بسم الله الرحمن الرحيم .
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أشرف الخلق و المرسلين , و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين .
تلخيصا للحوار حول حقيقة الجن في القرآن الكريم و السنة النبوية الشريفة :
1-تعريف الجماعة الإسلامية الأحمدية : الجن إسم وصفي و ليس إسما لعين .
و هو تعريف كامل و شامل , يتطابق دائما مع جميع مصاديق هذه الكلمة الوصفية .
و لا وجود للجن ككائنات حية , عاقلة و مكلفة .
الأدلة :
كتاب الله الحكيم , كاملا دون نسخ و لا نقصان و لا تعارض . فلا خليفة في الأرض غير الإنسان الكائن العاقل , المكلف الوحيد .
جميع المخاطبين بالقرآن العاقلين المكلفين أنشأهم الله من نفس واحدة . و أدلة كثيرة جدا جدا .
عندكم :
ليس لديكم تعريفا للجن أصلا .تصوركم مذبذب غير منسجم و لا متكامل . كله تناقضات و تخبطات . يتعارض مع كتاب الله صراحة .
فقد جعلتم في الأرض خليفة ثان دون دليل . و جعلتم الجن من نشأة أخرى مغايرة للإنسان , و دون دليل .
التناقضات في تصوركم لا حصر لها , و لا إجابة أبدا .
أدلتكم :
تتوهمون أن دليلكم هو القرآن و السنة .
لكنكم تتعارضون مع كتاب الله بفهمكم السطحي .و بتجزئتكم للقرآن في فهم موضوع الجن .تتوجهون بالوحي , كتابا و سنة نحو معان خرافية يدحضها القرآن و يكذبها العلم و الواقع .
إحتجاجكم بفهمكم الخاطئ لكتاب الله و سنة رسوله .يبين قصور تصوركم .فأنتم لا تملكون دليلا واحدا يثبت تصوركم للجن , يصلح أن تقدمونه للبشر جميعا .
فاستدلالكم من قبيل الإستهلاك المحلي و الفوري فقط. لفئة من البشر أقفلت عن عقولها و استسلمت للراسخ الخاطئ .
2- قدمت لكم كثيرا من مصاديق كلمة الجن .و الجان و إبليس و الشيطان , و أثبت لكم أنها لا تخرج قيد أنملة عن إطار تعريفنا الكامل الشامل للجن .
بالنسبة لكم , تزعمون وجود الجن ككائنات حية , عاقلة و مكلفة , تأكل و تشرب , تمس الناس , تهينهم , تتزاوج حتى من الناس , فضلا عن كونها مكونة من ماء , لكن لتسويغ هذه الخرافة تزعمون أنها من الغيب . و هو محال من القول باستثناء الأخ جمعه , لم يحاول غيره تبرير هذه المغالطة الرهيبة.
و لكونها مغالطة ينسفها القرآن , و يدحضها العلم و الواقع , لم ينج الأخ جمعه من تخبط , أحسبه فضيحة تامة المعالم .فبعدما جعل الجن من الغيب المطلق , حاول تدارك نفسه , بالزعم أن الجن من الغيب في أمور و من العلم في أمور أخرى .
و لم يتمكن حتى اليوم , من تقديم مثال واحد على كائن واحد يأكل و يشرب و يتكون من ماء , و له ثقل و وزن و حيز , و هو من الغيب . و لن يكون له و لا لغيره ذلك أبدا .
3- باقي نقاط موضوعي حول إنهيار التصور التقليدي للجن , لم يحاول أحد منكم الرد عليها .
هل الجن كائنات عاقلة ؟. للرفع كما تقولون .
هل يتشكل الجن ؟.
هل يبين القرآن مناسك الجن ؟
هل للجن حضارة ؟.
مهمة الجن الجن عندكم , تتلخص في كل حقير و دنيء .و لم يقدم أحد منكم إسم نبي واحد من الجن , و لا غسم شهيد و لا إسم مجاهد في سبيل الله من الجن .
الجن كانت تعمل , و تنتج أشياء كثيرة بين يدي نبي الله سليمان –عليه السلام - .فلماذا عجزتم عن تقديم شيء بسيط من منتوجات الجن اليوم ؟.
هل انقرض الجن العاملون اليوم ؟.و لم يبق غير الجن الحقير ؟.
هل من الجن شيعة سنة كما يدعي السيد وحيد عبد السلام بالي ؟.و ما دليله ؟.
و الأسئلة لا حصر لها . عالقة دون رد و لا إجابة فضلا عن الدليل.
4.-إبليس :
قدمت تصوري لإبليس , بفهم مستنبط من القرآن كله . و بينت أن إبليس ليس سوى النفس البشرية عندما تنحدر إلى دركات النفس الأمارة بالسوء .
و هي قرين هذا الجسد المادي للإنسان , حتى الموت .و هي الشيطان في بعض مصاديق كلمة الشيطان .
بالنسبة لكم :
إستحى الجمع و لم يجرأ أحد على تقديم تصوركم لإبليس .و السؤال لماذا ؟.
ترون أن إبليس , كائنا حيا عاقلا و مكلفا , و لا يرى . شكله قريب من شكل الإنسان لكنه بشع .لذلك ستره الله فلا نراه ربما رحمة بنا .تبرير متهاوي .فإبليس و الجن عندكم يتشكلون .
أسئلة ما تزال عاقلة حتى اليوم :
-كيف دخل إبليس الجنة , و هي للمتقين بنص القرآن ؟. للرفع .
-كيف يخاطب الله إبليس و في الجنة ؟.هل صار نبيا ؟ للرفع .
-هل ما يزال إبليس حي حتى اليوم ؟.و من يوم آدم عليه السلام ؟.
-أليس من الظلم و العياذ بالله أن يسلط الله على الإنسان هذا الكائن بهذه المواصفات ؟.خاصة كونه ( إبليس ) حيا و عاقلا و مكلفا ؟. و الله لا يظلم مثقال ذرة . فأي إساءة هذه في حق الحق جل و علا .سبحانه عما يصفون .
-لا دليل لديكم , و إلى أن تقوم الساعة يثبت وجود إبليس بهذه المواصفات للبشر جميعا .و لا ينفعكم الإستدلال بالفهم الخاطئ للقرآن و السنة . حيث سيبقى ذلك الإستدلال عبثيا , موجها للإستهلاك المحلي و الفوري .
5-القرين :
بينت أن القرين , تعني : الصاحب , كما تعني المقترن الملازم . و بينت أن المقصود من القرين في حديث الرسول الأكرم محمد-ص- ليس سوى نفسه المطمئنة على الدوام .فلا تأمره إلا بخير .
عندكم :
ترون أن القرين شيطان . و بهذا ترون ا، رسول الله محمد-ص- يعيش فيه شيطان . و علقت عندكم أسئلة كثيرة لم يحاول أحدكم الإجابة عنها .
- تعارض هذا التصور المسيئ إلى رسول الله مع القرآن الكريم صراحة.الآيتين 221 و 222 من سورة الشعراء .و تجاهلتم هذه النقطة .للرفع .
- يفر الشيطان من عمر ابن الخطاب –رع- لكنكم تقبلون أن يعيش في رسول الله . سبحان الله عما يصفون .
6-تشكل الجن :
عندنا لا جن و لا تشكل .و البينة على من ادعى .
عندكم : تتشكل في صور عديدة منها صور البشر .لكن الدليل .لا يوجد .
تشكل الجن عبث مرير لا يستقيم مع عدل الله سبحانه و إحكامه ملكوته .
على فرض صحة هذا الهراء , تشكل جني يزن 100كلغ في صورة قط يزن 5كلغ .فأين ذهب باقي الزون ؟. للرفع .
و العكس أيضا .
7- طرحت عينة من الفهم السطحي و الخرافي للجن , و هي فتوى لأحد كبار علمائكم , حول حراسة البيت من الجن بالملح و رشه في زوايا البيوت .و بينت المعنى المستقيم و الإعجازي لحديث رسول الله.
و لم يحاول أحدكم النطق بكلمة الحق .فلا ينبغي للعالم أن يشوه صورة الإسلام و العقيدة الإسلامية .مع ذلك تجاهلت قول الحق و استسلمتم للخرافة و السطحية .
8- عدمتم الدليل في إثبات وجود الجن .شأنكم شأن جميع من حاورتهم حتى الآن , من فؤاد العطار إلى آخر المتدخلين اليوم .مع ذلك لا يجرأ أحدكم للبحث في موضوع إحراق الجني بالقرآن الكريم .الذي أنزله الله رحمة للثقلين , فصار بفهمكم محرقة لنصفهم .
و سوغتهم للرقاة الكذبة ممارسات بدعية محض. فهل كاتم الحق شريف نبيل ؟.
المآخذ لا تنتهي , و هناك المزيد , لكن أرجو التحلي بالموضوعية و العلمية .و أهم من هذا و ذاك , إحترام كتاب الله القرآن المجيد . فكما لا يصح تحريفه حرفا .بإضافة كلمة الجن إلى جانب كلمة الناس , لا يصح تحريف المعنى بإضافة شمول الجن في آي القرآن الكريم .
فإن قرأت قول الحق : {الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ} (1) سورة إبراهيم.
علمت أن مهمة الرسول الأكرم محمد-ص- هي إخراج الناس فقط من الظلمات إلى النور .و لا يصح لي إضافة كلمة الجن أو إضافة معناها .
فلنتق الله في كتاب الله , و في سنة رسوله .و لا ينبغي لنا التوجه بالوحي نحو الخرافة المسيئة لدين إرتضاه الله للناس جميعا .
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
المفضلات