بسم الله الرحمن الرحيم .
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أشرف الخلق و المرسلين , و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين .
صديقي العزيز جمعه ,
للتذكير فقط .تعلم أنني لست في حاجة مطلقا , للي عنق تعريف الغيب مثل ما تفعل أبدا . فأنا لا أجد داع لذلك أبدا . ففهمنا و الحمد لله منسجم مع كتاب الله و مع العلم و مع الواقع .
لكنك بعد أن جعلت الجن من الغيب المطلق , رحت تلتمس مخرجا بعد الحجج القاطعة التي تخرج الجن من الغيب .
فوجدتك تنسب الجن للغيب مرة و تخرجه مرة .و هذا يكفي لإثبات إنهيار التصور السطحي لديكم حول الجن .
قولك : ((علم في أنه مخلوق من نار ( لأنّ الله أعلمنا بذلك )).
لا تتناسى يا صديقي العزيز الأسئلة التي لم تجب عليها .فقد سألتكم جميعا : أين وجدتم في كتاب الله أن الجن خلقت من نار ؟.
شيئان فقط ذكر الله خلقه إياهما من نار .و هما : إبليس . و الجان , في سورة الرحمن و سورة الحجر . و لم يرد في كتاب الله أبدا أن الجن مخلوقة من نار .و بالطبع ليس لديكم فرق يذكر بين الجان و الجن و إبليس .
بل تأخذون كل آية على حدى , قراءة الجرائد . و في النهاية تقدمون كما رهيبا من التصورات المتناقضة .
و عليك لكي تهتدي لحقيقة الجن , و الجان , و الشيطان و إبليس , أن تتناول القرآن الكريم من الفاتحة حتى الناس .و لا تتجاهل أية آية قرآنية .و إلا أخطأت طريق الحق تماما .كما هو حال مدرستك .
-قياسك الفاسد بين الملائكة و الجن لا يحتاج إلى رد أصلا . لكنني أطلب منك تقديم أسماء بعض من الجن وردت في كتاب الله الحكيم . أرجو ألا تقول إبليس .و ألا تتوجه إلى كتب القرون الوسطى .
قولك : ((فمثلما اجتمع فيه الغيب والعلم اجتمع في الجن
هل كنت مخطئاً وما هوخطأي وما الصواب )).
بالتأكيد كلامك هذا خطأ مركب .و ليس في حاجة لشرح و لا لبيان .فقياسك بين جبريل –عليه السلام- و بين الملائكة , قياس باطل تماما.
و لكي أعيد لك الصورة الحقيقية لديكم , الجن مثل البشر عندكم تماما باختلاف بسيط و هي أنها لا ترى .إلا إذا شاء الجن أنفسهم ذلك .فيتشكلون لملأ الدنيا عبثا .و ليت هذا صحيح .و أتحداك و أنا على يقين أن تثبت تشكل الجن.
فالجن عندكم من الثقلين , أي لهم وزن و كتلة , و حيز .لكن هذا الزعم للإستهلاك السريع و المحلي , فلا دليل عليه أبدا .و من كانت له كتلة و حيز , و وزن كان حتما مقيدا بهما .فهل سيخلق نفسه في شكل آخر ؟.
و لنفترض جدلا, أن جنيا يزن 100 كيلوغرام , يتشكل في شكل عصفور صغير وزنه لا يتعدى 200 غرام . فأين سيذهب باقي الوزن ؟.
نكتة حلوة , إيه رأيك ؟.
يحفظ في مكان بارد ربما .
مع أنني لا أحب تشتيت الموضوع , أنا الآن بصدد قراءة كتاب السيرة المطهرة .الكاتب الأستاذ الفاضل مصطفى ثابت . و هي فعلا سيرة مطهرة .و لله الحمد و الشكر .
و لن تراها كذلك لسبب بسيط , و هو منطلقك العدائي للأحمدية . خاصة و أن موضوع الجن في القرآن الحكيم , أسقط عنكم ورقة التوت يا صديقي العزيز .
-هل توقف الجن الشبحي اليوم عن التشكل ؟.
و لا حاجة لي للقول أنه من جيلاتين أبدا , و لا من أي مادة أخرى .بل ربما تمهد أنت للزعم بأنه من مادة لا ترى و لا تلمس ,لكنها تأكل و تشرب و من الغيب مرة و ليست من الغيب مرات .
بعبارة أخرى , اصبح استدلالك يا صديقي العزيز لا يستند لا للقرآن و لا للسنة الصحيحة , و لا للعلم و لا للواقع .
غير أنك لو استعملت عبارة بسيطة لنابت عن الكثير من التخبط و هي : أن عقيدتكم تقوم على الاستسلام للفهم الموروث على خرافته , و على سطحيته , و على مناقضته للقرآن الحكيم و للواقع .
ورطة أخرى أوقعت بها نفسك , و من قيد نفسه فهو حر .و الحر بمعنى آخر يعترف بالحق .فعد للحق يا صديقي العزيز .
- تصوركم للجن يا سيدي الكريم , لا علاقة له بالنظرية النسبية و لا بآنشتاين أبدا . و مثال التفاحة التي يتناولها الجن , عقبة خطيرة لن تنج منها أبدا . و أنتظر شرحك للنسبية هنا .
- أليس هذا تطنيشا ؟؟؟.
لا تزال حتى الآن تراوح مكانك , و عليك الإعتراف الصريح بأن من يأكل و يشرب ليس من الغيب أبدا .
أرجو أن تصارح نفسك .
هذا حتى نمر لنقاط أخرى قد تهاوت كلها في تصوركم الخرافي للجن .
عن قولك أنني ما نسبت كلامي لعالم .
أجيبك كلامي يستند لكلام الحق علام الغيوب .كتابا حكيما هو القرآن المجيد كلا متكاملا , من غير نسخ و لا نقصان , و من غير تجزئة أبدا .
أما عن العلماء , فخلاصة كلامي من فضل علماء الأحمدية الأخيار الأطهار , بدءا بالإمام المهدي , ثم المصلح الموعود الخليفة الثاني , و سائر الخلفاء من بعدهم , و من كتب الأساتذة الأفاضل : محمد حلمي محمد الشافعي –رحمه الله .
الأستاذ هاني طاهر , حفظه الله .
الأستاذ الفاضل : سليم الجابي (( المفكر السوري الكبير )) .
و غيرهم كثير و الحمد لله .
بعض ما ورد في ردودي و المتعلق بحقيقة إبليس , و الجان المذكور في سورتي الحجر و الرحمن , (( أقول بعض )) من محاولاتي الطويلة جدا جدا في تدبر كتاب الله الحكيم . و علمت أن الله لا يظلم مثقال ذرة .فلا يصح أن أعتقد أنه سلط علي جنيا أو شيطانا أو جانا أو إبليسا , فيفعل بي ما يفعل ثم يحاسبني ربي على ما بدر مني مكرها مقهورا .
المفضلات