بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله ( محمد ) بن عبد الله وعلى آله الطيبين

الطاهرين وعلى صحابته الغر الميامين ،،،،

وبعد ،،،،

فقد كثر الحديث في شخصية الخليفة الاموي الثاني يزيد ابن معاوية ابن ابي سفيان ، فطائفة كفرته

وفسقته وافترت عليه الكذب فالصقوا كل خسيسة ونقيصة به وهم (الروافض) وطائفة على

النقيض تماما غلت فيه واحبته وعظمته وهم (النواصب) ، وأما أهل السنة والجماعة فقد انصفوا

الرجل واعطوا حقه فهم لا يحبونه ولا يبغضونه ولا يشتمونه وقالوا انه كان ملكا من ملوك

المسلمين له حسنات وسيئات ، ولم يكن كافرا ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين

وفعل مافعل بأهل الحرة ، ولم يكن صاحبا ولا من أولياء الله الصالحين .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) : (( وهذا قول عامة أهل العقل والعلم والسنة والجماعة ،

وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق : فرقة لعنته ، وفرق احبته ، وفرق لاتسبه ولاتحبه ، قال

شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وهذا هو المنصوص عن الامام أحمد وعليه المقتصدون

من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين ، وهذا القول الوسط مبني على انه لم يثبت فسقه الذي

يقتضي لعنه أو بناء على أن الفاسق المعين لا يلعن بخصوصه إما تحريما وإما تنزيها ، فقد ثبت

في (صحيح البخاري) عن عمر في قصة عبد الله بن حمار الذي تكرر منه شرب الخمر وجلده رسول

الله (صلى الله عليه وسلم ) لما لعنه بعض الصحابة قال النبي (صلى الله عليه وسلم) : (( لا تلعنه

فإنه يحب الله ورسوله )) ، وقال عليه السلام (( لعن المؤمن قتله )) متفق عليه )) .

مجموع الفتاوى (ج3/ 409 ، 414 ) .

وأما بالنسبة لترك المحبة فلأنه لم يصدر منه من الاعمال الصالحة ما يوجب محبته ، فبقي واحدا

من الملوك والسلاطين . ومحبة أشخاص هذا النوع ليست مشروعة ، ولأنه صدر عنه ما يقضي

فسقه وظلمه في سيرته ، وفي ماحصل لأهل الحرة ، أما قتل الحسين (رضي الله عنه ) فالمصادر

التاريخية تثبت بارئته من دم الحسين وانه حزن وبكى حينما قتل (رضي الله عنه ) واما من كان

السبب في مقتل الحسين فهو والي العراق (عبيد الله ابن زياد ) ......

والله تعالى اعلم ......