السورة الكاملة

آخـــر الــمــواضــيــع

السورة الكاملة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: السورة الكاملة

  1. #1
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    1 58 السورة الكاملة


    بسم الله الرحمن الرحيم


    السورة الكاملة قصَّة مُتكاملة

    الحمد لله فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة العزيز الحكيم له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

    والصلاة والسلام على خير البشر والرحمة المرسلة للعالمين محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

    أما بعد......

    اعلم رحمك الله أنَّ العلم والهدى نورٌ يقذفه الله في قلب العبد إذا اتبع الهدى ونهج النبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وصفاته ، وخاف الله في أفعاله وأحواله ولم يتبع الهوى فيضل عن السبيل .

    قال الله في كتابه عن الخضر مع موسى عليهما الصلاة والسلام (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما)

    فأثبت الله الرحمة من عنده للعبد الصالح ، وتعليمه علما من لدن الله العليم الحكيم.

    وهذا العلم لا يناله الإنسان إلَّا باتباع سنن الرسول الكريم وكتاب الله العزيز في نهجه وحياته وأقواله وأفعاله ، وكما قال بعض أهل العلم من عمل بما يعلم وفقه الله لما لا يعلم..

    والواقع أنَّ كل سورة في القرآن الكريم هي موضوع كامل مستقل بذاته من بدايته إلى نهايته ، لكل سورة هدف وقصة وموضوع وأحوال وأحكام تتميز بها عن غيره وإن تشابهت مع غيرها في بعض الآيات أو الألفاظ.

    بمعنى أنَّ السورة الواحدة فيها موضوع واحد وهدف أو قُل أهداف متعددة ترتكز جميعها على التوحيد والأوامر والنواهي وإيصال المؤمنين إلى النعيم الدائم وإيصال الكافرين إلى المستقر اللازم وهو الجحيم ، وتدور محاور القرآن الكريم في موضوعات مشتركة ، تكاد تعلم أنَّ السورة المقروءة تختصُّ بموضوع كاملٍ.

    أعني إذا سمعت آيات من وسط سورة علمت أنَّ السورة تتحدث عن هذه المعاني التي ذكرتها الآيات، لا أنَّ القرآن تكرار بلا معنى كما قال بعض الزنادقة ، ولا أنَّ ألفاظه عشوائية كما تقول النصارى.

    مثال ذلك سورة النساء ذكرت الكثير من أحكام النساء والميراث والطلاق ، وسورة المائدة ذكرت أحكام أهل الكتاب

    وسورة الأعراف شملت قصص أنبياءَ كُثُرٍ وركَّزت على بني إسرائيل خصوصًا مع نبيهم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.

    وسورة يوسف تختص بذكر قصة يوسف عليه السلام

    وسورة هود فيها ذكر قصص الأنبياء وجدالهم مع قومهم وعاقبة المؤمنين وعذاب الكافرين

    وتمتاز بعض السور بسجع في أواخر الآيات ، والسجع هو توافق آخر حرف أو حرفين من الكلمة ، فسورتا الإسراء والكهف جميع آواخر السورة فيها مدٌّ بالألف (تنوين بالفتحة).

    الإسراء: أول آية فقط تُخالف هذا.

    وسورة طه والنجم تجد السجع فيها على الألف المقصورة أو التنوين بالألف.

    وسورة القمر والمدثر والكوثر والعصر آواخر الآيات حرف الراء.

    وتجد سورة قاف تمتاز بكثرة حرف القاف فيها مثل رقيب – تنقصُ – فوقهم – ألقينا – باسقات وغيرها ، وسورة ص فيها كلمات تمتاز بالصاد كفصل – مناص – خصم – الصالحات – الصافنات – وغيرها

    وتسمية السور توقيفِّيٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم،

    ولهذا نجِد
    ثلاث سورة ليس فيها اسمها ( الفاتحة – الأنبياء – الإخلاص)
    ثلاث سور تنتهي بأسمائها ( الماعون – المسد – الناس )

    فلو كانت التسمية بألفاظ السورة لَلَزِم أن تُذكر لفظة الفاتحة في سورة الفاتحة.

    والله أعلم

    فصل

    كتاب الله المعجز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولا يعتريه ملل ولا يُؤدِّي بصاحبه إلى الكلل ، ولا يشوبه الخلل ولله الحمد ورفع الزلل.

    ففيه الآيات البينات والحكم البالغات والقصص الشيِّقة والمعاني اللائقة والحِكم القاطعة والأقوال الناصعة فسبحان منزِّلهِ ، والصلاة والسلام على قارئه وخير من أوحِيَ إليه محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم..

    وهذا الكتاب لا أدَّعي سبقه ولا كماله ولا بلاغه ولكنه توفيق من الله ، لفت نظري وفكري من تدبر آيات الله في كتابه ، وتناسق محتواه واشتمال السورة الواحدة على العبارات المترادفة التي قد تجدها في سورة آخرى لكنْ لكل سورة مجملٌ ومفصَّلٌ ، ومثال ذلك لفظ (تالله) القسم تجده في سورتي يوسف والنحل والأنبياء والشعراء ، وقد لا تجده في سورة أخرى.

    يعني مثلا تجد في سور يوسف والنور والحجرات والبقرة في أواخر الآيات عليم حكيم ، لكن في سور الذاريات والأنعام والحجر نجدها حكيم عليم ، وهذا الترتيب لا يختلف داخل السورة الواحدة أبدًا بل يُحافظ على ترتيبه فلماذا هذا الاختلاف بين السورة والأخرى واتفاقه داخل السورة الواحدة ؟ أليس هذا دليلًا على حكمة بالغة من الله وأنه محفوظ بحفظ الله له ؟

    فما السر في ذلك ؟ وهل هو لفظٌ عابرٌ ليس له سببٌ ولا حكمة ؟ حاش للهِ .

    ولفظ حاشَ لله تقرأه في سورة يوسف وقد تعلم سرَّهُ أو لا تعلم بتوفيقٍ من اللهِ لبعض عباده الذين اختصَّهم بفضلٍ منه ورحمة.

    اشتملت سورة البقرة على أحكام اليهود وفضائحهم وعصيانهم لربِّهِم وعذابهم ، وتطرقت سورة آل عمران لحال النصارى وافترائهم على الله الكذب بإدعاء الولد ، وجاءت سورة النساء فشملت الصنفين ، وفصَّلت سورة المائدة كثيرًا من أحوالهم وأحكامهم وتشنيع مقالاتهم وكذبهم على الله عز وجل.. بما لا يتسع المجال لذكره.


    ونحن إن كنَّا نقرأ القرآن آناء الليل وأطراف النهار فلن نحيط بعمله جميعه ولن نقوم به (أي حق القيام) لأن الله قال : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) وقد علم أن وسعنا ضعيف وقليل

    وطالبنا الله بالقليل ووعدنا بالعطاء الكثير الجزيل في الجنان.

    فنسأل الله الكريم أن ينفعنا بكتابه وبعمله ويهدينا سواء السبيل.

    والله الموفق..


    أحكام عامة..

    جميع سور القرآن مرتبطة فيما بينهما ارتباطات وثيقة ، منها أسلوب الآيات فيما بين المكي فيما بعضه ، والمدني فيما بعضه (أي المكي يشبه المكي ، والمدني يشبه المدني)


    • جميع سور القرآن كلام الله سواءً صفات الله أو أوامره ونواهيه ، وصفات الأنبياء وأحوالهم ، وتنزيه الله عن الشريك والولد ، وسائر أحكام المعاملات بين العباد وذكر المعاد والجنة والنار والملائكة والشياطين وصفات الإنسان وطُغيانه .


    - جميع السور المدنية ارتكزت على توفيق المسلمين ومعاملاتهم مع أنفسهم ومع أهل الكتاب من اليهود والنصارى.
    وكذلك بعض السور المكية لكن قبل نزول الأحكام..



    لم يختلف المسلمون فيما بينهم في حفظ الله من التبديل والتحويل ولكن اختلفوا في تأويل بعض الآيات والأحكام تبعًا للنصوص التي بين أيديهم (سُنًَّة النبي صلى الله عليه وسلم والأحاديث الشريفة) ، واختلاف المذاهب الأربعة والفرق المنتمية للإسلام في تأويل الأحكام .


    • أول ست عشرة سورة فيها كلمة تحتوي مدًّا لازمًا :


    مثال ذلك الفاتحة (الضالين)
    البقرة (الضالين)
    ال عمران (الم)
    النساء (مضار)
    المائدة (آمين)
    الأنعام (آلذكرين)
    الأعراف (المص)
    الأنفال (شاقوا )
    براءة (كافة)
    يونس وهود ويوسف (الر)
    الرعد (المر)
    إبراهيم والحجر (الر)
    النحل (دابة)

    ثم تأتي سورة الإسراء فليس فيها كلمة تحتوي مدًّا لازما على رواية حفص عن عاصم.


    سورة الفاتحة

    ابتدأت السورة بما لا يُنازِعُها فيه اثنان من انَّها آية منها وهي بسم الله الرحمن الرحيم ،لافقد اختلف العلماء في كون البسملة من السورة (ما عدا الفاتحة) ولكل فريق من العلماء أدلَّتُهُ ولا مجال لذكرها ههنا.

    الواضح من سورة الفاتحة انتهاء آياتها بحرفين اثنين وهما النون والميم ، والكلمات التي ذُكرت فيها هي ما ستكرر كثيرًا في القرآن في إثبات صفات القدير العليم ومنها (رب العالمين) و ( مالك يوم الدين)

    لفظ الصراط المستقيم ورد كثيرا في باقي السور ، وهنا كانت الفاتحة الركيزة الأولى في طلب الهداية من الله في كل صلاة. ولا تصح صلاة بدونها ، وكذلك لن تهتدي أيها المسلم دون أن يهديك الله (ومن يضلل الله فما له من سبيل)

    والصراط هو الإسلام وقيل القرآن وقيل الهداية للصواب وعمل الصالحات وقيل هداية الله وقيل الهداية ثم التثبيت عليها والإنابة والاستغفار والله أعلم

    (صراط الذين أنعمت عليهم) من المسلمين (غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

    المغضوب عليهم اليهود ، والنصارى هم الضالون كما ورد في حديث لا يحضرني.


    قال ابن القيم في زاد المعاد "فأول السورة رحمة وأوسطها هداية وآخرها نعمة‏.‏"


    تكررت فيها كلمتي الرحمن الرحيم ، وذكر الله مرتين وذكر الصراط مرتين


    سورة البقرة

    هي أطول سورة مدنية ، وأول سورة نزلت في المدينة


    في سورة البقرة العديد من الأوامر والنواهي ما إن تدبرته وجدت أنَّك كل مرة تقرأ فيها جديدا لم يخطر ببالك ولا في تلاوتك.

    الموضوع : إجمال لجميع أركان الإسلام الشهادتين والصلاة والزكاة والحج والصوم ، (لم يذكروا جميعا إلَّا فيها) وتفصيل لأحكام الطلاق والرجعة والنكاح.

    بداية السورة الم()ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين() الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون() هؤلاء المؤمنون هم نفسهم خُتمت بهم السورة آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون..

    وهذا النظام البديع حيث تتشابه بداية السورة مع آخرها في المعاني والألفاظ سنجده يتكرر كثيرا..


    بدأت بتفخيم أمر الكتاب العظيم ، ثم ثنَّت بذكر أوصاف المؤمنين ثم أوصاف الكافرين ثم صفات المنافقين وضربت لهم الأمثلة

    وهناك ترابط في خُسران تجارة من باع آخرته بدنياه (فما ربحت تجارتهم) و (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى) - أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ

    ثلاثة آيات متتاليات ذكر فيها إنك أنت ، وتنتهي الثلاث الآيات بأسماء من أسماء الله عز وجل

    (إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) آية 129 – (إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) آية 128 – (إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ) آية 129

    - آيتان متشابهتان وتشتبهان كثيرا على الناس(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) آية 48 ثم آخر آية (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) آية 123


    وآية كما هي (يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ) آيتين 47 و 122

    متشابهات : (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آية 56 (ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) آية 52

    ثم عطف على الأمر بتوحيده لا شريك له وتعجيز المشركين بأن يأتوا بمثل هذا القرآن وإنهاء التحدِّي بـ (لن) تفعلوا ثم ذكر قصة آدم عليه السلام وهنا نكتة لطيفة وهي أنَّ آدم اول نبي لأهل الأرض فكذلك هو أول من ذُكِرَ في ترتيب السور بين الأنبياء


    ثم ذكر حوار الملائكة مع الله عز وجل وهو دليل على جواز الاستفهام من الأمر إذا خَفِيَ الحكم منه

    ثم ذكر ما حدث من إبليس وكيده وعداوته لآدم بعد رفضه للامتثال للسجود له ، وذكر الله عز وجل هبوط آدم إلى الأرض ، ثم عطف على ذكر بني إسرائيل بسبب ترابط الأحداث بينهم وبين سائر الأمَمِ ولأنَّهُم كانوا مُفضَّلينَ حينًا من الدهر فكذلك لمَّا كفروا وكذَّبوا وتولَّوْا غضب الله عليهم ولعنهم ورماهُم بالذِّلَّةِ والمسكنة

    أمرنا الله بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة كما أمر بني إسرائيل (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين – واستعينوا بالصبر والصلاة – وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا من أنفسكم من خير تجدوه عند الله )

    ذُكِرَ إحياء الموتى في خمسة مواضع ، فصة البقرة (كذلك يحيي الله الموتى ) ، (وعُزير (فأماته الله مائة عام ثم بعثه) ، وقصة إبراهيم عليه السلام (فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل) ، وقصتان مع بني إسرائيل (ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم ) والثانية (ثم بعثناكم من بعد موتكم)

    آية (قالوا ادع لنا ربك يبين لها ما هي ) تكررت ثلاث مرات


    والآية الأولى منها فيها ثلاث أحكام للنون الساكنة وهي مرتبةً الادغام فالاظهار فالإقلاب

    إيمان اليهود لم يردعهم عن قتل الأنبياء وتكذيب الرسل (بئسما اشتروا به أنفسهم )

    ذُكرت في هذه السورة طلب بني إسرائيل من موسى عليه السلام رؤية الله عز وجل ، وهذه أطول سورة في القرآن الكريم وهي مدنية ، لكن في أطول سورة مكية (الأعراف) طلب موسى عليه السلام رؤية الله.

    (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله) هي خبر بمعنى الأمر ، وهي عزيزة في القرآن الكريم ، أعني هذه الطريقة اللغوية وسنأتي عليها في سورة يونس عليه السلام

    (قل بئسما يأمركم به إيمانكم –بئسما اشتروا به أنفسهم )

    لفظة (ولما جاءهم) كذلك (فلما جاءهم) تكررت لأنها خطابٌ لأقوامٍ مضوا ولكنَّّ أحفادهم وهم أشباههم يُعاينون الوحيَ فيكفرون به وهم على دين آباءهم بل هم أشد كفرا


    ذكر المشرق والغرب ثلاث مرات (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب – ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله – قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) وذُكِرت رابعة (قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب)

    توعَّد الله الكافرين بالعذاب ، وشدَّدَ على اليهود بطغيانهم وكفرهم وتبديل أحكام الله وأخذهم لبعضها وتركهم للبعض الآخر

    ثم قرن ذلك بتكذيبهم للنبي لأنهم آمنوا بموسى وكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من كفر بعيسى ابن مريم

    وذكر حال النصارى واليهود من الاختلاف (وقالت اليهود ليست النصارى على شيء)

    ذكر أن من كان عدوا لأنبياء الله وملائكته فهو عدو لله ـ فكذلك من عادا أولياء الله فالله عدوه

    آيان متتاليتان تنتهيان بنفس اللفظ (لو كانوا يعلمون) آيتان 102 - 103

    عندما أوصى يعقوب بنيه قالوا نعبد آلهك وآله آبائك وذكروا اسماعيل بين الآباء رغم أنه عمهم وهذا تصديقه حديث النبي صلى الله عليه وسلم (العم صنو أبيه) وكذلك كيلا يُتوَّهَمَ أن اسماعيل لم يكن على نفس ملة إبراهيم وإسحاق ، لأن بني إسرائيل امتازوا بأوامر ونواهي فقد يظن البعض أن إسماعيل يختلف عن دين إسحاق فرفعوا هذا التوهم بذكر اسماعيل بين الآباء

    والآية التي بعدها تؤكد ذلك

    (وإذا قيل لهم اتبعوا ) ذكر أن آباءهم لا يعقلون ولا يهتدون ثم وصفهم بالصمم والعمى والبكم وأنهم لا يعقلون مرة أخرى في الآية التي تليها

    متشابهات 1 (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ) – (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم )

    متشابهات2 (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) آية 159 – (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آية 174

    ربط الله التقوى في هذه السورة الكريمة بعدة أمور ، منها إنفاذ الوصية ومنها الصوم ومنها القصاص وآية (ليس البر) ، وتقوى الله في معاملة الأزواج وتقوى الله في الطلاق والرجعة وترك المهر عند الانفصال.

    ترك الحلف بالله لغوًا ، وألَّا يمسكوا النساء ضرارًا في عدة الطلاق ، وفي رضاعة الولد من أمِّهِ ، ونفقة الرجل على مطلَّقَتِهِ

    آية 233 ذكرت كلمة الحول (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ ) وكذلك آية 240 (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ)

    والحول هو العام على لغة أهل الحجاز

    وترك الربا ، وتقوى الله يوم القيامة أي قبل أن ياتي (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) آية 281 رُوِيَ أنَّها آخر آية نزلت

    وربط تقوى الله بكتابة الدين إلى أجلٍ مسمًّى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ) آية 282

    النصر مع الصبر والدعاء والتقوى ، كما انتصرت بنو إسرائيل بجيش طالوت وداود عليه السلام على الفلسطيني جالوت وجنوده.

    هذه الآية ذكرت جميع أركان الإيمان (لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) آية 177

    وهذه الأركان مذكورة في حديث جبريل في صحيح مسلم والبخاري واللفظ له عند تفسير هذه الآية « 4777 » حدثنا إسحاق عن جرير عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوما بارزا للناس إذ اتاه رجل يمشي فقال يا رسول الله ما الإيمان قال الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله

    ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر قال يا رسول الله ما الإسلام قال الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان قال يا رسول الله ما الإحسان قال الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكنترأه فإنه يراك قال يا رسول الله متى الساعة قال ماالمسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا

    ولدت الأمة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن إلا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام الآية ثم انصرف الرجل فقال ردوه علي فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا فقال هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم


    - هذه السورة الوحيدة التي ذُكر فيها الأمر بكتابة الدَّيْنِ ، ونُسِخَتْ فيها أحكام الصيام والعِدَّةِ لمن تُوفيَ عنها زوجها.

    أمر الله بكتابة الوصية

    التخفيف على المسلمين في ليالي رمضان بحلِّ الجِماعِ ، وكذلك تحريم الرشوة للحكَّامِ

    - بدأت الآيات في العفو والصفح (فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ) آية 109 ثم أمر بالقتال (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ..) آية 191

    (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 218 هنا فصل بين الإيمان والهجرة وهذا ليس فصل تفرقة ولكنه فصل تفضيل ، فالذين آمنوا وهاجروا معًا هم خيرٌ من الذين آمنوا ولم يهاجروا أو كما قال عز وجل (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) سورة الحديد

    وتناسبت الآية من (ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آية 178 مع (يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) لأن رحمة الله في كل أمور الشريعة فالقصاص رحمة ، وعمل الطاعات رحمة والإيمان كله رحمة

    - أول آيات الحج (إن الصفا والمروة ) ثم أوسطها الصوم ثم عادت للحج (الحج أشهر معلومات)
    قلـ: لأن أشهر الحج تأتي بعد الصوم ثم يأتي الصوم العام المقبل فلم يذكره في القرآن لثبات النص وقلة أحكامة مقارنة بالحج وذكر القرآن الكريم بعض أحكام الحج والمشاعر والمواقف فيه

    - الآيات التي تحدثت عن توجه المسلمين للمسجد الحرام الأولى أمر إيجاب ، والثانية أمر تثبيت والثالثة توكيد أنَّها قبلة الإسلام لا قبلة النصارى التي يزعمونها شرقًا ولا قبلة اليهود التي يزعمون أنها غربٌ كما قال عز وجل (لا شرقية ولا غربية)


    • (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ)آية 204 ثم (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ) آية 206 ( ثم (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ) آية 207


    هذه الآيات الثلاث آخرها وزن فعال وكلاها تنتهي فساد مهاد بلاد والأولى تنتهي بفتحة والثانية بضمة والثالثة بكسرة ، فسبحان من كلامه أفصح من أي شعر وقصيد.

    من آية 227 إلى 237 أحكام الطلاق والعدة والمتعة ( النفقة) ، وفيها آيتان تبدآن بـ وإذا طلقتم النساء ، وكذلك آيتان لا جناح عليكم والأخرى ولا جناح عليكم ،

    وقال لهم نبيهم آيتان 247 - 248

    اشتملت السورة على العديد من نهايات الآيات أعني الحروف منها حرف الميم والنون والدال والراء ، كذلك امتازت السورة بعدَّةِ الآيات التي تنتهي بأسماء الله العزيز الحكيم. وكل آية نهايتها اسم من أسمائه تبارك وتعالى لها دلالة لفظية ومعنوية في نفس الآية بدليل :

    (وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) آية 227 أي سميع بأقوالهم حال رغبتهم في الطلاق سواء تكَّموا بذلك أو لا ، عليمٌ بحقيقة رجعتهم وطلاقهم وسببه ولو خفي على الناس.


    • قلت : وآيات الطلاق فيها ألفاظ معلومة (واعلموا أن بما تعملون خبير) وإن الله بصير بما تعلمون


    واتقوا الله وأعلموا أن الله بكل شيء عليم

    ( حقا على المتقين – حقا على المحسنين)

    فهذه الآيات فحواها (محتوى) ذكر العلم وأن الله أعلم من عباده في كل شيء وختمها بـ (والله يعلم وأنتم لا تعلمون)

    - شبه الله آمال الكافرين بماء المطر الذي ينزل على الصفوان (حجر أملس) فإذا هبَّت الريح ذهب المطر وترك الحجر كما هو لا يمسك التراب ولا الماء ، ولم يذكر الصفوان في غير هذه السورة


    في بداية الآيات ذُكِرت الحجارة وفي أوسط السورة ذُكِر الصفوان فتنوعت أفكار الحجارة وتشابه أفعال الكافرين فيها

    ذكرت السورة خمسة أصناف لا خوف ولا هم يحزنون
    الأول: (نَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 62

    الثاني: (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 112

    الثالث: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنّاً وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 262

    الثالث: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 274

    الرابع: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) آية 277

    قلت: يجمع بينهم الإيمان بالله والعمل الصالح ، والثالثة والرابعة ذكرا الإنفاق في سبيل الله
    الخامس ذكر إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة لأنها أفضل الأعمال في الإسلام

    سورة آل عمران

    الموضوع : تحدَّثت السورة عن مجادلة نصارى الهجر مع رسولنا صلى الله عليه وسلم

    من فواتح السورة (ربنا لا تزغ قلوبنا ) وخواتيمها دعاء طويلٌ ربا آننا سمعنا مناديا..


    (والله بصير بالعباد (مرتين ) – والله رؤوف بالعباد )



    • تميزت بذكر الجنات التي تجري تحتها الأنهار في عدة آيات منها



    (قُلْ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيْرٍ مِّن ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) آية 15

    (أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) آية 136

    (لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلاً مِّنْ عِندِ اللّهِ وَمَا عِندَ اللّهِ خَيْرٌ لِّلأَبْرَارِ) آية 198

    (وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) آية 195

    فيها ولادة مريم عليها السلام وابنها المسيح عيسى ابن مريم ، ورزق زكريا بالولد بعد الكبر بقدرة الله عز وجل.

    أسماء الله العزيز الحكيم (لا إله إلا هو العزيز الحكيم – كيف يشاء لا إله إلا هو العزيز الحكيم – وإن الله لهو العزيز الحكيم )

    (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف – كنتم خير أمة أخرجت للناس ) ربط هنا بين كون الأمة خير أمة ، ووجود أمة ظاهرة قوية خيَّرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، متى فقد هذان فلا خير في الأمة ،

    بل أضاف أهل الكتاب الذين آمنوا (ويأمرون بالمعروف ..)

    فهذا دليل على أن الدين واحد لكن تختلف الشرائع ، فجميع الأديان أمرت بتوحيد الله وتصديق الرُسُلِ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأن بهما قوام الأمة وإصلاحها.


    فصل

    فيها تقابل (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين ) فالتمحيص التطهير والتصفية من الذنب ، والمحق هو السحق أو الإهلاك والاستئصال

    (ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوبَ عليهم أو يعذبهم) معطوفة على ما قبلها لفظة (أو) (ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكتبهم فينقلبوا خائبين)

    فيها اسم الله الأعظم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفيها تكرار الشهادة لا إله إلا الله ، وفيها الأمر بفرض الحج ، (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا )

    )وليبتلي الله مافي صدوركم وليمحص ما في قلوبكم) ...

    هناك ألفاظ متقاربة (والله خبير بما تعملون ) (والله بما تعملون خبير) وكذلك (والله بصير بما تعملون) (والله بما تعملون بصير)

    وأيضًا (وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (وعلى الله فليتوكل المتوكلون)

    تطرقت السورة الكريمة لمواضيع شتى:


    • تفنيد مزاعم اليهود في انتفاء العذاب
    • تفنيد مزاعم النصارى في المسيح عليه السلام
    • دعت السورة أهل الكتاب للإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفضحت صفاتهم في خيانة العهد ، وتشتيت المسلمين
    • ذكرت بعض صفات المنافقين والذين يُثبِّطون المسلمين عن القتال
    • ذكرت غزوة أحُد وما حدث للمسلمين بعد مخالفة أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم
    • نهت عن الربا في وسط آيات سورة أحد كي ينتبه الناس لخطورة الأمر وأنَّها تُحبط الأعمال العظيمة كالجهاد في سبيل
    • زادت عزيمة المسلمين على القتال (إن تكونوا تألمون)
    • دعت للتفكر في خلق السموات والأرض


    ذكرت ثلاث آيات متتاليات ختامها عذاب ثم على التوالي عظيم – أليم – مهين وتناسب كل وصف مع نوع المعصية فلمَّا سارعوا في الكفر كان عذابهم عظيمًا ، ولمَّا اشتروا الكفر بالإيمانِ كان عذابهم أليمًا ، ولمَّا زاد الله في خيراتهم (من الطيبات والنعم) أعقبهم عذابًا مهينًا ، ويُحتمل جمع أنواع العذاب لهم والله أعلم
    والآيات : (وَلاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً يُرِيدُ اللّهُ أَلاَّ يَجْعَلَ لَهُمْ حَظّاً فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ(176)إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئاً وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ(177) وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ(178)

    ثم ختمها بالأجر العظيم كما بدأها بالعذاب العظيم (مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ(179)

    أخذ الله الميثاق على النبيين في اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم كما اخذ الميثاق على العلماء لتبيين العلم للناس (وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ) آية 81

    جاء رجل الى ابن عباس فسأله عن غزوة أحد ، فقال هل تقرأ آل عمران ؟ قال نعم . قال ابن عباس: فاقرأ من العشرين بعد المائة إلى (إن الله غفور حليم) فهذه قصَّتُنا


    • ذكر في الآية 111 (لن يضروكم إلا أذى ) ، ثم لمَّا ذكر (الذين قال لهم الناس ) فكأنَّما أنزل الطمأنينة لقلوب المؤمنين حتى رسخ في قلوبهم اليقين ، فلمَّا سمعوا مقالة الناس قالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ، آية 173


    بعدما ذكر أهل الكتاب المكذبين بالرسول صلى الله عليه وسلم ، ذكر صنفًا آخر (ليسوا سواء )

    (وليمحِّص الذين آمنوا ويمحق الكافرين آية 141 – وليمحص ما في قلوبكم آية 154)

    (فأثابكم غما بغم – ثم أنزل عليكم من بعد الغم ) آيتان 153 - 154

    (يُخْفُونَ فِي أَنفُسِهِم مَّا لاَ يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا – قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آيتان 154 و 29
    شنَّع الله اليهود الذين يكتمون العلم (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس) وهي عامة في كل من يكتم علمًا

    آخر آية أمرت بالصبر والمرابطة في سبيل الله والثبات على الأمر .





    «« توقيع موقن »»

  2. #2
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة النساء

    نهايات الآيات في هذه السورة الكريمة أغلبها تنوين بالألف ، شابهت سورتي الإسراء والكهف.

    بدأت بنداء الناس في تقوى الله ثم عطفت على ذكر اليتامى وأحكامهم ثم أعادت ذذكرهم في آخر السورة (ويستفتونك في النساء) وآخر آية في الميراث وفصَّلت أحكام الميراث

    ثم حذَّرت من أكل مال اليتيم لأنه ضعيف ويحتاج للرعاية ولا أحد يلتفت إليه من غير مواليه ، فكان أخذ ماله أقبح وأشدَّ ظُلمًا

    - آيات النساء كلُّ ندائهنَّ بلفظة (التي)


    • عدة آيات تبدأ ألم تر:


    (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيباً مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ) آية 44

    (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً) آية 60

    (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) آية 77

    ثم فصَّلت أحكام تحريم الزواج بالأقارب والأنساب وذوي الرضاعة

    ذكرت صفة التيمم والبُعد عن من يريدون تضليل المسلمين واتبعوا أهوائهم

    ثم ذكرت تفضيل آل إبراهيم ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على العالمين بالكتاب والحكمة
    (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً) آية 54

    أمرت بطاعة الله ورسوله وأولي الأمر ، ومنها نستنبط أنَّ طاعة ولي الأمر مرتبطة بطاعة الله ورسوله إلَّا في معصية.

    حثَّ الله على الصلح بين الأزواج (إِن يُرِيدَا إِصْلاَحاً يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيماً خَبِيراً – وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ) آيتان 35 و 128


    • هذه السورة في مجملها تكلمت عن طاعة الله والرسول والدليل الآيات :


    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) آية 59

    (وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقاً) آية 69

    (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً) آية 80 وغيرها..

    هذه السورة العظيمة جادلت المنافقين وفضحتهم فضحًا ، وتشبيههم باليهود أو تشبيه اليهود بهم حيث اختلطوا معًا بالصفات.


    • (ولو كان من عند غير الله ) ثم ذكر سبب حفظه للقرآن الكريم وهو أن اليهود حرَّفوا الكلم وكفروا ببعضه وآمنوا ببعض (إن الذين يريدون أن يفرقوا بين الله ورسوله – فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم - )
    • آية 102 (وإذا كنت فيهم ) فيها كلمات فيها لام الامر الساكنة ، التي تدخل على الفعل المضارع فتجعله إلى صيغة الأمر (فلتقم – ولتأت – فليصلوا – فليكونوا - وليأخذوا )


    قرنت بين التوبة والإيمان بشرط أن تسبق الموت (إنما التوبة على الذين يعملون السيئات ) – (ومن يظلم نفسه أو يعمل سوءا ثم يستغفر الله) وختمها بتأكيد الرحمة وأن العذاب لا يزيد الله ولا يضره كما في الحديث (إنكم لن تبلغوا ضروا فتضروني ..) في آية (ما يفعل الله بعذابكم )

    جاءت هذه السورة تفصيلًا لأحكام الميراث وأعطت كل ذي حقٍّ حقَّهُ ، ومن تتبَّعَ أحكام الميراث وهي نصف العلم أو (الفرائض) علِمَ مدى تنوُّعِ الأحكام الفقهية وحصَّةِ كل إنسان فيها.

    ذكرت وليا ونصيرا وقرنت بينهم في عدة مواضع ، (فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً ) آية 89 – (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيراً... ) آية 75 – (لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً) آية 123

    فصل
    -(وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً) آية 83

    هنا لطيفة من اللطائف وهي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خلافته مذكورة في هذه السورة حديث عمر بن الخطاب المتفق على صحته « خ 5191 م 1479 » حين بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق نساءه فجاء من

    منزله حتى دخل المسجد فوجد الناس يقولون ذلك فلم يصبر حتى استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم فاستفهمه أطلقت نساءك فقال لا فقلت الله أكبر وذكر الحديث بطوله وعند مسلم فقلت أطلقتهن؟ فقال لا فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي لم يطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه

    ونزلت هذه الآية « وإذا جاءهم أمر من الأمن أوالخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم » فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر ومعنى يستنبطونه أي يستخرجونه من معادنه يقال استنبط الرجل العين إذا حفرها واستخرجها من قعورها < من تفسير ابن كثير


    ذكر الله في آيات كثيرة الحض على القتال (يا أيها النبي حرض ) وفي أواسط السورة الاخيرة وعد الله المؤمنين بالنصر (ولن يجعل الله لكافرين على المؤمنين سبيلا )

    (وكان الله سميعا بصيرا – إن الله كان سميعا بصيرا )

    وكذلك في بداية السورة (وقولوا لهم قولا معروفا – فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا )

    ( بالكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ) ففرَّق بين أنزل ونزَّل ، لأن الكتب السماوية السابقة نزلت مجملة والقرآن نَزَلَ على مراتب ومراحل (منجَّمًا )

    هذه السورة فيها آيات كثيرة تحثُّ على العدل (وإن خفتم ألا تعدلوا = ذلك أدنى ألَّا تعولوا – ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء – كونوا قوامين بالقسط شهداء لله –

    ذكرت صلاة الخوف وأحكام الخروج من ديار الشرك وهي قائمة إلى يوم القيامة ، فكلُّ من كان في دار شركٍ وجب عليه الخروج إلى دار الإسلام مخافة الفتنة ببقائه عندهم أو ترك دينه أو إلقاء الشُبهات أو إجباره على الكفر والعياذ بالله


    • قرنت بين الوعيد للكفار بالنار ، والوعد بالجنة للمؤمنين
    • (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم – أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا – إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار – إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا - )
    • (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات – ومن يطع الله والرسول – والذين آمنوا وعملوا الصالحات – وفضل ويهديهم صراطا مستقيما )


    تشابهت آيتا (إن الله لا يغفر أن يشرك به )

    لا يجوز تقسيم الأنبياء والدين إلى قطه نؤمن ببعضه ونكفر ببعضه فهذا من صفات الكفار ( )

    تشابه ألفاظ (ولله ما في السموات وما في الأرض) مرتين ثم آخر آية (ولله ما السموات والأرض)

    لمَّا بدأت بخلق الذكر والأنثى خُتمت بذكر ميراثهم ، ولمَّا اشتملت على التوصيات ختمها الله بـ (يبيِنُ الله لكم أن تضلوا) أي لازال الله يوصيكم في أول السورة وآخرها كي لا تضلوا سواء السبيل عن احكامه وشريعته.


    سورة المائدة


    اكتمال الدين بهذه السورة العظيمة حيث نزلت آخر آية فيها في حجة الوداع

    فيها آية الوضوء ، ومن توافق القرآن والسنة ذكرت المسح على الرأس والرجلين فمن هنا استُنبِطَ المسح على الخفين والعمامة.
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ) آية 6

    (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا – يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا على فترة من الرسل )

    استملت على عدة آيات متتابعات فيها قوله (واتقوا الله) فتقوى الله أفضل الطاعات وداخلها جميع الطاعات ولا حول ولا قوة إلا بالله
    بيَّنت أحكام أهل الكتاب في النكاح وأكل طعامهم

    (وعلى الله فليتوكل المؤمنون – وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين) تناسب أمر الله للمسلمين بالتوكل ، مع ما سبق في قصة بني إسرائيل ورفضهم لدخول الأرض المقدسة

    (فأصبح من الخاسرين – فأصبح من النادمين )

    (واذكروا نعمة الله عليكم – يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك)

    قسوة القلب سبب لتحريف كتاب الله والكفر به (قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه)

    تشابهت آيتا (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً – لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ - لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ) ..

    وذُكرت ألفاظ متشابهة فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء.

    قلت: في هذه الآية (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آية 40
    بدأ الله بقوله يعذب من يشاء قبل ويغفر لمن يشاء لأن الآيات السابقة كانت آيات أحكام وهي شديدة الوقع على القلوب ، وشديدةٌ في تنفيذها فتناسبها الشدة لا الرحمة.

    وذكر لفظ (وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) عدة مرات (فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ) آية 48 (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ) آية 49 (فَإِن جَآؤُوكَ فَاحْكُم بَيْنَهُم أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِن تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيْئاً وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُم بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ) آية 42

    ومن لم يحكم بما أنزل الله ذكرت ثلاث مرات وخُتِمت بثلاث ألفاظ مختلفة :

    (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) آية 44– (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ) آية 47 – (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) آية 45 قال ابن عباس: هو كفرٌ دون كفرٌ وليس ككفر بالله وملائكته وكتبه ورسله.

    بعدما ذكر الكتابين التوراة والإنجيل ذكر هيمنة القرآن عليهم (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) آية 48

    (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل ) هذه الآية دليل على انَّ النبي صلى الله عليه وسلم بلَّغ كل ما أنزله الله من قرآنٍ وسنة نبوية عن طريق الوحي ، وهي متناسبة مع آية (أكملت لكم دينكم) ورحم الله الإمام مالك بن أنس حين قال في نزول هذه الآية: ما كان وقتها دينًا فهو الدين وما سواه فهو باطل .

    ومن هنا يتبين لك أنَّ الروافض والمعتزلة والصوفية والجهمية والقدرية ليسوا على شيءٍ إذ لم يكن وقتها شيءٌ من هتراتهم وهذيانهم

    هذه السورة فيها آية الكفارة للحلف (كفارة اليمين) (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) آية 89

    وفيها تحريم الخمر والميسر والاستقسام بالأنصاب والأزلام وجميع أنواع الفسق والرجس وعبادة الأصنام (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) آية 90

    قلت: اجتنبوه أي هذه الأعمال ، والدليل قوله تعالى (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) أي لا تفعلوا عبادتها


    ذكرت تحريم صيد البر للمُحرمين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ) آية 95

    أمر الله عباده المؤمنين بالوفاء بالعقود ومنها الوصية والدَّيْنُ والزواج والبيع وغيرها

    ذكرت من صفات أهل الكتاب ما يلي : الأول إدِّعاءهم أنَّهم أحباب الله وقد كذَّبهم الله في ذلك
    الثاني: تحليل أطعمتهم ونِكاحهم سوى الذين اتخذوا أخدانًا (والخدن هو الصديق المسافح بالزنا بالخفاء)
    الثالث: التبرؤ منهم ومن عقيدتهم وعدم موالاتهم في الباطل
    الرابع: احتكامهم إلينا إذا أرادوا في شرعنا
    الخامس: كفرهم وتغييرهم لكُتُبِهم وتحريفها عن مواضعها وتغيير مافيها من الأحكام والشرائع ومسح صفة النبي صلى الله عليه وسلم بغيًا وعدوًا وحسدًا
    السادس: كيدهم للإسلام وأهله وحقدهم الدفين
    السابع: فئة منهم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كالنجاشي ملك الحبشة فهؤلاء خير النصرانيين-تبيين أنَّ من آمن من الكتاب في هذه الأمَّةِ فهو من الذين يدخلون الجنة ويكون من المحسنين لأنَّهُ آمن بالمسيح عليه السلام ثم بنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم

    الثامن : جواز حلفهم وقبول أيمانهم إذا حلفوا على يمين مغلَّطة بعد صلاة العصر
    التاسع : كفر أهل المائدة الذين كذبوا سيدنا عيسى عليه السلام
    العاشر: براءة المسيح ابن مريم عليه السلام مِمَّن افترى عليه وعلى أمِّه غير الحق يوم القيامة


    تحريم مجموعة من البهائم التي قُتِلَتْ بغير ذبحٍ كالموقوذة والمتردِّية والنطيحة والتي أكلها السبعُ

    ذكر الله قصة دخول بني إسرائيل إلى بيت المقدس أو أريحا حيث رفضوا الدخول وتركوا موسى وهارون عليهما السلام

    ذكر قصة ابنَيْ آدم وتقديم القربان وأول جريمة في تاريخ الإنسانية ، أول ذنبٍ كان الحسد ثم القتل.

    تبيان أنَّ من حكم بغير ما أنزل الله فهو من الكافرين والفاسقين والظالمين
    قلت: هي أوصاف لأفعالهم وليس كفرًا مخرجًا من الإسلام ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال :
    ثلاث في الناس كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت والإستسقاء بالنجوم. رواه البخاري
    وأيضًا : لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. رواه مسلم



    الجروح قصاص بنصِّ الآياتِ (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) آية 45

    أمر الله رسوله الكريم بتبيلغ جميع الرسالات وهي الآيات والأحاديث

    تكفير من ادَّعى أنَّ المسيح عليه السلام آلهٌ من دون الله

    هنا إرشاد عظيم في آية كفارة اليمين ، فقال الله في آخرها واحفظوا أيمانكم فهذا دليلٌ على أنَّ كثرة الحلف منهيٌّ عنها وليست من البرِّ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ...(إن النذر ليس بشيء إنما يستخرج من البخيل.)

    وهذه آية إرشاد مثل آية الصوم (وأن تصوموا خير لكم )


    تبيين أحكام قتل الصيد في الحرم

    بيان قصة المائدة مع سيدنا عيسى عليه السلام والحواريين

    مشهدٌ عظيمٌ يقِفُهُ المسيح ابن مريم عليه السلام حيث يتبرَّؤ يوم القيامة من الذين غلوا فيه وزعموا فيه غير الحق.

    سورة الأنعام

    - بدأت بالثناء على الله ، والحمد هو التمجيد والتعظيم والتقديس والشكر

    - ذكر الظلمات والنور في بداية السورة ، ثم ذكرها (وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ – كمن هو في الظلمات ليس بخارج منها )

    -خير ما تتسهل به هذه السورة الكريمة حمد الله عز وجل ، ولم تُذكر الظلمات والنور بمعناها الحقيقي إلَّا في هذه السورة ، حيث دائمًا تذكر الظلمات بمعنى الكفر أو الشرك ، والنور بمعنى الإيمان.


    (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَاباً فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ – تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ) آية 7 وآية 91 ، والقرطاس هو الورق الذي يُكتبُ فيه أو نسميه اليوم (الدفتر)

    ) قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ) هذه الآية جمعت الملك لله ثم رحمة الله لعباده ثم التحذير بيوم القيامة ثم ذكرت من كفر بالله وبدَّل صفة الرسول أو أنكرها فأنكروها فهم لا يؤمنون

    هلاك الأمم السابقة بتكذبيهم وكفرهم بآيات الله ورسله ، وحيث لم تنفعهم الأنهار ولا الثمار


    • وله ما سكن في الليل والنهار ثم قال (وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً) آية 96
    • ذكر حوار المشركين يوم القيامة حين يُعرضون على النار
    • ذكر الله صنفين من أقارب النبي صلى الله عليه وسلم (وهم ينهون عنه وينأون عنه) أي يمنعونه من الأذى والضرر لكن يبتعدون عن دينه وأوامره
    • ذكر الله أنَّ ما في السموات والأرض من دوابٍّ فهم أمَمٌ أمثالُنا ، ومن ذلك نجد الغراب يقتلُ ويدفن كما ذُكِر في السورة السابقة (المائدة) فسبحان العليم القدير الخالق الرزاق الذي جعل كل دابةٍ أمَّةً.
    • تهديد الله للمشركين بأنَّه إذا نزل عنهم العذاب فلن يدفعه سواه ، وإذا أعماهم وأصمَّهُم فلن يُعيدها غيره كيف يكفرون به ويُساوون بينه وبين الأصنام!
    • ذكر الله حاجة الناس للسفر في البحار وأنَّهُ إذا هاجت الريح وخافوا الغرق دعَوُا الله مخلصين له الدين أي أفردوه بالتوحيد لعلمهم أنَّهُ المُنْجي الوحيدُ لهم وقتها فإذا رجعوا إلى اليابسة (البرِّ) رجعوا إلى شركهم.


    تميزت بلفظة (أرأيتكم) وهي لفظ ضمير الكاف زيادة على أرأيت وتفيد التنبيه والإشارة والتخصيص والجمع في بعض الألفاظ ، وقد تأتي مع المفرد كما في قوله (ذلكم خير لكم )

    (وهو القاهر فوق عباده ) تكررت مرتين آية 18 و آية 61

    ذكرت الشهادة في عدة آيات (قل أي شيء أكبر شهادة – فلا تشهد معهم – قل هلم شهداءكم - ) آيات 19 و 150

    تكفي شهادة الله للرسول بأنه مرسل من عند الله ، وليست الآيات هي السبيل الوحيد للتصديق بالأنبياء ، والله عليمٌ بعباده فلو أرسل الآيات ما آمنوا بها لعلمه سبحانه وتعالى بقرارة أنفسهم أنهم سيكفرون بها ويستهزئون بها

    (وما يشعركم أنها إذا جاءت لا يؤمنون ) آية 109 تتناسب مع (ولو عادوا لردوا لما نهو عنه) آية 28

    ذكر الصراط المستقيم (من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم – قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم) – وأن هذا صراط مستقيمًا -

    لن يهلك الله قوما حتى تبلغهم الحجة البالغة ، هذا وإن كان نزل وقت الأنبياء فقد يكون في زماننا هذا عن طريق الزلازل والأعاصير والبراكين وقلة المطر وظلم السلطان والجور بين الناس بسبب المعاصي حتى إذا أراد الله إهلاك قرية حقَّ عليها العذاب فأخذها أخذ عزيز مقتدر

    لفظة )ءالذكرين( مميزة في هذه السورة حيث تمد ستة حركات (مد لازم) عند القراء وآية الأصناف الثمانية من الأنعام من الآيات البينات أنَّ المشركين كانوا يبتدعون أمورا في الدين لم يأمر بها الله ولم ينزل بها كتاب ولا جاء بها نبي

    في هذه السورة تشابهت ألفاظ (فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون – ثم ينبئكم بما كنتم تعملون) آيتان 164 و 60

    ذكر تزيين الأعمال للكافرين (كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ – وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) و آية 122 و آية 137


    ثلاث آيات متتاليات وهو الذي جعل لكم وهو الذي أنشأكم وهو الذي أنزل من السماء
    في حوار سيدنا إبراهيم ثلاث آيات متتابعات يبدأن بـ (فلمَّا) أي تكررت ستة مرات متتالية وهذه من خصوصية السورة..

    (فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَباً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ(76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغاً قَالَ هَـذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ(77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَـذَا رَبِّي هَـذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ(78)

    قلتُ: هذه الـ فاء للتعاقب دليل متابعة الحجة وراء الحجة أثناء جدال المتخاصمين ، خاصة إذا كانت الحجة بالغة ، فهي تَتَتابع لتصدم الخصم فلا يكون لهُ قدرة على الردِّ.
    وليس المقصود أي جدال في الحق وغيرهِ ، لكن إذا كانت الحجج متتابعة وصحيحة كانت أشد في اقناع الخصم حتى إذا راوغ وحاول الإنكار.

    وقوم إبراهيم عليه السلام كانوا جاحدين معاندين فأردوا إلقاءهُ في النار .

    تميَّزت السورة بإضافة الجر للكلمات لزيادة التوكيد ورفع الإشكالية كما في آية (أليس الله بأعلم بالشاكرين) فلم يكتفِ الله عز وجل بلفظ الله أعلم بالشاكرين ولكن أضاف الله حرف الجر (الباء) وهذه الاضافة لفت نظر إلى قارئ القرآن بقدرة الله وعلمه الواسع بعباده.

    • ويسميها بعض العلماء حرف تضمين


    ذكر الله مجموعة من الأنبياء والمرسلين وأمر نبيَّهُ باتباع هَدْيِِهِم وسُنَنِهِم ، وقال أنَّهُ إذا كفروا به (وحاشاهم) فإنَّ الله قادرٌ على تبديلِ خيرٍ منهم يحملون الرسالات فيأدُّونها غير ناقصة (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْماً لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ) آية 89


    (ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون)

    قلت: إذا كان هذا الخطاب للأنبياء وهم المعصومون من الشرك
    فكيف بمن يدعوا غير الله ليل نهار ثم يرجوا النجاة ؟

    (قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون – قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون – لقوم يتقون – لقوم يؤمنون – قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون ) آية 97 و آية 96 وآية وآية 99 وآية 126

    (كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) آية 65 (وَلَـكِن ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) آية 69

    (وهذا كتاب أنزلناه مبارك ) مرتين آية 155 (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) – آية 92 (وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ)

    اشتملت السورة على ألفاظ لم ترد في غيرها منها : مشتبه – خضرًا

    ينهى الله عن سبِّ آلهة المشركين حتى لا يَسُبُّوا الله ردًّا على سبِّ آلهتهم وهُنا نكتة لطيفة وهي عند المحاورة مع المشركين وأهل البدع عدم شتم عُظمائهم وما يعتقدون فيهم الصلاح والخير لأنَّ هذا أحرى أن يُقنِعَهُم بالخير.

    هنا أعاد الله توكيد أنَّ تنزيل الملائكة ليس كما يريده المشركون فقال (وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى) آية 111 كما قال في أول السورة (وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكاً لَّقُضِيَ الأمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ) آية 8


    يطلب المشركون من النبيِّ أن يُنَزِلَّ عليهم النبوَّة فيجيبهم الله (وَإِذَا جَاءتْهُمْ آيَةٌ قَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللّهِ اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ صَغَارٌ عِندَ اللّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُواْ يَمْكُرُونَ) آية 124

    (فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ ) آية 124 إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا هداه إلى الإسلام وأماته على ذلك ، فبعض الناس يقول لا يُمكن الحكم على اليهود والنصارى إذا ماتوا فقد يرحمهم الله ورحمة الله واسعة !! فهذه الآية جوابٌ عليهم

    ذكرت آيات (ولو شاء ربك ما فعلوه – ولو شاء الله ما فعلوا – ولو شاء الله ما أشركوا )

    ( افتراء على الله – افتراء عليه ) آيتان 138 - 140

    (أن تقولوا – أو تقولوا ) آيتان 156 - 157

    (فإن شهدوا فلا تشهد معهم ) والآية في أوائل السورة (قل لا أشهد) فشهادة الزور لا تحلُّ فهي كالإشراك بالله كما في الحديث .....

    يسترسل الله عز وجل في ذكر حُجَجَ المشركين وما افتروه في تقسيم الأنعام بغير سلطانٍ بل اتباعًا لأهوائهم ويرُدُّ عليهم بالدليل القاطع من تقسيمهم الأنعام بعضها لله وبعضها للآلهة ، ثم تقسيم الذكر والأنثى وتحليل بعضها وتحريم الآخر
    (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(143) وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(144)

    ثم يذكرون أقوى حُجج نُفاة القدر وهي لو شاء الله ما اشركنا !! فردَّ الله بأنهُ قادرٌ على هدايتهم جميعًا ولكن (إنَّ الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم) فكذلك أنفسهم وطَّنت الفساد وتجهزَّت لسواس الشياطين فلو أنزل الله عليها (سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا) آية 148

    الهداية ما اهتدت ولا انتفعت كقلوب المؤمنين ، أي لو شاء الله لقهرهم على الهدى (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين) ولكنَّ علم ما في صدورهم من الشرك فتركهم لحالهم

    ذكر الله ثمانية أزواج ، الضأن والمعز والإبل والبقر الذكور والإناث ، فبدأ بالضأن أكثر صوفًا ومنفعة ثم نزل إلى المعزِ فهو أقلُّ منه ، وبدأ بالحرف السابق في اللغة العربية ، فالضادُ قبل الميم (ضأن – معز)

    كذلك بدأ في الآية التي بعدها بالأفضل ثم الأدنى ، فالإبل خيرٌ من البقرِ مركبًا ولبنًا ولحمًا ، وحرف الألف يسبق الباء (إبل – بقر)

    (ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِّنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(143) وَمِنَ الإِبْلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنثَيَيْنِ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ وَصَّاكُمُ اللّهُ بِهَـذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(144)


    ذكر الله الوصايا العشرة وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمَّتِهِ ، وكذلك وصية موسى عليه السلام لليهود ، ثم ذكر نزول الله ومعه الملائكة للقضاء يوم القيامة بين الناس وختمها بالتذكير برحمته الواسعة وشدة عقابه فلا ييأس المؤمن من الرحمة ولا يطمئن الكافر من العذاب


    1. أن لا يشركوا بالله شيئا
    2. وبالوالدين إحسانا
    3. لا تقتلوا أولادكم من إملاق
    4. ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن
    5. ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق
    6. لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن
    7. أوفوا الكيل والميزان
    8. وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى
    9. وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ
    10. وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ





    «« توقيع موقن »»

  3. #3
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة الأعراف

    (وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) يبزعم الروافض أن آل البيت أولياء معصومون مؤيدون بالوحي يسمعون الصوت ولا يرون الملك ، كذذلك زعمت الصوفية أن الأولياء كالجيلاني والرفاعي والدسوقي أقطاب وأولياء يتصرفون بالكون ) فناسبت لفظة أولياء تفنيد مزاعم هؤلاء وإن كان سبب نزول الآيات عامًا في كلِّ وليٍّ يُتَّخَذُ من دون الله

    لفظة (كم) تستعمل كثيرًا في السور المكية للدلالة على تشابه حال أهل مكة مع القرون الماضية.

    وكم من قرية أهلكناها) كذلك أهلكنا قوم نوحٍ وعاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب لذلك ذكرهم الله في كتابه ثم عرج إلى ذكر قوم موسى عليه السلام وحكاياتهم وجدالهم وعنادهم وكفرهم وتكذيبهم بآيات الله ، ثم طردهم من رحمته وتوعدهم بالسخط والعذاب فنجد سورة الأعراف تعتبر مرجعًا شاملًا لقصص الأنبياء كسورتي هود والشعراء.



    ذكر هنا (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) آية 55 وفي آخر السورة قال (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) آية 205

    قلت: الدعاء الخفيُّ خيرٌ من الجهريِّ
    ذُكر الله يجب أن يصحبه خشوع وخوف من الله ، ولا بأس بذكر الله سهرًا أو جهرًا

    (لقد جاءت رسل ربنا بالحق) تكررت مرتين آيتان 43 و 53

    لمَّا ذكر استتار الجن ، نوَّه على حال الجن مع الإنس يوم القيامة

    بدءًا من آيات وقطعناهم لدينا هنا وصفان لبني إسرائيل الأول ظلموا أنفسهم والثاني أنهم فاسقون

    فالظلم للنفس هو بالمعاصي والذنوب وإتيان المنكر أمَّا الفسوق فهو العصيان بعد الأوامر ـ يعني أنَّ الله أمرهم ألَّا يعتدوا بالصيد في السبت لكنَّهم اعتدوا فسُمُّوا فاسقين

    قرن الله الجن والإنس في لفظين (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) والثاني (في أمم من قبلكم من الجن والإنس في النار) والقرنية بينهم بسبب عصيانهم وتمرُّدِهم عن طاعة الله التي أمروا بها

    لمَّا ذكر الله في بداية السورة انَّ القرى البائدة تنتظر العذاب بياتًا أو نهارًا ، ذكر في هذه السورة العظيمة قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوط لوط وأصحاب شعيب ثم شرع في ذكر قصة موسى عليه السلام وتبيانها لتشابهها كثيرا مع حال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم.


    أمر الله عباده بالالتزام بالتقوى في الظاهر والباطن ، فلباس التقوى في الظاهر هو ستر العورة والتزيُّنُ للخلقِ ، ولباس التقوى الباطن هو خشية الله وعبادته حقَّ عبادته والخوف من عقابه ورجاء ثوابه واجتناب محارمه وإتيانُ أوامره. (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) آية 26

    ذكر الله حوارًا بين الأولين والآخرين يُلقي الآخرون باللومِ على الأولين إذ هم كانوا سبب الضلال فقال الأولون بل لم يكن لكم علينا فضلٌ أي اشتركتم معنا في الضلال، ولستم بأفضل منَّا فلا تعذَّبون.

    فذوقوا العذاب كما ذُقناه ، وحكم الله بينهم بأنَّ لكلٍّ ضعفًا فلا يستعجلوا الهلكة والدعاء على بعضهم البعض.

    (ألا له الخلق والأمر) فالله هو الخالق ولا يخلِقُ سواهُ ، والأمرُ كلُّهُ له من تدبيرٍ وعلمٍ فلا يملك الأمور سواهُ ، ومن هنا يظهر لك بطلان دعاوي الصوفية في تحكُّمِ الأولياء في ملكوت الله ، وزعم الروافض بتحكُّمِ الأئمة ببعض الأمور.
    قلت: فرّق الله بين الأمر والخلق

    فالخلق هم مخلوقاته سماوات وأرض وعرش وقلم وإنس وجآن وملائكة

    والأمر هو كلامه وقوله ،


    ضرب الله مثلًا (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ آية 40 ) وهنا جواز ضرب الأمثال المستحيلة لتقريب الصورة كي يفهم الناس صعوبة الأمر أو استحالته رغم أنَّ الله على كل شيء قدير وباستطاعته إدخال الجمل في سمِّ الخياطِ .

    جدال طويلٌ بين أهل النار وأهل الجنة وأهل الأعراف


    • قُرِنت الرجفة لثمود بالرجفة لمدين ، كما قُرنوا في سورة هود ولكن بلفظ الصيحة


    ثم ذكر الرجفة مرة أخرى في قصة موسى

    والسبب في ذلك أنَّ ثمود أخذتهم الصيحة بينما مدين أخذهم عذاب يوم الظلة وفيه ما اشتمل من شدة الصعق والرعد .

    طاعة الله من أسباب جلب الرزق ، ومعاصيه من أسباب انقطاع المطر وقلة الزرع والجوع والخوف (ولو أن أهل القرى)

    ونلحظ في أول 30 آية ذكر خلق آدم وسجود الملائكة له وكيد إبليس وحسده ومكره له ، فلمَّا ذُكِرَ خروج آدم من الجنة وتوعُّدُ إبليس بالنار ذكر الله الآيات في حوار أهل الجنة وأهل النار تِباعًا ...

    ثم نلحظ الربط البديع بين مسح ظهر آدم وشهود ذريته على أنفسهم !! بما سبق في صدر السورة (ولقد خلقناكم ثم صورناكم) فسبحان الله ما أحكم كتابه!

    (أفأمن أهل القرى ) ثم (أو أمن أهل القرى ) آيتان 97 و 98

    (وأنت خير الغافرين) لم تذكر في سورة غيرها

    (وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ) آية 193(وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) آية 198 ذكرت مرتين وكذلك آية (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) آية 197 (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ) آية 194

    (وما وجدنا لأكثرهم من عهد) متناسبة مع (وإذ أخذ ربك من بني آدم) وكذلك تناسب كفر الأقوام السابقين فالعهد هو الإيمان فهم لم يؤمنوا فلا عهد لهم وورد في الأثر وقال محمد بن كعب القرظي « إلا من إتخذ عند الرحمن عهدا » قال شهادة أن لا إله إلا الله ثم قرأ « إلا من إتخذ عند الرحمن عهدا »

    (لنكونن من الخاسرين ) قالتها بنو إسرائيل كما قالها آدم وحواء عليهما السلام (قال ربنا ظلمنا أنفسنا )

    تبيان أنَّ الأصنام لا ترى ولا تسمع ولا تملك قلوبًا فصانعوها من الناس أحسن حالًا منها فكيف يعبدون شيئًا هُم خيرٌ منه ؟

    ذكر الله من قصص بني إسرائيل أصحاب السبت – ونتق الجبل – وجدالهم مع فرعون وعبادة العجل.

    في هتين الآيتين (وإذ أنجيناكم من آل فرعون – فلما نسوا ما ذكروا أنجينا الذين ينهون عن السوء) دليلٌ على أن التقوى سبيل النجاة من المصائب والعذاب ، لكن مخالفة أمر الله سببٌ للعذاب الأليم والغضب الجسيم من الله العظيم.

    (نبلوهم بما كانوا يفسقون – ثم ذكرها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) فأثبت لليهود صفة الفسق ومخالفة أوامر الله وخروجهم عن دينه واسنلاخهم عن ملة الإسلام بأفعالهم الدنيئة ومعصيتهم لله ولرسوله موسى عليه السلام

    وقصة بلعام بن باعوراء (إن صحَّ الاسم)

    أولم تكررت في آيتين متتاليتين

    (من يهد الله – من يضلل الله )

    أمر الله المسلمين بحسن الاستماع للقرآن الكريم

    وأمر نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بأعلى صفات العفو والأمر بالمعروف والصفح عن الجاهلين وهي أوامر يجب أن يلتزم بها أولو الامر من الحُكَّامِ والمسؤولين

    سورة الأنفال

    بيَّنت حُكم الأنفال وأنَّ الله يُقسمها بين عباده كما أراد هو (عز وجل) لا كما يريدون ، ثم ذكر التفصيل في آية (واعلموا أنما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ..

    -خروج المسلمين للقتال كُرها لم يحرمهم الأجر من الله حيث كانوا على غير ميعادٍ ونصرهم الله نصرا مُبينا

    -تذكير نعمة الله على عباده بجمعهم وإطعامهم وتأمينهم من الخوف بينما الناس حولهم في الخوف والجوع الفزع.

    لو علِمَ الله في الكُفَّارِ خيرًا لجعلهم من المؤمنين لكنَّ علم الله سبق فيهم أنَّهُ لا خير فيهم.

    محاولة الكفار اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ، والأمر بالهجرة ونجاته منهم

    بقيَ في الأرضِ أمانٌ لأهلها وهو الاستغفار حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم أمانًا لأهل الارض مع استغفار الناسِ فلمَّا توفي عليه الصلاة والسلام بقي الاستغفار من الذنوب

    الأمر بقتال الكفار حتى يكون دين الله هو الغالب على الناس أو يدخلوا في حكم المسلمين

    معركة بدر حيث كان المسلمون أقلَّ عددًا لكن نزلت فيها الملائكة ودبَّ في قلوب الكفَّارِ الرعب ، وانتصر المسلمون نصرًا عظيمًا وسُمِّيت يوم الفرقان

    أربع آيات تبدأ بحرف إذ والثالثة بـ (وإذ) (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) آية 30 (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ) آية 32 (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً) آية 44 (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) آية 48

    الله لا يغير ما بقومٍ من الكفر والذنوب والمعاصي حيث يُغيِّروا ما بأنفسهم من هذه الصفات كالتكبُّرِ والعنجهية والغرور (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) آية 53

    تذكير القوم بمآل فرعون وجنوده ، وأنَّ الله غالبٌ على أمره ولو يُعجِزُهُ كثرة الجنود كحال فرعون ولا شدَّةُ كُفرِهِم كأهل مكة ولا مكر الناس كاليهود.

    تخفيف الله حكم القتال عن المسلمين ، بعد أن كان عشرون أمام مئتين (عشرة أضعافٍ) أصبح ضعفين فقط ألفًا أمام ألفين ، ومئة أمام مئتين:

    (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ(65) الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(66))

    الأخوَّةُ في الإسلام هي في الدين والجهاد والهجرة لا سوى ذلك وإن كانوا من نفس الأمِّ والأبِ

    تشابهت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) آية 72 مع (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ) آية 74


    سورة التوبة (براءة)

    هذه السورة جميع آياتها في الحثِّ على القتال وعهود المشركين مع المسلمين ، والأمر بالقتال مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والأمر بالجهاد على جميع الأحوال (انفروا خفافًا أو ثقالًا) والصدق مع الله ، وفضحت المنافقين جميعهم وبيَّنت صفاتهم وسوء أفعالهم

    ذكرت فضائل المهاجرين والأنصار وقد تبيَّن أهل خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو صاحبه في الغار أبو بكرٍ الصديقُ رضي الله عنه

    هناك ألفاظ مميزة في هذه السورة (أوضعوا خلالكم) (مدخلا) (مغارات) (ظمأ مخمصة )

    بين هذه السورة مصارف الزكاة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) آية 60

    ثلاث آيات بدأت ما كان ثم وما كان ثم وما كان لأنها مرتبطة ببعضها
    (مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ) آية 113 – (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ) آية 114 – (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ) آية 115

    ذكرت هذه السورة الله ورسوله مقترنين في عدة آيات وإن كان العطف أو الأمر في الغالب على الله دون الرسول كما في آية (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون)

    فإيتاء الخيرات من الله ، ورسوله يُقسِّمُ بأمر الله ، والرغبة إلى الله وحده


    • آذنت هذه السورة بإنهاء العهود بين المسلمين والمشركين إلى أربعة أشهر
    • براءة المسلمين من الكفار
    • لا يجبُن المسلمون عن قتال الكفار ولو كثرت عدَّتُهُم
    • نصر الله لرسوله بالهجرة والقنال
    • إنزال السكينة على الرسول والمؤمنين وخاصية عظيمة لأبي بكر بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
    • الأمر بجهاد الكفار والمنافقين
    • تبيان الله للمنافقين في أكثر من آية
    • لا تَصِحُّ الصلاة في المساجد التي تمَّ عملها في ضرر المسلمين والتفريق بينهم
    • المسلمون لابُدَّ أن يكون منهم فرقة تجاهد في سبيل الله ، وأخرى تُعلِّمُ الناس العلوم الشرعية ليفقِّهوا الناس
    • ذكر الله أصنافا من المنافقين فهم يمنعون الزكاة (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) وآخَرُ لا تنفعهم أموالهم (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم..) وصِنفًا يستهزئون بمن يتصدق (الذين يلمزون المطوعين)
    • الرسول صلى الله عليه وسلم رحيم بالمؤمنين (بالمؤمنين رؤوف رحيم) غليظٌ على الكافرين (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم..)
    • فضحت المنافقين بصفاتهم وهي استهزاؤهم بالمسلمين والمتصدقين ، ورغبتهم إلى الدعة والراحة والظلال وترك النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين يُقاتلون .
    • تفضيل المسلمين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسانٍ على من بعدَهُم من المؤمنين ، ومِن هذه للجنس وليست للتبيعيض كما تزعم الطوائف الضالة .
    • توبة الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم وعلى المهاجرين والأنصار وتوبته على الثلاثة المُخلَّفين رضي الله عنهم وأرضاهم.
    • الحثُّ على الصدق ومتابعة الصدق. كما في الحديث (لايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا)
    • من أهداف المنافقين التفريق بين المسلمين ويظهر ذلك في قولهم لا تنفروا في الحرِّ وكذلك بناءهم مسجد الضرار.
    • شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمَّتِهِ ورحمته بهم وخوفه عليهم من العنت والتعب والمشقَّةِ.
    • التوكُّلُ على الله والاحتساب به خيرٌ سبيلٍ للنجاة في هذه الحياة.
    • ذكر الله صفات المؤمنين الذين اشتروا الآخرة بأنفسهم وأموالهم وهم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ، وختمها بالبشارة لهم.


    حيث أن هذه الصفات العظيمة لا تجتمع في قلوب جميع المسلمين فلمَّا اجتمعت بهم هذه الصفات استطاعوا أن يشروا أنفسهم في سبيل الله.

    (فلما آتاهم من فضله بخلوا )
    قلت: هذا الآية تصديق لآية الأحزاب (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل ) وهي تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)

    وهي درس عظيم في الوفاء بالعهد (ولا ينقضون الميثاق * فنسأل الله الكريم المنان أن يعطينا بلا حساب ، ويجعلنا من الموفين بعهودهم إنه ولي التوفيق

    قرنت هذه السورة بين الصلاة والزكاة في عدة مواضع ، فبيَّنت أنَّ الكفار لابد من توبتهم من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حتى يكونوا مؤمنين (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) ، كذلك بيَّنت أنَّ أشقَّ شيءٍ على المنافقين هما هما (الصلاة والزكاة) قوله تعالى (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله )

    تكررت لفظة ذلك الفوز العظيم (ذلك الفوز العظيم) (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 72 (فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 89 (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 100

    (وعد الله المنافقين ) وشمل معهم الكفار لأنهم دونهم في المستوى ولكي يشمل جميع أنواع الكفر فالنفاق أعلى من الكفر عذابا حتى لا يتوهم أنه الكفار ليسوا معهم في الوعيد

    تكررت (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) آية 26 كما ذكر في الهجرة (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى) آية 40

    (إن الله بكل شيء عليم – إن الله له ملك السموات والارض ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير)

    سورة يونس (عليه السلام)

    هذه السورة من عائلة الـ الر ، وهي تختص بمجادلة الكفار في البعث وتصديق الرسول ، وتكذبيهم بما لم يحيطوا بعلمه ( )

    بدأ بذكر السموات والأرض وكذلك ذكرها عند توحيده وتوبيخ المشركين (قل من يرزقكم ..) وفي آية (ألا إن لله مافي السموات..)

    تطرقت السورة الكريمة إلى تفنيد إدعاءات المشركين في الأصنام ، وبيان أنَّ الضر والنفع بيد الله لا بيد الأصنام الصماء ، ثم ذكر تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر عاقبة الأقوام السابقة بتكذيبهم كي يتعظوا ويعودوا إلى رشدهم ، وتميزت بذكر حوارٍ لطيفٍ (قل من يرزقكم ) وذكر فيها كلمات رنانة للسمع (مسامع القارئ )

    يهدي يهتدي يهدِّي – وذكرت كلمة الحق عدة مرات (مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ) آية 30 (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ) آية 32 (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ) آية 35

    وكذلك بدايتها تحدثت عن ضياع الكفار في أمواج البحار لذلك ناسبتها ذكر قصة قوم نوح وإغراقهم.

    (والله يدعوا إلى دار السلام ) ثم بيَّن أنَّ الآلهة لا تستطيع دعاء عابديها (أمن لا يهدي )

    من هذه الآية استنبط علماء أهل السنة والجماعة أن توحيد الربوبية هو إفراد الله بالملك والخلق والتدبير (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأأمر ) لأنه جمع الأفعال الثلاثة في آية واحدة

    لفظة الآين جاءت في هذه السورة مرتين (ولم ترد في غيرها من القرآن) ولم تأت إلا في معرض الاستنكار ، أي أتؤمنون في هذا الحين بعد فوات وقت التوبة والإيمان ؟ وجاءت في ذكر فرعون ومن يستعجل العذاب.

    افتتحت السورة بذكر قدرة الله عز وجل على مخلوقاته وتسخيرها لخدمة الإنسان من سموات وأرض وشمس وقمر ، وفرَّق بين الشمس والقمر بالضياء والنور ، فالضياء ما يُضيءُ بنفسه لكن النورُ هو ما أضاء بانعكاس من نورٍ غيره. أو النور هو لا يضيء بذاته .

    الإنسان لا يستغني عن الله لحظةً واحدةً فهو يدعوه إمَّا قائمًا أو قاعدًا أو على جنبه يعني جميع أحوال البشرية.

    طلب المشركين من النبي صلى الله عليه وسلم تبديل القرآن على أهوائهم فأجابهم بأنَّهُ وحيٌّ من الله لا يستطيع تبديله ولا تغييره

    استخدام الحُجَجِ العقلية مع المشركين عن طريق لفتِ أنظارهم إلى أصناهم فهي لا تضر ولا تنفع ، كما استنطقهم عن إيمانهم بأنَّ الله هو الخالق الرازق المدبِّرُ القادر فلم تعبدون معه غيره ما لا يملك شيئًا ؟؟

    والمقصود بإيمانهم علمهم بأنَّ الله على كل شيءٍ قديرٍ ، فلم يحتاج إلى شُركاءَ ؟

    فيها آيتان متشابهتان( ويوم نحشرهم) ثم (ويوم يحشرهم) آيتان 28 و 45

    (لكل أمةٍ أجل) (ولكل أمةٍ رسول)

    (وأمرت أن أكون من المسلمين) (وأمرت أن أكون من المؤمنين) آيتان 72 و 104

    (فانتظروا إني معكم من المنتظرين) – (قل إنتظروا إني معكم من المنتظرين) آيتان 20 و 102

    (قدم صدق – مبوا صدق)
    (تحيتهم فيها سلام – دار السلام ) فالتحية سلام في دار السلام لأنها سالمة من نقص وعيب ومنغصة على النفس
    منغصة : ما يرهق ويتعب ويشقي المرء

    إذا وقع العذاب على قومٍ لا ينفعهم الافتداء به بجميع مافي الأرض ، ولكلِّ أمَّةٍ أجلٌ ينتهي فيه عمُرُهم وبلادهم وحياتهم وذكرهم سوى ما بقي للموعظة والتذكير.

    فضل الله بالإسلام والقرآن خيرٌ مما يجمع الناس من الدورِ والأموالِ والأولادِ.

    الحرام والحلال من الله لا من تقرير البشر ، أمَّا الاجتهادات الفقهية فهي تكون فروعًا تابعة للأصول بناءً على قياسٍ سليمٍ وعدم اتباع هوىً لا من عند البشر.



    الله يعلم جميع أعمالنا وأحوالنا علم مُشاهدة وعلمًا سابقًا لخلقنا وعلمًا لما لم يكن كما لو كان . فسبحان الله العلي العليم

    وعطف على ذكر نوحٍ في قومه حيث أطال اللبث فيهم كي لا ينزعج النبي صلى الله عليه وسلم من حال قومه فإنَّ أحوال الأقوام السابقة كان التكذيب والاستهزاء والمكر بأنبيائهم فنصر الله رُسُلَهُ على القوم الظالمين بشتى العذاب مثل الطوفان والرجم والريح

    ثم ذكر حال قوم موسى عليه السلام مع جبَّار الأرض فرعون وقومه المجرمين ، واتخاذ موسى عليه السلام وقومه قبلةً للصلاة في بيوتهم لتعظيم شرف الصلاة وأهميتها عند جميع الأديان السماوية فبِها الحياة ورضا الله وفلاح المسلمين

    التوكل على الله مفتاح النصر (فعلى الله توكلوا إن كنتم مسلمين)

    الدعاء على الكفار والظلمة يجوز إذا أفرطوا في الإجرام ولم يُرْجَ إيمانهم.

    (ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) هو خبر بمعنى النهي كما في سورة البقرة (لا تعبدون إلا الله)

    إيمان القوم الذين جاءهم رسولٌ يؤخِّرُ عنهم العذاب كقومٍ يُونُشَ ، كما قال نوحٌ عليه السلام لقومه (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى ..


    سورة هود

    استفتحت بذكر شرف الكتاب العظيم ، وأنَّ آياته محكمة أي لا يعتريها تغيير ولا تبديل في أحكامِها الشرعية ، ثم فصَّل هذه الأحكام في سردِ الآيات الكريمة ، منها معرفة الله لأحوال عباده ، ومنها كثرة تكذيب الأمم السابقة ، ومنها تصريف الله لمخلوقاته كيف يشاء وعرفته بمستقرِّها ومستودعها أي حالها في الأرحام وبعدها في الحياة ثم القبور.

    ذكرت دابة مرتين الأولى مستقر ومستودع الدواب والثانية أنَّ هذه الدواب جميعها بيد الله قادر على تصريفها كيفما شاء (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا) آية 6 – ((إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) آية 54

    الحياة دار ابتلاء واختبار لأفعال الناس ، وكثيرًا ما يركن الإنسان إلى الراحة ظنًّا منه أنَّها تفضيلٌ له على غيره دون أن يعلم أنَّ هذا اختبارٌ من الله له كيف يرى شُكره على النعم.

    تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ هذا الوحي من الله ولكي لا يخشى من شيءٍ ولا من تعجرف الكفَّارِ

    من عمل للدنيا وفَّاهُ الله حسابه وأعطاه أجره فيها ثم يوم القيامة ليس له إلَّا النار ، وهذا يدخل فيه الكافرون والذين يُراؤون الناس والمنافقون. ) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ( آية 15

    فريق الجنة يعمل لله وفي الله ، وعمله خالصٌ لله . ثم فصَّل بين الفريقين بضرب المثل وهم الأعمى والأصم مع السميع البصير (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) آية 24

    قلت: في خواتيم السورة (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير) فدلَّ ذلك أنَّ البصير هو من يعمل بطاعة الله ـ فناسب ذلك صفة البصر لله مع صفة البصر للعبد أي الهُدى.

    ثم عطف على ذكر نوحٍ في هذه السورة وطولِ مُجادلته لقومه وجدالهم بالباطل بحججٍ واهيةٍ مثل : ما اتبعك إلا أراذلنا وهي حُجَّةُ الكافرين الأساسية ، وهي الأنفة من اتباع رجلٍ يتَّبِعُهُ أراذل القوم والضعفاء.

    واستنكارهم لبشرية الرسول وقد بيَّن الله ذلك في سورة الأنعام (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) أي لا ينبغي أن يكون الرسول من غير جنس المُرسل إليهم وإلَّا لأنكروه.

    فصل

    (فلا تك في مرية منه – فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ) أمر الله رسوله بألَّا يرتاب في الدين ، وألَّا يرتاب في شدَّة تمسُّكِ الكفَّار بعبادة الأصنام ، فإنَّ الباطل لا يصير حقًّا بكثرة متَّبعيه.

    ذكر غرق ابن نوحٍ عليه السلام كي لا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم لكفر عمِّه أبو لهبٍ وأبو طالب وعدم دخولهم في الإسلام.

    ثم ذكر قوم هودٍ عليه السلام وما جاءهم من الريح العاتية بعد استكبارهم عن الحق بمثل حُجَجِ قوم نوحٍ.

    فائدة: الاستغفار والإيمان هما زيادة لالأموال والأولاد وانبات الأرض وقَطْرِ السماء.

    استعمار ثمود في الأرض وتمكينهم منها ثم يلبثوا إلا قليلا (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ) آية 68

    أبو الضيفان إبراهيم عليه السلام والبشارة بإسحاق رغم كونه وامرأتِهِ سارة جاوزا الشيخوخة أو بلغا سنَّ اليأسِ.

    وهذا دليلٍ على قدرة الله على إحياء النفوس الميتة (بالكفر) إلى الإيمان) قبل موتها فأغلب مشركي مكة آمنوا يوم الفتح وكان أكثرهم شيوخًا.

    إذا ذكر الله قوم لوطٍ نجد لوطًا عليه السلام يدعوهم لترك الفاحشة دون أمرهم بالإيمان بالله ، فهل السبب عائدٌ لكونِهم مؤمنين باللهِ لكن يمارسون الفاحشة أمَّ أنَّهُم كفَّارٌ ويفعلون هذه الفاحشة فيجب أن يستغفروا من ذنوبهم ؟؟ الثاني أظهر

    جمع الله على قوم لوطٍ أربع أنواع عذاب ، الأولى طمس على أعينهم فأعماهم ، والثانية جعل عالي البلدة سافلها لأنهم قلبوا الفطرة فقلبهم الله ، والثالثة أخذتهم الصيحة والرابعة أمطرهم بالحجارة لشدَّة ألمِها على الجسد.

    ثم ذكر قوم شعيبٍ عليه السلام وتطففيهم للمكيال وبخسهم حقوق الناس .

    لا ينبغي إنكار الحق لشنئان قومٍ ، فأمر شعيب عليه السلام قومه أنْ لا يتخِذوا بُغضه سببًا لانكار رسالته التي جاء بها من الله.

    ذكر الرشد في السورة مرتين ، والأولى في ذم قوم لوط فهم ليسوا براشدين ، والرشيد هو صاحب الفكر السديد والرأي الجيد ، وفي ذمِّ فرعون وأمره من ادِّعائه الألوهية واتباع قومه له.

    ذكر تقديم فرعون لقومه في النار كما تقدمهم في إغراقهم في اليمِّ

    تفصيل الفريقين يوم القيامة لفريقٍ يشقى في النار لا يخرج منها وهم الكفار والمنافقون ، والآخرون يخرجون من المؤمنين مِمَّن غلبت سيئاتُهُم حسناتِهِم ، والفريق الآخر يدخل الجنة فلا يخرج منها إضافةً لمن خرج من النار من المؤمنين.


    ذكرت الشهادة في عدة مواضع (وذلك يوم مشهود – قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون – ويوم الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا )

    الآية 89 ذكرت فيها كلمة قوم خمس مرات (وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)

    الاستقامة على الطريق وإقامة الصلاة سببٌ عظيمٌ لتكفير السيئات

    لولا بقية من المسلمين لأهلك الله الناس جميعًا

    يذكر الله قصص السابقين ليثبت المؤمنين ورسله

    ونُلاحظ:

    قُرِن بين الصيحة في ثمود ومدين ، وذكرت مدين (كما بعدت ثمود) لتناسبهم في نوع العذاب وتكذبيهم لنبيهم ، فالصيحة هي الصوت العالي أو الصاعقة الكهربائية من البرق.

    كما وجدنا لفظ الجزاء يبدأ (ولمَّا) مرتين و(فلمَّا) مرتين ، وفي سورة إبراهيم ذّكِرت (فلمَّا ) مرتين:

    قلت: لأنه أبو الأنبياء وقيل لامتيازه عنهم بالفضل . والصحيح أنَّه حسب سياق السورة .والعلم عند الله.

    (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً) آية 58 (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً) آية 66 (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً) آية 77 (فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا) آية 82 (وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً) آية 94

    وفي قصة إبراهيم عليه السلام : (فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ) آية 70 – (فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) آية 74

    سورة يوسف عليه السلام

    ما يميز عائلة (الر) هو اغلب قصص الأنبياء تجدها متواترة فيها ، ففي سورة هود ذكر نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وموسى وإسحاق ويعقوب عليهم السلام ، كذلك في سورة يوسف بسبب ذكر الآباء هنا ذُكر يوسف على الاختصاص وهذه السورة أقوى معنى في آية (نحن نقصص عليك أحسن القصص) لأنَّ فيها قصة كاملة

    من أولها إلى آخرها لا تشوبها قصورٌ ولا يملُّ سامعها ، وفيها من المعاني الحكيمة ووسائل استصلاح الزراعة وحفظ الطعام ، وتدبير الحيل وأوامر الملوك ما يُحيِّرُ الألباب.

    بداية القصة هي تأويل رؤيا يوسف عليه السلام بعد أن قصَّها على أبيه يعقوب عليه السلام وحسد إخوته له ثم إتفاقهم على إلقائه في الجبِّ

    ثم إدعائهم أنَّ الذئب أكله وقد اشتهر في المثل (بريءٌ براءة الذئب من دم ابن يعقوب) ثم وجده مجموعة من السيارة وهي قافلة تسير فباعوه إلى عزيز مصر فاشتراه وربَّاه عنده فارتفع شأنه وعلا مقامه حتى إذا بلغ وصار شابا جميلا عاقلا راودته امرأة العزيز واتهمته بإرادة الفاحشة

    (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ) آية 23 و أيضًا (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) آية 61

    قلت: هذه لغة القوم وهي المراودة وهي تأتي بمعنى المجادلة أو إجبار الشخص على شيءٍ أو محاروته أو مسياسته في الكلام

    لفظة تالله لم تكرر سوى في هذه السور مع النحل ، قلت : يبدو أن أسلوب القسم يختلف عند أهل فلسطين وقتها عن القرى المجاورة فجاء بحرف التاء قبل القسم على غير ما يعرفه العرب من القسم بالباء أو الواو للتنبيه على اختلاف لغة القوم.

    (قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) آية 73

    (قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) آية 85

    (قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) آية 91 –

    (قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) آية 95

    من لغة القوم (إنَّا نراك من المحسنين) إذا توسوموا الصلاح في من أمامهم! (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) آية 36 قالها الفتيان ليوسف في السجن – (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) آية 78 عندما جاؤوه ببضاعة مُزجاةٍ (إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) آية 88

    ولغة القوم (الخاطئين) (لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) آية 91 – (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) آية 29

    أيضًا من لغة القوم أهل مصر وأهل فلسطين وصف الشخص المخطئ بالضال ، لذلك قال بنو يعقوب عليه السلام (إنَّ أبانا لفي ضلال مبين) وقال بنوه أيضًا (تالله إنَّك لفي ضلالك القديم) فجمعوا لفظ القسم المميز مع الوصف بالخطئ ومُجانبة الصواب.

    وقال النسوة في المدينة لامرأة العزيز إنَّا لنراها في ضلال مبين فهذا اللفظ يشمل لغة من لغة القوم.

    - إذا أذنب الإنسان قال أنا من الخاطئين يدُل عليه لغة إخوة يوسف (قالوا يا أبنا......) ولغة العزيز (واستغفري لذنبك)


    خمس آيات متتاليات تبدأ بكلمة (قالوا) !
    (قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ(71) قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ(72) قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ(73) قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ(74) قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(75)

    ثم آيتان متتاليتان تبدآن بقالوا (قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ(77) قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(78)





    «« توقيع موقن »»

  4. #4
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة الرعد

    استفتحت بتنزيل الكتاب وأنَّه هدى للمؤمنين

    ثم شرع الله عز وجل في ذكر الدلائل على قدرته العظيمة من رفع السموات بغير عمد ، ومدَّ الأرض واختلاف الزروع والنخيل والأعناب رغم سقيها بماءٍ واحدٍ وهذا أكبر ردٍّ على الملاحدة والذين يقولون بأنَّ الطبيعة تخلق فلو كانت الطبيعة تخلق لخلقت نفس الزروع والثمار لأنَّ الماء واحدٌ ، لكنَّ النبت والزرع مختلفٌ !

    علم الله بما في الأرحام واختصاصه بتقدير الأشياء كُلِّها من زمن وضع الحمل وفترة الحيضِ وأعمار الناس وغيرها.

    تسبيح الرعد وهو ملكٌ عظيمٌ في السماء من عظمة الله ونسمع صوته كأنَّهُ حجارة تتكسِّرُ أو هضباتٌ فوق بعضها ، وكذلك نرى البرق ولو تأمَّلنا عظيم خلقه من سرعته وقوة مظهره وإشراقه في الليل وفي النهار (في بعض الدول) وشدَّةِ إحراقه للشجر والثمر.

    طلب المشركون من رسول الله جنَّة دُنيوية (جبال ذهب – إحياء الموتى – تسهيل الأرض ) لذلك ذكر الله الجنة الأخروية للمتقين (مثل الجنة التي وعد المتقون .. )

    تشبيه الله بما ينفع التاس من القرآن بالبحر الذي يُزبِدُ فيرفع مالا يُهِمُّ الناسَ ويبقى فيه ما ينفعهم من لؤلؤٍ ومرجانٍ وأسماك ، وتشبيه آخر بالنار التي تنفي خبث الحديد وتُبقي الحديد الصافي.
    (وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ) آية 17

    ينتفع الإنسان بعمل أبنائه من بعده إذا عملوا الصالحات فيجتمع معهم في الجنة
    (جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آباءهم وأزواجهم وذرياتهم) ولاحظ كيف رتَّب الترتيب الوجودي فالآباء أولًا ثم الأزواج ثم الذرية.


    • ذكرت عقبى الدار ثلاث مرات (وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ) آية 22 – (فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) آية 24 – ((وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) آية 42


    الآيات من عند الله هو يختار متى تنزل ولماذا تنزل لا بطلب الناس ولا بإرادتهم وشهواتهم (وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَل لِّلّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُواْ أَن لَّوْ يَشَاءُ اللّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلاَ يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) آية 31

    ذكر الله هو سبب اطمئنان القلوب السويَّةِ المؤمنة ومنه نأخذ أن الاطمئنان شرطٌ لصحةِ الصلاة فهيَ أعلى مراتب الذكر

    هذه الآية فيها كلمة قل أربع مرات (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)

    أعاد ذكر الشركاء الذين زعمهم المشركون ) وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ( آية 7 (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) آية 27

    تزوَّج الأنبياء والمرسلون وهذه سنة الله فيهم أمَّا يحيى وعيسى عليها السلام فهما مُختلفان لكن ليسا الأصل في الأمر ، بل السنة هي الزواج وتكوين نسل وذرية والحث على الإنجاب من خصائص هذه الأمة (تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة)

    ذكرت كلمة كتاب في عدة آيات (بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ ) آية 38 (وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) آية 39 (وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ) آية 43 ، كذلك كلمة حساب (وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ) آية 40 (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) آية 41

    - (أو لم يروا أنا نأت الأرض ننقصها) ننقصها قيل على المعنى أي بالفتوحات الإسلامية فتنقص من المشركين وتزيد للمسلمين ، والمعنى الثاني أي ان الأرض فعلا تنقص بفعل تأثير الجاذبية والأجرام السماوية

    سورة إبراهيم

    أسهبت السورة في التحدث عن النعم في أكثر من آية وذكرت بأكثر من لفظ فمنها:

    أيام الله.. (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) وهي نعم الله عز وجل ومنها النبوة والملك فيهم والنصر على الأعداء ، وإنجاءهم من آل فرعون ، وتظليلهم بالغمام ونزول المن والسلوى عليهم

    (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) آية 7

    ومنها ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا ، فهنا ذكر مآل الكافرين وتبديلهم نعمة الله وحالهم بعدها في النار..( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ) آية 28

    وختمها بـ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ) آية 34

    بدأت بنعمة الله بإرسال الرسل وإنزال الكتب على المرسلين لهداية الناس إلى طريق رب العالمين

    أرسل الله كل رسولٍ بلغة قومه كي يُبيِّنَ لهم ويهديهم كما أرسل موسى بلسان قومه العبرانية ، ومحمد صلى الله عليه وسلم بالعربية

    الاصطفاء من الله للرسل ليس بامتيازاتٍ للناس على بعضها ، لا بالجاه ولا النسب ولا المال ، فالله يختار النبي بين القوم وليس للناس أن يعترضوا على ذلك لأن الله يصطفي من رسله من يشاء ويختار ما يشاء ولا يُسألُ عمَّا يُفْعَلُ وهم يُسألون

    هنا يتبرؤ الشيطان من جميع اتباعه يوم القيامة (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) آية 22

    قلت: يجب على المرئ استحضار هذه الآية دائما قبل ارتكابه أي معصية فهي رادعة للنفوس عن الغي والبغي.

    هنا أيضًا حوارٌ بين الضعفاء والمستكبرين حين لا ينفع الطرفين العتاب (وَبَرَزُواْ لِلّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاء لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللّهِ مِن شَيْءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ) آية 21

    فيتبين لك من هذه الآية أنَّ التعذُّرَ بإطاعة الرئيس في العمل في المعاصي لا يفيد ، وكذلك طاعة الزوجة في توفير مأكل وملبس ومسكن مريح على حساب الحلال وغيره..

    شبَّه الله كلمة التوحيد بالشجرة الطيبة وشبَّه الكفر بشجرة خبيثةٍ (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) آية 24 (وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ) آية 26

    وجعل الشجرة الطيبة تؤتي أكلها كل حين أي تزيد في إيمان المرئ فتدفعه للطاعات ، لكن الشجرة الخبيثة لا تؤتي ثمراتها، فالكفر لا يؤدي إلى طاعات ولا إلى حسنات لكنه يؤدي إلى حسرات يوم القيامة وسيئات.

    ذكر الله تسخير الشمس والقمر والليل والنهار للعباد ، وأنَّ البحر يركبه الناس بقدرة الله

    ذكر نداء سيدنا إبراهيم عليه السلام لربه أن يجعل هذا البيت آمنا يَحُجِّ إليه الناس ويُصلُّونَ ، وشكر ربه على نعمة الولد على الكبر

    في الختام ذكر منظرًا من مشاهد يوم القيامة حين ترتفع القلوب إلى الحناجر وتُغَضُّ الأبصار فلا ترتفع من الذُّلِّ والخشية ، وفيها كلمة قطران (سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ) آية 50 وهي ما تُطلى به الإبل إذا أصابها الجرب !

    سورة الحجر

    عندما يخرج المسلمون (الذين يُعذَّبون في النار ) من النار يقول الكفار يا ليتنا كنا مسلمين (رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ) ، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره (ونقل السدي في تفسيره بسنده المشهور عن ابن عباس وابن مسعود وغيرهما من الصحابة أن كفار قريش لما عُرِضوا على النار تمنوا أن لو كانوا مسلمين).

    السماء لها أبواب وهذا ما أثبته العلم الحديث

    تناسب لفظي (وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ) مع (وما ننزله إلا بقدر معلوم)

    أي أن الله ينزل الأرزاق بأقدارها المناسبة للناس ، فكذلك ينزل القطر من السماء بكيل معلوم في وقت معلوم ، لا أحد يعلم ما يناسب إلا الله.

    ذكر قصة آدم عليه من خلقه إلى سجود الملائكة وامتناع إبليس عن ذلك مع الفرق هنا أنه ذكر الصلصل من حمأ مسنون ، قيل هو الطين الرطب وقيل الأملس أو المنتن.

    ينزع الله الغلَّ والحسد بين أهل الجنة فلا يتحاسدون على اختلاف مراتبهم ونعيمهم (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ) آية 48 ، وقيل نزلت في العشرة المبشرين بالجنة ، وقيل هي ما يكون بين المسلمين من عداوات في الدنيا ينزعها الله فيصبحون إخوانا.

    قلت: وهذا من رحمة الله الواسعة فلولا الغل والبغضاء والحسد فلن يطيب عيشٌ في الجنة ، كما أنَّ أهل الدرجات العُلى لو كان المرؤ يراهم ويشعر بالحسد والغضب فلن يهنأ بقراره في الجنة.

    ذُكر فيها مجموعة من قصص الرسل على تفصيل إبراهيم ولوط عليهما السلام ، وثمود ومدين على الإيجاز

    أمر الله رسوله الكريم بخفض جناجه للمؤمنين وهو كناية عن اللين والتلطُّفِ معهم ، وألَّا ينبهر بزينة الحياة الدنيا

    العبادة لا تنقطع إلا إلى الموت (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) آية 99 ، لا كما تزعم الصوفية من سقوط التكليف على العارفين فهذا أبين الكفر والضلال ، فالنبي صلى الله عليه وسلم سيِّدُ العارفين فلو سقط التكليف عن أحدٍ لسقط عنه وعن صحابته من بعده.

    (ولقد آتيناك سبعا من المثاني) السبع المثاني الفاتحة والقرآن العظيم كله وهو مشمول في الفاتحة والفاتحة مشمولة في آية إياك نعبد وإياك نستعين.

    وقيل القرآن العظيم الفاتحة ، والسبع المثاني هي السبع الطوال البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة على أنَّ الأخيرتين سورة واحدة أو يونس بدلًا عنهما والله أعلم.

    قلت: ذكر الله بعدها (لا تمدن عينيك) دليلٌ على أنَّ القرآن كفاية عن الدنيا ، فكأنَّ الله نوَّه على شرف هذا القرآن وعظمته فلا تطلب علمًا سواه ولا تنشغل بغيره فسوف نؤتيك الثواب العظيم ونكفيك به.

    ذكرت كلمة الصيحة مرتين ، الأولى في (فأخذتهم الصيحة مشرقين ) والثانية (فأخذتهم الصيحة مصبحين)

    لمَّا تكبَّر إبليس عن السجود لآدم عليه السلام ، أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالسجود في آخر السورة (وكن من الساجدين)

    قلت: قال العلماء في لفظ المثاني هو من تثنبية الشيء يعنه جعله اثنين اثنين ، فالقرآن يذكر الجنة والنار ، الوعد والوعيد ، الخوف والرجاء ، المسلمين والكافرين ، المتقين والمجرمين ، المحسنين والفاسقين ، العمل الصالح والعمل السيء ، الجزاء والثواب والعقاب ، الحسنة والسيئة ، عاقبة المتقين وعقاب الكافرين ،

    وقيل مثاني بمعنى تتشابه آياته في السورة الواحدة ، أو في السور المختلفة

    سورة النحل

    تكررت ألفاظ (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ – تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) آيات 1 و 3
    وختمها بنفي الشرك عن إمام الحنفاء (مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آية 23 وهذا دليل تلازم بداية السورة وخاتمتها.

    ذكرت كلمة الخلق كثيرا في السورة في معرض (الحديث عن) خلق الإنسان والحيوان والدواب والنحل ، يعني أنَّ الذي خلق هذه الدواب على تغاير وتشاكل هو إلهٌ واحدٌ ، قادرٌ على جعل الناس درجات وأشكالًا مختلفة، فسبحان الله عما يشركون

    أتى أمر الله أي جاء وعده حقًّا وهذا تصديق لجميع الأمور من غيبياتٍ وجنة ونار وبعث وحياة وموت فالمؤمن يُصدِّقُ بهذا

    ذكر الله له الخلق ونفى الخلق عن غيره (أفمن يخلق كمن لا يخلق) آية 17

    إن في ذلك لآية لقوم يذكرون – يعقلون – يتفكرون ، وهنا تفصيل :

    - عندما ذكر الأعناب والنخيل والثمرات ذكر (يتفكرون) لأن اختلاف الثمار مع كونها تنبت في أرض واحدة بماء واحد داعٍ للتفكِّر


    - وعندما ذكر الليل والنهار والشمس والقمر قال لقوم يعقلون ، لأن هذه الأجرام العلوية داعية لتشغيل العقول وجعلها تتأمَّلُ في الخلق البديع ، فالليل والنهار يتعاقبان ، والشمس والقمر يتسابقان والناس فيهما مُتعاملان فسبحان الله الرحمن.

    - وعندما ذكر اختلاف خلق الله في الكائنات والثمار والدواب وأشار إلى الألوان ذكر لقوم يذكرون ، فإن اختلاف الأشياء من خالقٍ واحدٍ داعٍ إلى التذكير بوحدانيته ، وأنَّ خالق الأزواج واحدٌ ، فلو كانا إلهين لاختلفا !


    • - - - - - -


    آيتان (ولهم عذاب عظيم) وآيتان (ولهم عذاب أليم)

    ذكر الله اختلاف الزروع والنخيل وأنَّ هذه من آياته ، وتسخير الفلك في البحر لعباده ، ثم عطف على ذكر النجومِ وأنَّها مسخرةٌ للخلق كي يعرفوا الطريق ويستدلُّوا بها في أسفارهم ، فلو ذهبت لأي دولةٍ في العالم ونظرت في السماء ستجد السماء ذاتها ونجومها ، لكن النجومُ الخافتة لن تراها سوى في صحراء ليس فيها ضوءٌ قويٌّ كأضواء المدينة.

    (وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) آية 16

    ذكر الله أصنام المشركين التي يعبدونها فهي ميتةٌ غير حيَّةٍ ، وذكر عدم حياته بعد الموت يُفيدُ أنَّها لا يمكن أن تحيى فتنفعهم ، فقد يحيى الميت كالبيضة تُخرِجُ الفرخ لكن هذه الأصنام ميِّتَةٌ ولن تُخرِجَ حياةً ولا نفعاً لعابديها. (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْيَاء وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) آية 21

    تبشير الملائكة للمؤمنين حين وفاتهم (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) آية 32

    وفي المقابل بشرى السوء (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) آية 28

    فضل المهاجرين على باقي المؤمنين (والذين هاجروا). (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) آية 41

    الشيطان سوَّل للمشركين العديد من الشبهات منها وأد البنات ومنها أنَّهُم لا يُبعثون ومنها تعدُّدُ الآلهة من الأصنام ومنها تزيين هذه الأعمال في نظرهم حتى ظنوا أنها من الصالحات
    (وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) آية 57

    السنة مبينة للقرآن من هذه الآية (وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) آية 64 (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ) آية 89

    أي القرآن نزل بالإجمال والسنة فصَّلت المجمل ، على ستة أوجه


    1. توضيح معاني القرآن
    2. تفصيل المجمل
    3. تقييد المطلق
    4. تخصيص العام
    5. استقلال السنة بالتشريع عن القرآن
    6. تأكيد ما ورد في القرآن


    ذكر ثلاثة مواضع للملائكة الأول نزع روح الكافرين وتبشيرهم بالخزي (الذين تتوفاهم الملائكة) والثاني تبشير المؤمنين (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين) والثالثة إخباره عز وجل أنَّهُم يسجدون لله

    ودائموا العبادة لا يفترون ولا ينقطعون عنها (وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَالْمَلآئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ(49) يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(50)

    وهذه الآية الأخيرة اثبات لصفة العلو لله عز وجل ، فالملائكة مرتفعة في السماء ، والله فوقهم أي أعلى منهم قطعًا.

    منع الله المشركين من ضرب الأمثال الباطلة ثم ذكر الأمثال الحق (ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْداً مَّمْلُوكاً لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقاً حَسَناً فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرّاً وَجَهْراً هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ

    أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ(75) وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ(76)

    والمثل الأول للمشرك والمسلم ، فالمشرك مقيَّدٌ بالأصنام لا تفيده ولا يُفيدها بينما المسلم يعبد الله وينفق ابتغاء مرضاته فينفع نفسه وينفع غيره

    المثل الثاني للعابد على بينة من ربه ومن يعبد الله على جهل فهو كالأعمى والأصم أينما يتوجه لا يأت بخير فهو فاقدٌ لحواسه فهذا حال الجاهل أو الكافر ، أينما ذهب لا يأت بخيرٍ.

    ثم ضرب مثلًا لأهل مكة (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ) آية 112

    تشابهت ألفاظ (وَإِذَا رَأى الَّذِينَ ظَلَمُواْ الْعَذَابَ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ) آية 85 (وَإِذَا رَأى الَّذِينَ أَشْرَكُواْ شُرَكَاءهُمْ قَالُواْ رَبَّنَا هَـؤُلاء شُرَكَآؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوْ مِن دُونِكَ) آية 86

    (وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ) آية 84 (وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ) آية 89

    إثبات صفة العلو لله عز وجل وقهره للملائكة وجميع الناس فهم تحته وهو عز وجل فوقهم يصعد إليه الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ، وكذلك يأمر من فوقهم ويراهم من فوقهم وهم لا يُحيطون به في هذه الدنيا لكن يرونه في الآخرة والإحاطة تختلف عن الرؤية في اللغة وفي الدين لمن تأمَّلَ ذلك.

    من صفات المشركين كُره البنات ودفنهم والاستقلال منهم والخوف من الفضيحة والعار ورغم ذلك يُنسبونها للهِ !!

    ذكر الله جندًا من جنوده وهو النحل وما فيه من عملٍ عظيمٍ بجمع الرحيق وتكوين العسل الذي هو شفاء بقدرة الله العزيز الحكيم .

    يُخلقُ الإنسان لا يعلم شيئا ثم يزداد علمه كلما درس حتى إذا بلغ الكبر عاد كما كان لا يفقه ولا يعلم ، ما يسمُّونه اليوم بمرض الزهايمر وهو فقدان الذاكرة

    ربط الضلال بأفعال الظلمة والفسقة (إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله) (فإن الله لا يهدي من يضل)

    (ثم إن ربك ) ذكرت مرتين (إن ربك) مرتين (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُواْ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 119 (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) آية 110

    فصل في قوله تعالى (يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون)

    س1 هل للنفس نفس أخرى تجادل عنها؟
    س2 كيف ذكر النفس مرتين ثم قال وتوفى كل نفس ما عملت ؟

    بسم الله نستعين وعليه نتوكل ، النفس البشرية اختلف فيها العلماء ، وإن كانت على الأرجح هي نفس الروح ، فالعرب تسمي النفس تقصد المرأ نفسه بجسده ودمه وروحه ، ولا تعرف العرب الروح في الجاهلية إنَّما عرفوها في الإسلام.

    والفلاسفة لهم هنا خوض طويل في مسألة الروح والنفس وتفاصيل لا تهمَّنا.

    إنَّما استشكل تفسير الآية على من قلَّت بضاعته في اللغة من اهل البدع والأهواء ، فنقول وبالله نستعين ذكر الله تأتي كل نفسٍ تجادل عن نفسها .

    أي يأتي الناس وكنَّى عنهم بالنفس لأن الإنسان له نفس بشرية ، وهي تأتي بثلاث أحوال في الدنيا (نفس لوامة – نفس أمارة بالسوء – نفس مطمئنة) فهي تأتي في القيامة لتوفَّى حسابها ، بما كانت تعمل في الدنيا.

    ولاحظ الضمير في قوله (نفسها) أي أنَّ النفس تجادل عن ذاتها هي لا عن غيرها ، فكأنَّما المعنى يأتي كل مرئ] يجادل عن ذاته.

    فالمعنى واضح والحمد لله.

    وآخر الآية وضَّح ذلك المعنى وهو جواب السؤال الثاني ، أي أنَّ الناس ستجزى بما عملت ، ولم يقل ستجزى نفسُ النفسِ بما عملت فهذا دل على أنها نفس واحدة.

    وأذكر هنا كلاما نفيسا لابن تيمية رحمه الله:

    النوع الثاني أن لفظ النفس والروح والقلب والفؤاد ونحو ذلك مما يتنازع الناسُ في معناها إما لاختلاف اصطلاحاتهم وإما لاختلافهم في المعنى.
    فلفظ النفس يُراد به تارةً ذاتُ الشيء وعينُه ويراد به الدم السائل كقول الفقهاء ليست له نفسٌ سائلة وقول الشاعر:
    تَسيلُ على حَدِّ الظُّباةِ نفوسُنا ... وليستْ على غير الظُّباةِ تَسِيل
    ويراد به الروح التي في الإنسان كقوله يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (28) [الفجر 27-28] ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لما نام عام خيبر إنَّ الله قبضَ أنفسنا حيثُ شاء وفي الحديث قاله بلال أخذ نفسي الذي أخذ بنفسك ومنه قوله في الحديث

    من كتاب الرد على الشاذلي في حزبه

    والله أعلم


    • - - - - - -





    ردَّ على شبهة اختلاق القرآن التي يتغنَّى بها النصارى والمنافقون كل يومٍ (ولقد نعلم أنهم..)

    إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء وقدوة الأولياء وأوَّلُ الحنفاء

    العفو والموعظة الحسنة والحكمة هي السبيل الأفضل لجدال الناس والرفق معهم

    بدايتها تتحدث عن النعم فذكرت الأنعام والنحل وما في بطونها من لبن وعسل وشفاء .

    سورة الإسراء

    ذكرت قصة الإسراء

    بدأها بذكر أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ثم التنبيه على المؤمنين بعدة أوامر ، ثم ذكر الملائكة وسعيهم لرضا الرحمن ، ثم ترك الجنِّ لعبادة من عبدوهم ، ثم شرف المؤمنين ثم عذاب الكافرين في النار وحشرهم صما بكما عميا ثم ختمها بذكر حشر بني إسرائيل الأخير ثم شرف أمة محمد صلى الله عليه وسلم بسجودهم عند ذكر القرآن الكريم وآيات ربهم

    عطف على ذكر موسى لارتباطه الوثيق بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وبلغ الارتباط ذروته ليلة الإسراء إذ لقيه في السماء فسأله التخفيف لهذه الأمة في الصلوات ، كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سواد أمته

    القرآن هو سبيل النجاة وهو الطريق القويم ومن اتبعه اهتدى فهو كتاب دين ودولة، وحياة وآخرة

    فيها جزء من الوصايا العشر (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق – ولا تقربوا الزنى – ولا تقتلوا النفس – ولا تقربوا مال اليتيم – وأوفوا الكيل إذا كلتم – ولا تقف ما ليس لك به علم – ولا تمش في الأرض مرحا – ولا تجعل مع الله إلها آخر ) إذًا فهي ثمانُ وصايا

    الأمر برحمة الوالدين والرفق بهما وبرِّهما والدعاء لهما بعد وفاتهما بسبب عِظَمِ حقِّهِم ورأفتهم ورحمتهم بنا

    إذا أراد الله طمس أسماع الكفار جعلهم لا يفقهون القرآن رغم فصاحتهم ودقَّةِ فهمهم للكلام وأساليبه

    ذكر عداوة الشيطان لآدم عليه السلام وذريته من بعده

    ذكر الله تفضيل العباد على بعضهم البعض ، واختيار بني آدم للاصطفاء وكرمهم على المخلوقات

    ذكر الروح والإمساك عن الخوض فيها لأنَّها من العلم الذي يختص به الله تعالى

    ذكر حشر الكافرين يوم القيامة صما بكما عميا

    (ربكم أعلم بما في نفوسكم – ربكم أعلم بكم إن يشا يرحمكم – وربك أعلم بمن في السموات والأرض)

    ختم بتذكيرنا بقصة موسى عليه السلام مع فرعون وامتلاك بني إسرائيل للأرض وراثة ، وقد نرى هذا اليوم في فلسطين حيث يتجمَّعون هناك وعسى أن تكون نهايتهم

    ذِكْرُ الله في كل وقت جهرة وسرًا

    (وكان الإنسان عجولا – وكان الإنسان كفورا – وكان الإنسان قتورا )

    ذكرت (مذموما ) و(مدحورا) و(ملوما) والسورة جميع آياتها تنتهي بتنوين فتحة عدا أول آية

    هناك تناسب بين آيات (علينا به تبيعا ) ( علينا به وكيلا ) آيات 69 - 86


    • تكرر ذكر البر والبحر ومافيه من تناسب
    • تباين الفرق بين ظنِّ فرعون وظنِّ موسى عليه السلام ، فظنُّ فرعون شكٌّ وظنُّ موسى يقينٌ بالله
    • اللدن هو ذات الله المقدسة ، ففي هذه السورة ذكر اللدن في عدة مواضع )آتنا من لدنك رحمة – وعلمناه من لدنا علمًا ) وفي سورة مريم (وحنانا من لدنا ) لا كما يزعم الصوفية من تقسيم العلم إلى علم شريعة وعلم حقيقة – أو ظاهر وباطن – أو علم نقلي وعلم لدنِّي فهذه تقسيمات ما أنزل الله بها من سلطانٍ
    • تناسب طلب العلم من موسى عليه السلام مع الخضر في أمر الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم (ولا تقولن لشيء إن فاعل ذلك غدا ) ، وقد يقول قائل ما وجه التشابه ؟ فالرد هو أنَّ سبب نزول الآية : جاء نفر من اليهود فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح ورجل طاف المشرق والمغرب وفتيان ذهبوا في أول الدهر فاختبأوا في كهف ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم سأنبئكم ولم يقل إن شاء الله فتأخر الوحي خمس عشرة يوما.
    • فيها كلمات لم توجد في غيرها مثل (موفورا وهي بمعنى الكامل – الكثير، و كلمة لدلوك الشمس)
    • ختمها بذكر بني إسرائيل كما بدأها بهم (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً) آية 104
    • وخاتمتها مدح الساجدين لذلك فيها سجدة ، وتكبير الله كما بدأها بالتسبيح في بداية السورة


    والله أعلم

    سورة الكهف

    بدأت بالحمد كما بدأت الإسراء بالتسبيح ونفي اتخاذه عز وجل للولد

    ثم ذكر قصة أصحاب الكهف وهم قوم تركوا عبادة الأصنام وآمنوا بالله وحده وخافوا الفتنة فلجؤوا إلى الكهف وهو على ما قيل في الأردن جبل الرقيم وهذه القصة من دلائل قدرة الله على إعادة بعث العباد

    (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَاناً رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِداً) آية 21 – تكررت كلمة أمرهم (إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم )

    (وكذلك أعثرنا عليهم ) آية 21 – (وكذلك بعثناهم ليتساءلوا بينهم ) آية 19

    نهى الله عباده عن الخوض في أمور الغيب (فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهرا ) – ولهذا لم يصبر موسى عليه السلام مع الخضر (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) وهذا كله جواب ما طلبه اليهود حين سألتهم قريش عن النبي صلى الله عليه وسلم هل هو نبي حقا ؟.

    فقالت اليهود سلوه عن ثلات / عن الروح وفتية في أول الدهر ورجل طواف طاف المشرق والمغرب

    ثم ذكر قصة اثنين أصحاب الجنتين ، ونتيجة كفر الأول وعاقبة صبر الثاني بأن يُجزيه الله خيرًا بصبره

    فيها ألفاظ تكررت (قال له صاحبه وهو يحاوره – فقال لصحابه وهو يحاوره )

    ثم ذكر تشبيهًا للحياة الدنيا بماء من السماء اختلط به نبات الأرض ثم اصفرَّ فأشبه هشيمًا أي ضعيفًا مكسورًا تطيِّرُهُ الرياحُ فلا يُنتَفَعُ به وكذلك الحياة الدنيا فهذه الأمطار هي الحسنات والسيئات فهي تجعل الزرع وهو كنابية عن البشر ينمو سواءً اكتسب حسنة أو سيئة فإذا جاءت الرياح وهي الآخرة ذرت السيئات فتحطَّم الكفار في النار وثبت المؤمنون فأدخلهم الله الجنة برحمته

    قلت : ذكر الله (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) ، فهذه حركة الشمس السماوية ، وذكر في أواخر السورة مسير ذي القرنين شرقًا وغربًا (حتى إذا بلغ مغرب الشمس – حتى إذا بلغ مطلع الشمس ) فذكر رجلًا صالحًا سار وبلغ مطلع الشمس ومغربها على رجليه ! فسبحان الله العظيم


    وذكر عداوة إبليس وتكبره عن السجود لصفي الله آدم ، ثم نادى المشركين ليدعوا شركاءهم فلم يستجيبوا لهم وأيقنوا بالعذاب حين لا ينفع الندم

    ثم ذكر الله أنَّهُ يؤخِّرُ الناس لأجلٍ مسمىً فإذا جاء أجل هذه القرى جاءهم العذاب ولم ينجُ سوى المؤمنون

    ثم ذكر قصى موسى عليه السلام مع العبد الصالح الخضر عليه السلام وهي مذكورة في الصحيحين للبخاري ومسلم

    اشتملت آيات عجيبة وغرائب في القتاريخ قبل الإسلام وفي زمن موسى وامتازت بذكر الخضر مع موسى عليه السلام
    ثم ذكر قصة ذي القرنين الملك العادل الفاتح للدول ومقدار ملكه الواسع وبناءه لهذا الردم العظيم المانع للفتن ، وهو كذلك الإيمان مانعٌ للفتن حتى إذا جاء أمر الله فتحوه فخرجوا وعاث يأجوم ومأجوج في الأرض فسادًا

    وهناك توافق بين قصة موسى مع الخضر عليهما السلام مع ذي القرنين


    1. بناء السد من ذي القرنين مع رفع الخضر للجدار
    2. أخذ ذي القرنين السبي وقتل المشركين مع قتل الخضر للغلام
    3. وصول ذي القرنين لقوم تطلع عليهم الشمس لا يستطيعون الاستتار منها ، مع خوف مساكين السفينة مع الملك الظالم في قصة موسى والخضر ، وإعابة الخضر للسفينة كي لا ينالها سوء الملك الظالم.


    أي أنَّ القوم الذين في المشرق لا يستطيعون دفع حرارة الشمس ، كما لم يقدر المساكين دفع أذى الملك الظالم إلَّا بعد حيلة الخضر.
    قلت: وهذه الأخيرة فيها نظر



    وهنا تكرار لآية (إن الذي آمنوا وعملوا الصالحات) وهذا لشرف المؤمنين والذين يعملون الصالحات والمداومون عليها وهنا أمر مهمٌّ وهو أن الإيمان اعتقاد وقول وعمل

    (فاتبع سببا ) آية 85 (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً) آيتان 89 و 92

    (واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا – واتخذوا آياتي وما أنذروا هزوا )

    (قال ألم أقل إنك لن تستطيع معي صبرا) (قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا)
    ( تستطع – تسطع)

    هناك آية وردت بتقديم وتأخير ألفاظها (من دوني أولياء ) – (أولياء من دوني)





    «« توقيع موقن »»

  5. #5
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة مريم

    بدأها بذكر طلب زكريا عليه السلام لولدٍ صالحٍ يرث منه النبوة لا المال لأنَّ الأنبياء لا يورثونه ، ثم ذكر قصة مريم عليها السلام العجيبة في عبادتها وتقواها وولادتها للمسيح عليه السلام دون ذكر وهذا من عجائب قدرة الله ، وافتتان الناس بهما (اختلافهم في أمر المسيح ، وقول اليهود في أمِّهِ بهتانا وزورا)

    ثم ذكر ضلال النصارى وافتراقهم في المسيح فمنهم طائفةٌ على الحق علموا أنه رسول الله ومنهم طوائف كثيرة ضلَّت فمنها من ظنَّ أنه قتل وصلب ومنهم من قال هو ابن الله ومنهم من قال هو الله وضلوا وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل

    ثم ذكر استلطاف ابراهيم عليه السلام وحواره الهادئ معه على أملٍ أن يُسلم ، وذكر الله أنَّ ثواب إبراهيم لتركه قومه وعبادتهم للأصنام هو هِبَتُهُ إسحاق ويعقوب ، وهما من الثناء الحسن في الدنيا عليه فضلًا عن ثوابه العظيم في الآخرة

    ثم ذكر الأنبياء موسى وهارون وإسماعيل وإدريس ، ثم ذكر الأمم السابقة ومنهم المسلمون داخلون في قوله (وممن هدينا واجتبينا)

    ثم ذكر الأقوام الذين ضيَّعوا الصلاة فهم النصارى على قولٍ ، والمسلمون الذين فرَّطوا فيها على قولٍ آخر ، والذين يأخِّرونها عن وقتها وهو القول الثالث وبه أخذ أغلب الفقهاء تحريم تأخير الصلاة عن وقتها.

    السورة تتكلم عن تشريف هؤلاء الأنبياء بصيغة واذكر في الكتاب مريم – واذكر في الكتاب إبراهيم – واذكر في الكتاب موسى – واذكر في الكتاب إسماعيل – واذكر في الكتاب موسى – واذكر في الكتاب إدريس

    كلمة سميًّا بمعنى اسم وبمعنى شبيه ، فالله عز وجل قال أنَّ يحيى أوَّلُ من سُمِّيَ بهذا الاسم وكذلك ليس له شبيه ، والله عز وجل هو الوحيد الذي يُنادي بـ (الله) لفظ الجلالة وليس له سمِّيٌّ ولا شبيهٌ (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)

    إنكار الحقائق لا ينفيها ، أنكر الكفَّار حقيقة البعث فأثبت الله لهم العذاب وجهنم رغم إنكارهم لها ، فإنكار الملحدين واليهود والنصارى للإسلام ونبوَّةِ محمد صلى الله عليه وسلم لا ينفيها ولا يُلغيها

    (وكم أهلكنا قبلهم من قرن ) ثم ذكرها في آخر السورة (وكم اهلكنا قبلهم من قرن)

    شرع الله في ذكر بعض أحوال الكفار الذين جادلوا المسلمين (أرأيت)

    وذكر مشهدًا يوم القيامة حين يعلم الظالمون أن العدد والمنعة والمال لا ينفعون

    يُحشَرُ المسلمون إلى الجنة بوفدٍ عظيمٍ بينما يُساقُ الكافرون سوْقًا فظيعًا

    وقال أنَّ كلمة النصارى في ادعاء الولد تكاد السموات والأرض والجبال تنفطر وتنشق وتخرُّ منها لعظمها وهولها وبيان ظُلمها

    نادى إبراهيم عليه السلام أباه أربع نداءات متتالية يا أبتِ

    قلتُ: هذا دليلٌ على أنَّ آزر هو أبو إبراهيم والمسمَّى في التوراة (تارح) فهو طارحٌ للذنوب فهو آزر أي كثرت ذنوبه ، والدليل أنه أبوه لفظ القرآن الكريم حين نادى يوسف أباه يعقوب (يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبًا) واللفظة واحدة فإذا كان يعقوب هو والد يوسف (قطعًا) فآزر والد إبراهيم عليه السلام

    ولا يضرُّ كونه مات كافرًا شيءٌ على إبراهيم لأنَّ نوحًا مات والده كافرًا ، وأبو طالب عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم مات على الشرك فلم يؤثِّر هؤلاء على أولئك الأنبياء الكبار في الرتبة والمنزلة والله أعلم

    يحيى سلَّم الله عليه بينما المسيح ابن مريم سلَّم على نفسه (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً) آية 15 (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً ) آية 33 ، وسلَّم إبراهيم على إبيه ولكن لم ينفعه ذلك.


    سورة طه

    افتتحها الله بآية ضلَّت فيها طوائفٌ وهُدت لها طائفةٌ هم أهل السنة والجماعة،
    جعلنا الله مِمَّن يموتون عليها (الرحمن على العرش استوى) جاء رجلٌ إلى مالك بن أنس فقرأ الآية ثم قال يا إمام كيف استوى ؟؟ فأطرق مالك مليًّا ثم قال الاستواء معلومٌ والكيفُ مجهولٌ والإيمان به لازمٌ والسؤال عنه بدعةٌ وأراك رجلًا مُبتدِعًا فأخرج من المسجد

    ثم ذكر قصة موسى عليه السلام بتفصيلٍ طويلٍ وألفاظٍ بديعة وتجانسٍ موزون ونغمَةٍ (ليست الموسيقى) رنَّانةٍ ، فكانت بحقٍّ سورة طه إحدى المعجزات وهي التي سمعها أمير المؤمنين الفاروق عمر ابن الخطاب فأسلم.

    (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى) آية 8 (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي) آية 14 (إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً) آية 98 (وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً) آية 111

    هذه آيات التوحيد في السورة

    (اذهب إلى فرعون إنه طغى ) آية 24 (اذْهَبْ أَنتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي(42) اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى(43)

    ردَّ موسى على حجج فرعون بالدليل القاطع ، وكان فرعونُ مُجادِلًا فغيِّر السؤال (قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى(49) ثم (قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى) آية 51

    وكذلك لمَّا رءا السحرةُ الحقَّ من ربِّهِم والآية الكبرى سجدوا إيمانًا فلم يستطع فرعون منعهم لكن هدَّدَهُم بالقتل والصلب

    بعد ذكر قصة السامريِّ ، أخذ الله عز وجل في سرد مشاهد يوم القيامة يوم يُحشر الظالمون وهيئتهم وماذا يقولون ، ثم ختم السورة بذكر قصة آدم عليه السلام والحضِّ على إقامة الصلاة والصبر على الطاعة والموعدة بالرزق والجنة (العاقبة للتقوى)

    وإنذار الكافرين بأنَّ إنظارهم (تأخيرهم) إنَّما هو ليتوبوا ويتَّبعوا الحقَّ وإلَّا فقد علموا ما حلَّ بالقرون السابقة)

    (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)

    هذه الآية فسَّرها ابن عباس بعذاب القبر
    والظاهر أنَّ المعيشة الضنك تشمل الحياة الدنيا أيضًا ، فكلُّ من أعرض عن ذكر الله واتبع هواه وكذَّب بآيات الله تكون حياته ضيقة كئيبة تعيسة ، وإن ترفَّه بالأموال والأولاد ، فلا حياة بدون معرفة الله وتوحيده.

    ومن كانت هذه دنياه لا جرم أنَّ الآخرة أضنك وأشد عذاباً !

    سورة الأنبياء

    اقتراب الساعة هو من العلامات التي نراها ، ولمن يقول متى هي ولماذا تأخَّرت نقول له إنَّ عُمُرَ الأرض كما يُقدِّرُهُ العلماء (الجيلوجيون) ما يُقارِبُ أربعمئة وخمسين مليون سنة (450,000,000 ) عام وعُمُر البشرية من لدن آدم عليه السلام أقلُّ من مئة ألفِ سنةٍ فإذا بقي منهم أقلُّ من مليونٍ أو ألفٍ أو ألفينِ فهي قليلة مِمَّا ذهب سابقًا فإذًا هي قريبةٌ جِدًّا

    وقالوا العرب تستعمل كلمة البعد لِما لا يأتي ، وتستعمل القُربُ لِما ياتي وإن كان بعيدًا زمنيًّا وأعمار الناس قليلة فكذلك الساعة لهم قريبة ، والأوقات عند الله ليست كأزماننا (وإن يومًا عند ربَّك كألف سنةٍ مما تعدون)

    ذكر الله أنَّ الأنبياء بشرٌ عاديون يأكلون ويشربون ويموتون فليس للكفار حجة فيما يقولون عن النبي صلى الله عليه وسلم (وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لَّا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ) آية 8 – (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) آية 34

    ثم ذكر شرف المسلمين وأنَّ أنزل ذكرهم في القرآن العظيم لعملوا فيه ويخافوا ويتقوه ويُطيعوه (لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ) آية 10

    هذا اللفظ تكرر مرات (قالوا ياويلنا إنا كنا ظالمين) آيات 14 و 46 و 97 بلفظ (بل كنا ظالمين)

    ذكر الله ضعف الأصنام عن نصرة عابديها لذلك ذكر قصة إبراهيم بتفاصيلها ، وكسرِهِ للأصنام يوم غاب القوم عنها ليُرِيَهُم أنَّها عاجزة عن الدفاع عن نفسها ، وذكر عذاب النار الذي لا يستطيعون ردَّهُ ، وذكَّرَهُم بأنَّهُ تعالى هو من يملك الضر والنفع والحماية لهم لا غيره

    ثم ذكر مجموعة من الأنبياء الكرام والمرسلين موسى وهارون وإبراهيم وإسحاق ويعقوب ولوطًا ونوحًا وداوود وسليمان وأيوب وإسماعيل وإدريس وذا الكفل ويونس وزكريا ويحيى ومريم وعيسى عليهم صلوات الله وسلامه وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ذكرهم جميعًا بذكر قصصهم ومالهُم من معجزات

    ثم ذكَّر الناس بأنَّهم أمَّةٌ واحدةٌ وعبادة الله فرضٌ عليهم جميعًا

    ثم ختم بذكر ما أعدَّه للكفار من عذابٍ وما أعدَّه للمؤمنين من نعيمٍ وأنَّ الذين عُبِدوا من دون علمهم كالمسيح ابن مريم والملائكة لا ذنب لهم فيمن عبدوهم ولا يتحمَّلون من تبعات ذلك من شيء

    ونِهايةُ الخلقِ كيدايتهِ *** يعيدُهُ الله بقدرتِهِ

    وختم بما بدأ (وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون) كما قال في أول السورة (اقترب للناس) وفي وسط السورة (واقترب الوعد الحق) ودلَّ تكرار القرب على قُربها ، وأجل كل إنسان هو وفاته.

    تكررت كلمات (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ) آية 111 مع (وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ) آية 109

    ذُكِرت كلمة عالِمِينَ (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ) آية 51 (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) آية 81 في قصتي إبراهيم وسليمان

    كذلك ذكرت كلمة فاعلين (فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ) آية 79 – (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ) آية 104


    • قرن بين قومي لوط ونوحٍ ووصفهم بالسوء (وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَت تَّعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ) آية 74 – (وَنَصَرْنَاهُ مِنَ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ) آية 77




    سورة الحج

    بدأها الله بنداءٍ للناس أن يتقوه فإنَّ قيام الساعة وأهوالها أمرٌ عظيمٌ

    وذكر فيها نداء يا أيها الناس ثلاث مرات (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ) آية 73 – ( يا أيها الناس اتقوا ربكم ) آية 3 – (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ) آية 5

    (يدعو) آيتين متتاليتين الأولى (يدعو من ) والثانية (يدعو لمن )

    سبع آيات تبدأ بكلمة ذلك ، منهنَّ ثلاث آيات متتاليات تبدأ بكلمة ذلك (ذلك ومن عاقب – ذلك بأن الله يولج – ذلك بأن الله هو الحق ) آيات 60 و 61 و 62

    (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) آية 32 - (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ) آية 30 – (ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آية 6 – (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ) آية 10
    قلت: هذه الآية الأخيرة فيها من التأنيب والتوبيخ للمذنبين ما الله به عليمٌ ، تعجز الأوصاف عن معارضتها أو قول مثلها.

    فكأيِّن وكأيِّن

    ثم شرع في ذكر بدأ الخلق بتفصيلٍ يعلمه علماء اليوم في علوم الأجنة وعرفته العرب بقدرة القادر ، وتصحيحًا لأقوال الإنجيل

    (ولله عاقبة الأمور – وإلى الله ترجع الأمور) كلاهما بمعنى واحدٍ مع اختلاف الألفاظ ، فالأمور كلها من تدبيرٍ وأمرٍ مرجعها إلى الله ـ والعاقبة (المرجع والمآل) كلُّهُ إلى الله عز وجل.

    هناك في علم التجويد درس يسمَّى اللامات الساكنة ، فهذه السورة ذكرت عدة كلمات فيها لامات أمر ساكنة.

    ولام الأمر : هي لام زائدة ساكنة (علامتها سكون) تدخل على الفعل المضارع فتحوِّلُهُ إلى صيغة الأمر بشرط أن يسبقها حرف عطف (واو – فاء – ثم ) ومثالها : ( ثم لْيقضوا تفثهم ولْيوفوا نذورهم ولْيطوفوا بالبيت العتيق) وأيضًا : ( ثم لِيقطع فلْينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ )

    ذكر الله أصناف المجادلين بغير حقٍ (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) وآخرون (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ) وثالث (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) ورابع (مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ) آيات 8 و 3 و 11 و 15

    ذكر كلمة حرف وهي الوجه أو الطريقة الواحدة في العبادة ، وهي ذمٌّ لمن استغنى عن الدين بمجرَّدِ تغيُّر النعمة عليه ، وهذا من قلة اليقين وضعف الإيمان

    وفيها كلمة مميزة وهي عتيق – عميق – سحيق

    ذكر نوعين من القلوب (من تقوى القلوب ) أي قلوب المؤمنين فهي تطمئنُّ بذكر الله وعمل شعائره التي يحبها ويرضاها ومنها الذبح لله .

    (ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) هنا النوع الآخر فهذه قلوب الكافرين ، أي لا تعمى أبصار العيون فهي ترى الحقائق والآيات البيِّناتِ لكن القلوب تصُدُّ عن سبيل الله فصارت هي العمياء.

    ثم ذكر مناظرة ثانية بين القلوب ، (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(52) لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ(53) الذين في قلوبهم مرض هم المنافقون ، فهم يشرئبُّون على أي شيء سمعوه ، بمعنى إذا أُلقِيَ في قلوبهم شهوة تلقَّفوها دون تروٍّ ، فهم لا يزالون في دينهم من ارتياب.

    والنوع الثاني قلوب المؤمنين (وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) آية 54 فهؤلاء تُخبت قلوبهم (تخضع وتذل له قلوبهم)

    قال ابن كثير: ليس في قصة الغرانيق سند صحيح ، وألَّف الألباني رحمه الله كتابا اسماه نسف المنجنيق على قصة الغرانيق وفنَّد فيه جميع الروايات.

    قلت: والقصة تقول أنَّ الشيطان ألقى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم (تلك الغرانيق العلا وإن شفاعتهن لترتجى) بعد قوله (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى )

    والجواب كالتالي:

    1. أنَّ هذا ينافي العصمة ، فما كان الشيطان ليتسلط على النبي صلى الله عليه وسلم في رسالات الله
    2. أنَّ الله وعد بحفظ كتابه من الشيطان (وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون)
    3. لو كانت القصة حقيقة لأبلس المشركون ، وقالوا لقد حرَّفت القرآن يا محمد
    4. كيف يكون أوَّلُ الآية تنبيه استفهام ، ثم استنكار ثم يكون وسطه مدحًا للمذموم!! هذا ما يتنزَّهُ عنه الشعراء فضلًا عن كلام رب العالمين
    5. لو صحَّت القصة لاحتجَّ المشركون على الرسول صلى الله عليه وسلم بأنَّه ذكر آلهتهم بخيرٍ وهذا لم يحدث فثبت بُطلانها.
    6. كيف ينطق النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا الكلام دون أن ينتبه ؟
    7. لم تصلنا القصة بسند صحيحٍ في الكتب السبعة (البخاري – مسلم – النسائي – أبو داود – الترمذي – أحمد – ابن ماجة ) على شُهرتها !!




    ذكر مرة صراط الحميد – صراط مستقيم ، قلت الأولى أضاف الله الصراط إلى اسمه الحميد ، والثانية هو وصف الصراط الدائم وأنه مستقيم أي لا اعوجاج فيه

    ذكر المخبتين مرتين ، ذكرت كلمة منسك وآية ليذكروا اسم الله ..

    ثم ذكر أهل الديانات وفرَّق بينهم (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) آية 17

    من عظمة الله يسجد له كل شيءٍ (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ..)

    ذكر الله نعيم المسلمين في الجنان بعد ذكره عذاب المشركين والضالين وأهل النار وقمعهم بالحديد لزيادة النكال والإهانة لهم ، كما أنَّهم امتنعوا عن السجود استكبارًا منهم وذلًّة من الله لهم أهانهم في الجحيم بالحديد

    ذكر الله بعض مناسك الحج ، وذكر أحوال الأمم الهالكة كقوم نوح وعاد وثمود وفرعون وأهل مدين ، وذكر بعض مآلهم من ترك ديارهم خاوية وأبيارهم معطَّلةٍ والقصور التي تركوها فلا هم سيسكنونها ولا ينتفعون بها بعد موتهم

    أواخر السورة تميزت جميعها بصفتين لله أو اسمين من اسمائه الحسنى ، وكل لفظ يتناسب مع مقاصد الآية وهي على الترتيب : عليم حليم عفو غفور سميع بصير عليٌّ كبير لطيف خبير غني حميد رؤوف رحيم

    وفي نفس هذه الآيات تكرر اسمان من اسماء التوكيد والشرط (إنَّ وأنَّ وكذلك إنْ )

    حيث أن هذه السورة فيها آيات مكية ومدنية وفيها آيات نزلت ليلا وآيات نزلت نهارًا وذكرت الأمر بالصلاة والزكاة والحج وهي أول سورة نزلت فيها آيات ذكر القتال أو الإيذان به (أذن للذين يقاتلون)

    (ويعبدون من دون الله ما لم ينزل به سلطانا) من أصنام وأضرحة ومخلوقاته كالشمس والقمر.
    وهي تناسب الآيات في نفس السورة (يدعو من دون الله ما لا يضره ولا ينفعه – يدعو لمن ضره أقرب من نفعه)

    فهذه المعبودات من دون الله لا تنفع ولا تضر لأنها لا تملك شيئًا ، وفي الوقت ذاته ضررها أكبر من نفعه على عابدها فهي تضله عن عبادة الله ، وتضيع وقته وتزيده عمىً وحيرةً وجهلًا بالله.

    وآخر السورة ذكر مثلًا لضعف الآلهة ( ولا إله إلَّا الله لكن نقول آلهة مجازًا لمن يزعم وجودها غير الله) عن خلق شيءٍ حتى الذباب ، وإن كان خلق الذباب من الأمور العجيبة فهي عجيبة في التكوين والفعل والحياة

    سورة المؤمنون

    أول عشر آيات فيها حديث

    قال الإمام أحمد : عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال سمعت عمر بن الخطاب يقول كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل فلبثنا ساعة فاستقبل القبلة ورفع يديه وقال اللهم زدنا ولا

    تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا وأعطنا ولا تحرمنا وآثرنا ولا تؤثر علينا وارض عنا وأرضنا ثم قال لقد أنزل علي عشر آيات من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ « قد أفلح المؤمنون » حتى ختم العشر ورواه الترمذي في تفسيره

    تكررت مرتين (قال رب انصرني بما كذبون ) في قصة نوح والنبي الذي بعده (هود عليه السلام ) بالتصريح لا بالاسم

    ذكرت قصة نوحٍ عليه السلام ثم هود ثم موسى وهارون ثم عطف على ذكر عيسى عليه السلام وذكر آية (وإن هذه أمة) فهذا يعني ان جميع المرسلين كانوا مسلمين على اختلاف شرائعهم ودينهم واحد لقوله (الأنبياء دينهم واحد)

    ذكر في آية (إنَّ الذين هم من خشية ربهم مشفقون) حديث: قال الإمام أحمد : عن عائشة أنها قالت يا رسول الله الذين يؤتون ماآتوا وقلوبهم وجلة هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟ قال لا يا بنت الصديق ولكنه الذي يصلي ويصوم ويتصدق وهو يخاف الله عز وجل
    قلت: وروى مسلم قريبا من لفظه

    هذه الآيات متشابهة في اللفظ (هم من خشية... – والذين هم من... – والذين هم بربهم ...)

    أنكر المشركون البعث بعد الموت بعد إيمانهم الكامل بأنَّ الله هو الربُّ الخالقُ لكل شيءٍ لكنَّهُم أشركوا معه آلهةً أخرى

    ثلاث آيات متتاليات تبدأ قل لمن ..وآخرها سيقولون لله .. ثم أفلا تتذكرون ، أفلا تتقون ، قل فأنى تسحرون

    سبحان الله عما يصفون ، عالم الغيب فتعالى عما يشركون

    ثم حوار الإنسان مع الرب عز وجل إذا جاءت الملائكة لقبض روحه يطلب الرجعة ، ولكن البرزخ يحول بينه وبين ذلك ثم حوار الكفار في النار مع رب العباد ليُخرِجَهُم فيُذَّكِرُهُم الله بأفعالهم واستهزائهم بالمؤمنين ويسألهم عن لبوثهم في الأرض..

    ثم نزه نفسه عن جميع ما وصفوه من نقائص وشركاء (فتعالى الله الملك الحق )

    ثم وصف المشركين بالكفر حيث أن المشركين تخصيص للكفار ، فكل مشرك كافر وليس كل كافر مشرك


    سورة النور

    السورة الوحيدة التي تبدأ بكلمة سورة

    تتحدث عن أحكام الزناة وليست في سور أخرى إلَّا ما ذُكِر في النساء.

    فيها حكم الملاعنة بين الزوجين في حال لم يجدا شهودًا

    فيها حكم الاسئذان ودخول البيوت سواء للأطفال أو الاولاد

    فيها أوامر إطاعة الله ورسوله

    فيها آية فريدة وهي التي تتحدث عن النور (الله نور السموات والأرض) ففيها وجهان:

    الأول: تمثيل نور الله بأنَّه متزايدٌ ومنبثٌّ في جميع الجهات وهو نور ونور على نور ليس كمثله شيء وهو السميع البصير

    فيه وصف دقيق لموجات البحر حيث هي موجة فوق موجة ولا يوجد عالمٌ في الدنيا ذكر هذا الشيء قبل أن يتحدث عنه القرآن الكريم.

    هذه السورة ذكرت الظلمات تشبيها لأعمال الكفَّار كذلك فالمؤمنون على نورٍ من ربهم لذلك أضافَ اللهُ النورَ إلى ذاته المقدسة (الله نور السموات والأرض) بينما أضاف أعمال الكفار إلى الظلمات ، ثم لمَّا كان هذا الكلام معطوفًا على ما سبق من التمييز بين الناس (الخبيثات للخبيثين ، والخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات )

    فالطيبون والطيبات أعمالهم نور وهم على نور ويدخلون في الجنة (النور) بينما الخبيثون والخبيثات في الظلمات في الدنيا في عماهم عن الدين ، وفي القبور في ظلمات وفي الآخرة في نار جهنم وهي سوداء مظلمة.


    • قلت (ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأنَّ توابٌ حكيمٌ والآية الأخرى (ولولا فضل الله وعليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم) جوابه محذوف أي لولا فضل الله عليكم ورحمته في هذه الأحكام لهمَّ بعذابكم لاجتراءكم وقولكم على الله وعباده الصالحين بغير علم كقصة عائشة رضي الله عنها وطهرها وبرَّأها من كل سوء.


    التصدُّقٌ من أسباب مغفرة الله لعباده (ألا تحبون أن يغفر الله لكم )

    (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) فعمل الصالحات وإطاعة الرسول (اتباع سنَّتِهِ) سبب لرحمة الله ورضوانه ومغفرته ، لا كما يزعم الجهلة من أصحاب المعاصي وهم يرجون رحمة الله!! هذا اغترار لا رجاء.

    هناك عدة آيات أمرت بإطاعة الرسول (فليحذر الذين يخالفون عن أمره) – (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ) – (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول) – (وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون)

    التحذير من إظهار زينة النساء وهذا مما عمَّت به البلوى في زماننا هذا فالمرأة تُبرِزُ مفاتنها فتفِنُ آلاف الرجال ثم تقول ما هذا بحرامٍ !!

    هذه الآية رقم 31 فيها أمورٌ:

    1. تحديد المستثنين من ستر المرأة نفسها ، أي يجوز أن تظهر زينتها لهم وهم الآباء والأبناء وأبناء الأزواج ، وآباء الأزواج ، وأخواتها وأولاد أخواتها وأبناء إخوانها ، وأخوالها وأعمامها ونسائها ،

    وما ملكت يمينها من نساء مؤمناتٍ ، مع تكرير حرف العطف أو لكي يُمايز بين الأشخاص ، وختمها بذكر التوبة ، لأنَّ هذه الأمور لا تخلو منها امرأة فهي بحاجة إلى التوبة ، وكذلك محارمها ومن رضي بذلك فهم يجب أن يتوبوا إلى الله.


    1. اهتمام الإسلام بالمرأة وحرصهِ على سترها وحمايتها من أعينُ الطامعين ومن في قلبه مرض.


    - تتكرر هذه الطريقة في أواخر السورة حين ذكر الله الأصناف التي يجوز الأكل في بيوتهم وهم الآباء والأمهات والأعمام والأخوال والخالات والعمات وأضاف إليهم الصَّديقَ .

    ذكر الله نوره وشبَّهَهُ بالزجاجة داخل الكوَّةِ داخلها مِصباحُ فعلى أحد التفاسير تشبيه نور الله في قلب المؤمن وتفسير آخر بل هذا نور الله في الدنيا لايزال يعلو فيزيد بالإيمان حتى يُنير المكان كُلَّهُ فإذا زاد نور الإيمان في قلب المؤمن نشره لغيره فأصبح كالشمس تُضيءُ لنفسها ولغيرها

    (يقلب الله الليل والنهار) يشهد لها حديث (أنا الدهر أقلب الليل والنهار) وهذا دليلٌ على أنَّ الدهر ليس من أسماء الله ، لأن التقليب يقتضي التغيير ثم فناء الليل والنهار والله عز وجل باقٍ بعد خلقه.

    ويأتي دليل آخر في سورة الإنسان إن شاء الله

    ذكر الله عز وجل صفة الرجال الحقيقين وهي إقامة الصلاة وأداء الزكاة خوفهم من يوم الحساب ، ليست الرجولة عضلات مفتولة ولا شاربًا (شعر ما فوق الشفتين) وشتم الناس وظلمهم

    في معرض ذكر المنافقين قال هنا وما أولئك بالمؤمنين ثم أكده بعد آيتين بل أولئك هم الظالمون ، فنفى عنهم الإيمان أولًا ثم قال أنهم ظالمون لأنفسهم بمعصية الله ورسوله ثم بيَّن الخلاف وبين المؤمنين لأنهم يسارعون لطاعة الله ورسوله فقال عنهم وأولئك هم المفلحون وأولئك هم الفائزون

    ذكرت ثلاثة آيات تنتهي كذلك يبين الله لكم الآيات ثم كذلك يبين الله لكم آيته والأخيرة كذلك يبين الله لكم الآيات

    وقد يقول قائل ما الفرق بين الآيات مفردة وبين آيات الله المنسوبة إليه (آيته ) ؟؟

    الأولى والثانية لنفس الموضوع وهو ستر الرجل والمرأة في أوقات النهي عن الدخول عليهم لذلك بدأت الآولى بالآيات ثم ذكر الله أنَّها من آياته أي دلائل حكمته وعظمته وعلمه في أحوال عباده ، ثم لمَّا اختلف الأمر الأخير وهو إباحة الأكل في بيوت الأهل ذكر (يبين الله لكم الآيات) لأنها قضية منفصلة عمَّا سبقها هذا والله أعلم

    وعد الله عباده باستخلافهم في الأمر إذا أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة
    نهى الله الصغار والخدم عن الدخول على الزوجين في مواضعٍ ثلاث
    عدم وجود حرج في الأكل في بيوت الأقربين
    تعظيم النبي وتوقيره واحترام أمر ونواهيه وعدم اتيانها مخافة الفتنة أو الكفر

    سورة الفرقان

    تكرر لفظ تبارك ثلاث مرات – ذكرت ثبورا ثلاث مرات
    (تبارك الذي نزل الفرقان – تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا – تبارك الذي جعل في السماء)

    آيتان متتاليتان مختومتان باسم الله خبيرا

    ذكرت أنَّ مشي النبي صلى الله عليه وسلم في الأسواق لا يُنزِلهُ من مكانته كرسولٍ ولا ترفعه فوق الناس فهو بشرٌ مثلهُم

    ذكرت براءة الملائكة من المشركين الذين عبدوهم من دون الله

    ذكرت كلمات تكررت (مقاما – قواما – سبيلا – غفورا رحيما)

    ذكرت أوصاف عباد الرحمن المؤمنين وهي الإيمان بالله ولا يشركون به ولا يقتلون ولا يزنون ولا يشهدون الزور ولا ينكبرون عن الحقِّ ولا على الخلقِ ويطلبون الذرية الصالحة ويرجون أن يكونوا أئمة خيرٍ يُقتدى بهم

    سورة الشعراء

    بدأت بذكر أنَّ الله قادرٌ على إجبار الناس على الإيمان وكنَّى عن ذلك بخضوع الرقاب

    ثم ذكر خلقه البديع وما جعل فيه من الزوجين الاثنين

    ثم شرع في ذكر قصة موسى فإبراهيم ثم نوحٍ وهودٍ وصالحٍ ولوطٍ وشعيبٍ عليهم السلام ثم ختمها بذكر نبيِّنا صلى الله عليه وسلم وتثبيته على الدعوة وأمره بدعوة الأقربين ، وتليين جناحه للمؤمنين وهي كناية عن حسن الخلق والرفق والتلطُّفِ معهم

    (فكذبوه فأهلكناهم – قال ربي إني أخاف أن يكذبون )

    وقال الله عز وجل هذا القرآن عربيٌ بلفظهم فلو كان أعجميًا أو النبي أعجميًا ما آمنوا به وهذا من رحمته بعباده أن جعل رسولهم من أنفسهم

    هذه الآية تكررت (إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين ) بعد ذكر كل قومٍ

    وكذلك خطاب المرسلين (إني لكم رسول أمين)

    وتكذيب الأمم للرسول (كذبت .. المرسلين )
    (كذب عاد المرسلين – كذبت ثمود المرسلين – كذبت قوم لوط – كذب أصحاب الأيكة المرسلين)
    وإنَّما بُعِثَ إلى كل أمَّةٍ رسولٌ واحدٌ ، فمن كذَّب به فقد كذب جميع المرسلين ، ولذلك يقول خزنة جهنم للكفار (ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يوم هذا )

    (إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم)

    سورة النمل


    (فهم يوزعون) مرتين في حشر الناس يوم القيامة – في ذكر جيش سليمان من الجن والانس والطير

    ذكرت فيها نداء الله عز وجل موسى عليه السلام ، ثم عطف على ذكر إنكار فرعون وقومه للرسالة الحقِّ ، وجحودهم لها ، ثم ذكر قصة هدهد سليمان وما كان من ملكة سبأ وإسلامها وإحضار عرشها إليه ، ثم عطف على ذكر قصة صالح عليه السلام ثم قوم لوطٍ

    ثم ذكرت خمس آيات متتابعاتٍ فيها لفظة أإلهٌ مع اللهِ وهي فيها تنبيه لعظيم خلق الله وقدرته وعجائبه ونعمه على عبادته

    وهذه الخمس آيات فيها دلائل بدأت بخلق السموات والأرض وأنزل الماء – ثم عرج على ذكر الأرض وتمهيدها وتيسيرها للمشي في أرجاءها – وذكر أنَّ بين البحرين حاجزًا فلا يبغيان على بعضهما ولا يختلطان فسبحان الله العظيم

    ثم ذكر أنَّه الذي يجيب دعوة الداع فلا تستطيع الأنداد ولا المخلوقات ذلك وهذا التوحيد الخالص (الدعاء هو العبادة) ، ثم ذكر هدايتهم في ظلمات البحر والبر ، وفي هذا إشارة أنَّه عز وجل هو الهادي من الكفر (الظلمات) إلى الإيمان (النور)

    ثم ختم أنَّه يبدئ الخلق ثم يعيده وهذا لازمٌ ثابتٌ يعرفه جميع أهل الأرض إلَّا المنكرون لوجود الله من الدهريين.

    فخالق الشيء قادر على إعادته بسهولة ويُسرٍ.
    وبذكر الرزق فهو الرزاق الكريم لا يرزق سواه ولا يعطي غيره.

    وذكرت الدابة التي تخرج من الأرض وهي من علامات الساعة الكبرى ، وإذا ظهرت لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا

    ذكرت نفخة الفزع





    «« توقيع موقن »»

  6. #6
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة القصص

    بدأت بذكر قصة موسى عليه السلام وهذه السورة تقريبًا مثل سورة الشعراء حيث تذكر مولد موسى عليه إلى إغراق فرعون ثم إعطاء موسى عليه السلام التوراة وذكرت قصة قارون ، حيث ذكر تمكين المستضعفين في الأرض (بني إسرائيل) ضد عدوهم فرعون ففي آخر السورة فلمَّا استمكنوا في الأرض كقارون هلكوا بذنوبهم وهنا أمر يجب

    الانتباه إليه أنَّ الله عز وجل يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولكن لا يعطي الآخرة إلا لمن أحب فالله عز وجل أعطى فرعون وقارون الدنيا وهو لا يحبهم فاحذر يا عبد الله أن تغتر بالنعم وتقول هذا من عندي !

    أول القصة (رادوه إليك) فوعد أم موسى برد ابنها إليها وفي آخر السورة (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) وعد نبيه صلى الله عليه وسلم بالعودة إلى مكة

    ثلاث آيات انتهت بجملة من ثم صفة للأقوام من المصلحين - من الناصحين – من القوم الظالمين

    يميز هذه السورة ألفاظ لمَّا ولمَّا فلمَّا لأنها قصة والقصص يتكرر فيها الوقت ، باختلاف أدوات العطف.

    هناك ترابط بين ما حدث مع موسى عليه السلام ، ومآل فرعون ، فقد أوحى الله إلى أم موسى أن اتقذفه في اليمِّ ، وغرق فرعون في اليمِّ ، وقتل موسى عليه السلام القبطي بالخطأ بينما قتل فرعون العديد من بني إسرائيل!
    صبر موسى على العمل عشر حججٍ حتى تزوج بابنت الرجل الصالح ، بينما صبرت آسية بنت مزاحم على زوجها الطاغية فأصبحت من سيدات نساء العالمين

    قلت: وهذا قد يكون تكلُّفًا لكن رأيت وضعه والعلم عند الله

    ذكرت – (وهم لا يشعرون) مرتين

    وما كنت بجانب الطور – وما كنت بجانب الغربي.
    بجانب الغربي: وفي سورة مريم وطه (من جانب الطورِ الأيمنِ – جانب الطور الأيمنَ) فهذا يعني أنَّ جانب الجبل الأيمن هو بالنسبة للرائي هو الغربي أو الأيسر

    فيها آيتان ربي أعلم بمن جاء وفي آخر السورة ربي أعلم من جاء ..

    أيضًا يميزها لفظة الشاطئ وهو الجانب كما نقول عن شاطئ البحر أي جانبه الذي فيه التراب

    ولفظة غوينا وهي من الإغواء أي التضليل والحَوْدِ عن الصراط المستقيم ، ولفظة ويكأن وهي لفظة توجُّعٍ وتحسِّرٍ

    ولفظة جذوة وهي الخشبة التي تشتعل فيها النار

    ذكر حالين متقابلين ، الأول لمسلمي أهل الكتاب الذين آمنوا بالنبي صلى الله عليه وسلم (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون) ثم ذكر كفار أهل الكتاب (أولم يكفروا بما أوتي موسى من قبل )

    وفيها آية تكررت مرتين بنفس اللفظ (ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون)

    وكذلك لفظ له الحكم وإليه ترجعون في آخر السورة وقبلها (وله الحكم وإليه ترجعون) بزيادة واو فصلًا بين الجملتين

    (ولقد وصلنا لهم القول) أي أنزلناه متتابعًا ، من وصل الشيء وصلته إذا تتابع أو كان خلفه مباشرة


    سورة العنكبوت

    بدأها بذكر الصبر على الفتن والمحن ، ثم نبَّه على الإحسان للوالدين وإن كانوا مشركين ثم أعقبها بذكر قصَّتَي نوحٍ عليه السلام وإبراهيم عليه السلام حيث أنَّ ابن نوحٍ كان عاقًّا له بكُفرِهِ وأبا إبراهيم عليه السلام كان مُشرِكًا ولم يُؤمن فهنا ارتباط وثيقٌ بين الإحسان للأقربين وإن كانوا على غير دين الإسلام

    وفي وسط الآيات التي تتحدث عن قصة سيدنا إبراهيم ، تدخل آيات (أو لم يروا ) وهذا ما يُسمَّى في اللغة (التفات للغيبة) ثم أعاد ذكر مصير قوم إبراهيم حين أرادوا إحراقه

    ثم ذكر عاقبة قومِ لوطٍ ومدين وأشار إلى التنكيل بأعداء الدين بأنواع كثيرة منها الخسف والقذف والإغراق والرمي بالحجارة فسبحان القدير على كل شيءٍ وسبحان من أهان أعداءهُ بأعظم عذابه

    وفيها آية (ولئن سألتهم من خلق السموات) والأرض وكذلك (ولئن سألتهم من خلقهم ) (ولئن سألتهم من نزل من السماء)

    هنا أقرَّ المشركين على أنفسهم مرتين (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ) ثم (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء)


    • ( خلق الله السموات والأرض بالحق إن في ذلك لآية للمؤمنين ) وذكر في الآية التي سبقتها ( ولقد تركنا منها آية بيبنة لقوم يعقلون ) فالله عز وجل يترك الآيات لكي يتعظ الحاضرون إلى قيام الساعة


    ذكرت – وما يجحد بآيتنا إلا – مرتين ، الأولى انتهت (الكافرون) والثانية (الظالمون)


    سورة الروم

    لما ذكر هزيمة الروم ذكر أيضًا (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) فالله ينصر المسلمين إذا أقاموا شرعه والعدل (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)

    (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون – ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة )
    (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون)

    بداية السورة تتفق مع آخرها (وهم عن الآخرة هم غافلون – مالبثوا غير ساعة – يوم البعث ) تتحدث عن يوم القيامة ، وكيف أنَّ المشركين كانوا عنه غافلين

    (ثم إذا أذاقهم منه رحمة – وإذا أذقنا الإنسان )
    ذكر الشركاء فيما غير آية (هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء – ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء )

    (وهو الذي يبدؤ الخلق ثم يعيده - الله يبدؤ الخلق ثم يعيده )

    ذكر السير في الأرض

    ذكر خمس آيات متتابعات فيها ومن آياته ، وفيها من الآيات والدلائل والعبر مافيها أولها البرق ثم نشر البشر ثم خلق الأزواج ثم اختلاف الناس في الألسنة واللغة والحاجة والألوان والأعمال

    الفساد الذي يظهر في البر والبحر سببه الناس

    ختمها بذكر مراحل خلق الإنسان وتنقُّلِهِ بين القوة والضعف

    سورة لقمان

    افتتحها بـ (تلك آيات الكتاب الحكيم) ثم ذكر حكمة لقمان

    النهي عن سمع الأغاني

    (هذا خلق الله) وهذا أكبر تحدٍّ للبشرية أجمعين أن تخلق كخلق الله.

    أربع آيات تنتهي بالياء والميم متتالية (أليم – نعيم – حكيم – كريم)

    (فإن الله غني حميد – إن الله هو الغني الحميد)

    لا النعجة دولي التي خصَّبوها (تخصيبًا من نعجة أخرى ولم يخلقوها كما يزعمون) ولا الخلية التي صنعوها في المختبر بعد اثنين وثلاثين عامًا بل هي نسخة من حمض الـ دي إن آيه dna فيا عجبًا كيف يُعصى الإله أو يجحده الجاحد وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد.


    • قصة لقمان عليه السلام ووعظه لابنه من إقامة الصلاة والصبر على المكروه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



    • آية فريدة (أن اشكر لي..)


    ذكر الله العالم العلوي (السموات) ثم السفلي وهو الأرض ثم البحري وذكر مفاتيح الغيب لكي يعلم الناس أنه أحاط بكل شيء علمًا

    سورة الم التنزيل (السجدة)

    بداية خلق الإنسان ثم تفضيل المؤمنين ثم تسفيل الكافرين ثم إمامة المتقين والموقنين ثم ذكر سيدنا موسى عليه السلام وربط المسلمين باليهود في العلم والتفوى

    فيها ربط بين آية (إنَّما يؤمن بآيتنا ) وآية (وجعلناهم أئمة ) فربط بين الإيمان والصبر واليقين للوصول إلى الإمامة ، فالإيمان أول الطريق والإمام لا يكون إلا مؤمنا ثم إذا زاد عملًا في الإيمان والإخلاص وزاد معهم اليقين وهو أعلى مراتب الإيمان بالله أصبح إمامًا يُقتدى به

    ربط بين نعمة السمع والأبصار والأفئدة ، فهي أول ما يذهل المرؤ عنه يوم القيامة (أبصرنا وسمعنا ) لأن السمع يسبق البصر في القرآن إلَّا في هذا الموضع

    (أفمن كان مؤمنا......) من أساليب القرآن في ضرب الأمثلة ضرب المثال بين المتناظرين أو النقيضين

    هنا قسَّم العذاب ثلاث أنواع ، الأول عذاب الخلد فهم فيه خالدون لا منه يخرجون ولا يحلمون بغير الموت ولا يذوقونه.
    والثاني : عذاب النار وهي الشديدة الحرق الساخنة التي لا تُخفَّفُ عنهم

    الثالث العذاب الأدنى أي عذاب الدنيا من المرض والقتل والذل والمهانة وهي صريحة في إثبات عذاب القبر
    والعذاب الأكبر وهو عذاب الآخرة أو البرزخ أو الأمرين معاً

    (ويقولون متى هذا الفتح) وإنَّما كانت باقي السور يذكر فيها الوعد لكن هنا الفتح ، أي يوم القيامة يوم يفتح الله على الكافرين الحجة البالغة ويُشهدهم على أعمالهم فلا ينفعهم توبة ولا عدل ولا شفاعة.

    ليس المقصود فتح مكة، إذ أنَّ من أسلم يوم الفتح نفعه إسلامه كعكرمة بن أبي جهل ، وصفوان بن أمية ، وأبو سفيان وولداه معاوية ويزيد ، وسهيل بن عمرو رضي الله عنهم أجمعين.

    سورة الأحزاب

    بداية الخطاب (يا أيها النبي) وتكرر الخطاب للنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم في الآيات ::

    ذكر فيها الميثاق الغليظ على أولي العزم من الرسول نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم ، ثم ذكر غزوة الأحزاب ومافيها من نصر الله للمؤمنين وتثبيتهم بعد أن كادوا يُفتنون في الحال التي كانوا فيها من قلة العدد وكثرة عدوهم والبرد الشديد ولكن الله نصرهم بقدرته وعزِّهِ بالريحِ وهي من جنود الله العظامِ

    فيها خطاب لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في تلاوة القرآن وذكر الأحاديث الشريفة ، وتطهيرهم من الرجز وهو الإثم أو الفُحْش وسوء الخُلُقِ

    هنا ذكر أولي العزم من الرسل في آية واحدة ، وهي آية أخذ فيها الميثاق من النبيين أن يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم كما في سورة آل عمران (وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ) ، وأيضًا ميثاق تبليغ الرسالة والصبر على الأذى (من تفسير ابن كثير بتصرف)

    وبدأ بمحمد صلى الله عليه وسلم هنا لأنَّ السورة تناديه في أكثر من موضع ( يا أيها النبي ) ولإظهار شرفه على غيره. والله أعلم

    (يا أيها النبي لا تطع الكافرين – يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين – يا أيها النبي إنا أحللنا لك - يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا – يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ..)

    آيات النساء بعض ندائهنَّ بلفظة (اللائي) (أزواجكم اللائي تظاهرون منهن أمهاتكم ) ، وبعضها لفظة (التي) (أزواجك التي أتيت أجورهن – التي هاجرن معك)


    • تشابهت آيتان: (وكان أمر الله مفعولا – وكان أمر الله قدرا مقدورا)



    • الأولي أي أوامره الشرعية مفعولة فلا يستطيع تغييرها أحد ، وهي ثابتة إلى آخر الدهر
    • وأمَّا الثانية فإنَّ ذلك التقدير أي زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب بعد طلاقها من زيدٍ (وذكر اسم زيد تكريمًا له وتلطيفًا وتعزيةً له) ،


    أمرٌ قدَّرهُ الله في علمه ، فتبيينه للناس كي لا يكون على النبي صلى الله عليه وسلم حرجٌ ولا يلمزه المنافقون والذين لا يعلمون. والله أعلم


    فيها آيات مدح للنبي صلى الله عليه وسلم ، وعتابٌ من الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم

    فالمدح (إنَّا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا...) كذلك (إن الله وملائكة يصلون على النبي يا أيها الذين صلوا عليه وسلموا تسليما)
    قلت: ختمها بالصلاة والتسليم على رسوله وجعل آية العتاب في وسط السورة ، فختم بالمدح لرفع توهُّمِ أنَّ الله انتقص من رسوله كما تزعم النصارى الجاهلون.

    هذه الآية ( وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ...)
    لتوضيح حكم شرعيٍّ في مسألة الموالي وأنَّهُم ليسوا بأبناء لمواليهم ، وأنَّ يُحِلُّ لرسوله صلى الله عليه وسلم ما يشاءُ متى شاءُ


    • المنافقون تحدَّثوا عن خوفهم على عورات بيوتهم ، بينما هم ينتهكون عورات المؤمنات!



    (ويرضين بما آتيتهتن) هنا يأمر الله عز وجل نبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان والعدل بين أزواجه ، سواء آواهم أو أرجأهنَّ والعلة في ذلك (ويرضين ) فالعجب ممن يدِّعي الإسلام وهو يطعن في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

    ذكر الله صفات لأزواج المؤمنين :-

    1. مناداتهم بأمهات المؤمنين فهم أمهات لجميع المسلمين ومن قال غير ذلك فقد تبرَّا من أمِّهِ
    2. لا يجوز لأحدٍ بعد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوَّجَهنَّ
    3. من آذاهنَّ فقد آذى رسول الله ومن آذى رسول الله متعمِّدًا فقد كفر (إنَّ الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة)
    4. واجب توقيرهن وتعظيمهن ، لأنَّ التهديد لهنَّ دليلٌ على مكانتهن السامية ورتبتهن الرفيعة كقوله (إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ) والنبي صلى الله عليه وسلم لا يمكن أن يُشرك أو يعصي الله فكذلك أزواجه
    5. ذكر من يحلُّ له الدخول عليهنَّ وهم آباؤهم وأبناؤهم وإخوانهم وأبناء إخوانهن وأبناء أخواتهن وما ملكت أيمانهن
    6. بعد ذكر الصلاة والسلام على النبي ذكر ما يضادِها من تحريم إيذائه في نفسه أو في أزواجه ومن هذه الآية نستنبط أنَّ من طعن في أمهات المؤمنين فهو كافر
    7. الأمر لهنَّ ومن معهن ومثلهن ونساء المؤمنين بالحجاب وذلك لسترهن عن أعين الرجال منعا للفتنة ولفظ الانظار واستراق الأبصار


    رتَّبت الكفار ثم المنافقين في الآيات (يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين والمنافقين ) – ( ولا تطع الكافرين والمنافقين وتوكل على الله )

    (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) أخذنا منها وجوب الصلاة والتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم

    الجهل بالحق باتباع السادة والكبراء لا ينفع يوم القيامة (إنا أطعنا ساداتنا وكبراءنا)

    سورة سبأ


    فتحت بحمد الله وتعظيمه ، وهي السورة الوحيدة التي يتقدم فيها لفظ الرحيم على الغفور

    (والذين سعوا) والأخرى (والذين يسعون في آياتنا)

    (مثقال ذرة – لا يملكون مثقال ذرة ) قلت : الآية الثانية هي الآية الفاصلة بين الإله والشركاء ،

    فالإله يُدعى ويُجيب ، ويَملِكُ ولا يُملَكُ ، ويَظهَرُ على من دونه ولا يَظهرُ عليه أحد.

    كما أنَّ من يدعونهم لا يسمعون ولا يُجيبون ، ولا يُعطون ولا يملكون ! فيا عجبي أين تذهب عقول العابدين عن رب العالمين ؟

    (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ) والأخرى (قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له )

    أربع آيات تبدأ بـ قل (قل من يرزقكم من السموات ) (قل لا تسألون ) (قل يجمع ) (قل أروني)

    يتبرَّؤ الأتباع والمعبودون من عابديهم في هذه السورة مرتين (ولو ترى إذ الظالمون موقوفون.) – (ويوم يحشرهم جميعا ..)


    • لمَّا ذكر تسخير الجنِّ لسليمان عليه السلام ، وعمله عند وتحت يديه ، ذكر في أواخر السورة تبرًُّؤ الملائكة ممن عبدوهم من دون الله ، وعطفوا ذكرهم على الجنِّ ، فإذا كانت الجنُّ عملت عبيدًا (مسخِّرين ) لنبي الله سليمان فكيف يُعبدون من دون الله ؟



    • ذكر أصناف مّمَّا كانت الجن تصنع لسليمان عليه السلام – ثم ذكرت زوال هذا كله ووفاته صلى الله عليه وسلم ، وهنا دليلٌ على انفراد الله بالبقاء قبل وبعد الكائنات كلِّها ، فإذا كان سليمان عليه السلام على عظم ملكه ووسعه مات فكيف بمن دونه ؟



    (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين ) هذه الآية فريدة ليس لها مثيل في القرآن ، وفيها أدبٌ عظيمٌ وفصاحةٌ وبلاغ مبين ، فالنبي صلى الله عليه وسلم بيَّن أنَّ الله هو الرزَّاق في السموات والأرض.

    ثم قال إنَّا أو إيَّاكم ( يعني أحدنا ) لعلى هدىً أو في ضلال مبينٌ ، قلت: وهذا من التعريض بضلال الآخر ، لأنَّ من يؤمن بالله فهو مهتدٍ ، ومن كفر به فهو في ضلال.

    قلت: أيضًا ترتيب الآية يدل على ذلك ، لأنَّهُ ذكر (وإنَّا قبل إيَّاكم ) ثم ذكر (هدى قبل ضلال)

    فأصبح معنى الآية = إنَّا = هدى ، إيَّاكم = ضلال

    آية فيها لفظة هذا ثلاثة مرات (وإذا تتلى عليهم ) وفيها نفي واستثناء

    ثم خمس آيات تبدأ بـ قل (قل إنما أعظم بواحدة) (قل ما سألتكم) (قل إني ربي يقذف ) (قل جاء الحق) (قل إن ضللت ) (

    آيتان تنتهيان بكلمة قريب ثم آيتان تنتهيان بكلمة بعيد

    سورة فاطر

    هذه السورة فيها آيات متشابهات ، وهذا يُرجعنا إلى حقيقة لفظ القرآن الكريم في سورة آل عمران (منه آيات محكمات وآخر متشابهات ) وفي سورة الزمر (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها )

    (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك – وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم)
    (الذين كفروا لهم عذاب لهم شديد) والأخرى كذلك (والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ..)

    (ومكر أولئك هو يبور – ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله )

    ذكرت نذير أكثر من مرة في عدة آيات

    ذكرت إقامة الصلاة (وأقاموا الصلاة ) في آيتين

    ذكرت مجموعة من الأضداد (الأعمى والبصير – الظلمات والنور – الظل والحرور – الأحياء والأموات – البحرين هذا عذب فرات سائغ شرابه وهذا ملح أجاج)

    (جنات عدن يدخلونها) بعد أن ذكر الأصناف الثلاثة (الظالم لنفسه والمقتصد والسابق للخيرات) دليلٌ على دخلوهم جميعًا الجنة حتى لو تحاسبوا أو دخلوا النار مع الأحاديث الشريفة الدالة على ذلك ، مهما خالفها المخالفون للشريعة وأهل البدع

    هناك كلمات كثيرة في خواتيم الآيات تنتهي بحرف المد والراء (شكور – غفور – الحرور – حرير – نور – نذير – قطمير – الصدور – القبور – نكير – نذير – البصير – تبور – كفور – نصير - الكبير )

    وصف الله عز وجل نفسه بأنه غفور شكور مرتين والثانية فيها لام القسم

    استعمل تكرارًا بلفظين مختلفين وهما المقت ثم الخسارة آخر السورة (ولا يزيد الظالمين ظلمهم عند ربهم إلا مقتًا ولا يزيد الظالمين ظلمهم إلا خسارًا)

    سورة ياسين

    بدأت بالتنبيه على أهمية ابلاغ الناس بالرسالة كي تقوم عليهم الحجة بالانذار والوعيد (لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم) أي لم يبلغ آباؤهم رسل فأرسلناك يا محمد (صلى الله عليه وسلم) لتنذرهم وتهديهم إلى صراط مستقيم (وان اعبدوني هذا صراط مستقيم)

    لفظة ترجعون تكررت مرتين ، الأولى في خطاب صاحب ياسين والثانية في آخر آية وفي وسط السورة لفظة يرجعون ذكرت أيضًا مرتين (فلا يستطيعون توصية ) (ولا يرجعون)

    آيتان متتاليتان تبدآن بقالوا (قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ- قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ) آيتان 15 – 16

    ثم مرة أخرى آيتان تبدآن بقالوا (قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ-قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ) آيتان 18 و 19

    آيتان تبدآن بإنِّي (إِنِّي إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ-إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ) آيتان 24 و 25

    لفظة ألم مرتين ، ثم لفظة أولم مرتين

    (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ – أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) آيتان 31 و 60

    (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ – أَوَلَمْ يَرَ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ) آيتان 71 و 77

    ألفاظ: مرسلين – مرسلون – لمرسلون – المرسلين

    (وإذا قيل لهم ) مرتين (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ - وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) آيتان 45 و 47

    (أفلا يشكرون –) مرتين

    (وهو الخلَّاق العليم – وهو بكل خلقٍ عليم) فذكر أسماءه الحسنى ثم ذكر صفاته المطابقة للأسماء

    لفظة (إن كانت إلا صيحة واحدة )
    ذكرت خطاب أحد المشركين للنبي صلى الله عليه وسلم (وضرب لنا مثلا ) والمثل في القرآن قد يكون تشبيهاً وقد يكون استنكارًا على صيغة سؤال والذي معنا في الآية من النوع الثاني

    سورة الصافات

    بدأت بقسم الصافات فالزاجرات وهي الملائكة ، فهي تصفُّ في صلاتها ، ورد في الحديث (عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم؟

    قلنا وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال صلى الله عليه وسلم يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف ) رواه مسلم والنسائي وابن ماجة وأبو داود

    فيها آية عظيمة وموعظة بليغة (إنهم كانوا إذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون) فأبو جهل وابن المغيرة وعتبة وشيبة ابنا ربيعة يعلمون معنى لا إله إلا الله وهو لا معبود بحق إلَّا الله بعكس الكثير من الناس اليوم لا يعلمون معناها حق العلم

    تكررت لفظتان (وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون) (فأقبل بعضهم على بعض يستاءلون)

    تكررت آية (وتركنا عليه في الآخرين ) في معرض مدح الأنبياء عليهم السلام وآية (سلام على إبراهيم – سلام على نوح – سلام على موسى هارون – سلام على إل ياسين - ) ولفظة (إنه من عبادنا المؤمنين ) ولفظة (إنا كذلك نجزي المحسنين )

    (أفلا تتقون) قالها إلياس عليه السلام

    ذكر السقم في قصة إبراهيم ويونس عليهما السلام

    ( في قصة إبراهيم تكررت فاء المتابعة فراغ إلى آلهتهم – فأقبلوا – فألقوه في الجحيم – فأرادوا به كيدًا فجعلهم الأسفلين )

    ذكرت الجحيم عدة مرات (فاهدوهم إلى صراط الجحيم - فألقوه في الجحيم) (ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم ) ( صال الجحيم)

    عند ذكر الأنبياء أكَّد القسم باللام ( وإن إلياس لمن المرسلين – وإن لوطًا لمن المرسلين – وإن يونس لمن المرسلين)

    في أوائل السورة ذكر الجن الكافر (قالوا بل لم تكونوا مؤمنين ) وفي أواخرها ذكر الجن المسلمين (ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون ) على تفسيرين : الأول علمت الجنَّ أن الذين زعموا لله إلها محضرون يوم القيامة ، والثاني أنَّ الجنّّ يعلمون أنهم محضرون وموقوفون للحساب فلا ينبغي لهم إدعاء الولد لله ولا الرضا بذلك

    لفظتنا متشابهتان (فتول عنهم حتى حين – وتول عنهم حتى حين ) ثم (وأبصرهم فسوف يبصرون – وأبصر فسوف يبصرون )

    من لفظة (وسلام على المرسلين ) نقول لأي نبي عليه الصلاة و السلام

    سورة ص

    لم أقرأ في كتابٍ ولم أسمع من فصيحٍ ولا بليغٍ كهذه السورة يكفي فيها آياتٌ تقرع القلوب وتشنَّفُ لها الآذان (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب ) (وانطلق الملأ منهم ) (وقالوا مالنا لا رجالا كنا نعدهم من الأشرار ) ( جند ما هنالك مهزوم من الأحزاب)

    هناك كلمات مكررة كثيرا في السورة (مئاب – أواب – عذاب – أبصار – شراب – حساب – أخيار - حق – أولي الألباب – النار – كفروا )

    فيها لفظة مكرر (واذكر عبدنا داوود – واذكر عبدنا أيوب – واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب – واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل)

    هناك كلمات مميزة في السورة (نعجة – نعاجه – نعجتك) وعلى حسب علمي لم تذكر النعجة في غير هذه السورة وأيضًا (الصافنات الجياد)

    أبتداءً من من آية (هذا فوج – تنتهي جميع هذه الآيات بحرفي الألف والراء ثمانِ آيات متتاليات)
    والكلمات هي : النار - القرار - النار - الأشرار - الأبصار - النار - القهار - الغفار

    فيها تشابه بلوصف الأنبياء (نعم العبد إنه أواب) وكذلك لفظتي (هذا ذكر ) ثم (هذا ، وإن للطاغين لشر مئاب) ثم التقابل بين وصف الجنة ووصف النار جنات – فاكهة كثيرة وشراب – قاصرات الطرف أتراب – رزق ماله من نفاد ) ثم وصف النار (شر مئاب – جهنم يصلونها فبئس المهاد – حميم وغساق – آخر من شكله أزواج – فبئس القرار – عذاب ضعف من النار )

    سورة الزمر

    فيها توحيد خالص ، (ألا لله الدين الخالص) وهو الإخلاص في العبادة لله وحده

    تكرر لفظ أفمن .

    لفظة اشمأزَّت

    تكررت لفظة (إن الله يحكم بينهم في ما هم في يختلفون – أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا في يختلفون)

    (وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه – فإذا مس الإنسان ضر دعانا )

    تكررت مرتين (ومن يضلل الله فما له من هاد)

    (أليس في جهنم مثوى ) بعدها كلمتين الأولى (للكافرين) – (للمتكبرين)

    (حين ترى العذاب – من قبل أن يأتيكم العذاب )
    (لو أن الله هداني – لو أن لي كرة )
    (ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) لفظ العمل والفعل مترادفان ، لكن إذا اجتمعا افترقا ، فالعمل ماضٍ والفعل مستقبل مستمر ، أو العمل يكون بالقول والفعل ، لكن الفعل هو عمل الجوارح. والله أعلم

    (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ) وقبلها قال (قل هل يستوي الذي يعلمون والذين لا يعلمون) فدبلَّ هذا على أنَّ الكفر أجهل الجهل وأنَّ الإيمان والعمل أعلم العلم

    فيها تقابل (وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا – وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا )

    ذكرت توبيخ الملائكة للمشركين حين يدخلون النار ، ثم ذكرت تطمين الملائكة للمؤمنين حين دخلوهم الجنة ، وتبوُّأهم (اتخاذهم واستقرارهم) ما يشاؤون من الجنة برحمة الله الواسعة وهذا لأن القرآن مثاني فهو يذكر الجنة والنار

    سورة غافر

    ذكرت حملة العرش واستغفارهم للمسلمين ، هناك ألفاظ تكررت في السورة هنالك – حاق – السير في الأرض

    ذكرت موقفًا رهيبًا يوم القيامة حين يموت جميع الخلق ويبقى الله الواحد القاهر فينادي فلا يرد أحد على ندائه فيجيب نفسه

    تشابهت آيتان (أو لم يسيروا في الأرض ) ( أفلم يسيروا في الأرض)

    عندما قُرِن بين الكفر والشرك بينهم في قصة مؤمن آل فرعون

    حوار بين مؤمن آل فرعون وقومه

    فيها ثلاث آيات تنتهي (ولكن أكثر الناس لا يعلمون – لا يؤمنون - لا يشكرون )

    ثلاث آيات متتاليات تنتهي (رب العالمين) ، الأولى شرح فيها قدرة على التصوير والخلق ، والثانية الأمر بعبادته والثالثة دعوة الخلق إلى عبادة الله.

    قرن بين عذاب آل فرعون والمكذِّبين بالقرآن (وإذ يتحاجون في النار- في الحميم يسجرون )

    قرن بين ذكر قصص الرسل وآية (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات) ، لأنَّ يوسف مبعوثٌ لهم (بني إسرائيل والقبط) ، والله عز وجل قصَّ علينا قصص يوسف في كتابه ولم تكن العرب ولا قريش تعرف ذلك قبل القرآن ، بمعنى أنَّ الأقباط قالوا لن يبعث الله رسولًا ، فهذا يُشابه ما كانت عليه العرب

    من اعتقادهم بأنَّ الرسل لا تُبعث إليهم وأنَّهم مُكتفون بما عندهم من العلم السابق.

    فذكَّر الله عز وجل أنَّ هنالك أيضًا رسلًا لم يُقصص على نبيِّنا صلى الله عليهم وسلم قصصهم لكي نؤمن بهم بالغيب إجمالًا والله أعلم.

    سورة فصلت (حم السجدة)

    افتتحها بتوبيخ الكفَّار عن إعراضهم عن آيات الله وعدم استماعها وفهمها ، وختمها بأنَّ سُيريهم آياته في الآفاق (في السموات والأرض) حتى يعلموا الحق ، وقد حدث هذا في الغزوات وفتح مكة ، واليوم نراه جليًّا بإسلام الكثير من علماء الغرب بعد معرفتهم بالحق.

    (بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ) (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) آيات 4 و 53

    كذلك استفتح بذكر أنَّ آيات الكتاب مفصلة ، لذلك ذكر في وسط الآية أنَّه كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه أي لا تستطيع الشياطين تغييره ولا تحريفه لأنه كلام الله الدائم إلى يوم الدين.
    (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) و (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) آيتان 3 و 42

    ذكرت في السموات مكتوبةً هكذا (سموات ) وهي تُقرؤ كما هي لا تغيير فيها

    ذكرت كلمة قوة في آية مرتين

    ويوم يحشر أعداء

    (وقال الذين كفروا )ذكرت بداية آية مرتين



    هنا ذكر نداء الله للناس يوم الحشر (ويوم يناديهم) وكذلك شهادة أنفسهم عليهم (وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) آية 21

    ذكرت لفظتا أعجمي وعربي قرينتان ، ولفظة أعجمي مختلف فيها بين القراء فمنهم من قرأها بتسهيل الهمزة الثانية ، ومنها من حققهما ومنهم من سهَّل الثاني ، ومنهم من جعلها مدَّا .





    «« توقيع موقن »»

  7. #7
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة الشورى

    (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنسَانَ كَفُورٌ) آية 48

    فيها التفاط من الغيبة إلى الحاضر ، ومن الجمع إلى المفرد ثم العودة إلى خطاب الجمع ، فخاطب الله أولًا الجمع (فإن أعرضوا) ثم التفت إلى الفرد (وإنا إذا أذقنا الإنسان ) ثم رجع إلى الجماعة (وإن تصبهم سيئة ) ثم ختم بجنس الإنسان (فإن الإنسان كفور) ولم يقل (لكفور) بالقسم لأنَّ هذه صفة لازمة للإنسان

    كما قال تعالى (إن الإنسان لظلوم كفَّار) سورة إبراهيم


    • ذكر الذرأ مرتين (يذرؤكم فيه ) و (يخلق ما يشاء) فهم الذرية المذكورة
    • كلمة ولي
    • ذكر بسط الرزق مرتين (يبسط الرزق لمن يشاء) و أيضا (ولكن ينزل بقدر ما يشاء)
    • افتتح السورة بذكر الثناء على الله وتوحيده ، وأنَّ الملائكة خاشعة من خشيته راجفة (ترتعد فرائصهم كما في حديث ... )
    • لمَّا ذكر في بداية السورة الأزواج (ازواجا) ختمها بذكر قدرته على هبة الذكور والاناث وجعل من يشاء عقيما وأرجع ذلك على علوِّهِ وقدرته وحكمته وعلمه
    • ذكر الفريقين في بداية السورة ثم أعاد ذكرهم في خواتيم السورة لكن بتهديد للكافرين إن استمرُّوا على عنادهم وكفرهم أن يوم القيامة ليس لهم ولي ولا نصير ولا شفيع


    ذكر حكمته في توزيع الأرزاق (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) آية 27

    وذكر حكمته في عموم رحمته (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) آية 25

    سورة الزخرف

    بدأت بقسم بالقرآن العظيم ، وأنَّ الله أنزله قرآنا عربيا للناس وللعرب خاصة فهم أهل اللغة والمعرفة ، ثم بيَّن أنَّ الله عزوجل لم يمنعه ظلم وطغيان قريش أن يُنزِلَ عليهم الكتاب ويُرسِل إليهم الرسول صلى الله عليه وسلم (أفنضرب عنكم الذكر .. )

    هناك تقابل في الألفاظ (وسلفا للآخرين - مثل الأولين)

    في أوِّل السورة ذكر افتراء المشركين على الملائكة (وجعلوا الملائكة ) وفي أواخِرها ذكر شرف الملائكة وعبادتهم المطلقة ، (ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض) أي هم أهلٌ للاصلاح في الأرض لكن حكمة الله البالغة شاءت أن يكون المستخلفون هم الناس لا غيرهم

    هذا صراط مستقيم ذكرت مرتين

    لمَّا ذكر متاع الحياة الدنيا من الزخرف والفضة ، نوَّه على ذكر أنَّ هذه الأصناف خالصة للمؤمنين في الجنة ..

    ذكرت هذه السورة لفظة جعل بعدة مواضع ومن الأفضل تبيينها

    (جعلناه قرآنا عربيا) أي أنزلناه
    (جعل لكم فيها سبلا) أي سهِّل وبسَّطها لكم
    (وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) أي أرسلناه لهم وكان لهم آية من آيات الله
    (فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين) أي ذكرهم أصبح مثلا لغيرهم
    (وجعلوا الملائكة) أي زعموا
    (لجعلنا لمن يكفر بالرحمن ) أي رزقنا

    سورة الدخان

    إذا نظرنا لاعتبارات آيات تحدثت عن الجنة نجد هذه السورة خالفت في ترتيب نعيم أهل الجنة فقدمت اللباس على الطعام ثم ذكرت مآل الكافرين في الجحيم


    أغلب كلمات هذه السورة موزونة:

    (أن هؤلاء قوم مجرمون – إنهم كانوا مجرمين)

    ( سلطان مبين – بلاء مبين)

    (جحيم حميم – كريم)

    سورة الجاثية

    فُتِحت باسمين من أسماء الله وهما العزيز الحكيم وخُتِمت بهما

    أول أربع آيات متتاليات فيها لفظة (آيات) كما ذكرت آيات في أكثر من موضع في هذه السورة الكريمة

    خطورة الاستهزاء بالدين وسماع اللهو والأغاني

    ذكرت جثو الناس يوم القيامة

    ذكرت كلمة شريعة

    ذكرت (ما كنتم تعملون) مرتين

    (لقوم يوقنون ) مرتين

    فيها آية مميزة (فلله الحمد رب السموات )

    وكلمة كبرياء وهي عزيزة في القرآن الكريم

    سورة الأحقاف

    لم ياتِ المشركون بدليلٍ على عبادة أصنامهم ، وعجزها عن نصرتهم

    شهد عبد الله بن سلام على رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وكفر أهل مكة (قل أرأيتم..)

    ذكر الله إنعامه على الإنسان الذي بلغ أربعين سنة وأصلح ولديه ووالديه ، فإن كانت نزلت في أحد الصحابة فاللفظ عامٌ في جميع الناس

    (وبما كنتم تفسقون – فهل يهلك إلا القوما الفاسقون)

    وضحت الآية أنَّ الأصنام لا تستطيع سماع عُبَّادها ولا تستطيع أن تنفعهم (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله,)

    فيها الفاظ مميزة ( أثارة – أحقاف – قديم - عارض - )

    ذكرت قصة الجن الذين آمنوا بعد سماع القرآن الكريم

    فيه أيضًا تنويه على إظهار فضل الإيمان والمسارعة للتصديق بالرسول صلى الله عليه وسلم ، حيث أنَّ الجنَّ كانوا أسرع إيمانًا بينما كفرت الأقوام السابقة.

    والله أعلم



    سورة محمد

    السورة الوحيدة التي تبدأ بلفظة الذين

    ذكر فيها اسم النبي صلى الله عليه وسلم

    وتمييز الناس بين مؤمن به وكافر به


    • مرَّة ذكر إحباط العمل ومرَّة ذكر إبطال العمل ، فالإحباط للحسنات التي تمَّ عملها والإبطال أي لا ثواب عليها
    • هذه السورة فيها متقابلات ، المؤمنون الله وليهم والكفار لا مولى لهم ، الجنة للمؤمنين والنار للكافرين ، النعيم والمشروب والطعام للمؤمنين والنار والحميم وتقطيع الأمعاء للكافرين


    لا يخفى على أحد سجع (تساوي آخر الكلمة ) في هذه السورة ، فهي السورة الوحيدة التي أغلب آياتها تنتهي بهاء الضمير وميم الجماعة

    فيها أمُرَ التبي صلى الله عليه وسلم بمعرفة الله وتوحيده وهو رأس كل علم ، والاستغفار من الذنوب (وإن كان مغفورًا له لتستنَّ به أمته ) والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات ، ومنا نستحب صيغة الاستغفار اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ومن الحديث :

    فيها ثلاث آيات تبدأ بكلمة ذلك ، وهي من الآيات القليلة التي تبدأ بهذه الكلمة (ذلك: اسم اشارة للبعيد)

    كلمة لحن القول لها معانٍ منها التغيير في الكلام – ومنها تمييز الكذب عن غيره – ومنها

    أمرت السورة بالقتال وأنَّهُ مُحكمٌ أي حكمه لا يتبدل ولا يزول ولا يُنسَخُ ولو تركه المسلمون حينًا من الدهر

    ذكرت فيها كلمة ذلك في عدة آياتٍ

    ذكر كلمة البخل ثلاث مرات في آخر آية وهي على الترتيب يبخلُ يبخلْ يبخلُ


    سورة الفتح

    إنا فتحنا لك فتحا مبينا (صلح الحديبية ) – وأثباكم فتحا قريبا (فتح مكة والفتوحات التي بعدها)

    هذه السورة من أقوى السور ترابطًا في المعاني فبدايتها المغفرة للنبي صلى الله عليه وسلم ثم وعد الله المؤمنين بالجنة ، ثم حرَّضهم على الجهاد ، وتوعَّد المخلَّفين من الأعراب بالعذاب ـ وذمَّ الأعراب الذين تركوا الجهاد مع رسول الله ، ثم أرادوا الحصول على الغنائم مع المسلمين.

    ثم ذكر عمرة الحديبية وصُلحها العظيم الذي مهَّدَ لفتح مكة والفتوحات ما بعدها.

    وذكر بيعة الرضوان ورضوانه عن المؤمنين وكانوا أربع مئة وألفًا ، ثم ذكر دخول المؤمنين للمسجد الحرام في عمرة القضاء السنة السابعة كما وعدهم الله ووعدهم رسوله صلى الله عليه وسلم.

    (ويهيدك صراطا مستقيما – ويهديكم صراطا مستقيما ) فقرن الله بين هداية النبي صلى الله عليه وسلم وهداية امته.
    ثم ذكر سنة الله في خلقه وهي نصر المؤمنين على المشركين ، وأنَّ الله ناصر عباده ومذلُّ المشركين

    ثم ذكر نعمته على المؤمنين عندما كفَّ أيديَ الناس عنهم والقصة مذكورة :: في السيرة

    ووعد الله بنشر الدين في شتى بقاع الأرض وقد تحقَّقت هذه البشرى كثيرًا ، على زمان النبي صلى الله عليه وسلم ثم الخلفاء الراشدين ، ثم أكبر مساحة في عصر الأمويِّين والعباسيين ، ثم رجعت فزادت مساحة دولة الإسلام أيام العثمانيين رحمهم الله . ثم ختمها بالشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة ، وذكر صفات أصحابه الكرام وأنَّهم موصوفون بالتوراة والإنجيل.


    • وعد الله المؤمنين بالجنان بعد وعده لنبيِّه صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ، وجاء بلام العاقبة (ليغفر لك الله ما تقدم ما ذنبك ) أي فتح لك فتح الحديبية وجعلناه لك نصرًا ليكون سببًا في مغفرة ذنوبك (والنبي صلى الله عليه وسلم ليس عنده ذنوب! لكن لزيادة التشريف وإظهار أفضليته المطلقة على أمته وعلى سائر الأنبياء عليهم السلام)


    بيَّنت نفاق الأعراب تصديقًا للآية في سورة التوبة (الأعراب أشد كفرا ونفاقا) وسوء أفعالهم مع النبي صلى الله عليه وسلم بتخلفهم عنه

    ذكرت بيعة الرضوان أو تحت الشجرة كما في الحديث::

    وتأمَّل كيف علم الله ما في قلوبهم من الإيمان وزكَّاهم وشهد لهم بالإيمان ورضي عنهم ، ألف وأربع مئة صحابيٍّ جليلٍ !! اللهم ألحقنا بهم

    وعد الله المؤمنين بدخول البيت الحرام ونشر الدين على جميع الأديان واظهاره فوقهم وقد تحقق وعده عزوجل

    بالإضافة إلى آخر آية في السورة وهي قاطعة في دخول الصحابة في الجنة عكس ما يقوله الروافض وأعداء الدين

    وهذه الآية فيها صفات الصحابة فهم تنطبق عليهم جميعًا وإن تفاوتوا في مقدار كل صفة ، من الجدِّ في العبادة والاجتهاد في قتال الكفار ـ وغيرها رضي الله عنهم أجمعين

    دعوة الأعراب للقتال ولَوْمِهِم على تخلُّفِهِم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

    (وأثابكم فتحا قريبا) وهذا غير الفتح الأول وهو فتح مكة ـ وجميع الفتوح المستقبلية للمؤمنين مثل فتحهم بلاد فارس وبلاد الروم وبيت المقدس وإفريقيا وأوروبا والأندلس وغيرها

    أشهد الله اليهود والنصارى على ذكر محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام في خاتمة هذه السورة

    سورة الحجرات

    هي سورة الآداب لانها أمرت الصحابة بعدم رفع الصوت أمام النبي صلى الله عليه وسلم ، والتأدُّبِ في خطابه ، وعدم الاستعجال بالأمرِ قبله

    وإني لأعجبُ من توافق السنة والقرآن في سورة الحجرات

    قال تعالى ( يا أيها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن) ، عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسواولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا رواه البخاري.

    والتحذير من استباق الأحداث واستعجال الأمورِ قبل التثبُّتِ منها

    فرَّق الله بين الكفر والفسوق والعصيان من الأعلى إلى الأدنى ، فأشدَّ المعاصي الكفر ثم الفسوق ثم العصيان

    ونهت عن قتال المسلمين بعضهم بعضًا لأنَّ رأس الفتنة القتال بين المسلمين

    ونهت عن الغيبة والنميمة والتجسس وازدراء الشعوب بسبب أجناسهم وأصولهم ، وبيَّنت أنَّ الإيمان أخصُّ من الإسلام فالإسلام أول الأقوال والأركان والإيمان هو التصديق والإقرار في النفسِ أو الجنانِ

    المِنَّةُ لله على عباده في إسلامهم لا منهم

    سورة ق

    هذه السورة تميَّزت بذكر كلمات كثيرة فيها حرف القاف في العقيدة والبعث والجنة والنار والدين والرقيب من الملائكة والنخل الباسقة

    تحدثت عن سكرات الموت وعن الخصام بين القرين والإنسان يوم القيامة

    ذكرت أن النار تتكلم

    فيها عدة آيات تنتهي بحرف المد والدال – وعدة آيات تنتهي بالباء بعد المد – وعدة آيات فيها حرف القاف ، وقد بلغت هذه السورة في ذكر الكلمات التي فيها حرف قاف من التمييز الشيءَ العجيب والبليغ والفصيح

    من آية 16 إلى 31 خواتيم الآيات سجع تنتهي (يد – ود)

    سورة الذاريات

    بدأت بالقسم بالرياح والسحاب وغيرها _ ثم ذكر دمار عاد بالريح العقيم

    وذكرت الأقوام السابقة قوم نوح وعاد وثمود وفرعون

    تطرَّقت لقصة ضيوف إبراهيم عليه السلام والبشرى بالغلام العليم وهو إسحاق عليه السلام

    أقسم الله بالسماء والأرض ثم أقسم بالسماء ثم أقسم بالأرض (فورب السماء والأرض – والسماء ذات الحبك – والأرض فرشناها ) وإن كان الأخيرتين لا تعتبر قسما بل استطرادا

    وخُتِمت بذكر مقاصد خلق الناس والجن وهو عبادة الله وتوحيده عز وجل ، وألَّا يُشركوا به وحذَّرت من الله وعقابه وأمرت باللجوء إليه فمن خاف شيئًا تركه وفرَّ منه لكن من خاف الله فرَّ إليه (لا ملجأ منك ولا منجا إلا إليك)

    فيها تكررت آية (إني لكم منه نذير مبين)

    لمَّا أقسم برب السماء والأرض ذكر في آخر السورة صفتين للسماء والأرض (والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنعم الماهدون ) فلمَّا علمنا أن الرب واحدٌ قال (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون) فباقي المخلوقات فيها الأزواج لكن الله واحد لا شريك له

    سورة الطور

    افتتحت بالقسم بالطور وهو الجبل المناجاة

    والرق المنشور قيل هو اللوح المحفوظ

    وذكر الله صفات العباد المتقين كما ذكرهم في السورة السابقة لكن جمع إليهم ذرياتهم وأزواجهم

    ذكر مزايا نعيم المؤمنين فخدمهم كاللؤلؤ المكنون (فما هو حال السيد إذا كان هذا حال الخدم؟ – نسأل الله من فضله )

    (يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم) وهذه من صفات خمر الجنة فهي لا تجعل صاحبها يلغو بالقول ولا يذكر الفواحش فيأثم بذلك.


    فيها يتكرر لفظ أم كثيرًا (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون)

    ( أم خلقوا السموات والأرض بل لا يوقنون) قال عدي ابن جبير بن مطعم

    سورة النجم

    هذه السورة البديعة قرأها النبي صلى الله عليه وسلم على الملأ من قريش فسجدوا في السنة الخامسة للبعثة النبوية من شهر رمضان كما ذكر ابن اسحاق وغيره في السيرة.


    هذه السورة ذكرت معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى سدرة المنتهى ورؤية جبريل عليه السلام

    وذكرت صفات المكذبين والذين يمنعون أموالهم

    ومدحت موسى عليه السلام وإبراهيم أبا الأنبياء عليه السلام فأعلى صفة ومرتبة (وإبراهيم الذي وفَّى) قالوا: وفَّى بأوامر الله ، وقالوا هي مصداق لآية (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن )

    وأضاف سعي الإنسان إلى نفسه فلا يركن لعمل غيره ولا يُنافي هذا ثواب العمل الذي يلحقه من ولده وبعض الصالحين


    حثَّت السورة الناس على الخوف من الله والخوع عند تلاوة القرآن والسجود في آخرها لعظمها ومافيها من الآيات البينات الدالة على قدرة الله وتدبيره لخلقه

    ذكر مجموعة من المتقابلات أضحك وأبكى ، أمات وأحيا ، خلق الزوجين الذكر والأنثى ، وهو أغنى وأقنى (أفقر)

    وذكر إهلاكه للقرى الظالمة

    وختمها بالتخويف بالآزفة وهي قُرب يوم القيامة

    سورة القمر

    اقتربت الساعة قال عليه الصلاة والسلام: (بعثت أنا والساعة كهاتين وقرن بين أصابعه)

    هذه السورة جميع آياتها تنتهي بحرف الراء

    (فكيف كان عذابي ونذر ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ) تكررت مرتين في قصة عاد وثمود

    فيها ذكر للأقوام السابقين بشيء من التفصيل وتفاصيل لم توجد في السور الأخرى ، كتركيب السفينة
    تختلف قصة لوط عليه السلام (فذوقوا عذابي ونذر ) بدلًا من (فكيف كان عذابي ونذر)

    آخر السورة اثبات القدر

    سورة الرحمن

    قال الله في أولها الرحمن علَّم القرآن ، ثم قال خلق الإنسان علَّمه البيان.

    (علَّم القرآن ) ففرَّق بينه وبين خلق الإنسان فدلَّ أن كلام الله غير مخلوقٍ

    تكررت آية (فبأي آلاء ربكما تكذبان) إحدى وثلاثين مرة وهي عدد فقرات ظهر الإنسان

    أولها ذكر الميزان ووسطها ذكر الطنافس والحور العين والقصور والخيام وخاتمتها ذكر الجنان والينابيع الفوَّارة

    وذكرت انشقاق السماء البديع كالوردة ، رسمه بعض علماء الفلك والتقطه آخرون ، وقيل بل هو يوم القيامة

    ذكر المثاني خلق الإنسان والجآن ، مرج البحرين ، المشرقين والمغربين ، ثم ذكر أحوال المنعمِّين وأحوال المعذَّبين

    فيها ألفاظ متشابهة (لم يطمثهن ) ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام – تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام )

    (ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ( ومن دونهما جنتان) الأولى للمفسرين فيها أقوال:

    1. جنة في الدنيا وجنة في الآخرة
    2. جنة من فضلة وجنة من ذهب
    3. جنة للإنس وجنة للجن وهذا قول ضعيف لأن لفظ الآية (ولمن خاف مقام ربه) أي لكل واحد لا لكل صنف من العالمين
    4. جنة للطاعات وأخرى لترك المعاصي ، وهذا قول حسنٌ.


    - ذكرت الأزواج المتشابهة والمتقابلة ( الإنس والجن – المشرقين والمغربين – البحرين – الجنة والنار – السماء والأرض – النجم والشجر (الأول نَبْتٌ بلا ساقٍ والثاني له ساقٌ)

    سورة الواقعة

    ذكرت وقوع الوقاعة وإذا ذُكِرَ الشيء بـ (إذا) فهو واقعٌ لا محالة ، وسميت الواقعة لانها واقعة أي تقع بالناس فيحسونها ويضطربون منها

    - خافضة رافعة فهي تُخفض الكافرين وترفع المؤمنين ، أو تخفض الأرض وترفعها كالزلزال


    ذكرت القيامة الكبرى وأصناف الناس الثلاث فيها ، ثم في الختام ذكر أصناف العباد بعد الموت وهو دليل على عذاب البرزخ
    وذكر نعيم أهل الجنة بعد أن فرَّق الناس ثلاثة أقسام ، الأول مؤمنون (أصحاب الميمنة) وهما قسمان سابقون (السابقون السابقون) والثاني مقتصدون والقسم الثالث ظالمون لأنفسهم (أصحاب المشأمة)

    وذكر أنَّ أهل الجنة ثُلَّةٌ من الأولين وثلةٌ من الآخرين يعني جماعة كثيرة من المؤمنين الأولين كاليهود والنصارى ومؤمني قوم نوح وقوم هود وقوم ثمود ومن آمن مع إبراهيم وغيرهم ثم المسلمون نصف أهل الجنة كما في الحديث: ..

    قلت: الأولى (ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ) هم المقربون
    والثانية (ثلة من الأولين وثلة من الآخرين ) هم أصحاب اليمين

    لدلالة السياق عليه ، حيث أنَّ السورة فرَّقت بين ثلاث أقسام في البرزخ وفي الآخرة

    فالمقرَّبون أقلُّ عددًا وهم من أدُّوا الفرائض والنوافل واجتنبوا المحرمات والمكروه

    وأصحاب اليمين هم الأبرار وهم الأكثر فهم يعملون الصالحات وقد يقتصرون عليها ، ويعملون السيئات ثم يتوبون منها

    أمَّا أصحاب الشمال فهم العُصاة والكفار والفجار والمنافقون فهم عملوا المحارم وتركوا الصالحات

    ثم ذكر النعم الأربعة خلق الناس وإطعامهم ومشاربهم والنار وهي مجموعة في الحديث (الناس شركاء في ثلاث الكلأ والماء والنار)

    ثم ذكر نعيم أهل الجنة من فواكه وشراب ووسائد وفراش

    (ثم إنكم أيها الضالون المكذبون ) ثم انظروا الى الخاتمة (وأمَّا إن كان من المكذبين الضالين) فنجد التقديم والتأخير والجار والمجرور جعلنا لونًال بديعًا في السورة الكريمة.

    سورة الحديد

    استفتح الله بتسبيح لنفسه ثم ملك السموات مع الأرض ، ثم شرع في ذكر فتح مكة وأنَّ الله مالك كل شيء فهو يقهر من يشاء ويعز من يشاء ويجعل الدائرة له ولرسوله وللؤمنين ، ثم ناسب قوله (أجر كبير مع أجر كريم)

    وكذلك حث المؤمنين على الصدقة في موضعين (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) آية 10 و(إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ) آية 18

    ذكرت كلمة ابتدعوها في هذه السورة في معرض ذكر الرهبانية عند النصارى ، وفي أوِّلِ السورة ذكر آية (هو الاول والآخر) ،
    قلت: العجيب أنَّ الفرق المختلفة في الإسلام تكلَّمت في الصفات الإلهية وأسمائه الحسنى وافترقت طوائف شتى وأفكارًا عديدة،
    بعضها أخذوها من إخوانهم الفلاسفة وبعضهم من الدهريين وبعضهم من الملحدين (الذين لا يؤمنون بوجود الله) لِذا جُمِعت الآيتان ، الأولى اثبات صفات الله العُلا وأسمائه الحسنى وبين إنكار من ابتدع في الدين.

    وختمها بامر أهل الكتاب والمؤمنين أن يستمروا على دينهم ويؤمنوا بنبيِّهِم محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن فعل ذلك نال كفلين من رحمة الله

    فيها آيتان تبدآن بلفظ يوم

    لمَّا ذكرت السورة السموات والأرض عدَّة مرتٍ كان هذا تنبيهًا للمؤمنين على عرض الجنة (كعرض السماء) وسعة علم الله ومُلكه وقدرته وإحاطته بخلقه

    سورة المجادلة

    فيها كفارة الظهار (عتق رقبة مؤمنة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا)

    وقد يعترض معترضٌ ويقول لِمَ الكفارة على الرجل دون المرأة ؟

    والجواب : 1- أنَّ الظهار يكون من الرجل ، فالمرأة لا تملك لنفسها منع الرجل من حقِّهِ
    2- أنَّ المرأة إذا فُرِضت عليها الكفارة فهي لا يمكنها أن تصوم شهرين متتابعين قطعًا بسبب عارض العادة الشهرية
    3- أنَّ المرأة سريعة الغضب بطيئة الفيْءِ (الرجوع عن الغضب) ، لذلك إذا شُرِعَ لها الظِّهار لأسرعت إليه ، وهذا يُنافي حكمة الزواج وهو الاستمرارية
    والله أعلم

    (وللكافرين عذاب أليم) وفي الثانية (عذاب مهين)

    قلت الأولى لمن تعدَّى حدود الله ، والحدود فيها ألمٌ لمتعدِّيها
    لكن العذاب المهين لمن كذَّب بالله وآياته

    لمَّا أمر المسلمين بتقديم الصدقة قبل نجوى الرسول ذكر فوائد إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ثم بيَّن أنَّ الأموال والأولاد لا ينفعون المنافقون وذلك لانتفاء مسمَّى الإيمان عنهم

    فيها آداب المجالس – النهي عن النجوى
    فيها آية منسوخة وهي (إذا ناجيتم الرسول )
    قال ابن كثير رحمه الله : قال تعالى « أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات » أي أخفتم من استمرار هذا الحكم عليكم من وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول « فإن لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون » فنسخ وجوب ذلك عنهم

    وروى الترمذي « 3297 » عن سفيان بن وكيع عن يحيى بن آدم عن عبيد الله الأشجعي عن سفيان الثوري عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت « يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي

    نجواكم صدقة » إلى آخرها قال لي النبي صلى الله عليه وسلم ما ترى دينار قال لا يطيقونه وذكره بتمامه مثله ثم قال هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من هذا الوجه ثم قال ومعنى قوله شعيرة يعني وزن شعيرة من ذهب.
    قلت: والحديث ضعفه الشيخ الألباني لكنه الوحيد في هذا الباب

    سورة الحشر

    هي من المسبحات أي السورة التي تبدأ بتسبيح

    (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم ) هذه الآية صريحة في تكفير أهل الكتاب خلافًا لبعض منتسبي العلم هذا الزمان الذين يزعمون أنَّ أهل الكتاب ليسوا كفَّارًا !

    هذه السورة من أوضح السور في فضل المهاجرين الأوائل كالعشرة المبشرين بالجنة وفضل الأنصار وجميع دورهم من بني النجار والأوس والخزرج وبني ساعدة رضي الله عنهم أجميعن ، ثُمَّ أُمِرنا بالدعاء لهم بالمغفرة والرحمة والرضا عنهم لا لعنهم والطعن فيهم كما فعلت الطوائف الضالة كالروافض والخوارج وغيرهم

    والربط بين آخر لفظة شديد العقاب وما بعدها هو أنَّ مخالفة أوامر الرسول تستوجب العقاب لكن هؤلاء المهاجرون والأنصار ومن بعدهم أطاعوا الله ورسوله فخرجوا من دائرة العقاب إلى دائرة الرضوان

    لا ينصر المنافقون أنفسهم ولا غيرهم لذلك فهم لايزالون في ريبهم يتردَّدُون

    ضُرِبَ فيها مثلان الأول بمن سبق من الكافرين وما حاق بهم من العذاب والثاني بالشيطان الذي يأمر الناس بالكفر ثم بترَّؤ منهم

    سورة الممتحنة

    لا موالاة بين الكفار والمسلمين ، والموالاة هي النصرة والورث والحُبُّ

    إنَّما نهى الله عن الذين لم يقاتلوا في الدين ولم يتعاونوا مع الكفار على إخراج المسلمين من ديارهم أو طردهم من بلادهم او أخذ أموالهم فهؤلاء نهى الله عنهم

    فيها ثلاث نداءات (يا أيها الذين آمنوا – يا أيها الذين آمنوا – يا أيها النبي )

    وتجوز موادَّةُ الأمِّ والأبِ الكفار وهذه أوجب الوجوب لطاعتهما وبرِّهِما وعسى أن يُسلِما
    هذه السورة استثنت بيعة النساء المهاجرات من شروط صلح الحُديبية ، وكان الشرط ألا يرد أهل مكة أحدًا من المسلمين إذا عاد إلى مكة ، لكن المسلمون يردُّون من جاء مهاجرًا من مكة





    «« توقيع موقن »»

  8. #8
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة الصف

    أمر الله عباده بالثبات عند القتال وأن يكونوا صفًّا واحدًا

    نادى الله عباده بصفة المؤمنين مرتين (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لاتفعلون – يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تنجيكم من عذاب أليم)

    وصف الله بني إسرائيل بالفسق لما آذوا موسى عليه السلام ، ووصفهم بالكفر لكفرهم بعيسى عليه السلام ، ثم وصف جميع الكفار بالظالمين لمحاولتهم طمس نور الإسلام ، والله ناصر دينه ومُدخِلُهُ إلى البلاد كافة ولو كره المشركون.

    ولما ختم بذكر القوم الظاهرين (نصارى الحق) على أعدائهم كانت هذه بشارة بنشر الإسلام في جميع مشارق الارض ومغاربها

    وعد الله المؤمنين الصابرين جنات عدنٍ على الإيمان بالله والرسول والصبر والجهاد

    سورة الجمعة

    بدأت بالتسبيح وتقديس الله وذكر أسمائه الحسنى وصفاته العُلى

    وتقبيح اليهود لأخذهم العلم وتركهم العمل به ، بينما وصف الله أقوامًا بالعلم كما ورد في الحديث : عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلكم ومثل اليهود والنصارى كمثل رجل استعمل عملا فقال من يعمل لي من صلاة الصبح إلى نصف النهار على قيراط قيراط ألا فعملت

    اليهود ثم قال من يعمل لي من صلاة الظهر إلى صلاة العصر على قيراط قيراط ألا فعملت النصارى ثم قال من يعمل لي من صلاة العصر إلى غروب الشمس على قيراطين قيراطين ألا فأنتم الذين عملتم فغضبت النصاري واليهود وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من أجركم شيئا قالوا لا قال فإنما هو فضلي أوتيه من أشاء . رواه أحمد

    ثم أمرت بصلاة الجمعة وترك البيع أثناءها ثم العودة للبيع بعد الصلاة



    سورة المنافقون

    بدأت بذكر صفات المنافقين ثم خوفهم من كل صيحة والمقصود بالصيحة نداء الجهاد أو نزول آية

    وختمها بالتحذير من الالتهاء بالأموال والأولاد عن ذكر الله والصلاة ، والحثَّ على الصدقة قبل الموت

    قال ابن عباس ما قصَّر أحدٌ في الزكاة والحج إلَّا طلب الرجعة قبل الموت

    سورة التغابن

    تبدأ بالتسبيح ، وذكر الملك لله ، ثم بدأ بذكر خلق الكافر والمؤمن وقدَّم الكافر لكثرة الكفار على عدد المؤمنين

    (والله بما تعملون خبير – والله بما تعملون بصير)

    ثم ذكر سبب تكذيب الأمَمِ السابقة وهي الاستكبار عن اتباع بشرٍ مثلهم ، ثم ذكر مآل الفريقين المؤمنين والكافرين وهما على التوالي الجنة والجحيم ، ثم حذَّر الناس من الاغترار بالأموال والأولاد وأنَّ بعض الأهلين يكون فيهم أعداء من حيث لا يشعرون


    سورة الطلاق

    هذه السورة بينت أحكام المطلقات ، الحوامل منهن حتى يضعن حملهن ، واللواتي يئسن من المحيض والصغار اللواتي لم يحضن عدتهن ثلاثة أشهر ، وأمر الله الأزواج بالنفقة على المطلقة.

    (رسولا) بداية الآية تابعة لما سبقها ، أي لا يجوز بدأ القراءة بهذه الآية دون معرفة الآية السابقة وهذه أكبر الدلائل أنَّ القرآن قطعة واحدة ولا يجوز تجزأتُهُ أو تقسميه (الذين جعلوا القرآن عضين)

    (قد أحسن الله له رزقا ) تتوافق مع (ويرزقه من حيث لا يحتسب)

    وزادت تفصيل أحوال المرأة الحامل

    سورة التحريم

    بدأت بداء النبي صلى الله عليه وسلم

    وفيها الأمر بكفارة اليمين لمن رأى خيرا منها كما ورد في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وتحللتها وفي رواية وكفرت عن يميني.

    ذكرت صفات المؤمنات (إذا بدَّل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بغيرهنَّ) وهي تليق بنساء النبي صلى الله عليه وسلم

    وذكرت شدة الملائكة الغلاظ على الكفار

    وهذه السورة وإن كانت عرَّضت بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فهي تثبيت لهنَّ على الالتزام بأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم

    فيها تطمين لقلب النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين (يوم لا يخزي الله النبي )

    أربع آيات متتاليات تبدأ بنداء يا أيها

    ضرب الله مثلين للمؤمنات العفيفات ومثلين من الكافرات أزواج المؤمنين الصالحين

    سورة الملك

    هذه السورة أولها اثبات صفة الملك لله واليد لله عز وجل دون تمثيل ولا تأويل ولا تعطيل ولا تحريف (عقيدة أهل السنة والجماعة) اللهم ثبتنا عليها

    فيها خطاب الملائكة لأهل النار وحوارهم وشهادتهم على أنفسهم بعدم العقل ولا الفهم من السمع ، وهذه أزمة العباد جميعهم إمَّا انكار النقل من القرآن والحديث أو تقديم العقل عليه كحجة الخوارج والمعتزلة وبعض المذاهب الأخرى

    واحد وعشرون آية متتالية تنتهي حرف مد وحرف الراء

    أيضًا هذه السورة أثبتت العلو لله (أأمنتم من في السماء)

    ذكرت هبة الله لعباده من السمع والأبصار والأفئدة وهي جمع قلوب أو جميع حواس الإنسان

    إذا منع الله رزقه من الماء فلن يستطيع أحد فتحه أو اعطائه للناس

    سورة القلم (نون)

    ذكرت صفات عظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم كما ذكرت أم المؤمنين عا\شة كان خُلُقُهُ القرآنَ

    ثم ذكرت صفات المشركين وميَّزتهم بأوصافهم كالزنيم والعتل ومنع الخير..


    قلت: ذكر في هذه السورة ألفاظ الصرم (صارمين – ليصرمنها – كالصريم) وهي بمعنى الحرث أو القطع أو الجَنْيِ ،

    ثم انفردت بذكر أصحاب الجنة ومن أرادها فهي في كتب التفسير وهي باختصار ، مجموعة أولاد لرجلٍ صالحٍ كان يتصدق على الفقراء من جنته (بستان) فلما مات أبوهم أرادوا منعوا الفقراء وبذلك بحصدها ليلًا فلمَّا عزموا على ذلك ولم ينْهَهُم خُلُقٌ ولا أحدٌ وجدوها سوداء مظلمة محترقة (كالصريم) فندموا على فعلهم وتابوا منه

    ختمت بتثبيت النبي صلى الله عليه وسلم وتصبيره على أذى قومه ، والتنبيه بأن يونس عليه السلام لم يصبر على قومه ففُتِنَ مع الحوت ثم تاب فمدحه ربه عز وجل والمطلوب من المسلم التصبُّرُ على البلاء

    سورة الحاقة

    الحاقة من الحقِّ فهي تحِقُّ على جميع الخلق وهي يوم الحق

    قرعت القلوب بما فيها من ذكر عاد وثمود والمؤتفكات وحال فرعون ، ثم ذكرت حملة العرش

    ثم ميَّزت بين حال المؤمنين وصفاتهم وأخذ الكتاب باليمين والفرح بذلك وبين حزن الكافر وذُلِّهِ بأخذ كتابه بشماله وإهانته

    ثم التزمت وزنًا في الآيات وهو الختم بـ التاء المربوطة أو الهاء الساكنة (خالية واعية هاوية ماليه سلطانيه ) ثم ذكرت السلسلة التي يُسحَبُ فيها الكافر


    ثم اشتملت على نفي ما وصفوا به رسول الله من سحر وكهانة ، وأخبر الله ان رسوله صلى الله عليه وسلم لو أراد الكذب على الله وافتراء لقتله الله ولم ينصره أحد فهو بذلك صادق مُصدَّقٌ لا يكذب عليه الصلاة والسلام


    • فيها تقابل (فأما من أوتي كتابه بيمينه – وأما من أوتي كتابه بشماله )
    • (قليلا ما تؤمنون – قليلا ما تذكرون )
    • (وإنه لتذكرة للمتقين – وإنا لنعلم أن منكم مكذبين – وإنه لحسرة على الكافرين – وإنه لحق اليقين )


    سورة المعارج

    ذكرت يومًا في كتاب الله وهو حساب الكافرين يوم القيامة أو يوم القيامة جميعه والله أعلم

    ثم ذكرت مهرب الناس من بعضهم فلا تنفعهم قرابة ولا تُجيرهم حجابة ،

    • ذكرت صفة للنار وهي نزاعة للشوى
    • استثنت منها من آمن بالله وتصدق بالمال وآتى الزكاة


    ثم ذكرت أوصاف المؤمنين من الحفاظ على الصلاة وايتاء الزكاة وأداء الأمانة وإتيان الشهادة والحفاظ على فروجهم سوى من أزواجهم ومُلك اليمين

    ثم فنَّد آمال المشركين بأن يدخلوا الجنة بأحسابهم وأنسابهم بل لا يدخلونها إلا بالإيمان وبالأعمال الصالحة

    ثم ذكر اسمها للقبور وهو الأجداث

    فيها تناسب ألفاظ (من عذاب يومئذ ببنيه – وصاحبته وأخيه – وفصيلته التي تؤويه ومن في الأرض جميعا ثم ينجيه )


    • لظى – شوى – وتولي – فأوعى .
    • هلوعا – جزوعا – منوعا فيها تقابل وترادف ووزن متساوٍ.


    سورة نوح

    ذكرت قصة نوحٍ عليه السلام من أوَّلِها لآخرها ، وفيها حُجَجُ نوح عليه السلام على قومه بخلقهم وانباتهم ورزقهم من الثمرات ، وأمرهم بالاستغفار والتوبة إلى الله ووعدهم بالجنات والأنهار والخيرات

    فيها توافق لفظي: (طباقا – نورا – سراجا – نباتا – إخراجا – فجاجا )

    وأثبتت عذاب القبر (مما خطيئاتهم أغرقوا فأدخلوا نارًا) فهي اثبتت لهم عذابًا غير النار والنار حتمًا يوم القيامة وهم لا يحترقون في الماء فالعذاب في القبور

    وختمت بدعاء نوح عليه السلام للمؤمنين والمؤمنات وهي دعوة إلى يوم القيامة ودعا على الكفار بالتبار وهو الهلاك والموت بمعنى البوار

    سورة الجن

    فيها كثير من صفات الجن ومنها أنََّ منهم رجالا ونساء وأنَّ العرب كان يستعيذون بهم فزادوهم ذلًا إلى ذلهم ، وكذلك كانوا يسترقون السمع من السماء فيختطفون الكلمة فيلقونها في أذن الكهان فيكذبون بها

    ومنهم الصالحون ومنهم دون ذلك وهم طرائق أي فرق كثيرة كالناس من اليهود والنصارى والمسلمون والمشركون ، واختلاف مذاهبهم وألسنتهم وأصولهم واسلافهم وأحوالهم

    وأمر الله عباده ألا يشركوا به في المساجد أحدا لأن المساجد لله لا لغيره كمن يذبح لغيره أو يسجد لصنم .

    ذكرت فيها كلمة وأنَّا (وإنَّا) على بعض القراءات

    وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يحفُّهُ الناس والجن حفًّا (لبدًا) حين يقرأ القرآن الكريم من عجيب وصفه وفصاحته وإخباره

    وذكر تخليد الكفار في النار وهو المقصود بالمعصية لا مُطلق المعصية كما يعتقد المعتزلة والخوارج الذين يُخلِّدون العاصي في النار

    وختمها بتنبيه أنَّ الرسالة للعباد هي باختيار الله واصطفائه لا بهوى الناس ولا يعلمون الغيب إلا بأمره

    سورة المزمل

    نداء للنبي صلى الله عليه وسلم وهي صفته لمَّا قال زملوني زملوني أول ما بدأ الوحي

    فأمره بأهم عبادة وهي الصلاة وخصَّصَ الليل لعظيم وقته وعظيم أجره وعلوِّ الهمَّةِ فيه

    وأمره بالصبر وأوعد الكافرين بالعذاب والنكال ، ونبَّهَهُم على إرسال الرسل من قبلهم فنبَّه بذكر موسى عليه السلام تصريحًا لقرب عهدهم به ولسماعهم بإخباره من اليهود

    ثم نسخ الحكم وخفَّفه وجعله على محمل السنن المستحبة فالتزمه النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحون من بعدهم كما ورد في صحيح مسلم « 1163 » عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة قال صلاة الليل ولهذا أمر تعالى رسوله بعد

    المكتوبات بقيام الليل فإن التهجد ما كان بعد نوم قاله علقمة والأسود وإبراهيم النخعي وغير واحد وهو المعروف في لغة العرب وكذلك ثبتت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يتهجد بعد نومه

    وبيَّن حال الناس من صعوبة صلاة الليل عليهم ممن يكون مريضًا أو يقاتل العدو أو يطلب العيش في الأرض أو يسافر طلبا للرزق

    سورة المدثر

    هذا وصف آخر للنبي صلى الله عليه وسلم بعد تدثره بملابسه ، وأمره الله بعدة أوامر ، إنذار الناس وتعظيم الله وتطهير ثيابه من الأرجاس وترك الأصنام والفواحش والمعاصي وعدم المنِّ بعد الصدقة ، والصبر على الأذى من قومه

    وأتبعه بذكرالناقور وهو الصور أو ناقورٌ عظيمٌ يقرع القلوب ويُؤذِنُ بيوم القيامة وهو يوم عسير صعب طويل على الكافرين ، بينما هو خفيف يسير سهل على المؤمنين

    قال الإمام أحمد « 3/75 » حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن لهيعة حدثنا دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم « في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة » ما أطول هذا اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا

    ثم أكَّد عدد الملائكة كما هو مذكور في كتب أهل الكتاب السابقين، وجُعل فتنة للمشركين

    سورة القيامة

    بدأها بقسمين (لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة) والقسم بلا معروف في لغة العرب (لا وأبيهم) أي وأبيهم

    « وجوه يومئذ ناضرة » من النضارة أي حسنة بهية مشرقة مسرورة « إلى ربها ناظرة » أي تراه عيانا كما رواه البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه « 7435 » إنكم سترون ربكم عيانا وقد ثبت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين « خ7437 م182 » أن ناسا قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فقال هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب قالوا لا قال فإنكم ترون ربكم كذلك وفي الصحيحين « خ7434 م633 »


    هنا وزنٌ للكلمات (كلا لا وزر – إلى ربك يومئذ المستقر – ينبؤ الإنسان يومئذ بما قدم وآخر – بل الإنسان على نفسه بصيرة وألقى معاذيره )

    ثم وزن آخر نهاية الآيات مدُّ الألف وحرف القاف (التراقي – راق – الفراق – الساق – المساق )

    ثم وزن جديد (ولا صلى – كذب وتولى – يتمطَّى – فأولى – فأولى – سدى – يمنى – فسوَّى – والأنثى – الموتى )

    فسبحان من هذا كلامه وتجلَّت أسماؤهُ ، ولو لم يكن في الجنان سوى رؤيته فكفى بها ، فكيف إذا اجتمعت مع النعيم والحور العين والطعام والفواكه والأشربة

    سورة الإنسان

    هل أتى بمعنى قد أتى ، وهو استفهام تقرير أي واقع الأمر

    قلت : ورد في حديث (أنا الدهر) والله يقول في الآية ، حين من الدهر، والله عز وجل أحدٌ لا يتجزَّؤ ولا يكون منه بعض ، لأنَّ من تقتضي البعضية أو الأقل ، بينما الله واحد أحدٌ لا يكون منه جزء فيُقال من الله أو من الرحمن.. والله أعلم

    قلت: الدهر يتقلَّبُ أي ينتهي ويتغير ، والله عز وجل لا يتغير ، لذلك المعنى أنَّ الله بيده الدهر فهو خالقه ويقدِّرُهُ ويُغيِّرُهُ

    هذه السورة آياتها موزونة الآخرة بحرف ثم تنوين الألف (مد الألف)

    لم يطلب المسلمون شكرا على الصدقة لكن الله جعل سعيهم مشكورا

    هذه السورة ذكرت الولدان المخلدين

    فيها آيتنا متشابهتنان (ويطاف عليهم – ويطوف عليهم )

    فيها كلمة مميزة سلسبيلا





    «« توقيع موقن »»

  9. #9
    عضو
    الحالة : موقن غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10887
    تاريخ التسجيل : Sep 2012
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 91
    المذهب : سني
    التقييم : 150

     

     

    افتراضي


    سورة المرسلات

    بدأت بالمرسلات فالعاصفات وهي الريح ، ثم والناشر نشرا فالفارقات فالملقيات ذكرا وهي الملائكة

    والله يقسم بعظيم مخلوقاته ، والمخلوقات لا تقسم إلا بالله عز وجل (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) صححه الحاكم

    ثم ذكر نعم الله على عباده (ألن نجعل الأرض كفاتا أحياء وأموات ) ودفن الإنسان إكرامٌ له من تركه في العراء تأكله السباع ويتأذى الناس بمنظره

    تكررت (ويل يومئذ للمكذبين ) عشر مرات

    بدأ بذكر يوم الفصل ثم ذكر أحواله في الآية التي بعدها ثم أعاد ذكره في آية مبيِّنًا حُكما جديدًا

    سورة عم

    مكتوبة في المصحاف عمَّ ، بقصر الألف ، وحذف المدِّ معروف في لغة العرب إذا أرادوا تعظيم الشيء ::

    فيها من خلق الله البديع ، ومنن الله على عباده ثم ذكر يوم الفصل وحال المشركين في النار

    تكررت فيها (ألم نجعل – وجعلنا )

    وذكر لفظة أحقابا وهي سنين وراء سنين قالوا عشرا أو سبعون أو مئة

    سورة النازعات

    بدأت بقسم وهو للملائكة

    ذكرت الراجفة والرادفة وهما النفختان من قول ابن عباس

    ذكر أوصاف الملائكة وهي تنزع الروح ، وتغرق في أخذها وتسبح في السماء

    وذكرت قصة موسى على تفصيل ، وكلام بليغٍ بديعٍ والدعوة الليِّنة لفرعون ، وحال الطغاة المتكبرين حين يستنكفون عن قبول الحق

    وتميزت بذكر الطامة الكبرى

    وختمت بنفي علم الساعة للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يعلمها إلا الله

    سورة عبس

    فيها عتاب لطيف للنبي صلى الله عليه وسلم ودليل علو مرتبته أنَّ الله عاتبه في هذه الحادثة ، والعتاب يكون للحبيب ويكون اللوم على من هو دون ذلك والله عز وجل عاتب رسله لمكانتهم،
    ولامَ عبادهُ على ظُلمهم (وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) ولكن قال عن رسله (إنا للنصر رسلنا والذين آمنوا ) (وسلام على المرسلين)

    فيها اختصار حياة الإنسان في ثلاث آيات ، تيسيره للحياه ثم الحياة في القبر ثم النشور

    تيمزت بذكر الصاخة

    وذكرت أصنافا بديعة من الحدائق – العنب – فاكهة – قضب –

    سورة التكوير


    من السور التي بدأت بدأت بالشرط الواقع
    (وإذا تكررت ثلاث عشر مرة)

    فيها متقابلات ، الشمس والنجوم ، الجحيم والجنة ، الليل والنهار ، رسول وشيطان

    فيها لفظة ذي مميزة ، وفيها أقسم الله بآياته الكونية من أعلى لدنى فالشمس فوق ثم تحتها النجوم ثم تحتها الجبال ثم تحتها العشار وتحت العشار (مرتبة ) الوحوش وأدنى نقطة هي البحار ثم ذكر تزويج النفوس ببعضها ثم بعدهم الموؤودة وهي من كان العرب يدفنونها حية في التراب


    وفيها قسم الخنس – وبالليل إذا عسعس والصبح إذا تنفَّسَ ، والقسم إذا تكرر في السورة دلَّ على عظم السياق وأهمية الكلام.

    ثم ذكر علو مرتبة جبريل عليه السلام

    وبيَّن الله أن النبي صلى الله عليه وسلم ليس ببخيل بالغيب فهو يُنبِّؤ به الجميع ، على قراءة ضنين وليس بمتهمٍ في عقله وقوله على قراءة ظنين

    سورة الانفطار

    فيها ذكر كلمة الدين عدة مرات للتنبيه وحسب السياق ، وتميزت هذه السورة عن السور التي ذكر فيها وما أدراك فتلك السور يذكر فيها العطف بالواو وهذه عطفت بثم

    فيها تقابل (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم )

    ذكرت كلمة الدين عدة مرات ، وهي من الدَّيْن أي الإدانة وليس معناه الدين الذي هو كالإسلام والنصرانية واليهودية

    تكذبون بالدين : أي تكذبون بيوم الجزاء ، والمعنى الثاني تكذبون بدين الإسلام
    يوم الدين يعني يوم الجزاء ، فيه يدين الله العباد (أن الديان )

    سورة المطففين

    بدأت باستفتاحية ويل وهي دعاء بالهلاك ، وليست وادٍ في النار كما يعتقد البعض بدليل قوله تعالى (فويلٌ للذين كفروا من النار) سورة ص لأنَّه فرَّق بين النار والويلِ.

    ، ثم ذكرت الكتاب المرقوم وهو كتاب أعمالهم فهو سجينٌ للكافرين ، وعليُّون للمؤمنين

    ذكرت ويل في بداية السورة ، والثانية للمكذبين ، ثم بيَّن تكذبيهم وهو تكذبيهم بيوم الدين ، وسبب التكذيب صفاتهم الذميمة (معتد أثيم إذا تتلى عليه آيتنا ...)
    قلت هذه الآية فريدة لا مثيل لها في القرآن (ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ) لأن كلمة يقال مميزة ، فالآيات تارة تأتي قيل وتارة تأتي قال.

    (عينا يشرب بها المقربون) هنا ذكر أن أهل الجنة صنفان مثلما ذكرهم في سورة الإنسان وهم المقربون والأبرار ، المقربون وهم من فعلوا الطاعات والمندوبات والسنن وتركوا المعاصي والمكروهات ، واتقوا الله ما استطاعوا ، أولئك يشربون صرفا وتسنيما بينما الأبرار يُمزَجُ لهم ، فنسأل الله من فضله

    فيها آية تكررت مرتين (على الأرائك ينظرون)

    سورة الانشقاق

    بدأت بشرط واقع (إذا السماء انشقت – وإذا الأرض مدت )

    ثم بيَّنت حال الإنسان يوم الدين ، ثم قسمت الناس إلى قسمين قسمٌ مسرورٌ بكتابه ، وقسمٌ محزون على ما أصابه

    ثم أقسم مرة أخرى بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق ، بتجانس بديع آخره حرف القاف (سجع)

    سورة البروج

    أقسم الله بالسماء ، واليوم الموعود وهي يوم القيامة ، والشاهد والمشهود على أغلب أقوال الفقهاء هما الجمعة ويوم عرفة

    ثم شرع في ذكر قصة أصحاب الأخدود ونرويها من رواية الإمام أحمد:
    حدثنـــــا عبد الله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أنبأنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن صهيب:
    -أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر الساحر قال للملك أني قد كبرت سني وحضر أجلي فادفع إليَّ غلاما فلأعلمه السحر فدفع إليه غلاما فكان يعلمه السحر وكان بين الساحر وبين الملك راهب فأتى الغلام على الراهب فسمع من كلامه فأعجبه نحوه

    وكلامه فكان إذا أتى الساحر ضربه وقال ما حبسك وإذا أتى أهله ضربوه وقالوا ما حبسك فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا أراد الساحر أن يضربك فقل حبسني أهلي وإذا أراد أهلك أن يضربوك فقل حبسني الساحر وقال فبينما هو كذلك إذ أتى ذات يوم على دابة فظيعة عظيمة وقد حبست الناس فلا

    يستطيعون أن يجوزوا فقال اليوم أعلم أمر الراهب أحب إلى الله أم أمر الساحر فأخذ حجر فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك وأرضى لك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يجوز الناس ورماها فقتلها ومضى الناس فأخبر الراهب بذلك فقال أي بني أنت أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل عليَّ فكان الغلام يبرئ الأكمه وسائر الأدواء ويشفيهم وكان جليس للملك فعمي فسمع

    به فأتاه بهدايا كثيرة فقال اشفني ولك ما ههنا أجمع فقال ما أشفي أنا أحدا إنما يشفي الله عز وجل فإن أنت أمنت به دعوت الله فشفاك فآمن فدعا الله له فشفاه ثم أتى الملك فجلس منه نحو ما كان يجلس فقال له الملك يا فلان من رد عليك بصرك فقال ربي قال أنا قال لا ربي وربك الله قال أولك رب غيري قال نعم قال فلم يزل يعذبه حتى دله على الغلام فبعث إليه فقال أي بني قد بلغ من سحرك أن

    تبرئ الأكمه والأبرص وهذه الأدواء قال ما أشفي أنا أحدا ما يشفي غير الله عز وجل قال أنا قال أولك رب غيري قال نعم ربي وربك الله فأخذه أيضا بالعذاب فلم يزل به حتى دل على الراهب فأتى بالراهب فقال أرجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه وقال للأعمى أرجع عن دينك فأبى فوضع المنشار في مفرق رأسه حتى وقع شقاه في الأرض وقال للغلام أرجع

    عن دينك فأبى فبعث به مع نفر إلى جبل كذا وكذا فقال إذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فدهدهوه من فوقه فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فدهدهوا أجمعون وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله عز وجل فبعثه مع نفر في قرقور فقال إذا لججتم به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فغرقوه فلججوا به البحر

    فقال الغلام اللهم اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون وجاء الغلام يتلمس حتى دخل على الملك فقال ما فعل أصحابك فقال كفانيهم الله عز وجل ثم قال للملك إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني وإلا فإنك لا تستطيع قتلي قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد ثم تصلبني على جذع فتأخذ سهما من كنانتي ثم قل بسم الله رب الغلام فإنك إن فعلت ذلك قتلتني ففعل ووضع

    السهم في كبد قوسه ثم رمى فقال بسم الله رب الغلام فوضع السهم في صدغه فوضع الغلام يده على موضع السهم ومات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل للملك أرأيت ما كنت تحذر فقد والله نزل بك قد آمن الناس كلهم فأمر بأفواه السكك فحددت فيها الأخدود وأضرمت فيها النيران وقال من رجع عن دينه فدعوه وإلا فأقحموه فيها قال فكانوا يتعادون فيها ويتدافعون فجاءت امراة بابن لها ترضعه فكأنها تقاعست أن تقع في النار فقال الصبي يا أمه اصبري فإنك على الحق.



    ثم ذكر ما حلَّ بفرعون وثمود تذكيرا للناس بأن هذا مصير الكفار المكابرين والجاحدين لنعم الله والمنكِّلين بأوليائه .

    سورة الطارق

    أقسم الله بالسماء والطارق ثم بيَّن هذا النجم ،

    (إن كل نفس إلا عليها حافظ) يعني ما كل نفس إلا عليها حافظ أو كأنه قسَمٌ بحفظِ النفوس بملكٍ مُوكَّلٍ

    ثم وصف السماء بالرجع وهو المطر ، والأرض بالصدع وهي الشقوق والزلازل التي تصيبها

    قال الإمام عليٌّ رضي الله عنه : في صفة القرآن فيه حكم مابينكم وخبر ما قبلكم ونبأ مابعدكم وهو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى من غيره أضله الله

    ثم ذكر كيد الله المقابل لكيد الكافرين ، والكيد من أفعال الله التي تكون بالمقابلة ـ فكيد الله يكون ضد كيد الكافرين ولا يكون للمسلمين. لأن الله له الأسماء الحسنى والصفات العلى فلا يكون له صفة نقص أو مذمومة

    وذكر اللوح المحفوظ ، وقال الطبراني « 12/12511 » حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا منجاب بن الحارث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زياد بن عبد الله عن ليث عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال إن الله تعالى خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء صفحاتها من ياقوتة حمراء قلمه نور وكتابه نور لله في كل يوم ستون وثلثمائة لحظة يخلق ويرزق ويميت ويحيي ويعز ويذل ويفعل ما يشاء


    سورة الأعلى

    عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في العيدين بسبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية وإن وافق يوم الجمعة قرأهما جميعا . رواه أحمد

    وفي الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ هلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى.

    سبح اسم ربك الأعلى : قال عقبة ابن عامر الجهني لما نزلت « فسبح بسم ربك العظيم » قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في ركوعكم فلما نزلت « سبح اسم ربك الأعلى » قال اجعلوها في سجودكم ورواه أبو داود « 869 » وابن ماجة « 887 »

    (خلق فسوى – قدر فهدى ) قلت: في سورة الفرقان ( وخلق كل شيء فقدره تقديرا ) أي أنَّ الخلق يسبق التقدير على ترتيب الآيات ، أو أنَّ الله يقدر الخلق ثم يخلقه ، فتكون الفاء السبب لا للترتيب

    جميع آياتها تنتهي بألف مقصورة ، ذكرت خلق الله للنبات ثم تهشيمه وفي هذا إشارة الحياة ثم الموت ثم البعث .

    وتوعُّدِ الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بحفظ الكتاب ، فضمن له أن يحفظ له سوى ما ينسى أو يُنساهُ كما في الحديث :

    ثم ثنَّى بحال الناس فمنهم شقي وسعيد

    وذكر أن هذه التذكرة مذكورة في الكتاب السابق صحف إبراهيم وموسى.

    سورة الغاشية

    الغاشية من الغشاوة فهي تغطي الناس وتعميهم فلا يستطيعون النظر لشدة الموقف

    ذكر شرع في ذكر أقسام الحياة الآخرة فصنف في الجحيم والعذاب الأليم وطعامه الزقوم والغسلين والضريع وهو مع كونه طعاما فلا يغنيهم من الجوع بل يزيدهم جوعا ومرضا وألما وعذابا

    ثم بيَّن راحة المؤمنين على السرر والوسائد والبسائط (الأرائك والنمارق والزرابي) على الترتيب

    ثم طلب من الناس التفكير قليلا في الخلق ، فالتفكُّرُ في الخلق يهدي إلى الخالق (أفلا ينظرون إلى الإبل ..)

    وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالتذكير ، وهنا أمرٌ يجب الانتباه إليه أنَّ الداعية هو مذكر بالحق ليس عليه أن يأتي بشرع جديد ولا أمر غريب كي يثير الناس بل هو يذكر الناس والهداية بأمر الله

    سورة الفجر


    أقسم الله بألفاظ ومنها الفجر والليل العشر والشفع والوتر والليل إذا أدبر أو أقبل.. (حكى المعنين ابن كثير رحمه الله)


    قلت: اختلف المفسرون كثيرًا في الشفع والوتر على أقوال منها


    1. الأعداد واحد أو زوجين
    2. الله هو الوتر والخلق شفع
    3. الصلوات المفردة والزوجية
    4. أيام التشريق
    5. يوم عيد الأضحى (يوم النحر) ويوم عرفة
    6. صلاة الوتر
    7. صلاة الفجر وصلاة المغرب


    فيها ألفاظ دكا دكا – صفا صفا

    سورة البلد

    بدأت بالقسم وفيها آيات تنتهي بحرف الدال ، ثم ذكرت العقبة وفخَّم شأنها ، وفي الحديث قال أبو ذر لمَّا سألوه عن زهده قال إني خليلي صلى الله عليه وسلم أبلغني أن هناك عقبة لا يجتازها إلا المقلُّ

    فيها تسع آيات تنتهي بـ تاء مربوطة (عقبة – رقبة – مسغبة – مقربة – متربة – مرحمة – ميمنمة – مشأمة – مؤصدة)

    سورة الشمس

    هذه السورة خاتمت آياتها هو الألف المقصورة ، وهي سورة جميلة وألفاظها بديعة وهي قسمٌ على النفس البشرية

    وفيها فضلٌ : (قوله عليه الصلاة والسلام لمعاذ فهلا صليت بسبح اسم ربك الأعلى والشمس وضحاها والليل إذا يغشى . متفق عليه

    ذكرت تدمير ثمود لأنهم طغوا وتعالوْا على ربهم ، وأقسم بعدة مخلوقات من خلقه ، والله يُقسِمُ بما يشاء من خلقه ولا يحلُّ لأحدٍ أن يقسم بغير الله لقوله صلى الله عليه وسلم (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك ) صححه الحاكم

    سورة الليل

    هي كسابقتها تنتهي بالألف المقصورة والألف ، وفيها تجانس بديع أو ما يسميه النحويين تقابل (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى – وميُقابلها – وأما من بخل واستغنى وكذب الحسنى فسنيسره للعسرى)

    جميلٌ ان نذكر سبب نزول الآيات قال ابن جرير وذكر أن هذه الآية نزلت في أبي بكر الصديق رضي الله عنه حدثنا هارون بن إدريس الأصم حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي حدثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن عامر بن عبد الله بن الزبير قال كان أبو بكر رضي الله عنه يعتق على الإسلام بمكة فكان يعتق عجائز

    ونساء إذا أسلمن فقال له أبوه أي بني أراك تعتق أناسا ضعفاء فلو أنك تعتق رجالا جلداء يقومون معك ويمنعونك ويدفعون عنك فقال أي أبت أنما أريد أظنه قال ماعند الله قال فحدثني بعض أهل بيتي أن هذه الآية أنزلت فيه « فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى » وقوله تعالى « وما يغني عنه ماله إذا تردى » قال مجاهد أي إذا مات وقال أبو صالح ومالك عن زيد بن أسلم إذا تردى في النار.

    قال البخاري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بقيع الغرقد في جنازة فقال ما منكم إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار فقالوا يا رسول الله أفلا نتكل فقال اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ « فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى » إلى قوله « للعسرى »

    سورة الضحى

    هي قسمٌ ، وتسلية للنبي وتثبيت على الرسالة وأنَّ الله عز وجل لن يدعه ولن يتركه فقد حفظه صغيرا ويتيما وكفله وربَّاه وعلمه وهداه إلى النبوة والدين الحق وأغناه عن الناس

    سورة ألم نشرح

    فيها وزنٌ للآيات آخرها حرف الكاف ، وآخرها أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذكر نعمة ربه وهي الإسلام أو التحدث بنعم الله جميعا كالرزق وحسن الخلق والخلقة والهداية ، والدعوة إلى الله من التحدث بالنعم

    سورة التين

    جميع آياتها تنتهي بياء ونون ، سوى (تقويم)

    ذكرت أماكن الأنبياء الثلاث الطور لموسى ، والتين والزيتون لعيسى (بيت المقدس ) والبلد الأمين مكة لنبينا صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكرت خلق الإنسان في أحسن صورة ثم ردَّهُ إلى النار إذا كفر وتولى عن الذكر.

    سورة العلق

    بدأت بـ (اقرأ) وهي والله أول العلوم وغاية المجتهد وبداية المقتصد وحسبنا بها فضلأ أن الله أمر بالقراءة كي نزداد علمًا ومدح العلماء (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وأثنى على المؤمنين الذين يطلبون العلوم ومن يدرسه

    وختم السورة بالأمر بالسجود وعدم إطاعة الكفار في ترك السجود فناسب بدايتها الأمر بالقراءة ثم الحفاظ على الصلاة ثم مداومة السجود

    سورة القدر

    ذكرت فضل ليلة القدر وهي أفضل من ألف شهر أي ما يقارب اثنان وثمانين سنة في غيرها من الأعمال

    وتميزت بأن آخر الآيات حرف الراء

    سورة البينة

    لها اسماء أخرى كالانفكاك – لم يكن الذين كفروا وغيرها.

    هذه السورة تتحدث عن انفصال المشركين وأهل الكتاب عن الدين الحنيف بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم

    وحكمت بالكفر على جميع الملل سوى الإسلام ، وأنَّ شرع الله واحدٌ مهما اختلف الاسم فالدين هو الإسلام لكن الشرعة تختلف ( مسلمون – حنفاء – يهود – نصارى – مسلمون مرة أخرى )

    ختمت بذكر فصل البشر إلى قسمين خير البرية أي خير الخلق وهم الإنس المسلمون فهم أفضل من عموم الملائكة

    وشر البرية هم الكفار ومن اشرك بالله و أهل الكتاب بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم

    ثم ذكر الله رضاه عن المسلمين وعن الصحابة ورضاهم عنه ، فهو رضي عنهم بأعمالهم ونصر دينه ورضوا هم بجزائه لهم بالجنة

    سورة الزلزلة (إذا زلزلت)

    لها مفردات (زلزالها – أثقالها – مالها – أخبارها – أوحى لها ) وهي تذكر حال الناس يوم القيامة تتزلزل الأرض فتخرج مافيها من أمواتٍ فيخاف الإنسان ويتعجب من حالها بعد سكونها وقرارها


    • فيها دليل أن الأعمال تعرض على الناس فالله عز وجل قادر على جعل ما مضى يُرى في ذاك اليوم (يوم القيامة) ونحن نرى في الفيديو والتلفاز تسجيلات قديمة فالله أقدرُ على تسجيل ما نفعله فيعرضه علينا يوم القيامة فنراه رأي العين



    سورة العاديات

    هذه وصف الخيول التي تعدو سريعا فتثير نارًا بحوافرها كأنها شرر

    وتُغير على الأعداء صباحا وتثير الغبار بحركتها وتُحيط بالعدو في وسطه

    فلمَّا وصف الخيل بهذه الأوصاف العظيمة والانقياد التام للمجاهدين في سبيل ذكر كنود الإنسان وهي شدة الكفر والجحود فإذا كان الله أنعم على الإنسان بنعمة الخيل ليجاهد في سبيله فما بال الإنسان جاحد لنعم الله !!

    أفلا يعلم (استفهام انكاري ) بمعنى اثبات

    سورة القارعة

    هذه من أسماء يوم القيامة فأبهمه أولًا للتفخيم ثم عرَّفه

    الفراش المبثوث – المنفوش كلمات مميزة الأولى بمعنى فراش منتشر كقوله تعالى (جراد منتشر) والثانية بمعنى منتفخ أو ممزق

    ثم ذكر الصنفين الذان لا ثالث لهما يوم الدين وهما فريق ثقلت موازينه بصالح الأعمال والآخر خفت موازرينه بأعماله السيئة

    ثم ذكر ماهيَّة الهاوية وهي نار حامية لتفخيم أمرها وتهويل عقابها

    سورة التكاثر

    ألهى الناس التكاثر أي التشاغل بالأولاد حتى زاروا المقابر وهو على معنين الأول : أي زاروها تذكيرًا بالموت أو

    لدفن عزيز والثانية وهو أنَّه سيزرونها بموتهم والثاني أظهر لقول ابن كثير

    كلا سوف تعلمون ثم كرره وعيدا أو الأولى للحياة الدنيا والثانية في الآخرة

    أو الأولى عذاب القبر والثانية عذاب النار

    أو الأولى للكفار والثانية للمسلمين

    أو الأولى للتخويف عن الانشغال بالملهيات والثانية عقاب هذه الملهيات

    أو تحذير من الانشغال بالحياة الدنيا والثاني هو السؤال عن الأعمال يوم القيامة والله أعلم

    علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين

    الفرق بينهم بمثال : أخبرت شخصا عن العسل فأصبح لديه علمٌ فيه فهذا علم اليقين ، ثم أحضرته له فرآه فأصبح لديه عين اليقين ثم أكل منه فأصبح لديه حق اليقين فيه وهو العلم التام

    علم اليقين : العلم التام بالشيء - عين اليقين : رؤية الشيء علمًا به - حق اليقين : التيقُّنُ من حقيقة الشيء

    سورة العصر

    قال الشافعي لو عقِلَ الناس هذه السورة لكفتهم ففيها أربع أمور ، اثنان يتعلقان بالشخص نفسه وهو الإيمان وعمل الصالحات والثاني بالجماعة وهما التواصي بالحق والتواصي بالصبر

    ويبدو خواتيم الآيات بحرف الراء

    سورة الهمزة

    بدأت بتهديد بالويل لكل من يلمز الناس ويهمزهم بالأذى والقول واللسان والفعل

    وتميزت بأربع آيات أواخرها دال وتاء مربوطة (موقدة – أفئدة – مؤصدة – ممددة)

    سورة الفيل

    ذكرت هذه السورة قصة الفيل وهذا هو العام الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم وكان حماية الكعبة تمهيدا لقيام دين يعز فيه هذا البيت

    وتميزت السورة وتناسق ألفاظها ورزانتها وقوة عبارتها وختام الآيات بحرف اللام بعد المد

    سورة القريش

    هذه من منن الله على قريش ومن الحديث الذي رواه الإمام أحمد ابن حنبل في فضل قريش

    هي السورة التي ذكرت كلمتي الشتاء والصيف

    وذكر أعظم نعمتين على قريش وهما الأمن والإطعام ، نسأل الله من فضله

    سورة الماعون

    هذا من صفات المنافقين الذين يكذبون بالدين ويؤذي اليتيم فيدفعه عنه قسوةً ، ويمنعون القليل والكثير ، حتى أنهم يمنعون الماعون وهو على ما قيل الطعام أو اواني الطعام والدلو والفأس فبلغ بخلهم أن منعوا ما لا يُمنعُ عادةً

    وقال عكرمة رأس الماعون زكاة المال وأدناه المنخل والدلو والإبرة رواه ابن أبي حاتم

    سورة الكوثر

    هو حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم

    عن انس بن مالك قال أغفى رسول الله صلى الله عليه وسلم إغفاءة فرفع رأسه مبتسما إما قال لهم وإما قالوا له لم ضحكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه أنزلت علي آنفا سورة فقرأ « بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر » حتى ختمها فقال هل تدرون ما الكوثر قالوا الله ورسوله أعلم قال هو نهر أعطانيه ربي عز وجل في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول يا رب إنه من أمتي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. رواه مسلم وأحمد

    والنحر هو ذبح الأضحية ودليله: أنَّه قال فصلِّ لربك ثم قال (وانحر)
    ودليل الترتيب بعد الصلاة الحديث: ( من ذبح قبل الصلاة )

    سورة الكافرون

    هذه السورة فيها الاعتقاد العملي وهو ترك الشرك والأصنام بينما سورة قل هو الله أحد اعتقاد يقيني أو اعتقاد معنوي

    فيها آية تكررت (ولا أنتم عابدون ما أعبد) والأولى للماضي والثانية للمستقبل

    أو هي تأكيد على قول النحويين ، وهي تعدل ربع القرآن (رواه الترمذي)

    سورة ( النصر) إذا جاء نصر الله والفتح

    هي أجل رسول الله وهي فتح مكة وهي من أواخر السور التي نزلت

    وفي الحديث : عن ابن عباس قال كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله فقال عمر إنه ممن قد علمتم فدعاهم ذات يوم فأدخله معهم فما ربت أنه دعاني فيهم يومئذ إلا ليريهم فقال ما تقولون في قول الله عز وجل « إذا جاء نصر الله والفتح » فقال بعضهم أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وسكت بعضهم فلم يقل شيئا فقال لي أكذلك تقول يا ابن عباس فقلت لا فقال ما تقول فقلت هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له قال « إذا جاء نصر الله والفتح » فذلك علامة أجلك « فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا » فقال عمر بن الخطاب لا أعلم منها إلا ما تقول تفرد به البخاري

    سورة المسد (أبو لهب)

    تبت وهو دعاء وتبَّ وهو خبر عن حاله ، وهي سورة أواخِر حروف الآيات هي حروف القلقة (قطب جد) وهما حرفا الباء والدال

    قلت : هذه السورة من علامات النبوة الظاهرة ، لأنَّ أبا لهب وامرأته لم يُسلما لا ظاهرًا ولا باطنًا ولا أبديا رغبة في الإسلام منذ نزلت السورة فهي دليلٌ قطعيٌّ على أنَّ هذا كلام الله المنزَّلُ

    سورة الإخلاص

    أول آية تنتهي بـ (أحد) وكذلك آخر آية تنتهي بـ (أحد)

    تناسق بين متضادين لم يلد ولم يولد

    وفيها نفي التشبيه أو الشبيه عن الله عز وجل (ولم يكن له كفوا أحد) أي لا مثيل له ولا ند ولا نظير ، ويقرأها بعض القرَّاء بالهمز كفؤا ، وبعضهم بتسكين الفاء.

    سورة الفلق

    هذه السورة وما بعدها استعاذة فتبدآن بقل أعوذ ، ثم فيهما موارد الاستعاذة ، ورب الاستعاذة

    ذكرت كلمة شر ثلاث مرات

    ميزت هذه السورة آخر كلمة في آخر الآية تنتهي بثلاث حروف متحركة فَلَقَ خَلَقَ وَقَبَ عُقَدِ حَسَدَ

    أي وزن ( فَعَلَ )

    وفيها الاستعاذة من المخلوقات الظاهرة ليلًا ونهارًا ومن شر مخلوقات الإنس وهم السحرة

    سورة الناس

    ذكرت كلمة الناس خمس مرات

    وذكرت ثلاث صفات كمال لله ، الربوبية والملك والألوهية فهي التوحيد الكامل
    تنتهي فواصل الآيات بحرف السين

    وفيها الاستعاذة من شر المخلوقات الباطنة التي لا تُرى كالشياطين والجن




    المراجع:

    1. القرآن الكريم
    2. تفسير ابن كثير
    3. مسند أحمد
    4. صحيح البخاري
    5. صحيح مسلم
    6. صحيح الترغيب والترهيب, الشيخ الألباني رحمه الله





    هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    محمد أبو شقرة – الكويت





    «« توقيع موقن »»

  10. #10
    إدارية سابقة
    الصورة الرمزية حفيدة عائش
    الحالة : حفيدة عائش غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 10353
    تاريخ التسجيل : Feb 2012
    الجنـس : مرأة
    المشاركات : 2,642
    المذهب : سنيه
    التقييم : 160

     

     

    افتراضي


    بارك الله فيكم ونفع بكم ..





    «« توقيع حفيدة عائش »»

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

السورة الكاملة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سارع بتحميل [ القصة الكاملة لحادثة الإفك ]
    بواسطة عيسى الفاروق في المنتدى قسم قناة الدفاع عن الصحابة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-28-2019, 01:10 PM
  2. تعرف على إبليس ... البطاقة الشخصية الكاملة
    بواسطة الاسيف في المنتدى القسم العــــــــــــام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-22-2011, 09:09 PM
  3. القصة الكاملة لأسر فاكسمان _ الحلقة الأولى
    بواسطة حمساوي في المنتدى حملة لنصرة فلسطين الحبيبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-13-2010, 11:05 PM
  4. القصة الكاملة لبيوت الدعارة في ايران
    بواسطة ناقل أخبار المنتديات الشقيقة في المنتدى منتديات المواقع الشقيقة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-20-2010, 10:27 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

السورة الكاملة

السورة الكاملة