......... تــتــــمــــة
يقول تعالى : قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ [الأعراف : 16]ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ [الأعراف : 17]
هذه الآيات تدل على إستراتيجية إبليس في إغواءه للناس وما أوردتُها إلا جواباً على طرحك أنّ إبليس هو النّفس و ما أوردتَه من آيات في استشهادك على طرحك هذا فعندما قال تعالى : {فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (30) سورة المائدة. نعم النفس هي التي سولت له قتل أخيه فإذا ما عدنا إلى إستراتيجية إبليس كما بينها الله عز وجل فإننا نجده في أماكن الطاعة لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ فدور إبليس هنا كان في بذر فكرة القتل وذلك من خلال الوسوسة وبالمختصر كي لا أطيل فأضطر لسوق القصة كما جاءت في الإسرائيليات خلاصة القول أن ابليس لا يأتي للعاصي في مكان معصيته وإنما يأتي الطائع في مصلاه أما عن سورة يوسف عليه السلام فقد نسب السوء لنفسه لأنها قبلت وسوسة ابليس وذلك عندما هم بارتكاب الفاحشة لولا أن رأى برهان ربه وألفت انتباهك للآيات التالية :
قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ [يوسف : 5]
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ [يوسف : 42]
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ [يوسف : 100]
والشيطان في الآيات الثلاث ما هو إلا ابليس أو أحد جنوده
أما ما ذكرته من عدل الله فعدل الله كامل وكائن في كل ما أراد كيف أراد . وإلا فبيّن لي العدل يا من استطعت أن تفهم عدل الله وتبينه في حالة وفاة شاب بلغ وجرى عليه القلم والتكليف فمات بعدد من الحسنات فاق السيئات بعد بلوغه بعام وشاب مات بعد بلوغه بسنتين في السنة الأولى فاقت حسناته سيئاته وفي الثانية طغت سئاته على حسناته فلم أمات الأول على طاعة والآحر على معصية ؟ وأعفيك من الاجابة لأني أعتبر هذا النوع من الأسئلة إذا طرح للتشكيك فهو سخف ولكن طرحته لأبيّن لك تجرؤك على ما يخص الله وأنت لم تدرك نفسك بعد!
والسلام على من اتبع الهدى
صالح جمعة 23/10/2007 الموافق 11/10/1428[/center]