوه كافر نجس ملعون .
الشيخ عبد السلام : المتفق عليه ، كفر من سب الله ورسوله ، ومعاوية ما سب الله ورسوله ، وإنما سب ولعن عليا كرم الله وجهه .
قلت : أيها الشيخ ما هذا اللف والدوران ! ولماذا تغالط في الكلام والبيان ؟ فلا تنس قول الله العزيز في القرآن : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )(9).
أترفض الحديث الذي نقلته الآن من كتب أعلامكم وأئمتكم ، أن النبي (ص) قال : من سب عليا فقد سبني ، ومن سبني فقد سب الله ؟!
أرجو أن لا تنس الحديث في الليالي الماضية ، والمصادر الجمة التي ذكرتها لكم من الأحاديث النبوية الشريفة التي صدرت عنه (ص) في الموضوع والظاهر أنك صرت مصداق المثل المعروف : " كلام الليل يمحوه النار " .
النواب : نرجوكم تزويدنا بالأحاديث النبوية في هذا الباب ، فإن أحسن الحديث حديث رسول الله (ص) .
قلت : لا أدري هل نقلت لكم رواية ابن عباس في هذا الباب ، أم لا ؟ فقد روى العلامة الكنجي فقيه الحرمين ، ومفتي العراقين ، محدث الشام وصدر الحفاظ أبو عبد الله محمد بن يوسف القرشي ، الشهير بالعلامة الكنجي الشافعي ، صاحب كتاب كفاية الطالب نقل في الباب العاشر / بسنده المتصل بيعقوب بن جعفر بن سليمان قال : حدثنا أبي عن أبيه قال : كنت مع أبي ، عبد الله بن عباس و سعيد بن جبير يقوده ، فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب عليه السلام ! فقال لسعيد: ردني إليهم ، فوقف عليهم ، فقال : أيكم الساب لله عز و جل ؟ فقالوا : سبحان الله ما فينا أحد سب الله ، فقال : أيكم الساب رسول الله (ص)؟ قالوا : ما فينا أحد سب رسول الله (ص) . قال : فأيكم الساب علي بن أبي طالب (ع) ؟ فقالوا : أما هذا فقد كان !! قال : فأشهد على رسول الله (ص) سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب : من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله أكبه الله على منخريه في النار(10).
لا يبغض عليا إلا كافر أو منافق
روى غفير من أعلامكم وعلمائكم عن النبي (ص) أنه قال : لا يحب عليا إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق . خرجه كثير من محدثيكم وعلمائكم الكبار منهم :
جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ، والثعلبي في تفسيره ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، وأحمد بن حنبل في المسند ، وابن حجر في الصواعق ، والخوارزمي في المناقب ، والعلامة ابن المغازلي في المناقب ، والحافظ القندوزي في الينابيع ، وابن أبي الحديد في شرح النهج ، والطبراني في الأوسط ، والمحب الطبري في ذخائر العقبي ، والنسائي في الخصائص ، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب ، ومحمد بن طلحة في مطالب السئول ، وسبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ، وابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة ، وغير هؤلاء جمع خرجوا هذا الحديث بإسنادهم وبطرق شتى حتى كاد أن يصل حد التواتر ، ومن الواضح أن مصير الكافر والمنافق إلى النار والسعير . وأنقل لكم بالناسبة ما رواه العلامة الكنجي الشافعي في آخر الباب الثالث كفاية الطالب : بسنده المتصل بموسى بن طريف عن عباية عن علي بن أبي طالب قال : أنا قسيم النار يوم القيامة ، أقول : خذي ذا وذري ذا . هكذا رواه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في تاريخه ، ورواه غير مرفوعا إلى النبي (ص) .
ثم قال العلامة الكنجي : فإن قيل هذا سند ضعيف ، قلت : قال محمد بن منصور الطوسي كنا عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله ما تقول في هذا الحديث الذي يروى أن عليا قال : أنا قسيم النار . فقال أحمد : وما تنكرون من هذا الحديث ! أليس روينا أن النبي (ص) قال لعلي : لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ؟ قلنا : بلى ، قال : فأين المؤمن ؟ قلنا في الجنة ، قال فأين المنافق ؟ قلنا في النار . قال فعلي قسيم النار ، هكذا ذكره في طبقات أحمد رحمه الله .
وقال الله سبحانه : ( إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَْسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَ لَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً )(11).
فمعاوية وأصحابه وأنصاره من أهل جهنم لا محالة ، بل هم في الدرك الأسفل من النار .
الشيخ عبد السلام : نحن لا ننكر هذه الأخبار والأحاديث الواردة في حق سيدنا علي كرم الله وجهه ، ولكن الصحابة مستثنون لأن الله سبحانه غفر لهن وأعد لهم جنات النعيم كما عاودهم في آيات من الذكر الحكيم . ولا ينكر أن معاوية (رض) كان من الصحابة المقربين لرسول الله (ص) . فيجب احترامه لصحبته للنبي (ص) ولقربه منه .
(1) سورة الأسراء ، الآية 60 .
(2) سورة محمد ، الآية 22 و23 .
(3) سورة الاحزاب ، الآية 57 .
(4) سورة غافر ، الآية 52 .
(5) سورة هود ، الآية 18 .
(6) سورة الأعراف ، الآية 44 .
(7) سورة النساء ، الآية 93 .
(8) ما كانت غارة بسر بن أرطاة الظالم السفاك هي الوحيدة من نوعها ، بل يحدث التاريخ عن أمثالها ، وقعت بأمر معاوية ، قال ابن الحديد في شرح النهج ج2/85 ط دار احياء التراث العربي : (غارة سفيان بن عوف الغامدي على الأنبار)
روى إبراهيم بن محمد بن سعيد بن هلال الثقفي في كتاب "الغارات" عن أبي الكنود قال حدثني سفيان بن عوف الغامدي قال :دعاني معاوية فقال إني باعثك في جيش كثيف ذي أداة و جلادة فالزم لي جانب الفرات حتى تمر بهيت فتقطعها فإن وجدت بها جندا فأغر عليهم و إلا فامض حتى تغير على الأنبار فإن لم تجد بها جندا فامض حتى توغل في المدائن ثم أقبل إلي و اتق أن تقرب الكوفة و اعلم أنك إن أغرت على أهل الأنبار و أهل المدائن فكأنك أغرت على الكوفة إن هذه الغارات يا سفيان على أهل العراق ترعب قلوبهم و تفرح كل من له فينا هوى منهم و تدعو إلينا كل من خاف الدوائر فاقتل من لقيته ممن ليس هو على مثل رأيك و أخرب كل ما مررت به من القرى و احرب الأموال فإن حرب الأموال شبيه بالقتل و هو أوجع للقلب !
أقول : وامتثل سفيان عليه اللعنة أوامر معاوية وقتل ونهب ما نهب ، ورجع الى الشام فاستقبله معاوية بالفرح والسرور ورحب به وحباه أعظم حباء ، فقد نقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2/87 قال :
فو الله ما غزوت غزاة كانت أسلم و لا أقر للعيون و لا أسر للنفوس منها و بلغني و الله أنها أرعبت الناس فلما عدت إلى معاوية حدثته الحديث على وجهه فقال كنت عند ظني بك لا تنزل في بلد من بلداني إلا قضيت فيه مثل ما يقضي فيه أميره و إن أحببت توليته وليتك و ليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني.
فانظر أيها القارئ الكريم الى الجملة الاخيرة كيف يسلط معاوية الطاغي هذا الظالم الباغي على خلق الله ويبسط يده ليفعل ما يشاء بلا مانع ولا رادع ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
غارة الضحاك بن قيس الفهري
وفي شرح نهج البلاغة ج2/116، ط دار احياء التراث العربي ، قال إبراهيم بن هلال الثقفي : فعند ذلك دعا معاوية الضحاك بن قيس الفهري و قال له : سر حتى تمر بناحية الكوفة و ترتفع عنها ما استطعت فمن وجدته من الأعراب في طاعة علي فأغر عليه و إن وجدت له مسلحة أو خيلا فأغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فأمس في أخرى ...
فأقبل الضحاك فنهب الأموال و قتل من لقي من الأعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي و هو ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله ص فقتله في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه.
أقول : هكذا سلب معاوية وأعوانه وعامله ، الأمن والأمان من المؤمنين ، فشهروا السلاح وقطعوا الطريق وحاربوا المسلمين فأراقوا دماءهم ونهبوا أموالهم ، وسعوا في الأرض فسادا ، فلعنة الله عليهم وعلى جميع الظالمين والمفسدين ولعن الله كل من رضي بأفعالهم ، الى قيام يوم الدين . " المترجم " .
(9) سورة البقرة ، الآية 42 .
(10) رواه جماعة من الأعلام وعلماء العامة باسنادهم عن ابن عباس منهم العلامة الحافظ الفقيه ابن المغازلي في كتابه مناقب الامام علي حديث رقم /447 وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة:ج2/166، من طريق الملا في سيرته ، وهكذا اخرجه الموفق الخوارزمي في المناقب : ص81 والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين : 105 . " المترجم "
(11) سورة النساء ، الآية 145 .
(1) سورة ا
التعديل الأخير تم بواسطة حفيدة الحميراء ; 07-15-2008 الساعة 09:32 PM سبب آخر: حذف ربط لموقع رافضى
اولا الخمينية امنة
نقول لعنة الله علي من لعن معاوية فاستريحي
ثم نقول لك اثبتنا لكم يا معشر الخمينية ويا اتباع البعوضة المعصومة ان دينكم الجديد لا يمت للاسلام بصلة فليس عندكم احاديث صحيحة عن النبي محمد بن عبد الله صلي الله عليه وسلم وكل ما عليكي ان تذهبي الي موضوع لا يوجد حديث واحد صحيح عن النبي عند الرافضة الخمينية
ثم نقول لكي يا اتباع الخميني الهندي
ان القرءان نقله الصحابة واهل السنة وليس المعصومين فلم ينقلوا القرءان للاسف بل كانوا يقرءوا القرءان الذي نقله الصحابة واهل السنة
اذاً ليس في دينكم لا قرءان ولا سنة اي لا علاقة لدينكم بالاسلام
ليس في دينكم سوي المتعة والخمس واللبيب بالاشارة يفهم .
فاستريحي قليلا واحذري من فتاوي الخميني والسيستاني والخوئي التي يحلون فيها المتعة والتمتع بالمواليات في السر من دون علم الاباء والامهات حتي اصبح الرافضي لا يامن علي ابنته او اخته مفهوم ؟؟
اضغط على تشغيل للاستماع الي الانشاد
[RAMS]http://www.epda3.net/iv/es1355.ram[/RAMS]
اعتذر عن قلة تواجدي بالمنتدي لظروف عملي فسامحونا
دين الخمينية الجديد
لا يوجد به شئ يمت للاسلام بصلة ابدا لا يوجد حديث صحيح ولا قرءان من طرق الشيعة
اما الرجال فانشغلوا بجمع الاخماس
والنساء انشغلن بالمتعة لاعادة استرداد الاخماس التي دفعوها من قبل للرجال المعممين
وان لله وان اليه راجعون نعزي الخمينية في دينهم الذي افقد رجالهم الثقة في بناتهم ونساءهم فلا يثق الرجال في النساء ولا العكس والحمد لله الذي نجانا من هذا الدين الخميني السبئ .
وسبحان الله لا نجد سوي المتمتعين والمتمتعات الذين تركوا دين الله وانشغلوا بالمتعة هم من يطعنون في الصحابة وزوجات النبي وعرضه الشريف فلعنة الله علي كل من تطاول علي الصحابة وال البيت وعرض النبي .
اضغط على تشغيل للاستماع الي الانشاد
[RAMS]http://www.epda3.net/iv/es1355.ram[/RAMS]
اعتذر عن قلة تواجدي بالمنتدي لظروف عملي فسامحونا
]
فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !
ـــ ،،، ـــلـــــن يلــــــــوث عرضأمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف
ـــ ،،، ــاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
إجابة سؤال :
دليل كفر معاوية وجواز لعنه عند (أهل السنة) .
( السـؤال: ) ما رأيكم شيخنا بكلام الروافض السابق في سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ؟؟؟
الجواب:
معاوية بن أبي سفيان صحابي أسلم في العهد النبوي، واتخذه النبي صلى الله عليه وسلم كاتبًا للوحي، وبقي كذلك حتى مات النبي , ثم إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعثه أميرًا على المجاهدين،
واستمر كذلك وشارك في الفتوحات في تلك البلاد، وأقره عثمان على ذلك، ولما قتل عثمان ظلمًا طالب بقتل من قتله، فانتصر ومكن الله تعالى له، وصدق على عثمان قول الله تعالى (( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ))
قال ابن عباس: إن معاوية ولي عثمان، وإنه يطالب بقتل من قتله،
ولابد أن الله ينصره على أولئك الظلمة، وأما الذين طعنوا فيه فإنهم كذبة خونة،
فقد مكن الله تعالى له في عهد علي، حيث استولى على الشام ومصر وبلاد أفريقيا،
ثم إن الحسن ابن علي رضي الله عنهما بايعه ورضي بخلافته، وكذلك اجتمع المسلمون عليه خليفة لمدة عشرين سنة والأمور مستقرة،
وقد انقطعت الفتن، وتوجه المسلمون للفتوحات وقتال الكفار، وتوسعت رقعة الإسلام في هذه المدة، ودخل في ولايته الصحابة والتابعون وذرية علي رضي الله عنه، وبنو العباس، وآل جعفر، وبنو هاشم، وسائر أهل البيت، فدل على أنه خليفة عادل، وملك من ملوك الإسلام.
فأما قول الله تعالى (( والشجرة الملعونة في القرآن )) فإنها شجرة الزقوم فإن المشركين كذبوا بها وقالوا :
إن النار تأكل الشجر فأنزل الله تعالى (( انها شجرة تخرج في اصل الجحيم )) وأما تلك الرؤيا أنه صلى الله عليه وسلم رأى بني أمية ينزون على منبره نزو القردة،
فساءه ذلك فنزلت الآية، فهذا الحديث كذب صريح ما خرجه أهل الصحيحين،
ولا أهل السنن الأربعة، ولا أهل المسانيد،
كمسند أحمد، والحميدي، وأبي يعلى، ونحوهم، وإنما كذبه الرافضة المتأخرون وركبوا له إسنادًا، فرواه الثعلبي وهو ليس من المحدثين، وإنما هو كحاطب الليل ينقل ما وجده، كما ذكر ذلك عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من منهاج السنة، حيث أن الثعلبي في زمانه تمكن الرافضة ونشروا أحاديث مكذوبة، فرواها بإسناده والعهدة على رواتها، وقد لخص تفسيره الإمام البغوي وحذف تلك الأحاديث المكذوبة لمعرفته بطرق الأحاديث،
وأما السيوطي فإنه من أهل السنة، وقد ترجم لمعاوية في تاريخ الخلفاء وأثنى عليه، ولكنه في التفسير أورد هذه الحكاية للاعتبار لا لتصديقها، وأما الرازي فإنه ليس من المتخصصين في الحديث،
وإنما هو من أهل الكلام، فإيراده لهذا الحديث تقليدًا لغيره، ولا يدل ذلك على أن الحديث ثابت، فالمرجع في ذلك إلى رجال الإسناد،
والمرجع إلى كتب أهل السنة وأهل الحديث، الذين أعرضوا عن هذه الأحاديث الموضوعة، وعرفوا أن الآية نزلت في مكة قبل فتحها وقبل الهجرة، وفي ذلك الوقت قد أسلم من بني أمية عثمان بن عفان وغيره، وبقيتهم كغيرهم ممن أسلموا من أهل البيت، كالعباس وعقيل وأولاد أبي طالب غير عليّ، فلا يدل على أن الآية يراد بها بنو أمية، فلا يدخل فيهم أبو سفيان ولا معاوية ولا يزيد ولا مروان، وإنما الآية في شجرة الزقوم.
الآية الثانية: قول الله تعالى (( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الارض وتقطعوا ارحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم ))
هذه الآية خطاب لجميع الأمة،
فكل من أفسد في الأرض وقطع الرحم فهو متوعد بهذا الوعيد،
ومن ادعى أن معاوية أفسد حينما تولى فقد كذب وافترى،
فإنه أصلح في الأرض وصار سيرة حسنة،
فقد استقرت البلاد، وأمن العباد، وقام الجهاد،
فالرافضة ليس عندهم دليل على أنه أفسد في الأرض فسادًا ظاهرًا، ولا أنه قطع رحمه أو قطع أرحام النبي r، ولكن قتاله لعليّ ولمن معه مطالبة بدم عثمان حيث أن أولئك القتلة كانوا في جيش عليّ، وظنًا منه أن عليًا قد رضي بفعلهم، حيث لم ينصر عثمان مع قدرته على ذلك، فلذلك قاتله في صفين وفي غيرها من الوقعات،
ونطلب من الرافضة أن يذكروا فساد معاوية في الدين في كتب التاريخ المعتمدة،
كتاريخ ابن كثير، وابن الجوزي ، والذهبي، وابن عساكر، والطبري، وغيرهم، فما نوع الفساد في الدين؟
فإن الصلوات قائمة، والمساجد معمورة، والمسجد الحرام يؤمه الحجاج والمعتمرون، وقد وصل أرحام النبي r وأحسن إلى الحسن والحسين أولاد عليّ، ووصلهم وأجرى لهم جرايات، وكذلك لغيرهم كعبد الله بن جعفر، وآل العباس وغيرهم، فأين قطعه للرحم إن كانوا صادقين
وأما قوله تعالى (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة )) فإنها عامة فيمن يؤذي ربنا بالكفر والفسوق والبدع والمعاصي،
ويؤذي النبي صلى الله عليه وسلم كالمنافقين الذين سعوا في إيذائه، والكفار الذين قاتلوه وكفروا به وأنكروا رسالته،
ولا تنطبق هذه الآية على الصحابة الذين أسلموا، ومنهم معاوية وأبوه وغيرهم،
فإن أبا سفيان لما أسلم قال: يا رسول الله اجعلني أميرًا على قتال الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قبل،
فاستمر في الجهاد وفقعت عينه وهو يقاتل،
ولم يرده ذلك عن القتال للكفار من فارس والروم،
ثم فقعت عينه الأخرى في سبيل الله، وإن معاوية أرسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه أميرًا على القتال بعد أن استشهد أخوه يزيد بن أبي سفيان، فرآه كفؤًا
للقتال في سبيل الله، وقد ظهرت جدارته وكفاءته،
ففتح الله على يديه بلادًا كثيرة في الشام وفي أفريقيا وفي بلاد الروم، ولما قتل عليًا رضي الله عنه بيد الخوارج وبويع لابنه الحسن رأى أن معاوية أولى بالخلافة منه، فتنازل عن الخلافة وبايع معاوية، وسميَّ ذلك العام عام الجماعة، وبايعه أيضًا الحسين وسائر الصحابة الموجودون والتابعون، وجميع المسلمين في زمانه، وأكرم الحسن والحسين ورفع مكانتهما خلافًا لما يدعيه الرافضة، والتاريخ يشهد بذلك.
وأما عمار بن ياسر فإنه قتل في وقعة صفين، وقد قتل فيها من أهل العراق وأهل الشام أكثر من سبعين ألفًا،
وهو قتال فتنة، سببه قتلة عثمان،
وتدعي الرافضة أنهم من شيعتهم، فيفتخرون بقولهم: إننا نحن الذين قتلنا عثمان، أي قتله شيعتهم، وقد سببت هذه الواقعة فتنًا كثيرة.
وأما حجر بن عدي فإنه كان من الموالين لعليّ وللحسن والحسين،
ولما رأى أنه يجب عليه نصر أهل العراق توجه نحوهم وقتل في تلك الوقعة في قتال فتنة، وكذا يقال في عمر بن الحمق،
ونسي الرافضة أن بقية الصحابة رضي الله عنهم قتلوا في هذه الفتن،
كطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام وغيرهم من الصحابة والتابعين،
وليس لمعاوية أدنى سبب في تلك الوقائع،
وعليّ رضي الله عنه هو أمير المؤمنين بعد عثمان،
اجتهد فرأى أن يقاتل من خرج عن بيعته، فكان ذلك من أسباب تلك الوقائع والفتن، وقد اعتزلها كثير من الصحابة، كسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن عمر، وسلمة بن الأكوع،
لما فيها من إراقة الدماء والإضرار بالمسلمين، ومع ذلك ما سبُّوا عليًا رضي الله عنه
وقالوا إنه هو الذي تسبب في وقعة الجمل ووقعة صفين،
وكان الأولى أن يقيم بالمدينة وأن يترك أولئك القتلة حتى ينتقم منهم من يطالب بثأر عثمان، فلم يكن هناك إيذاء لعلي ولا لشبليه ريحانتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بل قد ورد الحديث الصحيح في مدح الحسن بقوله صلى الله عليه وسلم " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " أو قال: " لعل الله أن يصلح به "
وقد حصل هذا الصلح العظيم رغم أنوف الرافضة الذي يدل على أن الحسن يزكي معاوية، ويرى عدالته.
وأما الصحابة الأخيار فإن الرافضة يكفرونهم، كالخلفاء الثلاثة وكل من بايعهم، ولا يستثنون إلا أفرادًا قليلين، يدعون أن الجيمع قد ارتدوا.
وأما الآيات التي فيها لعن الظالمين فلا تنطبق
على معاوية وبني أمية، لأنها مكية،
كقوله تعالى (( يوم لاينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ))
وقد ذكر ان بعض الظالمين هم الكفار بقوله تعالى (( والكافرون هم الظالمون ))
وكذلك قوله تعالى (( الا لعنة الله على الظالمين )) فسر ذلك بقوله (( الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالاخرة هم كافرون )) ل
، فلا يقال إنها تنبطق على معاوية، فلم يكن منه ظلم ظاهر وإنما قاتل في وقعة صفين للمطالبة بدم عثمان، وقد تقاتل معه علي وأهل العراق، فكيف يقال إنه هو الظالم وحده؟
فجميع أهل العلم والإنصاف من أهل السنة والجماعة يعذرونه فيما حصل من القتال في صفين،
ولم يكن منه قتال عام بعد ذلك، وقد كان قتاله انتصارًا لعثمان الذي قتلته الشيعة كما يدعون في هذه الأزمنة، فكان وليه معاوية، وقد قال الله تعالى (( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا ))
وأما قتال معاوية،
ففي وقعة الجمل جاء معاوية وأهل الشام يريدون قتلة عثمان الذي قتل مظلومًا، وقتل من أهل الشام خلق كثير بأيدي أهل العراق الذين هم مع عليّ، مع أنهم يؤمنون بالله واليوم الآخر، فلا يقال إن عليًا هو الذي قتل أولئك الأعداد، كما لا يقال إن معاوية هو الذي قتل أولئك الذين مع عليّ من أهل العراق، بل نقول: إن هذا قتال فتنة وخلاف، نكل أمرهم فيه إلى الله، ونقول إنهم مجتهدون، عليّ يطالب بالبيعة، ومعاوية يطالب بأخذ الثأر، ولكل مجتهد نصيب.
وأما ما ذكر عن موت الحسن بن عليّ، فالروايات التي تثبت أن معاوية دس السم بواسطة زوجة الحسن، فإن هذا كذب عليها وعلى معاوية، وموت الحسن بقضاء الله وقدره، وإذا كان مات بشرب السم فالذي قتلته زوجته والإثم عليها، وما روي من أن معاوية
بعث إليها مالاً وأغراها بأن يزوجها لابنه يزيد فهذا كله من وضع الرافضة،
فإنهم معروفون بالكذب على أئمة المسلمين، وكم أدخلوا في كتب التاريخ من الأكاذيب ما لا يحصى، وقد وثق بهم بعض المؤرخون ونقلوا أقوالهم، وعهدتها على نقالها،
والغالب أنهم من الروافض أو من الشيعة، مثل أبي مخنف، وسيف بن عمر، فإنهم يميلون إلى التشيع، ولأجل ذلك بالغوا في قصة قتل الحسين،
وافتروا فيه افتراءات وأقاويل كاذبة، لم يقولوا عشرها في قتل عثمان، الذي هو من الخلفاء الراشدين ومن المشهود لهم بالجنة،
وهو زوج اثنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن لما غلا هؤلاء الرافضة في عليّ، جمعوا تلك الافتراءات والأكاذيب يقدحون بها في معاوية ويزيد
.
وأما حجر بن عدي فإنه من جملة الذين توجهوا إلى الشام للأخذ بثأر الحسين،
وتقاتلوا مع جملة من أهل الشام، وقتلوا في تلك الفتنة،
ولو أقاموا في بيوتهم بالعراق ما حصلت هذه الفتنة، ولم يكن معاوية هو الذي قتلهم، وليس سبب ذلك امتناعهم من لعن عليّ والبراءة منه، فكل ذلك من أكاذيب الرافضة.
ومن أكاذيب الرافضة دعواهم أن معاوية دفن عبد الرحمن بن حسان حيًا، فهذا ونحوه من افتراءات هؤلاء الرافضة، الذين يدعون محبة عليّ، ويبالغون فيه، وذكر البيهقي وابن عساكر لهذه القصة لا يلزم منه صحتها، فإنهم جعلوا العهدة على رجال الإسناد، والغالب أنهم من الشيعة.
وأما قتل عمار بن ياسر في وقعة صفين، فإنه كما قتل غيره في تلك الواقعة، وهم عشرات الألوف من أهل الشام وأهل العراق، وقتالهم فتنة قدرها الله تعالى، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: " تقتل عمار الفئة الباغية" صحيح، أي أنه يقتل في قتال بغي، وقد قال أصحاب معاوية: إن الذين جاؤوا به وأتوه تحت رماحنا هم الذين تسببوا في قتله، فالمعنى أنه قتل في قتال بغي، يمثل قول الله تعالى (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي )) فسماهم مؤمنين،
فكل الطائفتين أهل الشام وأهل العراق ما خرجوا من الإيمان،
وإن كان عليّ ومن معه أقرب إلى الحق،
ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم " تمرق مارقة على حين فرقة من الناس يقتلهم أولى الطائفتين بالحق "
فكان عليًا هو الذي قتلهم، وهذه المارقة هم الخوارج، وجدوا على حين افتراق، حيث انفصل أهل الشام عن أهل العراق،وكونهم فئة باغية، أي خارجة عن طاعة الإمام لا يلزم كفرهم، ولا يسوغ لعنهم، لأن البغاة لهم تأويل
.
وأما قتل مالك بن الأشتر، فلم يكن ذلك بأمر معاوية، وإنما كان بحيلة بعض الموالين لأهل الشام، سقوه سمًا فمات بسببه، وأمرهم إلى الله.
وأما محمد بن أبي بكر، فأبوه صديق هذه الأمة، ولكنه اشترك في قتل عثمان، وباشر ذلك، واشترك مع علي في وقعة الجمل، ولما تمكن منه الذين يريدون أن ينتقموا لعثمان قتلوه وأحرقوه، وليس لمعاوية سبب في ذلك.
وأما ما ذكر من أن معاوية يأمر بقتل شيعة عليّ وأنصار أهل بيت النبوة، فهذا كذب،
فقد أكرم الحسن وأجرى له جراية، وأكرم ابن عباس وعبد الله بن جعفر، ومسلم بن عقيل، وكلهم من آل عبدالمطلب من أهل البيت، فالشيعة الذين هم الرافضة أخرجوا العباس وأولاده وآل جعفر وآل عقيل من أهل بيت النبوة.
وأما أنه كان يرسل الجيوش لابادة المؤمنين واستئصالهم ونهب أموالهم فكل هذا كذب،
فقد حصل أمن البلاد لما تمت له الولاية،
واختلط الناس بعضهم ببعض، وسمى عام بيعته عام الجماعة، وسار فيهم سيرة حسنة، وأحبه الناس لحلمه وكرمه، كما ذكر ذلك في سيرته، ولكن الرافضة قوم لا يعقلون.
وأما غارة بسر بن أرطاة، ففيها مبالغة وكذب وتغيير لها عن وضعها،
ولهذا لم يذكرها المؤرخون المنصفون كابن الجوزي، والذهبي، وابن كثير، والذين ذكروها كابن خلكان، وابن عساكر والسمهودي ونحوهم هم من الذين يتوسعون ولا يميزون بين الصدق والكذب،
ويجعلون العهدة على الرجال الذين ينقلون عنهم، وأصل القصة صحيح، وكانت في حياة علي لما صارت المنافسة بين علي ومعاوية،
أراد معاوية أن ينتقم من علي بإرسال بسر بن أرطاة، ولكن ما ذكره ابن أبي الحديد الرافضي أكثره كذب،
فلا يعتبر بما ذكره من كثرة القتلى، ولا من قصة ابني عبيدالله.
وأما ابن أبي حديد، فإنه رافضي يقر الكذب في حق أهل السنة ويبالغ فيه
، فلا يقبل النقل منه، ولا يقبل ما ذكر عن بسر بن أرطاة ووصفه له بأنه فظ،
سفاك للدماء، قاسي القلب، وكذا ما ذكر عنه
أن معاوية أمره بأن يبطش بمن لاقاه من أهل طاعة علي، كل هذا كذب، وكذلك ما ذكر من قتل ابني عبيد الله بن العباس،
وما قالته أمهما من ذلك الشعر المكذوب، وما ذكر ابن أبي الحديد الرافضي من أن بسرًا قتل ثلاثين ألفًا وحرق ألفًا بالنار، كل هذا كذب، فلا يؤخذ منه طعن في معاوية ولا في بسر بن أرطاة،
ومن استباح لعن معاوية رجع إليه لعنه، وقد قال صلى الله عليه وسلم:
" إن اللعنة تصعد إلى السماء فتغلق دونها أبوابها فتذهب يمينًا وشمالاً ثم تذهب إلى الملعون، فإن كان يستحقها وإلا رجعت إلى قائلها".
فنقول: إن لعن هؤلاء الرافضة يرجع إليهم.
وما حصل من قتل حجر بن عدي كان ذلك في قتال الفتنة، وسببه أن معاوية أمَّر على العراق زياد ابن أبيه، فأنكر حجر بن عدي عليه، وأظهر سبه وسب معاوية، فرفع زياد الأمر إلى معاوية فأمر بإرسال حجر ومن معه،
وقتلهم لخروجهم عليه وعلى أميره، فإن الملوك يقتلون من خرجوا عليهم،
كما قتل زيد بن علي لما خرج على بني أمية،
وكما قتل محمد بن عبد الله بن الحسن، وأخوه العباس لخروجهما على المنصور العباسي،
وقولهم إن حجرًا كان من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ليس بصحيح،
بل هو من صغار الصحابة، وقد اختلف في صحبته لصغر سنه.
وأما حديث: " من سبَّ عليًا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله " فهذا بهذا اللفظ كذب موضوع،
وإنما الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه وغيره أن عليًا رضي الله عنه قال: " إنه لعهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق "،
وهو مثل قوله صلى الله عليه وسلم: " لا يحب الأنصار إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق "
ونقول كذلك أيضاً: لا يحب الخلفاء الراشدين إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، وأما مجرد السب فإنه قد يحصل وإنما لا يصل إلى الكفر، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".
وأما من ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من آذى عليًا فقد آذاني ومن آذاني فعليه لعنه الله " هذا كذب لا أصل له، ومعناه صحيح إذا كان الأذى ظلمًا، وليس ذلك من خصائص علي، فمن آذى أبا بكر أو عمر أو العباس وأولاده أو آل جعفر أو عثمان فقد آذى النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم صحابته وأقاربه، فليس لعلي خصوصية في هذا.
وأما الحديث الذي ذكره ابن حجر في الصواعق فإنه خبر مكذوب، لفظه يدل على غرابته،
وابن حجر الهيثمي معتزلي أشعري،
قد طعن في شيخ الإسلام وعلم الهداة الأعلام ابن تيمية، وكذلك في علماء أهل السنة،
وليس هو من المتخصصين في علم الحديث، فهو كحاطب ليل يأخذ ما وجده من غير تمحيص، ولاشك أن بني عبد المطلب فيهم كفار ماتوا على الكفر، كأبي طالب وأبي لهب وبعض أولادهما.
أما قوله: (أن يثبت قائمكم) فيريدون بالقائم المهدي المنتظر، وهو خيال لا حقيقة له،
ولو كان الحديث ثابتًا لكان أول القائمين عليّ ثم الحسن ثم الحسين، ومع ذلك فلم يتم لهم الأمر، ولم ينتصروا على أهل زمانهم وعلى من خالفهم، بل تم الأمر لمعاوية، دخل الحسن والحسين في ولايته، وبايعه الحسن طوعًا واختيارًا.
يتبع إن شاء الله
]
]
فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !
ـــ ،،، ـــلـــــن يلــــــــوث عرضأمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف
ـــ ،،، ــاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
بسم الله الرحمن الرحيم
بقية الموضوع
رداً على شبهات المبتدعة بكفر أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه
الله المستعان :
وأما حديث: " من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام " فهو أيضًا كذب لا حقيقة له،
مع أن أهل بيته هم زوجاته وعمه العباس وبنو العباس وآل جعفر وآل علي وآل عقيل،
ومن أسلم من آل أبي لهب، وبقية بني هاشم وبني المطلب،
والرافضة يسبون
العباس وأولاده، ولا يدينون بالخلافة لبني العباس، كالسفاح والمنصور والمهدي ومن بعدهم، وقولهم: " ومن آذاني في عترتي " غير صحيح،
ولاشك أن من آذاه r في زوجاته وفي أعمامه بل وفي صحابته فإنه م
توعد بالعذاب لقوله تعالى (( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة ))
ولما أن ابن أبي كان من الذين قذفوا عائشة رضي الله عنها خطب النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: " من يعذرني في رجل بلغني أذاه في أهلي وما علمت على أهلي إلا خيرًا " ويريد بأهله عائشة.
وقولهم: وورد: " من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله والإسلام ومن آذاني في عترتي فعليه لعنه الله، ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم "،
فالجواب
أن هذا لا يصح مرفوعًا بهذا اللفظ، ثم نقول: إن أهل بيته هم زوجاته وأعمامه وبنو عمه، كأولاد العباس وأولاد الحارث وأولاد أبي سفيان بن عبد المطلب، وأولاد أبي لهب، وغيرهم من بني هاشم،
والرافضة تخص أهل البيت أو العترة بعلي واثنين من أولاده، مع أن أولاده أكثر من عشرة، ولاشك أن من آذى مسلمًا من أهل البيت أو من الصحابة أو من سائر المسلمين فقد آذى الله ورسوله، وقد قال الله تعالى (( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير مااكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبينا ))
فالرافضة يؤذون الصحابة الذين هم أسبق إلى الإسلام وأكثر جهدًا في نصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وخدمة له، فيكفرونهم ويشتمونهم ويؤذون من أحبهم، وفيهم كثير من أهل البيت، كالعباس الذي هو عم النبي صلى الله عليه وسلم وقد قال فيه لما لم يخرج زكاة ماله: " هي عليَّ ومثلها معها، فإن عم الرجل صنو أبيه " .
وأما ما رواه أحمد في المسند فلفظه: " من آذى عليًا فقد آذاني " وليس فيه: (( بعث يوم القيامة يهوديًا أو نصرانيًا))،
فإنه بهذا اللفظ غير ثابت، وهو في مسند الإمام أحمد برقم (15960)
عن عام بن شاس واسناده ضعيف،
ولاشك أن من آذى عليًا فإنه قد آذى مؤمنًا تقيًا صحابيًا، ويقال كذلك في من آذى بقية الصحابة وبقية المسلمين.
وما ذكره ابن الأثير في الكامل أن معاوية كان يلعن عليًا والحسن والحسين وابن عباس ومالك بن الأشتر،
فإن هذا إذا ثبت كان قبل أن يبايعه الحسن ويتنازل له عن الخلافة، حيث كان يعتقد أن عليًا اشترك في قتل عثمان وامتنع من تسليم قتلة عثمان، فهذه الأخبار المروية في كتب التاريخ منها ما هو كذب وأكثرها من وضع الرافضة،
ولو كانت في كتب أهل السنة، ومنها ما قد غُير عن وضعه بزيادة أو نقصان، ولا يلزم منها أن يكون معاوية كافرًا، فإنه مجتهد في سبه لقتلة عثمان ولمن قاتل دونهم ونصرهم، وإن كان معاوية ومن معه ما سبوا الله ورسوله وإنما سبوا عليًا، فإنهم قد تابوا وتركوا السباب بعد أن تمت البيعة لهم، وإذا كان هذا السب باجتهاد سائغ، فإنه يكون معذورًا.
ونقول: الواجب تفويض أمر علي ومعاوية إلى الله تعالى.
وأما الحديث الذي فيه: " من سب عليًا فقد سبني ومن سبني فقد سب الله "
فهو بهذا اللفظ غير صحيح، وقد ذكرنا أن لفظه عن مسلم قول علي رضى الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليَّ أنه لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن " وأن ذلك لا يخص عليًا، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الأنصار: " أنه لا يبغضهم إلا منافق ولا يحبهم إلا مؤمن "
ويقال كذلك في بقية الصحابة، بل في جميع المسلمين من ، فينطبق على الرافضة
أنهم سبوا الله حيث سبوا أولياء الله وكفروهم، من سب مسلمًا مؤمنًا تقيًا ورماه بالكفر رجع ذلك عليه، فليس لعلي خصوصية، وأهل السنة يحبون عليًا وجميع أولاده وإخوته، وأعمامه، وأُسرته، وجميع أهل البيت، وجميع الصحابة، والرافضة يلعنونهم أو أكثرهم، فهكذا نعرف بذلك بُعد الرافضة عن الحق والقول الصحيح، حيث كفروا الصحابة ولم يقتصروا على معاوية، ومن كفر مسلمًا رجع كفره عليه.
وأما الحديث الذي رواه محمد بن يوسف الكندي
فإنه ضعيف الإسناد، حيث لم ترو هذه القصة في كتب علماء السنة،
ولو كانت ثابتة ما تركوها، فإنهم يحبون علي بن أبي طالب، وينهون عن شتمه وأذاه،
وأما أهل الشام فقد يكون أولئك من الذين يظنون أن عليًا اشترك في قتل عثمان كما ظن ذلك معاوية،
ولاشك أنهم أخطأوا في ذلك الظن.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يحب عليًا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق " فقد رواه مسلم
عن علي رضي الله عنه قال: " إنه لعهد لي من رسول الله r أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق "، وروى مسلم أيضًا أنه r قال: " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار "
ولاشك أيضًا أن بقية الصحابة كذلك، فلا يحب الخلفاء إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، وعلى ذلك أدلة كثيرة،
ثم إن المراد ببغضهم إذا كان لأمر ديني بأن يعتقدوا كفره وخروجه من الإسلام، كاعتقاد الخوارج أنه قد ارتد وحبط عمله،
أما إذا كان بغضه لأمر سياسي، أو سبب ظاهر فلا يدخل في البغض الذي هو نفاق وكفر، لأن النفاق هو الكفر في الباطن مع إظهار الإيمان،
فالذين قاتلوا عليًا في وقعة الجمل لم يتهموه بالكفر، ولم يكونوا منافقين، وإنما ظنوا اشتراكه في قتل عثمان رضي الله عنه أو إيواءه للقاتلين الذين هم موجودون في جيشه،
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لعن الله من آوى محدثـًا " رواه عليًا رضي الله عنه كما في صحيح مسلم،
وإذا كان لهم شبهة فلا يجوز الجزم بأنهم منافقون، وقد تراجعوا أو أكثرهم عن ذلك الظن وذلك البغض بعد حصول الصلح الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين "، فحصل ذلك لما تنازل الحسن عن الخلافة وزالت البغضاء، وأصبحوا بنعمة الله إخوانًا.
وأما الحديث الذي رواه الكندي في كفاية الطالب وأبو القاسم الدمشقي في تاريخه أن عليًا قال: (( أنا قسيم النار أقول خذي ذا وذري ذا )) فهو حديث موضوع مكذوب على عليّ أو على النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أقر الكندي بأنه ضعيف، وإنما الصحيح: " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق "، وكلام أحمد صحيح إذا ثبت عنه،
فإن المؤمنين الصادقين في إيمانهم يحبون عليًا وأبا بكر وعمر وعثمان والعباس وأبا سفيان ومعاوية وسائر المؤمنين، فيرجى لهم بهذه المحبة الجنة، ويبغضون المنافقين والمشركين وسائر الكفار، ولا يستغفرون لهم ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم.
وقوله تعالى (( إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا ))
هذا هو النفاق الاعتقادي، وهم الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر، فأما النفاق العملي فلا يدخل في ذلك،
ومعاوية وأصحابه لا يدخلون في مسمى النفاق الاعتقادي، فإن الأمة كلها اتفقت على خلافته لمدة عشرين سنة،
وهو أمير المؤمنين بلا منازع، ودخل في ولايته وصحبته ونصرتهالحسن والحسين وزين العابدين ومحمد بن الحنفية وابن عباس ترجمان القرآن،
ومن في عصره من بني العباس وبني هاشم، وبقية الصحابة كسعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وأبي هريرة، وأكثر أمهات المؤمنين، فهل يقال في
هؤلاء أنهم كلهم منافقون؟! على حد تعبير هذا الرافضي الذي حكم بأن الأمة كلها بقوا على النفاق
بعد قتل علي وإلى هذا الزمان
، إلا ما كان من الرافضة الذين حدثوا في وسط أو آخر القرن الأول مع قلتهم واستخفائهم، ولاشك أن من كفر
الأمة الإسلامية في شرق الأرض وغربها في الصدر الأول فهو أولى بالكفر، وقد مدح النبي r القرون المفضلة بقوله: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"،
فهذا الرافضي جعل ذلك القرن شر القرون، حيث كفر الخلفاء الثلاثة وخلافتهم مدة خمس وعشرين سنة، واستتثنى خلافة علي ومدتها خمس سنين، ثم كفر الناس بعده عندما تولى معاوية، حيث أنهم في زعمه دخلوا في ولاية كافر ومنافق، وسمعوا له وأطاعوا بما فيهم بنو هاشم، ]وبنو المطلب، وبنو عبد الدار، وبنو نوفل، وبنو قصي، وغيرهم من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم وبما فيهم من الأنصار والمهاجرين والذين جاءوا من بعدهم يدعون لهم،
يقول هذا الرافضي: (فمعاوية وأصحابه وأنصاره من أهل جهنم لا محالة)، فيكون قد حكم على أهل ذلك القرن الذين صحبوه وبايعوه أنهم من أهل جهنم، ولو كانوا من أهل البيت، ومن كفر المسلمين رجع كفره إليه.
وكلام الشيخ عبد السلام صحيح، فإن الصحابة جميعًا قد غفر الله لهم ووعدهم بالجنة في قوله تعالى (( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار خالدين فيها ابدا ذلك الفوز العظيم ))
فيدخل في المهاجرين العشرة المبشرون بالجنة وسائر الصحاية الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله، ويدخل في الأنصار أهل المدينة من الأوس والخزرج، ويدخل في الذين جاءوا من بعدهم جميع الذين أسلموا بعد صلح الحديبية وبعد فتح مكة، ومنهم أبو سفيان وأولاده، فإنهم أسلموا وجاهدوا في سبيل الله، فأبو سفيان كان قائد الجيوش الإسلامية فقعت عينه في سبيل الله ولم يرده ذلك عن مواصلة القتال، حتى فقعت عينه الأخرى، وابنه يزيد بعثه عمر لجهاد الكفار من الروم ونحوهم، وقتل في سبيل الله، ثم بعث معاوية بعده واستمر في الجهاد، ودان له أهل الشام وأحبوه، وتأثروا لما قتل عثمان،
الذي يدعي الرافضة أنهم قتلوه أو قتله شيعتهم، فكان هذا سببًا في نصرتهم له ومحبتهم له كما أحب أهل العراق عليًا وقاتلوا معه.
وأما قصة سفيان بن عوف فهي مكذوبة أو مغيرة عن وضعها،
ولا عبرة بنقل ابن أبي الحديد فإنه رافضي يبالغ في نقل الأخبار المكذوبة، وإذا قدر أن سفيان بن عوف بعثه معاوية للقتال فإن أبلغ من ذلك قتالهم لعلي في وقعة صفين، وقتال علي لهم، وذلك لأنهم جميعًا اتهم بعضهم بعضًا، فأهل الشام يطلبون قتلة عثمان المتواجدين في العراق، وأهل العراق يطلبون البيعة لعلي، وما ذكره ابن أبي الحديد من قول سفيان بن عوف: (ما غزوت غزاة كانت أسلم ولا أقر للعيون ولا أسر للنفوس منها) هذا فيه مبالغة، ولعله مما لفقه الرافضة، فقد امتلأت كتبهم بالأكاذيب.
وأما قوله عن معاوية: (وليس لأحد من خلق الله عليك أمر دوني) فإنه كذب ظاهر، مع أن القصة كلها قد تكون ملفقة، وكذا ما نقله ابن أبي الحديد في قصة الضحاك بن قيس، فإنه صحابي مشهور، ولا يظن به أن يقتل المسلمين، ومنهم عمرو بن العميس، ولكن الرافضة لا يبالون بالكذب ولا يتورعون.
ثم إن هذا الرافضي صرح بلعن معاوية وأعوانه وعامله، ولعن كل من رضي بأفعالهم إلى قيام يوم الدين، وهذا اللعن يعود على هذا الرافضي ومن رضي بقوله، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأن اللعنة تعود إلى قائلها إذا لم يكن الملعون مستحقًا لها.
وأما آية البقرة وهي قوله تعالى (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وانتم تعلمون ))
فإنها تنطبق على الرافضة، حيث أنهم يعرضون عن الحق الظاهر في القرآن،
من مدح الصحابة والرضا عنهم،
كما في آية سورة التوبة وهي قوله تعالى (( والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ))
فقد دخل فيها كل المسلمين
إلا الرافضة، فلم يتبعوهم بإحسان،
وأما آية النساء وهي قوله تعالى (( إن المنافقين في الدرك الاسفل من النار ))
[
فإنها تنطبق على الرافضة الذين يستعملون التُقية ويجعلونها من دينهم وهي صفة المنافقين، قال تعالى (( واذا لقوا الذين آمنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطينهم قالوا انا معكم انما نحن مستهزؤن ))
فالرافضةقاله وأملاه
- إذا قابلوا أهل السنة قالوا إنا معكم، نؤمن بالقرآن، ونؤمن بالسنة، ونحب الصحابة، ونترضى عن الشيخين أبي بكر وعمر، وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا إنما نحن مستهزئون، فيكونون منافقين، فيدخلون في هذا الوعيد. والله الموفق والهادي إلى سواء السراط.
عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
شبكة الدفاع عن السنة
]
فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !
ـــ ،،، ـــلـــــن يلــــــــوث عرضأمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف
ـــ ،،، ــاللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
لنرد على المصادر المعتبره التي وضعتها آمنه لكي نعلم هل كلام صحيح ام لا
4: 68.
68 - أخرج الحافظ ابن عساكر في تاريخه من طريق عبد الملك بن عمير قال:
قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية فقال: من أنت؟ قال: جارية بن قدامة. قال:
وما عسيت أن تكون هل أنت إلا نحلة؟ قال: لا تقل فقد شبهتني بها حامية اللسعة حلوة البصاق، والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب، وما أمية إلا تصغير أمة.
وأخرج عن الفضل بن سويد قال: وفد جارية بن قدامة على معاوية، فقال له معاوية: أنت الساعي مع علي بن أبي طالب، والموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية تسفك دماءهم. قال جارية: يا معاوية! دع عنك عليا فما أبغضنا عليا منذ أحببناه، ولا غششناه منذ صحبناه. قال ويحك يا جارية! ما كان أهونك على أهلك إذ سموك جارية؟
قال: أنت يا معاوية! كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية. إلخ وذكره بطوله وما قبله السيوطي في تاريخ الخلفاء ص 133قال سمعت احمد بن حنبل يقول: عبد الملك بن عمير مضطرب الحديث جدا مع قلة حديثه، ما أرى له خمسمائة حديث، وقد غلط في كثير منها.مروج الذهب
نا عبد الرحمن قال ذكره ابي عن اسحاق بن منصور عن احمد بن حنبل انه ضعف عبد الملك بن عمير جدا.
نا عبد الرحمن قال ذكره ابي عن اسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال: عبد الملك بن عمير مخلط.
ثنا عبد الرحمن قال سألت ابي عن عبد الملك بن عمير فقال: ليس بحافظ هو صالح، تغير حفظه قبل موته.
الجرح والتعديل ابن ابي حاتم
===========================
كتاب تاريخ لا يحتج به والرواية فيها
قضية شرب معاوية رضي الله عنه الخمر
حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن واقد حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال: ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال معاوية: كنت أجمل سباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني.
رواه أحمد في (المسند5/347) ومن طريقه ابن عساكر (تاريخ دمشق27/127).
وهي رواية منكرة متنا كما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه « وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيب الكمال14/331).
وهذه الزيادة المشكلة في المتن والتي نجدها في مسند أحمد لا نجدها في مصنف ابن أبي شيبة وهي مروية عنده بنفس الطريق.
ولهذا نجد الهيثمي استغرابه من هذه النكارة في المتن (مجمع الزوائد 5/42).
وأما من حيث إسنادها فإنه بالرغم من تحسين البعض لها كالشيخ مقبل الوادعي (الصحيح المسند ص185).
ولكن في كلا السند المتن خطأ.
فإن في السند زيد بن الحباب وهو كما قال الشيخ الألباني « ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة2/75 نقلا عن ضعيف الأدب المفرد77).
الحديث يرويه الحسين بن واقد ورواه عنه اثنان ابنه علي وزيد بن الحباب فرواه ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 2/677 ومن طريقه ابن عساكر 27/127 من طريق علي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.. انتهى.
الحديث فيه خطأ ظاهر ويمكن عزو الخطأ فيه إلى زيد بن الحباب فإنه صدوق كثير الخطأ.
أما من حيث السند فسند رجاله ثقات في الظاهر إلا أنه بهذا السياق معلول بل هو منكر إذ ليس بالإمكان أن يتفرد راو بحديث مرفوع من طبقة زيد بن الحباب ولو كان أوثق الناس فضلا عمن بعد ذلك. ولا سيما أن ابن الحسين بن واقد لم يرو الحديث المرفوع ولا رواه عن زيد بن أبي شيبة وأغلب الظن أن زيدا قد وهم فيه. وقد ذكرت له أوهام وكذلك شيخه.
وزيد بن الحباب من طبقة تابي التابعين. ولا يقبل تفرده عن معاوية لأنه مرفوع. ومن يقبل تفرده يشترط أن يكون تابعي التابعي من كبار الحفاظ إذا تفردوا مثل مالك وشعبة الثوري من واسعي الرواية وجبال الحفاظ.
أما بعد هذه الطبقة فلا يقبل تفرده أبدا بأي حديث مرفوع.
وقد اختل في زيد شرطان:
الأول: هو من الطبقة التي تلي تابعي التابعين.
الثاني: أنه ليس من جبال الحفاظ فضلا عن أنه من طبقة بعد أتباع التابعين. ناهيك عن أنه ثبت أنه مع ثقته كثير الأخطاء.
ومن الواضح أن سياق القصة هكذا ناقص. وهو محذوف الله أعلم به.
أما الرواية عند ابن أبي شيبة في المصنف فلا إشكال ولا خطأ فيها.
« حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن» (11/94-9).
دراية الأثر:
قوله (ما شربته منذ..) هذا من كلام معاوية وليس من كلام عبد الله بن بريدة وهكذا جعله جميع الحفاظ في مسند معاوية مثل ابن كثير في جامع المسانيد والإمام أحمد في المسند في مسند معاوية.
وقوله (ما شربته) يعني المسكر. قلت: وهذا استطراد من معاوية لا علاقة له بما قبله وما بعده. مما يدل على سقوط كلام متعلق بالشراب المحرم.
ويستفاد من الخبر بيان إكرام معاوية لإخوانه الصحابة ووفادتهم عليه رضي الله عنهم أجمعين كما قصدت دفع الإيهام الذي قد يثيره بعض أهل الهوى ممن تنقلب الفضائل في مخيلتهم إلى مثالب وأطلت قليلا في هذا لأني وجدت بعض محدثي الرافضة النوكى يحرف معنى الخبر ويحمله ما لا يحتمل مما هو ومشايخه أولى به.
قال المعلق على المسند (38/26 طبعة الرسالة) « ولعله قال ذلك لما رأى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة. لظنه أنه شراب محرم. والله أعلم.
قلت: هذا تجويز من قائله ولم يرد في شيء من مصادر الخبر نقل كراهية بريدة أو إنكاره فضلا عن رده وامتناعه عما ناوله معاوية. ولو كان بريدة رضي الله عنه يظن ذلك لما جلس هذا المجلس ولنقل ابنه استفهامه على أقل تقدير. وقد قال رسول الله « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر».
ثم إن مما يتبادر للذهن أن الشراب هو اللبن بدليل أن معاوية في سنه هذه لا يفضل عليه غيره كما في آخر الخبر. والله أعلم
ولا يعقل أن لا تتضمن الرواية عدم كرهية بريدة أو إنكاره ذلك لو خمرا كما يزعمون. وإن آخر ما يمكن أن يفهم هو أن معاوية شرب الخمر. كيف وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط منذ أن حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعاوية هو راو حديث جلد الشارب ثلاثا ثم قتله في الرابعة.
ومن شدته في مسألة المسكر أنه أمر بقتل السكران إذا قتل مع أن بعضهم لا يوقعه.
والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ما شربته منذ حرمه النبي.
فظن بعضهم أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناوله لبريدة وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير في مكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوض أن يأتي بالاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيرا، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تستشنعه وتستقذره وتستحيي من التلفظ به، تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغة العرب.
وضع معاوية الشراب في يد بريدة ثم قال: ما شربته، أي الخمر منذ حرمه النبي وكان حقه أن يقول: ما شربت الخمر منذ حرمه النبي ولكنه جاء بالضمير عوض الظاهر استشناعا للنطق باسم الخمر.
وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرز من الخمر فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟
وقد ابلغ في الغلط من تصور أن الضمير في قوله (ما شربته) يرجع إلى الشراب الذي بين أيديهم.
ويقال هنا: كيف ذكر الخمر؟ وما وجه الحديث عنه؟
فالجواب: أن هذا من باب الاستطراد وهذا جار على عادة العرب
فالاستطراد: هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة داعية إلى ذلك.
مثاله : أن النبي سئل عن طهارة ماء البحر فأجاب عن ذلك، واستطرد لذكر حكم الميتة التي لم يسأل عنها. وهذا من الاستطراد المحمود. ولذلك يقولون: الشيء بالشيء يذكر.
فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته، ذكره ذلك بالشراب الذي كانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر وكيف أنهم استبدلوه باللبن فالمناسبة قوية للغاية
وهذا هو الدليل من (مصنف ابن أبي شيبة6/188):
30560حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء وأنا شاب فآخذه اليوم إلا اللبن فأني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن
هذه الرواية لا تترك شكا لأحد. فإن معاوية يقول إنه لا يشرب في يومه ذاك إلا اللبن. فالشراب كان لبنا لا غير. فلو نظر الناظر في الروايتين، تبين له صدق ما قلت.
================
هل كان معاوية يتدين بسب على رضى الله عنهما ؟
من المسائل التى يتخذها الرافضة سُلماً و ذريعة للطعن فى الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما ما جاء عنه انه كان يرى " سب على بن أبي طالب رضى الله عنه " و سنحاول بفضل الله توضيح هذه الشبهة و تعريتها سائلين المولى السداد و الرشاد
1- يستدل الرافضة بالخبر الذى جاء فى صحيح مسلم فعن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال ( أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال : ما منعك أن تسُبَّ أبا تراب ؟ فقال : أمّا ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلن أسُبّهُ لأن تكون لي واحدة منهنَّ أحبُّ إليَّ من حُمر النَّعم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلّفه في مغازيه فقـال لـه علـيُّ : يا رسول الله ، خلَّفْتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوّة بعدي و سمعته يقول يوم خيبر: لأُعْطينَّ الراية رجلاً يحبُّ الله ورسوله ويحبُّه الله ورسـوله، قـال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرْمَد فبصق في عَيْنه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية : { قل تعالوْا ندعُ أبْنائنا وأبْناءَكم ...} ، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحُسيناً فقال : اللهم ، هؤلاء أهلي )
يقول الشيخ خالد العسقلانى فى كتابه ( بل ضـلـلـت - كشف أباطيل التيجاني في كتابه ثم أهتديت )
و هذا الحديث لا يفيد أن معاوية أمر سعداً بسبِّ عليّ ، و لكنه كما هو ظاهر فإن معاوية أراد أن يستفسر عن المانع من سب عليّ ، فأجابه سعداً عن السبب و لم نعلم أن معاوية عندما سمع رد سعد غضب منه و لا عاقبه ، و سكوت معاوية هو تصويب لرأي سعد ، و لو كان معاوية ظالماً يجبر الناس على سب عليّ كما يدّعي هذا التيجاني ، لما سكت على سعد و لأجبره على سبّه ، و لكن لم يحدث من ذلك شيءٌ فعلم أنه لم يؤمر بسبّه ولا رضي بذلك ، و يقول النووي ( قول معاوية هذا ، ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه ، و إنما سأله عن السبب المانع له من السب ، كأنه يقول هل امتنعت تورعاً أو خوفاً أو غير ذلك . فإن كان تورعـاً و إجـلالاً له عن السب ، فأنت مصيب محسن ، و إن كان غير ذلك ، فله جـواب آخـر ، و لعل سعداً قد كان في طائفة يسبّون ، فلم يسب معهم ، و عجز عن الإنكار و أنكر عليهم فسأله هذا السؤال . قالوا : و يحتمل تأويلاً آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه و اجتهاده ، و تظهر للناس حسن رأينا و اجتهادنا و أنه أخطأ )
و الذى يدل على أن معاوية لم يتخذ سب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ديناً يتقرب به إلى الله ما وضحه الشيخ خالد العسقلانى و سنذكره على هيئة نقاط حتى تتضح الأمور أكثر للجميع
أ - عدم غضب معاوية من رد سعد فلو كان رد سعد أغضب معاوية لرد عليه معاوية رداً انفعالياً
ب - كذلك لم يعاقب معاوية سعد على عدم سبه لعلى رضي الله عن الجميع و لشك فيه انه من أنصار على رضي الله عنه و هذا يدل على عدم تدين معاوية بسب علي و عدم إلزامه للناس بسب على رضي الله عنه
ج - سكوت معاوية على رد سعد لدليل على تقواه و انصياعه للحق و قبول للحق الذي تفوه به سعد
2- جاء فى كتب الرافضة ما يدل على توقير معاوية رضي الله عنه لآل البيت و حبه لهم رضي الله عنهم
أ- فقد روى الصدوق فى الأمالى فعن بهجة بنت الحارث بن عبداللّه التغلبي , عن خالها عبداللّه بن منصور وكان رضيعا لبعض ولد زيد بن علي (عليه السلام ), قال : سالت جعفر بن محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام ), فقلت : حدثني عن مقتل ابن رسـول اللّه (صـلى اللّه عليه وآله ) فقال : حدثني أبى , عن أبيه , قال : لما حضرت معاوية الوفاة دعا ابـنه يزيد (....) فأجلسه بين يديه , فقال له : يا بني , أنى قد ذللت لك الرقاب الصعاب , ووطدت لك البلاد , وجعلت الملك وما فيه لك طعمة , و أني أخشى عليك من ثلاثة نفر يخالفون عليك بجهدهم , وهـم : عبداللّه بن عمر بن الخطاب , و عبداللّه بن الزبير, والحسين بن علي , فأما عبداللّه بن عمر فهو معك فالزمه ولا تدعه , و أما عبداللّه بن الزبير فقطعه إن ظفرت به إرباً إرباً , فانه يجثو لك كما يـجثو الأسد لفريسته , و يواربك مواربة الثعلب للكلب , وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول اللّه , وهو من لحم رسول اللّه ودمه , وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يـخـذلونه ويضيعونه , فان ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول اللّه , و لا تؤاخذه بفعله , ومع ذلك فان لنا به خلطة و رحماً, وإياك أن تناله بسوء , أو يرى منك مكروها " الأمالى للصدوق المجلس رقم 30
و الشاهد قول معاوية " وأما الحسين فقد عرفت حظه من رسول اللّه , وهو من لحم رسول اللّه ودمه , وقد علمت لا محالة أن أهل العراق سيخرجونه إليهم ثم يـخـذلونه ويضيعونه , فان ظفرت به فاعرف حقه ومنزلته من رسول اللّه , و لا تؤاخذه بفعله , ومع ذلك فان لنا به خلطة و رحماً, وإياك أن تناله بسوء , أو يرى منك مكروها " و هذا دليل على حبه لآل البيت رضي الله عنهم و وصيته بهم لابنه يزيد مع ملاحظة أن هذه الوصية كانت أخر ما تكلم به معاوية رضي الله عنه و هو على فراش الموت
ب- و روى الصدوق أيضاً فى أماليه " فعن الأصبغ بن نباتة قال دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي سفيان قال له صف لي علياً (عليه السلام) قال أو تعفيني فقال لا بل صفه لي فقال له ضرار رحم الله علياً كان و الله فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه و يجيبنا إذا سألناه و يقربنا إذا زرناه لا يغلق له دوننا باب و لا يحجبنا عنه حاجب و نحن و الله مع تقريبه لنا و قربه منا لا نكلمه لهيبته و لا نبتديه لعظمته فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم فقال معاوية زدني من صفته فقال ضرار رحم الله علياً كان و الله طويل السهاد قليل الرقاد يتلو كتاب الله آناء الليل و أطراف النهار و يجود لله بمهجته و يبوء إليه بعبرته لا تغلق له الستور و لا يدخر عنا البدور و لا يستلين الإتكاء و لا يستخشن الجفاء و لو رأيته إذ مثل في محرابه و قد أرخى الليل سدوله و غارت نجومه و هو قابض على لحيته يتململ تململ السليم و يبكي بكاء الحزين و هو يقول يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات لا حاجة لي فيك أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك ثم واه واه لبعد السفر و قلة الزاد و خشونة الطريق قال فبكى معاوية و قال حسبك يا ضرار كذلك كان و الله علي رحم الله أبا الحسن " الأمالى للصدوق المجلس 91 الخبر رقم (2)
و الشاهد من الخبر
دعوة معاوية لأبو الحسن رضي الله عنهما بالرحمة كما فى أخر الخبر , فكيف يصح تدينه بسب على و يترحم عليه فى نفس الوقت ؟
و كذلك تصديق و عدم إنكار معاوية للأوصاف التى وصف بها ضرار النهشلى أبو الحسن رضي الله عنه , بل لم يتعرض معاوية لضرار بأى أذى أو ينهره و يزجره على ثناءه على أبو الحسن رضى الله عنه , بل معاوية هو من ألزم ضرار بالكلام عن أبو الحسن كما فى قوله فى بداية الحوار إذ قال له " صف لي علياً (عليه السلام) قال أو تعفيني فقال لا بل صفه لي " و بل طلب منه الزيادة عندما قال له " زدني من صفته " و فى نهاية الحوار " بكى معاوية " فهل يدل ذلك على حبه و توقيره لأمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه أم على بغضه له ؟ و الإنسان بطبعه يحب سماع قصص و أخبار من يحب
فرضى الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم و غفر الله لنا و لهم و لجميع من أحبهم
ماذا قدم معاوية بن أبي سفيان للإسلام ؟
هل تطرق هذا السؤال إلى ذهنك و لو مرة واحدة ؟
ففى خلال إمرته على الشام فى عهد عمر و عثمان رضي الله عنهما
فتح قيسارية على يد معاوية رضي الله عنه سنة 15 من الهجرة
كتب عمر إلى معاوية فقال له : " أما بعد فقد و ليتك قيسارية فسر إليها و استنصر الله عليهم , و أكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله العلى العظيم , الله ربنا و ثقتنا و رجاؤنا و مولانا فنعم المولى و نعم النصير "
فسار إليها فحاصرها و زاحفه أهلها مرات عديدة , و كان آخرهم وقعة أن قاتلوا قتالاً عظيماً , و صمم عليهم معاوية , و اجتهد فى القتال حتى فتح الله عليه فما انفصل الحال حتى قتل منهم نحواً من ثمانين ألفاً , و كمل المائة الألف من الذين انهزموا عن المعركة , و بعث بالفتح و الأخماس إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه .
فتح قبرص سنة 28 من الهجرة
فُتحت على يد معاوية خلال خلافة عثمان رضي الله عنهما , فقد ركب معاوية فى جيش كثيف من المسلمين و معه عبادة بن الصامت و زوجته أم حرام بنت ملحان و قد بشرها رسول الله صلى الله عليه و سلم بتلك الغزوة " فقد نام عندها صلى الله عليه و سلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة أو مثل الملوك على الأسرة يشك أيهما قال قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأولى قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام بنت ملحان البحر في زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت " متفق عليه
ففتح الله عليهم و قتلوا منهم خلقاً كثيراً , ثم صالحهم معاوية على سبعة آلاف دينار كل سنة , و قد ماتت أم حرام رضي الله عنها بقبرص شهيدة فقد وقصتها دابتها
غزو الروم سنة 32 من الهجرة
غزا معاوية بلاد الروم حتى بلغ المضيق - مضيق القسطنطينية - و كانت معه زوجته عاتكة و يقال فاطمة
و هل تعلم عدد الغزوات التى خرجت للجهاد فى عهد معاوية رضي الله عنه و كم مدينة فتحت ؟
إليك البيان
سنة 42 من الهجرة غزا المسلمون اللان و الروم فقتلوا من أمرائهم و بطارقتهم خلقاً كثيراً , و غنموا و سلموا
سنة 43 من الهجرة غزا بسر بن أرطاة بلاد الروم فتوغل فيها حتى بلغ مدينة القسطنطينية
سنة 44 من الهجرة غزا عبدالرحمن بن خالد بن الوليد بلاد الروم و معه المسلمون و شتوا هنالك , و فيها غزا بسر بن أرطاة من البحر
سنة 47 من الهجرة وفي هذه السنة وجه زياد الحكم بن عمرو الغفاري إلى خراسان أميرا فغزا جبال الغور فقهرهم بالسيف عنوة ففتحها وأصاب فيها مغانم كثيرة و سبايا
سنة 49 غزا يزيد بن معاوية بلاد الروم حتى بلغ قسطنطينية و معه جماعات من سادات الصحابة منهم ابن عمر و ابن عباس و ابن الزبير و أبو أيوب الأنصاري , و قد ثبت فى صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " أول جيش يغزون مدينة قيصر مفغور لهم " فكان هذا الجيش أول من غزاها , و ما وصلوا إليها حتى بلغوا الجهد
سنة 50 من الهجرة افتتح عقبة بن نافع الفهرى عن أمر معاوية بلاد أفريقية " تونس الآن " , و أختط القيروان ... و أسلم خلق كثير من البربر
سنة 53 من الهجرة غزا عبد الرحمن بن أم الحكم بلاد الروم و شتى هنالك , و فيها افتتح المسلمون و عليهم جنادة بن أبي أمية جزيرة رودس فأقام بها طائفة من المسلمين كانوا أشد شيء على الكفار , يعترضون لهم فى البحر و يقطعون سبيلهم , و كان معاوية يدر عليهم الأرزاق و الأعطيات الجزيلة ...
سنة 54 من الهجرة غزا الصائفة معن بن يزيد السلمى
سنة 56 من الهجرة شتى جنادة بن أبى أمية بأرض الروم , و قيل عبدالرحمن بن مسعود , و يقال فيها غزا فى البحر يزيد بن سمرة و فى البر عياض بن الحارث
سنة 58 فيها غزا مالك بن عبدالله الخثعمى أرض الروم , قال الواقدى : و فيها شتى يزيد بن شجرة فى البحر , و قيل بل غزا البحر و بلاد الروم جنادة بن أبي أمية , و قيل إنما شتى بأرض الروم عمرو بن يزيد الجهنى
هذه ما قدمه معاوية رضى الله عنه للإسلام و لم يُقدم عُشر معشاره أى معصوم من معصوميكم إلا ما كان من على رضى الله عنه و ولديه الحسن " كل ما قدمه معاوية للإسلام بعد توليه الخلافة يؤجر عليه الحسن لأنه هو من تصالح معه لله و للإسلام " و الحسين رضى الله عنهما أما بقية المعصومين فقد تقوقعوا داخل التقية خائفين هالعين " و نحن نبرأهم و الله "
و أضيف إليك أن من الآيات التى يندرج تحتها معاوية قوله تعالى [ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ](الحديد: من الآية10)
و معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه من الذين أنفقوا من بعد الفتح و قاتلوا , و قد وعد الله من قاتل و أنفق من قبل وبعد الفتح بالحسنى التى هى الجنة
إدارة المنتدى / عيسى الفاروق
للتواصل / 218914080614+
اخي الحبيب الفاروق بارك الله فيك وسدد خطاك وجزاك كل الخير
ولكن مثل هؤلاء لا يريدون الحق هم تربوا علي الكذب والتدليس والطعن والسب في المسلمين و علي راسهم الصحابة وزوجات النبي وذريته .
هذا ان كان العضو امنة انثي اصلا وان كانت انثي فهذه مصيبة كبري ان تكون اخلاق بنات الشيعة ونساءهم بهذا الوضع مجرد الطعن والسب تركوا من احل التمتع بهن والتطاول عليهن وعلي اعراضهن وذهبوا يطعنوا فيمن دافع عنهن وجاهد من اجل نشر كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله .
الا يعلم هؤلاء الجهال ان نبي الله تزوج اخت معاوية ايرفضون هم ما قبله النبي علي نفسه وشرفه وعرضه ايتزوج اخت كافر ملعون ؟؟
الم يبايع الحسن بن علي معاوية وتنازل له عن الولاية والخلافة ورضي بهم اميرا عليه وترك الامة بين يديه ام ان الحسن ترك المسلمين بين يدي ملعون كافر فيكون الحسن اساء الي امة نبيه ويتحمل وزرها كاملا لانه راي المنكر ولم يسكت عليه بل ساعد فيه وشجعه وايده وبايعه هؤلاء القوم بجهلهم يطعنون في ال البيت وفي نبي الله الذي تزوج السيدة رملة بنت ابي سفيان اخت معاوية وتنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة وتنازل بعده الصادق والباقر وزين العابدين لبنو امية ام كل هؤلاء خانوا امتهم وتركوها في ايدي الظالمين والكافرين ؟؟؟
لا ادري لماذا يشغل الشيعة نفسهم في دين الله يكفيهم المتعة بالنساء وجمع الاموال ويتركوا دين الله للمسلمين الذين حافظوا عليه .
اضغط على تشغيل للاستماع الي الانشاد
[RAMS]http://www.epda3.net/iv/es1355.ram[/RAMS]
اعتذر عن قلة تواجدي بالمنتدي لظروف عملي فسامحونا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المفضلات