ويجب على العبد أن يخلص في عمله(عبادته) لربه فيريد به وجه الله والدار الآخرة وهذا في العبادات التي لم يرد فيها الشرع بثواب دنيوي كالصلاة والصوم فإن أراد بعبادته هذه الدنيا فقط فهذا شرك أكبر فإن كانت عبادته مما رتب عليه الشارع ثوابا دنيويا أيضا فأراد بها وجه الله والثواب الأخروي وذلك الثواب الدنيوي فلا بأس بذلك وإن أراد بأصل عبادته وجه الله ولكن طرأ عليه الرياء أحبط ثواب عمله الذي قارنه ,وإن كانت العبادة ليست كالصلاة والصوم وإنما كطلب العلم مريدا به الدنيا فقط فهذا شرك أصغر وعلى العبد أن يتقي الله في عبادته فليطلب ما عند الله والدار الآخرة وليتفطن لقصده ولتكن همته عالية في طلب الدار الآخرة في كل عبادته ولتكن عاداته قد قصد بها الاستعانة على طاعة ربه ولتكن همومه بالحسنات لتكتب له حسنات ,وعلى العبد أن يكون مطيعا لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أحل وحرم فمن أحل ما حرم الله أو حرم ما أحل الله فذلك كفر أكبر وإنما طاعة العلماء والأمراء تابعة لطاعة الله فإذا أمروا بمعصية فلا طاعة لهم في ذلك ,ومن كان مجتهدا أو عرف الدليل فليس له العدول عنه ومن كان غير مستطيع الاجتهاد فليسأل أهل العلم وطاعة العلماء والأمراء في التحريم لما أحل الله والتحليل لما حرم الله كفر أكبر وكذا طاعتهم في فعل المعصية التي يكفر فاعلها كترك الصلاة ,وأما طاعتهم في المعصية التي لا يكفر فاعلها فلا يكفر بذلك كأكل الربا مع العلم بأنه حرام ويجب على العبد أن لا يطيع أحدا في التحليل والتحريم من الخلق لأن ذلك إنما هو لله ولرسوله ولا يطيع أحدا في المعاصي وليعلم العبد أن طاعة أكثر من في الأرض ضلال عن سبيل الله وأن الفوز إنما هو في طاعة الله ورسوله .
والنعم كلها من الله فعلى العبد أن ينسبها إلى ربه ويثني عليه بها ويشكر الله عليها ويحمده ويجعلها في طاعته ويسن للعبد أن يسأل الله في أخر صلاته أن يعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته ويري الله عليه أثار نعمه عليه وأن نسبة النعم إلى غير الله في اللفظ من الشرك الأصغر المنافي كمال التوحيد الواجب أما نسبتها إلى غير
الله على أنه الفاعل المؤثر فهو شرك أكبر في الربوبية ويجوز لولا الله ثم فلان لكان كذا إن كان سببا ولا يجوز لولا الله و فلان ويجوز لولا فلان لكان كذا إن كان سببا مع عدم نسيان المسبب(الله خالق الأسباب والمسببات) فإنه تناسى الله جل وعلا فقال لولا فلان لكان كذا فهو شرك أصغر والسبب لا يستقل بالأثر فقد يكون هناك مانع وكله بقدر الله فلينسب العبد النعم إلى الله ولا يقل العبد ما شاء الله وشاء فلان لأنه في اللفظ شرك أصغر ويجوز ما شاء الله ثم شاء فلان ,ويحرم أعوذ بالله وبك ويجوز ثم بك ,ويحرم لا بلاغ لي إلا بالله وبك ويجوز ثم بك .
الحلف :لا تحلف إلا بالله أوصفة من صفاته ولا تحلف بغيره من الآباء والأمهات والطواغيت والأنداد وغيرهم وكن صادقا في حلفك بالله وأحفظ يمينك فمن حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك وإذا كان الحلف بغير الله في اللفظ بلا تعظيم كما يعظم الله فهو شرك أصغر ومن حلف بغير الله فهو كبيرة من الكبائر ومن سمعته يحلف بالكعبة فمره فليحلف برب الكعبة والحلف بالآباء منسوخ ,ولا تحلف بملة غير الإسلام ولا باللات والعزى ومن حلف فليقل لا إله إلا الله ومن حلف له بالله فليرضى واتق الشرك الخفي فقل :(اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم) الدهر :يحرم سب الدهر وسب الدهر أذية لله تعالى ومن سب الدهر قاصدا الفاعل(الله)فهذا كفر أكبر ومن سب الدهر مريدا (الليالي و الأيام)فهذا شرك أصغر مناف لكمال التوحيد الواجب ,ولا يقل العبد أهلكنا الدهر ,والدهر ليس من أسماء الله تعالى,والله تعالى هو الذي يقلب الليل والنهار ,وليس من سب الدهر وصف الأيام بالنحس أو وصف السنين بالشدة فهو جائز ,وعلى العبد أن يستغل الزمان (العمر) في طاعة الله لأنه سوف يسأل عنه يوم القيامة . لو:إن كل شيء فهو مقدر من الله فليحرص العبد على فعل الخير والتوكل على الله وبذل الأسباب مستعينا بالله غير كسل ويحرم استعمال (لو)على سبيل التحسر والندم أو الاعتراض على قدر الله ومن فعل ذلك كان ناقص التوحيد ويجوز استعمال (لو)في المستقبل متمنيا للخير راجيا ما عند الله ويجوز استعمالها فالماضي لبيان محبة الخير وتمنيه بلا اعتراض على القدر أو الجزع أو لبيان علم نافع وإذا كان ما ذكره سببا مع استحضار أن الأمر كله لله . العهود:يحرم ان يعطي العبد ذمة الله أو ذمة نبيه ,ونقض العهد في ذلك مناف لكمال التوحيد الواجب وكذلك إنزال العدو على حكم الله وليس للقاضي ونحوه في الأمور الاجتهادية أن يقول هذا حكم الله ويجب الوفاء بالعهود والعقود الصحيحة ويجب الوفاء بالوعد وترك الخلف.
الذنوب:فمنها ما ينافي أصل التوحيد كالشرك الأكبر فلا يغفره الله لمن مات عليه ممن بلغته الحجة ...ويحبط جميع الأعمال (من مات عليه) ولا يغفره الله إلا بالتوبة ومن كان كافرا فأسلم فالإسلام يَجُب ما قبله ويحسب له ما قدمه من الخير قبل إسلامه ,ودخول الجنة هو بفضل الله ورحمته ولكن الإيمان والعمل الصالح سبب لذلك،ومن عبد الله فلم يشرك به وأقام الصلاة واتى الزكاة واجتنب الكبائر كان له الجنة .ومن الذنوب الشرك الأصغر (كالرياء)فينافي كمال التوحيد الواجب ويحبط ثواب ما قارنه من العمل ,ومن الذنوب الكبائر دون الشرك وهي لا تنافي أصل التوحيد ولكن تضعف الإيمان وتنقصه وتنافي كماله الواجب ,وصاحب الكبيرة إن أقيم عليه الحد فهو كفارته وإن تاب كفر ذنبه وإن مات عليها بلا التوبة ولم يقم عليه الحد فهو تحت مشيئة الله إن شاء عذبه بقدر ذنبه ثم أدخله الجنة وإن شاء عفا عنه. والكبائر ما توعد الله عليه بنار أوعذاب أو لعنة أو غضب أو سخط أو حد أوقال صلى الله عليه وسلم ليس منا ونحوه وأكبرها الشرك بالله (الأكبر ثم الأصغر)وقتل النفس بغير حق والعقوق للوالدين واليمين الغموس وقول الزور وقذف المحصنات والإياس من روح الله والقنوط من رحمة الله وأكل الربا والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم والتعرب بعد الهجرة والكبائر كثيرة،والإصرار على الصغيرة يصيرها كبيرة وأما الصغائر فلا تنافي أصل التوحيد ولكن تنافي كماله الواجب وتكفر بالصلوات الخمس وصيام رمضان والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة مع اجتناب الكبائر. يحرم تعبيد الاسم لغير الله ويتنافى مع كمال التوحيد الواجب وما حصل من ادم وحواء في ذلك فهو من شرك طاعة الشيطان في التسمية,ولا يجوز أن يسمى عبد المطلب ,ويجب تغيير الاسم المعبد لغير الله أو فيه تزكية ,ولا يسمي العبد ولده يساراً أو بركة أو رافعا أو رباحا أو أفلح أو نجيحا أو نافعا،ويشرع تعبيد الاسم لله وأحبها إلى الله (عبد الله وعبد الرحمن)أو يسمي بأسماء الأنبياء أو اسم أحد آبائه إن كان اسم حسنا,وأصدق الاسماء حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة,ولا يسمى العبد باسم فيه شدة وإذا كان كذلك غيره إلى السهولة,ويحرم التسمي بالأسماء المختصة بالله (الرحمن ـ الرزاق ـ ونحوها)وأخنع اسم عند الله رجل تسمى (ملك الأملاك)فإن اعتقد أنه ملك الأملاك كلها فهذا شرك مناف لأصل التوحيد وإن كان في اللفظ فقط فهو مناف لكمال التوحيد الواجب ,ولا يسمي العبد أو يكني بالأسماء المختصة بالكفار أو الفسقة ويغير الاسم الذي كذلك .
ويجب على العبد أن يكون عازما في دعائه كله خاضعا لربه متوجها إليه ويحرم أن يقول اللهم ارحمني إن شئت فإن الله لا مكره له ,ومن قال في دعائه اغفر لي إن شئت ونحوه كان ناقص التوحيد الواجب وليقتصر العبد في قول إن شاء الله فيما ورد فيه النص كالدعاء للمريض "طهور إن شاء الله وفي زيارة القبور وقول أنا مؤمن إنشاء الله متبركاً وأنه لم يقم بما كلف به فهو لا يزكي نفسه ويحرم شاكاً ويشرع في فعله في المستقبل "وليدع العبد ربه موقنا بالإجابة بقلب مقبل على ربه غير غافل ولا لاهٍ ويجتهد في دعاء ربه ب(ياذا الجلال والإكرام). ويحرم الإقسام على الله تكبرا وعجبا وهذا ينافي كمال التوحيد الواجب إلا إن اعتقد مماثلتًا لله في ذلك فهو مناف لأصل التوحيد ويجوز الإقسام على الله معتقدا صحة ظنه مع إحسان الظن بالله متذللا خاضعا مفتقرا إلى الله ,وليحذر العبد من الإقسام على الله متجبرا محتقرا غيره أن لا يغفر الله له لأنه قد يحبط الله عمله ,وعلى العبد أن يكون خائفا من الله محبا له راجيا له ,ومما ينافي كمال التوحيد الواجب أن يستشفع بالله (يتوسط)على أحد من خلقه لأن الأمر كله لله فهو مالك الأمور كلها وهذا ينافي تعظيمه الواجب وعلى العبد أن يعظم الله ويقدره حق قدره في أقواله وأعماله ولينكر على من سمعه يتنقص الله في كلامه وليسبح الله عند ذلك منزها له عن كل عيب ونقص.
التصوير :والتماثيل لذوات الأرواح محرمة باتفاق العلماء وأما التصوير لذوات الأرواح فكله محرم إلا للضرورة وإذا قطع الرأس من الصورة جازت ,وتصوير ذوات الأرواح تنديد ووسيلة من وسائل الشرك ولا أحد أظلم من المصور ,وأشد الناس عذابا الذين يضاهون بخلق الله ,والمصور على خطر إن لم يتب قبل موته فكل مصور في النار يجعل بكل صورة نفسا تعذبه في جهنم ويقال لهم يوم القيامة أحيوا ما خلقتم ويكلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ والمصور ملعون ,ويجب طمس الصور ويجب إخراجها من البيوت إلا ما كان لضرورة ,وإذا كان المصور يعتقد أنه يضاهي الله وأن تصويره أحسن من خلق الله أو يساويه أو صور صنما ليعبد فهذا شرك أكبر وإن كان لغير ذلك فهو معصية ,ويجب عليه التوبة إلى الله من هذا العمل (التصوير كله)
الريح :والريح مخلوقة مدبرة مأمورة من الله فمن اعتقد فيها أنها فاعلة مؤثرة بالخير والشر فهو مشرك شركا أكبر في الربوبية فيحرم سبها ولعنها وهي من روح الله تأتي بالرحمة وبالعذاب فإذا رآها العبد فليسأل خيرها وليستعذ بالله من شرها وقد نصر الله بريح الصبا رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وأهلكت عاد بالدبور ,ويسن للعبد إذا عصفت أن يقول ماجاء في حديث عائشة ,وإذا رأى العبد الغيم أو الريح فليخف من عذاب الله حتى إذا أمطرت فيُسرى عن العبد . وعلى العبد إذا سأله أحد بالله حقا له أو كان مضطرا أو ممن كان ما ليس على المسئول منه ضرر من الفاضل عنده وجب أن يعطيه على قدرته فإن لم يعطه كان ناقص الإيمان الواجب لعدم تعظيمه لله التعظيم الواجب ,فإن سأل محرما أو مكروها أو ليس مقدورا عليه أو فيه ضرر فلا يجب إعطاؤه ويحرم في المحرم ويكره في المكروه, وإذا سئل العبد بوجه الله ولم يعط السائل ما يجب إعطاؤه فهو ناقص الإيمان الواجب وعلى العبد أن يعيذ من استعاذ بالله في المقدور عليه وليس ممنوعا شرعا ويجب نصرة المظلوم والأكمل بالعبد ان لا يسأل بوجه الله إلا المطالب العالية كالجنة والنجاة من النار والاستعاذة من الشيطان الرجيم ومن العذاب. ويجب على العبد أن يحسن الظن بالله ويحرم الظن السوء بالله والله عند ظن عبده به
ويحرم أن يظن بالله ظن الجاهلية بأن ألهتهم تشفع لهم عند الله أو ظن الصاحبة والشريك فهذا كفر أكبر ,وأما ظن السوء مما يقع في قلوب كثير من الناس من اللوم للقدر فهذا مما ينقص به كمال الإيمان الواجب وعلى العبد أن يتنبه لنفسه في هذا الموضوع وليكثر من التوبة إلى الله والاستغفار ولا يطلق لنفسه العنان في ظنها بربها وليعلم العبد أن ما قدره الله من المصائب فهو لحكمة يعلمها الله وعلى العبد الصبر لتكفر ذنوبه وترفع درجته ويوفى أجره بغير حساب وليستيقن العبد أن الله ناصر دينه ورسوله وأن الظانين بالله ظن السوء في خسارة وأن كيدهم زاهق. ويحرم أن يقول السيد أو غيره عبدي وأَمتي أو عبدك أو يقول العبد لسيده ربي لأن ذلك نقص لكمال التوحيد الواجب ولكن ليقل :فتاي فتاتي وغلامي وليقل العبد سيدي سيدتي فإن الجميع مملوكون والرب الله عز وجل ,ولا يقل العبد فلان (السيد)لأن السيد الله ,ويحرم أن يقال للمنافق سيدنا ,ويجوز رب الدار ورب إبله لأنها غير مكلفة , ويحرم قول السلام على الله وينقص به التوحيد الواجب ,والسلام من أسماء الله وعلى العبد أن يعتمد على الله في أموره كلها وليعمل الأسباب المؤدية إلى السلامة في الدنيا والآخرة وأن يستسلم لربه فيما شرعه له ولا يسأل لماذا؟ ففيما شرعه الله السلامة والنجاة ,وسن أن يبدأ العبد بالسلام وأن يفشي السلام على من عرف ومن لم يعرف لتحقق المحبة بين المؤمنين . ولا يسارع العبد إلى اليمين بلا ضرورة أو حاجة ولا يحلف لإنفاق السلعة ولا يحلف كاذبا ليقتطع مال مسلم أو حق مسلم ومن حلف كاذبا أو لإنفاق السلعة والمكثر من اليمين بلا حاجة هو ناقص الإيمان الواجب مع محق كسبه فيما لو حلف لإنفاق سلعته . ومما ينافي كمال التوحيد الواجب أو أصله الكبرياء والعزة (منازعة الله عزته) والشك في أمر الله والقنوط من رحمة الله,ومما ينافي كمال الإيمان الواجب الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم بأنها سبب والنياحة على الميت والقول بالعدوى فلينته العبد عن التفاخر بالحسب وليعلم أن الناس كلهم لآدم وآدم من تراب وليترك الطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم والنياحة ولا يقل بالعدوى ولا يقل (الأمراض المُعدِية) .ومما ينافي كمال الإيمان الواجب إدعاء نسب لا يعرف أو جحده وإن دق أو ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أو ادعى ما ليس له أو انتمى إلى غير مواليه,فإن استحل ما حرم الله كان كفرا أكبر. ومما يكفر الذنوب ما يصيب العبد من المصائب والهم والغم والحزن والنصب والوصب والأذى حتى الشوكة يشاكها إذا صبر واحتسب ومما يكفر الذنوب قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة وقول سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة والذكر بعد الأذان لمن سمعه وكفارة المجلس وإتباع السيئة بالحسنة تمحها والقتل في سبيل الله والسماحة والسهل في البيع والشراء والقضاء والاقتضاء والصدقة بالماء وصيام شهر رمضان وقيامه أو قيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا والحج مخلصا لله بلا رفث ولا فسوق والصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة والعمرة إلى العمرة ورمضان إلى رمضان وموافقة تأمين العبد تأمين الملائكة وصيام يوم عرفة تطوعا لغير الحاج وصيام يوم عاشوراء وإحسان الوضوء والخروج إلى صلاة الجماعة والإكثار من الحسنات لترجح في الميزان يوم القيامة وتحقيق شهادة لا إله إلا الله وإزالة الأذى عن طريق المسلمين وللوقاية من الذنوب ذكر الخروج من البيت والاستعاذة بالله من المأثم والمغرم والشيطان.
والكبائر كثيرة فمنها الشرك بالله وهو أكبرها ومنها ما نص عليها الدليل كالقنوط من رحمة الله وعقوق الوالدين وقول الزور ومنها ما ترتب عليه حد في الدنيا كالزنا ومنها ما توعد الله عليها بغضب أو لعنة أو بالعذاب الأليم أو لا ينظر الله إليه يوم القيامة ولا يزكيه ولا يكلمه يوم القيامة أو توعد الله أنه يشنؤه أو قال النبي أنه بريء منه أو قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا أو قال عن عمله (رد)والكبائر والصغائر بعضها أكبر من بعض ,والكبيرة والصغيرة تعظم في الزمان الفاضل أو المكان الفاضل والكبيرة والصغيرة تعظم بالإكثار منها وتعظم إذا انضم إليها أمور كأن تكون في حق القريب أو الجار والمحارم ونحو ذلك ,فليحافظ العبد على قلبه من الذنوب وليتجنب الكبائر ليسلم من لعنة الله وغضبه وبغضه وغير ذلك وليتجنب العبد الصغائر لأنها مما نهى الله عنه وليكن ملازما للتوبة والاستغفار إذا أذنب (يجب)ويشرع للعبد أن يكون ملازما للتوبة والاستغفار كل يوم (أكثر من مائة مرة)وفي المجلس أكثر من سبعين مرة ولتكن توبة العبد نصوحا (صادقة)وليحذر من الإصرار على الصغائر ,وليذكر العبد ربه إذا أذنب فليستغفر وليندم على فعل الذنب وليصلح في توبته وليفارق المجتمع الذي تقترف فيه الذنوب إلى غيره إن كان أصلح له وليستكثر من طاعة الله وليكن في الدنيا كأنه غريب أو عابر سبيل وليقنع من الدنيا بما أتاه الله من الرزق وليهتم كل الاهتمام بتحقيق شهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله). والبدعة إحداث في دين الله (الإسلام)وسلوك منهج البدع هلاك والبدع هي شر الأمور من المحدثات ويغلب على أهل البدع محبتها والسعي في إضلال غيرهم بنشرها وسنها ودعوة غيرهم إليها واجتهادهم في ذلك ,وأهل البدع يتبعون المتشابه ويتركون المحكم وما يقومون به من البدع هو اتهام لدين الله بالنقص وهو مردود عليهم والابتداع فرية في الدين ,ومن البدع ما يكون مكفرا ومنها ما ليس مكفرا,ومنها بدع اعتقادية أو عملية أو قولية ,ويجب على العبد الحذر من أهل البدع والإنكار عليهم بالقول والفعل مع الاستطاعة وأن تخبر المبتدع بأنه خالف دين الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ويجب دعوة أهل البدع إلى الله والرد عليهم ودحض شبهتهم وبيان الحق ومن خشي عليه من مجالستهم حرم عليه مجالستهم ومخالطتهم,وأهل البدع خبثاء ويجوز إطلاق على المبتدع أنه خبيث في بدعته بعد البيان له ويجوز الدعاء على المبتدع عندما يمارس بدعته ولم ينته عنها وقد بين له ويجب بغض أهل البدع بقدر ماعندهم من الابتداع ويؤمرون بالتوبة إلى الله وإذا كان هجر المبتدع يفيد بترك السلام عليه حتى ينتهي عن بدعته فإنه يهجر ولا يسلم عليه ,ويجب لزوم جماعة المسلمين وعدم الفرقة (الجماعة هم من كان على ما مثل ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم) وتجب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بفعل الواجبات على حسب الاستطاعة ويسن فعل المسنونات وترك المكروهات ويجب الانتهاء عما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ,وعلى العبد أن يطيع الله ورسوله وطاعة الرسول هي طاعة الله وليحصل على الفوز العظيم وعلى الهدى وعلى الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة وليخرج من الظلمات إلى النور وليرحمه الله ولينعم الله عليه مع الذين أنعم الله عليهم ويحصل على الفلاح(الحصول على المطلوب والنجاة مما يخاف منه) وليدخله الجنة وينجيه من العذاب .ويجب على العبد الانتهاء عما نهاه الله عنه ورسوله مما حرم الله عليه فإن خالف بالمشاقة والتولي فذلك كفر أكبر وأن النار معدة لمن كان مخالفا متعديا حدود الله,ومن عصى رسوله صلى الله عليه وسلم وخالفه معرضا عن دينه فقد أبى من الجنة وهو فاشل مفتون ومعذب العذاب الأليم وضال أعظم الضلال وسوف يوليه الله ما تولى ويصليه جهنم كما أن مخالفة أمر الله ورسوله إبطال للأعمال وهلاك لا مثيل له وهو منهج الخلوف، كما أن مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاقة لله تعالى يترتب عليها العقاب الشديد ,وعلى العبد أن يحرم ما حرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يلزم ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أوجبه عليه ,وسيرى العبد اختلافا كثيرا وهي سبل الشيطان وأما سبيل الله فهو واحد مستقيم وليجب العبد ربه فإنه يدعوه إلى دار السلام (الجنة)وليحذر من كشف الستر فيقع فيما حرم الله عليه من حدوده ولينظر العبد في واعظ الله في قلبه فليتق الله وليسمع وليطع الكتاب والسنة وولي أمره إن أمره بالمعروف وليتمسك بسنة الخلفاء الراشدين المهديين عاضاً عليها بالنواجذ وليعلم العبد أنه إذا حقق طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن الله يكرمه في الدنيا والآخرة فيرضى عنه فلا يخاف ولا يحزن "لا خوف عليهم ولاهم يحزنون"وقد يعطي الله بعض أوليائه كرامات من الخوارق في الدنيا,وليعلم العبد أنه إن أعرض عن الله ورسوله فإنه ممن أهانه الله"ومن يهن الله فماله من مكرم" وأعظم كرامة للعبد هي الاستقامة على دين الله.
التوسل: ويجب على ولاة الأمر تحكيم شريعة الله وأن يقودوا الناس بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ,ويجب على العبد طاعة ولاة الأمر في المعروف لأن طاعتهم تابعة لطاعة الله .ويجب السمع لهم والطاعة في المعروف فيما أحب العبد وكره وعسره ويسره ومنشطه ومكرهه وأثرة عليه,ولا يجب سمع وطاعة لأحد المخلوقين في معصية الله بل يحرم,ويجب على العبد الصبر على ما يلقى من الأثرة في المال أوغيره,والمعروف هو ماكان مما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أو فيه مصالح المسلمين ولا يتعارض مع الكتاب والسنة ,ويجب النصيحة لولاة الأمر على المستطيع,وتجب طاعة ولي الأمر الذي يقود الناس بكتاب الله ولو عبدا ,ويجب على من غزا في سبيل الله أن يكون في غزوة مطيعا لإمامه في المعروف مجتنبا الفساد مخلصا في غزوه لربه لا رياء ولا سمعة ليحصل على الأجر العظيم في ذلك.
والله الموفق
المفضلات