تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)

آخـــر الــمــواضــيــع

تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)

  1. #1
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    Icon37 تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)



    رقـم الفتوى : 98106
    عنوان الفتوى : تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)



    السؤال

    شاهدت ما ورد في تفسير عبس وتولى في هذا الموقع في تفسير سورة عبس وتولى أنها نزلت على رسول الله وأن رسول الله هو الذي عبس وتولى وهذا كلام غير صحيح وإنما الذي عبس وتولى هو عمر بن الخطاب والدليل كالتالي:

    1- الوحي كان ينزل على رسول الله وكان يخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام إذا المفروض تأتي الآية التي نزلت على الرسول كالتالي (عبست وتوليت) وليس عبس وتولى هذا إذا كانت الآيه نزلت على الرسول ونضرب بعض الأمثله على الآيات التي كانت تخاطب الرسول (يأيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك) (أنا أعطيناك الكوثر) الكاف هو ضمير يعود إلى الرسول.

    2- الله سبحانه وتعالى يقول: (وإنك لعلى خلق عظيم) كيف يكون على خلق عظيم إذا كان يعبس في وجه الغير 3- كذلك الله سبحانه وتعالى يقول: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير)، إذاً رسول الله أفضل الخلق والأخلاق فكيف يعبس هذا؟ وجزاكم الله كل خير.


    الفتوى




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

    فإن ما شاهدته في هذا الموقع هو ما اتفق عليه المفسرون عن بكرة أبيهم وهو ما جاء في دواوين السنة ومراجع السيرة النبوية الشريفة، ولم نقف على من قال إنها نزلت في عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإليك التفصيل..

    قال الشوكاني في فتح القدير: وقد أجمع المفسرون على أن سبب نزول الآية أن قوماً من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم وقد طمع في إسلامهم، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليه ابن أم مكتوم كلامه، فأعرض عنه فنزلت. انتهى.

    وقال ابن كثير بعدما ساق الأحاديث الواردة في سبب النزول وأنها في ابن أم مكتوم: وهكذا ذكر غير واحد من السلف والخلف أنها نزلت في ابن أم مكتوم، والمشهور أن اسمه عبد الله ويقال عمرو. والله أعلم. انتهى.

    وقال صاحب كتاب محمد رسول الله: أجمع المفسرون على أن الذي عبس وتولى هو الرسول عليه الصلاة والسلام وأجمعوا على أن الأعمى هو ابن أم مكتوم.. أتى رسول الله ابن أم مكتوم وعنده صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم أقرئني وعلمني مما علمك الله وكرر ذلك فكره رسول الله قطعه لكلامه وأعرض عنه فنزلت هذه الآية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رآه يقول مرحبا بمن عاتبني فيه ربي، ويقول هل لك من حاجة ولا شك أن في استخلافه للمدينة إكراماً له. انتهى.

    وأما توجيه الكلام إليه صلى الله عليه وسلم بأسلوب الغيبة فإنه لحكم ونكت بلاغية ربما تغيب عن ذهن من لم يتذوق أساليب اللغة العربية وبلاغتها... فقوله تعالى (عبس وتولى) بأسلوب الإخبار عن الغائب فيه تعظيم له وتكريم فكأن الكلام موجه لغيره... ثم يلتفت ويأتي بأسلوب الخطاب (وما يدريك لعله يزكى..) تأنيساً له صلى الله عليه وسلم، قال صاحب روح المعاني: وضمير عبس وما بعده للنبي صلى الله عليه وسلم وفي التعبير عنه عليه الصلاة والسلام بضمير الغيبة إجلال له صلى الله عليه وسلم لإيهام أن من صدر عنه ذلك غيره لأنه لا يصدر عنه صلى الله عليه وسلم كما أن في التعبير عنه صلى الله عليه وسلم بضمير الخطاب في قوله سبحانه وما يدريك لعله يزكى ذلك لما فيه من الإيناس بعد الإيحاش والإقبال بعد الإعراض والتعبير عن ابن أم مكتوم بالأعمى للإشعار بعذره في الإقدام على قطع كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وتشاغله بالقوم. انتهى.

    وقال ابن عاشور: ولما كان صدور ذلك من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم لم يشأ الله أن يفاتحه بما يتبادر منه أنه المقصود بالكلام فوجهه إليه على أسلوب الغيبة ليكون أول ما يقرع سمعه باعثاً على أن يترقب المعنى من ضمير الغائب فلا يفاجئه العتاب وهذا تلطف من الله برسوله صلى الله عليه وسلم ليقع العتاب في نفسه مدرجاً وذلك أهون وقعاً... ثم جيء بضمائر الخطاب على طريقة الالتفات.

    ثم ذكر رحمه الله بحثاً طويلاً في هذا الموضوع غاية في الأهمية بالنسبة للدعاة وطلبة العلم، نرجو منك أن تطلع عليه، ثم قال في آخره: والحاصل أن الله تعالى أعلم رسوله صلى الله عليه وسلم أن ذلك المشرك الذي محضه نصحه لا يرجى منه صلاح وأن ذلك المؤمن الذي استبقى العناية به إلى وقت آخر يزداد صلاحاً تفيد المبادرة به لأنه في حالة تلهفه على التلقي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد استعداداً منه في حين آخر...

    وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويكرمه ويقول له مرحباً بمن عاتبني فيه ربي وقد استخلفه على المدينة في خروجه إلى الغزوات ثلاث عشرة مرة وكان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم هو وبلال بن رباح. انتهى.

    ثم إن عبوس وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسبب هذه الحادثة أو غيرها لا يتنافى مع ما جاء في حسن خلقه والأمر بالاقتداء به، فهو صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً وهو وحده الأسوة الحسنة، لكنه بشر يعتريه ما يعتري البشر من الأعراض كالغضب والسرور والمرض والصحة... ويظهر ذلك على جسده وملامح وجهه، فكان صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه عندما يرى ما يكره... ويظهر عليه السرور عندما يرى ما يحب..

    وقد ورد ذلك في أحاديث كثيرة صحيحة، وسبب عبوس وجهه صلى الله عليه وسلم إلحاح ابن أم مكتوم وهو معذور -طبعاً- لأنه لا يرى حال النبي صلى الله عليه وسلم وانشغاله عنه، فهذه الحادثة وما نزل فيها من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ودليل على صدقه وأنه -كما قال بعض السلف-: لو كتم محمد صلى الله عليه وسلم شيئاً مما أوحي إليه لكتم هذه الآيات.

    وبإمكانك أن تطلع على المزيد من الفائدة في الفتوى رقم: 66269، والفتوى رقم: 38915 وما أحيل عليه فيهما.هذا وننبه إلى التحذير الأكيد والوعيد الشديد لمن تكلم في القرآن بغير علم فقد أخرج الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم، فمن كذب علي متعمداً فليتبؤا مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبؤا مقعده من النار. وفي رواية: من قال في القرآن بغير علم...

    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  2. #2
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    افتراضي




    رقـم الفتوى : 66269
    عنوان الفتوى : سبب نزول قوله تعالى: (عبس وتولى)



    السؤال



    بسم الله الرحمن الرحيم

    أستاذي الفاضل الدكتور يوسف القرضاوي.....
    تحية طيبة وجزاك عنا وعن المسلمين كل خير وأطال الله عمرك .
    سيدي الكريم : كنت أريد التأكد من تفسير آية (( عبس وتولى # أن جاءه الأعمى )) ففي معظم التفاسير التي قرأتها والبرامج التي شاهدتها يفسرها العلماء الأجلاء على أن المقصود بها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ولكن سمعت منذ أيام أحد العلماء في إحدى القنوات الفضائية ينفي ذلك ويقول إن الله تعالى من المستحيل أن يخاطب رسوله بهذه الآيه وكيف ذلك وقد خاطب أحد المشركين وهو الوليد بن المغيرة وقد ذمه الله سبحانه في موضع آخر (سورة المدثر) واستخدم كلمة عبس في ذمه؟ أستاذي هذا الأمر سبب لي بعض الحيرة من أمري فأفيدونا أفادكم الله .



    الفتوى


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فإن سورة عبس نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم كما قرره المفسرون لما أخرجه الترمذي في سننه ومالك في موطئه، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 38915.

    والعبوس وهو تقطيب الوجه وظهور أثر الكراهة عليه من الأعراض التي تعرض للبشر، والنبي صلى الله عليه وسلم بشر وذلك لا ينافي كمال خلقه، فقد عاتبه ربه في آيات غيرها، كما في قصة أسرى بدر لما رضى بالفداء فقال تعالى: مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {الأنفال: 67-68}.

    وقال: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا {الكهف: 28}.

    وهذه نزلت في قصة قريبة من قصة ابن أم مكتوم، فالنبي صلى الله عليه وسلم بشر قد يصدر منه ما يعاتبه عليه ربه ولا غضاضة في ذلك، كما بينا في الفتوى السابقة، وأما ما ذكره المتحدث الذي وصفت فإنه لا يعتمد على قوله ولا رأيه، فكتاب الله لا مجال فيه للأراء والأهواء والأمزجة الفاسدة، ولا ينبغي أخذ العلم عن كل من هب ودب، وانظر الفتوى رقم: 59761.

    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  3. #3
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    افتراضي




    رقـم الفتوى :
    38915
    عنوان الفتوى : سبب نزول سورة (عبس وتولى)


    السؤال

    في سورة عبس تفسيرها عن الرسول؟ فكيف يعبس الرسول؟

    الفتوى

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

    فالرسول صلى الله عليه وسلم بشر يجوز في حقه كل الصفات البشرية التي لا تقتضي نقصاً، وقد عبس في وجه الأعمى عبد الله بن أم مكتوم حين جاءه يسترشده، وكان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل يُعرِض عن الأعمى ويُقبل على المشرك طمعاً في إيمانه، وفي هذا نزل عتابه -صلى الله عليه وسلم- في سورة عبس.

    روى الترمذي في جامعه ومالك في موطئه وغيرهما من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: أنزل [عبس وتولى] في ابن أم مكتوم الأعمى، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول أترى بما أقول بأساً، فيقول: لا، ففي هذا أنزل.
    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  4. #4
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    افتراضي




    رقـم الفتوى : 59761
    عنوان الفتوى : سور القرآن الكريم كلها ثابتة متواترة


    السؤال



    أنا يدرسني أستاذ في التربية الإسلامية حيث قال لي إن سورة عبس لم تنزل على الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وإنما نزلت على سيدنا عثمان بن عفان علما أن الأستاذ شيعي واستند إلى آيات كريمة منها وإنك لعلى خلق عظيم وآيات أخرى , فما الدلائل إن وجدت لكي أواجهه بها , وجزاكم الله خيرا

    الفتوى




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فإن كان هذا الأستاذ ينكر أنها من القرآن الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كافر كفرا مخرجا من الملة، ثم إن هذا الذي ذكره يرده ما ثبت من نقل جميع القراء لها بأسانيدهم المتواترة عن الصحابة الذين نقلوها عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تناقلها المحدثون والمفسرون أيضا ونقلوا سبب نزولها، فما تفتح كتابا من كتب التفسير المعتمدة إلا وجدت تفسيرها وسبب نزولها، وقد روى سبب نزولها مالك والترمذي وغيرهما، كما سبق في الفتوى رقم: 38915,

    ثم إن من كان هذا مستوى حاله لا ينبغي أن تتعلم منه التربية الإسلامية. وراجع الفتوى رقم: 20215 والفتوى رقم: 30036.

    واعلم أن ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم لا ينافي ما هو معروف من حسن أخلاقه، فإن الذي حصل منه إنما هو عبوس سببه حرصه على اهتداء المشركين، وكان واثقا من أنه سيلقى ابن أم مكتوم في أوقات أخرى، وهذا العبوس لم يره ابن أم مكتوم رضي الله عنه لأنه كان أعمى، ولم يُرْوَ أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بما يؤذي ابن أم مكتوم أو يجرح شعوره.

    والله أعلم.


    المفتـــي: مركز الفتوى





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  5. #5
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    افتراضي



    الرد على شبهة:عبس وتولى أم عبست وتوليت

    عبس وتولى
    { عَبَسَ وَتَوَلَّى } * { أَن جَآءَهُ الأَعْمَى }

    ***أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن أم مكتوم ـ وعنده صناديد قريش " عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأمية بن خلف، والوليد بن المغيرة " يدعوهم إلى الإسلام، رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم .

    يجيء هذا الرجل الأعمى الفقير إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مشغول بأمر هؤلاء النفر. لا لنفسه ولا لمصلحته، ولكن للإسلام ولمصلحة الإسلام. فلو أسلم هؤلاء لانزاحت العقبات العنيفة والأشواك الحادة من طريق الدعوة في مكة؛ ولانساح بعد ذلك الإسلام فيما حولها، بعد إسلام هؤلاء الصناديد الكبار.
    فقال للنبي صلى الله عليه وسلم أقرئني وعلمني مما علمك الله ، وكرر ذلك ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه، وعبس وأعرض عنه ، عن من ؟
    أعرض عن الرجل المفرد الفقير الذي قد يعطل الرسول عن الأمر الخطير. الأمر الذي يرجو من ورائه لدعوته ولدينه الشيء الكثير؛ والذي تدفعه إليه رغبته في نصرة دينة، وإخلاصه لأمر دعوته، وحبه لمصلحة الإسلام، وحرصه على انتشاره!

    ولهذه المسألة وجهين :الوجه الأول: ظاهر الواقعة يوهم تقديم الأغنياء على الفقراء وانكسار قلوب الفقراء ، فلهذا السبب حصلت المعاتبة

    والوجه الثاني : هذا العتاب لم يقع على ما صدر من الرسول عليه الصلاة والسلام من الفعل الظاهر، بل على ما كان منه في قلبه ، وهو أن قلبه عليه الصلاة والسلام كان قد مال إليهم بسبب قرابتهم وشرفهم وعلو منصبهم، فلما وقع التعبيس والتولي لهذه الداعية وقعت المعاتبة .



    وفي الموضع سؤالات :
    الأول : أن ابن أم مكتوم كان يستحق التأديب والزجر، فكيف عاتب الله رسوله على أن أدب ابن أم مكتوم وزجره؟ وإنما قلنا: إنه كان يستحق التأديب لوجوه أحدها:


    أنه وإن كان لفقد بصره لا يرى القوم ، لكنه لصحة سمعه كان يسمع مخاطبة الرسول صلى الله عليه وسلم أولئك الكفار، وكان يسمع أصواتهم أيضاً، وكان يعرف بواسطة استماع تلك الكلمات شدة اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم بشأنهم، فكان إقدامه على قطع كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإلقاء غرض نفسه في البين قبل تمام غرض النبي إيذاء للنبي عليه الصلاة والسلام، وذلك معصية عظيمة .... لكن الله عاتبه لأن الأعمى يستحق مزيد الرفق والرأفة

    وثانيها: أن الأهم مقدم على المهم، وهو كان قد أسلم وتعلم، ما كان يحتاج إليه من أمر الدين، أما أولئك الكفار فما كانوا قد أسلموا، وهو إسلامهم سبباً لإسلام جمع عظيم، فإلقاء ابن أم مكتوم، ذلك الكلام في البين كالسبب في قطع ذلك الخير العظيم، لغرض قليل وذلك محرم

    وثالثها: أنه تعالى قال: { إَنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } [الحجرات: 4]

    فنهاهم عن مجرد النداء إلا في الوقت، فههنا هذا النداء الذي صار كالصارف للكفار عن قبول الإيمان وكالقاطع على الرسول أعظم مهماته، أولى أن يكون ذنباً ومعصية، فثبت بهذا أن الذي فعله ابن أم مكتوم كان ذنباً ومعصية، وأن الذي فعله الرسول كان هو الواجب ، وعند هذا يتوجه السؤال في أنه كيف عاتبه الله تعالى على ذلك الفعل؟...

    وهذا العتاب بسبب أن الرسول كان مأذوناً في تأديب أصحابه ، وكيف لا يكون كذلك وهو عليه الصلاة والسلام إنما بعث ليؤدبهم وليعلمهم محاسن الآداب، وإذا كان كذلك كان ذلك التعبيس داخلاً في إذن الله تعالى إياه في تأديب أصحابه... لكن هنا لما أوهم تقديم الأغنياء على الفقراء ، وكان ذلك مما يوهم ترجيح الدنيا على الدين، فلهذا السبب جاءت هذه المعاتبة.

    ***القائلون بصدور الذنب عن الأنبياء عليهم السلام تمسكوا بهذه الآية وقالوا: لما عاتبه الله في ذلك الفعل، دل على أن ذلك الفعل كان معصية، وهذا بعيد فإنا قد بينا أن ذلك كان هو الواجب المتعين لا بحسب هذا الاعتبار الواحد، وهو أنه يوهم تقديم الأغنياء على الفقراء، وذلك غير لائق بصلابة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإذا كان كذلك، كان ذلك جارياً مجرى ترك الاحتياط ، وترك الأفضل ، فلم يكن ذلك ذنباً البتة.

    لذلك نزلت هذه الآية ، { عبس وتولى. أن جاءه الأعمى }.. بصيغة الحكاية عن أحد آخر غائب غير المخاطب؛أي بلفظ الإخبار عن الغائب ، وفي هذا الأسلوب إيحاء بأن الأمر موضوع الحديث لا يحب الله ـ سبحانه ـ أن يواجه به نبيه وحبيبه، عطفاً عليه، ورحمة به ، وتعظيماً له ، وإكراماً له عن المواجهة بهذا الأمر،... فالله لم يقل: عبَستَ وتوليتَ.

    ***واعلم أن في الأخبار عما فرط من رسول الله ثم الإقبال عليه بالخطاب دليل على زيادة الإنكار، كمن يشكو إلى الناس جانياً جنى عليه، ثم يقبل على الجاني إذا حمى في الشكاية مواجهاً بالتوبيخ وإلزام الحجة

    واعلم أن ما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم لا ينافي ما هو معروف من حسن أخلاقه، فإن الذي حصل منه إنما هو عبوس سببه حرصه على اهتداء المشركين ، وكان واثقا من أنه سيلقى ابن أم مكتوم في أوقات أخرى، وهذا العبوس لم يره ابن أم مكتوم رضي الله عنه لأنه كان أعمى، ولم يُرْوَ أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بما يؤذي ابن أم مكتوم أو يجرح شعوره.


    ***وقال المستشرق (ليتنر) حيث قال : (( مرة أوحى الله إلى النبي وحيا شديد المؤاخذة ؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى , ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي، فلو كان محمد كاذبا -كما يقول أغبياء النصارى بحقه -لما كان لذلك الوحي من وجود ))
    ..................................................

    كتبة الاخ:السيف البتار

    شبكة بن مريم الاسلامية:منتدى الرد على الاباطيل





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  6. #6
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    افتراضي






    تفسير قول تعالى : عبس وتولى

    سؤال : جاء في سورة عبس :

    (( عَبَسَ وَتَوَلّى أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى وَهُوَ يَخْشَى فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى . ))

    روي أن ابن أم مكتوم أتى محمداً وهو يتكلم مع عظماء قريش، فقال له: أَقرِئني وعلّمني مما علّمك الله. فلم يلتفت محمد إليه وأعرض عنه وقال في نفسه: يقول هؤلاء الصناديد إنما اتَّبعه الصبيان والعبيد والسَّفلة. فعبس وجهه وأشاح عنه، وأقبل على القوم الذين كان يكلمهم.

    ونحن نسأل : كيف يراعي محمد أصحاب الجاه ويرفض الفقير والمسكين ويقطب وجهه للأعمى؟ أين هو من المسيح الذي لما جاءه الأعمى أحاطه بعطفه ورعايته وأعاد إليه البصر؟

    الجواب :
    الحمد لله ،
    جاء حول تفسير هذه الآيات الكريمات أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو عتبة وشيبة ابني ربيعة ، وأبا جهل ، والوليد بن المغيرة ، وغيرهم من كبار وصناديد قريش فأتاه ابن أم مكتوم الأعمى ، وقال له يا رسول الله : (( أقرئني وعلمني مما علمك الله تعالى )) ، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغل النبي بالقوم ، فكره رسول الله قطعه لكلامه ، وأعرض عنه عابساً ، فنزلت الآيات .

    وليس في القصة ما يفيد احتقاره صلى الله عليه وسلم للأعمى ، فإنه لم يعرض عن ابن أم مكتوم قصداً لإساءته ، ولا استصغاراً لشأنه ، وإنما فعل ذلك حرصاً منه على أن يتفرغ لما هو فيه من دعوة أولئك الأشراف ، وتهالكاً على إيمانهم ، لأنه كان يرجو أن يسلم بإسلامهم خلق كثير ، ويطمع في ذيوع أمره إذا انضم هؤلاء إليه ، وكفوا عن مناضلته والكيد له .

    وكان النبي _ إذن _ يبتغي بعمله التقرب إلى ربه ، كان جاداً في نشر الدعوة مستغرقاً فيما رآه أنفع لها وأجدى عليها ، وأقرب شىء إلى الطبيعة البشرية في هذه الحالة أن يعبس الإنسان إذا صرفه صارف عما هو بصدده ، كما فعل ابن مكتوم .



    ولكن ذلك كان على خلاف مراده تعالى فعاتبه عليه ، ونبهه إليه ، وبين له أن الصواب في ألا يعرض عن راغب في المعرفه مهما قل شأنه ، وألا يتصدى لمعرض عن الهداية وإن كان عظيماً ، لأن مهمته التبليغ ، وما عليه من شىء في كفر الناس أو إيمانهم .

    فكان النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كما يروى إذا رأى ابن مكتوم يبسط له رداءه ويقول : (( مرحباً بمن عاتبني فيه ربي ))

    ثم ألم يسأل المعترض نفسه أنه لو كان القرآن من عند محمد أكان يسمح لنفسه أن يضع هذه الآيات التي تعاتبه والتي سيقرأها الاجيال المتلاحقة من بعده؟!

    وقد أقر بهذا بعض المستشرقين ، مثل المستشرق (ليتنر) حيث قال : (( مرة أوحى الله إلى النبي وحيا شديد المؤاخذة ؛ لأنه أدار وجهه عن رجل فقير أعمى , ليخاطب رجلا غنيا من ذوي النفوذ، وقد نشر ذاك الوحي،فلو كان محمد كاذبا -كما يقول أغبياء النصارى بحقه -لما كان لذلك الوحي من وجود ))

    وبعد أن وضحنا أن زعم المعترض بأن الرسول الكريم يحتقر الاعمى ليس في محله ، لنرى الآن كيف نسب كتابه المقدس للمسيح من انه احتقر المرأة الكنعانية ووصفها بالكلبة !! وهذا طبقاً لما ورد في متى [ 15 : 26 ] :

    فعندما جاءت إمرأة كنعانية تسترحم المسيح بأن يشفى ابنتها رد عليها قائلاً : (( لا يجوز أن يأخذ خبز البنين ويرمى للكلاب !! ))

    فانظر كيف صدر هذا التعبير القاسى جداً لهذه المرأة من إله المحبة المزعوم !………..

    منتديات الدعوة الاسلامية





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  7. #7
    :: طالبة عفو ربى::
    الحالة : حفيدة الحميراء غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 1412
    تاريخ التسجيل : Oct 2007
    المشاركات : 5,810
    المذهب : سنيه
    التقييم : 31

     

     

    افتراضي






    رقم الإستشارة : 273328
    عنوان الإستشارة : شبهة: النبي صلى الله عليه وسلم غير معصوم من الخطأ


    الســؤال

    السلام عليكم ورحمة الله.

    هل الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الخطأ? هذا ما كنت أظنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم؛ لأن هناك من قال لي أنه غير معصوم وأنه يخطئ مثلنا, وقيل لي مثال يدل على دلك في آية: (عبس وتولى * أن جاءه الأعمى) وقيل لي أن هده الآية تدل أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في تعامله مع الأعمى, وبالتالي فهو غير معصوم.


    الجـــواب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت الفاضلة/ imen حفظها الله.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

    فإن هذا السؤال يحتاج منك أن تقفي على أصل إجابته، فإن عرفت أصل الإجابة عرفت بعد ذلك الجواب على جميع هذه الأسئلة الكريمة التي تفضلت بها، وأصل الجواب أن تعلمي أن الأنبياء –عليهم صلوات الله وسلامه – جميعًا معصومون من كبائر الذنوب، ومعنى كبائر الذنوب هي الفواحش التي حرمها الله جل وعلا، وبيَّن أنها من الخطايا العظيمات وذلك كالزنا والسرقة والنميمة ونحوها من كبائر الذنوب، وهذا قد عُصم منه جميع الأنبياء – عليهم جميعًا صلواتُ الله وسلامه– وهذا قد نُقل الاتفاق عليه من أهل العلم – عليهم رحمة الله جميعًا - .

    وأما صغائر الذنوب فهذه قد وقع فيها خلاف بين أهل العلم، فهل يصح أن يقع من نبي من الأنبياء صغيرةٌ من الصغائر؛ فهذا فيه نزاع من أهل العلم على قولين اثنين:

    فالقول الأول أنه يسوغ ذلك، وحكوا فيه قول الله جل وعلا: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى}، أي وقعت منه مخالفة لأمر ربه، والقول الثاني: أنهم معصومون من الصغائر وأن ما يقع من الأخطاء في حقهم إنما يقع بتأويل وقصد حسن، وكلا القولين لهما وجه ولهما أدلة ظاهرة.

    والمقصود أن الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم– معصومون من كبائر الذنوب كما أشرنا، وأما الصغائر فقد وقع الخلاف في ذلك.

    إذا عُلم هذا فإن نبينا - صلوات الله وسلامه عليه – معصوم من الكبائر والصغائر، فقد عصمه الله جل وعلا من أن يرتكب كبيرة من الكبائر كإخوته الأنبياء - عليهم جميعًا صلوات الله وسلامه – وعصمه الله من ارتكاب الصغائر، فلا يقع منه صغيرة ولا يتعمد ذنبًا – حاشه صلواتُ الله وسلامه عليه – فإنه على الدوام في أجل المقامات وفي أعظم الرتب، بل إنه - صلوات الله وسلامه عليه – لا يغيب ذكر الله عن قلبه حتى وهو نائم، حتى إنه قال - صلوات الله وسلامه عليه -: (إنه ليغان على قلبي فأستغفر الله من ذلك) أخرجه مسلم في صحيحه. أي إن النبي - صلى الله عليه وسلم– يحصل له ما قد يقع للنفس البشرية في أمر ذكر الله جل وعلا فيحصل الغين وهو أقل ما يمكن أن يقع في هذا المقام، فإن المؤمن العادي يكاد أن يقع له ما يشبه الغين في أمر ذكر الله، فيغيب عن ذكر الله ويتغافل عن ذلك، وأما نبينا - صلوات الله وسلامه عليه – فقلبه ذاكرٌ لله وهو نائم فكيف عند يقظته وعند صحوه - صلوات الله وسلامه عليه -؟ فمن كان هذا شأنه لا يتصور وقوع المعصية منه صغيرة كانت أو كبيرة، فليعلم ذلك فإنه من أوكد العلم.

    وأما ما أشرت إليه من هذه الآيات الكريمات، فإننا نود أن نبيِّن لك معناها أولاً ليظهر لك المقصود منها وتندفع بذلك الشبهة، وأصل ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم – كان ذات يوم واقفًا مع بعض وجهاء قريش من كبارهم وعظمائهم لما كان - صلوات الله وسلامه عليه – يرجو إيمانهم وإسلامهم ليسلم الناس من ورائهم، فبينما هو يكلم هؤلاء النفر إذ دخل عليه عبد الله بن أم مكتوم الأعمى – رضي الله عنه وأرضاه – وكان ممن أسلم قديمًا، فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم – يكلم هؤلاء النفر من وجهاء الناس إذ قال له عبد الله بن أم مكتوم مقاطعًا: علمني يا رسول الله مما علمك الله، وكان يسأله عن آية، فلم يعجب ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم – لأنه كان مقبلاً على كلام القوم وكان مشغولاً في الحديث معهم عن الإيمان وعن دعوتهم إلى الله جل وعلا، فقطَّب وجهه الشريف وأعرض عن ابن أم مكتوم وواصل الكلام معهم.

    فهذا أصل القصة التي وقعت، فأنزل الله جل وعلا هذه الآيات الكريمات: {عَبَسَ وَتَوَلَّى} أي قطَّب وجهه الشريف وأعرض عن ابن أم مكتوم عندما جاءه يسأله {أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} أي بسبب أن جاءه الأعمى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى} يقول جل وعلا: ما يدريك يا أيها النبي أن هذا الأعمى الذي جاءك لعله أن يتزكى وأن يتطهر بما يحصل له من العلم والنور الذي تعلِّمه إياه {أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى} أي تحصل له الذكرى بما علَّمته،
    ثم قال تعالى: {أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى} أي هؤلاء النفر الذين كفروا بالله وهم قد استغنوا بما عندهم من الدنيا تتصدى لهم بالدعوة والكلام، {وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى}. أي ليس من شأنك هدايتهم وإنما الهداية بيد الله وإنما عليك البلاغ، {وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} أي هذا المؤمن الذي جاءك يطلب التعلم ويطلب النور، فأنت تتشاغل عنه بالكلام مع هؤلاء، ثم قال تعالى: {كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ} وهذا إرشاد بليغ للنبي - صلوات الله وسلامه عليه – أن يسوي بين الناس في الدعوة إلى الله جل وعلا فينظر الفقير وينظر الغني والكبير والصغير والذكر والأنثى، وأن يوكل أمرهم إلى الله، فقلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.

    فإذا ثبت هذا، فقد علمت أنه لم يقع من النبي - صلوات الله وسلامه عليه – أي ذنب في هذا المقام، وإنما غايته أنه - صلوات الله وسلامه عليه – ترك ما هو الأولى عند الله جل وعلا، وهذا اجتهاد منه - صلوات الله وسلامه عليه – بل هو مأجور عليه؛ لأنه إنما فعل ذلك طلبًا لطاعة الرحمن وحبًّا في هداية الناس، فهو مأجور باجتهاده، فهذا ليس في حق النبي - صلى الله عليه وسلم – بل إن العالِم إن أفتى في مسألة وبذل جهده فيها فأخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران؛ كما قال - صلوات الله وسلامه عليه-: (إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر) فهذا في حق أفراد أمته فكيف به - صلوات الله وسلامه عليه -؟

    إذا عُلم هذا، فليُعلم أن هذه الآية يتمسك بها كثير من الناس ليبينوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أذنب وقد أخطأ في ذلك، وليس هذا بصواب، بل الصواب ما قدمناه لك فاعرفيه واحرصي عليه، وانشري هذا العلم النافع بين أخواتك المؤمنات وبين أهلك؛ فإن هذا يدفع الشبهة وأيضًا يعين على توقير النبي - صلوات الله وسلامه عليه – وإنزاله المحل اللائق به، بأبي وأمي هو - صلوات الله وسلامه عليه-.

    ونسأل الله عز وجل أن يحشرنا وإياكم في زمرته، وأن يجعلنا جميعًا من أتباعه، وأن يحيينا على سنته، وأن يميتنا عليها، وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى، إنه هو أرحم الراحمين وهو أكرم الأكرمين.

    وبالله التوفيق، وكل عام وأنتم بخير.





    «« توقيع حفيدة الحميراء »»
    ]









    فهي[glint] أم المؤمنين .. وحبيبة رسول رب العالمين .. المُطهَّرة بآيات الكتاب المبين وأنَّ من قذفها [/glint]إن لم يتب فعليه لعنة الله ومآله جهنم هو فيها من الخالدين .. لتكذيبه لرب العالمين ..
    ولطعنه بعرض سيد الأولين والآخرين , قاتل الله الشيعة الحاقدين !

    ـــ ،،، ـــ
    لـــــن يلــــــــوث عرض
    أمى عائشة وفينا عيـــن تطــــــرف

    ـــ ،،، ــ
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً

  8. #8
    عضو
    الصورة الرمزية محمد السباعى
    الحالة : محمد السباعى غير متواجد حالياً
    رقم العضوية : 9108
    تاريخ التسجيل : Apr 2011
    الجنـس : رجل
    المشاركات : 8,097
    المذهب : سني
    التقييم : 120

     

     

    افتراضي


    جزاك الله خيرا





    «« توقيع محمد السباعى »»

تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شرح قوله تعالى ( الخبيثات للخبيثين ) والتوفيق بينها وبين حال امرأتي نوح ولوط
    بواسطة حفيدة الحميراء في المنتدى قسم للقرآن الكريم وعلومه والأحاديث الشريفة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 08-06-2019, 01:56 PM
  2. رد الشبهة الواهية وبيان الحقيقة الواضحة،في قوله تعالى: {قال الذي عنده علم من الكتاب}
    بواسطة حفيدة الحميراء في المنتدى بوابة الرد على الصوفية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-05-2017, 10:25 AM
  3. تفسير قوله - تعالى - : يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
    بواسطة حفيدة الحميراء في المنتدى قسم للقرآن الكريم وعلومه والأحاديث الشريفة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-15-2016, 12:25 AM
  4. تفسير قوله تعالى: وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا
    بواسطة حفيدة الحميراء في المنتدى قسم للقرآن الكريم وعلومه والأحاديث الشريفة
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 07-11-2015, 10:31 AM
  5. رد الشبهة الواهية وبيان الحقيقة الواضحة،في قوله تعالى: {قال الذي عنده علم من الكتاب}
    بواسطة حفيدة الحميراء في المنتدى قسم كشف الشبهات والرد عليها
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-28-2008, 02:02 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)

تفسير قوله تعالى: (عبس وتولى)