سورة الأعراف
(وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ) يبزعم الروافض أن آل البيت أولياء معصومون مؤيدون بالوحي يسمعون الصوت ولا يرون الملك ، كذذلك زعمت الصوفية أن الأولياء كالجيلاني والرفاعي والدسوقي أقطاب وأولياء يتصرفون بالكون ) فناسبت لفظة أولياء تفنيد مزاعم هؤلاء وإن كان سبب نزول الآيات عامًا في كلِّ وليٍّ يُتَّخَذُ من دون الله
لفظة (كم) تستعمل كثيرًا في السور المكية للدلالة على تشابه حال أهل مكة مع القرون الماضية.
وكم من قرية أهلكناها) كذلك أهلكنا قوم نوحٍ وعاد وثمود وقوم لوط وقوم شعيب لذلك ذكرهم الله في كتابه ثم عرج إلى ذكر قوم موسى عليه السلام وحكاياتهم وجدالهم وعنادهم وكفرهم وتكذيبهم بآيات الله ، ثم طردهم من رحمته وتوعدهم بالسخط والعذاب فنجد سورة الأعراف تعتبر مرجعًا شاملًا لقصص الأنبياء كسورتي هود والشعراء.
ذكر هنا (ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) آية 55 وفي آخر السورة قال (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً ) آية 205
قلت: الدعاء الخفيُّ خيرٌ من الجهريِّ
ذُكر الله يجب أن يصحبه خشوع وخوف من الله ، ولا بأس بذكر الله سهرًا أو جهرًا
(لقد جاءت رسل ربنا بالحق) تكررت مرتين آيتان 43 و 53
لمَّا ذكر استتار الجن ، نوَّه على حال الجن مع الإنس يوم القيامة
بدءًا من آيات وقطعناهم لدينا هنا وصفان لبني إسرائيل الأول ظلموا أنفسهم والثاني أنهم فاسقون
فالظلم للنفس هو بالمعاصي والذنوب وإتيان المنكر أمَّا الفسوق فهو العصيان بعد الأوامر ـ يعني أنَّ الله أمرهم ألَّا يعتدوا بالصيد في السبت لكنَّهم اعتدوا فسُمُّوا فاسقين
قرن الله الجن والإنس في لفظين (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس ) والثاني (في أمم من قبلكم من الجن والإنس في النار) والقرنية بينهم بسبب عصيانهم وتمرُّدِهم عن طاعة الله التي أمروا بها
لمَّا ذكر الله في بداية السورة انَّ القرى البائدة تنتظر العذاب بياتًا أو نهارًا ، ذكر في هذه السورة العظيمة قوم نوحٍ وعادٍ وثمود وقوط لوط وأصحاب شعيب ثم شرع في ذكر قصة موسى عليه السلام وتبيانها لتشابهها كثيرا مع حال قوم نبينا صلى الله عليه وسلم.
أمر الله عباده بالالتزام بالتقوى في الظاهر والباطن ، فلباس التقوى في الظاهر هو ستر العورة والتزيُّنُ للخلقِ ، ولباس التقوى الباطن هو خشية الله وعبادته حقَّ عبادته والخوف من عقابه ورجاء ثوابه واجتناب محارمه وإتيانُ أوامره. (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) آية 26
ذكر الله حوارًا بين الأولين والآخرين يُلقي الآخرون باللومِ على الأولين إذ هم كانوا سبب الضلال فقال الأولون بل لم يكن لكم علينا فضلٌ أي اشتركتم معنا في الضلال، ولستم بأفضل منَّا فلا تعذَّبون.
فذوقوا العذاب كما ذُقناه ، وحكم الله بينهم بأنَّ لكلٍّ ضعفًا فلا يستعجلوا الهلكة والدعاء على بعضهم البعض.
(ألا له الخلق والأمر) فالله هو الخالق ولا يخلِقُ سواهُ ، والأمرُ كلُّهُ له من تدبيرٍ وعلمٍ فلا يملك الأمور سواهُ ، ومن هنا يظهر لك بطلان دعاوي الصوفية في تحكُّمِ الأولياء في ملكوت الله ، وزعم الروافض بتحكُّمِ الأئمة ببعض الأمور.
قلت: فرّق الله بين الأمر والخلق
فالخلق هم مخلوقاته سماوات وأرض وعرش وقلم وإنس وجآن وملائكة
والأمر هو كلامه وقوله ،
ضرب الله مثلًا (إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ آية 40 ) وهنا جواز ضرب الأمثال المستحيلة لتقريب الصورة كي يفهم الناس صعوبة الأمر أو استحالته رغم أنَّ الله على كل شيء قدير وباستطاعته إدخال الجمل في سمِّ الخياطِ .
جدال طويلٌ بين أهل النار وأهل الجنة وأهل الأعراف
- قُرِنت الرجفة لثمود بالرجفة لمدين ، كما قُرنوا في سورة هود ولكن بلفظ الصيحة
ثم ذكر الرجفة مرة أخرى في قصة موسى
والسبب في ذلك أنَّ ثمود أخذتهم الصيحة بينما مدين أخذهم عذاب يوم الظلة وفيه ما اشتمل من شدة الصعق والرعد .
طاعة الله من أسباب جلب الرزق ، ومعاصيه من أسباب انقطاع المطر وقلة الزرع والجوع والخوف (ولو أن أهل القرى)
ونلحظ في أول 30 آية ذكر خلق آدم وسجود الملائكة له وكيد إبليس وحسده ومكره له ، فلمَّا ذُكِرَ خروج آدم من الجنة وتوعُّدُ إبليس بالنار ذكر الله الآيات في حوار أهل الجنة وأهل النار تِباعًا ...
ثم نلحظ الربط البديع بين مسح ظهر آدم وشهود ذريته على أنفسهم !! بما سبق في صدر السورة (ولقد خلقناكم ثم صورناكم) فسبحان الله ما أحكم كتابه!
(أفأمن أهل القرى ) ثم (أو أمن أهل القرى ) آيتان 97 و 98
(وأنت خير الغافرين) لم تذكر في سورة غيرها
(وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ) آية 193(وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ) آية 198 ذكرت مرتين وكذلك آية (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ) آية 197 (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ) آية 194
(وما وجدنا لأكثرهم من عهد) متناسبة مع (وإذ أخذ ربك من بني آدم) وكذلك تناسب كفر الأقوام السابقين فالعهد هو الإيمان فهم لم يؤمنوا فلا عهد لهم وورد في الأثر وقال محمد بن كعب القرظي « إلا من إتخذ عند الرحمن عهدا » قال شهادة أن لا إله إلا الله ثم قرأ « إلا من إتخذ عند الرحمن عهدا »
(لنكونن من الخاسرين ) قالتها بنو إسرائيل كما قالها آدم وحواء عليهما السلام (قال ربنا ظلمنا أنفسنا )
تبيان أنَّ الأصنام لا ترى ولا تسمع ولا تملك قلوبًا فصانعوها من الناس أحسن حالًا منها فكيف يعبدون شيئًا هُم خيرٌ منه ؟
ذكر الله من قصص بني إسرائيل أصحاب السبت – ونتق الجبل – وجدالهم مع فرعون وعبادة العجل.
في هتين الآيتين (وإذ أنجيناكم من آل فرعون – فلما نسوا ما ذكروا أنجينا الذين ينهون عن السوء) دليلٌ على أن التقوى سبيل النجاة من المصائب والعذاب ، لكن مخالفة أمر الله سببٌ للعذاب الأليم والغضب الجسيم من الله العظيم.
(نبلوهم بما كانوا يفسقون – ثم ذكرها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ) فأثبت لليهود صفة الفسق ومخالفة أوامر الله وخروجهم عن دينه واسنلاخهم عن ملة الإسلام بأفعالهم الدنيئة ومعصيتهم لله ولرسوله موسى عليه السلام
وقصة بلعام بن باعوراء (إن صحَّ الاسم)
أولم تكررت في آيتين متتاليتين
(من يهد الله – من يضلل الله )
أمر الله المسلمين بحسن الاستماع للقرآن الكريم
وأمر نبيَّهُ صلى الله عليه وسلم بأعلى صفات العفو والأمر بالمعروف والصفح عن الجاهلين وهي أوامر يجب أن يلتزم بها أولو الامر من الحُكَّامِ والمسؤولين
سورة الأنفال
بيَّنت حُكم الأنفال وأنَّ الله يُقسمها بين عباده كما أراد هو (عز وجل) لا كما يريدون ، ثم ذكر التفصيل في آية (واعلموا أنما غنتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ..
-خروج المسلمين للقتال كُرها لم يحرمهم الأجر من الله حيث كانوا على غير ميعادٍ ونصرهم الله نصرا مُبينا
-تذكير نعمة الله على عباده بجمعهم وإطعامهم وتأمينهم من الخوف بينما الناس حولهم في الخوف والجوع الفزع.
لو علِمَ الله في الكُفَّارِ خيرًا لجعلهم من المؤمنين لكنَّ علم الله سبق فيهم أنَّهُ لا خير فيهم.
محاولة الكفار اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ، والأمر بالهجرة ونجاته منهم
بقيَ في الأرضِ أمانٌ لأهلها وهو الاستغفار حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم أمانًا لأهل الارض مع استغفار الناسِ فلمَّا توفي عليه الصلاة والسلام بقي الاستغفار من الذنوب
الأمر بقتال الكفار حتى يكون دين الله هو الغالب على الناس أو يدخلوا في حكم المسلمين
معركة بدر حيث كان المسلمون أقلَّ عددًا لكن نزلت فيها الملائكة ودبَّ في قلوب الكفَّارِ الرعب ، وانتصر المسلمون نصرًا عظيمًا وسُمِّيت يوم الفرقان
أربع آيات تبدأ بحرف إذ والثالثة بـ (وإذ) (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ) آية 30 (وَإِذْ قَالُواْ اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـذَا هُوَ الْحَقَّ) آية 32 (وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً) آية 44 (وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) آية 48
الله لا يغير ما بقومٍ من الكفر والذنوب والمعاصي حيث يُغيِّروا ما بأنفسهم من هذه الصفات كالتكبُّرِ والعنجهية والغرور (ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ) آية 53
تذكير القوم بمآل فرعون وجنوده ، وأنَّ الله غالبٌ على أمره ولو يُعجِزُهُ كثرة الجنود كحال فرعون ولا شدَّةُ كُفرِهِم كأهل مكة ولا مكر الناس كاليهود.
تخفيف الله حكم القتال عن المسلمين ، بعد أن كان عشرون أمام مئتين (عشرة أضعافٍ) أصبح ضعفين فقط ألفًا أمام ألفين ، ومئة أمام مئتين:
(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ(65) الآنَ خَفَّفَ اللّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ(66))
الأخوَّةُ في الإسلام هي في الدين والجهاد والهجرة لا سوى ذلك وإن كانوا من نفس الأمِّ والأبِ
تشابهت (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ) آية 72 مع (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ) آية 74
سورة التوبة (براءة)
هذه السورة جميع آياتها في الحثِّ على القتال وعهود المشركين مع المسلمين ، والأمر بالقتال مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم ، والأمر بالجهاد على جميع الأحوال (انفروا خفافًا أو ثقالًا) والصدق مع الله ، وفضحت المنافقين جميعهم وبيَّنت صفاتهم وسوء أفعالهم
ذكرت فضائل المهاجرين والأنصار وقد تبيَّن أهل خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم هو صاحبه في الغار أبو بكرٍ الصديقُ رضي الله عنه
هناك ألفاظ مميزة في هذه السورة (أوضعوا خلالكم) (مدخلا) (مغارات) (ظمأ مخمصة )
بين هذه السورة مصارف الزكاة (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) آية 60
ثلاث آيات بدأت ما كان ثم وما كان ثم وما كان لأنها مرتبطة ببعضها
(مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ) آية 113 – (وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ) آية 114 – (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ) آية 115
ذكرت هذه السورة الله ورسوله مقترنين في عدة آيات وإن كان العطف أو الأمر في الغالب على الله دون الرسول كما في آية (حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون)
فإيتاء الخيرات من الله ، ورسوله يُقسِّمُ بأمر الله ، والرغبة إلى الله وحده
- آذنت هذه السورة بإنهاء العهود بين المسلمين والمشركين إلى أربعة أشهر
- براءة المسلمين من الكفار
- لا يجبُن المسلمون عن قتال الكفار ولو كثرت عدَّتُهُم
- نصر الله لرسوله بالهجرة والقنال
- إنزال السكينة على الرسول والمؤمنين وخاصية عظيمة لأبي بكر بصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم
- الأمر بجهاد الكفار والمنافقين
- تبيان الله للمنافقين في أكثر من آية
- لا تَصِحُّ الصلاة في المساجد التي تمَّ عملها في ضرر المسلمين والتفريق بينهم
- المسلمون لابُدَّ أن يكون منهم فرقة تجاهد في سبيل الله ، وأخرى تُعلِّمُ الناس العلوم الشرعية ليفقِّهوا الناس
- ذكر الله أصنافا من المنافقين فهم يمنعون الزكاة (ولا ينفقون إلا وهم كارهون) وآخَرُ لا تنفعهم أموالهم (فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم..) وصِنفًا يستهزئون بمن يتصدق (الذين يلمزون المطوعين)
- الرسول صلى الله عليه وسلم رحيم بالمؤمنين (بالمؤمنين رؤوف رحيم) غليظٌ على الكافرين (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم..)
- فضحت المنافقين بصفاتهم وهي استهزاؤهم بالمسلمين والمتصدقين ، ورغبتهم إلى الدعة والراحة والظلال وترك النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين يُقاتلون .
- تفضيل المسلمين الأوَّلين من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسانٍ على من بعدَهُم من المؤمنين ، ومِن هذه للجنس وليست للتبيعيض كما تزعم الطوائف الضالة .
- توبة الله على نبيِّه صلى الله عليه وسلم وعلى المهاجرين والأنصار وتوبته على الثلاثة المُخلَّفين رضي الله عنهم وأرضاهم.
- الحثُّ على الصدق ومتابعة الصدق. كما في الحديث (لايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتب عند الله صديقًا)
- من أهداف المنافقين التفريق بين المسلمين ويظهر ذلك في قولهم لا تنفروا في الحرِّ وكذلك بناءهم مسجد الضرار.
- شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمَّتِهِ ورحمته بهم وخوفه عليهم من العنت والتعب والمشقَّةِ.
- التوكُّلُ على الله والاحتساب به خيرٌ سبيلٍ للنجاة في هذه الحياة.
- ذكر الله صفات المؤمنين الذين اشتروا الآخرة بأنفسهم وأموالهم وهم التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله ، وختمها بالبشارة لهم.
حيث أن هذه الصفات العظيمة لا تجتمع في قلوب جميع المسلمين فلمَّا اجتمعت بهم هذه الصفات استطاعوا أن يشروا أنفسهم في سبيل الله.
(فلما آتاهم من فضله بخلوا )
قلت: هذا الآية تصديق لآية الأحزاب (ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل ) وهي تصديق لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه)
وهي درس عظيم في الوفاء بالعهد (ولا ينقضون الميثاق * فنسأل الله الكريم المنان أن يعطينا بلا حساب ، ويجعلنا من الموفين بعهودهم إنه ولي التوفيق
قرنت هذه السورة بين الصلاة والزكاة في عدة مواضع ، فبيَّنت أنَّ الكفار لابد من توبتهم من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة حتى يكونوا مؤمنين (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) ، كذلك بيَّنت أنَّ أشقَّ شيءٍ على المنافقين هما هما (الصلاة والزكاة) قوله تعالى (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله )
تكررت لفظة ذلك الفوز العظيم (ذلك الفوز العظيم) (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 72 (فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 89 (خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) آية 100
(وعد الله المنافقين ) وشمل معهم الكفار لأنهم دونهم في المستوى ولكي يشمل جميع أنواع الكفر فالنفاق أعلى من الكفر عذابا حتى لا يتوهم أنه الكفار ليسوا معهم في الوعيد
تكررت (ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) آية 26 كما ذكر في الهجرة (فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى) آية 40
(إن الله بكل شيء عليم – إن الله له ملك السموات والارض ومالكم من دون الله من ولي ولا نصير)
سورة يونس (عليه السلام)
هذه السورة من عائلة الـ الر ، وهي تختص بمجادلة الكفار في البعث وتصديق الرسول ، وتكذبيهم بما لم يحيطوا بعلمه ( )
بدأ بذكر السموات والأرض وكذلك ذكرها عند توحيده وتوبيخ المشركين (قل من يرزقكم ..) وفي آية (ألا إن لله مافي السموات..)
تطرقت السورة الكريمة إلى تفنيد إدعاءات المشركين في الأصنام ، وبيان أنَّ الضر والنفع بيد الله لا بيد الأصنام الصماء ، ثم ذكر تكذيبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر عاقبة الأقوام السابقة بتكذيبهم كي يتعظوا ويعودوا إلى رشدهم ، وتميزت بذكر حوارٍ لطيفٍ (قل من يرزقكم ) وذكر فيها كلمات رنانة للسمع (مسامع القارئ )
يهدي يهتدي يهدِّي – وذكرت كلمة الحق عدة مرات (مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ) آية 30 (فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ) آية 32 (قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ) آية 35
وكذلك بدايتها تحدثت عن ضياع الكفار في أمواج البحار لذلك ناسبتها ذكر قصة قوم نوح وإغراقهم.
(والله يدعوا إلى دار السلام ) ثم بيَّن أنَّ الآلهة لا تستطيع دعاء عابديها (أمن لا يهدي )
من هذه الآية استنبط علماء أهل السنة والجماعة أن توحيد الربوبية هو إفراد الله بالملك والخلق والتدبير (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ويخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأأمر ) لأنه جمع الأفعال الثلاثة في آية واحدة
لفظة الآين جاءت في هذه السورة مرتين (ولم ترد في غيرها من القرآن) ولم تأت إلا في معرض الاستنكار ، أي أتؤمنون في هذا الحين بعد فوات وقت التوبة والإيمان ؟ وجاءت في ذكر فرعون ومن يستعجل العذاب.
افتتحت السورة بذكر قدرة الله عز وجل على مخلوقاته وتسخيرها لخدمة الإنسان من سموات وأرض وشمس وقمر ، وفرَّق بين الشمس والقمر بالضياء والنور ، فالضياء ما يُضيءُ بنفسه لكن النورُ هو ما أضاء بانعكاس من نورٍ غيره. أو النور هو لا يضيء بذاته .
الإنسان لا يستغني عن الله لحظةً واحدةً فهو يدعوه إمَّا قائمًا أو قاعدًا أو على جنبه يعني جميع أحوال البشرية.
طلب المشركين من النبي صلى الله عليه وسلم تبديل القرآن على أهوائهم فأجابهم بأنَّهُ وحيٌّ من الله لا يستطيع تبديله ولا تغييره
استخدام الحُجَجِ العقلية مع المشركين عن طريق لفتِ أنظارهم إلى أصناهم فهي لا تضر ولا تنفع ، كما استنطقهم عن إيمانهم بأنَّ الله هو الخالق الرازق المدبِّرُ القادر فلم تعبدون معه غيره ما لا يملك شيئًا ؟؟
والمقصود بإيمانهم علمهم بأنَّ الله على كل شيءٍ قديرٍ ، فلم يحتاج إلى شُركاءَ ؟
فيها آيتان متشابهتان( ويوم نحشرهم) ثم (ويوم يحشرهم) آيتان 28 و 45
(لكل أمةٍ أجل) (ولكل أمةٍ رسول)
(وأمرت أن أكون من المسلمين) (وأمرت أن أكون من المؤمنين) آيتان 72 و 104
(فانتظروا إني معكم من المنتظرين) – (قل إنتظروا إني معكم من المنتظرين) آيتان 20 و 102
(قدم صدق – مبوا صدق)
(تحيتهم فيها سلام – دار السلام ) فالتحية سلام في دار السلام لأنها سالمة من نقص وعيب ومنغصة على النفس
منغصة : ما يرهق ويتعب ويشقي المرء
إذا وقع العذاب على قومٍ لا ينفعهم الافتداء به بجميع مافي الأرض ، ولكلِّ أمَّةٍ أجلٌ ينتهي فيه عمُرُهم وبلادهم وحياتهم وذكرهم سوى ما بقي للموعظة والتذكير.
فضل الله بالإسلام والقرآن خيرٌ مما يجمع الناس من الدورِ والأموالِ والأولادِ.
الحرام والحلال من الله لا من تقرير البشر ، أمَّا الاجتهادات الفقهية فهي تكون فروعًا تابعة للأصول بناءً على قياسٍ سليمٍ وعدم اتباع هوىً لا من عند البشر.
الله يعلم جميع أعمالنا وأحوالنا علم مُشاهدة وعلمًا سابقًا لخلقنا وعلمًا لما لم يكن كما لو كان . فسبحان الله العلي العليم
وعطف على ذكر نوحٍ في قومه حيث أطال اللبث فيهم كي لا ينزعج النبي صلى الله عليه وسلم من حال قومه فإنَّ أحوال الأقوام السابقة كان التكذيب والاستهزاء والمكر بأنبيائهم فنصر الله رُسُلَهُ على القوم الظالمين بشتى العذاب مثل الطوفان والرجم والريح
ثم ذكر حال قوم موسى عليه السلام مع جبَّار الأرض فرعون وقومه المجرمين ، واتخاذ موسى عليه السلام وقومه قبلةً للصلاة في بيوتهم لتعظيم شرف الصلاة وأهميتها عند جميع الأديان السماوية فبِها الحياة ورضا الله وفلاح المسلمين
التوكل على الله مفتاح النصر (فعلى الله توكلوا إن كنتم مسلمين)
الدعاء على الكفار والظلمة يجوز إذا أفرطوا في الإجرام ولم يُرْجَ إيمانهم.
(ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون ) هو خبر بمعنى النهي كما في سورة البقرة (لا تعبدون إلا الله)
إيمان القوم الذين جاءهم رسولٌ يؤخِّرُ عنهم العذاب كقومٍ يُونُشَ ، كما قال نوحٌ عليه السلام لقومه (يغفر لكم من ذنوبكم ويؤخركم إلى ..
سورة هود
استفتحت بذكر شرف الكتاب العظيم ، وأنَّ آياته محكمة أي لا يعتريها تغيير ولا تبديل في أحكامِها الشرعية ، ثم فصَّل هذه الأحكام في سردِ الآيات الكريمة ، منها معرفة الله لأحوال عباده ، ومنها كثرة تكذيب الأمم السابقة ، ومنها تصريف الله لمخلوقاته كيف يشاء وعرفته بمستقرِّها ومستودعها أي حالها في الأرحام وبعدها في الحياة ثم القبور.
ذكرت دابة مرتين الأولى مستقر ومستودع الدواب والثانية أنَّ هذه الدواب جميعها بيد الله قادر على تصريفها كيفما شاء (وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا) آية 6 – ((إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) آية 54
الحياة دار ابتلاء واختبار لأفعال الناس ، وكثيرًا ما يركن الإنسان إلى الراحة ظنًّا منه أنَّها تفضيلٌ له على غيره دون أن يعلم أنَّ هذا اختبارٌ من الله له كيف يرى شُكره على النعم.
تثبيت قلب النبي صلى الله عليه وسلم بأنَّ هذا الوحي من الله ولكي لا يخشى من شيءٍ ولا من تعجرف الكفَّارِ
من عمل للدنيا وفَّاهُ الله حسابه وأعطاه أجره فيها ثم يوم القيامة ليس له إلَّا النار ، وهذا يدخل فيه الكافرون والذين يُراؤون الناس والمنافقون. ) مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ( آية 15
فريق الجنة يعمل لله وفي الله ، وعمله خالصٌ لله . ثم فصَّل بين الفريقين بضرب المثل وهم الأعمى والأصم مع السميع البصير (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ
وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) آية 24
قلت: في خواتيم السورة (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون
بصير) فدلَّ ذلك أنَّ البصير هو من يعمل بطاعة الله ـ فناسب ذلك صفة البصر لله مع صفة البصر للعبد أي الهُدى.
ثم عطف على ذكر نوحٍ في هذه السورة وطولِ مُجادلته لقومه وجدالهم بالباطل بحججٍ واهيةٍ مثل : ما اتبعك إلا أراذلنا وهي حُجَّةُ الكافرين الأساسية ، وهي الأنفة من اتباع رجلٍ يتَّبِعُهُ أراذل القوم والضعفاء.
واستنكارهم لبشرية الرسول وقد بيَّن الله ذلك في سورة الأنعام (ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا) أي لا ينبغي أن يكون الرسول من غير جنس المُرسل إليهم وإلَّا لأنكروه.
فصل
(فلا تك في مرية منه – فلا تك في مرية مما يعبد هؤلاء ) أمر الله رسوله بألَّا يرتاب في الدين ، وألَّا يرتاب في شدَّة تمسُّكِ الكفَّار بعبادة الأصنام ، فإنَّ الباطل لا يصير حقًّا بكثرة متَّبعيه.
ذكر غرق ابن نوحٍ عليه السلام كي لا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم لكفر عمِّه أبو لهبٍ وأبو طالب وعدم دخولهم في الإسلام.
ثم ذكر قوم هودٍ عليه السلام وما جاءهم من الريح العاتية بعد استكبارهم عن الحق بمثل حُجَجِ قوم نوحٍ.
فائدة: الاستغفار والإيمان هما زيادة لالأموال والأولاد وانبات الأرض وقَطْرِ السماء.
استعمار ثمود في الأرض وتمكينهم منها ثم يلبثوا إلا قليلا (كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ إِنَّ ثَمُودَ كَفرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّثَمُودَ) آية 68
أبو الضيفان إبراهيم عليه السلام والبشارة بإسحاق رغم كونه وامرأتِهِ سارة جاوزا الشيخوخة أو بلغا سنَّ اليأسِ.
وهذا دليلٍ على قدرة الله على إحياء النفوس الميتة (بالكفر) إلى الإيمان) قبل موتها فأغلب مشركي مكة آمنوا يوم الفتح وكان أكثرهم شيوخًا.
إذا ذكر الله قوم لوطٍ نجد لوطًا عليه السلام يدعوهم لترك الفاحشة دون أمرهم بالإيمان بالله ، فهل السبب عائدٌ لكونِهم مؤمنين باللهِ لكن يمارسون الفاحشة أمَّ أنَّهُم كفَّارٌ ويفعلون هذه الفاحشة فيجب أن يستغفروا من ذنوبهم ؟؟ الثاني أظهر
جمع الله على قوم لوطٍ أربع أنواع عذاب ، الأولى طمس على أعينهم فأعماهم ، والثانية جعل عالي البلدة سافلها لأنهم قلبوا الفطرة فقلبهم الله ، والثالثة أخذتهم الصيحة والرابعة أمطرهم بالحجارة لشدَّة ألمِها على الجسد.
ثم ذكر قوم شعيبٍ عليه السلام وتطففيهم للمكيال وبخسهم حقوق الناس .
لا ينبغي إنكار الحق لشنئان قومٍ ، فأمر شعيب عليه السلام قومه أنْ لا يتخِذوا بُغضه سببًا لانكار رسالته التي جاء بها من الله.
ذكر الرشد في السورة مرتين ، والأولى في ذم قوم لوط فهم ليسوا براشدين ، والرشيد هو صاحب الفكر السديد والرأي الجيد ، وفي ذمِّ فرعون وأمره من ادِّعائه الألوهية واتباع قومه له.
ذكر تقديم فرعون لقومه في النار كما تقدمهم في إغراقهم في اليمِّ
تفصيل الفريقين يوم القيامة لفريقٍ يشقى في النار لا يخرج منها وهم الكفار والمنافقون ، والآخرون يخرجون من المؤمنين مِمَّن غلبت سيئاتُهُم حسناتِهِم ، والفريق الآخر يدخل الجنة فلا يخرج منها إضافةً لمن خرج من النار من المؤمنين.
ذكرت الشهادة في عدة مواضع (وذلك يوم مشهود – قال إني أشهد الله واشهدوا أني برئ مما تشركون – ويوم الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا )
الآية 89 ذكرت فيها كلمة قوم خمس مرات (وَيَا قَوْمِ لاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَن يُصِيبَكُم مِّثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِّنكُم بِبَعِيدٍ)
الاستقامة على الطريق وإقامة الصلاة سببٌ عظيمٌ لتكفير السيئات
لولا بقية من المسلمين لأهلك الله الناس جميعًا
يذكر الله قصص السابقين ليثبت المؤمنين ورسله
ونُلاحظ:
قُرِن بين الصيحة في ثمود ومدين ، وذكرت مدين (كما بعدت ثمود) لتناسبهم في نوع العذاب وتكذبيهم لنبيهم ، فالصيحة هي الصوت العالي أو الصاعقة الكهربائية من البرق.
كما وجدنا لفظ الجزاء يبدأ (ولمَّا) مرتين و(فلمَّا) مرتين ، وفي سورة إبراهيم ذّكِرت (فلمَّا ) مرتين:
قلت: لأنه أبو الأنبياء وقيل لامتيازه عنهم بالفضل . والصحيح أنَّه حسب سياق السورة .والعلم عند الله.
(
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُوداً) آية 58 (
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحاً) آية 66 (وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً) آية 77 (
فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا) آية 82 (
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً) آية 94
وفي قصة إبراهيم عليه السلام : (
فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ) آية 70 – (
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ) آية 74
سورة يوسف عليه السلام
ما يميز عائلة (الر) هو اغلب قصص الأنبياء تجدها متواترة فيها ، ففي سورة هود ذكر نوح وهود وصالح وإبراهيم ولوط وموسى وإسحاق ويعقوب عليهم السلام ، كذلك في سورة يوسف بسبب ذكر الآباء هنا ذُكر يوسف على الاختصاص وهذه السورة أقوى معنى في آية (نحن نقصص عليك أحسن القصص) لأنَّ فيها قصة كاملة
من أولها إلى آخرها لا تشوبها قصورٌ ولا يملُّ سامعها ، وفيها من المعاني الحكيمة ووسائل استصلاح الزراعة وحفظ الطعام ، وتدبير الحيل وأوامر الملوك ما يُحيِّرُ الألباب.
بداية القصة هي تأويل رؤيا يوسف عليه السلام بعد أن قصَّها على أبيه يعقوب عليه السلام وحسد إخوته له ثم إتفاقهم على إلقائه في الجبِّ
ثم إدعائهم أنَّ الذئب أكله وقد اشتهر في المثل (بريءٌ براءة الذئب من دم ابن يعقوب) ثم وجده مجموعة من السيارة وهي قافلة تسير فباعوه إلى عزيز مصر فاشتراه وربَّاه عنده فارتفع شأنه وعلا مقامه حتى إذا بلغ وصار شابا جميلا عاقلا راودته امرأة العزيز واتهمته بإرادة الفاحشة
(
وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ) آية 23 و أيضًا (قَالُواْ
سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) آية 61
قلت: هذه لغة القوم وهي المراودة وهي تأتي بمعنى المجادلة أو إجبار الشخص على شيءٍ أو محاروته أو مسياسته في الكلام
لفظة تالله لم تكرر سوى في هذه السور مع النحل ، قلت : يبدو أن أسلوب القسم يختلف عند أهل فلسطين وقتها عن القرى المجاورة فجاء بحرف التاء قبل القسم على غير ما يعرفه العرب من القسم بالباء أو الواو للتنبيه على اختلاف لغة القوم.
(قَالُواْ
تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ) آية 73
(قَالُواْ
تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) آية 85
(قَالُواْ
تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) آية 91 –
(قَالُواْ
تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ) آية 95
من لغة القوم (إنَّا نراك من المحسنين) إذا توسوموا الصلاح في من أمامهم! (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) آية 36 قالها الفتيان ليوسف في السجن – (إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) آية 78 عندما جاؤوه ببضاعة مُزجاةٍ (إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ) آية 88
ولغة القوم (الخاطئين) (لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ) آية 91 – (وَاسْتَغْفِرِي لِذَنبِكِ إِنَّكِ كُنتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) آية 29
أيضًا من لغة القوم أهل مصر وأهل فلسطين وصف الشخص المخطئ بالضال ، لذلك قال بنو يعقوب عليه السلام (إنَّ أبانا لفي ضلال مبين) وقال بنوه أيضًا (تالله إنَّك لفي ضلالك القديم) فجمعوا لفظ القسم المميز مع الوصف بالخطئ ومُجانبة الصواب.
وقال النسوة في المدينة لامرأة العزيز إنَّا لنراها في ضلال مبين فهذا اللفظ يشمل لغة من لغة القوم.
- إذا أذنب الإنسان قال أنا من الخاطئين يدُل عليه لغة إخوة يوسف (قالوا يا أبنا......) ولغة العزيز (واستغفري لذنبك)
خمس آيات متتاليات تبدأ بكلمة (قالوا) !
(
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ(71)
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ(72)
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ(73)
قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ(74)
قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ(75)
ثم آيتان متتاليتان تبدآن بقالوا (
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ(77)
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَباً شَيْخاً كَبِيراً فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(78)
المفضلات